Translate

الجمعة، 2 سبتمبر 2022

ج 1.ووج2. تابع تفسير الإمام بن أبي العز سورة المائدة ودراسة حول تفسيره

 

تابع تفسير الإمام بن أبي العز

سورة المائدة 

[قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}[1]]... لفظ الآية لا يخالف ما تواتر من السنة، فإن المسح كما يُطلق ويراد به الإصابة، كذلك يطلق ويراد به الإسالة، كما تقول العرب: تمسحت للصلاة[2]. وفي الآية ما يدل على أنه لم يرد بمسح الرجلين المسح الذي هو قسيم الغسل، بل المسح الذي الغسل قسم منه، فإنه قال: {إِلَى الْكَعْبَيْنِ}، ولم يقل: إلى الكعاب، كما قال: {إِلَى الْمَرَافِقِ} فدلّ على أنه ليس في كل رجل كعب واحد، كما في كل يد مرفق واحد، بل في كل رجل كعبان، فيكون تعالى قد أمر بالمسح إلى العظمين الناتئين، وهذا هو الغسل، فإن من يمسح المسح الخاص يجعل المسح لظهور القدمين، وجعل الكعبين - في الآية - غاية يرد قولهم[3]. فدعواهم[4] أن الفرض مسح الرجلين إلى الكعبين اللذين هما مجتمع الساق والقدم عند معقد الشراك مردود بالكتاب والسنة.

 

وفي الآية قراءتان مشهورتان النصب والخفض[5]، وتوجيه إعرابهما مبسوط في موضعه[6]، وقراءة النصب نص في وجوب الغسل؛ لأن العطف على المحل إنما يكون إذا كان المعنى واحداً، كقوله[7]:

 

فلسنا بالجبال ولا الحديدا

...  ...  ...  ...

 

وليس معنى مسحت برأسي ورجلي، هو معنى مسحت رأسي ورجلي، بل ذكر الباء يفيد معنى زائداً على مجرد المسح، وهو إلصاق شيء من الماء بالرأس[8]، فتعين العطف على قوله: {وَأَيْدِيَكُمْ}[9]... وفي ذكر المسح في الرجلين تنبيه على قلة الصب في الرجلين، فإن السرف يعتاد فيهما كثيراً[10].

 

[وقال أيضاً]: قوله تعالى: {فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ}[11]... (من) هنا للتبعيض، لا للغاية [12]. أي: ألصقوا بوجوهكم وأيديكم بعضه. قال الزمخشري في الكشاف[13]: فإن قلت: قولهم إنها لابتداء الغاية قول متعسف، ولا يفهم أحد من العرب قول القائل: مسحت برأسه من الدهن ومن الماء ومن التراب إلا معنى التبعيض. قلت: هو كما تقول[14]، والإذعان للحق خير من المراء. انتهى[15].

 

... قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}[16]...ذكر في سبب نزول الآية الكريمة عن ابن جريج، عن  عكرمة أن عثمان بن مظعون، وعلي بن أبي طالب، وابن مسعود، والمقداد بن الأسود، وسالماً مولى أبي حذيفة  رضي الله عنهم في صحابة  تبتلوا، فجلسوا في البيوت، واعتزلوا النساء، ولبسوا المسوح[17]، وحرموا طيبات الطعام واللباس، إلا ما يأكل ويلبس أهل السياحة من بني إسرائيل، وهموا بالاختصاء، وأجمعوا لقيام الليل وصيام النهار، فنزلت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} يقول: لا تسيروا بغير سنة المسلمين، يريد ما حرموا من النساء والطعام واللباس، وما أجمعوا له من قيام الليل وصيام النهار، وما هموا به من الاختصاء، فنزلت فيهم، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم إليهم، فقال: "إن لأنفسكم عليكم حقاً، وإن لأعينكم حقاً، صوموا وأفطرواً، وصلوا وناموا، فليس منا من ترك سنتنا". فقالوا: اللهم سلمنا واتبعنا ما أنزلت[18].

 

قال تعالى: {إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ}[19] {فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً}[20] {وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}[21] لا خلاف أن كل واحد من الاسمين في هذه الآيات لما أُفرد شمل المقل والمعدم، ولما قرن أحدهما بالآخر في قوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ}[22] الآية، كان المراد بأحدهما المقل، والآخر المعدم[23]، على خلاف فيه[24].

 

وكذلك الإثم والعدوان، والبر والتقوى، والفسوق والعصيان. ويقرب من هذا المعنى الكفر والنفاق، فإن الكفر أعم، فإذا ذكر الكفر شمل النفاق، وإن ذكرا معاً كان لكل منهما معنى، وكذلك الإيمان والإسلام، على ما يأتي الكلام فيه، إن شاء الله تعالى[25].

 

... قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}[26]... هذه الآية نزلت بسبب أن الله  سبحانه  لما حرَّم الخمر، وكان تحريمها بعد وقعة أُحد، قال بعض الصحابة: فكيف بأصحابنا الذين ماتوا وهم يشربون الخمر ؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية[27]، بيَّن فيها أن من طعم الشيء في الحال التي لم يُحَرَّمْ فيها فلا جناح عليه إذا كان من المؤمنين المتقين المصلحين، كما كان من أمر استقبال بيت المقدس[28].

 

...عن عمر رضي الله عنه  في قوله تعالى:{أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ}[29] قال: صيده ما اصطيد، وطعامه ما رُمي به.

 

وقال ابن عباس  رضي الله عنهما  طعامه ميتته، إلا ما قذرت منها[30].

 

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خرج رجل من بني سهم مع تميم الداري وعدي بن بدّاء فمات السهمي بأرض ليس بها مسلم، فلما قدموا بتركته فقدوا جاماً من فضة مخوصاً بذهب فأحلفهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وجدوا الجام بمكة فقالوا ابتعناه من تميم وعدي بن بدّاء فقام رجلان من أوليائه فحلفا لشهادتنا أحق من شهادتهما، وأن الجام لصاحبهم، قال: وفيهم نزلت هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ}[31] رواه البخاري وأبو داود[32].

 

 

سورة الأنعام

 

قال تعالى: {وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكاً لَقُضِيَ الأَمْرُ}[33] قال غير واحد من السلف: لا يطيقون أن يروا الملك في صورته، فلو أنزلنا إليه ملكاً، لجعلناه في صورة بشر، وحينئذ يشتبه عليهم، هل هو بشر أو ملك[34]؟. ومن تمام نعمة الله علينا أن بعث فينا رسولاً منَّا[35].

 

... قال تعالى: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}[36] أي وأنذر من بلغه[37].

 

... في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال  لما نزل قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ...}[38] : "أعوذ بوجهك" {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} قال: "هاتان أهون"[39].

 

... ذكر... الخلال في كتاب السنة بسنده إلى محمد بن سيرين، أنه قال: إن أسرع الناس ردة أهل الأهواء، وكان يرى هذه الآية نزلت فيهم {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ}[40].

 

... قوله تعالى  في سورة الأنعام: {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآياتِهِ مُؤْمِنِينَ}[41]وقوله تعالى: {وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ}[42] الآيتان، وقوله تعالى في سورة الأنعام: {وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ}[43]الآية فقد أمر الله سبحانه بالأكل مما ذكر اسم الله عليه، وعلق ذلك بالإيمان، وأنكر على من لم يأكل مما ذكر اسم الله عليه، ونهى عن الأكل مما لم يذكر اسم الله عليه وقال: {وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ} وأن الأكل[44] مما لم يذكر اسم الله عليه لفسق[45].

 

قال تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا}[46] أي: كان ميتاً بالكفر فأحييناه بالإيمان[47].

 

.... قال تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الأِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الأِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ}[48]فاستمتاع الإنسي بالجني في قضاء حوائجه، وامتثال أوامره، وإخباره بشيء من المغيبات، ونحو ذلك، واستمتاع الجن بالإنس تعظيمه إياه، واستعانته به، واستغاثته، وخضوعه له[49].

 

... قال تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالأِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ}[50]... الرسل من الإنس فقط، وليس من الجنِّ رسول، كذا قال مجاهد[51] وغيره من السلف والخلف. وقال ابن عباس  رضي الله عنهما : "الرسل من بني آدم ومن الجن نذر"[52] و ظاهر قوله  تعالى حكاية عن الجن : {إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى}[53] الآية، يدل على أن موسى مرسل إليهم أيضاً. والله أعلم.

 

وحكى ابن جرير عن الضحاك بن مزاحم أنه زعم أن في الجن رسلاً، واحتج بهذه الآية الكريمة[54]، وفي الاستدلال بها على ذلك نظر؛ لأنها محتملة وليست بصريحة وهي  والله أعلم  كقوله: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ}[55] والمراد من أحدهما[56].

 

... قوله: {فَإِنَّهُ رِجْسٌ}[57]... يعود الضمير إلى المذكور كله، وهو الميتة والدم ولحم الخنزير؛ فإن الأصل: قل لا أجد فيما أوحي إليّ شيئاً محرماً، فحذف الموصوف، وأقيمت الصفة مقامه، ثم قال: إلا كذا وكذا، فإن هذا المذكور كله رجس، وإعادة الضمير إلى بعض المذكور فيه نظر[58].

 

... قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}[59] وقال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}[60] فوحَّد لفظ "صراطه" و"سبيله" وجمع "السبل" المخالفة له[61]. وقال ابن مسعود رضي الله عنه خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً وقال: "هذا سبيل الله" ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن يساره، وقال: "هذه سبل، على كل سبيل شيطان يدعو إليه، ثم قرأ، {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}"[62]

 

... قال تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ}[63]... روى البخاري عند تفسير الآية، عن أبي هريرة، قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا رآها الناس آمن من عليها، فذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل"[64]. وروى مسلم، عن عبد الله بن عمرو قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً لم أنسه بعد، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أوَّل الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحىً، وأيهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريباً"[65]. أي أول الآيات التي ليست مألوفة، وإن كان الدجال ونزول عيسى عليه السلام من السماء قبل ذلك، وكذلك خروج يأجوج ومأجوج، كل ذلك أمور مألوفة؛ لأنهم بشر، مشاهدة مثلهم مألوفة، أما خروج الدابة على شكل غريب غير مألوف، ثم مخاطبتها الناس ووسمها إيَّاهم بالإيمان أو الكفر، فأمر خارج عن مجاري العادات، وذلك أول الآيات الأرضية، كما أن طلوع الشمس من مغربها، على خلاف عادتها المألوفة أول الآيات السماوية[66].

 

 

سورة الأعراف

 

... روى عكرمة عن ابن عباس في قوله: {ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ}[67] قال: ولم يستطع أن يقول: من فوقهم؛ لأنه قد علم أن الله سبحانه من فوقهم[68].

 

... قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}[69]كيف استوى؟ فقال[70]: الاستواء معلوم والكيف مجهول[71]. ويُروى هذا الجواب عن أم سلمة  رضي الله عنها  موقوفاً[72] ومرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم[73].

 

قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ}[74] يخبر سبحانه أنه استخرج ذريّة بني آدم من أصلابهم شاهدين على أنفسهم أن الله ربهم ومليكهم، وأنه لا إله إلا هو.

 

وقد وردت أحاديث في أخذ الذرية من صلب آدم عليه السلام، وتمييزهم إلى أصحاب اليمين، وإلى أصحاب الشمال، وفي بعضها الإشهاد عليهم بأن الله ربهم[75].

 

فمنها: ما رواه الإمام أحمد عن ابن عباس  رضي الله عنهما  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم عليه السلام بنعمان[76] يعني عرفة  أخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرها بين يديه، ثم كلمهم قُبُلاً[77] قال:{أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا}.. إلى قوله: {الْمُبْطِلُونَ}". ورواه النسائي أيضاً، وابن جرير، وابن أبي حاتم، والحاكم في المستدرك، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه[78].

 

وروى الإمام أحمد أيضاً عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أنه سُئل عن هذه الآية، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عنها، فقال: "إن الله خلق آدم عليه السلام، ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية، قال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية قال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون" فقال رجل: يا رسول الله، ففيم العمل؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة، حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة، فيدخل به الجنة، وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار، حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخل به النار". ورواه أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن أبي حاتم، وابن جرير، وابن حبان في صحيحه[79].

 

وروى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصاً[80] من نور، ثم عرضهم على آدم، فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك؟ فرأى رجلاً منهم، فأعجبه وبيص ما بين عينيه، فقال: أي ربِّ من هذا؟ قال: هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له: داود، قال: ربِّ كم عمره؟ قال: ستون سنة، قال: أي ربِّ زده من عمري أربعين سنة. فلما انقضى عمر آدم، جاء ملك الموت، قال: أو لم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أو لم تعطها ابنك داود؟ قال فجحد فجحدت ذريته، ونسي آدم، فنسيت ذريته، وخطىء آدم، فخطئت ذريته". ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. ورواه  الحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه[81].

 

وروى الإمام أحمد أيضاً عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة: أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شيء، أكنت مفتدياً به؟ قال: فيقول: نعم، قال: فيقول: قد أردت منك أهون من ذلك، قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئاً فأبيت إلا أن تشرك بي". وأخرجاه في الصحيحين أيضاً[82].

 

وفي ذلك أحاديث أُخر أيضاً كلها دالَّةٌ على أن الله استخرج ذرية آدم من صلبه، وميز بين أهل النار وأهل الجنة[83]...

 

وأما الإشهاد عليهم هناك، فإنما هو في حديثين موقوفين على ابن عباس وابن عمرو رضي الله عنهم. ومن ثَمَّ قال قائلون من السلف والخلف: إن المراد بهذا الإشهاد إنما هو فطرهم على التوحيد، كما تقدم في حديث أبي هريرة  رضي الله عنه[84].

 

ومعنى قوله "شهدنا": أي قالوا: بلى شهدنا أنك ربنا. وهذا قول ابن عباس[85] وأبي بن كعب[86]. وقال ابن عباس  أيضاً : أشهد بعضهم على بعض[87]. وقيل: "شهدنا" من قول الملائكة، والوقف على قوله "بلى". وهذا قول مجاهد والضحاك والسدي[88]. وقال السدي  أيضاً : هو خبر من الله تعالى عن نفسه وملائكته أنهم شهدوا على إقرار بني آدم[89].والأول أظهر، وما عداه احتمال لا دليل عليه، وإنما يشهد ظاهر الآية للأول[90].

 

واعلم أن من المفسرين من لم يذكر سوى القول بأن الله استخرج ذرية آدم من ظهره وأشهدهم على أنفسهم ثم أعادهم، كالثعلبي والبغوي[91] وغيرهما. ومنهم من لم يذكره، بل ذكر أنه نصب لهم الأدلة على ربوبيته ووحدانيته وشهدت بها عقولهم وبصائرهم التي ركبها الله فيهم، كالزمخشري[92] وغيره.

 

ومنهم من ذكر القولين، كالواحدي والرازي والقرطبي[93] وغيرهم، لكن نسب الرازي القول الأول إلى أهل السنة، والثاني إلى المعتزلة[94]. ولا ريب أن الآية لا تدل على القول الأول  أعني أن الأخذ كان من ظهر آدم وإنما فيها أن الأخذ من ظهور بني آدم[95]، وإنما ذكر الأخذ من ظهر آدم والإشهاد عليهم  هناك  في بعض الأحاديث، وفي بعضها الأخذ والقضاء بأن بعضهم إلى الجنة، وبعضهم إلى النار، كما في حديث عمر رضي الله عنه، وفي بعضها الأخذ وإراءة آدم إيّاهم من غير قضاء ولا إشهاد، كما في حديث أبي هريرة. والذي فيه الإشهاد  على الصفة التي قالها أهل القول الأول  موقوف على ابن عباس وابن عمرو[96]، وتكلم فيه أهل الحديث، ولم يخرجه أحد من أهل الصحيح غير الحاكم في المستدرك على الصحيحين، والحاكم معروف تساهله رحمه الله.

 

والذي فيه القضاء بأن بعضهم إلى الجنة وبعضهم إلى النار دليل على مسألة القدر، وذلك شواهده كثيرة، ولا نزاع فيه بين أهل السنة، وإنما يخالف فيه القدرية المبطلون المبتدعون.

 

وأما الأول[97]: فالنزاع فيه بين أهل السنة من السلف والخلف، ولولا ما التزمته من الاختصار لبسطت الأحاديث الواردة في ذلك، وما قيل من الكلام عليها، وما ذكر فيه من المعاني المعقولة، ودلالة ألفاظ الآية الكريمة.

 

قال  القرطبي: وهذه الآية مشكلة، وقد تكلم العلماء في تأويلها، فنذكر ما ذكروه من ذلك، حسب ما وقفنا عليه، فقال قوم: معنى الآية أن الله أخرج من ظهر بني آدم بعضهم من بعض. قالوا: ومعنى {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} دلهم بخلقه على توحيده؛ لأن كل بالغ يعلم ضرورة أن له رباً واحداً. {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} أي: قال: فقام ذلك مقام الإشهاد عليهم، والإقرار منهم، كما قال تعالى في السماوات والأرض: {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}[98] ذهب إلى هذا القفال وأطنب. وقيل: إنه سبحانه أخرج الأرواح قبل خلق الأجساد، وإنه جعل فيها من المعرفة ما عَلِمَتْ به ما خاطبها[99]. ثم ذكر القرطبي بعد ذلك الأحاديث الواردة في ذلك إلى آخر كلامه[100].

 

وأقوى ما يشهد لصحة القول الأول حديث أنس المخرج في الصحيحين، الذي فيه: "قد أردت منك ما هو أهون من ذلك، قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئاً، فأبيت إلا أن تشرك بي"[101].

 

ولكن قد رُوي من طريق أُخرى: "قد سألتك أقل من ذلك وأيسر فلم تفعل، فيرد إلى النار"[102]. وليس فيه (في ظهر آدم) وليس في الرواية الأولى إخراجهم من ظهر آدم على الصفة التي ذكرها أصحاب القول الأول. بل القول الأول متضمن لأمرين عجيبين:

 

أحدهما: كون الناس تكلموا حينئذ، وأقروا بالإيمان، وأنه بهذا تقوم الحجة عليهم يوم القيامة.

 

والثاني: أن الآية دلت على ذلك، والآية لا تدل عليه لوجوه:

 

أحدها: أنه قال: {مِنْ بَنِي آدَمَ}، ولم يقل: من آدم.

 

الثاني: أنه قال: {مِنْ ظُهُورِهِمْ} ولم يقل: من ظهره، وهذا بدل بعض، أو بدل اشتمال[103]، وهو أحسن.

 

الثالث: أنه قال: {ذُرِّيَّتَهُمْ} ولم يقل: ذريته.

 

الرابع: أنه قال: {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} أي جعلهم شاهدين على أنفسهم، ولابد أن يكون الشاهد ذاكراً لما شهد به، وهو إنما يذكر شهادته بعد خروجه إلى هذه الدار، كما تأتي الإشارة إلى ذلك، لا يذكر شهادة قبله.

 

الخامس: أنه سبحانه أخبر أن حكمة هذا الإشهاد إقامة الحجة عليهم، لئلا يقولوا يوم القيامة: {إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} والحجة إنما قامت عليهم بالرسل والفطرة التي فُطروا عليها، كما قال تعالى: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}[104].

 

السادس: تذكيرهم بذلك، لئلا يقولوا يوم القيامة: {إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ}، ومعلوم أنهم غافلون عن الإخراج لهم من صلب آدم كلهم، وإشهادهم جميعاً ذلك الوقت، فهذا لا يذكره أحد منهم.

 

السابع: قوله تعالى: {أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ}[105] فذكر حكمتين في هذا الأخذ والإشهاد: ألا يدعوا الغفلة، أو يدعوا التقليد، فالغافل لا شعور له، والمقلد متبع في تقليده لغيره. ولا تترتب هاتان الحكمتان إلا على ما قامت به الحجة من الرسل والفطرة.

 

الثامن: قوله: {أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ}[106] أي: لو عذبهم بجحودهم وشركهم لقالوا ذلك، وهو سبحانه إنما يهلكهم لمخالفة رسله وتكذيبهم، فلو أهلكهم بتقليد آبائهم في شركهم من غير إقامة الحجة عليهم بالرسل، لأهلكهم بما فعل المبطلون، أو أهلكهم مع غفلتهم عن معرفة بطلان ما كانوا عليه، وقد أخبر سبحانه[107] أنه لم يكن ليهلك القرى بظلم وأهلها غافلون، وإنما يهلكهم بعد الإعذار والإنذار بإرسال الرسل.

 

التاسع: أنه سبحانه أشهد كل واحد على نفسه أنه ربه وخالقه، واحتج عليه بهذا الإشهاد في غير موضع من كتابه، كقوله: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[108]، فهذه هي الحجة التي أشهدهم على أنفسهم بمضمونها، وذكرتهم بها رسله، بقولهم: {أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}[109].

 

العاشر: أنه جعل هذا آية، وهي الدلالة الواضحة البينة المستلزمة لمدلولها، بحيث لا يتخلف عنها المدلول، وهذا شأن آيات الرب تعالى، فإنها أدلة معينة على مطلوب معين، مستلزمة للعلم به فقال تعالى: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}[110]، وإنما ذلك بالفطرة التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله، فما من مولود إلا يُولد على الفطرة، لا يولد مولود على غير هذه الفطرة، هذا أمر مفروغ منه، لا يتبدل ولا يتغير. وقد تقدمت الإشارة إلى هذا. والله أعلم.

 

وقد تفطن لهذا ابن عطية[111] وغيره، ولكن هابوا مخالفة ظاهر تلك الأحاديث التي فيها التصريح بأن الله أخرجهم وأشهدهم على أنفسهم ثم أعادهم. وكذلك حكى القولين الشيخ أبو منصور الماتريدي في شرح التأويلات، ورجح القول الثاني، وتكلم عليه ومال إليه[112].

 

… قوله: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ}[113] قال ليث  عن مجاهد : "هو الرجل يهم بالذنب، فيذكر الله فيدعه"[114].

 

والشهوة والغضب[115] مبدأ السيئات، فإذا أبصر رجع، ثم قال تعالى: {وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ}[116] أي: وإخوان الشياطين تمدهم الشياطين في الغي، ثم لا يقصرون[117].

 

قال ابن عباس رضي الله عنهما: "لا الإنس تُقصر عن السيئات، ولا الشياطين تمسك عنهم"[118].

 

 

 

 

 

 

 

 

------------------------------------------------------------

 

[1] سورة المائدة، الآية: 6.

 

[2] انظر المفردات ص، (467)، والوسيط (2/159)، ومعاني القرآن الكريم (2/272، 273)، والمحرر الوجيز (5/48).

 

[3] قوله: وجعل الكعبين... الخ احتج به كثير ممن تقدم، منهم: الزجاج في معاني القرآن (2/154)، والأزهري في تهذيب اللغة (4/352) "مسح"، والنحاس في معاني القرآن (2/273).

 

[4] يعني بقوله: "فدعواهم" الشيعة فإنهم هم الذين يرون أن الفرض هو المسح، لا الغسل. انظر تفسير القرآن العظيم (2/23).

 

[5] يعني في لفظ "أرجلكم" وقراءة النصب، قرأ بها نافع وابن عامر والكسائي ويعقوب وحفص، والباقون بالخفض. انظر المبسوط في القراءات العشر، ص (184)، والنشر في القراءات العشر (2/254).

 

[6] انظر الحجة للقراء السبعة (3/214، 215)، والكشف عن وجوه القراءات السبع (1/406).

 

[7] هذا الشعر لعُقَيْبة بن هُبيرة الأسدي، شاعر جاهلي إسلامي (ت نحو: 50ﻫ) قاله لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في أبيات وصدر البيت: (معاوي إننا بشر فأسجح). ووجه الاستشهاد بالبيت أن "الحديدا" منصوب عطفاً على محل الجبال المجرورة لفظاً. وقد تبع المؤلف سيبويه وغيره في الاحتجاج بالبيت. انظر الكتاب (1/67)، والإنصاف في مسائل الخلاف (1/332)، ولسان العرب (10/120) "غمز" على أن قافية هذا الشعر قد جاءت مجرورة في خلاف يطول ذكره. انظر خزانة الأدب (2/260). وإن أردت الوقوف على غير المراجع المذكورة التي أوردت هذا الشعر فانظر المعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (1/209، 210).

 

[8] تابع المؤلف شيخ الإسلام في عدم صحة عطف قراءة {وَأَرْجُلَكُمْ} بالنصب على محل  {بِرُؤُوسِكُمْ}  لوجود الاختلاف بينهما وبين ما جاء في البيت المذكور. انظر فتاوى شيخ الإسلام (21/349). وكون الباء للإلصاق هو رأي الزمخشري في الكشاف (1/597)، وشيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (21/349). وقد قيل في الباء غير ما ذكر. انظر الدر المصون (4/209).

 

[9] يعني عطف قراءة {وَأَرْجُلَكُمْ} بالنصب. وانظر الكشف عن وجوه القراءات السبع (1/407)، ومجموع فتاوى شيخ الإسلام (21/349)، والدر المصون (4/210) والأخير قد ذكر الخلاف بين العلماء في عطف الأيدي.

 

[10] شرح العقيدة الطحاوية، ص (553 - 555) وما ذكره بقوله: وفي ذكر المسح في الرجلين... الخ. قاله الزمخشري في الكشاف (1/597).

 

[11] سورة المائدة، الآية: 6.

 

[12] انظر الدر المصون (4/216) فقد ذكر السمين القولين، ووصف ما ذهب إليه المؤلف بأنه الأظهر.

 

[13] انظر منه (1/529)  فقد قاله الزمخشري عند الآية (43) من سورة النساء.

 

[14] في التنبيه على مشكلات الهداية "يقول" بالياء، والتصحيح من الكشاف.

 

[15] التنبيه على مشكلات الهداية، ص (91) تحقيق عبد الحكيم.

 

[16] سورة المائدة، الآية: 87.

 

[17] المسوح  جمع "مِسْح" بكسر الميم وإسكان السين  كساء من شعر. انظر مختار الصحاح، ص (455)، والمعجم الوسيط (2/903) "مسح".

 

[18] شرح العقيدة الطحاوية، ص (788-790). والأثر بهذا اللفظ أخرجه ابن جرير في تفسيره برقم (12348) عن ابن جريج عن عكرمة. قال ابن كثير  بعد أن أورد هذا الأثر في تفسيره (2/89) : "وقد ذكر هذه القصة غير واحد من التابعين مرسلة، ولها شاهد في الصحيحين من رواية عائشة أم المؤمنين". قلت: وللوقوف على هذه الروايات المرسلة انظر جامع البيان (10/514-518)، وتفسير ابن أبي حاتم (4/1187). والمؤلف إما أنه نقل سبب النزول من جامع البيان، أو من تفسير شيخه ابن كثير.

 

[19] سورة المائدة، الآية: 89.

 

[20] سورة المجادلة، الآية: 4.

 

[21] سورة البقرة، الآية 271.

 

[22] سورة التوبة، الآية 60.

 

[23] قال أبو جعفر النحاس: وقال أهل اللغة  لا نعلم بينهم اختلافاً  الفقير الذي له بلغة، والمسكين الذي لا شيء له. انظر معاني القرآن (3/222) فقد ذكر هذا المذهب عند اقتران أحد اللفظين بالآخر.

 

[24] انظر الجامع لأحكام القرآن (8/168) فقد قال القرطبي: اختلف علماء اللغة وأهل الفقه في الفرق بين الفقير والمسكين على تسعة أقوال. وانظر أيضاً معاني القرآن لأبي جعفر النحاس (3/220-223) فقد ذكر أبو جعفر طائفة من أقوال العلماء في ذلك.

 

[25] شرح العقيدة الطحاوية، ص (452-453) وانظر أيضاً، ص (493) وقد تكلم المؤلف  أيضاً  على لفظ الفقير والمسكين في كتابه التنبيه على مشكلات الهداية، ص (388) تحقيق عبد الحكيم، وسيأتي كلامه على الإيمان والإسلام في سورة الحجرات. وقضية أن المعنى يختلف بالاقتران والانفراد بحثها شيخ الإسلام في مواضع من مجموع الفتاوى، منها (7/162-169) ولعل المؤلف اطلع على شيء من هذا.

 

[26] سورة المائدة، الآية: 93.

 

[27] أخرجه الترمذي في جامعه، برقم (3050، 3051)، وأبو داوود الطيالسي في مسنده برقم(715)، وأبو يعلى في مسنده برقم (1719)، والطبري في جامع البيان برقم (12528)، وابن أبي حاتم في تفسيره برقم (6775)، وابن حبان في صحيحه  مع الإحسان  برقم (5350، 5351)، والواحدي في أسباب النزول، ص (209، 210) كلهم من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه. والحديث قال عنه الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وانظر الصحيح المسند من أسباب النزول، ص (61، 62).

 

[28] شرح العقيدة الطحاوية، ص (446 - 448).

 

[29] سورة المائدة، الآية: 96.

 

[30] التنبيه على مشكلات الهداية، ص (574) تحقيق أنور. وأثر عمر أخرجه ابن جرير في جامع البيان برقم (12687) بإسناد ضعيف. وأثر ابن عباس أخرجه ابن جرير  أيضاً (12696) ورقم (12697) إلا قوله: "إلا ما قذرت منها" فلم أقف عليه. والسندان إلى ابن عباس رجالهما ثقات. وتفسير "طعامه" بأنه ما لفظه ميتاً. أخرجه ابن جرير في جامع البيان برقم (12729) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسناد صحيح كما قال محمود شاكر.

 

[31] سورة المائدة، الآية:  106.

 

[32] التنبيه على مشكلات الهداية، ص (406) تحقيق أنور. والحديث أخرجه البخاري في صحيحه  مع الفتح  برقم (2780)، وأبو داود في السنن برقم (3606).

 

[33] سورة الأنعام، الآية:  8.

 

[34] أخرج نحوه الطبري في جامع البيان (11/268، 269) عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وابن زيد. وأخرج نحوه ابن أبي حاتم في تفسيره (4/1266) عن ابن عباس. وانظر تفسير القرآن العظيم (2/8125)، والدر المنثور (3/5).

 

والطبري وابن أبي حاتم ذكرا نحو هذا التفسير عند قوله تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً} وأما الآية التي ذكرها المؤلف فالمقصود منها لقضي الأمر بنزول العذاب إن لم يؤمنوا عند مجيء الآية، أو لقضي الأمر بقيام الساعة، أو لقضي الأمر بأن يموتوا؛ لأنهم لا يطيقون رؤية الملك في صورته الحقيقية. ثلاثة أقوال. ذكرها الطبري وغيره. انظر جامع البيان (11/267، 268)، والمحرر الوجيز (6/9، 10) والقول الثاني ضعيف، قال ذلك ابن عطية.

 

[35] شرح العقيدة الطحاوية، ص (220).

 

[36] سورة الأنعام، الآية:  19.

 

[37] شرح العقيدة الطحاوية، ص (169). وبهذا فسَّر الإمام الطبري الآية، وأسند نحوه عن بعض الصحابة والتابعين، وكذا أسنده ابن أبي حاتم، وعبد الرزاق الصنعاني. انظر جامع البيان (11/290-292)، وتفسير ابن أبي حاتم (4/1271، 1272)، وتفسير القرآن لعبد الرزاق (2/205).

 

[38] سورة الأنعام، الآية:  65.

 

[39] شرح الطحاوية ص (776) والحديث أخرجه البخاري برقم (4628)، ورقم (7313) ورقم (7406) من حديث جابر رضي الله عنه، واللفظ الذي اختاره المؤلف هو برقم (7313) ولم أجده في صحيح مسلم المطبوع. وقد أخرجه غير الإمام البخاري.

 

[40] سورة الأنعام، الآية: 68. وانظر شرح العقيدة الطحاوية، ص (433). والأثر لم أقف عليه في كتاب السنة المطبوع بعد البحث. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (4/7428) عن ابن سيرين بإسناد رجاله ثقات. وأورده السيوطي في الدر المنثور (3/20) ونسب إخراجه إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبي الشيخ. ولم يذكر أن الخلاَّل أخرجه.

 

[41] سورة الأنعام، الآية:  118.

 

[42] سورة الأنعام، الآية:  119.

 

[43] سورة الأنعام، الآية:  121.

 

[44] يريد المؤلف أن يُفسِّر الضمير الذي في قوله: {وَإِنَّهُ} والذي ذكره نحوه في زاد المسير (3/115).

 

[45] التنبيه على مشكلات الهداية، ص (545) تحقيق أنور.

 

[46] سورة الأنعام، الآية:  122.

 

[47] شرح العقيدة الطحاوية، ص (360). وبهذا فسَّر الإمام الطبري الآية في جامع البيان (12/18)، وأسنده ابن أبي حاتم في تفسيره (4/1381) عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة. ثم قال: "ورُوي عن مجاهد، والسدي، وأبي سنان نحو ذلك" وبهذا فسر الآية المفسرون. انظر مثلاً: المحرر الوجيز (6/141)، ومدارك التنزيل (2/31)، والتسهيل (2/36)، ولباب التأويل (2/178)، وتفسير الجلالين بحاشية الفتوحات (2/85)، والفتوحات الإلهية (2/85).

 

[48] سورة الأنعام، الآية:  128.

 

[49] شرح العقيدة الطحاوية، ص (766). ونحو هذا التفسير أسنده ابن جرير في جامع البيان (12/116) عن ابن جريج. وبه فسر ابن جرير. وانظر معاني القرآن الكريم (2/489، 490)، وتفسير القرآن للسمعاني (2/144) ففيهما هذا القول وغيره.

 

[50] سورة الأنعام، الآية: 130.

 

[51] أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (4/1389) عن مجاهد بإسناد رجاله ثقات.

 

[52] أخرجه ابن جرير الطبري في جامع البيان (12/122) من طريق ابن جريج، قال: قال ابن عباس: هم الجن الذين لقُوا قومهم، وهم رسل إلى قومهم. ومعلوم أن ابن جريج لم يدرك ابن عباس. وقد نقل ابن حجر عن يحيى بن سعيد أنه قال: إذا قال ابن جريج قال، فهو شبه الريح. انظر تهذيب التهذيب (6/404). ولهذا أورد ابن الجوزي قول ابن عباس هذا بصيغة التمريض فقال: "ورُوي عن ابن عباس" انظر زاد المسير (3/125).

 

[53] سورة الأحقاف، الآية: 30.

 

[54] أخرجه ابن جرير في جامع البيان (12/121) من طريق شيخه ابن حميد، قال حدثنا يحيى ابن واضح، قال حدثنا عبيد بن سليمان، قال: سئل الضحاك عن الجن هل كان فيهم نبي. ثم ساق ما يفيد معنى ما ذكره المؤلف. وابن حميد قد تكلم فيه العلماء؛ ولذلك قال الذهبي  في الكاشف (3/32) : وثقه جماعة والأولى تركه.

 

[55] سورة الرحمن، الآية: 22.

 

[56] شرح العقيدة الطحاوية، ص (168). وما ذكره المؤلف هنا مختصر من كلام شيخه ابن كثير في التفسير (2/178) فقد أطال في الرد على الضحاك وذكر أدلة من خالفه. والقول ما ذهب إليه ابن كثير والمؤلف فإنه قول الأكثر فيما اطلعت عليه، وقد وصفه القرطبي في الجامع (7/86) بأنه الصحيح، ويمكن تخريج الآية على ما ذكر ابن كثير. وهو قول الأئمة من قبله: ابن جريج، والفراء، وابن قتيبة، والزجاج. انظر معاني القرآن (1/354)، وتأويل مشكل القرآن، ص (287)، وجامع البيان (12/122)  فيه كلام ابن جريج ، ومعاني القرآن وإعرابه (2/292) وأحسن من هذا التخريج ما جاء عن ابن عباس فإنه جمع بين القولين، وهو من ناحية الإسناد كما رأيت، إلا أن مثله قد جاء عن مجاهد بإسناد رجاله ثقات، كما تقدم من رواية ابن أبي حاتم.

 

[57] سورة الأنعام، الآية: 145.

 

[58] التنبيه على مشكلات الهداية، ص (64) تحقيق عبد الحكيم. وفي تفسير الضمير في "فإنه" ثلاثة أقوال. 1- يرجع إلى اللحم 2- يرجع إلى الخنزير 3- يرجع إلى الكل.

 

انظر بحر العلوم (1/521)، والبحر المحيط (4/242، 243) وفتح القدير (2/178)، وروح المعاني (8/44) وقد وصف الألوسي ما ذهب إليه المؤلف بأنه خلاف الظاهر. وقال ابن القيم: "فالضمير في قوله: (فإنه) وإن كان عوده إلى الثلاثة المذكورة باعتبار لفظ المحرم، فإنه يترجح اختصاص لحم الخنزير به؛ لثلاثة أوجه. أحدها: قربه. والثاني: تذكيره دون قوله: فإنها رجس. والثالث: أنه أتى بالفاء وإن، تنبيهاً على علة التحريم لتنزجر النفوس عنه، ويقابل هذه العلة ما في طباع بعض الناس من استلذاذه واستطابته فنفى عنه ذلك وأخبر أنه رجس، وهذا لا يحتاج إليه في الميتة والدم؛ لأن كونهما رجساً أمر مستقر معلوم عندهم". بدائع التفسير (2/185).

 

[59] سورة الأنعام، الآية: 153.

 

[60] سورة يوسف، الآية: 108.

 

[61] المؤلف يعني نحو ما قاله شيخه ابن كثير في تفسيره (2/192) فقد قال: "إنما وحد سبيله؛ لأن الحق واحد، ولهذا جمع السبل لتفرقها وتشعبها".

 

[62] شرح العقيدة الطحاوية، ص (799، 800).والحديث أخرجه الإمام أحمد في المسند (1/435)، والدارمي في سننه (1/78) برقم (202)، والنسائي في تفسيره (1/483)، والطبري في جامع البيان برقم (14168)، وابن أبي حاتم في تفسيره برقم (8102)، والحاكم في المستدرك (2/348، 349) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وأخرجه ابن ماجة في المقدمة برقم (11) من حديث جابر. وحكم محقق جامع البيان بأن رواية الطبري صحيحة الإسناد، وقال شعيب الأرنؤوط: سنده حسن. انظر شرح العقيدة الطحاوية، ص (800).

 

[63] سورة الأنعام، الآية: 158.

 

[64] صحيح البخاري  مع الفتح  الحديث رقم (4636)، وصحيح مسلم الحديث رقم (157).

 

[65] صحيح مسلم الحديث رقم (2941). وانظر الدر المنثور (3/57).

 

[66] شرح العقيدة الطحاوية، ص (757، 758).

 

[67] سورة الأعراف، الآية: 17.

 

[68] شرح العقيدة الطحاوية، ص (379). والأثر أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/396) من طريق إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه عن عكرمة. وإبراهيم هذا ضعيف. انظر التقريب برقم (166). وأبوه قال عنه الحافظ ابن حجر  صدوق عابد وله أوهام. التقريب برقم (1438). وأخرجه الطبري في تفسيره برقم (14382) عن عكرمة عن ابن عباس بلفظ "ولم يقل من فوقهم؛ لأن الرحمة تنزل من فوقهم" وفي سند الطبري حفص بن عمر العدني ضعيف. انظر التقريب برقم (1420). والأثر أورده ابن قدامة في إثبات صفة العلو ص(106) بسند اللالكائي ولفظه، وأورده السيوطي في الدر المنثور (3/73) وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير واللالكائي.

 

[69] سورة الأعراف، الآية: 54.

 

[70] يعني الإمام مالكاً رحمه الله تعالى.

 

[71] أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/398)، والبيهقي في الأسماء والصفات (2/150) من طريق عبد الله بن وهب. وأورده السيوطي في الدر المنثور (3/91)، وعزى إخراجه إلى اللالكائي والبيهقي. قال الحافظ ابن حجر في الفتح (13/407): بسند جيد. يعني سند البيهقي.

 

[72] أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/397)، وأورده السيوطي في الدر (3/91) ونسب أخراجه إلى ابن مردويه واللالكائي. وقال شيخ الإسلام  في مجموع الفتاوي (5/365) : وقد رُوي هذا الجواب عن أم سلمة رضي الله عنها موقوفاً ومرفوعاً، ولكن ليس إسناده مما يعتمد عليه.

 

[73] شرح العقيدة الطحاوية، ص (372، 373) وأشار إلى قول مالك أيضاً في ص (96).

 

[74] سورة الأعراف، الآية: 172.

 

[75] قول المؤلف: "وقد وردت أحاديث... الخ"  هو كلام شيخه ابن كثير في تفسيره (2/262).

 

[76] نَعْمَان: بالفتح ثم سكون وآخره نون، هو واد بين مكة والطائف، بين أدناه ومكة نصف ليلة في قول الأصمعي. انظر معجم البلدان (5/339).

 

 

 

[77] أي: عياناً ومقابلةً، لا من وراء حجاب، ومن غير أن يولي أمرهم أو كلامهم أحداً من ملائكته. انظر النهاية في غريب الحديث (4/8) "قبل".

 

 

 

[78] أخرجه الإمام أحمد في المسند (1/272)، والنسائي في التفسير (1/506) وابن جرير في تفسيره برقم (15338)، والحاكم في المستدرك (2/593) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الذهبي: صحيح. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/25): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.

 

 

 

وقد رجح الإمام ابن كثير في تفسيره (2/262) وقف هذا الحديث على ابن عباس. وناقش حكمه هذا الشيخان الفاضلان أحمد شاكر والألباني بما يفيد أن الحديث قد ثبت مرفوعاً، وأن الروايات الموقوفة لا تقدح في رفعه. انظر جامع البيان (13/223) حاشيته. وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (4/158-162).

 

[79] أخرجه الإمام أحمد في المسند (1/44، 45)، وأبو داود في سننه برقم (4703)، والترمذي في سننه برقم (3075) وقال: هذا حديث حسن، ومسلم بن يسار لم يسمع من عمر. وقد ذكر بعضهم في هذا الإسناد بين مسلم بن يسار وبين عمر رجلاً مجهولاً. وأخرجه النسائي في تفسيره (1/504) وقال محققه: إسناده ضعيف. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (5/1612)، وابن حبان في صحيحه  مع الإحسان  برقم (6166). وقال محققو المسند: (1/400) صحيح لغيره.

 

[80] الوبيص البريق. انظر النهاية في غريب الحديث (5/146) "وبص".

 

[81] أخرجه الترمذي في سننه برقم (3076) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وقد رُوي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/355) وقال: هذا حديث صحيح على شرك مسلم ولم يخرجاه. وقال الذهبي: على شرط مسلم. وأخرجه أيضاً ابن أبي عاصم في السنة برقم (205، 206) مختصراً. وأخرجه ابن حبان في صحيحه  مع الإحسان  برقم (6167).

 

[82] أخرجه الإمام أحمد في المسند (3/127)، والبخاري في صحيحه  مع الفتح  برقم (3334)، ومسلم في صحيحه برقم (2805).

 

[83] قول المؤلف: "وفي ذلك... الخ" نحوه قال ابن كثير في تفسيره (2/265).

 

[84] قول المؤلف: (وأما الإشهاد عليهم... الخ" هو كلام شيخه ابن كثير في تفسيره (2/265).

 

[85] أخرجه ابن جرير في جامع البيان برقم (15340) وقال محمود شاكر: بإسناد صحيح.

 

[86] أخرجه ابن جرير في جامع البيان برقم (15363) وقال محمود شاكر: إسناده صحيح.

 

[87] أخرجه ابن جرير في جامع البيان برقم (15339) ضمن أثر عن ابن عباس وفيه "وأشهدهم على أنفسهم". وقال محمود شاكر: إسناده صحيح.

 

[88] أخرجه ابن جرير في جامع البيان من طريق مجاهد والضحاك في حديث مرفوع برقم (15354) وشيخ الطبري (عبد الرحمن بن الوليد الجرجاني) لم أقف له على ترجمة، وكذلك قال الشيخ محمود شاكر. وقد تكلم ابن كثير على هذا الحديث في تفسيره (2/263) وقال وقفه أصح.

 

[89] أخرجه ابن جرير في جامع البيان برقم (15373) بإسناد رجاله ثقات غير شيخ الطبري فلم أقف له على ترجمة أجزم فيها بأنه شيخ الطبري. وقد قال أحمد شاكر: وما بنا من حاجة إلى ترجمته من جهة الجرح والتعديل، فإن هذا التفسير الذي يرويه عن عمرو بن حماد معروف عند أهل العلم بالحديث، وما هو إلا رواية كتاب، لا رواية حديث بعينه. انظر جامع البيان (1/156) حاشيته.

 

[90] يعني بالأول قول ابن عباس: إن بني آدم قالوا: بلى شهدنا أنك ربنا. ويؤيد صحة هذا القول أن جميع الأقوال الأُخر لم تسلم أسانيدها من علة، غير قول ابن عباس الآخر: أشهد بعضهم على بعض، فهو موافق لهذا القول بحمد الله؛ لأن شهادة بعضهم على بعض تفيد أنهم هم الذين شهدوا على أنفسهم بأن الله ربهم. وقد ذكر السجاوندي في علل الوقوف (2/522، 523) وقفين , الأول: على (شهدنا)، والثاني: على (بلى) ووصف الثاني بالبعد. قلت: قَوْلَيْ ابن عباس مع من وافقه تتركب على الوقف الأول. وبقية الأقوال تتركب على الوقف الثاني.

 

[91] انظر الكشف والبيان (4/54) مخطوط، صورة مكروفلم بالجامعة الإسلامية برقم (9786)، ومعالم التنزيل (2/211، 212) وممن اقتصر على هذا القول شيخ المفسرين ابن جرير، والنسائي، وابن أبي حاتم، وهود بن محكم، وأبو جعفر النحاس. انظر مؤلفات هؤلاء على الترتيب: جامع البيان (13/222-249)، وتفسير النسائي (1/504-506)، وتفسير ابن أبي حاتم (5/1612-1615)، وتفسير كتاب الله العزيز (2/58)، ومعاني القرآن الكريم (3/101، 103).

 

[92] انظر الكشاف (2/129). وانظر أيضاً أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي (1/376)، ومدارك التنزيل للنسفي (2/85)، وإرشاد العقل السليم لأبي السعود (3/290) فإن هؤلاء لم يذكروا إلا هذا القول.

 

[93] انظر الوسيط (2/424-426)، والتفسير الكبير (15/39، 41)، والجامع لأحكام القرآن (7/314)، وممن ذكر القولين أيضاً السمرقندي في تفسير القرآن (1/579، 580)، وابن عطية في المحرر الوجيز (7/198، 200).

 

[94] انظر التفسير الكبير (15/39، 41) فقد نسب الأول للمفسرين وأهل الأثر، والثاني لأصحاب النظر وأرباب المعقولات. وهو معنى ما نسب إليه المؤلف.

 

[95] انظر التوفيق بين الآية والحديث في التفسير الكبير (15/43)، ولباب التأويل (2/310).

 

[96] أما حديث ابن عباس فقد تقدم الكلام عليه، وأنه قد ثبت مرفوعاً. وأما حديث عبد الله ابن عمرو فأخرجه ابن جرير في تفسيره برقم (15354) ورقم (15355) ورقم (15356) الأول منها مرفوعاً، والآخران موقوفان. وتكلم ابن جرير عليه وكذلك ابن كثير بما يفيد عدم صحة رفعه. انظر جامع البيان (13/250) وتفسير القرآن العظيم (2/263).

 

[97] يعني بالأول: أن الله استخرج ذريّة آدم من ظهره وأشهدهم على أنفسهم ثم أعادهم.

 

[98] سورة فصلت، الآية: 11.

 

[99] انظر الجامع لأحكام القرآن (7/314).

 

[100] انظر المرجع نفسه (7/314-316).

 

[101] تقدم تخريجه قريباً.

 

[102] انظر  فتح الباري (11/403) فقد قال الحافظ:: "في رواية ثابت: "قد سألتك أقل من ذلك فلم تفعل فيؤمر به إلى النار".

 

[103] انظر الدر المصون (5/511).

 

[104] سورة النساء، الآية: 165.

 

[105] سورة الأعراف، الآية: 173.

 

[106] سورة الأعراف، الآية: 173.

 

[107] في قوله تعالى: {ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ} سورة الأنعام، الآية: 131.

 

[108] سورة لقمان، الآية: 25.

 

[109] سورة إبراهيم، الآية: 10.

 

[110] سورة الأعراف، الآية 174.

 

[111] انظر المحرر الوجيز (7/198، 200).

 

[112] شرح العقيدة الطحاوية، ص (302-314) ولم أستطع الوقوف إلا على أوّل الكتاب المذكور، الذي ليس فيه سورة الأعراف. وما قاله المؤلف من تضعيف للقول الذي فسر به أهل الأثر الآية الكريمة تابع فيه هو وشيخه ابن كثير الإمام ابن القيم وتأثرا بما قال في كتابه الروح، ص (161-168) فإن ابن القيم  على غير عادته  رام فيه تضعيف القول الذي فسر به رسول الله صلى الله عليه وسلم الآية، وذكر عليه هذه الاعتراضات العشرة، وتناول بعض الأحاديث بالنقد. وهذه الاعتراضات العشرة أكثرها من كلام المعتزلة، كما في نقل الرازي عنهم في التفسير الكبير (15/39-41) ومن قبله نقل أبو الليث في بحر العلوم (1/580) إلا أنه لم يصرح أن المخالف هم المعتزلة.

 

والحق في تفسير الآية هو ما ذهب إليه أهل الأثر؛ للأسباب التالية:

 

1-    أن هذا التفسير قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن طعن في رواية ابن عباس المرفوعة فقوله مرجوح، كما ذُكر ذلك عند تخريج الحديث، بل قد قال ابن عطية: "تواترت الأحاديث في تفسير هذه الآية عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق عمر رضي الله عنه، وعبد الله بن عباس وغيرهما" المحرر الوجيز (7/198، 199). وقال أبو جعفر النحاس في معاني القرآن (3/101): "أحسن ما قيل في هذا ما تواترت به الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله جل وعز مسح ظهر آدم، فأخرج منه ذريته أمثال الذر، فأخذ عليهم الميثاق"). وقد أشار إلى تواتر الحديث تواتراً معنوياً العلامة الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (4/162) ولهذا هاب ابن عطية مخالفة الأحاديث، وليت الإمام ابن القيم فعل مثله، لا سيما وأنه من شيوخ أهل الأثر المتأخرين.

 

2-    أن التفسير بما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو مذهب أهل الحديث وكبراء أهل العلم، كما نقل ذلك ابن القيم في كتاب الروح، ص (163)، بل هو قول جمهور المفسرين. انظر النكت والعيون (2/278)، والوسيط (2/425)، ولباب التأويل (2/310)، والروح، ص (163).

 

3-    لا تعارض ببن آية أخذ الميثاق وبين الحديث الثابت في تفسيرها، وما قد يظهر فيه من تعارض أجاب عنه العلماء، كما نقل ذلك ابن القيم نفسه عن ابن الأنباري وغيره في كتاب الروح، ص (163)، وكذلك أجاب الرازي عن بعض الإشكالات  في التفسير الكبير (15/42، 43)، والشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (4/161-163).

 

4-    تتابعت أقوال العلماء في الرد على من رد هذا التفسير، ومنهم أبو الليث في تفسير القرآن (1/580-582)، والرازي في التفسير الكبير (15/42-43)، والخازن في لباب التأويل (2/310)، والشوكاني في فتح القدير (2/276)، والهندي في فتح البيان

(3/452-454).

 

 

[113] سورة الأعراف، الآية:  201.

 

 

[114] لم أقف على هذا الأثر مسنداً من طريق ليث عن مجاهد. وأورده الواحدي في الوسيط (2/438) عن ليث عن مجاهد. ونسبه جماعة من المفسرين إلى مجاهد بدون ذكر ليث. انظر معالم التنزيل (2/225)، وزاد المسير (3/310)، والبحر المحيط (4/446). وليث - وهو ابن أبي سُليم - الراوي عن مجاهد قال فيه الحافظ:صدوق اختلط جداً ولم يتميز حديثه فتُرك. تقريب التهذيب رقم (5685). قلت: لكن يتقوى إن شاء الله تعالى بما عند البغوي، فإنه ذكر في مقدمة تفسيره (1/28)، سنده إلى مجاهد من غير طريق "ليث" وإن كانت لا تسلم من ضعف.

 

[115] قد جاء عن مجاهد  من طرق  تفسير الطائف بالغضب. انظر جامع البيان (13/336). وانظر تفسير ابن أبي حاتم (5/1640) فقد ذكره عن مجاهد وغيره أيضاً.

 

[116] سورة الأعراف، الآية:  202.

 

 

 

[117] نحو هذا التفسير أسنده ابن أبي حاتم في تفسيره (5/1641) إلى ابن عباس من طريق علي ابن أبي طلحة. والمقصود بإخوان الشياطين هم أتباعهم المستمعون لهم القابلون لأوامرهم. انظر تفسير القرآن العظيم لابن كثير (2/280).

 

[118] أخرجه ابن جرير في جامع البيان برقم (15564)، وابن أبي حاتم في تفسيره أيضاً برقم (8709) كلاهما من طريق علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس  رضي الله عنهما ، وهي طريق مشهورة بالصحة والقبول بين العلماء. انظر الإتقان (2/532، 533)، والتفسير والمفسرون (1/77، 78).وتفسير المؤلف في شرح العقيدة الطحاوية، ص (468، 469).==

تفسير الإمام ابن أبي العز جمعا ودراسة

شايع بن عبده الأسمري

الأستاذ المشارك في كلية القرآن الكريم في الجامعة

 

 

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[1] {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}[2] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}[3].

أما بعد: فهذا (تفسير الإمام ابن أبي العز) قمت باستخراجه من خلال مؤلفاته، وضممت شتاته، وعلقت حواشيه على قدر الوسع والطاقة، والبضاعة المزجاة.

والله تعالى أسأل أن يغفر لناثره وجامعه، وأن ينفع به قارئه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

القسم الأول: مقدمة وتعريف (وفيه عنصران):

العنصر الأول: مقدمة، تشمل ما يلي:

1- أسباب اختيار الموضوع.

2- خطة البحث.

3- المنهج المتبع في إخراج البحث.

العنصر الثاني: تعريف موجز بالإمام ابن أبي العز، ويشتمل على ما يلي:

1- اسمه ونسبه وولادته.

2- نشأته وشيوخه وتلاميذه.

3- مذهبه في العقيدة والفقه.

4- مؤلفاته والمناصب العلمية التي وليها.

5- وفاته رحمه الله تعالى.

القسم الأول: مقدمة وتعريف، وفيه عنصران:

العنصر الأول: مقدمة تشمل

 

1-أسباب اختيار الموضوع

1- العقيدة الصحيحة، أهم شرط من شروط المفسر للقرآن الكريم وقد أُصيب هذا الشرط بشيء من الخلل  منذ ظهور الفرق التي تأثرت بمنطق اليونان وحضارة الفرس ولرفع هذا الخلل، أو التقليل من آثاره أرى أن نتبع سببين:

الأول: التنقيب والبحث عن المخطوطات التفسيرية التي عُرف مؤلفوها بالعقيدة الصحيحة وإخراجها للناس.

الثاني: جمع المنثور من التفسير من كتب الأئمة الذين اتبعوا منهج السلف، وعُرفوا بحبه والتمسك به.

2- رأيت من بعض المعاصرين الشغف بإخراج تراث بعض الفرق الضالة والدعوة إليها[4] وهذا تهديد لحصوننا من داخلها وزيادة لجراحنا النازفة، فلعل جمع تفسير من عرف بالتصدي لتلك الفرق مما يدفع الله به الفساد، والله تعالى يقول: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ}[5]

3- هناك محاسن كثيرة تميز بها تفسير الإمام ابن أبي العز، دعتني إلى استخراجه والتعليق عليه، وقد ذكرتها تفصيلاً في خاتمة هذا البحث.

 

2- خطة البحث:

تقع خطة هذا البحث في قسمين وخاتمة وفهارس

القسم الأول: مقدمة وتعريف (وفيه عنصران)

العنصر الأول: مقدمة، تشمل: أسباب اختيار الموضوع، والخطة التي يقوم عليها البحث، والمنهج المتبع في إخراجه.

العنصر الثاني: تعريف موجز بالإمام ابن أبي العز. يشتمل علي:

اسمه ونسبه وولادته، ونشأته وشيوخه وتلاميذه، ومذهبه في العقيدة والفقه، ومؤلفاته والمناصب العلمية التي وليها، ووفاته رحمه الله تعالى.

القسم الثاني: عرض تفسير الإمام ابن أبي العز، مرتباً على سور القرآن الكريم وآياته، موشى بالتعليقات اللازمة.

الخاتمة: في ذكر بعض محاسن تفسير الإمام ابن أبي العز

الفهارس: وتشمل (فهرس الآيات، والمراجع، ومواضع البحث).

 

3 - المنهج المتبع في إخراج البحث:

1- جمعت كتب المؤلف واستخرجت التفسير منها، ورتبته على سور القرآن الكريم وآياته.

2- إذا أورد المؤلف أكثر من آية في مكان واحد، ثم ذكر تفسيراً واحداً يناسب هذه الآيات، جعلت ذلك في السورة التي ذكر أول آية منها، وإذا ساق المؤلف عدداً من الآيات - في مكان واحد - لكل آية معنى يختلف عن معنى الآية الأخرى، جعلت كل آية في سورتها.

3- عندما استخرجت هذا التفسير فإنني لم أنقل إلا ما قصد به المؤلف تفسير الآية؛ ولهذا لم أتعرض للآيات التي يذكر المؤلف شيئاً مما يوافق معانيها دون إيراد نصها.

4- خرّجت الأحاديث والآثار من مصادرها المعتمدة، مع ذكر الحكم على الحديث أو الأثر إن لم يكن في الصحيحين، أو في أحدهما، وأنا مسبوق في الحديث من قبل الأساتذة الّذين حققوا شرح العقيدة الطحاوية.

5- الآيات التي فسرها المؤلف أشرت إلى سورتها ورقمها في الحاشية، وإذا تكررت في أثناء تفسير الآية لم أُشر إليها مرة أخرى، وقد أُشير أحياناً.

6- شرحت الغريب، وضبطت بالشكل ما رأيت أنه يحتاج إلى ضبط وعرّفت ببعض الفرق والأعلام ووثّقت جميع نقولات المؤلف في التفسير والقراءات وغير ذلك، وأشرت إلى المراجع التي وافقت المؤلف فيما قَال أو نقل.

7- أشرت إلى الكلام المحذوف بوضع ثلاث نقاط، وإلى المدخل الّذي ليس للمؤلف بوضعه بين معكوفين.

8- ناقشت ما يحتاج إلى مناقشة، وبينت ما يحتاج إلى بيان من الأقوال أو المعاني التي ذكرها المؤلف.

9- عرفت بالمؤلف وصنعت خاتمة للبحث وفهارس للآيات والمراجع ومواضع البحث.

العنصر الثاني: تعريف موجز بالإمام ابن أبي العز

 

1-اسمه ونسبه وولادته

أ-اسمه ونسبه: هو علي بن علي بن محمد بن محمد ابن أبي العز[6] بن صالح ابن أبي العز بن وهيب بن عطاء بن جُبير بن جابر بن وهيب، الأذرعي - الأصل - الدمشقي[7]، يلقب بصدر الدين[8].

ب- ولادته: ولد في الثاني والعشرين من شهر ذي الحجة[9]، سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة[10]، في الصالحية من مدينة دمشق[11].

 

2- نشأته وشيوخه وتلاميذه:

أ- نشأته: نشأ المؤلف في ظل أُسرة ذات نباهة في العلم، ومكانة في المجتمع، فأبوه كان قاضياً، وكذلك جده[12]. وأبو جده (محمد) كان أحد أساتذة المدرسة المرشدية[13]، وأولاد عمومته منهم القاضي[14]، ومنهم المفتي[15]، ومنهم المدرس[16].

ب- شيوخه: لا تجود علينا كتب التراجم، ولو بيسير في هذا الجانب، والذي أستطيع أن أقول في هذه الناحية  وأنا مسبوق إليه[17]: إن الإمام صدر الدين ابن أبي العز قد تركت فيه كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلاميذه أعظم الأثر، فهما الشيخان الموجهان لحياة هذا الإمام، وقد صرح باسم الإمام ابن كثير في أكثر من موضع في شرح العقيدة الطحاوية، ووصفه بأنه شيخه[18]، ويترجح عند بعض الباحثين بأنه كان يتصل بالإمام ابن القيم ويستفيد منه مشافهة[19]، فأمّا نقله من كتبه فكثير جداً، خصوصاً في شرح العقيدة الطحاوية[20].

وهناك شيخ آخر لابن أبي العز ذكره في كتابه التنبيه على مشكلات الهداية[21]، هو: إبراهيم بن علي بن أحمد الطرسوسي، أحد العلماء على مذهب الإمام أبي حنيفة، وتوفي بدمشق سنة 758 ﻫ[22].

وأما دراسة ابن أبي العز الأولية فلم أظفر بشيء عنها ولكن يبدو أنها كانت على يدي والده، وفي المدراس التي تهتم بدراسة المذهب الحنفي.

ج- تلاميذه: لا نشك في أن لهذا الإمام تلاميذاً، ولكن لم تتفضل علينا كتب التراجم بشيء في ذلك؛ إلاّ ما ذكره الإمام السخاوي في بعض كتبه[23] أن ابن الديري واسمه سعد بن محمد بن عبد الله أحد قضاة الحنفية ت: 867 قد أجاز له ابن أبي العز.

 

3- مذهبه في العقيدة والفقه

أ- في العقيدة: الإمام ابن أبي العز مشى على مذهب السلف في جميع المباحث العقدية، وحسبك في إثبات هذه الحقيقة - التي هي أوضح من الشمس في رابعة النهار - أمران.

الأول: ما سطره في شرحه للعقيدة الطحاوية، فقد تناول في هذا الكتاب جل المباحث العقدية بمنهج سلفي رصين، حتى غدا هذا الكتاب أحد الدعائم التي تعتمد عليها الجامعات الإسلامية في تدريس مادة التوحيد.

الثاني: اعتراضه على بعض شعراء أهل زمانه[24]، عندما مدح النبي صلى الله عليه وسلم بقصيدة، وقع فيها بعض الأخطاء العقدية فبيَّن الإمام ابن أبي العز تلك الأخطاء، ونبَّه عليها، فلم يعجب ذلك بعض أهل زمانه ممن ينتحل العلم، وشغَّبوا عليه بهذه المسألة فامتحن بسببها وأُدخل السجن، وأوذي[25].

ب- أما مذهبه في الفقه: فهو حنفي[26]، يزن أقوال الأئمة بالكتاب والسنة وما أجمع عليه سلف الأمة. ولقد وضع لنفسه منهجاً قويماً  قاده إلى باب الإمامة، وجعل أبحاثه في غاية الدقة والمتانة، بعد توفيق من الله ورعايته  نص عليه في كتابه الإتباع فقال: "فالواجب على من طلب العلم النافع أن يحفظ كتاب الله ويتدبره، وكذلك من السنة ما تيسر له، ويتضلع منها ويتروّى، ويأخذ معه من اللغة والنحو ما يصلح به كلامه، ويستعين به على فهم الكتاب والسنة، وكلام السلف الصالح - في معانيها - ثم ينظر في كلام عامة العلماء: الصحابة، ثم مَنْ بعدهم، ما يتيسر له من ذلك من غير تخصيص، فما اجتمعوا عليه لا يتعداه، وما اختلفوا فيه نظر في أدلتهم من غير هوى ولا عصبية، ثم بعد ذلك من يهد الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً"[27].

 

4- مؤلفاته والمناصب العلمية التي وليها:

أ- مؤلفاته: له عدة مؤلفات وقفت عليها جميعاً إلاّ واحداً، وكلها قوية - أعني ما وقفت عليه - في موضوعها ومضمونها، وإليك الحديث عنها بإيجاز.

1-         شرح العقيدة الطحاوية[28]: وهو شرح نفيس تضمن أبحاثاً دقيقة عميقة، وتحقيقات بديعة متقنة في العقيدة الإسلامية، على منهج السلف[29] بل إنه لم يترك مبحثاً مهماً من مباحث العقيدة، وإلا وطرقه بإطناب، وقد حُقّق الكتاب عدة تحقيقات، وطُبع عدة طبعات كان أول هذه التحقيقات والطبعات قبل سبعين سنة، وقد استوفى الكلام على هذه الطبعات التركي والأرنؤوط، في تحقيقهما لهذا الشرح[30]، الذي هو أفضل التحقيقات والطبعات فيما رأيت، وعليه اعتمدت في نقل النصوص التفسيرية، وإن كان لا يسلم من ملاحظات، والكمال لله وحده[31].

2- الإتباع[32]: يقع هذا الكتاب في (110) صفحات من الحجم المتوسط، له أكثر من طبعة، والتي وقفت عليها هي الطبعة الثانية في عمان، سنة 1405ﻫ بتحقيق محمد عطا الله، وعاصم بن عبد الله، والكتاب رد على رسالة ألفها معاصره  محمد بن محمود بن أحمد الحنفي المعروف بالبابرتي (ت: 786ﻫ) يرجح فيها تقليد مذهب أبي حنيفة على غيره من المذاهب، فكان لابن أبي العز معه وقفات موفقة أعاد فيها الحق إلى موضعه، فيما زل فيه البابرتي، والعصمة لله وحده، ثم لرسوله صلى الله عليه وسلم.

3- رسالة في الفقه: مضمونها جواب عن ثلاثة أسئلة وجهت إلى المؤلف. الأول: أن جماعة من الحنفية يتحرجون من الصلاة خلف من يرفع يديه في أثناء الصلاة. والثاني: أنهم إذا صلوا الجمعة خلف إمام الحي ينهضون عند سلامه ويقيمون الصلاة، ويصلون الظهر؛ لأن هذه الصلاة لا تصح عندهم إلا في مصر جامع، والثالث: أن بعضهم يتحرز من ماء الوضوء الذي يسقط من أعضاء الوضوء، لظنهم أنه نجس. وقد أجاب المؤلف عن هذه الأسئلة بما استغرق خمس لوحات، غير لوحة العنوان، وقد قام بتحقيقها الطالب مسعود عالم بن محمد.[33]

والمسلمون بحاجة إلى ما فيها من علم، خصوصاً في زماننا هذا الذي جعل فيه العوامُ - وأشباههم ممن ينتحل العلم - هذه الخلافات الفرعية سبيلاً إلى تفريق هذه الأمة، وزيادتها وهناً على وهن.

4- كتاب التنبيه على مشكلات الهداية[34]: نسبه إليه الإمام السخاوي[35] وغيره[36]. والمؤلف يعني بالهداية، كتاب الهداية لمؤلفه على بن أبي بكر المرغيناني (ت: 593 ﻫ).

وكتاب التنبيه يحتوي على علم غزير يشهد لمؤلفه بالإمامة والرسوخ في علم الفقه المقارن، وكذلك في علمي الأصول والحديث، إلا أنه تحامل على صاحب الهداية، فلم ينصفه في بعض المواطن.

والكتاب حُقق في رسالتي ماجستير، وذلك بقسم الفقه في كلية الشريعة، بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية.

5- النور اللامع فيما يعمل به في الجامع: نسبه إليه إسماعيل باشا، والزركلي، وكحالة[37]، ويعني بالجامع، جامع بني أمية بدمشق[38]، ولم أقف على ذات الكتاب بعد البحث والمحاولة، وسؤال أهل الخبرة، ولازال الأمل موجوداً والبحث جارياً.

ب- المناصب العلمية التي وليها: ذكرت كتب التاريخ أنه تولى التدريس والخطابة والقضاء.

1- التدريس: درَّس في عدد من المدارس الحنَفية، منها (القيمازية) في سنة 748ه[39]، والمدرسة الركنية سنة 777ﻫ[40]، والمدرسة العزية البرانية في ربيع الآخر سنة 784ﻫ، ودرس بالمدرسة الجوهرية[41].

2- الخطابة: تولى الخطابة في جامع الأفرم بدمشق[42]، وتولى الخطابة أيضاً بحسبان[43]، وهي بلدة تقع جنوب عمَّان[44].

3- القضاء: ولي قضاء الحنفية بدمشق في آخر سنة 777ﻫ، نيابة عن ابن عمه نجم الدين، الذي نقل إلى قضاء مصر سنة 777ﻫ[45]، ثم استعفى نجم الدين من القضاء فأعفي، وولي مكانه ابن أبي العز، فباشر القضاء شهرين وأياماً، ثم استعفى فأُعفي[46]، وعاد إلى دمشق، يدرس ويخطب[47].

 

5- وفاته:

توفي رحمه الله تعالى في ذي القعدة، سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة ودفن بسفح قاسيون في بلدة دمشق[48].

القسم الثاني: تفسير الإمام ابن أبي العز، ويشمل السور والآيات التالية:

القسم الثاني: تفسير الإمام ابن أبي العز، ويشمل السور والآيات التالية:

 

سورة الفاتحة

[قوله تعالى]: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}[49]… {الدِّينِ} الجزاء[50]، يقال: كما تدين تدان. أي: تُجازي تُجازى… قال تعالى: {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[51] {جَزَاءً وِفَاقاً}[52] {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}[53] {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}[54] {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[55][56].

[قوله تعالى]: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}[57] إذا هداه هذا الصراط، أعانه على طاعته وترك معصيته، فلم يصبه شر، لا في الدنيا ولا في الآخرة. لكن الذنوب هي لوازم نفس الإنسان، وهو محتاج إلى الهدى كل لحظة، وهو إلى الهدى أحوج منه إلى الطعام والشراب، ليس كما يقوله بعض المفسرين: إنه قد هداه، فلماذا يسأل الهدى؟ وأن المراد التثبيت، أو مزيد الهداية[58].

بل العبد محتاج إلى أن يُعلِّمه الله ما يفعله من تفاصيل أحواله، وإلى ما يتركه من تفاصيل الأمور في كل يوم، وإلى أن يلهمه أن يعمل ذلك، فإنه لا يكفي مجرّد علمه، إن لم يجعله مريداً للعمل بما يعلمه، وإلاَّ كان العلم حجة عليه، ولم يكن مهتدياً، والعبد محتاج إلى أن يجعله الله قادراً على العمل بتلك الإرادة الصالحة[59]، فإن المجهول لنا من الحق أضعاف المعلوم، وما لا نريد فعله تهاوناً وكسلاً مثل ما نريده أو أكثر منه أو دونه، وما لا نقدر عليه مما نريده كذلك، وما نعرف جملته ولا نهتدي لتفاصيله، فأمر يفوت الحصر، ونحن محتاجون إلى الهداية التامّة، فمن كملت له هذه الأمور، كان سؤاله سؤال تثبيت[60]، وهي آخر الرتب. وبعد ذلك كله هداية أخرى، وهي الهداية إلى طريق الجنة في الآخرة[61]؛ ولهذا كان الناس مأمورين بهذا الدعاء في كل صلاة، لفرط حاجتهم إليه، فليسوا إلى شيء أحوج منهم إلى هذا الدعاء[62]، فيجب أن يعلم أن الله بفضل رحمته جعل  هذا الدعاء من أعظم الأسباب المقتضية للخير، المانعة من الشر، فقد بيَّن القرآن أن السيئات من النفس، وإن كانت بقدر الله، وأن الحسنات كلها من الله تعالى[63].

[وقال أيضاً قوله تعالى]:{... صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ}… ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضآلُّون"[64].

 

سورة البقرة

[قوله تعالى: {الم}[65]]... وقعت الإشارة بالحروف المقطَّعة في أوائل السور، أي: أنه في أسلوب كلامهم، وبلغتهم التي يتخاطبون بها، ألا ترى أنه يأتي بعد الحروف المقطعة بذكر القرآن[66] ؟، كما في قوله تعالى: {الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ}[67].

{الم اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقّ}[68] الآية {المص كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ}[69] {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ}[70]. وكذلك الباقي يُنبِّههم أن هذا الرسول الكريم لم يأتكم بما لا تعرفونه، بل خاطبكم بلسانكم[71].

[قوله تعالى]: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً}[72]وقال تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ}[73]... هذا مرض الشبهة وهو أردأ من مرض الشهوة؛ إذ مرض الشهوة يُرجى له الشفاء بقضاء الشهوة، ومرض الشبهة لا شفاء له، إن لم يتداركه الله برحمته[74].

قوله تعالى {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ}[75]... المراد المقارنة بالفعل، وهي الصلاة جماعة؛ لأن الأمر بالصلاة قد تقدم، فلا بد من فائدة أُخرى. وتخصيص الركوع؛ لأن بإدراكه تدرك الصلاة، فمن أدرك الركعة أدرك السجدة[76].

[قوله تعالى]:{وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ}[77] والأماني: التلاوة المجردة[78] أي: إلاَّ تلاوة من غير فهم معناه. وليس هذا كالمؤمن الذي فهم ما فهم من القرآن فعمل به، واشتبه عليه بعضه، فوكل علمه إلى الله، كما أمره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "فما عرفتم منه فاعملوا به، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه"[79] فامتثل أمر نبيه صلى الله عليه وسلم[80].

قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}[81] أي: صلاتكم إلى بيت المقدس[82]

سميت إيماناً مجازاً[83]؛ لتوقف صحتها على الإيمان، أو لدلالتها على الإيمان؛ إذ هي دالة على كون مؤديها مؤمناً؛ ولهذا يُحكم بإسلام الكافر إذا صلى كصلاتنا[84].

... عن عروة قال: سألت عائشة رضي الله عنها فقلت لها: أرأيت قول الله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا}[85] فوالله ما على أحد جناح أن لا يطوف بالصفا والمروة. قالت بئسما قلت ياابن أختي، إن هذه الآية لو كانت على ما أوّلتها كانت: لا جناح عليه ألا يطوّف بهما، ولكنها أُنزلت في الأنصار كانوا قبل أن يسلموا يُهلون لمناة الطاغية، التي كانوا يعبدونها عند المشلل، وكان من أهلَّ لها يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة، فلما أسلموا سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقالوا يا رسول الله: إنا كنا نتحرج أنطوف بين الصفا والمروة، فأنزل الله عز وجل: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} الآية[86]...

[قوله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}[87]]... لمَّا قال تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} قال بعده: {لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} فإنه قد يخطر ببال أحد خاطر شيطاني: هب أن إلهنا واحد، فلغيرنا إله غيره، فقال تعالى: {لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ}[88] وقد اعترض صاحب المنتخب[89] على النحويين في تقدير الخبر في {لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} فقالوا: تقديره لا إله في الوجود إلا الله. فقال: يكون ذلك نفياً لوجود الإله، ومعلوم أن نفي الماهية أقوى في التوحيد الصِّرف من نفي الوجود، فكان إجراء الكلام على ظاهره، والإعراض عن هذا الإضمار أولى[90].

وأجاب أبو عبد الله محمد بن أبي الفضل المرسي[91] في (ري الظمآن) فقال:

هذا كلام من لا يعرف لسان العرب، فإن (إله) في موضع المبتدأ على قول سيبويه، وعند غيره اسم (لا) وعلى التقديرين، فلابد من خبر للمبتدأ، وإلا فما قاله من الاستغناء عن الإضمار فاسد.

وأما قوله: إذا لم يضمر يكون نفياً للماهية، فليس بشيء؛ لأن نفي الماهية هو نفي الوجود لا تتصور الماهية إلا مع الوجود، فلا فرق بين لا ماهية، ولا وجود وهذا مذهب أهل السنة، خلافاً للمعتزلة[92] فإنهم يثبتون ماهية عارية من الوجود. و (إلا الله) مرفوع، بدلاً من (لا إله) لا يكون خبراً ل (لا)، ولا للمبتدأ، وذكر الدليل على ذلك[93].

وليس المراد هنا ذكر الإعراب، بل المراد دفع الإشكال الوارد على النحاة في ذلك، وبيان أنه من جهة المعتزلة، وهو فاسد؛ فإن قولهم: (في الوجود) ليس تقييداً؛ لأن العدم ليس بشيء؛ قال تعالى: {وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً}[94].

ولا يقال: ليس قوله: (غيره) كقوله: (إلا الله)؛ لأن (غيراً) تعرب بإعراب الاسم الواقع بعد (إلا) فيكون التقدير للخبر فيهما واحداً؛ فلهذا ذكرتُ هذا الإشكال وجوابه هنا[95].

ذُكر في أسباب النزول أنهم سألوا عن الإيمان فأنزل الله هذه الآية {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ}[96] الآيات[97].

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى}[98] إلى أن قال: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ} جعل الله مرتكب الكبيرة من المؤمنين فلم يخرج القاتل من الذين آمنوا، وجعله أخاً لولي القصاص، والمراد أخوة الدين بلا ريب[99]، وقال تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} إلى أن قال: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}[100].

...قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ}[101] الآية... معنى {{كُتِبَ عَلَيْكُمْ} فرض عليكم وألزمكم[102]

... قوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ}[103]قيل: معناه لا يطيقونه[104] هذا التقدير على قول من قال من النحاة: بتقدير (لا) في مثل قوله تعالى: {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا}[105] والمبرد وغيره يأبون ذلك ويقدرون فيه كراهية أن تضلوا. وقولهم أولى؛ لأن تقدير العامل المناسب أولى من تقدير حرف النفي، مع أنه ليس قوله: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ} نظير قوله: {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا}[106] لأن هنا قرينة تدل على المقدر وهي قوله: {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ} وليس في قوله: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ} ما يدل عليه ولا يجوز في مثله تقدير ما لايدل عليه من اللفظ دليل. وإلا لم يثق أحد بنص مثبت لاحتمال أن تكون (لا) مقدرة فيه. وقيل: معناه كانوا يطيقونه أي في حال الشباب فعجزوا عنه بعد الكبر، والآخر ظاهر الضعف. وأقوى منه ما روى البخاري في صحيحه عن عطاء أنه سمع ابن عباس يقرأ (وعلى الذي يطوقونه فدية طعام مسكين) قال ابن عباس: ليست بمنسوخة، هي الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فيطعمان مكان كل يوم مسكيناً[107]. مع أن هذه القراءة يمكن أن ترد إلى معنى القراءة الأخرى فإن معنى (يطوَّقونه) يكلفونه. وأكثر السلف على أن الآية منسوخة. عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} كان من أراد أن يفطر ويفتدي حتى نزلت هذه الآية {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} متفق عليه[108]. وأخرجه البخاري أيضاً عن ابن عمر[109] وأخرج أيضاً عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أصحاب محمد أنهم قالو ذلك[110]. وحكى البغوي عن قتادة أنها خاصة في الشيخ الكبير الذي يطيق الصوم لكنه يشق عليه، رخص له أن يفطر ويفتدي ثم نسخ[111].

وحكي أيضا عن الحسن أن هذا في المريض الَّذِي به ما يقع اسم المرض وهو مستطيع للصوم، خُيّر بين أن يصوم وبين أن يفطر ويفدي ثم نسخ[112].

وإذا عرف هذا فالمسألة مسألة نزاع بين الصحابة رضي الله عنهم. ومن ادعى النسخ معه زيادة إثبات. كيف وهو قول جمهور الصحابة ؟ ولعل قول ابن عباس  رضي الله عنهما  عن اجتهاد، وقول غيره عن نقل وهو الظاهر، فإن النسخ كان قبل ابن عباس رضي الله عنهما[113].

... قوله تعالى: {فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ}[114]شاة. وعليه جمهور العلماء[115]، وجماعة الفقهاء[116].

...قوله تعالى: {وَلا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ}[117]المخاطبون بالنهي هم المحرمون، والضمير في قوله:"رؤوسكم" عائد إليهم، أي: لا يحلق بعضكم رؤوس بعض، كما في قَوْله تَعَالى: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ}[118] الآية، وفي قوله تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ}[119] وفي قوله: {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ}[120] هذا هو الظاهر في الآيات كلها، وإن كانت تحتمل أن المحرم لا يحلق رأس نفسه، أو لا يُمكّنُ من يحلقه، أو أن أحداً منكم لا يقتل نفسه، وأن من تمام توبتكم يا بني إسرائيل إن كل إنسان منكم يقتل نفسه، لكنه خلاف الظاهر، والقول بشمول كل من الآيات للمعنيين أحسن[121].

... قوله: {وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ}[122]… البغي مجاوزة الحد[123].

... قوله تعالى: {وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ}[124]قال مجاهد: {حَتَّى يَطْهُرْنَ} حتى ينقطع الدم {فَإِذَا تَطَهَّرْنَ} اغتسلن بالماء[125].

قال أهل التفسير في قوله تعالى {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}[126] أي مطيعين. قاله الشعبي وعطاء وسعيد بن جبير والحسن وقتادة وطاوس[127].ويشهد لذلك قوله تعالى: {بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ}[128] وقوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً}[129] وقوله تعالى: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ}[130] وقوله تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ}[131] وقوله تعالى {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ}[132].

وقال أيضاً القيام المذكور في الآية ليس المراد به انتصاب القامة، بل المراد به فعل المأمور به، وأن يكون على وجه الطاعة لله، والامتثال لأمره، فإن الرجل يقوم بأشياء ويكون هو قائم بأمر على وجه الطاعة تارة، وعلى وجه المعصية أخرى فأمروا أن يقوموا لله بما أمرهم به حال كونهم طائعين... ويحتمل أن يكون المراد بالقيام لله في الآية الصلاة بخصوصها[133]، ويكون المعنى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} بالصلاة قانتين فيها {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً} فإن قوله: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} قد ذكرت الصلاة قبله وبعده، فكان الظاهر إرادة الصلاة هنا بخصوصها، وأما إرادة القيام في الصلاة بمجرده من هذه الآية فغير ظاهر[134].

[قوله تعالى]: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}[135] {لا يَؤُودُهُ} أي: لا يكرثه[136] ولا يثقله ولا يعجزه[137].

فهذا النفي لثبوت كمال ضده، وكذلك كل نفي يأتي في صفات الله تعالى في الكتاب والسنة إنما هو لثبوت كمال ضده[138]، كقوله تعالى: {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً}[139] لكمال عدله، {لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ}[140] لكمال علمه، وقوله تعالى: {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ}[141] لكمال قدرته.{لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ} لكمال حياته وقيُّوميته. {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ}[142] لكمال جلاله وعظمته وكبريائه، وإلاَّ فالنفي الصِّرف لا مدح فيه، ألا يُرى أن قول الشاعر[143]:

قُبَيِّلةٌ لا يَغْدِرُونَ بذمةٍ

ولا يَظْلِمُونَ النَّاس حَبَّةّ خَرْدَلِ

لمَّا اقترن بنفي الغدر والظلم عنهم ما ذكره قبل هذا البيت وبعده، وتصغيرهم بقوله (قُبيِّلة) عُلم أن المراد عجزهم وضعفهم، لا كمال قدرتهم. وقول الآخر[144]:

لَكِنَّ قّوْمِي وإنْ كَانُوا ذَوِي عَدَدٍ

لَيْسُوا مِنَ الشَّرِّ في شَيءٍ وإنْ هَانَا

لما اقترن بنفي الشر عنهم ما يدل على ذمهم، عُلم أن المرادعجزهم وضعفهم أيضاً[145].

واعلم أن هذين الاسمين أعني: الحي القيوم  مذكوران في القرآن معاً في ثلاث سور[146] كما تقدم، وهما من أعظم أسماء الله الحسنى، حتى قيل: إنهما الاسم الأعظم[147]، فإنهما يتضمنان إثبات صفات الكمال أكمل تضمن وأصدقه، ويدل القيوم على معنى الأزلية، والأبدية[148] ما لا يدل عليه لفظ القديم، ويدل أيضاً على كونه موجوداً بنفسه، وهو معنى كونه واجب الوجود.

و(القيوم) أبلغ من (القيام)؛ لأن الواو أقوى من الألف، ويفيد قيامه بنفسه، باتفاق المفسرين وأهل اللغة[149]، وهو معلوم بالضرورة.

وهل تفيد إقامته لغيره وقيامه عليه؟ فيه قولان. أصحهما: أنه يفيد ذلك[150]، وهو يُفيد دوام قيامه وكمال قيامه؛ لما فيه من المبالغة، فهو سبحانه لا يزول، ولا يأفل[151]؛ فإن الآفل قد زال قطعاً، أي: لا يغيب، ولا ينقص، ولا يفنى، ولا يَعْدَمُ، بل هو الدائم الباقي الذي لم يزل ولا يزال موصوفاً بصفات الكمال.

واقترانه بالحي يستلزم سائر صفات الكمال، ويدل على بقائها ودوامها، وانتفاء النقص والعدم عنها أزلاً وأبداً؛ ولهذا كان قوله: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} أعظم آية في القرآن، كما ثبت ذلك في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم[152]. فعلى هذين الاسمين مدار الأسماء الحسنى كلها، وإليهما يرجع معانيها، فإن الحياة مستلزمة لجميع صفات الكمال، فلا يتخلف عنها صفة منها إلا لضعف الحياة، فإذا كانت حياته تعالى أكمل حياة وأتمها استلزم إثباتها إثبات كل كمال يضاد نفيه كمال الحياة. وأما القيوم، فهو متضمن كمال غناه وكمال قدرته، فإنه القائم بنفسه، فلا يحتاج إلى غيره بوجه من الوجوه، المقيم لغيره، فلا قيام لغيره إلا بإقامته، فانتظم هذان الاسمان صفات الكمال أتم انتظام[153].

وأما (الكرسي)… [ف][154] قد قيل: هو العرش[155]، والصحيح أنه غيره، نُقل ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما  وغيره. روى ابن أبي شيبة في كتاب صفة العرش، والحاكم في مستدركه وقال: إنه على شرط الشيخين ولم يخرجاه  عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، في قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} أنه قال: "لكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدر قَدْرَه إلا الله تعالى".وقد رُوي مرفوعاً[156]، والصواب أنه موقوف على ابن عباس. وقال السدي: "لسماوات والأرض في جوف الكرسي، والكرسي بين يدي العرش"[157]. وقال ابن جرير: قال: أبو ذر رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقول: "ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد أُلقيت بين ظهري فلاة من الأرض"[158]. وقيل كرسيه علمه. ويُنْسب إلى ابن عباس[159].

والمحفوظ عنه ما رواه ابن أبي شيبة، كما تقدم، ومن قال غير ذلك فليس له دليل إلا مجرد الظن، والظاهر أنه من جراب الكلام المذموم، كما قيل في العرش. وإنما هو  كما قال غير واحد من السلف :بين يدي العرش[160]، كالمرقاة إليه[161].

... قال تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ}[162].... الكسب هو الفعل الذي يعود على فاعله منه نفع أو ضرر[163].

[وقال أيضاً] …: قال: ابن الأنباري[164]: أي: لا تحملنا ما يثقل علينا أداؤه، وإن كنا مطيقين له على تجشم وتحمل مكروه، قال:فخاطب العرب على حسب ما تعقل، فإن الرجل منهم يقول للرجل  يبغضه: ما أُطيق النظر إليك، وهو مطيق لذلك، لكنه يثقل عليه[165].

 

سورة آل عمران

... قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}[166] فيها قراءتان[167]: قراءة من يقف على قوله: {إِلاَّ اللَّهُ}، وقراءة من لا يقف عندها[168]، وكلتا القراءتين حق، ويراد بالأولى المتشابه في نفسه الذي استأثر الله بعلم تأويله، ويراد بالثانية المتشابه الإضافي الذي يعرف الراسخون تفسيره، وهو تأويله. ولا يريد مَنْ وقف على قوله: {إِلاَّ اللَّهُ} أن يكون التأويل بمعنى التفسير للمعنى، فإن لازم هذا أن يكون الله أنزل على رسوله كلاماً لا يعلم معناه جميع الأمة ولا الرسول، ويكون الراسخون في العلم لا حظ لهم في معرفة معناها سوى قولهم: {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} وهذا القدر يقوله غير الراسخ في العلم من المؤمنين، والراسخون في العلم يجب امتيازهم عن عوام المؤمنين في ذلك[169]، وقد قال ابن عباس  رضي الله عنهما: "أنا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله"[170] ولقد صدق رضي الله عنه فإن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له وقال: "اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل" رواه البخاري وغيره[171]. ودعاؤه صلى الله عليه وسلم لا يرد. قال مجاهد: "عرضت المصحف على ابن عباس، من أوله إلى آخره، أقفه عند كل آية وأسأله عنها"[172]. وقد تواترت النقول عنه أنه تكلم في جميع معاني القرآن، ولم يقل عن آية: إنها من المتشابه الذي لا يعلم أحد تأويله إلا الله. وقول الأصحاب - رحمهم الله - في الأصول: إن المتشابه الحروف المقطَّعة في أوائل السور[173]،ويُروى هذا عن ابن عباس[174].مع أن هذه الحروف قد تكلم في معناها أكثر الناس[175]، فإن كان معناها معروفاً، فقد عُرف معنى المتشابه، وإن لم يكن معروفاً، وهي المتشابه، كان ما سواها معلوم المعنى، وهذا المطلوب.

وأيضاً فإن الله قال: {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} وهذه الحروف ليست آيات عند جمهور العادين[176].

قال تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[177]… عبارات السلف في (شهد) تدور على الحكم، والقضاء، والإعلام، والبيان، والإخبار[178]. وهذه الأقوال كلها حق، لا تنافي بينها، فإن الشهادة تتضمن كلام الشاهد وخبره، وتتضمن إعلامه وإخباره وبيانه. فلها أربع مراتب. فأول مراتبها: علم ومعرفة واعتقاد لصحة المشهود به وثبوته. وثانيها: تكلمه بذلك، وإن لم يُعلم به غيره، بل يتكلم بها مع نفسه، ويذكرها، وينطق بها، أو يكتبها. وثالثها: أن يُعلم غيره بها بما يشهد به، ويخبره به، ويبينه له. ورابعها: أن يلزمه بمضمونها ويأمُرَه به.

فشهادة الله سبحانه لنفسه بالوحدانية، والقيام بالقسط تضمنت هذه المراتب الأربع: علمه سبحانه بذلك، وتكلمه به، وإعلامه، وإخباره لخلقه به، وأمرهم وإلزامهم به. فأما مرتبة العلم، فإن الشهادة تضمنتها ضرورة، وإلا كان الشاهد شاهداً بما لا علم له به، قال تعالى:{إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[179] وقال صلى الله عليه وسلم: "على مثلها فاشهد"[180] وأشار إلى الشمس. وأما مرتبة التكلم والخبر، فقال الله تعالى: {وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلونَ}[181] فجعل ذلك منهم شهادة، وإن لم يتلفظوا بلفظ الشهادة، ولم يؤدوها عند غيرهم. وأما مرتبة الإعلام والإخبار، فنوعان: إعلام بالقول، وإعلام بالفعل، وهذا شأن كل مُعْلم لغيره بأمرٍ، تارةً يعلمه به بقوله، وتارةً بفعله؛ ولهذا كان من جعل داره مسجداً، وفتح بابها، وأفرزها بطريقها، وأذن للناس بالدخول والصلاة فيها، معلماً أنها وقف، وإن لم يتلفظ به … وكذلك شهادة الرب عز وجل وبيانه وإعلامه، يكون بقوله تارةً، وبفعله أخرى، فالقول ما أرسل به رسله، وأنزل به كتبه، وأما بيانه وإعلامه بفعله، فكما قال ابن كيسان[182]: شهد الله بتدبيره العجيب، وأموره المحكمة عند خلقه، أنه لا إله إلا هو[183]. وقال آخر[184]:

وفي كل شيء له آية

تدل على أنه واحد

ومما يدل على أن الشهادة تكون بالفعل قوله تعالى: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ}[185] فهذه شهادة منهم على أنفسهم بما يفعلونه. والمقصود أنه سبحانه يشهد بما جعل آياته المخلوقة دالة عليه، ودَلالتها إنما هي بخلقه وجعله. وأما مرتبة الأمر بذلك والإلزام به …فإنه سبحانه شهد به شهادة من حكم به، وقضى وأمر، وألزم عباده به، كما قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ}[186] وقال تعالى: {وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ}[187] وقال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً}[188] وقال تعالى: {لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ}[189] وقال: {وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ}[190]. والقرآن كله شاهد بذلك[191]...

... لما نزلت هذه الآية {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ}...[192] دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال لهم: "اللهم هؤلاء أهلي"[193].

[قوله تعالى:] {... آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}[194]وذلك؛ لأن الجهال، يقولون: ما رجع هؤلاء عن دينهم الذي صاروا إليه إلاَّ بعد أن ظهر لهم بطلانه[195].

[قوله تعالى:] {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ}[196] فأهانهم بترك تكليمهم، والمراد: أنه لا يكلمهم تكليم تكريم، هو[197] الصحيح[198]؛ إذ قد أخبر في الآية الآخرى أنه يقول لهم في النار {قَالَ اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ}[199] فلو كان لا يكلم عباده المؤمنين، لكانوا في ذلك هم وأعداؤه سواء، ولم يكن في تخصيص أعدائه بأنه لا يكلمهم فائدة أصلاً[200].

... وإنما تكون (من) للتبعيض إذا صلح في موضعها (بعض) كما في قوله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}[201] فإنه يصح في موضعها بعض، وقد قُرئ شاذاً {حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}[202].

... قوله تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}[203] وقوله تعالى: {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ}[204] وأما الحياة التي اختص بها الشهيد، وامتاز بها عن غيره... فهي أن الله تعالى جعل أرواحهم في أجواف طير خضر، كما في حديث عبد الله بن عباس  رضي الله عنهما  أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما أصيب إخوانكم - يعني يوم أحد - جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة، وتأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب مذللة[205] في ظل العرش" الحديث رواه الإمام أحمد وأبو داود[206]، وبمعناه في حديث ابن مسعود، رواه مسلم[207]. فإنهم لما بذلوا أبدانهم لله  عز وجل  حتى أتلفها أعداؤه فيه، أعاضهم منها في البرزخ أبداناً خيراً منها، تكون فيها إلى يوم القيامة، ويكون تنعمها بواسطة تلك الأبدان، أكمل من تنعم الأرواح المجردة عنها. ولهذا كانت نسمة المؤمن في صورة طير، أو كطير، ونسمة الشهيد في جوف طير[208].

 

سورة النساء

في الصحيحين أن عروة سأل عائشة رضي الله عنها عن قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} إلى قوله: {أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}[209] قالت: يا ابن أختي هذه اليتيمة تكون في حجر وليها فيرغب في جمالها ومالها ويريد أن ينقص من صداقها فنهوا عن نكاحها إلا أن يقسطوا لهن في إكمال الصداق وأمروا بنكاح من سواهن. قالت عائشة: فاستفتى الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك فأنزل الله عز وجل:{وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ} إلى{وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ}[210] فبين لهم أن اليتيمة إذا كانت ذات جمال ومال رغبوا في نكاحها ولم يلحقوها بسنتها في إكمال الصداق، وإذا كانت مرغوبة عنها في قلة المال والجمال تركوها والتمسوا غيرها من النساء، قال وكما يتركونها حين يرغبون عنها، فليس لهم أن ينكحوها إذا رغبوا فيها إلاَّ أن يقسطوا لها ويعطوها حقها الأوفى من الصداق"[211].

... قوله تعالى: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ}[212]... المذكور في هذه الآية الكريمة حرف أو، وهو لأحد المذكورين، أي: لا ميراث إلاّ من بعد إخراج الوصية، إن كان ثم وصية، أو إخراج الدين إن كان ثم دين[213].

... قوله تعالى: {وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ}[214]... المراد به النكاح الذي هو ضد السفاح، ولم يأت في القرآن النكاح المراد به الزنا قط، ولا الوطء المجرد عن عقد[215].

...قوله تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}[216]... عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث جيشاً إلى أوطاس[217] فلقي عدواً لهم فقاتلوهم، فظهروا عليهم وأصابوا سبايا، وكأن ناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تحرجوا من غشيانهن من أجل أزواجهن من المشركين فأنزل الله عز وجل ذلك {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}[218].

... قوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ}[219]... المراد استطاعة الآلات والأسباب. ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لعمران ابن حصين: "صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً،فإن لم تستطع فعلى جنب"[220] وإنما نفى استطاعة الفعل معها[221].

... قوله تعالى: {... لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ}[222]... الاستثناء هنا منقطعاً[223].

... قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ}[224]نزلت في أصحاب رسول صلى الله عليه وسلم حين قدَّموا رجلاً منهم في الصلاة، فصلى بهم وترك في قرآنه ما غير المعنى[225].

...قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ}[226] قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وغيره: الجبت: السحر[227].

... قوله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ}[228] كيف قال: {وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} ولم يقل (وأطيعوا أولي الأمر منكم) ؟؛ لأن أولي الأمر لا يفردون بالطاعة، بل يطاعون فيما هو طاعة لله ورسوله، وأعاد الفعل  مع الرسول؛ لأنه من يطع الرسول فقد أطاع الله، فإن الرسول لا يأمر بغير طاعة الله، بل هو معصوم في ذلك، وأما ولي الأمر، فقد يأمر بغير طاعة الله فلا يطاع إلا فيما هو طاعة لله ورسوله[229].

قال الله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} والمراد بالرد إلى الله الرد إلى كتابه، وبالرد إلى الرسول الرد إليه في حياته، وإلى سنته بعد وفاته[230].

... قال تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}[231] أقسم سبحانه بنفسه أنهم لا يؤمنون حتى يُحكِّموا نبيه، ويرضوا بحكمه، ويسلموا تسليماً[232].

... قال تعالى: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُل كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ}[233]... فإن قيل: كيف الجمع بين قوله: {كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}، وبين قوله: {فَمِنْ نَفْسِكَ} ؟. قيل: قوله: {كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} الخِصب والجدب، والنصر والهزيمة، كلها من عند الله، وقوله: {فَمِنْ نَفْسِكَ}: أي ما أصابك من سيئة من الله فبذنب نفسك عقوبة لك، كما قال: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}[234] يدل على ذلك ما رُوي عن ابن عباس  رضي الله عنهما: أنه قرأ: "وما أصابك من سيئة فمن نفسك، و أنا كتبتها عليك"[235]. والمراد بالحسنة - هنا - النعمة، وبالسيئة البلية[236]، في أصح الأقوال.

وقد قيل: الحسنة الطاعة، والسيئة المعصية[237]. وقيل: الحسنة ما أصابه يوم بدر، والسيئة ما أصابه يوم أحد[238]. والقول الأول شامل لمعنى القول الثالث. والمعنى الثاني ليس مراداً دون الأول - قطعاً - ولكن لا منافاة بين أن تكون سيئة العمل وسيئة الجزاء من نفسه، مع أن الجميع مقدَّر، فإن المعصية الثانية قد تكون عقوبة الأولى، فتكون من سيئات الجزاء، مع أنها من سيئات العمل، والحسنة الثانية قد تكون من ثواب الأولى، كما دل على ذلك الكتاب والسنة[239].

وفي قوله: {فَمِنْ نَفْسِكَ} من الفوائد: أن العبد لا يطمئن إلى نفسه ولا يسكن إليها، فإن الشر كامن فيها، لا يجيء إلا منها، ولا يشتغل بملام الناس ولا ذمهم إذا أساؤوا إليه، فإن ذلك من السيئات التي أصابته، وهي إنما أصابته بذنوبه، فيرجع إلى الذنوب، ويستعيذ بالله من شر نفسه وسيئات عمله، ويسأل الله أن يعينه على طاعته. فبذلك يحصل له كل خير، ويندفع عنه كل شر؛ ولهذا كان أنفع الدعاء وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ}[240]. فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته وترك معصيته، فلم يصبه شر، لا في الدنيا ولا في الآخرة[241].

... قوله تعالى: {فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً}[242] أي على القاعدين من أولي الضرر[243]، بدليل قول الله تعالى: {وَكُلاَّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}[244].

...قوله تعالى: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ}[245]... المراد هو، أو من يقوم مقامه، كما في قوله تعالى[246]: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}[247].

... في المسند أنه لما نزل قوله تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ}[248] قال أبو بكر يا رسول الله نزلت قاصمة الظهر، وأيُّنا لم يعمل سوءاً؟. فقال "يا أبا بكر، ألست تنصب؟ ألست تحزن؟ ألست يصيبك اللأواء؟ فذلك ما تجزون به"[249].

قال تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً}[250]...الخلة كمال المحبة[251]، وأنكرت الجهمية[252] حقيقة المحبة من الجانبين، زعماً منهم أن المحبة لا تكون إلا لمناسبة بين المحب والمحبوب، وأنه لا مناسبة بين القديم والمُحْدَث توجب المحبة[253].

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ}[254]... شهادة المرء على نفسه هي إقراره بالشيء[255]... ليس إلا، وليس المراد أن يقول: أشهد على نفسي بكذا، بل من أقر بشيء فقد شهد على نفسه به[256].

[1] سورة آل عمران، الآية: 102.

[2] سورة النساء، الآية: 1.

[3] سورة الأحزاب، الآية: 70، 71.

[4] من الأمثلة على هذا تحقيقات وكتابات الدكتور عدنان زرزور حول تراث المعتزلة التفسيري.

[5] سورة البقرة، الآية: 251.

[6] ورد في عدد من مخطوطات كتب المؤلف (ابن العز) وكذلك في كشف الظنون (2/1143)، وهدية العارفين (1/ 726) وورد في بعض المواضع من إنباء الغ مر (3/50)، أن اسم المؤلف محمد، وتابع ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب (6/326) هذا الموضع من ِإنباء الغمر، والصحيح (علي) كما في جميع المراجع الأخرى، وكما هو مدون على مخطوطات كتبه.

[7] هكذا ذكر نسب أبيه ابن قاضي شهبة في تاريخه (2/ 469) وأشار أيضاً إلى اسم المؤلف ولقبه بقوله: "ولده صدر الدين علي" (2/ 470).

[8] انظر المرجع السابق (2/ 470)، والثغر البسام، ص (201).

[9] انظر الدليل الشافي (1/465).

[10] انظر الدرر الكامنة (3/ 159)، والدليل الشافي (1/ 465).

[11] انظر الدليل الشافي (1/465).

[12] انظر تاريخ ابن قاضي شهبة (2/415) فقد أشار إلى أن أباه وجده من القضاة.

[13] انظر مقدمة شرح العقيدة الطحاوية، ص (67، 68).

[14] انظر تاريخ ابن قاضي شهبة (3/481، 360).

[15] انظر  مقدمة شرح العقيدة الطحاوية، ص (68).

[16] انظر تاريخ ابن قاضي شهبة (2/503، 504) و (3/148).

[17] انظر مقدمة شرح العقيدة الطحاوية، ص (7، 73) للأستاذين التركي والأرنؤوط.

[18] انظر المرجع السابق، ص (73) وانظر من هذا البحث آخر سورة التوبة، الآية (124).

[19] انظر مقدمة شرح العقيدة الطحاوية، ص (73).

[20] انظر من هذا البحث الحواشي، عند الآية (18) من سورة آل عمران، والآية (172) من سورة الأعراف.

[21] انظر منه، ص (355) تحقيق أنور.

[22] انظر تاج التراجم، ص (89)، والفوائد البهية، ص (10)، والطبقات السنية (1/213).

[23] انظر الضوء اللامع (3/ 249 - 253)، ووجيز الكلام (1/ 296).

[24] واسمه: علي بن أيبك بن عبد الله. قَال ابن حجر: اشتهر بالنظم قديما … وله مدائح نبوية (ت: 801 ﻫ) انظر إنباء الغمر (4/67)، والدليل الشافي (1/ 452).

[25] تفاصيل الحادثة وامتحانه في إنباء الغمر بأبناء العمر (2/95-98) الطبعة العثمانية في حوادث 784 ﻫ. وقد أحسن الشيخان التركي والأرنؤوط بشرح ملابسات تلك الحادثة، وبيان وجه الحق فيها. انظر: مقدمتهما لشرح العقيدة الطحاوية، ص (87-102).

[26] ذكره في قضاة الحنفية  في مصر  السيوطي في حسن المحاضرة (2/ 184، 185) ووصفه جماعة من المترجمين له بالحنفي منهم ابن حجر في الدرر الكامنة (3/159)، وابن تغري بردي في الدليل الشافي (1/465)، والسخاوي في وجيز الكلام (1/ 296).

[27] الاتباع، ص (88) والمؤلف في جميع كتبه (التنبيه على مشكلات الهداية، وشرح العقيدة الطحاوية، والاتباع، ورسالة في صحة الإقتداء بالمخالف) يحارب المتعصبين للأئمة، الذين يسوقون الأمة إلى الاختلاف والتنازع، ولكنه لا يمنع من تقليد الأئمة دون تعصب؛ فإنه القائل: "ومن ظن أنه يعرف الأحكام من الكتاب والسنة بدون معرفة ما قاله هؤلاء الأئمة وأمثالهم، فهو غالط مخطئ. ولكن ليس الحق وقفاً على واحد منهم، والخطأ وقفاً بين الباقين حتى يتعين اتباعه دون غيره". الاتباع، ص (43).

[28] نسبه إلى المؤلف الإمامُ السخاوي في وجيز الكلام (1/296)، والزبيدي في شرح إحياء علوم الدين (2/146)، وانظر مقدمة التركي والأرنؤوط للكتاب المذكور، ص (117).

[29] انظر مقدمة التركي والأرنؤوط لشرح العقيدة الطحاوية، ص (81).

[30] انظر مقدمتهما، ص (106، 109).

[31] منها قولهما: إنهما خرجا الآثار، وهما لم يخرجا إلا عدداً لا يكاد يُذكر. ومنها إطلاقهما القول بما يفيد أنهما أشارا إلى جميع مواضع النقول من المؤلفات التي نقل منها الشارح. ومنها تساهلهما في إطلاق كلمة (لم نقف عليه) أثناء حديثهما على مؤلفات الشارح  التي لم تطبع  وفي تعارف الباحثين أن هذه الكلمة لا تُقال إلا بعد البحث الجيد.

[32] انظر توثيق نسبة الكتاب إلى المؤلف في مقدمة الطبعة الثانية، من كتاب الاتباع، ص (12).

[33] يوجد منها نسخة في المكتبة المركزية بالجامعة الإسلامية، برقم (4/217 ع زر) وفات الباحث الاطلاع على نسخة أخرى ذكرها فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية  المجاميع  (2/350) ولا أدري هل اطلع عليها الباحث عندما طبع الكتاب في دار الهجرة.

[34] هكذا ذكر المؤلف عنوان الكتاب. انْظر: التنبيه على مشكلات الهداية، ص1 تحقيق عبد الحكيم.

[35] انظر وجيز الكلام (1/ 296).

[36] انظر هدية العارفين (1/726)، والأعلام (4/313)، ومعجم المؤلفين (7/156).

[37] انظر هدية العارفين (1/726)، والأعلام (4/313)، ومعجم المؤلفين (7/156).

[38] انظر هدية العارفين (1/ 726) وعنوان الكتاب يوحي بأنه ليس كبيراً، والله أعلم.

[39] انظر تاريخ ابن قاضي شهبة (2/503).

[40] انظر مقدمة شرح العقيدة الطحاوية، ص (78).

[41] ذكر ابن حجر ما يفيد أنه درس في المدرستين ولم يذكر التاريخ انظر إنباء الغمر (2/98) وانظر مقدمة شرح العقيدة الطحاوية، ص (78).

[42] انظر تاريخ ابن قاضي شهبة (2/469، 470) ففيه ما يشير إلى ذلك.

[43] انظر الثغر البسام، ص (201)، وإنباء الغمر (3/ 50).

[44] انظر مقدمة شرح العقيدة الطحاوية، ص (81).

[45] انظر تاريخ ابن قاضي شهبة (3/ 478).

[46] انظر المرجع السابق (3/ 478، 483).

[47] يُؤخذ ذلك من كلام ابن حجر في إنباء الغمر (3/ 50).

[48] انظر إنباء الغمر (3/ 50)، ووجيز الكلام (1/ 295)، والثغر البسام، ص (201)، وأبعد عن الصواب حاجي خليفة  في كشف الظنون (2/ 1143)  عندما أرخ وفاته بسنة (742ﻫ).

[49] سورة الفاتحة، الآية: 4.

[50] انظر تفسير القرآن، للسمعاني (1/37)، وجامع البيان (1/155)، وتفسير ابن أبي حاتم  (1/19). وقد ذكر ابن عطية في المحرر الوجيز (1/72، 73) أن "الدين" يجيء في كلام العرب على أنحاء، منها ما ذُكر هنا. قال: وهذا الذي يصلح لتفسير قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}.

[51] سورة السجدة، الآية: 17.

[52] سورة النبأ، الآية: 26.

[53] سورة الأنعام، الآية: 160.

[54] سورة النمل، الآية: 89، 90.

[55] سورة القصص، الآية: 84.

[56] شرح العقيدة الطحاوية، ص (600).

[57] سورة الفاتحة، الآية: 6،7.

[58] أورد السؤال والجوابين السمعاني في تفسير القرآن (1/38)، ونحو هذا في كثير من كتب التفسير. انظر تفسير القرآن لأبي الليث (1/83)، ومعالم التنزيل (1/41)، والكشاف (1/66)، والتفسير الكبير (1/205). وقد فسر الطبري الآية في جامع البيان (1/66) بالقول الأول فقال: "وفقنا للثبات عليه".

[59] من أول كلام المؤلف إلى هنا موجود في مجموع فتاوى شيخ الإسلام (14/320، 321). وكذلك هو في الحسنة والسيئة لشيخ الإسلام نفسه، ص (83، 84).

[60] انظر بدائع الفوائد (2/38) ففيه نحو ما ذكر المؤلف هنا.

[61] انظر المحرر الوجيز (1/78).

[62] من قوله: (ولهذا) إلى (الدعاء) مأخوذ بنصه من كتاب الحسنة والسيئة، ص  (84).

[63] شرح العقيدة الطحاوية، ص (519، 520) ونحو هذا أعاده في ص (800).

[64] شرح العقيدة الطحاوية، ص (800). والحديث أخرجه الترمذي برقم (2954)، والإمام أحمد في المسند (4/378، 379)، وأبو داود الطيالسي برقم (1040)، وابن جرير في جامع البيان (1/185، 193)، وابن أبي حاتم في تفسيره (1/23)، وابن حبان في صحيحه   مع الإحسان  (16/183، 184) كلهم من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه. والحديث صحح أحمد شاكر إسناده. انظر جامع البيان الموضع المتقدم. وقال عبد الرحمن ابن أبي حاتم: ولا أعلم بين المفسرين في هذا الحرف اختلافاً. يعني تفسير الآية بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. انظر تفسيره (1/23).

[65] سورة البقرة، الآية: 1.

[66] هذا أحد الأقوال  على قول من قال: إنه يُعرف تفسيرها  وهو منسوب إلى قطرب والمبرد. انظر معاني القرآن وإعرابه (1/55، 56)، والمحرر الوجيز (1/95)، والتفسير الكبير  (2/7). وإلى هذا القول ذهب الزمخشري في الكشاف (1/95-97). قال الرازي: واختاره جمع عظيم من المحققين. انظر التفسير الكبير (2/7). وإن أردت الاطلاع على جميع الأقوال في الحروف المقطعة فانظر التفسير الكبير (2/3-8)، والبحر المحيط (1/156) وما بعدها، والبرهان في علوم القرآن (1/172-176)، والتحرير والتنوير (1/207)، وقد ذكر العلامة ابن كثير في تفسيره (1/39) ما يفيد ترجيح هذا القول  أعني الذي ذكره المؤلف هنا  ثم قال: "وإليه ذهب الشيخ الإمام العلامة أبو العباس ابن تيمية، وشيخنا الحافظ المجتهد أبو الحجاج المزي، وحكاه لي عن ابن تيمية".

[67] سورة البقرة، الآية: 1، 2.

[68] سورة آل عمران، الآية: 1-3.

[69] سورة الأعراف، الآية: 1، 2.

[70] سورة يونس، الآية: 1.

[71] شرح العقيدة الطحاوية، ص (205).

[72] سورة البقرة، الآية: 10.

[73] سورة التوبة، الآية: 125.

[74] شرح العقيدة الطحاوية، ص (258). وقد فسر المؤلف الآيتين في معرض بيانه أن النفي والتشبيه مرضان من أمراض القلوب، فالنفاة والمشبهة خرجوا عن حد الاعتدال الصحيح بسبب الشبهة التي ألقاها إبليس في قلوبهم، فكان لهما نصيب مما تضمنته هاتان الآيتان. وقد قال السمعاني  عند آية البقرة : أراد بالمرض الشك والنفاق بإجماع المفسرين. ونحو هذا ذكر الواحدي. انظر تفسير القرآن للسمعاني (1/48)، والوسيط للواحدي (1/87).

وكأن من حكى الإجماع لم يعتد بقول من قال: إن المقصود الزنا. انظر تفسير ابن أبي حاتم (1/47). ولا شك أن سياق الآية التي في سورة البقرة يشهد لقول من حكى الإجماع. وكذلك الآية التي في سورة التوبة المقصود بالمرض فيها مرض النفاق الاعتقادي، المخرج من الملة؛ ولذلك قال في آخرها: {وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ}. وانظر في تفسير آية التوبة جامع البيان (14/578)، وتفسير القرآن للسمعاني (2/361).

[75] سورة البقرة، الآية: 43.

[76] التنبيه على مشكلات الهداية، ص (220) تحقيق عبد الحكيم. وانظر المحرر الوجيز (1/ 203)، والجامع لأحكام القرآن (1/ 348، 349) ففيهما ما ذكر المؤلف من الاحتجاج بالآية على الصلاة جماعة.

[77] سورة البقرة، الآية:78.

[78] شرح العقيدة الطحاوية، ص (504). وهذا أحد الأقوال، التي قيلت في معنى (أماني). انظر هذا القول وغيره في تفسير القرآن لأبي الليث (1/131)، وتفسير القرآن للسمعاني (1/99)، ومعالم التنزيل (1/88)، والمحرر الوجيز (1/271).

[79] هذا اللفظ أخرجه الإمام أحمد في المسند (2/181)، والبخاري في خلق أفعال العباد، ص (43)، والبغوي في شرح السنة (1/260) كلهم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. وحكم محققا شرح السنة بأن إسناده حسن. انظر شرح السنة الموضع المتقدم.

[80] شرح العقيدة الطحاوية، ص (785، 786).

[81] سورة البقرة، الآية: 143.

[82] يشهد لهذا القول بالصحة ما أخرجه الإمام الترمذي، عن ابن عباس  رضي الله عنهما  قال: لما وُجِّه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة قالوا: يا رسول الله كيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس، فأنزل الله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} الآية. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. سنن الترمذي الحديث رقم (2964) وقد أخرجه غيره من الأئمة، وكلهم أخرجوه من طريق سماك عن عكرمة عن ابن عباس. وإن كان في رواية سماك عن عكرمة شيء، فهناك شواهد للحديث، لا ينزل بمجموعها عن درجة الحسن. وقد قال الإمام ابن القيم: "وفيه قولان  يعني في معنى {إِيمَانُكُمْ}  أحدهما: ما كان ليضيع صلاتكم إلى بيت المقدس … والثاني: ما كان ليضيع إيمانكم بالقبلة الأولى، وتصديقكم بأن الله شرعها ورضيها. وأكثر السلف والخلف على القول الأول، وهو مستلزم للقول الآخر". بدائع التفسير (1/342).

[83] انظر التفسير الكبير (4/98)، وروح المعاني (2/7).

[84] شرح العقيدة الطحاوية، ص (445)، وأحسن من تعليل المؤلف  هنا  ما ذكره القرطبي في الجامع لأحكام القرآن (2/157) بقوله: "فسمّى الصلاة إيماناً لاشتمالها على نية وقول وعمل".

[85] سورة البقرة، الآية: 158.

[86] التنبيه على مشكلات الهداية، ص (486، 487) تحقيق عبد الحكيم. وسبب النزول هذا أخرجه الإمام البخاري في صحيحه  مع الفتح  برقم (1643) ومسلم في صحيحه تحت رقم (1277).

[87] سورة البقرة، الآية: 163.

[88] ذكر أبو حيان هذا منسوباً إلى صاحب المنتخب. انظر البحر(1/637).

[89] لعله: الحسن بن صافي بن عبد الله الملقب بملك النحاة (ت: 568 ﻫ) ذكر القفطي في مؤلفاته (المنتخب). انظر معجم الأدباء (2/866)، وإنباه الراوة (1/340)، وبغية الوعاة (1/504).

[90] نحو هذا الاعتراض في التفسير الكبير (4/157) من غير نسبة. وهو بتمامه في البحر (1/637) منسوباً لصاحب المنتخب.

[91] محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الفضل المرسي، العلامة شرف الدين، النحوي الأديب، الزاهد المفسِّر، المحدث الفقيه الأصولي، (ت: 655 ﻫ). انظر بغية الوعاة (1/144).

[92] المعتزلة فرقة نشأت إثر قول واصل بن عطاء: إن فاعل الكبيرة لا مسلم ولا كافر، واعتزل مجلس شيخه الحسن البصري، فسُمي معتزلياً، وأتباعه معتزلة، ولهم أصول خمسة خالفوا فيها الكتاب والسنة، وما أجمع عليه سلف الأمة. انظر الفرق بين الفرق، ص (14، 18، 19)، والملل والنحل، ص (48)، والمعتزلة وأصولهم الخمسة، ص (14).

[93] جواب أبي عبد الله المرسي منقول بتمامه في البحر (1/637) وعقب عليه أبو حيان بما يُفهم موافقته لأبي عبد الله المرسي. انظر البحر (1/637، 638). وتقدير خبر (لا) بكلمة (في الوجود) قد قاله أيضاً أبو البركات ابن الأنباري في كتابه، البيان في غريب إعراب القرآن (1/131). وقد قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز  رحمه الله تعالى: إن التقدير بكلمة (في الوجود) لا يحصل به المقصود من بيان أحقية ألوهية الله سبحانه وبطلان ما سواها؛ لأن لقائل أن يقول: كيف تقولون: (لا إله في الوجود إلا الله) ؟ وقد أخبر سبحانه عن وجود آلهة كثيرة للمشركين، كما في قوله سبحانه: {… فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ} وقوله: {فلو لا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قرباناً آلهة}فلا سبيل إلى التخلص من هذا الاعتراض، وبيان عظمة هذه الكلمة … إلا بتقدير الخبر بغير ما ذكره النحاة، وهو كلمة (حق)؛ لأنها هي التي توضح بطلان جميع الآلهة، وتبين أن الإله الحق والمعبود الحق هو الله وحده … انظر شرح العقيدة الطحاوية، ص (74) حاشية (2).

قلت ذكر الشيخ ابن باز أن شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم قد نبها على ما قاله هنا. وقد تنبه بعض المفسرين إلى هذا فقال العلامة الألوسي  في روح المعاني (2/29) : (وإضافة  إله) إلى ضمير المخاطبين باعتبار الاستحقاق، لا باعتبار الوقوع؛ فإن الآلهة الغير مستحقة كثيرة". وقال الخفاجي  في عناية القاضي وكفاية الراضي (2/434) : "{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} خطاب عام أي المستحق منكم العبادة واحد لا شريك له". وانظر أيضاً: التحرير والتنوير (2/74).

[94] سورة مريم،الآية: 9.

[95] شرح العقيدة الطحاوية، ص (73-75).

[96] سورة البقرة، الآية: 177.

[97] شرح العقيدة الطحاوية، ص (485) وانظر أسباب النزول للواحدي، ص (49)، ولباب النقول في أسباب النزول، ص (49) ففيهما أن سبب نزول الآية أنهم سألوا عن البر.

[98] سورة البقرة، الآية: 178.

[99] انظر الوسيط (1/265)، وتفسير القرآن للسمعاني (1/174)، وزاد المسير (1/180)، والتفسير الكبير (5/47) فقد ذكروا نحو ما قال المؤلف.

[100] سورة الحجرات، الآية: 9، 10. وانظر شرح العقيدة الطحاوية، ص (442) ومقصود المؤلف من إيراد آية الحجرات أنها دلت على ما دلت عليه آية البقرة من بقاء أخوة الإسلام مع وجود الكبيرة وهي القتل، فدل ذلك على أن الكبيرة لا تخرج صاحبها من الإسلام.

[101] سورة البقرة، الآية: 180.

[102] التنبيه على مشكلات الهداية، ص (485) (تحقيق عبد الحكيم) وانظر هذا المعنى في جامع البيان (3/384) وتفسير القرآن لأبي الليث (1/181)، والنكت والعيون (1/231)، والوسيط (1/268)، وتفسير القرآن للسمعاني (1/174).

[103] سورة البقرة، الآية: 184.

[104] انظر الدر المصون (2/273) فقد ذكر السمين هذا القول وقال: إنه بعيد.

[105] سورة النساء، الآية: 176.

[106] سورة النساء، الآية: 176.

[107] صحيح البخاري  مع الفتح  برقم (4505) والقراءة المذكورة عن ابن عباس قراءة شاذة. انظر مختصر في شواذ القرآن لابن خالويه، ص (11).

[108] صحيح البخاري   مع الفتح  برقم (4507)، وصحيح مسلم برقم (1145).

[109] صحيح البخاري  مع الفتح  برقم (1949).

[110] صحيح البخاري  مع الفتح  (4/187) والخبر ذكره الإمام البخاري معلقاً. وقال ابن حجر في الفتح (4/188) وصله أبو نعيم في المستخرج والبيهقي من طريقه... واختلف في إسناده اختلافاً كثيراً، وطريق ابن نمير هذه أرجحها.

[111] معالم التنزيل (1/150) وأخرجه عبد الرزاق الصنعاني عن قتادة بإسناد صحيح. انظر تفسير القرآن لعبد الرزاق (1/69، 70).

[112] معالم التنزيل (1/150) وقد ذكر البغوي في مقدمة تفسيره (1/28) أنه يروي تفسير الحسن من طريق عمروبن عبيد. ومعلوم أن عمرو بن عبيد أحد رؤوس المعتزلة الدعاة إلى بدعتهم.

[113] التنبيه على مشكلات الهداية، ص (429،432) تحقيق عبد الحكيم. وما ذهب إليه المؤلف هو الراجح، لأن الآية صريحة في التخيير بين الصيام والإطعام لمن يطيق الصوم، وقد رُفع هذا التخيير باتفاق على وجوب الصوم بقوله تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} وقد رجح القول بالنسخ جماعة من الأئمة، منهم أبو عبيد والطبري والنحاس ومكي وابن حزم وابن العربي وابن الجوزي وابن كثير. انظر جامع البيان (3/434)، والناسخ والمنسوخ لأبي عبيد، ص (47)، والناسخ والمنسوخ للنحاس (1/501،502)، والإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه، ص (125)، والإحكام في أصول الأحكام (4/62)، وأحكام القرآن (1/79)، ونواسخ القرآن، ص (177)، وتفسير القرآن العظيم (1/216).

[114] سورة البقرة، الآية: 196.

[115] انظر الجامع لأحكام القرآن (2/378).

[116] التنبيه على مشكلات الهداية، ص (588) تحقيق عبد الحكيم.

[117] سورة البقرة، الآية: 196.

[118] سورة النور، الآية: 61.

[119] سورة النساء، الآية: 29.

[120] سورة البقرة، الآية: 54.

[121] انظر التنبيه على مشكلات الهداية، ص (544، 545). تحقيق عبد الحكيم. وانظر جامع البيان (19/ 225، 226)، وتفسير القرآن للسمعاني (1/418، 419)، والنكت والعيون (1/475)، والمحرر الوجيز (4/94)، وفتح القدير (1/544) تجد أن أصحاب هذه المؤلفات قد ذكروا المعنيين. عند بعض هذه الآيات. وطائفة من المفسرين اقتصروا على ذكر المعنى الذي قال المؤلف إنه الظاهر، وذلك عند بعض هذه الآيات   أيضاً  انظر تفسير القرآن لأبي الليث (1/119، 349)، وزاد المسير (1/82) وما رجحه المؤلف من القول بالعموم هو الصحيح.

[122] سورة البقرة، الآية: 213.

[123] شرح العقيدة الطحاوية، ص (782). وانظر هذا المعنى الذي ذكره المؤلف في جامع البيان (4/281)، والمفردات في غريب القرآن، ص (55)، وعمدة الحفاظ (1/243).

[124] سورة البقرة، الآية: 222.

[125] التنبيه على مشكلات الهداية، ص (106) تحقيق عبد الحكيم، والأثر أخرج بعضه ابن جرير في تفسيره برقم (4266) وبعضه برقم (4270) بسند واحد رجاله ثقات.

[126] سورة البقرة، الآية: 238.

[127] أخرج ذلك الإمام الطبري عنهم في جامع البيان (5/230، 231). والأسانيد إلى الشعبي وعطاء وقتادة وطاوس رجالها ثقات. وهذا القول ثابت عن ابن عباس رضي الله عنهما. انظر جامع البيان (5/ 229).

[128] سورة البقرة، الآية: 116.

[129] سورة النحل، الآية: 120.

[130] سورة التحريم، الآية: 5.

[131] سورة الأحزاب، الآية: 35.

[132] سورة النساء، الآية: 34. وهذا التفسير في التنبيه على مشكلات الهداية، ص (259) تحقيق عبد الحكيم.

[133] ذكر هذا القول أبو حيان في البحر المحيط (2/251) والأقوال في معنى (قانتين) كثيرة جداً، انظرها في التفسير الكبير (6/130، 131)، والجامع لأحكام القرآن (3/213، 214)، والبحر المحيط (2/251) وأشهرها قولان: 1- القنوت الطاعة.2- القنوت السكوت. قال أبو جعفر النحاس  بعد أن ذكر القولين : "هذان القولان يرجعان إلى شيء واحد؛ لأن السكوت في الصلاة طاعة" عاني القرآن الكريم (1/240).

[134] التنبيه على مشكلات الهداية، ص (166) تحقيق عبد الحكيم. وهذا التفسير ذكره عندما رد على صاحب الهداية في احتجاجه بالآية على فرضية القيام في الصلاة المفروضة.

[135] سورة البقرة، الآية: 255. والمؤلف لم يذكر الآية كاملة في مكان واحد، وإنما ذكرها مفرقة.

[136] أي: لا يشق عليه، و لا يغمه ولا يثقله. انظر تهذيب اللغة (10/175، 176) (كرث).

[137] انظر مجاز القرآن (1/78)، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة، ص (93)، ومعاني القرآن وإعرابه (1/338)، وجامع البيان (5/404، 405).

[138] انظر في هذه المسألة: الرسالة التدمرية، ص (40) وما بعدها، ومجموع فتاوى شيخ الإسلام (17/109) وما بعدها، وأيضاً (3/36) من مجموع الفتاوى.

[139] سورة الكهف، الآية: 49.

[140] سورة سبأ، الآية: 3.

[141] سورة ق، الآية: 38.

[142] سورة الأنعام، الآية: 103.

[143] هو النجاشي: قيس بن عمرو بن مالك، أصله من نجران، رُوي أنه كان ضعيفاً في دينه (ت:نحو40ﻫ). انظر خزانة الأدب (4/76)، والأعلام (5/207). والبيت من قصيدة هجا بها قيسٌ ابن أُبي بن مقبل من بني العجلان. انظر خزانة الأدب (1/231، 232).

[144] قال في خزانة الأدب (7/441): إن البيت لقُرَيْط بن أُنيف العنبري. والبيت أيضاً في مغني اللبيب (1/257).

[145] شرح العقيدة الطحاوية، ص (68، 69)، وانظر أيضاً، ص (89).

[146] سورة البقرة في الآية (255) وفي سورة آل عمران، الآية (2) وفي سورة طه، الآية (111).

[147] انظر التفسير الكبير (7/4، 5)، والجامع لأحكام القرآن (3/271).

[148] انظر مجاز القرآن (1/78)، وتفسير ابن أبي حاتم (2/28).

[149] ذكر طائفة من المفسرين وأهل اللغة نحو ما قاله المؤلف هنا، من أن القيوم يفيد قيامه بنفسه، وبعضهم يقول: هو القائم على كل نفس بما كسبت، أو هو القائم بتدبير أمر الخلق، وهذا يستلزم الأول، ولم يذكروا في ذلك خلافاً، مما يفيد صحة الاتفاق الذي ذكره المؤلف. انظر  على سبيل المثال : جامع البيان (5/388)، ومعاني القرآن وإعرابه (1/336، 337)، وتفسير ابن أبي حاتم (2/25،26)، وتهذيب اللغة (9/360)، وتفسير القرآن للسمعاني (1/257)، والمفردات، ص (417)، وتفسير القرآن لأبي الليث (1/222)، ومعالم التنزيل (1/238)، والنكت والعيون (1/323).

[150] لم أر  فيما اطلعت عليه  مَنْ حكى خلافاً في أن (القيوم) يفيد إقامته لغيره.

[151] الأفول الغياب، وقد فسره المؤلف بذلك، ومنه قوله تعالى: {فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ}. انظر غريب القرآن وتفسيره لليزيدي، ص (138).

[152] صحيح مسلم الحديث رقم (810).

[153] شرح العقيدة الطحاوية، ص (90-92).

[154] ما بين المعكوفين زيادة من عندي ليستقيم الكلام، وانظر نظام كلام المؤلف في شرح العقيدة الطحاوية ص (368).

[155] أخرجه الطبري في تفسيره (5/399) من طريق جويبر، عن الحسن. وهي طريق لا تقوم بها حجة؛ لضعف جويبر. انظر تقريب التهذيب رقم (987).

[156] قال الدارقطني في كتاب النزول، ص (49): رفعه شجاع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يرفعه الرمادي. وقال الحافظ ابن حجر  في التقريب،ص (264)، عندما ترجم لشجاع: "صدوق وهم في حديث واحد رفعه، وهو موقوف، فذكره بسببه العقيلي" قلت: يعني في كتابه (ضعفاء الرجال). وقال الحافظ ابن كثير  في تفسيره، ص (1/310): "أورد هذا الحديث الحافظ أبو بكر ابن مردويه من طريق شجاع بن مخلد الفلاسي، فذكره، وهو غلط". يعني - رحمه الله - رفعه غلط.

[157] أخرجه الطبري في جامع البيان (5/398) من طريق أسباط عن السدي. قال الحافظ ابن حجر: "أسباط بن نصر الهمداني … صدوق كثير الخطأ يُغرب" التقريب رقم (321). قلت: ولا يخفى عليك أنه من رجال صحيح مسلم.

[158] جامع البيان (5/399) من طريق ابن زيد، عن أبيه قال: قال أبو ذر. فذكره. وعبد الرحمن بن زيد ضعيف. انظر التقريب رقم (3865).

[159] أخرجه الطبري في تفسيره (5/397)، والبيهقي في الأسماء والصفات (2/134، 135) وقال: وسائر الروايات عن ابن عباس وغيره تدل على أن المراد بالكرسي المشهور المذكور مع العرش. وقال أبو منصور الأزهري  بعد أن ذكر هذه الرواية  ليس مما يثبته أهل المعرفة بالأخبار. تهذيب اللغة (10/54) (كرس). وطعن الحافظ القصاب في ثبوت هذه الرواية عن ابن عباس. انظر نكت القرآن الدالة على البيان (1/146)، وكذلك فعل الشيخ الألباني - رحمه الله تعالى - انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (1/176).

[160] انظر جامع البيان(5/398)، ومعالم التنزيل (1/239)، وتفسير ابن كثير (1/310)، والدر المنثور (1/327، 328) تجد ما يفيد ذلك عن طائفة من السلف.

[161] شرح العقيدة الطحاوية، ص (368، 371).

[162] سورة البقرة، الآية: 286. والمؤلف ذكر ألفاظ الآية مفرقة.

[163] انظر شرح العقيدة الطحاوية، ص (652) وانظر عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ

(3/463،464). فقد ذكر السمين في معنى الكسب نحو ما قاله المؤلف هنا.

[164] محمد بن القاسم بن محمد بن بشار، كان من أعلم الناس، بالنحو والأدب وأكثرهم حفظاً (ت: 328 ﻫ) انظر العبر (2/31)، وبغية الوعاة (1/212).

[165] شرح العقيدة الطحاوية، ص (654). وما نقله عن ابن الأنباري موجود في زاد المسير (1/346)، والبحر المحيط (2/385) منسوب إلى ابن الأنباري ولم أقف عليه في شيء من كتبه المطبوعة. وانظر معاني القرآن وإعرابه (1/371) ففيه نحو هذا.

[166] سورة آل عمران، الآية: 7.

[167] قول المؤلف (فيها قراءتان) فيه تجوز في العبارة، والأولى أن يقول: فيها وقفان.

[168] قوله (عندها) يريد عند كلمة (العلم) انظر المكتفى في الوقف والابتدا، ص (194-197)، وعلل الوقوف (1/361-363) تجد أنهما قد ذكرا الوقفين.

[169] انظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام (5/35، 36، 234) (13/143، 144). وقول من صحح الوقفين هو جمع بين قول من قال: بالوقف على لفظ الجلالة (الله)، وقول من قال: ليس الوقف على لفظ الجلالة. انظر القولين في معاني القرآن للفراء (1/191)، وجامع البيان (6/201، 203)، والبحر المحيط (2/400)، والدر المصون (3/29).

[170] أخرجه الطبري في جامع البيان (6/203) من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس.

[171] أخرجه البخاري في صحيحه  مع الفتح  برقم (143) بلفظ: "اللهم فقهه في الدين"، وأخرجه مسلم في صحيحه برقم (2477) بلفظ "اللهم فقهه"، وأخرجه الإمام أحمد في المسند (1/266) بلفظ المؤلف هنا، وأخرجه ابن ماجة (1/58) في المقدمة بلفظ "اللهم علمه الحكمة وتأويل الكتاب" واللفظ الذي يفيد أنه دعا له بمعرفة التأويل لم يرد في الصحيحين - حسب ما رأيت - لكن الشيخ الألباني صحح حديث ابن ماجة. انظر صحيح سنن ابن ماجة (1/33).

[172] أخرجه الطبري في جامع البيان (1/90) لكن بلفظ "عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات، من فاتحته إلى خاتمته، أقفه عند كل آية منه وأسأله عنها" وهو من طريق محمد بن إسحاق، وقد عنعن، لكن له شاهد عند الطبري بمعناه. انظر جامع البيان (1/90).

[173] انظر أُصول السرخسي (1/169).

[174] ذكره عنه البغوي في معالم التنزيل (1/278)، وأسانيد البغوي إلى ابن عباس منها ما يحتج به ومنها ما لا يحتج به، وأورده أيضاً ابن الجوزي في زاد المسير (1/350).

[175] انظر الأية رقم (1) من سورة البقرة في هذا البحث تجد المراجع في الحاشية عند تفسير تلك الآية.

[176] شرح العقيدة الطحاوية، ص (254، 255) وانظر المحرر الوجيز في عد آي الكتاب العزيز، ص (67) وما بعدها تجد فيه ما قال المؤلف في مسألة العدد.

[177] سورة آل عمران، الآية: 18.

[178] الإعلام والإخبار متقاربان. وانظر ما يؤيد كلام المؤلف في مجاز القرآن (1/89)، وتهذيب اللغة (6/72، 73)، ومعجم مقاييس اللغة (3/221) (شهد)، والبحر المحيط (2/419)، وعمدة الحفاظ (2/342)، والنكت والعيون (1/379)، والجواهر الحسان (1/302).

[179] سورة الزخرف، الآية: 86.

[180] أخرجه الحاكم في المستدرك (4/110) بنحوه من حديث ابن عباس، وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي بقوله: واه، فعمرو  قال ابن عدي  كان يسرق الحديث، وابن مسمول ضعفه غير واحد. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/156) وقال: محمد بن سليمان بن مسمول  هذا  تكلم فيه الحميدي، ولم يرو من وجه يعتمد عليه. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (4/18) بلفظ المؤلف وقال: غريب. وأخرجه العقيلي في كتاب الضعفاء الكبير (4/70) وذكر أن هذا الحديث لا يعرف إلا من طريق المسمولي. وأورده الحافظ ابن حجر  في بلوغ المرام، ص (290)  وقال: أخرجه ابن عدي بإسناد ضعيف، وصححه الحاكم فأخطأ.

[181] سورة الزخرف، الآية: 19.

[182] لعله: محمد بن أحمد بن كيسان البغدادي النحوي، له تصانيف في القراءات والغريب والنحو (ت: 299 ﻫ). انظر العبر (1/437).

[183] أورده ابن الجوزي في زاد المسير (1/362) منسوباً إليه. وباختصار شديد ذكره أبو حيان في البحر (2/419) منسوباً إليه، وابن القيم في مدارج السالكين (3/473).

[184] هو أبو العتاهية. انظر أبا العتاهية أشعاره وأخباره، ص (104)، والأغاني (4/35)، والبحر المحيط (2/419).

[185] سورة التوبة، الآية: 17.

[186] سورة الإسراء، الآية: 23.

[187] سورة النحل، الآية 51.

[188] سورة التوبة، الآية: 31.

[189] سورة الإسراء، الآية: 39.

[190] سورة القصص، الآية: 88.

[191] شرح العقيدة الطحاوية، ص (44-47) وتركت بعض ما ذكره المؤلف في الآية؛ لأن مضمونه فيما نقلت. والمؤلف أخذه من كلام ابن القيم في مدارج السالكين (3/469).

[192] سورة آل عمران، الآية: 61.

[193] شرح العقيدة الطح اوية، ص (726) والحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه تحت رقم (2404).

[194] سورة آل عمران، الآية: 72.

[195] التنبيه على مشكلات الهداية، ص (221، 222) تحقيق أنور. وانظر تفسير القرآن لعبد الرزاق الصنعاني (1/ 123)، وجامع البيان (6/ 507)، وتفسير ابن أبي حاتم (2/ 339، 340) تحقيق د. حكمت. تجد في هذه المؤلفات ما ذكره المؤلف هنا.

[196] سورة آل عمران، الآية:  77.

[197] هكذا في النسخة المحققة التي بين يدي، ولعل الصواب: "وهو الصحيح" وقد أثبت الشيخ أحمد شاكر الواو بين قوسين. انظر تحقيقه لشرح العقيدة الطحاوية، ص (115).

[198] بهذا القول فسر الإمام الطبري الآية. انظر جامع البيان (6/528)، وكذلك الواحدي في الوسيط (1/453)، وابن كثير في تفسيره (1/376)، والبغوي في معالم التنزيل (1/319) قدمه في الذكر وحكى معه قولاً آخر بلفظ قيل. وهذا القول كما ترى من القوة بمكان. وهناك أقوال أُخر في معنى الآية: انظرها إن شئت في: بحر العلوم (1/279)، والتفسير الكبير (8/93)، ومحاسن التأويل (2/78).

[199] سورة المؤمنون، الآية: 108.

[200] شرح العقيدة الطحاوية، ص (178).

[201] سورة آل عمران، الآية: 92.

[202] التنبيه على مشكلات الهداية، ص (705، 706) تحقيق عبد الحكيم. وانظر الكشاف (1/445)، والبحر (1/546)، والدر المصون (3/310) فقد ذكروا معنى (مِنْ) واحتجوا عليها بالقراءة بمثل ما فعل المؤلف هنا، إلا أن السمين قال: وهذه عندي ليست قراءة، بل تفسير معنى قلت: وإذا كانت قراءة فهي قراءة شاذة.

[203] سورة آل عمران، الآية: 169.

[204] سورة البقرة، الآية: 154.

[205] مذلَّلة يعني: مدلاه. انظر النهاية في غريب الحديث والأثر (2/166) (ذلل).

[206] المسند (1/265، 266)، وسنن أبي داود برقم (2520)، وتفسير الطبري برقم (8205)، ومستدرك الحاكم (2/97) كلهم من حديث ابن عباس  رضي الله عنهما. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.

[207] صحيح مسلم الحدث رقم (1887).

[208] انظر شرح العقيدة الطحاوية، ص (586، 587).

[209] سورة النساء، الآية: 3.

[210] سورة النساء، الآية: 127.

[211] التنبيه على مشكلات الهداية، ص (618) تحقيق عبد الحكيم. والحديث في صحيح البخاري  مع الفتح  برقم (5092) وفي صحيح مسلم برقم (3018).

[212] سورة النساء، الآية: 11.

[213] التنبيه على مشكلات الهداية، ص (25) تحقيق عبد الحكيم. وما ذكره المؤلف من أن (أو) لأحد المذكورين قاله الكرماني في غرائب التفسير (1/ 286)، والزمخشري في الكشاف (1/ 508)، والعكبري في التبيان في إعراب القرآن (1/ 335).

[214] سورة النساء، الآية: 22.

[215] التنبيه على مشكلات الهداية، ص (598، 599) تحقيق عبد الحكيم. وانظر معاني القرآن وإعرابه (4/29) فقد ذكر الزجاج ما يفيد أن النكاح يطلق ويراد به الأمرين  التزويج والوطء  إلا أنه استبعد أن يراد به مطلق الوطء. وانظر أيضاً معاني القرآن الكريم (4/498). والمؤلف يريد أن يرد على الذين يقولون بتحريم من غشيها الأبُ على الابن زناً. وهي مسألة اختلف فيها العلماء على قولين. انظر: أحكام القرآن للجصاص (3/52-54)، وأحكام القرآن للكيا الهراسي (2/ 383 - 391)، وأحكام القرآن لابن العربي (1/ 369).

[216] سورة النساء، الآية: 24.

[217] أوطاس: واد بديار هوازن. انظر ترتيب القاموس (4/628) (وطس).

[218] التنبيه على مشكلات الهداية، ص (648، 649) تحقيق عبد الحكيم، وأشار المؤلف إلى هذا أيضاً في ص (755) وهذا السبب أخرجه الإمام مسلم في صحيحه برقم (1456).

[219] سورة النساء، الآية: 25.

[220] أخرجه البخاري في صحيحه  مع الفتح  الحديث رقم (117).

[221] شرح العقيدة الطحاوية، ص (634، 635) ويعني المؤلف بقوله "وإنما نفى استطاعة الفعل معها" أن الآلات والأسباب توجد ولا يستطيع الإنسان أن يقوم بالفعل، لمانع كالمرض ونحو ذلك.

[222] سورة النساء، الآية: 29.

[223] التنبيه على مشكلات الهداية، ص (68) تحقيق أنور. وما ذكره المؤلف في الاستثناء هو أصح الوجهين. انظر التبيان في إعراب القرآن (1/ 351)، والدر المصون (3/ 663) ويكون المعنى: ولكن أقصدوا كون تجارة عن تراض منكم. انظر الكشاف (1/ 552)، أو يكون المعنى: لكن إن كانت تجارة فكلوها. انظر المحرر الوجيز (4/ 91).

[224] سورة النساء، الآية: 43.

[225] التنبيه على مشكلات الهداية، ص (127) تحقيق أنور. وهذا السبب أخرجه أبو داود في سننه برقم (3671)، وابن جرير في التفسير برقم (9524)، والحاكم في المستدرك (2/336) كلهم أخرجوه من رواية علي بن أبي طالب. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الأسناد ولم يخرجاه. وقال الذهبي: صحيح.

[226] سورة النساء، الآية: 51.

[227] شرح العقيدة الطحاوية، ص (762)، والأثر أخرجه الطبري في جامع البيان برقم (9766)، قال حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن حسان بن فائد قال: قال عمر رحمه الله: الجبت السحر... وذكره البخاري معلقاً فقال: وقال عمر: الجبت السحر. انظر صحيحه مع الفتح (8/251) كتاب التفسير، باب {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ}. وقال الحافظ في الفتح (8/252): وصله عبد بن حميد في تفسيره، ومسدد في مسنده، وعبد الرحمن بن رستة في كتاب الإيمان كلهم من طريق أبي إسحاق عن حسان بن فائد عن عمر مثله، وإسناده قوي. وقد وقع التصريح بسماع أبي إسحاق له من حسان، وسماع حسان من عمر في رواية رستة. وهذا التفسير أيضاً أخرجه الطبري في جامع البيان (8/462) عن مجاهد والشعبي. وذكر ابن كثير في تفسيره (1/513) أنه رُوي عن ابن عباس، وأبي العالية ومجاهد وعطاء وعكرمة وسعيد بن جبير والشعبي والحسن والضحاك والسدي. وانظر الدر المنثور (2/172)، فقد أورده وذكر من أخرجه عن عمر. وهناك أقوال كثيرة في معنى (الجبت والطاغوت) ساقها ابن جرير في تفسيره (8/461-465) ثم اختار أن الجبت والطاغوت اسمان لكل معظَّم من دون الله  فيدخل في ذلك جميع الأقوال التي قيلت. ونقل هذا الاختيار الحافظ في الفتح (8/252) مقراً له. وقال الجوهري في الصحاح 1/245 (جبت): الجبت كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر ونحو ذلك. وذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره (1/513) كالراضي عنه المرجح به.

[228] سورة النساء، الآية: 59.

[229] شرح العقيدة الطحاوية، ص (542، 543) وهذه النكتة التي ذكرها  في عدم إعادة العامل مع أولي الأمر  ذكر نحوها الطيبي في فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (1/128) ونقلها عنه القاسمي في محاسن التأويل (2/361) ونحو هذا  من النكتة في عدم إعادة العامل مع أولي الأمر  قال أيضاً برهان الدين البقاعي في نظم الدرر (5/310).

[230] التنبيه على مشكلات الهداية، ص (544، 545) (تحقيق أنور)، والاتباع، ص (31) وهذا التفسير قاله الطبري في جامع البيان (8/504، 505) وأسنده إلى بعض التابعين.

[231] سورة النساء، الآية: 65.

[232] شرح العقيدة الطحاوية، ص (242)، ومعنى ما قال المؤلف هنا في كثير من كتب التفسير، منها تفسير القرآن العظيم (1/521)، والجواهر الحسان (1/461)، وبدائع التفسير (2/32).

[233] سورة النساء، الآية: 78، 79.

[234] سورة الشورى، الآية 30.

[235] انظر معالم التنزيل (1/454، 455) فهو نقل البغوي بحروفه، إلا بعض الكلمات فالمؤلف أخذه منه، أو أخذه ممن أخذه منه. وأثر ابن عباس أخرجه البغوي في معالم التنزيل 1/455، من طريق مجاهد عن ابن عباس. وفي سنده مسلم بن خالد الزنجي فقيه صدوق كثير الأوهام. انظر التقريب الترجمة رقم (6625). وأورد الأثر السيوطي في الدر المنثور (1/185)، ونسب إخراجه لابن المنذر. وأورده أيضاً عن مجاهد، قال: هي في قراءة أُبي بن كعب وعبد الله بن مسعود، ونسب إخراجه لابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف. ولا تصح هذه الرواية؛ لأن مجاهداً لم يدرك أبياً ولا ابن مسعود.

[236] انظر النكت والعيون (1/508) فقد أورد هذا القول الماوردي، ونسبه لبعض البصريين.

[237] انظر جامع البيان (8/559) فقد أخرجه الطبري عن أبي العالية. وذكره الماوردي في النكت والعيون (1/509) منسوباً لأبي العالية.

[238] أخرجه الطبري في جامع البيان (8/558)، من طريق علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس، وكذلك أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (3/1010). وهذه الأقوال الثلاثة ذكرها الماوردي كلها من غير ترجيح. انظر النكت والعيون (1/508، 509).

[239] شرح العقيدة الطحاوية، ص (515، 516). وانظر الحسنة والسيئة لشيخ الإسلام، ص (22-25) ويبدو أن المؤلف أخذ أقوال المفسرين مع ما بعد ذلك من الجمع من هذا الكتاب.

[240] سورة الفاتحة، الآية: 6، 7.

[241] شرح العقيدة الطحاوية، ص (518، 519) ومن قوله: "وفي قوله: {فَمِنْ نَفْسِكَ}" إلى أخر الكلام منقول من كتاب الحسنة والسيئة لشيخ الإسلام، ص (83).

[242] سورة النساء، الآية: 95.

[243] انظر جامع البيان (9/ 95)، والمحرر الوجيز (4/221) فقد فسّر ابن جرير الآية به ولم يذكر غيره، ونقله ابن عطية أيضاً. وذكر ابن الجوزي في زاد المسير (2/174) قولين في الآية. هذا الذي ذكره المؤلف. والثاني: أن التفضيل بالدرجة على القاعدين من غير ضرر. وأرجح القولين ما ذهب إليه المؤلف، لما ذكر، ولأن الله ذكر في أخر الآية التفضيل على القاعدين من غير عذر بقوله: {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً} انظر زاد المسير (2/175).

[244] التنبيه على مشكلات الهداية ص (220، 556) تحقيق أنور.

[245] سورة النساء، الآية: 102.

[246]سورة التوبة، الآية: 103.

[247] التنبيه على مشكلات الهداية، ص (332) تحقيق عبد الحكيم. والمؤلف يريد أن يرد بهذا التفسير على قول من قال: إن صلاة الخوف لا تُصلى بعد النبي صلى الله عليه وسلمبإمام واحد وإنما تُصلى بإمامين. انظر أحكام القرآن للجصاص (3/ 237)، وأحكام القرآن لابن العربي (1/ 493).

[248] سورة النساء، الآية:  123.

[249] شرح العقيدة الطحاوية ص، (453، 454) والحديث أخرجه الإمام أحمد في المسند (1/11)، وابن جرير في التفسير برقم (10523)، وأبو يعلى في مسنده (1/97، 98)، وابن حبان في صحيحه  مع الإحسان  (7/170، 171)، وابن أبي حاتم في تفسيره (4/1071)، والحاكم في المستدرك (3/78)، والبيهقي في السنن (3/373)، كلهم من طريق أبي بكر بن أبي زهير، عن أبي بكر الصديق. والحديث قال عنه الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم  يخرجاه. وتابعه الذهبي فقال: صحيح. انظر الموضع المتقدم من المستدرك. ومع ذلك فقد أعله كل من حقق الكتب السابقة بالانقطاع. فإن أبا بكر بن أبي زهير لم يدرك أبا بكر الصديق رضي الله عنه. وهو كما قالوا فإن الحافظ ابن حجر قد نص على أنه أرسل عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه. انظر تهذيب التهذيب (12/24). وانظر أيضاً تقريب التهذيب برقم (7965). وللحديث شاهد في صحيح مسلم برقم (2574) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وكذلك له أكثر من شاهد عند ابن أبي حاتم في تفسيره انظر منه    (9/244-246). قال شعيب الأرنؤوط: الحديث صحيح بطرقه وشواهده. انظر الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان (7/171) حاشيته. وقد عد شيخ الإسلام هذا الحديث مما استفاض من وجوه متعددة. انظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام (14/427).

[250] سورة النساء، الآية:  125.

[251] انظر الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، ص (199)، وانظر محاسن التأويل (2/501).

[252] الجهمية فرقة ضالة، تُنسب إلى جهم بن صفوان السمرقندي، الضال المبتدع، قتله سلم بن أحوز المازني سنة 128ﻫ. انظر في شأن هذه الفرقة ومؤسسها مقالات الإسلاميين، ص    (279، 280)، والفرق بين الفرق، ص (211)، والملل والنحل، ص (86).

[253] شرح العقيدة الطحاوية، ص (394). وانظر الكشاف (1/566) فقد أوَّل الزمخشري المحبة فقال: "مجاز عن اصطفائه واختصاصه بكرامة تشبه كرامة الخليل عند خليله". وانظر نكت القرآن الدالة على البيان(1/241، 244) تجد فيه نسبة هذا القول إلى الجهمية والرد عليه.

[254] سورة النساء، الآية:  135.

[255] انظر جامع البيان (9/302) فقد فسَّره الطبري بما قاله المؤلف. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (4/1087) عن سعيد بن جبير. وبهذا فسّره غير من ذكرت، انظر مثلاً النكت والعيون (1/535)، والوسيط (2/126)، ومعالم التنزيل (1/489)، والمحرر الوجيز (4/279)، وتفسير القرآن للسمعاني (1/488) وذكر الرازي قولاً ثانياً في معنى الآية، حاصله أن المراد وإن كانت الشهادة وبالاً على أنفسكم وأقاربكم وذلك أن يشهد على من يتوقع ضرره من سلطان ظالم وغيره. انظر التفسير الكبير (11/58). قلت: والمعتمد في معنى الآية ما ذكره المؤلف.

[256] انظر شرح العقيدة الطحاوية، ص (315) وأورد هذا التفسير أيضاً في التنبيه على مشكلات الهداية، ص (385) تحقيق أنور.