ج1.تفسير
العز بن عبد السلام تفسير القرآن / اختصار النكت للماوردي
المؤلف : الإمام عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي الشافعي 578 هـ
/ 660 هـ
بسم
الله الرحمن الرحيم
اسم الكتاب : تفسير العز بن عبد السلام تفسير القرآن / اختصار النكت للماوردي
المؤلف : الإمام عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي الشافعي 578 هـ
/ 660 هـ
دار ابن حزم ـ بيروت
الطبعة الأولى : 1416 هـ / 1996م
عدد الأجزاء / 3
تحقيق الدكتور عبد الله بن إبراهيم الوهبي
قال الشيخ عبدالله الوهيبي محقق الكتاب :
بعد الدراسة المختصرة لتفسير العز يتلخص مما سبق:
أنّ تفسيره يمتاز بالأمور التالية:
1- رجوعه إلى مصادر أصيلة وقديمة في التفسير
2- جمعه لأقوال السلف والخلف الكثيرة في تفسير الآية مع ترجيحه لبعض الأقول
3- عنايته باللغة بذكر أصول الكلمات واشتقاقها والفرق بينهما بين الألفاظ
المتقاربة مع الاستشهاد بالشعر في بعض المواضع
4- أسلوبه الواضح السهل في تفسير الكلمات وصياغة الأقوال بعبارة موجزة مع الدقة .
5- أنه لم يستطرد في تفسير آيات الأحكام.
6- أنه لم يُكثر من الأخبار الأسرائيلية مع اختصار ما ذكره منها .
7- تنبيهه على المكي والمدني في أول كل سورة ,
ومما يؤخذ عليه ما يلي:
1- أنه لم يعتين بالقراءات حيث يذكرها بدوت إشارة إلى أنها قراءة , وبدون نسبة
الأقوال إلى من قراء بها إلا في مواضع قليلة .
2- ترك كثير من الأقوال بدون نسبة وترجيح .
3- أنه لم يخرج الأحاديث التي استشهد بها ولم يعقب على الاسرائيليات والأقوال
الضعيفة إلا في حالات قليلة .
4- أنه قد يستشهد بأجزاء من ابيات ويدمجها في التفسير دون التبيه على أنها جزء من
بيت ,وهذا يوقع في الاشتباره والخلط في الكلام .
@
87 @
( سورة الفاتحة )
^ ( بسم الله الرحمن الرحيم ( 1 ) الحمد لله رب العالمين ( 2 ) الرحمن الرحيم ( 3
) مالك يوم الدين ( 4 ) إياك نعبد وإياك نستعين ( 5 ) اهدنا الصراط المستقيم ( 6 )
صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضآلّين ( 7 ) ) ^ قال الرسول صلى
الله عليه وسلم : # ' هي أم القرآن ، وهي فاتحة الكتاب ، وهي السبع المثاني ' سميت
الفاتحة ، لأنها يفتح بها القرآن تلاوة وخطاً [ و ] أم القرآن :
@ 88 @ لتقدمها عليه ، وتبعه لها ، كراية الحرب أم لتقدمها على الجيش ، وما مضى من
عمر الإنسان أم لتقدمه مكة أم القرى لتقدمها على سائر القرى ، أو لأن الأرض دحيت
عنها ، وحدثت عنها كالولد يحدث عن أمه . وهي سبع آيات اتفاقاً . [ وسميت ] المثاني
[ لأنها ] تثنى في كل صلاة فرض أو تطوع . # 1 - ! 2 " بسم الله " 2 !
أبدأ بسم الله ، أو بدأت بسم الله ، الإسم صلة ، أو ليس بصلة عند الجمهور ، واشتق
من السمة ، وهي العلامة ، أو من السمو . ! 2 " الله " 2 ! أخص أسماء الرب
لم يتسم به غيره ! 2 " هل تعلم له سميا " 2 ! [ مريم : 65 ] تسمى باسمه
، أو شبيها . أبو حنيفة : ' هو الإسم الأعظم ' وهو علم إذ لا بد للذات من اسم علم
يتبعه أسماء الصفات ، أو هو مشتق من الوله لأنه يأله إليه العباد : أي يفزعون إليه
في أمورهم ، فالمألوه إليه إله ، كما أن المأموم [ به ] إمام ، أو اشتق من التأله
وهو التعبد ، تأله فلان : تعبد ، واشتق من فعل العبادة فلا يتصف به في الأزل ، أو
من استحقاقها على الأصح فيتصف به أزلاً
@
89 @ ! 2 " الرحمن الرحيم " 2 ! الرحمن والرحيم الراحم ، أو الرحمن أبلغ
، وكانت الجاهلية تصرفه للرب سبحانه وتعالى الشنفري : % ( ألا ضربت تلك الفتاة
هجينها % ألا هدر الرحمن ربي يمينها ) % ولما سُمي مسيلمة بالرحمن قُرن لله تعالى
الرحمن الرحيم ، / لأن أحداً [ 2 / ب ] لم يتسم بهما ، واشتقا من رحمة واحدة ، أو
الرحمن من رحمته لجميع الخلق ، والرحيم من رحمته لأهل طاعته ، أو الرحمن من رحمته
لأهل الدنيا والرحيم من
@ 90 @ رحمته لأهل [ الآخرة ] ، أو الرحمن من الرحمة التي يختص بها ، والرحيم من
الرحمة التي يوجد في العباد مثلها . # 2 - ! 2 " الحمد " 2 ! الثناء
بجميل الصفات والأفعال والشكر والثناء بالإنعام ، فالحمد أعم ، الرب : المالك كرب
الدار أو السيد ، أو المدبر كربة البيت ، الربانيون يدبرون الناس بعلمهم ، أو
المربي ، ومنه الربيبة ابنة الزوجة ، ! 2 " العالمين " 2 ! جمع عالم لا
واحد له من لفظه ، كرهط وقوم ، أخذ من العلم ، فيعبر به عمن يعقل من الجن والإنس والملائكة
، أو من العلامة ، فيكون لكل مخلوق ، أو هو الدنيا وما فيها ، أو كل ذي روح من
عاقل وبهيم ، وأهل كل زمان عالم . # 4 - ! 2 " ملك " 2 ! ! 2 "
مالك " 2 ! أخذا من الشدة ، ملكت العجين عجنته بشدة ، أو من القدرة . % (
ملكت بها كفي فأنهرت فتقها % ) %
@ 91 @ فالمالك من اختص ملكه ، والملك من عم ملكه ، وملك يختص بنفوذ الأمر ، والمالك يختص بملك الملوك ، والملك أبلغ لنفوذ أمره على المالك ، ولأن كل ملك مالك ولا عكس ، أو المالك أبلغ لأنه لا يكون إلا على ما يملكه ، والملك يكون على من لا يملكه كملك الروم والعرب ، ولأن الملك يكون على الناس وحدهم والمالك يكون مالكاً للناس وغيرهم ، أو المالك أبلغ في حق الله تعالى من ملك ، وملك أبلغ في الخلق من مالك ، إذ المالك من المخلوقين قد يكون غير ملك بخلاف الرب سبحانه وتعالى . ! 2 " يوم " 2 ! أوله الفجر ، وآخره غروب الشمس ، أو هو ضوء يدوم إلى انقضاء الحساب . ! 2 " الدين " 2 ! الجزاء أو الحساب ، ويستعمل الدين في العادة والطاعة ، وخص الملك بذلك اليوم إذ لا ملك فيه سواء ، أو لأنه قصد ملكه للدنيا بقوله ! 2 " رب العالمين " 2 ! فذكر ملك الآخر ليجمع بينهما . # 5 - ! 2 " إياك " 2 ! الخليل : إيا : اسم مضاف إلى الكاف ، الأخفش إياك : كلمة واحدة ، لأن الضمير لا يضاف . ! 2 " نعبد " 2 ! العبادة : أعلى مراتب الخضوع تقرباً ، ولا يستحقها إلا الله - تعالى - ، لإنعامه بأعظم النعم ، كالحياة والعقل
@ 92 @ والسمع والبصر ، أو هي لزوم الطاعة ، أو التقرب بالطاعة ، أو المعنى ' إياك نؤمل ونرجوا ' مأثور والأول أظهر ! 2 " نستعين " 2 ! على عبادتك أو هدايتك أمروا بذلك كما أمروا بالحمد له ، أو أخبروا . [ 3 / أ ] # 6 - / ! 2 " اهدنا " 2 ! : دلنا ، أو وفقنا ! 2 " الصراط " 2 ! السبيل المستقيم أو الطريق الواضح ، مأخوذ من مسرط الطعام وهو ممره في الحلق ، طلبوا دوام الهداية ، أو زيادتها ، أو الهداية إلى طريق الجنة في الآخرة ، أو طلبوها إخلاصاً للرغبة ، ورجاء ثواب الدعاء ، فالصراط : القرآن ، أو الإسلام أو الطريق الهادي إلى دين الله ، أو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر [ رضي الله عنهما ] أو طريق الحج أو طريق الحق . ! 2 " الذين أنعمت عليهم " 2 ! : الملائكة أو الأنبياء ، أو المؤمنون بالكتب السالفة أو المسلمون أو النبي ومن معه . # 7 - ! 2 " المغضوب عليهم " 2 ! : اليهود ، والضالون : النصارى . اتفاقاً خصت اليهود بالغضب لشدة عداوتها ، والغضب هو المعروف من العباد ، أو إرادة الانتقام ، أو ذمة لهم ، أو نوع من العقاب سماه غضباً كما سمى نعمته رحمة .
@
93 @
( سورة البقرة )
مدنية اتفاقاً إلا آية ! 2 " واتقوا يوما ترجعون فيه " 2 ! [ 281 ] نزلت
يوم النحر بمنى في حجة الوداع . ! 2 " بسم الله الرحمن الرحيم " 2 ! ! 2
" الم " 2 ! # 1 - ! 2 " الم " 2 ! اسم من أسماء القرآن ،
كالذكر ، والفرقان ، أو اسم للسورة أو اسم الله الأعظم ، أو اسم من أسماء الله
أقسم به ، وجوابه ذلك الكتاب ، أو افتتاح للسورة يفصل به ما قبلها ، لأنه يتقدمها
ولا يدخل في أثنائها ، أو هي حروف قطعت من أسماء ، أفعال ، الألف من أنا ، اللام
من الله ، الميم من أعلم ، معناه ' أنا الله أعلم ' ، أو هي حروف لكل واحد منها
معاني مختلفة ، الألف مفتاح الله ، أو آلاؤه ، واللام مفتاح لطيف ، والميم مجيد أو
مجده ، والألف سنة ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون سنة ، آجالا ذكرها ، أو هي
حروف من حساب الجمل ، # لما روى جابر قال : مر أبو ياسر بن
@
94 @ أخطب بالنبي صلى الله عليه وسلم يقرأ ! 2 " الم " 2 ! ، فأتى أخاه
حيي بن أخطب . في نفر من اليهود ، فقال : سمعت محمداً صلى الله عليه وسلم يتلو
فيما أنزل عليه ! 2 " الم " 2 ! ، قالوا : أنت سمعته قال : نعم ، فمشى
حيي في أولئك النفر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وقالوا : يا محمد ، ألم يذكر
لنا أنك تتلو فيما أنزل عليك ! 2 " الم " 2 ! ، قال : بلى ، فقال :
أجاءك بها جبريل - عليه السلام - من عند الله - تعالى - قال : نعم ، قالوا : لقد
بعث قبلك أنبياء ، ما نعلمه بين لنبي منهم مدة ملكه ، وأجل أمته غيرك . فقال حيي
لمن كان معه : الألف واحدة ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون ، فهذه إحدى وسبعون
سنة ، ثم قال : يا محمد هل كان مع هذا غيره [ 3 / ب ] قال : نعم ، قال : ماذا ،
قال : ! 2 " المص " 2 ! قال : هذه أثقل / وأطول ، الألف واحدة ، واللام
ثلاثون ، والميم أربعون ، والصاد تسعون ، فهذه إحدى وستون ومائة سنة ، وهل مع هذا
غيره قال : نعم فذكر ! 2 " المر " 2 ! فقال : هذه أثقل ، وأطول ، الألف
واحدة ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون والراء مائتان ، فهذه إحدى وسبعون ومئتا
سنة ، ثم قال : لقد التبس علينا أمرك ، ما ندري أقليلا أعطيت أم كثيراً : ثم قاموا
عنه . فقال لهم أبو ياسر ؟ ما يدريكم لعله قد جمع هذا كله لمحمد صلى الله عليه
وسلم ، وذلك سبعمائة وأربع وثلاثون سنة ، قالوا : قد
@ 95 @ التبس علينا أمره . فيزعمون أن هذه الآيات نزلت فيهم ! 2 " هو الذي
أنزل عليك الكتاب " 2 ! [ آل عمران : 7 ] أو أعلم الله تعالى العرب لما تحدوا
بالقرآن أنه مؤتلف من حروف كلامهم ، ليكون عجزهم عن الإتيان بمثله أبلغ في د الحجة
عليهم ، أو الألف من الله واللام من جبريل والميم من محمد صلى الله عليه وسلم ، أو
افتتح به الكلام كما يفتتح بألا . . . . . . .
@
96 @ أبجد : كلمات أبجد حروف أسماء من أسماء الله - تعالى - مأثور أو
@ 97 @ هي أسماء الأيام الستة التي خلق [ الله تعالى ] فيها الدنيا أو هي أسماء
ملوك مدين قال : % ( ألا يا شعيب قد نطقت مقالة % سببت بها عمرا وحي بني عمرو ) %
% ( ملوك بني حطي وهواز منهم % وسعفص أصل في المكارم والفخر ) % % ( هم صبحوا أهل
الحجاز بغارة % كمثل شعاع الشمس أو مطلع الفجر ) % أو أول من وضع الكتاب العربي
ستة أنفس ' أبجد ، هوز ، حطي ، كلمن ، سعفص ، قرشت ' ، فوضعوا الكتاب على أسمائهم
، وبقي ستة أحرف لم تدخل في أسمائهم ، وهي : الظاء ، والذال ، والشين ، والغين ،
والثاء ، والخاء ، وهي الروادف التي تحسب بعد حساب الجمل ، # قاله عروة بن الزبير
، ابن عباس : ' أبجد ' أبى آدم الطاعة ، وجد في أكل الشجرة ، ' هوز ' فزل آدم فهوى
من السماء إلى الأرض ، ' حطي ' ، فحطت عنه خطيئته ، ' كلمن ' فأكل من
@ 98 @ الشجرة ، ومن عليه بالتوبة ' سعفص ' فعصى آدم فأخرج من النعيم إلى النكد ' قرشت ' فأقر بالذنب ، وسلم من العقوبة . ^ ( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ( 2 ) الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ( 3 ) والذين يؤمنون بمآ أنزل إليك ومآ أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون ( 4 ) أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون ( 5 ) ) ^ # 2 - ! 2 " ذلك الكتاب " 2 ! : إشارة إلى ما نزل من القرآن قبل هذا بمكة أو المدينة ، أو إلى قوله ! 2 " إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا " 2 ! [ المزمل : 5 ] أو ذلك بمعنى هذا إشارة إلى حاضر ، أو إشارة إلى التوراة والإنجيل ، خوطب به النبي صلى الله عليه وسلم : أي الكتاب الذي ذكرته لك في التوراة والإنجيل هو الذي أنزلته عليك ، أو خوطب به اليهود والنصارى : أي الذي وعدتكم به هو هذا الكتاب الذي أنزلته على محمد ، أو إلى قوله : ! 2 " إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا " 2 ! ، أو قال لمحمد صلى الله عليه وسلم : الكتاب الذي ذكرته في التوراة والإنجيل هو هذا الذي أنزلته عليك [ أو المراد ] بالكتاب : اللوح [ المحفوظ ] ! 2 " لا ريب فيه " 2 ! : الريب
@ 99 @ التهمة أو الشك . / ! 2 " للمتقين " 2 ! الذين أقاموا الفرائض واجتنبوا المحرمات ، أو [ 4 / أ ] الذين يخافون العقاب ويرجون الثواب ، أو الذين اتقوا الشرك وبرئوا من النفاق . # 3 - ! 2 " يؤمنون " 2 ! يصدقون أو يخشون الغيب ، أصل الإيمان التصديق ! 2 " وما أنت بمؤمن لنا " 2 ! [ يوسف : 17 ] أو الأمان ، فالمؤمن يؤمن نفسه بإيمانه من العذاب ، والله تعالى مؤمن لأوليائه من عذابه ، أو الطمأنينة ، فالمصدق بالخبر مطمئن إليه ، ويطلق الإيمان على اجتناب الكبائر ، وعلى كل خصلة من الفرائض ، وعلى كل طاعة . ! 2 " بالغيب " 2 ! بالله ، أو ما جاء من عند الله ، أو القرآن ، أو البعث والجنة والنار ، أو الوحي . ! 2 " ويقيمون " 2 ! يديمون ، كل شيء راتب قائم ، وفاعله يقيم ، ومنه فلان يقيم أرزاق الجند ، أو يعبدون الله بها ، إقامتها : أداؤها بفروضها ، أو إتمام ركوعها وسجودها وتلاوتها وخشوعها ' ع ' ، سمي ذلك إقامة لها من تقويم الشيء ، قام بالأمر أحكمه ، وحافظ عليه ، أو سمى فعلها إقامة لها لاشتمالها على القيام . ! 2 " رزقناهم " 2 ! أصل الرزق الحظ ، فكان ما جعله حظاً من عطائه رزقاً . ! 2 " ينفقون " 2 ! وأصل الإنفاق الإخراج ، نفقت الدابة خرجت روحها ، والمراد الزكاة ' ع ' ، أو نفقة الأهل ، أو التطوع بالنفقة فيما يقرب إلى الله تعالى . نزلت هاتان الآيتان في مؤمني العرب خاصة ، واللتان بعدهما في أهل الكتاب ' ع ' ، أو نزلت الأربع في مؤمني أهل الكتاب ، أو نزلت الأربع في جميع المؤمنين ، فتكون الأربع في المؤمنين ، وآيتان بعدهن في الكافرين ، وثلاث عشرة في المنافقين . # 4 - ! 2 " ما أنزل إليك " 2 ! القرآن . ! 2 " وما أنزل من قبلك " 2 ! : التوراة ، والإنجيل
@
100 @ وسائر الكتب . ! 2 " وبالآخرة " 2 ! : النشأة الآخرة ، أو الدار
الآخرة لتأخرها عن الدنيا ، أو لتأخرها عن الخلق ، كما سميت الدنيا لدنوها منهم !
2 " يوقنون " 2 ! : يعلمون ، أو يعلمون بموجب يقيني . # 5 - ! 2 "
هدى " 2 ! بيان ورشد ، ! 2 " المفلحون " 2 ! الناجون من عذاب الله
، والفلاح : النجاة أو الفائزون السعداء ، أو الباقون في الثواب ، الفلاح : البقاء
، أو المقطوع لهم بالخير ، الفلح : القطع ، الأكار : فلاح لشقه الأرض ، شعر : % (
لقد علمت يا ابن أم صحصح % أن الحديد بالحديد يفلح ) % والمراد بهم جميع المؤمنين
، أو مؤمنو العرب ، أو المؤمنون من [ 4 / ب ] ' العرب ' وغير العرب / ممن آمن بما
أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى من قبله من الأنبياء .
@ 101 @ ^ ( إن الذين كفروا سوآء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ( 6 ) ختم
الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم ( 7 ) ) ^ # 6 - !
2 " الذين كفروا " 2 ! : نزلت في قادة الأحزاب ، أو في مشركي أهل الكتاب
، أو في معينين من اليهود حول المدينة أو مشركو العرب ، والكفر : التغطية ، شعر :
% ( % في ليلة كفر النجوم غمامها % ) % والزارع : كافر ، لتغطيته البذر في الأرض ،
فالكافر مغطي نعم الله تعالى بجحوده . # 7 - ! 2 " ختم الله " 2 ! حفظ
ما في قلوبهم ليجازيهم عنه ، كأنه مأخوذ من ختم ما يراد حفظه ، الختم : الطبع ،
ختمت الكتاب . وذلك علامة تعرفهم الملائكة بها من بين المؤمنين ، أو القلب كالكف
إذا أذنب العبد ذنباً ختم منه كالإصبع ، فإذا أذنب آخر ختم منه كالإصبع الثانية حتى
ينختم جميعه ، ثم يطبع عليه بطابع ، أو هو إخبار عن كفرهم ، وإعراضهم عن سماع الحق
شبهه بما سد وختم عليه فلا يدخله خير ، أو شهادة من الله عليها أنها لا تعي الحق ،
وعلى
@ 102 @ ) أسماعهم أنها لا تصغي إليه ، كما يختم الشاهد على الكتاب ! 2 " غشاوة " 2 ! والغشاوة الغطاء الشامل ، أراد بذلك تعاميهم عن الحق . وسمى القلب قلباً ، لتقلبه بالخواطر . % ( ما سمي القلب إلا من تقلبه % والرأي يصرف والإنسان أطوار ) % ^ ( ومن الناس من يقول ءامنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ( 8 ) يخادعون الله والذين ءامنوا وما يخدعون إلآ أنفسهم وما يشعرون ( 9 ) في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون ( 10 ) وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ( 11 ) ألآ إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ( 12 ) وإذا قيل لهم ءامنوا كمآ ءامن الناس قالوا أنؤمن كمآ ءامن السفهآء ألآ إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون ( 13 ) وإذا لقوا الذين ءامنوا قالوا ءامنا وإذا خلوا إلى
@ 103 @ شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون ( 14 ) الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون ( 15 ) ) ^ # 9 - ^ ( يخادعون الله ) ^ أصل الخدع : الإخفاء ، مخدع البيت يخفي ما فيه ، جعل خداع الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين خداعاً له ، لأنه دعاهم برسالته . ^ ( وما يخدعون ) ^ لما رجع وبال خداعهم عليهم قال ذلك . ^ ( وما يشعرون ) ^ وما يفطنون . # 10 - ^ ( مرض ) ^ أصلة الضعف أي شك ، أو نفاق ، أو غم بظهور النبي صلى الله عليه وسلم على أعدائه . ^ ( فزادهم ) ^ دعاء ، أو إخبار عن الزيادة عند نزول الفرائض والحدود ^ ( أليم ) ^ مؤلم . # 11 - ^ ( لاتفسدوا ) ^ بالكفر ، أو بفعل ما نهيتم عنه ، وتضييع ما أمرتم به ، أو بممايلة الكفار . نزلت في المنافقين ، أو في قوم لم يكونوا موجودين حينئذ بل جاءوا فيما بعد قاله سلمان : ^ ( مصلحون ) ^ ظنوا ممايلة الكفار صلاحاً لهم ، وليس كذلك ، لأن الكفار لو ظفروا بهم لم يبقوا عليهم ، أو مصلحون في اجتناب ما نهينا عنه إنكاراً لممايلة الكفار ، أو نريد بممايلتنا الكفار الإصلاح
@ 104 @ بينهم وبين المؤمنين ، أو إن ممايلة الكفار صلاح وهدى ليست بفساد ، عرضوا بهذا ، أو قالوه لمن خلوا به من المسلمين . # 13 - ! 2 " كما آمن الناس " 2 ! الناس : الصحابة - رضوان الله تعالى عليهم أجمعين - ! 2 " السفهاء " 2 ! الصحابة عند عبد الله بن عباس - رضي الله تعالى عنه - ، [ 5 / أ ] أو النساء والصبيان عند عامة المفسرين ، والسفه خفة الأحلام / ثوب سفيه : خفيف النسج . # 14 - ! 2 " خلوا إلى " 2 ! إلى بمعنى ' مع ' أو خلوت إليه : إذا جعلته غايتك في حاجتك ، أو صرفوا خلاءهم إلى شياطينهم . ! 2 " شياطينهم " 2 ! رءوسهم في الكفر ، أو اليهود الذين يأمرونهم بالتكذيب ، شيطان : فيعال من شطن إذا بعد - نوى شطون - سمي به لبعده عن الخير ، أو لبعد مذهبه في الشر ، نونه أصلية ، أو من شاط يشيط إذا هلك زائد النون ، أو من التشيط وهو الإحتراق سمى ما يؤول إليه أمره . ! 2 " إنا معكم " 2 ! على التكذيب والعداوة . ^ ( مستهزئون ) ^ بإظهار التصديق . # 15 - ! 2 " الله يستهزئ بهم " 2 ! يجزيهم على استهزائهم ، سمى الجزاء باسم الذنب ! 2 " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه " 2 ! [ سورة البقرة : 194 ] .
@ 105 @ % ( % فنجهل فوق جهل الجاهلينا ) % أو نجزيهم جزاء المستهزئين ، أو إظهاره عليهم أحكام الإسلام مع ما أوجبه لهم من العقاب فاغتروا به كالاستهزاء بهم ، أو هو كقوله تعالى : ! 2 " ذق إنك أنت العزيز الكريم " 2 ! [ الدخان : 49 ] للاستهزاء به ، أو يفتح لهم باب جهنم فيريدون الخروج على رجاء فيزدحمون فإذا انتهوا إلى الباب ضربوا بمقامع الحديد حتى يرجعوا ، فهذا نوع من العذاب على صورة الاستهزاء . ! 2 " ويمدهم " 2 ! يملي لهم ، أو يزيدهم ، مددت وأمددت أو مددت في الشر وأمددت في الخير ، أو مددت فيما زيادته منه ، وأمددت فيما زيادته من غيره . ! 2 " طغيانهم " 2 ! غلوهم في الكفر ، الطغيان : مجاوزة القدر . ! 2 " يعمهون " 2 ! يترددون أو يتحيرون ، أو يعمون عن الرشد . ^ ( أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين ( 16 ) مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً فلمآ أضآءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون ( 17 ) صم بكم عمي فهم لا يرجعون ( 18 ) # 16 - ^ ( اشتروا ) ^ الكفر بالإيمان على حقيقة الشراء ، أو استحبوا الكفر على الإيمان إذ المشتري محب لما يشتريه ، إذ لم يكونوا قبل ذلك مؤمنين ، أو
@ 106 @ أخذوا الكفر وتركوا الإيمان . ! 2 " فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين " 2 ! في اشتراء الضلالة ، أو ما اهتدوا إلى تجارة المؤمنين ، أو نفى عنهم الربح والاهتداء جميعاً ، لأن التاجر قد لا يربح مع أنه على هدى في تجارته ، فذلك أبلغ في ذمهم . # 17 - ! 2 " استوقد " 2 ! أوقد ، أو طلب ذلك من غيره للاستضاءة ! 2 " أضاءت " 2 ! ضاءت النار في نفسها ، وأضاءت ما حولها . قال : % ( أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم % دجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبه ) % ! 2 " بنورهم " 2 ! أي المستوقد ، لأنه في معنى الجمع ، أو بنور المنافق عند [ 5 / ب ] الجمهور ، فيذهب في الآخرة فيكون / ذهابه سمة يعرفون بها ، أو ذهب ما أظهروه للنبي صلى الله عليه وسلم من الإسلام ! 2 " في ظلمات لا يبصرون " 2 ! لم يأتهم بضياء يبصرون به ، أو لم يخرجهم من الظلمات ، وحصول الظلمة بعد الضياء أبلغ ، لأن من صار في ظلمة بعد ضياء أقل إبصاراً ممن لم يزل فيها ، ثم الضياء دخولهم في الإسلام ، والظلمة خروجهم منه ، أو الضياء تعززهم بأنهم في عداد
@ 107 @ المسلمين ، والظلمة زواله عنهم في الآخرة . # 18 - ! 2 " صم " 2 ! أصل الصم : الانسداد ، قناة صماء أي غير مجوفة ، وصممت القارورة سددتها ، فالأصم : المنسد خروق المسامع . ! 2 " بكم " 2 ! البكم : آفة في اللسان تمنع معها اعتماده على مواضع الحروف ، أو الأبكم الذي يولد أخرس ، أو المسلوب الفؤاد الذي لا يعي شيئاً ولا يفهمه ، أو الذي جمع الخرس وذهاب الفؤاد ، صموا عن سماع الحق ، فلم يتكلموا به ، ولم يبصروه ، فهم لا يرجعون إلى الإسلام . ^ ( أو كصيب من السمآء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في ءاذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين ( 19 ) يكاد البرق يخطف أبصارهم كلمآ أضآء لهم مشوا فيه وإذآ أظلم عليهم قاموا ولو شآء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شئ قدير ( 20 ) # 19 - ^ ( كصيب ) ^ الصيب : المطر ، أو السحاب . ^ ( الرعد ) ^ ملك ينعق بالغيث نعيق الراعي بالغنم ، سمى ذلك الصوت باسمه ، أو ريح تختنق تحت السماء # قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ، أو اصطكاك الأجرام . ^ ( البرق ) ^ ضرب الملك - الذي هو الرعد - السحاب بمخراق من حديد # قاله علي - رضي الله تعالى عنه - : أو ضربه بسوط من نور # قاله ابن عباس -
@ 108 @ رضي الله تعالى عنهما - أو ما ينقدح من اصطكاك الأجرام . ! 2 " الصاعقة " 2 ! الشديد من صوت الرعد تقع معه قطعة نار . شبه المطر بالقرآن ، وظلماته بالابتلاء الذي في القرآن ، ورعده بزواجر القرآن ، وبرقه ببيان القرآن ، وصواعقه بوعيد القرآن في الآجل ، ودعائه إلى الجهاد عاجلاً # قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ، أو شبه المطر بما يخافونه من وعيد الآخرة ، وبرقه بما في إظهارهم الإسلام من حقن دمائهم ومناكحتهم وإرثهم ، وصواعقه بزواجر الإسلام بالعقاب عاجلاً وآجلاً ، أو شبه المطر بظاهر إيمانهم ، وظلمته بضلالهم ، وبرقة بنور الإيمان ، وصواعقه بهلاك النفاق . # 20 - ! 2 " يكاد " 2 ! يقارب ، الخطف : الاستلاب بسرعة . ! 2 " أضاء لهم " 2 ! الحق . ! 2 " مشوا فيه " 2 ! تبعوه ! 2 " وإذا أظلم عليهم " 2 ! بالهوى تركوه ، أو كلما غنموا وأصابوا خيراً تبعوا المسلمين ، وإذا أظلم فلم يصيبوا خيراً قعدوا عن الجهاد . ! 2 " لذهب بسمعهم " 2 ! أسماعهم . % ( كلوا في نصف بطنكم تعيشوا % ) % ^ ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلك تتقون ( 21 ) الذي جعل لكم الأرض فراشا والسمآء بنآء وأنزل من السمآء مآء فأخرج به من الثمرات رزقاً
@ 109 @ لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون ( 22 ) وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهدآءكم من دون الله إن كنتم صادقين ( 23 ) فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين ( 24 ) ) ^ # 22 - ^ ( أنداداً ) ^ أكفاء أو أشباها ، أو أضداداً . ^ ( وأنتم تعلمون ) ^ أن الله [ 6 / أ ] خلقكم ، أو لأنه لا ند له ولا ضد ، أو وأنتم تعقلون . # 23 - ^ ( عبدنا ) ^ العبد مأخوذ من التعبد ، وهو التذلل ، فسمي به المملوك من جنس ما يعقل لتذلله لمولاه . ^ ( من مثله ) ^ من مثل القرآن ، أو من مثل محمد صلى الله عليه وسلم ، لأنه بشر مثلكم . ^ ( شهدآءكم ) ^ أعوانكم ، أو آلهتكم ، لاعتقادهم أنها تشهد لهم ، أو ناساً يشهدون لكم . # 24 - ^ ( وقودها ) ^ الوقود : الحطب ، والوقود : التوقد . ^ ( والحجارة ) ^ من كبريت أسود ، فالحجارة وقود للنار مع الناس . هول أمرها بإحراقها الأحجار كما تحرق الناس ، أو أنهم يعذبون فيها بالحجارة مع النار التي وقودها الناس . ^ ( أعدت للكافرين ) ^ إعدادها - مع اتحادها - لا ينفي أن تعد لغيرهم من أهل الكبائر ، أو هذه نار أعدت لهم خاصة ، ولغيرهم نار أخرى . ^ ( وبشر الذين ءامنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابهاً ولهم فيهآ أزواج مطهرة وهم فيها خالدون ( 25 ) ) ^ # 25 - ^ ( وبشر ) ^ البشارة : أول خبر يرد عليك بما يسر ، أو هي أول خبر يسر أو يغم ، وإن كثر استعمالها فيما يسر ، أخذت من البشرة ، وهي ظاهر الجلد ، لتغيرها بأول خبر . ^ ( جنات ) ^ سمي البستان جنة لأن شجره يستره ، المفضل :
@ 110 @ الجنة : كل بستان فيه نخل وإن لم يكن فيه شجر غيره ، فإن كان فيه كرم فهو فردوس سواء كان فيه شجر غير الكرم ، أو لم يكن . ! 2 " من تحتها " 2 ! من تحت الأشجار ، قيل تجري أنهارها في غير أخدود . ! 2 " رزقوا منها " 2 ! أي من ثمر أشجارها . ! 2 " هذا الذي رزقنا " 2 ! أي الذي رزقنا من ثمار الجنة كالذي رزقنا من ثمار الدنيا ، أو إذا استخلف مكان جنى الجنة مثله فرأوه فاشتبه عليهم بالذي جنوه قبله فقالوا هذا الذي رزقنا من قبل . ! 2 " متشابها " 2 ! بشبه بعضه بعضاً في الجودة لا رديء فيه ، أو يشبه ثمار الدنيا في اللون دون الطعم ، أو يشبه ثمار الدنيا في اللون والطعم ، أو يشبهها في الاسم دون اللون والطعم ، وليس بشيء ! 2 " مطهرة " 2 ! في الأبدان ، والأخلاق ، والأفعال ، فلا حيض ، ولا ولاد ، ولا غائط ، ولا بول ، إجماعاً . ^ ( إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها فأما الذين ءامنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذآ أراد الله بهذا مثلاً يضل به كثيراُ ويهدي به كثيراُ وما يضل به إلا الفاسقين ( 26 ) الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون مآ أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون ( 27 ) ) ^ # 26 - ^ ( لايستحي ) ^ لا يترك ، أو لا يخشى ، أو لا يمنع ، أصل الاستحياء : الانقباض عن الشيء والامتناع منه خوفاً من مواقعه القبيح .
@ 111 @ ! 2 " بعوضة " 2 ! صغار البق لأنها كبعض بقة كبيرة ! 2 " فما فوقها " 2 ! ما : صلة ، أو بمعنى الذي ، أو ما بين بعوضة إلى ما فوقها ! 2 " فوقها " 2 ! في الكبر ، أو في الصغر . نزلت في المنافقين لما ضرب لهم المثل بالمستوقد والصيب قالوا : الله أعلى أن يضرب هذه / الأمثال ، أو ضربت مثلاً للدنيا وأهلها فإن البقة تحيا ما جاعت [ 6 / ب ] فإذا شبعت ماتت ، فكذا أهل الدنيا إذا امتلئوا منا أخذوا . أو نزلت في أهل الضلالة لما ذكر الله تعالى العنكبوت والذباب قالوا ما بالهما يذكران فنزلت . ! 2 " يضل به كثيرا " 2 ! بالمثل كثيراً ! 2 " ويهدي به كثيرا " 2 ! أو يضل بالتكذيب بالأمثال المضروبة كثيراً ، ويهدي بالتصديق بها كثيراً ، أو حكاه عمن ضل منهم ، ومن هتدى . # 27 - ! 2 " ينقضون عهد الله " 2 ! النقض : ضد الإبرام ، والميثاق : ما وقع التوثق به ، والعهد : الوصية ، أو الموثق ، فعهده : ما أنزله في الكتب من الأمر والنهي ، ونقض ذلك ، مخالفته ، أو العهد : ذكر صفة النبي صلى الله عليه وسلم في الكتب ، ونقضه : جحودهم له بعد إعطائهم ميثاقهم ! 2 " لتبيننه للناس ولا تكتمونه " 2 ! [ آل عمران :
@ 112 @ 187 ] ، أو العهد : ما جعل في العقول من حجج التوحيد ، وتصديق الرسل - صلوات الله تعالى عليهم وسلامه - بالمعجزات ، أو العهد : الذي أخذ عليهم يوم الذر إذ أخرجوا من صلب آدم - عليه الصلاة والسلام - ، والضمير في ميثاقه عائد على اسم الله تعالى ، أو على العهد . عني بهؤلاء المنافقين ، أو أهل الكتاب ، أو جميع الكفار . ! 2 " ما أمر الله به أن يوصل " 2 ! هو الرسول ، قطعوه بالتكذيب والعصيان ، أو الرحم والقرابة ، أو هو عام في كل ما أمر بوصله . ! 2 " ويفسدون في الأرض " 2 ! بإخافة السبيل ، وقطع الطريق ، أو بدعائهم إلى الكفر . ! 2 " الخاسرون " 2 ! الخسار : النقصان ، نقصوا حظوظهم وشرفهم ، أو الخسار : الهلاك ، أو كل ما نسب إلى غير المسلم من الخسار فالمراد به الكفر ، وما نسب إلى المسلم فالمراد به الذنب . ^ ( كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون ( 28 ) هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثم استوى إلى السمآء فسوّاهن سبع سماوات وهو بكل شئ عليم ( 29 ) ) ^ # 28 - ! 2 " كيف تكفرون " 2 ! توبيخ ، أو تعجب ، عجب المؤمنين من كفرهم ! 2 " وكنتم أمواتا فأحياكم " 2 ! أمواتاً : عدما ، فأحياكم : خلقكم ! 2 " ثم يميتكم " 2 ! عند الأجل ! 2 " ثم يحييكم " 2 ! في القيامة ، أو أمواتاً في القبور ، فأحياكم فيها للمساءلة ، ثم يميتكم فيها ، ثم يحييكم للبعث ، لأن حقيقة الموت ما كان عن حياة ، أو أمواتاً في الأصلاب ، فأحياكم أخرجكم من بطون الأمهات ، ثم يميتكم في الأجل ، ثم يحييكم للبعث يوم القيامة ، أو كنتم أمواتاً بعد أخذ الميثاق يوم الذر ، فأحياكم خلقكم في بطون أمهاتكم ، ثم يميتكم عند الأجل ، ثم يحييكم يوم القيامة ، أو أمواتاً نطفاً ، فأحياكم بنفخ الروح ، ثم يميتكم في [ 7 / أ ] الأجل ، ثم يحييكم يوم القيامة ، أو كنتم أمواتاً خاملي الذكر
،
فأحياكم / بالظهور
@ 113 @ والذكر ، ثم يميتكم في الأجل ، ثم يحييكم يوم القيامة . ! 2 " ترجعون
" 2 ! إلى مجازاته على أعمالكم ، أو إلى الموضع الذي يتولى الله تعالى فيه
الحكم بينكم . # 29 - ! 2 " استوى إلى السماء " 2 ! أقبل عليها ، أو قصد
إلى خلقها ، أو تحول فعله إليها ، أو استوى أمره وصنعه الذي صنع به الأشياء إليها
، أو استوت به السماء ، أو علا عليها وارتفع ، أو استوى الدخان الذي خلقت منه
السماء وارتفع . ^ ( وإذ قال ربك للملآئكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل
فيها من يفسد فيها ويسفك الدمآء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم مالا
تعلمون ( 30 ) ) ^ # 30 - ! 2 " وإذ قال " 2 ! ' إذ ' صلة ، أو أصلية
مقصودة ، لما ذكر نعمه لخلقه بما خلق لهم في الأرض ذكرهم نعمه على أبيهم آدم صلى
الله عليه وسلم أو أنه ذكر ابتداء الخلق كأنه قال وابتدأ خلقكم إذ قال ربك . ! 2
" للملائكة " 2 ! الملك مأخوذ من ألك
@ 114 @ يألك إذا أرسل [ والألوك : الرسالة ] سميت بذلك ، لأنها تولك في الفم ، يقال : الفرس يألك اللجام ويعلكه ، ألكني إليها : أرسلني إليها ، والملك : أفضل الحيوان ، وأعقل الخلق ، لا يأكل ، ولا يشرب ولا ينكح ، ولا ينسل ، وهو رسول لا يعصي الله - تعالى - في قليل ولا كثير ، له جسم لطيف لا يرى إلا إذا قوى الله - تعالى - أبصارنا . ! 2 " جاعل " 2 ! خالق ، أو فاعل . ! 2 " في الأرض " 2 ! قيل إنها مكة . ! 2 " خليفة " 2 ! الخليفة من قام مقام غيره ، خليفة : يخلفني في الحكم بين الخلق ، هو آدم صلى الله عليه وسلم ومن قام مقامه من ذريته ، أو بنو آدم يخلفون آدم ، ويخلف بعضهم بعضاً في العمل بالحق ، وعمارة الأرض ، أو آدم وذريته خلفاء من الذين كانوا فيها فأفسدوا ، وسفكوا الدماء . ! 2 " أتجعل " 2 ! استفهام لم يجبهم عنه ، أو إيجاب قالوه ظناً لما رأوا الجن قد أفسدوا في الأرض ألحقوا الإنس بهم في
@ 115 @ ذلك ، أو قالوه عن إخبار الله تعالى لهم بذلك ، فذكروا ذلك استعظاماً لفعلهم مع إنعامه عليهم ، أو قالوه تعجباً من استخلاقه لهم مع إفسادهم . ! 2 " ويسفك " 2 ! السفك : صب الدم خاصة ، والسفح : مثله إلا أنه يستعمل في كل مائع على وجه التضييع ولذلك قيل للزنا سفاح . ^ ( نسح ) ^ التسبيح : التنزيه من السوء على وجه التعظيم ، فلا يسبح غير الله - تعالى - ، لأنه قد صار مستعملاً في أعلى مراتب التعظيم التي لا يستحقها سواه ، نسبح لك نصلي لك ، أو نعظمك ، أو التسبيح المعروف ، أو هو رفع الصوت بالذكر . ! 2 " ونقدس لك " 2 ! التقديس : التطهير ، الأرض المقدسة : المطهرة . نقدس : نصلي لك ، أو نطهرك من الأدناس ، أو التقديس المعروف . ! 2 " ما لا تعلمون " 2 ! / ما أضمره إبليس من [ 7 / ب ] المعصية ، أو من ذرية آدم صلى الله عليه وسلم من الأنبياء المصلحين ، أو ما اختص بعلمه من تدبير المصالح . ^ ( وعلّم ءادم الأسمآء كلها ثم عرضهم على الملآئكة فقال أنبئوني بأسمآء هؤلآء إن كنتم صادقين ( 31 ) قالوا سبحانك لا علم لنآ إلا ما علّمتنآ إنك أنت العليم الحكيم ( 32 ) قال يا ءادم أنبئهم بأسمآئهم فلمآ أنبأهم بأسمآئهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون ( 32 ) ) ^ # 31 - ! 2 " آدم " 2 ! سمي به ، لأنه خلق من أديم الأرض : ' وهو وجهها الظاهر ' ، أو أخذ من الأدمة . ! 2 " الأسماء " 2 ! أسماء الملائكة ، أو أسماء ذريته أو أسماء كل شيء ، علم الأسماء وحدها ، أو الأسماء والمسميات ، وعلى الأول علمها بلغته التي كان يتكلم بها ، أو علمها بجميع اللغات ، وعلمها آدم صلى الله عليه وسلم ولده فلما تفرقوا تكلمت كل طائفة بلسان ألفوه منها ، ثم نسوا الباقي
@ 116 @ بتطاول الزمان ، أو أصبحوا وقد تكلمت كل طائفة بلغة ، ونسوا غيرها في ليلة واحدة ، وهذا خارق . ! 2 " عرضهم " 2 ! الأسماء ، أو المسمين على الأصح ، وعرضهم بعد أن خلقهم ، أو صورهم لقلوب الملائكة ثم عرضهم قبل خلقهم . ! 2 " أنبئوني " 2 ! أخبروني ، مأخوذة من الإنباء ، وهو الإخبار على الأظهر ، أو الإعلام . ! 2 " صادقين " 2 ! أني لا أخلق خلقاً إلا كنتم أعلم منه ، لأنه وقع لهم ذلك ، أو فيما زعمتم أن الخليفة يفسد في الأرض ، أو أني إن استخلفتكم سبحتم ، وقدستم ، وإن أستخلف غيركم عصى ، أو أني لا أخلق خلقاً إلا كنتم أفضل منه ، أو صادقين : عالمين . # 32 - ! 2 " العليم " 2 ! العالم من غير تعليم ! 2 " الحكيم " 2 ! المحكم لأفعاله ، أو المصيب للحق ، ومنه الحاكم لإصابته ، أو المانع من الفساد ، وحكمة اللجام تمنع الفرس من شدة الجري . قال : % ( أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم % إني أخاف عليكم أن أغضبا ) % # 33 - ! 2 " ما تبدون وما كنتم تكتمون " 2 ! ما تبدون من قولكم ! 2 " أتجعل فيها " 2 ! والمكتوم : ما أسره إبليس من الكبر ، والعصيان ، أو ما أضمروه من أن الله - تعالى - لا يخلق خلقاً إلا كانوا أكرم عليه منهم . ^ ( وإذ قلنا للملآئكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلآ إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين ( 34 ) ) ^ # 43 - ! 2 " اسجدوا " 2 ! أصل السجود : الخضوع ، والتطامن ، أمروا بذلك تكريماً لآدم صلى الله عليه وسلم وتعظيماً لشأنه ، أو جعل قبلة لهم ، وأمروا بالسجود إليه . ^ ( إلا
@ 117 @ إبليس ) ^ امتنع حسداً ، وتكبراً ، وكان أبا الجن كما آدم صلى الله عليه وسلم أبو البشر ، أو كان من الملائكة فيكون قوله تعالى ^ ( كان من الجن ) ^ [ الكهف : 50 ] وهم حي من الملائكة يسمون جناً ، أو كان من خزان الجنة ، فاشتق اسمه منها ، أو لأنه جن عن الطاعة ، أو الجن اسم لكل مستتر مجتنن . قال : % ( براه إلهي واصطفاه لدينه % وملكه ما بين توما إلى مصر ) % % ( وسخر من جن الملائك تسعة % قياماً لديه يعملون بلا أجر ) % واشتق من الإبلاس ، وهو اليأس من الخير ، أو هو اسم أعجمي لا اشتقاق له . ^ ( وكان من الكافرين ) ^ / صار منهم ، أو كان قبله كفار هو منهم ، أو كان من [ 8 / أ ] الجن وإن لم يكن قبله جن ، كما كان آدم صلى الله عليه وسلم من الإنس وليس قبله إنس . ^ ( وقلنا يآ ءادم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة
@ 118 @ فتكونا من الظالمين ( 35 ) فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين ( 36 ) ) ^ # 35 - ^ ( اسكن أنت وزوجك ) ^ خلقت حواء من ضلع آدم صلى الله عليه وسلم وهو نائم ، ولهذا يقال لها ضلع أعوج ، وسميت امرأة لأنها خلقت من المرء ، وسميت حواء لأنها خلقت من حي ، أو لأنها أم كل حي ، وخلقت قبل دخوله الجنة ، أو بعد دخوله إليها . ^ ( الجنة ) ^ جنة الخلد ، أو جنة أعدها الله - تعالى - لهما . ^ ( رغدا ) ^ الرغد : العيش الهنيء ، أو الواسع ، أو الحلال الذي لا حساب فيه . ^ ( الشجرة ) ^ البر ، أو الكرم ، أو التين ، أو شجرة الخلد التي كانت الملائكة تحنك منها . ^ ( الظالمين ) ^ لأنفسهما ، أو المعتدين بأكل ما لم يبح ، وأكلها ناسياً فحكم عليه بالمعصية ، لترك التحرز ، لأنه يلزم الأنبياء - صلوات الله تعالى عليهم وسلامه - من التحرز ما لا يلزم غيرهم أو أكل منها وهو سكران ، قاله ابن المسيب : أو أكل عالماً متعمداً ، أو تأول النهي على التنزيه دون التحريم ، أو على عين الشجرة دون جنسها ، أو على قوله تعالى ^ ( ما نهاكما ربكما عن
@ 119 @ هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين ) ^ [ الأعراف : 20 ] . # 36 - ^ ( فأزلهما ) ^ أزالهما : نحاهما ، وأزلهما : من الزلل وهو الزوال عن الحق . والشيطان : إبليس ، وسوس لهما من غير مشاهدة ، ولا خلوص إليهما ، أو خلص إليهما وشافههما بالخطاب ، وهو الأظهر ، وقول الأكثر . ^ ( فأخرجهما ) ^ نسب الخروج إليه ، لأنه سببه . ^ ( اهبطوا ) ^ الهبوط : الزوال ، والهبوط : موضع الهبوط ، المأمور به آدم ، وحواء ، وإبليس ، والحية ، أو آدم ، وإبليس ، وذريتهما ، أو آدم ، وحواء والوسوسة . ^ ( عدو ) ^ بنو آدم وبنو إبليس أعداء ، أو الذين أمروا بالهبوط بعضهم لبعض أعداء . ^ ( مستقر ) ^ مقامهم عليها ، أو قبورهم . ^ ( ومتاع ) ^ كل ما انتفع به فهو متاع . ^ ( إلى حين ) ^ الموت ، أو قيام الساعة ، أو أجل . ^ ( فتلقىءادم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ( 37 ) قلنا اهبطوا منها جميعاً فإما
@ 120 @ يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ( 38 ) والذين كفروا وكذبوا بئاياتنآ أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ( 39 ) ) ^ # 37 - ^ ( كلمات ) ^ الكلام من التأثير ، لتأثيره في النفس بما يدل عليه من المعاني ، والجرح كلم لتأثيره في الجسد . الكلمات قوله - تعالى - : ^ ( ربنا ظلمنا ) ^ الآية [ الأعراف : 23 ] أو قول آدم صلى الله عليه وسلم لربه تبارك وتعالى ' أرأيت إن تبت وأصلحت ' فقال : إني راجعك إلى الجنة ، أو قوله : ' لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنك خير الغافرين ، اللهم [ 8 / ب ] لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك ربي إني ظلمت نفسي فارحمني إنك خير الراحمين اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك رب / إني ظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم ' ^ ( فتاب عليه ) ^ توبة العبد الرجوع عن المعصية ، وتوبة الرب عليه قبول ذلك ، ورجوعه له إلى ما كان عليه ، والتوبة واجبة عليه وعلى حواء ، وأفرد بالذكر ، لقوله تعالى : ^ ( فتلقى آدم ) ^ أفرده بالذكر فرد الإضمار إليه ، أو استغنى بذكر أحدهما عن الآخر لاشتراكهما في حكم واحد ^ ( والله ورسوله أحق أن يرضوه ) ^ [ النور : 62 ] ^ ( انفضوا إليها ) ^ ^ ( التواب ) ^ الكثير القبول للتوبة . ^ ( الرحيم ) ^ الذي لا يخلي عباده من نعمه . ولم يهبط عقوبة ، لأن ذنبه صغير ، وهبوطه وقع بعد قبول توبته ، وإنما أهبط تأديباً . أو تغليظاً للمحنة . الحسن ' خلق آدم للأرض ، فلو لم يعص لخرج على غير تلك الحال ' أو يجوز أن يخلق لها إن عصى ولغيرها إن لم يعص .
@ 121 @ ^ ( يا بني إسرآءيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون ( 40 ) وءامنوا بمآ أنزلت مصدقاً لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بئاياتي ثمناً قليلاُ وإياي فاتقون ( 41 ) ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون ( 42 ) ) ^ # 40 - ! 2 " إسرائيل " 2 ! يعقوب ، إسرا - بالعبرانية - عبد ، وإيل هو الله - تعالى - فهو عبد الله / . ! 2 " اذكروا " 2 ! الذكر باللسان وبالقلب ، والذكر بالشرف بصم الذال وكسرها في القلب واللسان . أو بالضم في القلب وبالكسر في اللسان ، ومراد الآية ذكر القلب ، يقول : لا تتناسوا نعمتي . ! 2 " نعمتي " 2 ! إنعامي العام على خلقي ، إو إنعامي على آبائكم بما ذكر في هذه السورة ، فالإنعام على الآباء شرف للأبناء . ! 2 " وأوفوا بعهدي " 2 ! أوفوا بما أمرتكم به ! 2 " أوف " 2 ! بما وعدتكم ، أو أوفوا بما أنزلته في كتابكم ، ' أن تؤمنوا بي وبرسلي ' أوف لكم بالجنة ، سماه عهداً ، لأنه عهد به إليهم في الكتب السالفة ، أو جعل الأمر كالعهد الذي هو يمين لاشتراكهما في لزوم الوفاء بهما . # 41 - ! 2 " بما أنزلت " 2 ! على محمد صلى الله عليه وسلم من القرآن ! 2 " مصدقا لما معكم " 2 ! من التوراة في التوحيد ولزوم الطاعة ، أو مصدقاً لما فيها من أنها من عند الله ، أو لما فيها من ذكر محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن . ! 2 " أول كافر " 2 ! بالقرآن من أهل الكتاب ، أو محمد صلى الله عليه وسلم ، أو بما في التوراة والإنجيل من ذكر محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن . ! 2 " ثمنا قليلا " 2 ! لا تأخذوا عليه أجراً ، وفي كتابهم ' يا ابن آدم علم مجاناً كما علمت مجاناً ' ، أو لا تأخذوا على تغييره وتبديله ثمناً ، أو لا تأخذوا ثمناً على كتم ما فيه من ذكر محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن . # 42 - ! 2 " ولا تلبسوا " 2 ! ولا
تكتموا
الصدق بالكذب ، اللبس : الخلط ، أو اليهودية والنصرانية بالإسلام ، أو التوراة
المنزلة بما كتبوه بأيديهم
@ 122 @ الحق ) ^ نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ^ ( وأنتم تعلمون ) ^ أنه في كتبكم
. ^ ( وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين ( 43 ) أتأمرون الناس
بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ( 44 ) واستعينوا بالصبر
والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ( 45 ) الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم
إليه راجعون ( 46 ) ) ^ [ 9 / أ ] # 43 - ^ ( الزكاة ) ^ من النماء والزيادة / ،
لأنها تثمر المال ، أو من الطهارة بأدائها يطهر المال فيصير حلالاً ، أو تطهر
المالك من إثم المنع . ^ ( الراكعين ) ^ الركوع من التطامن والانحناء ، أو من الذل
والخضوع ، عبر عن الصلاة بالركوع ، أو أراد ركوعها إذ لا ركوع في صلاتهم . # 44 -
^ ( بالبر ) ^ بالطاعة ، أمروا بها وعصوا ، أو أمروا بالتمسك بكتابهم ، وتركوه
بجحد نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، أو أمروا بالصدقة وضنوا بها . # 45 - ^ (
بالصبر ) ^ على الطاعة ، وعن المعصية ، أو بالصوم ، ويسمى صبراً لأنه يحبس نفسه عن
الطعام والشراب ، والصبر : حبس النفس عما تنازع إليه . ' كان الرسول صلى الله عليه
وسلم إذا حزبه أمر استعان بالصلاة والصوم ' ^ ( وإنها لكبيرة ) ^ وإن الصلاة
لثقيلة إلا على المؤمنين ، أو إن الصبر والصلاة - أرادهما وأعاد الضمير إلى أحدهما
، أو أن إجابة محمد صلى الله عليه وسلم لشديدة ^ ( إلا على الخاشعين ) ^ الخشوع
@
123 @ والخضوع : التواضع ، أو الخضوع في البدن ، والخشوع في الصوت والبصر . # 46 -
! 2 " يظنون أنهم ملاقو ربهم " 2 ! بذنوبهم لإشفاقهم منها أو يتيقنون
عند الجمهور . ! 2 " راجعون " 2 ! بالموت ، أو بالإعادة ، أو إلى أن لا
يملك لهم أحد غيره ضراً ولا نفعاً كما كانوا في بدو الخلق . ^ ( يا بني إسرآءيل
اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين ( 47 ) واتقوا يوماً لا
تجزى نفس عن نفس شيئاً ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون ( 48
) ) ^ # 48 - ! 2 " لا تجزي " 2 ! لا تغني ، أو لا تقضي ، جزاه الله خيراً
: قضاه . ! 2 " شفاعة " 2 ! لا يقدر على شفيع تقبل شفاعته ، أو لا يجيبه
الشفيع إلى الشفاعة ، وإن كان مشفعاً لو شفع . ! 2 " عدل " 2 ! فدية ،
وعدل : مثل ' لا يقبل منه صرف ولا عدل ' الصرف : العمل ، والعدل : الفدية . أو
الصرف : الدية ، والعدل : رجل
@ 124 @ مكانه . أو الصرف : التطوع ، والعدل : الفرض أو الصرف : الحيلة ، والعدل :
الفدية ، قاله أبو عبيدة . ^ ( وإذ نجيناكم من ءال فرعون يسومونكم سوء العذاب
يذبحون أبنآءكم ويستحيون نسآءكم وفي ذالكم بلآء من ربكم عظيم ( 49 ) وإذ فرقنا بكم
البحر فأنجيناكم وأغرقنآ ءال فرعون وأنتم تنظرون ( 50 ) ) ^ # 49 - ! 2 " آل
فرعون " 2 ! آل الرجل : هم الذين تؤول أمورهم إليه في نسب أو صحبة ، والآل
والأهل سواء [ أ ] و الآل يضاف إلى المظهر دون المضمر
@ 125 @ والأهل يضاف إليهما ، أهل العلم وأهل البصرة ولا يقال آل العلم ولا آل البصرة . ! 2 " فرعون " 2 ! اسم رجل معين ، أو فرعون لملوك العمالقة ، كقيصر للروم وكسرى للفرس ، واسم فرعون ' الوليد بن مصعب ' ! 2 " يسومونكم " 2 ! يولونكم ' سامه خطة خسف ' : أولاه ، أو يجشمونكم الأعمال الشاقة ، أو يزيدونكم على ذلك سوء العذاب ومساومة البيع : مزايدة كل واحد من العاقدين . ! 2 " يستحيون نساءكم " 2 ! يبقونهم أحياء للاسترقاق والخدمة فلذلك كان من سوء [ 9 / ب ] العذاب . والنساء يقع على الكبار والصغار ، أو تسمى به الصغار ، اعتباراُ بما يصرن إليه ! 2 " وفي ذلكم " 2 ! إنجائكم ، أو في سومهم إياكم سوء العذاب . والذبح والإبقاء ، والبلاء : يستعمل في الاختبار بالخير والشر . والأكثر في الخير : أبليته أبليه إبلاء ، وفي الشر : بلوته أبلوه بلاء . # 50 - ! 2 " فرقنا " 2 ! فصلنا ' أو ميزنا ' وسمي البحر بحراً لسعته وانبساطه ، تبحر في العلم اتسع فيه . ! 2 " تنظرون " 2 ! إلى سلوكهم البحر ، وانطباقه عليهم . ^ ( وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون ( 51 ) ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون ( 52 ) وإذ ءاتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون ( 53 ) ) ^ # 51 - [ ! 2 " وإذ واعدنا موسى " 2 ! ] ووجد موسى [ عليه السلام ] في اليم بين الماء والشجر فسمى لذلك موسى ، مو : هو الماء ، وسا : هو الشجر . ! 2 " العجل " 2 ! قال الحسن : صار لحماً ودماً له خوار ومنع غيره ذلك لما فيه من الخرق المختص بالأنبياء ، وإنما جعل فيه خروقاً تدخلها الريح فتصوت كالخوار . وعلى طريق الحسن فالخرق يقع لغير الأنبياء في زمن الأنبياء ، لأنهم يبطلونه . وقد قال السامري : ! 2 " هذا إلهكم وإله موسى " 2 ! [ طه : 88 ] فأبطل أن يدعي بذلك إعجاز الأنبياء ، وسمي عجلاً ، لأنه عجل بأن
صار
له خوار ، أو
@ 126 @ لأنهم عجلوا بعبادته قبل رجوع موسى . # 53 - ! 2 " الكتاب والفرقان
" 2 ! الكتاب : التوراة ، وهي الفرقان ، أو الفرقان ما في التوراة من الفرق
بين الحق والباطل ، أو فرقه - سبحانه وتعالى - بين موسى وفرعون بالنصر ، أو انفراق
البحر . ^ ( وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا
إلى بارئكم فاقتلوآ أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب
الرحيم ( 54 ) ) ^ # 54 - ! 2 " بارئكم " 2 ! خالقكم والبرية : الخلق
متروك همزها من برأ الله الخلق ، أو من البري وهو التراب ، أو من بريت العود ، أو
من تبرى شيء من غيره إذا انفصل منه ، كالبراءة من الدين والمرض . ! 2 "
فاقتلوا أنفسكم " 2 ! مكنوا من قتلها ، أو ليقتل بعضكم بعضا . والقتل إماتة
الحركة قتلت الخمر بالماء إذا مزجتها به ، فسكنت حركتها ، ابن جريج ، جعلت توبتهم
بالقتل ، لأن الذين
@ 127 @ لم ينكروا خافوا القتل فجعلت توبتهم به . ^ ( وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرةً فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ( 55 ) ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون ( 56 ) وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوآ أنفسهم يظلمون ( 57 ) ) ^ # 55 - ! 2 " جهرة " 2 ! علانية ، أو عياناً ، وأصل الجهر : الظهور ، ومنه جهر بالقراءة ، وجاهر بالمعاصي . ! 2 " الصاعقة " 2 ! الموت . # 56 - ! 2 " بعثناكم " 2 ! أحييناكم ، أو سألوا أن يبعثوا بعد الإحياء أنبياء . والبعث هو الإرسال ، أو إثارة الشيء من محله ، وهؤلاء هم السبعون المختارون للميقات . # 57 - ! 2 " الغمام " 2 ! ما غطى السماء من السحاب ، غم الهلال : غطاه السحاب ، وكل مغطى مغموم . وهذا الغمام هو السحاب ، أو الذي أتت فيه الملائكة يوم بدر . ! 2 " المن " 2 ! ما سقط على الشجر فأكله الناس / أو صمغة ، أو [ 10 / أ ] شراب كانوا يشربونه ممزوجاً بالماء . أو عسل ينزل عليهم أو الخبز الرقاق ، أو الزنجبيل . أو الترنجبين . ! 2 " السلوى " 2 ! السماني أو طائر يشبهه . كانت تحشره عليهم ريح الجنوب . ! 2 " طيبات " 2 ! اللذيذة ، أو الحلال . ^ ( وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين ( 58 ) فبدّل الذين ظلموا قولاً غير
@ 128 @ ^ ( الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً من السمآء بما كانوا يفسقون ( 59 ) ) ^ # 58 - ! 2 " القرية " 2 ! بيت المقدس ، أو قرية بيت المقدس ، أو أريحيا . ! 2 " الباب " 2 ! باب القرية المأمور بدخولها ، أو باب حطة ، وهو الثامن من بيت المقدس . ! 2 " سجدا " 2 ! ركعاً ، أو متواضعين خاضعين ، أصل : السجود الانحناء تعظيماً وخضوعاً . ! 2 " حطة " 2 ! لا إله إلا الله ، أو أمروا بالاستغفار أو حط عنا خطايانا ، أو قولوا : هذا الأمر حق كما قيل لكم . [ ! 2 " نغفر لكم خطاياكم " 2 ! ] نغفرها بسترها عليكم فلا نفضحكم ، من الغفر وهو الستر ، ومنه بيضة الحديد : مغفر . # 59 - ! 2 " فبدل " 2 ! دخلوا الباب يزحفون على أستاههم ، وقالوا حنطة في شعيرة استهزاء منهم . ! 2 " رجزا " 2 ! عذاب ، أو غضب أو طاعون أهلكهم كلهم ، وبقي الأنبياء صلوات الله تعالى عليهم وسلامه . ^ ( وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً قد علم كل أناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين ( 60 ) ) ^ # 60 - ! 2 " استسقى " 2 ! طلب السقيا ، سقيته وأسقيته ، أو سقيته بسقي شفته ، وأسقيته دللته على الماء . ! 2 " فانفجرت " 2 ! الانفجار : الانشقاق ، والانبجاس أضيق منه . ! 2 " عينا " 2 ! شبهت بعين الحيوان ، لخروج الماء منها كما يخرج الدمع . ! 2 " كل أناس " 2 ! لكل سبط عين عرفها لا يشرب من غيرها . ! 2 " تعثوا " 2 ! تطغوا ، أو تسعوا ' العيث ' : شدة الفساد . .
@ 129 @ ^ ( وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثآئها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وبآءو بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بئايات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ( 61 ) ) ^ # 61 - ! 2 " وفومها " 2 ! الحنطة ، أو الخبز ، أو الثوم . ! 2 " مصرا " 2 ! مبهماً ، أو مصر فرعون ، والمصر من القطع لانقطاعه بالعمارة ، أو من الفصل ، قال : % ( ' وجاعل الشمس مصراً لاخفاء به % بين النهار وبين الليل قد فصلا ' % ) ! 2 " الذلة " 2 ! الصغار ، أو ضرب الجزية . ! 2 " والمسكنة " 2 ! الفقر ، أو الفاقة . ^ ( وباءوا ) ^ نزلوا من المنزلة ، قال رجل للرسول صلى الله عليه وسلم : هذا قاتل أخي [ قال ] : فهو بواء به : أي ينزل منزلته في القتل ، أو أصله التسوية أي تساووا في الغضب : عبادة بن الصامت : جعل الله - تعالى - الأنفال إلى نبيه صلى الله عليه وسلم فقسمها
@ 130 @ بينهم على بواء : أي سواء ، أو رجعوا . والبواء الرجوع لا يكون إلا بشر أو خير . ! 2 " ويقتلون النبيين " 2 ! مكنهم من قتل الأنبياء - صلوات الله تعالى عليهم وسلامه - ليرفع درجاتهم ، أو كل نبي أمره بالحرب نصره ، ولم يمكن من قتله قال الحسن : والنبي من النبأ ، وهو الخبر / لإنبائه عن الله - تعالى - أو من النبوة المكان المرتفع ، لارتفاع منزلته ، أو من النبي وهو الطريق ، لأنه طريق إلى الله - تعالى - . ^ ( إن الذين ءامنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من ءامن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ( 62 ) ) ^ # 62 - ! 2 " هادوا " 2 ! من هاد يهود هودا وهيادة إذا تاب . أو من قولهم ! 2 " هدنا إليك " 2 ! [ الأعراف : 156 ] أو نسبوا إلى يهوذا أكبر ولد يعقوب - عليه الصلاة والسلام - فعربته العرب بالدال . ! 2 " والنصارى " 2 ! جمع نصراني ، أو نصران عند سيبويه وعند الخليل نصرى . لنصرة بعضهم لبعض ، أو لقوله تعالى : ! 2 " من أنصاري إلى الله " 2 ! [ آل عمران : 52 ] أو كان يقال لعيسى - عليه الصلاة والسلام - الناصري لنزوله الناصرة فنسب إليه النصارى . ! 2 " والصابئين " 2 ! جمع صابئ ، من
@ 131 @ الطلوع والظهور ، صبأ ناب البعير : طلع ، أو من الخروج من شيء إلى آخر ، لخروجهم من اليهودية إلى النصرانية ، أو من صبا يصبو إذا مال إلى شيء وأحبه على قراءة نافع بغير الهمز ، ثم هم قوم بين اليهود والمجوس ، أو قوم يعبدون الملائكة ، ويصلون إلى القبلة ، ويقرءون الزبور ، أو دينهم شبيه بدين النصارى ، قبلتهم نحو مهب الجنوب حيال منتصف النهار ، يزعمون أنهم على دين نوح - عليه الصلاة والسلام - ! 2 " من الأمن " 2 ! نزلت في سلمان ، والذين نصّروه وأخبروه بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم أو هي منسوخة بقوله تعالى ! 2 " ومن يبتغ غير الإسلام " 2 ! [ آل عمران : 85 ] والمراد بالنسخ التخصيص . ^ ( وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا مآ ءاتيناكم بقوة واذكروا ما فيه
@ 132 @ لعلكم تتقون ( 63 ) ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين ( 64 ) ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردةً خاسئين ( 65 ) فجعلناها نكالاً لما بين يديها وما خلفها وموعظةً للمتقين ( 66 ) ) ^ # 63 - ^ ( الطور ) ^ جبل التكليم ، وإنزال التوراة ، أو ما أنبت من الجبال دون ما لم ينبت ، أو اسم كل جبل بالسرياني ، أو بالعربي ، قال : % ( داني جناحيه من الطور فمرّ % تقضي البازي إذا البازي كسر ) % # 64 - ^ ( بقوة ) ^ بجد واجتهاد ، أو بطاعة الله - تعالى - ، أو بالعمل بما فيه . # 65 - ^ ( اعتدوا ) ^ بأخذ الحيتان ا استحلالاً ، أو حبسوها يوم السبت ، وأخذوها يوم الأحد . ^ ( السبت ) ^ من القطع ، فهو القطعة من الدهر ، أو سبت فيه خلق كل شيء : قطع وفرغ منه ، أو تسبت فيه اليهود عن العمل ، أو من الهدوء والسكون ، لأنهم يستريحون فيه ^ ( نومكم سباتا ) ^ [ النبأ : 9 ] والنائم مسبوت . ^ ( قردة ) ^ صاروا في صورها ، أو لم يمسخوا بل مثلوا بالقردة ، كقوله ^ ( كمثل الحمار ) ^ [ الجمعة : 5 ] قاله مجاهد . ^ ( خاسئين ) ^ مطرودين مبعدين . أو أذلاء .
@ 133 @ # 66 - ! 2 " فجعلناها " 2 ! العقوبة ، أو القرية ، أو الأمة ، أو الحيتان ، أو القردة الممسوخ على صورهم . ! 2 " نكالا " 2 ! عقوبة ، أو عبرة ينكل بها من رآها ، أو النكال / الاشتهار بالفضيحة . ! 2 " لما بين يديها وما خلفها " 2 ! من القرى ، أو ما بين يديها من يأتي بعدهم ، وما خلفها الذين عاصروهم . أو ما بين يديها من الذنوب ، وما خلفها عبرة لمن يأتي بعدهم . أو ما بين يديها ذنوبهم ، وما خلفها للحيتان التي أصابوها ، أو ما بين يديها ما مضى من ذنوبهم ، وما خلفها ذنوبهم التي أهلكوا بها . ^ ( وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزواً قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ( 67 ) قالوا ادع لنا ربك يبيّن لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون ( 68 ) قالوا ادع لنا ربك يبيّن لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفرآء فاقع لونها تسر الناظرين ( 69 ) قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنآ إن شآء الله لمهتدون ( 70 ) قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلّمة لا شية فيها قالوا الئان جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون ( 71 ) ) ^ # 67 - ! 2 " هزوا " 2 ! اللعب والسخرية ، قالوه استبعاداً لما بين السؤال والجواب . # 68 - ! 2 " بقرة " 2 ! من البقر وهو الشق ، لأنها تشق الأرض ، والذكر : ثور . ! 2 " فارض " 2 ! ولدت بطوناً كثيرة فاتسع جوفها ، لأن الفارض في اللغة : الواسع ، أو الكبيرة الهرمة عند الجمهور . ! 2 " بكر " 2 ! صغيرة لم تحمل ، البكر من البهائم
@
134 @ والناس : ما لم يفتحله الفحل ، والبكر بفتح الباء : فتى الإبل . ! 2 "
عوان " 2 ! النصف ، قد ولدت بطناً أو بطنين . # 69 - ! 2 " صفراء "
2 ! اللون المعروف لقوله - تعالى - ! 2 " فاقع " 2 ! [ يقال ] أسود حالك
، وأحمر قاني ، وأبيض ناصع ، وأخضر ناضر ، وأصفر فاقع ، وقال الحسن وحده : سوداء
شديدة السواد ، كما قالوا : ناقة صفراء أي سوداء ، قال : % ( تلك خيلي منه وتلك
ركابي % هن صفرٌ أولادها كالزبيب ) % وأريد بالصفرة قرنها وظلفها ، أو جميع لونها
. ! 2 " فاقع " 2 ! شديد الصفرة ، أو خالصها ، أو صافيها . # 71 - ! 2
" ذلول " 2 ! أذلها العمل . ! 2 " تثير الأرض " 2 ! والإثارة
تفريق الشيء ! 2 " مسلمة " 2 ! من العيوب ، أو من الشية : وهي لون يخالف
لونها من سواد أو بياض من وشي الثوب : وهو تحسين عيوبه بألوان مختلفة ، الواشي :
الذي يحسن كذبة عند السلطان ليقبله . ! 2 " جئت بالحق " 2 ! بينت الحق ،
أو قالوا : هذه بقرة فلان جئت بالحق فيها . ! 2 " وما كادوا يفعلون " 2
! لغلاء ثمنها ، لأنه كان بملء
@ 135 @ مسكها ذهباً أو بوزنها عشر مرات ، أو خوفاً من الفضيحة بمعرفة القاتل ،
وكان ثمنها ثلاثة دنانير . ^ ( وإذ قتلتم نفساً فادارءتم فيها والله مخرج ما كنتم
تكتمون ( 72 ) فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحي الله الموتى ويريكم ءاياته لعلكم
تعقلون ( 73 ) ) ^ # 72 - ! 2 " فادارأتم " 2 ! تدافعتم واختلفتم . ! 2
" تكتمون " 2 ! تسرون من القتل . # 73 - ! 2 " ببعضها " 2 !
بفخذها ، أو ذنبها ، أو عظم من عظامها ، أو بعض آرابها ، أو البضعة التي بين
الكتفين . فلما حيي القتيل قال : قتلني ابن
@
136 @ أخي ، ثم مات فحلف بنو أخيه بالله ما قتلناه . ^ ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك
فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق
فيخرج منا المآء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون ( 74 )
) ^ # 74 - ! 2 " قست قلوبكم " 2 ! في ابن أخي الميت لما أنكر قتله بعد
سماعه منه ، أو في جملة بني إسرائيل قست قلوبهم من بعد جميع الآيات التي أظهرها
الله - تعالى - على موسى . ! 2 " أو أشد قسوة " 2 ! أو ها هنا وفيما
أشبهه للإبهام على المخاطب . أبو الأسود الدؤلي : % ( أحب محمداً حباً شديداً % وعباساً
وحمزة أو عليا ) % فلما قيل له في ذلك استشهد بقوله تعالى : ! 2 " وإنا أو
إياكم لعلى هدى " 2 ! ، أو تكون بمعنى ' الواو ' قال جرير :
@ 137 @ % ( نال الخلافة أو كانت له قدراً % كما أتى ربه موسى على قدر ) % أو تكون
بمعنى ' بل ' ، أو تكون لإباحة التشبيه بكل واحد منهما . أو هي كالحجارة أو أشد
قسوة عندكم . ! 2 " يهبط " 2 ! هبوطه تفيؤ ظلاله أو هو
@ 138 @ لجلالة الله سبحانه أو [ يرى ] كأنه هابط خاشع لعظم أمر الله تعالى % (
لما أتى خبر الزبير تواضعت % سور المدينة والجبال الخشع ) % أو كل حجر تردى من رأس
جبل فمن خشية الله تعالى ، أو يعطي بعض الجبال المعرفة [ فيعقل طاعة الله - تعالى
- ] وقد حن الجذع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، وسلم عليه حجر بمكة .
@ 139 @ ^ ( أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون ( 75 ) وإذا لقوا الذين ءامنوا قالوا ءامنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحآجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون ( 76 ) ) ^ # 75 - ! 2 " يحرفون " 2 ! نزلت فيمن حرف التوراة فحرم حلالها وأحل حرامها . أو في السبعين سمعوا كلام الله - تعالى - ثم حرفوه لقومهم . # 76 - ! 2 " فتح الله " 2 ! ذكركم الله - تعالى - به ، أو أنزله في التوراة من نبوة محمد صلى الله عليه وسلم أو قول بني قريظة للرسول صلى الله عليه وسلم لما قال لهم : ' يا إخوة القردة ' - من حدثك بهذا ، أو أسلم منهم ناس ، ثم نافقوا وحدثوا العرب بما عذبوا به ، فقال بعضهم لبعض ! 2 " أتحدثونهم بما فتح الله عليكم " 2 ! أي بما قضى وحكم ، والفتح : القضاء والحكم . ^ ( ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلآ أماني وإن هم إلا يظنون ( 78 ) فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون ( 79 ) ) ^ # 78 - ! 2 " أميون " 2 ! قوم لم يصدقوا رسولاً ، ولا كتباً وكتبوا كتاباً بأيديهم وقالوا لجهالهم هذا من عند الله ، والأظهر أن الأمي هو الذي لا يقرأ ولا
@ 140 @ يكتب ، نسب إلى أصل ما عليه الأمة من أنها لا تكتب ابتداء ، أو أنه على ما ولدته أمه ، أو نسب إلى أمه ، لأن المرأة لا تكتب غالباً . ! 2 " أماني " 2 ! تلاوة ، أو كذباً ، أو أحاديث ، أو يتمنون على الله - تعالى - ما ليس لهم . # 79 - ! 2 " فويل " 2 ! عذاب ، أو تقبيح ، أو حزن ، أو واد في النار ، أو جبل فيها ، أو واد من صديد في أصلها . ! 2 " يكتبون " 2 ! يغيرون ما في التوراة من ذكر محمد صلى الله عليه وسلم ! 2 " بأيديهم " 2 ! تحقيق للإضافة إليهم ، أو من تلقاء أنفسهم . ! 2 " ثمنا قليلا " 2 ! حراماً ، أو ! 2 " متاع الدنيا قليل " 2 ! [ النساء : 77 ] . ^ ( وقالوا لن تمسنا النار إلآ أياماً معدودةُ قل أتخذتم عند الله عهداً فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون ( 80 ) بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ( 81 ) والذين ءامنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ( 82 ) وإذ أخذنا مثاق بني إسرآءيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسناً وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون ( 83 ) ) ^ # 80 - ! 2 " معدودة " 2 ! سبعة أيام ، زعموا أن عمر الدنيا سبعة آلاف وأنهم يعذبون على كل ألف يوماً واحداً من أيام الآخرة ، وهو ألف سنة من أيام الدنيا ، أو أربعون يوماً التي عبدوا فيها العجل ، أو زعموا أن في التوراة أن مسيرة ما بين طرفي [ جهنم ] أربعون سنة يسيرون كل سنة في يوم فإذا انقطع السير
@ 141 @ هلكت النار وانقطع عذابهم فتلك أربعون . # 81 - ! 2 " بلي " 2 ! إيجاب للنفي : إذا قال مالي عليك شيء فقال بلى [ كان رداً لقوله ، وتقديره ' بلى لي عليك ' ] . ! 2 " سيئة " 2 ! شركاً ، أو ذنوباً وعد عليها بالنار . ! 2 " وأحاطت به خطيئته " 2 ! مات عليها ، أو سدت / عليه مسالك النجاة . ^ ( وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دمآءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون ( 84 ) ثم أنتم هؤلآء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقاً منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزآء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون ( 85 ) أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون ( 86 ) ) ^ # 84 - [ ! 2 " لا تسفكون دماءكم " 2 ! ] لا تقتلون أنفسكم لا يقتل بعضكم بعضاً أو لا تقتلوا أحداً فيقتص منكم به ، فتكونوا قاتلين لأنفسكم بالتسبب ، والنفس من النفاسة ، لأنها أنفس ما في الإنسان . ! 2 " دياركم " 2 ! الخليل : كل موضع حله قوم فهو دار وإن لم يكن فيه أبنية ، أو الدار موضع فيه أبنية المقام .
@ 142 @ # 85 - ! 2 " تظاهرون " 2 ! تتعاونون . ! 2 " الإثم " 2 ! الفعل الذي يستحق عليه الذم . ! 2 " العدوان " 2 ! مجاوزة الحق ، أو الإفراط في الظلم . ! 2 " أسارى " 2 ! أسري جمع أسير ، وأساري جمع أسرى ، أو الأساري : الذين في الوثاق ، والأسرى : الذين في اليد وإن لم يكونوا في وثاق ، قاله ابن العلاء : ^ ( ولقد ءاتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وءاتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جآءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون ( 87 ) وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون ( 88 ) ) ^ # 87 - ! 2 " وقفينا " 2 ! أتبعنا ، التقفية : الإتباع . ! 2 " البينات " 2 ! الحجج ، أو الإنجيل أو إحياء الموتى ، وخلق الطير ، وإبراء الأسقام . ! 2 " بروح القدس " 2 ! الاسم الذي كان يحيي به الموتى ، أو جبريل عليه السلام - على الأظهر - سمي به ، لأنه كالروح للبدن يحيا بما يأتي به من الوحي ، أو لأن الغالب على جسده الروحانية ، أو لأنه وجد بقوله ! 2 " كن " 2 ! من غير ولادة ، القدس : البركة ، أو الطهر لبراءته من الذنوب ، والقدس والقدوس واحد . # 88 - ! 2 " غلف " 2 ! في أغطية لا تفقه ، أو هي أوعية للعلم . ! 2 " لعنهم " 2 !
@ 143 @ طردهم وأبعدهم . ! 2 " فقليلا ما يؤمنون " 2 ! قليلاً من يؤمن منهم ، لأن من آمن من المشركين أكثر ممن آمن من أهل الكتاب ، أو لا يؤمنون إلا بالقليل من كتابهم ، و ' ما ' صلة . ^ ( ولما جآءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فما جآءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين ( 89 ) بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بمآ أنزل الله بغياً أن ينزل الله من فضله على من يشآء من عباده فبآءو بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين ( 90 ) ) ^ # 89 - ! 2 " كتاب من عند الله " 2 ! القرآن . ! 2 " مصدق لما معهم " 2 ! من التوراة والإنجيل أنه من عند الله تعالى ، أو مصدق لما فيهما من الأخبار ! 2 " يستفتحون " 2 ! يستنصرون . # 90 - ! 2 " اشتروا " 2 ! باعوا ! 2 " بغيا " 2 ! حسدا ، والبغي : شدة الطلب للتطاول ، أصله الطلب ، الزانية بغي ، لطلبها الزنا . ! 2 " بغضب على غضب " 2 ! الأول : كفرهم بعيسى صلى الله عليه وسلم ، والثاني : كفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم أو الأول : قولهم : عزير ابن الله ، ويد الله مغلولة ، وتبديلهم الكتاب ، والثاني : كفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم ، أو عبر بذلك عن لزوم الغضب لهم . ! 2 " مهين " 2 ! مذل ، عذاب الكافر مهين ، لأنه لا يمحص دينه بخلاف عذاب المؤمن ، لأنه ممحص لدينه . ^ ( وإذا قيل لهم ءامنوا بمآ أنزل الله قالوا نؤمن بمآ أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقاً لما معهم قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم
@ 144 @ مؤمنين ( 91 ) ولقد جآءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون ( 92 ) ) ^ # 91 - ^ ( بما أنزل الله ) ! 2 " القرآن " 2 ! ( بما أنزل علينا ) ! 2 " التوراة " 2 ! ( بما وراءه ) ^ بما بعده . ^ ( مصدقاً لما معهم ) ^ من التوراة ، وكتب الله - تعالى - يصدق بعضها بعضاً . ^ ( فلم تقتلون ) ^ فلم قتلتم ، أو فلم ترضون بقتلهم . ^ ( وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا مآ ءاتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين ( 93 ) ) ^ # 93 - ^ ( واسمعوا ) ^ اعملوا بما سمعتم ، أو اقبلوا ما سمعتم ، سمع الله لمن حمده قبل حمده . ^ ( سمعنا ) ! 2 " قولك " 2 ! ( وعصينا ) ^ أمرك ، قالوه سراً ، أو فعلوا ما دل عليه ، ولم يقولوه / فقام فعلهم مقام قولهم : % ( امتلأ الحوض وقال : قطني % مهلاً رويداً قد ملأت بطني ) % ^ ( وأشربوا في قلوبهم ) ^ حب العجل . أو برده موسى - عليه الصلاة والسلام - وألقاه في اليم فمن شرب ممن أحب العجل ظهرت سحالة الذهب على شفتيه .
@ 145 @ ^ ( قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصةً من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ( 94 ) ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين ( 95 ) ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون ( 96 ) ) ^ # 94 - ! 2 " من دون الناس " 2 ! كلهم ، أو محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه - رضوان الله تعالى عليهم - ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم ' لو تمنوا الموت لماتوا ولرأوا مقاعدهم من النار فلم يتمنوه علماً منهم أنهم لو تمنوه لماتوا كما قال : أو صرفوا عن إظهار تمنيه آية للرسول صلى الله عليه وسلم . # 96 - ! 2 " ولتجدنهم " 2 ! اليهود . ! 2 " الذين أشركوا " 2 ! المجوس . ! 2 " يود " 2 ! أحد المجوس ! 2 " لو يعمر ألف سنة " 2 ! ! 2 " بمزحزحه " 2 ! بمباعده . ^ ( قل من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقاً لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين ( 97 ) من كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين ( 98 ) ) ^ # 97 - ! 2 " عدوا لجبريل " 2 ! نزلت لما قال ابن صوريا للرسول صلى الله عليه وسلم : أي
@ 146 @ ملك يأتيك بما يقول الله تعالى قال : جبريل - عليه السلام - قال : ذاك عدونا ينزل بالقتال والشدة ، وميكائيل يأتي باليسر والرخاء . فلو كان هو الذي يأتيك آمنا بك فنزلت . وجبر : عبد ، وميكا : عبيد ، وإيل : هو الله - تعالى - ، وهما عبد الله وعبيد الله ، قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - : ولم يخالف فيه أحد ، وخصا بالذكر وإن دخلا في عموم الملائكة تشريفاً وتكريماً ، أو نص عليهما لأنهم يزعمون أنهم ليسوا بأعداء لله - تعالى - ولملائكته أجمع بل هم أعداء لجبريل وحده ، فأبطل مثل هذا التأويل بذكر جبريل - عليه السلام - . # 98 - ! 2 " عدو للكافرين " 2 ! لم يقل عدو لهم لجواز انتقالهم عن العداوة بالإيمان . ^ ( ولقد أنزلنآ إليك ءايات بينات وما يكفر بهآ إلا الفاسقون ( 99 ) أو كلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون ( 100 ) ولما جآءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله ورآء
@ 147 @ ظهورهم كأنهم لا يعلمون ( 101 ) واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ومآ أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولآ إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضآرين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ( 102 ) ولو أنهم ءامنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون ( 103 ) ) ^ # 102 - ^ ( ما تتلوا الشياطين ) ^ نزلت ، لأن كاتب سليمان ' آصف بن برخيا ' واطأ نفرا من الجن على أن دفنوا كتاب سحر تحت كرسي سليمان - عليه الصلاة والسلام - ثم أخرجوه بعد موت سليمان - عليه الصلاة والسلام - وقالوا : هذا سحر سليمان ، فبرأه الله - تعالى - من ذلك ، أو استرقت الشياطين السمع ، واستخرجت السحر ، فاطلع عليه سليمان - عليه الصلاة والسلام - فنزعه منهم ودفنه تحت كرسيه ، فلم يقدر الشياطين أن يدنوا إلى الكرسي في حياته ، فلما مات قالت : للإنس : إن العلم الذي سخر به سليمان الريح والجن تحت كرسيه فأخرجوه ، وقالوا : كان ساحراً ، ولم يكن نبياً ، فتعلموه وعلموه ، فبرأه الله - تعالى - من ذلك . ^ ( ولكن الشياطين كفروا ) ^ بنسبتهم سليمان - عليه الصلاة والسلام - إلى السحر ' أو بما استخرجوه من السحر ' ^ ( يعلمون الناس السحر ) ^ بإلقائه في قلوبهم ' أو
@ 148 @ بدلالتهم عليه حتى أخرجوه ' . ! 2 " وما أنزل " 2 ! ' ما ' بمعنى الذي ، أو نافيه . ! 2 " الملكين " 2 ! بالكسر علجان من علوج بابل ، والقراءة المشهورة بالفتح . زعمت سحرة اليهود / أن جبريل وميكائيل أنزل السحر على لسانهما إلى سليمان - عليه الصلاة والسلام - فأكذبهم الله ، والتقدير : وما كفر سليمان وما أنزل على الملكين ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس ! 2 " ببابل هاروت وماروت " 2 ! وهما رجلان ببابل ، أو هاروت وماروت ملكان أهبطا إلى الأرض في زمن إدريس - عليه الصلاة والسلام - فلما عصيل لم يقدرا على الرقي إلى السماء فكانا يعلمان السحر . ! 2 " السحر " 2 ! خدع ومان تحول الإنسان حماراً وتقلب بها الأعيان وتنشأ بها الأجسام ، أو هو تخييل ولا يقدر الساحر على قلب الأعيان ولا إنشاء الأجسام ، قال الله تعالى ^ ( يخيل إليه من
@ 149 @ سحرهم أنها تسعى ) ^ [ طه : 66 ] ، ولما سحر الرسول صلى الله عليه وسلم كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولم يكن فعله # قال الشافعي - رضي الله تعالى عنه - ' الساحر يوسوس ويمرض ويقتل ' ، إذ التخيل بدو الوسوسة ، والوسوسة بدو المرض ، والمرض بدو التلف . ^ ( ببابل ) ^ الكوفة وسوادها ، سميت بذلك لتبلبل الألسن بها ، أو من نصيبين إلى رأس عين ، أو جبل نهاوند . ^ ( وما يعلمان من أحد ) ^ على هاروت وماروت أن لا يعلما أحداً حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر بما تتعلمه من السحر . ^ ( فيتعلمون منهما ) ^ من هاروت وماروت ، أو من السحر والكفر أو من الشياطين والملكين - السحر من الشياطين ، وما يفرق بين الزوجين من الملكين . ^ ( بإذن ) ^ ما يضرون بالسحر أحداً ^ ( إلا بإذن الله ) ^ بأمره ، أو بعلمه . ^ ( ما يضرهم ) ! 2 " في الآخرة " 2 ! ( ولا ينفعهم ) ! 2 " في الدنيا " 2 ! ( من خلاق ) ^ لا نصيب لمن اشترى السحر ، أو لا جهة له ، أو الخلاق : الدين . ^ ( شروا ) ^ باعوا ^ ( به أنفسهم ) ^ من السحر والكفر بفعله وتعليمه ، أو من إضافتهم السحر إلى سليمان - عليه الصلاة والسلام - .
@ 150 @ ^ ( يآ أيها الذين ءامنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم ( 104 ) ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشآء والله ذو الفضل العظيم ( 105 ) ) ^ # 104 - ! 2 " راعنا " 2 ! لا تقولوا : خلافاً ، أو ارعنا سمعك أي اسمع منا ونسمع منك . كانت الأنصار تقولها في الجاهلية فنهوا عنها في الإسلام ، أو قالتها اليهود للرسول صلى الله عليه وسلم على وجه الاستهزاء والسب ، أو قالها رفاعة بن زيد وحده - فنهي المسلمون عنها . ! 2 " انظرنا " 2 ! أفهمنا وبين لنا ، أو أمهلنا ، أو أقبل علينا وانظر إلينا ، ! 2 " واسمعوا " 2 ! ما تؤمرون به . ^ ( ما ننسخ من ءاية أو ننسها نأت بخير منهآ أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير ( 106 ) ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير ( 107 ) أم تريدون أن تسئلوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضلّ سوآء السبيل ( 108 ) ) ^ # 106 - ! 2 " ما ننسخ " 2 ! نسخها : قبضها ، أو تبديلها ، أو تبديل حكمها مع بقاء رسمها . ! 2 " أو ننسها " 2 ! ننسكها ، كان يقرأ الآية ثم ينسى وترفع ، أو يريد به الترك : أي ما نرفع من آية ، أو نتركها فلا نرفعها # قاله ابن عباس - رضي الله تعالى
@
151 @ عنهما - ، ' قلت : وفيه إشكال ظاهر ' ، أو يريد به نمحها / ^ ( ننسأها ) ^
نؤخرها أنسأت أخرت ، ومنه بيع النسيئة . ! 2 " بخير منها " 2 ! أنفع ،
وأرفق ، وأخف ، فيكون الناسخ أكثر ثواباً آجلاً ، كنسخ صوم أيام معدودات برمضان ،
أو أخف عاجلاً ، كنسخ قيام الليل . ! 2 " أو مثلها " 2 ! مثل حكمها في
الخفة والثقل والثواب ، كنسخ التوجه إلى القدس بالتوجه إلى الكعبة ، فإنه مثله في
المشقة والثواب . ! 2 " ألم تعلم " 2 ! بمعنى أما علمت ، أو هو تقرير
وليس باستفهام ، أو خوطب به والمراد أمته ، ولذلك أردفه بقوله : ! 2 " وما
لكم من دون الله " 2 ! ) ^ . ^ ( ودّ كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد
إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى
يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير ( 109 ) وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة
وما تقدّموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير ( 110 )
وقالوا لن يدخل الجنة إلا
@ 152 @ من كان هوداً أو نصارى تلك أمانيّهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين (
111 ) بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم
يحزنون ( 112 ) وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على
شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم
القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ( 113 ) ) ^ # 109 - ^ ( ود كثير ) ^ دعا فنحاص
وزيد بن قيس - حذيفة وعمارا إلى دينهما فأبيا عليهما فنزلت . ^ ( تبين لهم الحق )
^ صحة الإسلام ، ونبوة
@
153 @ محمد عليه أفضل الصلاة والسلام . ! 2 " فاعفوا " 2 ! اتركوا
اليهود ، ! 2 " واصفحوا " 2 ! عن قولهم . ! 2 " بأمره " 2 !
بإجلاء بني النضير . وقتل بني قريظة وسبيهم . . ^ ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله
أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابهآ أولئك ما كان لهم أن يدخلوهآ إلا خائفين لهم في
الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم ( 114 ) ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا
فثم وجه الله إن الله واسع عليم ( 115 ) ) ^ # 114 - ! 2 " مساجد الله "
2 ! المساجد المعروفة ، أو جميع الأرض التي تقام فيها العبادة ' جعلت لي الأرض
مسجدا ' . أنزلت في بختنصر وأصحابه المجوس خربوا بيت المقدس ، أو في النصارى الذين
أعانوا بختنصر على خرابه ، أو
@ 154 @ في قريش لصدهم الرسول صلى الله عليه وسلم عن الكعبة عام الحديبية ، أو
عامة في كل مشرك منع من مسجد . ! 2 " خرابها " 2 ! هدمها ، أو منعها من
ذكر الله - تعالى - فيها . ! 2 " خائفين " 2 ! من الرعب إن قدر عليهم
عوقبوا . ! 2 " خزي " 2 ! الجزية ، أو فتح مدائنهم ، عمورية ،
وقسطنطينية ، ورومية . # 115 - ! 2 " ولله المشرق " 2 ! لما حولت [
القبلة إلى ] الكعبة تكلمت اليهود فيها فنزلت ، أو أذن لهم قبل فرض الاستقبال أن
يتوجهوا حيث شاءوا من نواحي المشرق والمغرب ، أو في صلاة التطزوع في
@ 155 @ السفر ، وللخائف - أيضاً - ، أو في قوم من الصحابة خفيت عليهم القبلة
فصلوا على جهات مختلفة ثم أخبروا الرسول صلى الله عليه وسلم فنزلت ، أو في النجاشي
فإنه كان يصلي إلى غير القبلة ، أو قالوا لما نزل قوله تعالى : ^ ( ادعوني
@
156 @ أستجب لكم ) ^ [ غافر : 60 ] قالوا : إلى أين ؟ فنزلت ، أو أين ما كنتم من
شرق أو غرب فلكم قبلة هي الكعبة . ^ ( فثم ) ^ إشارة إلى المكان البعيد . ^ ( وجه
الله ) ^ قبلته ، أو فثم الله كقوله تعالى : ^ ( ويبقى وجه ربك ) ^ [ الرحمن : 27
] . ^ ( وقالوا اتخذ الله ولداً سبحانه بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون
( 116 ) بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون ( 117 ) وقال
الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينآ ءاية كذلك قال الذين من قبلهم مثل
قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون ( 118 ) ) ^ # 116 - ^ ( ولدا ) ^
نزلت في النصارى ، لقولهم في المسيح صلى الله عليه وسلم ، أو في العرب ، قالوا :
الملائكة بنات الله . ^ ( قانتون ) ^ مطيعون أو مقرون بالعبودية ، أو قائمون يوم القيامة
، والقنوت : القيام .
@ 157 @ # 117 - ! 2 " بديع " 2 ! منشئهما على غير مثال سبق ، وكل منشئ
ما لم يسبق إليه فهو مبدع . ! 2 " قضى " 2 ! أحكم وفرغ . % ( / وعليهما
مسرودتان قضاهما % داود أو صنع السوابغ تبع ) % ! 2 " كن " 2 ! هذا أمر
للموجودات بالتحول من حال إلى أخرى كقوله - تعالى : - ! 2 " كونوا قردة
" 2 ! [ 65 ] وليس إنشاء للمعدوم ، أو هو لإنشاء المعدوم ، لأنه لما علم بها
جاز أن يقول لها : ' كن ' لتحققها في علمه ، أو عبر عن نفوذ قدرته وإرادته في كل
شيء بالقول ولا قول . % ( قد قالت الأنساع للبطن الحق % ) %
@ 158 @ # 118 - ! 2 " الذين لا يعلمون " 2 ! اليهود ، أو النصارى ، أو مشركو العرب ! 2 " الذين من قبلهم " 2 ! اليهود ، أو اليهود والنصارى . ! 2 " تشابهت قلوبهم " 2 ! شابهت قلوب النصارى قلوب اليهود ، أو قلوب مشركي العرب لقلوب اليهود والنصارى . ^ ( إنآ أرسلناك بالحق بشيراً ونديراً ولا تسئل عن أصحاب الجحيم ( 119 ) ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهوآءهم بعد الذي جآءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير ( 120 ) الذين ءاتنياهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون ( 121 ) يا بني إسرآءيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين ( 122 ) واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون ( 123 ) ) ^ # 119 - ! 2 " بشيرا " 2 ! لمن أطاع بالجنة ، ! 2 " ونذيرا " 2 ! لمن عصى بالنار . ! 2 " ولا تسأل " 2 ! لا تؤاخذ بكفرهم ! 2 " ولا تسأل " 2 ! نزلت لما قال : ' ليت شعري ما فعل أبواي ' .
@ 159 @ # 121 - ! 2 " الذين آتيناهم الكتاب " 2 ! المؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم ، والكتاب : القرآن ، أو علماء اليهود ، والكتاب : التوراة ، ! 2 " يتلونه " 2 ! يقرءونه حق قراءته ، أو يتبعونه حق اتباعه بإحلال حلاله ، وتحريم حرامه ، قاله الجمهور . ! 2 " يؤمنون به " 2 ! بمحمد صلى الله عليه وسلم . ^ ( وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ( 124 ) ) ^ # 124 - ! 2 " ابتلى إبراهيم " 2 ! بالسريانية أب رحيم . ! 2 " بكلمات " 2 ! شرائع الإسلام ، ما ابتلى أحد بهذا الدين فقام به كله سواه ، فكتب الله - تعالى - له البراءة ، فقال - تعالى - : ! 2 " وإبراهيم الذي وفى " 2 ! [ النجم : 37 ] وهي ثلاثون سهماً ، عشر في براءة ! 2 " التائبون العابدون " 2 ! [ 112 ] وعشر في ' الأحزاب ' ! 2 " إن المسلمين والمسلمات " 2 ! [ 35 ] وعشر في المؤمنين [ 1 - 9 ] ، ^ ( وسأل سائل ) ^ [ 22 - 34 ] إلى قوله ^ ( على صلاتهم يحافظون ] ، قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أو هي عشر من سنن الإسلام : خمس في الرأس ، قص الشارب ، والمضمضة ، والاستنشاق ، والسواك ، وفرق الرأس ، وفي الجسد ، تقليم الأظفار ، وحلق العانة ، والختان ، ونتف الإبط ، وغسل أثر البول والغائط بالماء ، أو هي عشر : ست في الإنسان ، حلق العانة ، والختان ، ونتف الإبط ، وتقليم الأظفار ، وقص الشارب ، وغسل الجمعة ، وأربع في المشاعر الطواف والسعي بين الصفا والمروة ، ورمي الجمار ، والإفاضة ، أو مناسك الحج خاصة ، أو الكوكب ، والقمر ، والشمس ؛ والنار والهجرة والختان ، ابتلي بهن فصبر ، # أو ما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ألا أخبركم لم سمى الله - تعالى - إبراهيم خليله ^ ( الذي وفى ) ^ ؟ [ النجم : 37 ] لأنه كان يقول كلما أصبح وأمسى ^ ( فسبحان الله حين
تمسون
وحين تصبحون ) ^ [ الروم : 17 ] إلى
@ 160 @ قوله تعالى ! 2 " تظهرون " 2 ! ، أو قول الرسول / صلى الله عليه
وسلم ' أتدرون ما ! 2 " وفي " 2 ! ؟ قالوا الله ورسوله أعلم ، قال : وفى
عمل يومه أربع ركعات في النهار ' ، أو قال له ربه : ' إني مبتليك ، قال : أتجعلني
للناس إماماً ، قال : نعم : قال : ومن ذريتي قال : لا ينال عهدي الظالمين ، قال :
تجعل البيت مثابة للناس قال : نعم ، قال : وأمنا قال : نعم ، قال : وتجعلنا مسلمين
لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك . قال : وترينا مناسكنا وتتوب علينا قال : نعم ، قال :
وتجعل هذا البيت آمناً ، قال : نعم ، قال : وترزق أهله من الثمرات ، قال : نعم ،
فهذه الكلمات التي ابتلى بها . ! 2 " إماما " 2 ! متبوعاً . ! 2 "
عهدي " 2 ! النبوة ، أو الإمامة ، أو دين الله ، أو الأمان ، أو الثواب ، أو
لا عهد عليك لظالم أن تطيعه في ظلمه ، قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما .
@ 161 @ ^ ( وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً واتّخذوا من مقام إبراهيم مصلّى وعهدنآ إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهّرا بيتي للطآئفين والعاكفين والركع السجود ( 125 ) وإذ قال إبراهيم ربّ اجعل هذا بلداً ءامناً وارزق أهله من الثمرات من ءامن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلاً ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير ( 126 ) ) ^ # 125 - ! 2 " مثابة " 2 ! مجمعاً يجتمعون عليه في النسكين ، أو مرجعاً ، ثابت العلة : رجعت . أي يرجعون إليه مرة بعد أخرى ، أو يرجعون إليه في كلا النسكين من حل إلى حرم . ! 2 " وأمنا " 2 ! لأهله في الجاهلية ، أو للجاني من إقامة الحد عليه فيه . ! 2 " مقام إبراهيم " 2 ! عرفة ومزدلفة والجمار ، أو الحرم كله ، أو الحج كله . أو الحجر الذي في المسجد على الأصح . ! 2 " مصلى " 2 ! مدّعى يدعى فيه ، أو الصلاة المعروفة وهو أظهر ! 2 " وعهدنا " 2 ! أمرنا ، أو أوحينا . ! 2 " طهرا بيتي " 2 ! من الأصنام ، أو الكفار ، أو الأنجاس ، أمرا ببنائه مطهراً ، أو يطهرا مكانه . ! 2 " للطائفين " 2 ! الغرباء الذين يأتونه من غربة ، أو الذين يطوفون به . ! 2 " والعاكفين " 2 ! أهل البلد الحرام ، أو المصلون ، أو المعتكفون ، أو مجاورو البيت بغير طواف ولا اعتكاف ولا صلاة . ! 2 " والركع السجود " 2 ! المصلون . # 126 - ! 2 " من آمن " 2 ! إخبار من الله - تعالى - ، أو من دعاء إبراهيم ، ولم تزل مكة حرماً آمناً من الجبابرة والخوف والزلازل ، فسأل إبراهيم أن يجعله آمناً من الجدب والقحط ، وأن يرزق أهله من الثمرات ، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ' إن الله حرم مكة يوم خلق الله السموات والأرض ' ، أو كانت حلالاً قبل دعوة
@ 162 @ إبراهيم ، وإنما حرمت بدعوة إبراهيم عليه - الصلاة والسلام - ، كما حرم الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة فقال : ' وإن إبراهيم قد حرم مكة وإني قد حرمت المدينة ' . ^ ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ( 127 ) ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ( 128 ) ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم ءاياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ( 129 ) ) ^ # 127 - ! 2 " القواعد " 2 ! جمع قاعدة وهي كالأساس لما فوقها . ! 2 " إسماعيل " 2 ! معناه اسمع يا إيل أي اسمع يا الله ، لما دعا بالولد فأجيب سمي الولد بما دعا به . # 128 - ! 2 " أمة مسلمة لك " 2 ! المسلم : الذي استسلم لأمر الله وخضع له . ! 2 " وأرنا " 2 ! عرفنا ! 2 " مناسكنا " 2 ! مناسك الحج ، أو الذبائح / والنسك : العبادة ، والناسك : العابد ، أو من قولهم لفلان منسك أي مكان يعتاد التردد إليه بخير أو
@ 163 @ شر ، فسميت مناسك ، لأنه يتردد إليها في الحج والعمرة . # 129 - ! 2 " رسولا منهم " 2 ! محمداً صلى الله عليه وسلم ! 2 " آياتك " 2 ! الحجج ، أو يبين لهم دينك . ! 2 " الكتاب " 2 ! القرآن . ! 2 " والحكمة " 2 ! السنة ، أو معرفة الدين ، والتفقه فيه ، والعمل به . ! 2 " ويزكيهم " 2 ! يطهرهم من الشرك ، أو يزكيهم بدينه إذا تابعوه ، فيكونون عند الله - تعالى - أزكياء . ^ ( ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين ( 130 ) إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ( 131 ) ووصى بهآ إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ( 132 ) أم كنتم شهدآء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإلاه ءابآئك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون ( 133 ) تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون ( 134 ) ) ^ # 130 - ! 2 " سفه نفسه " 2 ! فعل بها ما صار به سفيها ، أو سفه في نفسه فحذف الجار كقوله تعالى ! 2 " ولا تعزموا عقدة النكاح " 2 ! [ 235 ] أو أهلك نفسه وأوبقها ،
@ 164 @ قال المبرد وثعلب : سفه بالكسر يتعدى وبالضم لا يتعدى . ! 2 " اصطفيناه " 2 ! من الصفوة ، اخترناه للرسالة . # 132 - ! 2 " ووصى بها " 2 ! بالملة لتقدم ذكرها . ! 2 " إلا وأنتم مسلمون " 2 ! أي لا تفارقوا الإسلام عند الموت . ^ ( وقالوا كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين ( 135 ) قولوآ ءامنا بالله ومآ أنزل إلينا ومآ أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط ومآ أوتي موسى وعيسى ومآ أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ( 136 ) فإن ءامنوا بمثل مآ ءامنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ( 137 ) صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون ( 138 ) ) ^
@ 165 @ # 135 - ! 2 " كونوا هودا " 2 ! قالت اليهود : ' كونوا هوداً ' ، وقالت النصارى : كونوا نصارى . ! 2 " بل ملة " 2 ! بل نتبع ملة ، أو نهتدي بملة . أو الملة من الإملال يملونها من كتبهم . ! 2 " حنيفا " 2 ! مخلصاً ، أو متبعاً ، أو حاجاً ، أو مستقيماً ، أخذ الحنيف ، من الميل ، رجل أحنف : مالت كل واحدة من قدميه إلى الأخرى ، سمى به إبراهيم ، لأنه مال إلى الإسلام أو أخذ من الاستقامة ، وقيل للرجل أحنف تفاؤلاً بالاستقامة ، وتطيراً من الميل ، كالسليم للديغ ، والمفازة للمهلكة . # 137 - ! 2 " بمثل ما آمنتم " 2 ! بما آمنتم به . ! 2 " شقاق " 2 ! عداوة من البعد ، أخذ فلان في شق ، وفلان في شق تباعدا وشق فلان عصا المسلمين : خرج عليهم وتباعد منهم . # 138 - ! 2 " صبغة الله " 2 ! دين الله لظهوره كظهور الصبغ على الثوب ، وكانت النصارى يصبغون أولادهم في مائهم تطهيراً لهم كالختان ، فرد الله - تعالى - عليهم بأن الإسلام أحسن ، أو صبغة الله - تعالى - خلقة الله لإحداثها كحدوث اللون على الثوب . ^ ( قل أتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنآ اعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون ( 139 ) أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هوداً أو نصارى قل ءأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون ( 140 ) تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون ( 141 ) ) ^ # 140 - ! 2 " الأسباط " 2 ! الجماعة الذين يرجعون إلى أب واحد ، من السبط وهو الشجر الذي يرجع بعضه إلى بعض . ! 2 " شهادة عنده من الله " 2 ! هم اليهود كتموا ما في التوراة من نبوة محمد صلى الله عليه وسلم . ^ ( سيقول السفهآء من الناس ما ولّاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق
@
166 @ والمغرب يهدي من يشآء إلى صراط مستقيم ( 142 ) ) ^ # 142 - ^ ( السفهاء ) ^
اليهود ، أو المنافقون ، أو كفار قريش . ^ ( ولاّهم ) ^ صرفهم ، والقبلة التي
كانوا عليها بيت المقدس ' صلى إليها الرسول صلى الله عليه وسلم بمكة وبعد الهجرة
ستة عشر شهراً ، أو سبعة عشر شهراً ' أو ثلاثة عشر ، أو تسعة
@ 167 @ أشهر ، أو عشرة ' ثم نسخت بالكعبة والرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة قد
صلى من الظهر ركعتين فانصرف بوجهه إلى الكعبة ' . وقال البراء : ' كان في صلاة
العصر بقباء ، فمر رجل على أهل المسجد فقال : أشهد لقد صليت مع الرسول صلى الله
عليه وسلم قبل مكة فداروا كما هم قبل البيت ' وقبلة / كل شيء ما قابل وجهه ،
واستقبل بيت المقدس بأمر الله - تعالى - ووحيه لقوله تعالى : ! 2 " وما جعلنا
القبلة التي كنت عليها " 2 ! ، أو استقبله برأيه واجتهاده تأليفاً لأهل
الكتاب ، أو أراد [ الله تعالى ] أن يمتحن العرب بصرفهم عن البيت الذي ألفوه للحج
- إلى بيت المقدس .
@ 168 @ ! 2 " لله المشرق والمغرب " 2 ! فحيثما أمر باستقباله فهو له . ^ ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهدآء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً وما جعلنا القبلة التي كنت عليهآ إلاّ لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلاّ على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم ( 143 ) ) ^ # 143 - ! 2 " وسطا " 2 ! خياراً ، رجل واسط الحسب رفيعه قال : % ( هم وسط يرضى الإله بحكمهم % إذا نزلت إحدى الليالي بمعظم ) % أو لتوسطهم بين اليهود والنصارى في الدين ، غلت النصارى في المسيح وترهبوا ، وقصرت اليهود بتبديل الكتاب ، وقتل الأنبياء - صلوات الله تعالى عليهم وسلامه - والكذب على الله تعالى ، أو عدلاً بين الزيادة والنقصان . ! 2 " شهداء على الناس " 2 ! بتبليغ الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم الرسالة ، أو تشهدون على الأمم بتبليغ رسلهم إليهم الرسالة اعتماداً على إخبار الله - تعالى - وهذا مروي عن
@ 169 @ الرسول صلى الله عليه وسلم أو محتجين فعبر عن الاحتجاج بالشهادة . ! 2 " شهيدا " 2 ! لكم بالإيمان فتكون ' على ' بمعنى ' اللام ' ، أو يشهد أنه بلغكم الرسالة . أو محتجاً . ! 2 " لنعلم " 2 ! ليعلم رسولي وحزبي ، والعرب تضيف فعل الأتباع إلى الرئيس والسيد ، فتح عمر - رضي الله تعالى عنه - سواد العراق ، وجبى خراجها أي أتباعه أو لنرى بوضع الرؤية موضع العلم وبالعكس ، أو لنميز أهل اليقين من أهل الشك ، قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - ، أو ليعلموا أننا نعلم . ! 2 " ينقلب على عقبيه " 2 ! لما حولت ارتد جماعة من المسلمين . ! 2 " وإن كانت " 2 ! التولية لكبيرة ، أو القبلة التي هي بيت المقدس ، أو الصلاة إلى بيت المقدس . ! 2 " إيمانكم " 2 ! صلاتكم إلى بيت المقدس ، سماها إيماناً ، لاشتمالها على نية وقول وعمل . نزلت لما سألوا عمن مات وهو يصلي إلى بيت المقدس ^ ( لرءوف ) ^
@ 170 @ الرأفة : أشد الرحمة ، قال أبو عمرو بن العلا : الرأفة أكثر من الرحمة . ^ ( قد نرى تقلب وجهك في السمآء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون ( 144 ) ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل ءاية ما تبعوا قبلتك ومآ أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهوآءهم من بعد ما جآءك من العلم إنك إذاً لمن الظالمين ( 145 ) ) ^ # 144 - ! 2 " تقلب وجهك " 2 ! تحول وجهك نحو السماء ، أو تقلب عينيك في النظر إليها . ! 2 " ترضاها " 2 ! تختارها وتحبها ، لأنها قبلة إبراهيم ، أو كراهة لموافقة اليهود لما قالوا : ' يتبع قبلتنا ويخالفنا في ديننا ' ! 2 " شطر المسجد " 2 ! نحوه ، والشطر في الأضداد ، شطر إلى كذا أقبل نحوه ، وشطر عنه أعرض عنه وبعد ، رجل شاطر ، لأخذه في نحو غير الاستواء . والمسجد الحرام : الكعبة ، أمر بالتوجه إلى حيال الميزاب ، وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما - ' البيت كله قبلة ، وقبلة البيت الباب ' ! 2 " وحيث ما كنتم " 2 ! من الأرض ، واجه الرسول صلى الله عليه وسلم بالأمر الأول وواجه الأمة / بالأمر الثاني ، وكلاهما يعم . ! 2 " أوتوا الكتاب " 2 ! اليهود والنصارى ! 2 " ليعلمون أنه " 2 ! تحويل القبلة إلى الكعبة . # 145 - ! 2 " ولئن اتبعت أهواءهم " 2 ! خوطب به والمراد أمته ، أو بين حكم ذلك لو وقع وإن كان غير واقع . ^ ( الذين ءاتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنآءهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم
@ 171 @ يعلمون ( 146 ) الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ( 147 ) ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعاً إن الله على كل شيء قدير ( 148 ) ) ^ # 146 - ^ ( الذين آتيناهم الكتاب ) ! 2 " اليهود والنصارى " 2 ! ( يعرفونه ) ^ يعرفون التحويل ، أو يعرفون محمداً صلى الله عليه وسلم بالنبوة والرسالة . ^ ( فريقاً ) ^ علماءهم وخواصهم . ^ ( الحق ) ^ استقبال الكعبة ، أو نبوة محمد صلى الله عليه وسلم . # 147 - ^ ( الحق من ربك ) ^ استقبال الكعبة ، لا ما ذكرته اليهود من قبلتهم ^ ( الممترين ) ^ الشاكّين ، خوطب به والمراد أمته ، امترى بكذا : اعترضه اليقين تارة والشك أخرى يدافع أحدهما بالآخر . # 148 - ^ ( ولكل ) ^ أهل ملة ^ ( وجهة ) ^ قبلة ، أو صلاة ^ ( هو موليها ) ^ أي المصلي ، أو الله يوليه إليها ، ويأمره باستقبالها . ^ ( فاستبقوا الخيرات ) ^ سارعوا إلى الأعمال الصالحة ، أو لا تغلبكم اليهود على قبلتكم بقولهم : ' إن اتبعتم قبلتنا اتبعناكم ' . ^ ( يأت بكم ) ^ يوم القيامة جميعاً . ^ ( إن الله على كل شيء قدير ) ^ من إعادتكم بعد الموت والبلى . ^ ( ومن حيث خرجت فوّل وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون ( 149 ) ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون ( 150 ) كمآ أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلوا عليكم ءاياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون ( 151 ) فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون ( 152 ) ) ^
@ 172 @ # 149 - ! 2 " ومن حيث " 2 ! لما حرضت اليهود وقالوا : ' ارجع إلى قبلتك التي كنت عليها نتابعك ، أكد الله - تعالى - الأمر باستقبالها بقوله : ثانياً ! 2 " ومن حيث خرجت " 2 ! ، ثم أكده - ثالثاً - ليخرج من قلوبهم ما أنكروه من التحويل فالأوامر الثلاثة ملزمة للتوجه إلى الكعبة إلا أن الأول : أفاد النسخ ، والثاني : أفاد التحويل إلى الكعبة لا ينسخ بقوله : ! 2 " وإنه للحق من ربك " 2 ! والثالث : أفاد أنه لا حجة لأحد عليهم . # 150 - ! 2 " إلا الذين ظلموا " 2 ! فإنهم يحتجون بحجة باطلة كقوله - تعالى - ! 2 " حجتهم داحضة عند ربهم " 2 ! [ الشورى : 16 ] فسماها حجة ، أو إلا بمعنى ' بعد ' كقوله : ! 2 " إلا الموتة الأولى " 2 ! [ الدخان : 56 ] وكقوله : ! 2 " إلا ما قد سلف " 2 ! [ النساء : 22 ] بمعنى ' بعد فيهما ' ، والذين ظلموا : قريش واليهود ، قالت قريش بعد التحويل : ' قد علم أنا على الهدى ' ، وقالت اليهود : ' إن يرجع عنها تابعناه ' . ! 2 " فلا تخشوهم " 2 ! في المباينة ، ! 2 " واخشوني " 2 ! في المخالفة . # 151 - ! 2 " آياتنا " 2 ! القرآن . ! 2 " ويزكيكم " 2 ! يطهركم من الشرك ، أو يأمركم بما تصيرون به عند الله - تعالى - أزكياء . ! 2 " ويعلمكم الكتاب " 2 ! القرآن ، أو ما في الكتب السالفة من أخبار القرون . ! 2 " والحكمة " 2 ! السنة ، أو مواعظ القرآن . ! 2 " ما لم تكونوا " 2 ! تعلمون من أمر الدين والدنيا . # 152 - ! 2 " فاذكروني " 2 ! بالشكر . ! 2 " أذكركم " 2 ! بالنعمة ، أو ! 2 " اذكروني " 2 ! بالقبول ! 2 " أذكركم " 2 ! بالجزاء . ^ ( يآ أيها الذين ءامنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين ( 153 ) ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحيآء ولكن لا تشعرون ( 154 ) ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين
(
155 ) الذين إذآ أصابتهم مصيبة قالوآ إنا لله وإنآ إليه راجعون ( 156 ) أولئك
عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ( 157 ) )
@ 173 @ # 153 - ! 2 " بالصبر " 2 ! على أوامر الله تعالى ' أو الصوم '
. # 154 - ! 2 " أموات بل أحياء " 2 ! النفوس عند الله - تعالى - منعمو
الأجسام وإن كانت أجسامهم كأجسام الموتى أو ليسوا أمواتاً بالضلال بل أحياء بالهدى
. نزلت لما قالوا في قتلى بدر / وأحد مات فلان وفلان . # 155 - ! 2 " ولنبلونكم
" 2 ! لما دعا عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم بسبع كسبع يوسف - عليه الصلاة
والسلام - أجابه بقوله ! 2 " ولنبلونكم " 2 ! يا أهل مكة . ! 2 "
الخوف " 2 ! الفزع في القتال . ! 2 " والجوع " 2 ! والجدب ، ونقص
الأنفس : بالقتل والموت . # 156 - ^ ( وإذا أصابتهم مصيبة ) ^ في نفس ، أو أهل ،
أو مال . ! 2 " إنا لله " 2 ! ملكه فلا يظلمنا بما يصنع بنا . ! 2
" راجعون " 2 ! بالبعث . # 157 - ! 2 " صلوات " 2 ! يتلو
بعضها بعضا ، والصلاة من الله - تعالى - الرحمة ، ومن الملائكة الاستغفار ، ومن
الناس الدعاء وعطف الرحمة على الصلوات
@ 174 @ لاختلاف اللفظ . ^ ( إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حجّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطّوف بهما ومن تطوّع خيراً فإنّ الله شاكر عليم ( 158 ) ) ^ # 158 - ! 2 " الصفا " 2 ! جمع صفاة ، وهي الحجارة البيض . ! 2 " والمروة " 2 ! حجارة سود ، والأظهر أن الصفا : الحجارة الصلبة التي لا تنبت والمروة : الحجارة الرخوة ، وقد قيل ذكر الصفا باسم إساف ، وأنثت المروة بنائلة . ! 2 " شعائر الله " 2 ! التي جعلها لعبادته معلما ، أو أنه أشعر عباده وأخبرهم بما عليهم من الطواف بهما . ! 2 " حج " 2 ! الحج : القصد ، أو العود مرة بعد أخرى ، لأنهم يأتون البيت قبل عرفة وبعدها للإفاضة ، ثم يرجعون إلى منى ، ثم يعودون إليه لطواف الصّدر ، والعمرة : القصد ، أو الزيارة . ! 2 " فلا جناح عليه أن يطوف بهما " 2 ! لما كانوا يطوفون بينهما في الجاهلية تعظيماً لإساف ونائلة تحرجوا بعد الإسلام أن يضاهوا ما كانوا يفعلونه في الجاهلية فنزلت . وقرأ ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - وابن مسعود - رضي الله تعالى عنه - ^ ( فلا جناح عليه أن لا
@ 175 @ يطوف بهما ) ^ فلذلك أسقط أبو حنيفة - رحمه الله تعالى - السعي ، ولا حجة في ذلك ، لأن ' لا ' صلة مؤكدة ك ^ ( ما منعك أن لا تسجد ) ^ [ الأعراف : 12 ] ^ ( ومن تطوع ) ^ بالسعي بينهما عند من لم يوجبه ، أو من تطوع بالزيادة على الواجب ، أو من تطوع بالحج والعمرة بعد أدائهما . ^ ( إن الذين يكتمون مآ أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيّنّاه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ( 159 ) إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيّنوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم ( 160 ) إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ( 161 ) خالدين فيها لا يخفّف عنهم العذاب ولا هم ينظرون ( 162 ) ) ^ # 159 - ^ ( الذين يكتمون ) ^ رؤساء اليهود : كعب بن الأشرف وابن
@ 176 @ صوريا ، وزيد بن التابوه . ! 2 " البينات " 2 ! الحجج الدالة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم . ! 2 " والهدى " 2 ! الأمر باتباعه ، أو كلاهما واحد يراد بهما ما أبان نبوته وهدى إلى اتباعه . ! 2 " بيناه للناس في الكتاب " 2 ! أي القرآن . ^ ( الللاعنون ) ^ ما في الأرض من جماد وحيوان الاّ الثقلين ، أو المتلاعنان إذا لم يستحق اللعنة واحد منهما رجعت على اليهود ، وإن استحقها أحدهما رجعت عليه ، أو البهائم إذا يبست الأرض قالوا : هذا بمعاصي بني آدم . أو المؤمنون من الثقلين والملائكة فإنهم يلعنون الكفرة . # 160 - ! 2 " تابوا " 2 ! أسلموا . ! 2 " وبينوا " 2 ! نبوة محمد صلى الله عليه وسلم . ! 2 " أتوب عليهم " 2 ! أقبل توبتهم . # 161 - ! 2 " لعنة الله " 2 ! عذابه ، واللعنة من العباد : الطرد . ! 2 " والناس أجمعين " 2 ! أراد به / غالب الناس ، لأن قومهم لا يلعنونهم ، أو أراد يوم القيامة إذ يكفر بعضهم ببعض ، ويلعن بعضهم بعضا . ^ ( وإلهكم إله واحد لآ إله إلاّ هو الرحمان الرحيم ( 163 ) إنّ في خلق السماوات والأرض واختلاف الّيل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس ومآ أنزل الله من السمآء من مآء فأحيا به الأرض بعد موتها وبثّ فيها من كلّ دآبة وتصريف الرياح والسحاب المسخّر بين السمآء والأرض لآيات لقوم يعقلون ( 164 ) ) ^ # 163 - ! 2 " وإلهكم إله واحد " 2 ! لا ثاني له ولا نظير ، أو إله جميع الخلق واحد بخلاف ما فعلته عبدة الأصنام فإنهم جعلوا لكل قوم إلهاً غير إله الآخرين . ! 2 " الرحمن الرحيم " 2 ! رغّبهم بذكر ذلك في طاعته وعبادته . # 164 - ! 2 " إن في خلق السماوات " 2 ! بغير عمد ولا علاّقة ، وشمسها وقمرها
@ 177 @ ونجومها . ! 2 " والأرض " 2 ! بسهلها ، وجبلها ، وبحارها ، وأنهارها ، ومعادنها ، وأشجارها ! 2 " واختلاف الليل والنهار " 2 ! بإقبال أحدهما ، وإدبار الأخر . ! 2 " والفلك " 2 ! باستقلالها وبلوغها إلى مقصدها ، وجمع الفلك ومفردها بلفظ واحد ، ويذكّر ويؤنّث . ! 2 " من ماء " 2 ! مطر يجيء [ غالباً ] عند الحاجة إليه ، وينقطع إذا استغني عنه . ! 2 " فأحيا به الأرض " 2 ! بإنبات أشجارها وزروعها ، أو بإجراء أنهارها وعيونها ، فيحيا بذلك الحيوان الذي عليها . ! 2 " دابة " 2 ! سمي الحيوان بذلك لدبيبه على وجهها ، والآية - بعد القدرة على إنشائها - فيها تباين خلقها ، واختلاف منافعها ، ومعرفتها بمصالحها . ! 2 " وتصريف الرياح " 2 ! جمع ريح أصلها ' أرواح ' . % ( إذا هبت الأرواح من نحو جانب % به آل مي هاج شوقي هبوبها ) % وتصريفها : انتقال الشمال جنوباً ، والصبا دبورا ، أو ما فيها من الضر والنفع ، شريح : ما هاجت ريح قط إلا لسقم صحيح ، أو شفاء سقيم . ! 2 " المسخر " 2 ! المذلل . وآيته ابتداء نشوءه وتلاشيه ، وثبوته بين السماء والأرض ، وسيره إلى حيث أراده منه . ^ ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين ءامنوآ أشدّ
@ 178 @ حباً لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أنّ القوة لله جميعاً وأنّ الله شديد العذاب ( 165 ) إذ تبرّأ الذين اتُّبعوا من الذين اتَّبعوا ورأوا العذاب وتقطَّعت بهم الأسباب ( 166 ) وقال الذين اتَّبعوا لو انَّ لنا كرةٍ فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسراتٍ عليهم وما هم بخارجين من النار ( 167 ) ) ^ # 165 - ^ ( ! 2 " أندادا " 2 ! أمثالاً يراد بها الأصنام . ! 2 " يحبونهم " 2 ! مع عجزهم كحبهم لله مع قدرته . ! 2 " والذين آمنوا أشد حبا لله " 2 ! من حب أهل الأوثان لأوثانهم . # 166 - ! 2 " تبرأ الذين اتبعوا " 2 ! وهم السادة والرؤساء من تابعيهم على الكفر ، أو الذين اتبعوا : الشياطين ، وتابعوهم الإنس ، ورأى التابع والمتبوع العذاب . ! 2 " الأسباب " 2 ! تواصلهم في الدنيا ، أو الأرحام ، أو الحلف الذي كان بينهم في الدنيا ، أو أعمالهم التي عملوها فيها ، أو المنازل التي كانت لهم فيها . # 176 - ! 2 " كرة " 2 ! رجعة إلى الدنيا . ! 2 " أعمالهم " 2 ! التي أحبطها كفرهم ، أو ما انقضت به أعمارهم من المعاصي أن لا يكون مصروفاً إلى الطاعة . الحسرة : شدة الندامة على فائت . ^ ( يآ أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً ولا تَتَّبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدوٌ مبينٌ ( 168 ) إنما يأمركم بالسوء والفحشآء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ( 169 ) ) ^ # 168 - ! 2 " كلوا " 2 ! نزلت في خزاعة وثقيف وبني مدلج لما حرموه من الأنعام والحرث . ! 2 " خطوات " 2 ! جمع خطوة ؛ أعماله ، أو خطاياه ، أو طاعته ، أو النذر في المعاصي . # 169 - ! 2 " بالسوء " 2 ! بالمعاصي لمساءة عاقبتها . ! 2 " والفحشاء " 2 ! الزنا ، أو
@ 179 @ المعاصي ، أو كل ما فيه حد لفحشه / وقبحه . ! 2 " وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون " 2 ! من تحريم ما لم يحرمه ، أو أن له شريكاً . ^ ( وإذا قيل لهم اتَّبعوا مآ أنزل الله قالوا بل نتَّبع مآ ألفينا عليه ءابآءنا أولو كان ءابآؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون ( 170 ) ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلاّ دعآءً وندآءً صمٌ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون ( 171 ) ) ^ # 170 - ! 2 " اتبعوا ما أنزل الله " 2 ! في تحليل ما حرمتموه ! 2 " قالوا بل نتبع " 2 ! آباءنا في تحريمه . # 171 - ! 2 " ومثل الذين كفروا " 2 ! فيما يوعظون به كمثل البهيمة التي تنقع فتسمع الصوت ولا تفهم معناه ، أو مثلهم في دعائهم آلهتهم كمثل راعي البهيمة تسمع صوته ولا تفهمه . ! 2 " صم " 2 ! عن الوعظ . ! 2 " بكم " 2 ! عن الحق . ! 2 " عمي " 2 ! عن الرشد ، والعرب تسمي من سمع ما لم يعمل به أصم ، قال : % ( أصم عما ساءه سميع % ) % ^ ( يآ أيها الذين ءامنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إيّاه تعبدون ( 172 ) إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ومآ أُهل به لغير الله فمن اضطرَّ غير باغٍ ولا عادٍ فلآ إثم عليه إنًّ الله غفور رحيم ( 173 ) ) ^ # 173 - ! 2 " ولحم الخنزير " 2 ! قصر داود بن علي
@ 180 @ التحريم على اللحم ، وعداه الجمهور إلى سائر أجزائه . ! 2 " أهل به " 2 ! سمى الذبح إهلالاً ، لأنهم كانوا يجهرون عليه بأسماء آلهتهم ، فسمي كل ذبح إهلالاً ، كما سمي الإحرام إهلالاً للجهر للتلبية وإن لم يجهر بها ! 2 " لغير الله " 2 ! ذبح لغيره من الأصنام . أو ذكر عليه اسم غيره . ! 2 " أضطر " 2 ! أكره ، أو خاف على نفسه لضرورة دعته إلى أكله قاله الجمهور . ! 2 " غير باغ " 2 ! على الإمام ! 2 " ولا عاد " 2 ! على الناس بقطع الطريق ، أو ! 2 " غير باغ " 2 ! بأكله فوق حاجته . أو بأكله مع وجود غيره ، أو ! 2 " غير باغ " 2 ! بأكله تلذذاً ! 2 " ولا عاد " 2 ! بالشبع ، وأصل
@ 181 @ البغي طلب الفساد ، ومنه البغي للزانية . ^ ( إن الذين يكتمون مآ أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمناً قليلاُ أولئك ما يأكلون في بطونهم إلاّ النار ولا يكلِّمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ( 174 ) أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فمآ أصبرهم على النار ( 175 ) ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاقٍ بعيد ( 176 ) ) ^ # 174 - ! 2 " الذين يكتمون " 2 ! علماء اليهود ، كتموا ما في التوراة من صفة محمد صلى الله عليه وسلم ، ونبوته . ! 2 " ثمنا " 2 ! الرشا التي أخذوها على كتم رسالته ، وتغيير صفته ، وسماه قليلاً ، لانقطاع مدته ، وسوء عاقبته ، أو لقلته في نفسه . ! 2 " إلا النار " 2 ! سمى مأكولهم ناراً ، لأنه سبب عذابهم بالنار ، أو لأنه يصير يوم القيامة في بطونهم ناراً ، فسماه بما يؤول إليه . ! 2 " ولا يكلمهم الله " 2 ! ولا يسمعهم كلامه ، أو لا يرسل إليهم بالتحية مع الملائكة ، أو عبّر بذلك عن غضبه عليهم ، فلان لا يكلم فلاناً إذا غضب عليه ! 2 " ولا يزكيهم " 2 ! لا يثني عليهم ، أو لا يصلح أعمالهم الخبيثة / . # 175 - ! 2 " فما أصبرهم على النار " 2 ! فما أجرأهم عليها ، أو على عمل يؤدي إليها ، أو أي شيء أصبرهم عليها ، أو ما أبقاهم عليها ، ما أصبر فلاناً على الحبس ما أبقاه فيه .
@
182 @ ^ ( ليس البرَّ أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكنًّ البر من ءامن
بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وءاتى المال على حبِّه ذوي القربى
واليتامى والمساكين وابن السبيل والسآئلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وءاتى الزكاة
والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين
صدقوا وأولئك هم المتقون ( 177 ) ) ^ # 177 - ! 2 " ليس البر " 2 !
الصلاة وحدها ، أو خاطب به اليهود والنصارى ، لصلاة اليهود إلى الغرب ، والنصارى
إلى الشرق . ( ولكن البر ) ^ إيمان من آمن ، أو بر من آمن بالله ، فأقر بوحدانيته
^ ( والملائكة ) ^ بما أمروا به من كتب الأعمال . ^ ( والكتاب ) ! 2 " القرآن
" 2 ! ( والنبيين ) ^ فلا يكفر ببعضهم ويؤمن ببعض . ^ ( على حبه ) ^ حب المال
فيكون صحيحاً شحيحاً . ذهب الشعبي والسدي إلى وجوب
@ 183 @ ذلك خارجاً عن الزكاة ، فروى الشعبي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : '
إن في المال حقاً سوى الزكاة وتلا هذه الآية ' ، والجمهور / على أن الآية محمولة
على الزكاة ، أو على التطوع ، وأنه لا حق في المال سوى الزكاة ! 2 " ذوي
القربى " 2 ! إن حمل على الزكاة شرط فيهم الأوصاف المعتبرة في الزكاة وإن حمل
على التطوع فلا . ! 2 " واليتامى " 2 ! كل صغير لا أب له ، وفي اعتبار
فقرهم قولان . ! 2 " والمساكين " 2 ! من عدم قدر الكفاية . وفي اعتبار
إسلامهم قولان . ^ ( وابن
@ 184 @ السبيل ) ^ فقراء المسافرين . ^ ( والسائلين ) ^ الذين ألجأهم الفقر إلى السؤال . ^ ( وفي الرقاب ) ^ المكاتبون أو عبيد يعتقون . ^ ( وأقام الصلاة ) ^ إلى الكعبة بواجباتها في أوقاتها . ^ ( وآتى الزكاة ) ^ لمستحقها . ^ ( بعهدهم ) ^ بنذرهم لله تعالى ، أو العقود التي بينهم وبين الناس . ^ ( البأساء ) ! 2 " الفقر " 2 ! ( والضراء ) ^ السقم . ^ ( وحين البأس ) ^ القتال . وهذه الأوصاف مخصوصة بالأنبياء لتعذرها فيمن سواهم . أو هي عامة في الناس كلهم . ^ ( يآ أيها الذين ءامنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأدآء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمةٌ فمن اعتدى بعد ذلك فله عذابٌ أليم ( 178 ) ولكم في القصاص حياةٌ يآ أولي الألباب لعلَّكم تتقون ( 179 ) ) ^ # 178 - ^ ( كتب ) ^ فرض . % ( يا بنت عمي كتاب الله أخرجني % عنكم فهل أمنعن الله ما فعلا ) % ^ ( القصاص ) ^ مقابلة الفعل بمثله من قص الأثر . نزلت في قبيلة من العرب أعزاء لا يقتلون بالعبد منهم إلا السيد ، وبالمرأة إلا الرجل ، أو في فريقين اقتتلا فقتل منهما جماعة ، فقاصص الرسول صلى الله عليه وسلم دية الرجل بدية الرجل ، ودية
@ 185 @ المرأة بدية المرأة ، ودية العبد بدية العبد ، أو فرض في ابتداء الإسلام قتل الرجل بالرجل ، والمرأة بالمرأة ، ثم نسخ بقوله تعالى : ! 2 " النفس بالنفس " 2 ! [ المائدة : 45 ] قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - ، أو هو أمر بمقاصة دية الجاني من دية المجني عليه ، فإذا قتل الحر عبداً فلسيده القصاص ، ثم يقاصص بقيمة العبد من دية الحر ويدفع إلى ولي الحر باقي ديته ، وإن قتل العبد حراً فقتل به قاصص ولي الحر بقيمة العبد وأخذ باقي دية الحر ، وإن قتل الرجل امرأة فلوليها قتله ويدفع نصف الدية إلى ولي الرجل ، وإن قتلت المرأة رجلاً فقتلت به أخذ ولي الرجل نصف الدية قاله علي - رضي الله تعالى عنه - ! 2 " فاتباع بالمعروف " 2 ! هو أن يطلب الولي الدية بالمعروف ، ويؤديها القاتل بإحسان ^ ( فمن عفى له من أخيه شيء ) ^ أي فضل . إذا قلنا نزلت في فريقين اقتتلا ، وتقاصا ديات القتلى ، فمن بقيت له بقية فليتبعها بمعروف وليؤد من عليه بإحسان ، # وعلى قول علي - رضي الله تعالى عنه - يؤدي الفاضل بعد مقاصصة الديات بمعروف ، فالاتباع بمعروف عائد إلى ولي القتيل ، والأداء بإحسان عائد إلى الجاني ، أو كلاهما عائد إلى الجاني يؤدي الدية بمعروف وإحسان . ! 2 " تخفيف " 2 ! تخير ولي / الدم بين القود والدية والعفو ، ولم يكن ذلك لأحد قبلنا ، كان على أهل التوراة القصاص أو العفو ولا أرش ، وعلى أهل الإنجيل الأرش أو العفو ولا قود . ! 2 " فمن اعتدى " 2 ! فقتل بعد أخذ الدية ! 2 " فله عذاب أليم " 2 ! بالقصاص ، أو يقتله الإمام حتماً ، أو يعاقبه السلطان ، أو باسترجاع الدية منه ولا قود عليه . # 179 - ! 2 " ولكم في القصاص حياة " 2 ! إذا ذكره الظالم كف عن القتل ، أو وجوب القصاص على القاتل وحده حياة له وللمعزوم على قتله فيحييان جميعاً وهذا أعم ! 2 " لعلكم تتقون " 2 ! أن تقتلوا فيقتص منكم .
^
( كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين
@ 186 @ بالمعروف حقاً على المتقين ( 180 ) فمن بدّله بعد ما سمعه فإنمآ إثمه على
الذين يبدّلونه إن الله سميعٌ عليم ( 181 ) فمن خاف من موص جنفاً أو إثماً فأصلح
بينهم فلآ إثم عليه إن الله غفورٌ رحيم ( 182 ) ) ^ # 180 - ^ ( خيراً ) ^ مالاً
اتفاقاً ها هنا ، قال مجاهد : ' الخير المال في جميع القرآن ^ ( إنه لحب الخير ) ^
[ العاديات : 8 ] ^ ( أحببت حب الخير ) ^ [ ص : 32 ] ^ ( إن علمتم فيهم خيراً ) ^
[ النور : 33 ] أراد المال في ذلك ^ ( إني أراكم بخير ) ^ [ هود : 84 ] بغنى ومال
' . كانت الوصية للوالدين والأقربين واجبة قبل نزول المواريث ، فلما نزلت المواريث
نسخ وجوبها عند الجمهور ، أو نسخ منها الوصية لكل وارث وبقي الوجوب فيمن لا يرث من
الأقارب . والمال الذي يجب عليه أو أن يوصي منه ألف درهم ، أو من ألف إلى خمسمائة
، أو يجب في كل قليل وكثير ، فلو أوصى بثلثه لغير قرابته رد الثلث على قرابته ، أو
يرد ثلث الثلث على القرابة وثلثا الثلث للموصى له ، أو ثلثاه للقرابة وثلثه للموصى
له . ^ ( على المتقين ) ^ التقوى في أن يقدم الأحوج فالأحوج من أقاربه .
@ 187 @ # 181 - ! 2 " فمن بدله " 2 ! غيّر الوصية بعد ما سمعها . إنما ذكّر ، لأن الوصية قول . # 182 - ! 2 " جنفا أو إثما " 2 ! الجنف الخطأ ، والإثم : العمد ، أو الجنف : الميل ، والإثم : أثرة بعضهم على بعض ، أصل الجنف الجور والعدول عن الحق ! 2 " فمن خاف من موص " 2 ! فمن حضر موصياً يجور في وصيته خطأ أو عمداً فأصلح بينه وبين ورثته بإرشاده إلى الحق فلا إثم عليه ، أو خاف الوصي جنف الموصي فأصلح بين ورثته وبين الموصى له برد الوصية إلى العدل ، أو من خاف من جنف الموصي على ورثته بإعطاء بعض ومنع بعض في مرض موته فأصلح بين ورثته ، او من خاف جنفه فيما أوصى به لآبائه وأقاربه على بعضهم لبعض فأصلح بين الآباء والقرابة ، أو من خاف جنفه في وصيته لغير وارثه بما يرجع نفعه إلى وارثه فأصلح بين ورثته فلا إثم . ^ ( يآ أيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ( 183 ) أيّاماً معدودات فمن كان منكم مريضاً أو على سفرٍ فعدَّةٌ من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فديةٌ طعام مسكين فمن تطوّع خيراً فهو خيرٌ له وأن تصوموا خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون ( 184 ) ) ^ # 183 - ! 2 " الصيام " 2 ! الصوم عن كل شيء الإمساك عنه ، ويقال عند الظهيرة صام النهار ، لإبطاء سير الشمس حتى كأنها أمسكت عنه . ! 2 " كما كتب " 2 ! شبه صومنا بصومهم في حكمه وصفته دون قدره ، كانوا يصومون من العتمة إلى
@ 188 @ العتمة ولا يأكلون بعد النوم شيئاً ، وكذا / كان في الإسلام حتى نسخ ، أو في شبه عدده ، فرض على النصارى شهر مثلنا فربما وقع في القيظ فأخروه إلى الربيع وكفروه بعشرين يوماً زائدة ، أو شبه بعدد صوم اليهود ثلاثة ايام من كل شهر وعاشوراء ، فصامهن الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة سبعة عشر شهراً ثم نسخن برمضان . ! 2 " الذين من قبلكم " 2 ! جميع الناس ، أو اليهود ، أو أهل الكتاب . ! 2 " لعلكم تتقون " 2 ! محظورات الصوم ، أو الصوم سبب التقوى لكسره الشهوات . # 184 - ! 2 " أياما معدودات " 2 ! هي شهر رمضان عند الجمهور ، أو الأيام البيض عند ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - ثم نسخت برمضان ، وهي الثاني عشر وما يليه ، أو الثالث عشر وما يليه على الأظهر . ! 2 " فعدة من أيام أخر " 2 ! يجب القضاء عند داود على المسافر والمريض سواء صاما أو أفطرا ، وعند الجمهور لا يجب القضاء إلا على من أفطر . ! 2 " يطيقونه " 2 ! كانوا مخيرين بين الصوم والفطر مع الإطعام بدلاً من الصوم ، ثم نسخ بقوله تعالى ! 2 " فمن شهد منكم الشهر " 2 ! ، أو بقوله تعالى ! 2 " وأن تصوموا خير لكم " 2 ! أو وعلى الذين كانوا يطيقونه شباباً ثم عجزوا بالكبر أن يفطروا ويفتدوا ، وقرأ ابن عباس - رضي الله
@ 189 @ تعالى عنهما - ^ ( يطوقونه ) ^ يكلفونه فلا يقدرون عليه كالشيخ والشيخة والحامل والمرضع - الفدية ولا قضاء عليهم لعجزهم . ! 2 " فمن تطوع خيرا " 2 ! بالصوم مع الفدية ، أو بالزيادة على مسكين واحد . ^ ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدَّةٌ من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ( 185 ) ) ^ # 185 - ! 2 " شهر رمضان " 2 ! الشهر من الشهرة ، شهر سيفه أخرجه . ! 2 " رمضان " 2 ! قيل أخذ من الرمضاء لما كان يوجد فيه من الحر حتى يرمض الفصال ، وكره مجاهد أن يقال ' رمضان ' ، قائلاً لعله من أسماء الله - تعالى - ^ ( أنزل فيه
@ 190 @ القرآن ) ^ في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ، ثم نزل منجما بعد ذلك ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم ' نزلت صحف إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - أول ليلة من رمضان ، والتوراة لست مضين منه والإنجيل لتسع عشرة خلت منه ، والفرقان لأربع وعشرين منه ' أو ^ ( أنزل فيه ) ^ في فرض صومه . ^ ( هدى للناس ) ^ رشاداً . ^ ( وبينات من الهدى ) ^ بينات من الحلال والحرام ، وفرقان بين الحق والباطل . ^ ( فمن شهد ) ^ أول الشهر مقيماً لزمه صومه وليس له أن يفطر في بقيته ، أو فمن شهده مقيماً فليصم ما شهد منه دون ما لم يشهده إلا في السفر ، او فمن شهده / عاقلاً مكلفاً فليصمه ولا يسقط صوم بقيته بالجنون . ^ ( مريضاً ) ^ مرضاً لا يطيق الصلاة معه قائماً ، أو ما يقع عليه اسم المرض ، أو ما يزيد بسبب الصوم زيادة غير متحملة ^ ( أو على سفر ) ^ يبلغ يوماً وليلة ، أو ثلاثة أيام ، أو ما يقع عليه الاسم ، والفطر مباح عند الجمهور ، وواجب عند ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ، وقال : ' اليسر الإفطار في السفر ، والعسر الصوم
@ 191 @ فيه ' ! 2 " ولتكملوا " 2 ! عدة ما أفطرتم منه بالقضاء من غيره . ! 2 " ولتكبروا الله " 2 ! تكبير الفطر حين يهل شوال . ! 2 " على ما هداكم " 2 ! من صوم الشهر . ^ ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريبٌ أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلّهم يرشدون ( 186 ) ) ^ # 186 - ! 2 " وإذا سألك عبادي " 2 ! قيل للرسول صلى الله عليه وسلم : ' أقريب ربنا فنناجيه ، أم بعيد فنناديه ' أو سئل عن أي ساعة يدعون فيها ، أو سئل كيف ندعوا ، أو قال قوم : لما نزل : ! 2 " ادعوني أستجب لكم " 2 ! [ غافر : 60 ] إلى أين ندعوا فنزلت . ! 2 " قريب " 2 ! الإجابة ، أو من سماع الدعاء . ^ ( أجيب دعوة الداعي ) ^ أسمع فعبر عن السماع بالإجابة ، أو أجيبه إلى ما سأل إذا كان مصلحة مستكملاً لشروط الطلب ، وتجب إجابته كثواب الأعمال ، فالدعاء عبادة ثوابها الإجابة ، أو لا تجب . وإن قصر في شروط الطلب فلا تجب إجابته وفي جوازها قولان ، وإن كان سؤاله مفسدة لم تجز إجابته . ! 2 " فليستجيبوا " 2 ! فليجيبوني ، أو الاستجابة
@ 192 @ طلب الموافقة للإجابة ، أو فليستجيبوا لي بالطاعة ، أو فليدعوني . ^ ( أحلَّ لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسآئكم هن لباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالئان باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الّيل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله ءاياته للناس لعلهم يتقون ( 187 ) ) ^ # 187 - ! 2 " الرفث " 2 ! من فاحش القول ، % ( عن اللغا ورفث التكلم % ) % عبر به عن الجماع اتفاقاً لأن ذكره في غير موضعه فحش . ! 2 " هن لباس لكم " 2 ! بمنزلة اللباس لإفضاء كل واحد منهما ببشرته إلى صاحبه ، أو لاستتار أحدهما بالآخر ، أو سكن ! 2 " الليل لباسا " 2 ! [ النبأ : 10 ] سكناً . ! 2 " تختانون أنفسكم " 2 ! بالجماع والأكل والشرب ، أبيحا قبل النوم وحرما بعده . فطلب عمر زوجته فقالت : قد نمت فظنها تعتل فواقعها ، وجاء قيس بن صرمة من عمله في أرضه فطلب الأكل فقالت زوجته نسخن لك شيئاً فغلبته عيناه ، ثم قدمت إليه الطعام فامتنع ، فلما أصبح لاقى جهداً وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بما جرى لهما فنزلت . . . . ! 2 " فتاب عليكم " 2 ! لما كان في مخالفتكم . ! 2 " وعفا " 2 ! عن ذنوبكم ، أو عن تحريم ذلك بعد النوم . ! 2 " باشروهن " 2 ! جامعوهن . ! 2 " ما كتب الله لكم " 2 !
@
193 @ الولد ، أو ليلة القدر ، أو ما رخص فيه . ! 2 " الخيط الأبيض " 2
! قال علي - رضي الله تعالى عنه - : ' الخيط الأبيض الشمس ' . قال حذيفة ' كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يتسحر وأنا أرى مواقع النبل . فقيل لحذيفة بعد الصبح
فقال : هو الصبح إلا أنه لم تطلع / الشمس ' والإجماع على خلاف هذا ، أو الأبيض
الفجر الثاني والأسود سواد الليل قبل الفجر الثاني ، كان عدي يراعي خيطاً
@ 194 @ أبيض وخيطاً أسود جعلهما تحت وسادته فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك
فقال : ' إنك لعريض الوساد ، إنما هو بياض النهار وسواد الليل ، أو كان بعضهم يربط
في رجليه خيطاً أبيض وخيطاً أسود ولا يزال يأكل حتى يتبينا له فأنزل الله عز وجل !
2 " من الفجر " 2 ! ، فعلموا أنه إنما يعني الليل والنهار ' ! 2 "
الفجر " 2 ! لانبعاث ضوئه : من فجر الماء يفجر فجراً : انبعث وجرى ! 2 "
تباشروهن " 2 ! بالقبل واللمس ، أو بالجماع عند الأكثرين . ^ ( ولا تأكلوآ
اموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بهآ إلى الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس
بالإثم وأنتم تعلمون ( 188 ) ) ^ # 188 - ! 2 " بالباطل " 2 ! بالغصب
والظلم ، أو القمار والملاهي . ! 2 " وتدلوا " 2 ! تصيروا ، أدليت الدلو
أرسلته . ! 2 " أموالكم " 2 ! أموال اليتامى ، أو الأمانات والحقوق
@ 195 @ التي إذا جحدها قبل قوله فيها . ^ ( يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البرّ بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البرّ من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون ( 189 ) ) ^ # 189 - ! 2 " الأهلة " 2 ! من الاستهلال برفع الصوت عند رؤيته . ' وهو هلال إلى ليلتين ، أو إلى ثلاث ، أو إلى أن يحجر بخطة دقيقة ، أو إلى أن يبهر ضوءه سواد الليل فيسمى حينئذ قمراً ' . ! 2 " مواقيت " 2 ! مقادير لأوقات الديون ، والحج . ! 2 " تأتوا البيوت من ظهورها " 2 ! كنى به عن إتيان النساء في أدبارهن ، لأن المرأة يأوى إليها كما يأوى إلى البيت ، أو هو مثل لإتيان البيوت من وجهها ولا يأتونها من غير وجهها ، أو كانوا إذا أحرموا لم يدخلوا حائطاً من بابه فدخل الرسول صلى الله عليه وسلم دار رفاعة الأنصاري فجاء فتسور الحائط على الرسول صلى الله عليه وسلم فلما خرج الرسول صلى الله عليه وسلم من الباب خرج معه رفاعة ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : # ' ما حملك على هذا ' فقال : ' رأيتك خرجت منه ' ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :
@ 196 @ # ' إني رجل أحمس ' فقال رفاعة : ' إن تكن رجلاً أحمس فإن ديننا واحد فنزلت . . . . ' ، وقريش يسمون الحمس لتحمسهم في دينهم ، والحماسة : الشدة . ^ ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ( 190 ) واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزآء الكافرين ( 191 ) فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم ( 192 ) وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلاّ على الظالمين ( 193 ) ) ^ # 190 - ! 2 " الذين يقاتلونكم " 2 ! هذه أول آية نزلت بالمدينة في قتال من قاتل خاصة ! 2 " ولا تعتدوا " 2 ! بقتال من لم يقاتل . ثم نسخت ب ! 2 " براءة " 2 ! أو نزلت في قتال المشركين كافة ! 2 " ولا تعتدوا " 2 ! بقتل النساء والصبيان ، أو لا تعتدوا بالقتال على غير الدين . # 191 - ! 2 " ثقفتموهم " 2 ! ظفرتم بهم . ! 2 " والفتنة " 2 ! الكفر ها هنا اتفاقاً لأنه يؤدي إلى الهلاك كالفتنة . ! 2 " ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام " 2 ! نهوا عن قتال
@ 197 @ أهل الحرم إلا أن يبدءوا بالقتال ثم نسخ بقوله تعالى : ! 2 " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة " 2 ! [ 193 ] ، أو هي محكمة فلا يقاتل أهل الحرم ما لم يبدءوا بالقتال . ^ ( الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين ( 194 ) ) ^ # 194 - ! 2 " الشهر الحرام بالشهر الحرام " 2 ! لما / اعتمر الرسول صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة فصد ، فصالح على القضاء في العام المقبل ، فقضى في ذي القعدة نزل ! 2 " الشهر الحرام " 2 ! وهو ذي القعدة المقضي فيه ! 2 " بالشهر الحرام " 2 ! المصدود فيه ، أخذ ذو القعدة من قعودهم عن القتال فيه لحرمته . ! 2 " والحرمات قصاص " 2 ! لما فخرت قريش على الرسول صلى الله عليه وسلم حين صدته اقتص الله - تعالى - له ، أو نزلت لما قال المشركون : ' أنهيت عن قتالنا في الشهر الحرام ، فقال : نعم . فأرادوا قتاله في الشهر الحرام فقيل له : إن قاتلوك في الشهر الحرام فاستحل منهم ما استحلوا منك . ^ ( وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين # 195 - ^ ( سبيل الله ) ^ الجهاد . ^ ( ولا تلقوا بأيديكم ) ^ الباء زائدة ، أو غير
@ 198 @ زائدة أي لا تلقوا أنفسكم بأيديكم . ! 2 " التهلكة " 2 ! الهلاك لا تتركوا النفقة في الجهاد فتهلكوا بالإثم ، أو لا تخرجوا بغير زاد فتهلكوا بالضعف ، أو لا تيأسوا من المغفرة عن المعصية فلا تتوبوا ، ولا تتركوا الجهاد فتهلكوا ، أو لا تقتحموا القتال من غير نكاية في العدو ، أو هو عام محمول على ذلك كله . ! 2 " وأحسنوا " 2 ! الظن بالقدر ، أو بأداء الفرائض أو عودوا بالإحسان على المعدم . ^ ( وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك فإذآ أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب ( 196 ) ) ^ # 196 - ! 2 " وأتموا الحج والعمرة " 2 ! أتموا كل واحد منهما بمناسكه وسننه ، أو الإحرام بهما إفراد من دويرة الأهل ، أو أن يخرج من دويرة أهله لأجلهما لا يريد غيرهما من كسب ولا تجارة ، أو إتمامهما واجب بالدخول فيهما ، أو إتمام العمرة الإحرام بها في غير أشهر الحج ، وإتمام الحج الإتيان بمناسكه بحيث لا يلزمه دم جبران نقص . ! 2 " أحصرتم " 2 ! بالعدو دون المرض ، أو كل حابس من عدو أو مرض أو عذر ! 2 " فما استيسر " 2 ! بدنة صغيرة أو كبيرة ، أو هو شاة عند الأكثرين . ! 2 " الهدى " 2 ! من الهدية ، أو من هديته إذا سقته إلى الرشاد . ! 2 " محله " 2 ! محل الحصر حيث أحصر من حل أو حرم ، أو الحرم ، أو مَحِله : تحلله بأداء نسكه ، فليس لأحد بعد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتحلل من إحرامه فإن كان إحرامه عمرة لم يفت ، وإن كان حجاً ففاته قضاه بالفوات بعد تحلله منه . ! 2 " صيام أو صدقة " 2 !
@ 199 @ صيام ثلاثة أيام ، صدقة : إطعام ستة مساكين ، أو صيام عشرة أيام ، والصدقة إطعام عشرة ، والنسك شاة . ! 2 " آمنتم " 2 ! من الخوف ، أو المرض . ! 2 " تمتع " 2 ! بفسخ الحج ، أو فعل العمرة في أشهر الحج ثم حج في عامه ، أو إذا تحلل الحاج بالإحصار ثم عاد إلى بلده متمتعاً ثم قضى الحج من قابل فقد صار متمتعاً بإحلاله بين الإحرامين . ! 2 " فما استيسر من الهدي " 2 ! شاة أو بدنة . ! 2 " ثلاثة أيام في الحج " 2 ! بعد الإحرام به وقبل يوم النحر ، أو في أيام التشريق . ولا يجوز تقديمها على الإحرام بالحج / أو يجوز في عشر ذي الحجة ولا يجوز قبله ، أو يجوز في أشهر الحج ولا يجوز قبلها . ! 2 " رجعتم " 2 ! من حجكم ، أو إلى أهلكم في أمصاركم . ! 2 " كاملة " 2 ! تأكيد ، أو كاملة من الهدي ، أو كملت أجره كمن أقام على الإحرام فلم يتحلل منه ولم يتمتع ، أو هو خبر بمعنى الأمر أي أكملوا صيامها . ! 2 " حاضري المسجد الحرام " 2 ! أهل الحرم ، أو من بين مكة والمواقيت ، أو أهل الحرم ومن قرب منه كأهل عرنة وعرفة والرجيع ، أو من كان على مسافة لا تقصر فيها الصلاة . ^ ( الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خيرٍ يعلمه الله وتزوّدوا فإن خير الزّاد التقوى واتقون يآ أولي الألباب ( 197 ) ) ^ # 197 - ! 2 " الحج أشهر معلومات " 2 ! شوال وذو القعدة وذو الحجة ، أو شوال وذو القعدة وعشرة أيام من ذي الحجة ، أو شوال وذو القعدة وعشر ليالي من ذي الحجة إلى طلوع الفجر يوم النحر . ! 2 " فرض " 2 ! أحرم ، أو أهلَّ بالتلبية . ! 2 " رفث " 2 ! الجماع ، أو الجماع والتعرض له بمواعدة ومداعبة أو الإفحاش بالكلام كقوله : ' إذا حللت فعلت بكِ كذا من غير كناية ' . ! 2 " ولا فسوق " 2 ! منهيات الإحرام ، أو السباب ، أو الذبح للأصنام ، أو التنابز بالألقاب أو
المعاصي
كلها . ! 2 " ولا جدال " 2 ! السباب ، أو المراء والاختلاف أيهم أتم حجا
، أو أن يجادل
@ 200 @ صاحبه حتى يغضبه ، أو اختلاف كان يقع بينهم في اليوم الذي يكون فيه حجهم ،
أو اختلافهم في موافق الحج أيهم أصاب موقف إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، أو لا
جدال في وقته لاستقراره وبطلان النسيء الذي كانوا ينسونه فربما حجوا في صفر أو ذي
القعدة . ! 2 " وتزودوا " 2 ! الأعمال الصالحة ، أو نزلت في قوم من أهل
اليمن كانوا يحجون بغير زاد ، ويقولون نحن المتوكلون ، فنزل ! 2 " وتزودوا
" 2 ! الطعام فإن خيراً منه التقوى . ^ ( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من
ربكم فإذآ أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن
كنتم من قبله لمن الضآلين ( 198 ) ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن
الله غفور رحيم ( 199 ) ) ^ # 198 - ! 2 " فضلا " 2 ! كانت ذو المجاز
وعكاظ متجراً في الجاهلية فلما جاء الإسلام تركوا ذلك حتى نزلت ! 2 " ليس
عليكم جناح " 2 ! . ! 2 " أفضتم " 2 ! أسرعتم ، أو رجعتم من حيث
بدأتم . ! 2 " عرفات " 2 ! جمع عرفة ، أو اسم واحد وإن كان بلفظ
@ 201 @ جمع ، قاله الزجاج سميت به ، لأن آدم - عليه الصلاة والسلام - عرف بها حواء بعد هبوطهما ، أو عرفها عند رؤيتها إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - لما تقدم له من وصفها ، أو لتعريف جبريل - عليه الصلاة والسلام - الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - مناسكهم ، أو لعلو الناس على جبالها ، لأن ما علا عرفة وعرفات ، ومنه عرف الديك . ! 2 " المشعر الحرام " 2 ! سمي به لأن الدعاء فيه والمقام من معالم الحج . # 199 - ! 2 " أفاض الناس " 2 ! إبراهيم عليه الصلاة والسلام - عبر عن الواحد بلفظ الجمع ، كقوله ! 2 " الذين قال لهم الناس " 2 ! [ آل عمران : 173 ] يعني نعيم بن مسعود ، أو أمر قريشا أن يفيضوا / من حيث أفاض الناس وهم العرب - كانوا يقفون بعرفة ، لأن قريشاً كانوا يقفون بمزدلفة ، ويقولون نحن أهل الحرم فلا نخرج منه فنزلت ! 2 " واستغفروا الله " 2 ! من ذنوبكم ، أو من مخالفتكم في الوقوف والإفاضة .
@ 202 @ ^ ( فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم ءابآءكم أو أشد ذكراً فمن الناس من يقول ربنآ ءاتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق ( 200 ) ومنهم من يقول ربنآ ءاتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار ( 201 ) أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب ( 203 ) ) ^ # 200 - ! 2 " مناسككم " 2 ! الذبائح ، أو ما أمرتم به في الحج ، والمناسك المتعبدات . ! 2 " فاذكروا الله " 2 ! بالتكبير أيام منى ، أو بجميع ما سن من الأدعية بمواطن الحج كلها . ! 2 " كذكركم آباءكم " 2 ! كانوا إذا فرغوا من الحج جلسوا بمنى وافتخروا بمناقب آباءهم فنزلت ، أو كذكر : الصغير لأبيه إذا قال : يا بابا ، أو كان أحدهم يقول : اللهم إن أبي كان عظيم الجفنة عظيم القبة كثير المال فأعطني مثل ما أعطيته فلا يذكر غير أبيه . # 201 - ! 2 " حسنة " 2 ! العافية في الدنيا والآخرة ، أو نعيمهما قاله : الأكثر ، أو المال في الدنيا والجنة في الآخرة ، أو العلم والعمل في الدنيا والجنة في الآخرة . ^ ( واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجَّل في يومين فلآ إثم عليه ومن تأخَّر فلآ إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموآ أنكم إليه تحشرون ( 203 ) ) ^ # 203 - ! 2 " معدودات " 2 ! أيام منى إجماعاً وإن شرك بعضهم بين بعضا وبين الأيام المعلومات . ! 2 " تعجل في يومين " 2 ! النَّفر الأول . ! 2 " ومن تأخر " 2 ! النَّفر الثاني . ! 2 " فلا إثم عليه " 2 ! في تعجله ولا تأخره ، أو يغفر لكل واحد منهما ، أو لا إثم عليه إن اتقى فيما بقي من عمره ، أو لا إثم عليه إن اتقى قتل الصيد في الثالث من أيام التشريق ، أو إن اتقى ما نهي عنه غفر له ما تقدم من ذنبه .
@ 203 @ ! 2 " واذكروا الله " 2 ! بالتكبير في الأيام المعدودات من صلاة الصبح يوم عرفة إلى صلاة العصر آخر أيام التشريق ، أو من الفجر يوم عرفة إلى العصر يوم النحر ، أو من الظهر يوم النحر إلى بعد العصر آخر أيام التشريق ، أو بعد صلاة الصبح من آخر التشريق . ^ ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألدُّ الخصام ( 204 ) وإذا تولَّى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ( 205 ) وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد ( 206 ) ومن الناس من يشري نفسه ابتغآء مرضات الله والله رءوف بالعباد ( 207 ) ) ^ # 204 - ! 2 " يعجبك قوله " 2 ! من الجميل والخير ، أو من حب الرسول صلى الله عليه وسلم والرغبة في دينه . ! 2 " ويشهد الله على ما في قلبه " 2 ! يقول اللهم اشهد عليَّ به ، أو في قلبه ما يشهد الله أنه بخلافه ، أو يستشهد الله على صحة ما في قلبه والله يعلم أنه بخلافة . ! 2 " الد " 2 ! الألد : الشديد الخصومة . ! 2 " الخصام " 2 ! مصدر ، أو جمع خصيم أي ذو جدال ، أو كذاب ، أو شديد القسوة في المعصية ، أو غير مستقيم الخصومة . نزلت في الأخنس بن شريق ، أو هي صفة للمنافقين .
@ 204 @ # 205 - ! 2 " تولي " 2 ! تصرف ، أو غضب . ! 2 " ليفسد فيها " 2 ! بالكفر ، أو الظلم . ! 2 " ويهلك الحرث والنسل " 2 ! بالقتل والسبي ، أو بالإضلال المفضي إلى القتل والسبي . # 206 - ! 2 " أخذته العزة " 2 ! دعته إلى فعل الإثم ، أو يعز نفسه أن يقولها للإثم المانع منها . # 207 - ! 2 " يشري " 2 ! يبتع ، نزلت فيمن أمر بمعروف ونهى عن منكر فقتل أو في صهيب اشترى نفسه من المشركين بجميع ماله ولحق بالمسلمين ، وقال / الحسن : العمل الذي باع به نفسه الجهاد . ^ ( يآ أيها الذين ءامنوا ادخلوا في السلم كآفة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدوٌ مبين ( 208 ) فإن زللتم من بعد ما جآءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيزٌ حكيم ( 209 ) هل ينظرون إلآ أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملآئكة وقضى الأمر وإلى الله ترجع الأمور ( 210 ) ) ^ .
@ 205 @ # 208 - ! 2 " السلم " 2 ! والسَّلم واحد أو بالكسر الإسلام ، وبالفتح المسالمة . ادخلوا في الإسلام ، أو الطاعة . ! 2 " كافة " 2 ! عائد إلى الطاعة ، أو إلى تأكد الداخل فيها . ! 2 " مبين " 2 ! أبان عدواته بامتناعه من السجود ، أو بقوله ! 2 " لأحتنكن ذريته " 2 ! [ الإسراء : 62 ] أمر بها المسلمون أن يدخلوا في شرائع الإسلام كلها ، أو في أهل الكتاب آمنوا بمن سلف من الأنبياء ، فأمروا بالدخول في الإسلام ، أو نزلت في ابن سلام وجماعة من اليهود لما قالوا للرسول صلى الله عليه وسلم ' السبت يوم كنا نعظمه ونسيت فيه ، والتوراة كتاب الله - تعالى - فدعنا فلنقم بها بالليل ' . # 209 - ! 2 " زللتم " 2 ! عصيتم أو كفرتم ، أو ضللتم . ! 2 " البينات " 2 ! القرآن أو الحجج ، أو محمد صلى الله عليه وسلم ، أو الإسلام . # 210 - ! 2 " في ظلل " 2 ! بظلل ، أو أمر الله تعالى في ظلل . ^ ( سل بني إسرآءيل كم ءاتيناهم من ءاية بينة ومن يبدِّل نعمة الله من بعد ما جآءته فإنَّ الله شديد العقاب ( 211 ) زيِّن للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين ءامنوا والذين
@ 206 @ اتقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشآء بغير حساب ( 212 ) ) ^ # 211 - ^ ( سل بني إسرائيل ) ^ توبيخاً لهم ، أراد علماءهم ، أو أنبياءهم ، أو جميعهم . ^ ( آية بينة ) ^ فلق البحر ، وتظليل الغمام وغيرهما . ^ ( نعمة الله ) ^ العلم / برسوله صلى الله عليه وسلم . # 212 - ^ ( زين للذين كفروا الحياة الدنيا ) ^ زينها الله بخلق الشهوات فيها ، أو زينها الشيطان ، أو المغوي من الثقلين . ^ ( ويسخرون ) ^ من ضعفاء المسلمين ، يوهمونهم أنهم على حق ، والمراد بذلك علماء اليهود ، أو مشركو العرب . ^ ( والذين اتقوا ) ^ فوق الكفار . ^ ( بغير حساب ) ^ عبر بذلك عن سعة ملكه الذي لا يفنيه عطاء ولا يقدر بحساب ، أو هو دائم لا يفنى ، أو رزق الدنيا بغير حساب لأنه يعم المؤمن والكافر ، ولا يعطى المؤمن على قدر إيمانه ، أو رزق المؤمن في الآخرة لا يحاسب عليه ، أو التفضل بغير حساب ، والجزاء بالحساب ، أو كفايتهم بغير حساب ولا تضييق . ^ ( كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوافيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جآءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين ءامنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشآء إلى صراط مستقيم ( 213 ) أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأسآء والضرآء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين ءامنوا معه متى نصر الله ألآ إن نصر الله قريب ( 214 ) ) ^ # 213 - ^ ( أمة واحدة ) ^ على الكفر ، أو على الحق ، أو آدم - عليه الصلاة والسلام - كان إمام ذريته فبعث الله - تعالى - النبيين في ولده . أو يوم الذر لما خرجوا من صلب آدم أقروا بالعبودية ثم اختلفوا ، وهم عشرة قرون كانوا بين آدم ونوح على الحق ثم اختلفوا .
@ 207 @ ^ ( يسألونك ماذا ينفقون قل مآ أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خيرٍ فإن الله به عليم ( 215 ) ) ^ # 215 - ! 2 " ماذا ينفقون " 2 ! سألوا عن أموالهم أين يضعونها فنزلت أو نزلت في إيجاب نفقة الأهل والصدقة ثم نسخت بالزكاة . ^ ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ( 216 ) ) ^ # 216 - ! 2 " كتب عليكم القتال " 2 ! أراد به الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - خاصة ، أو الناس عامة إلى حصول الكفاية ، أو هو فرض متعين على كل مسلم أبداً ، قاله ابن المسيب . ! 2 " كره لكم " 2 ! الكره : إدخال المشقة على النفس من غير إكراه أحد ، والكره : إدخال المشقة بإكراه غيره ، كره : ذو كره ، أو مكروه لكم فأقام المصدر مقامه . مكروه قبل الأمر به وأما بعده فلا ، أو كره / في الطباع قبل الأمر وبعده . ! 2 " وعسى " 2 ! بمعنى ' قد ' ، أو طمع المشفق مع دخول الشك ، ! 2 " وعسى أن تكرهوا شيئا " 2 ! من القتال ، ! 2 " وهو خير لكم " 2 ! بالظفر والغنيمة والأجر والثواب ، ! 2 " وعسى أن تحبوا شيئا " 2 ! من [ ترك ] القتال ، ! 2 " وهو شر لكم " 2 ! بظهور عدوكم ، ونقصان أجوركم ، ! 2 " والله يعلم " 2 ! مصلحتكم ، ! 2 " وأنتم لا تعلمون " 2 ! .
@
208 @ ^ ( يسألونك عن الشهر الحرام قتالٍ فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله
وكفرٌ به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا
يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت
وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها
خالدون ( 217 ) إن الذين ءامنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون
رحمت الله والله غفور رحيم ( 218 ) ) ^ # 217 - ! 2 " يسألونك عن الشهر
الحرام " 2 ! خرج عبد الله بن جحش بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم في سبعة
نفر فلقوا ابن الحضرمي في عير فقتل ابن الحضرمي وأسروا آخر ، وغنموا العير ، وذلك
أول ليلة من رجب ، فلامه الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون فنزلت فسأله المشركون
عن ذلك ليعيروه ويستحلوا قتاله فيه ، قاله الأكثرون . أو سأله المسلمون ليعرفوا
حكمه ، سألوا عن القتال في الشهر
@ 209 @ الحرام ، فأخبرهم أن الصد عن سبيله وإخراج أهل الحرم والفتنة أكبر من
القتل في الشهر ، أو سألوا عن القتل في الحرم والشهر الحرام فأخبرهم بأن الصد
والإخراج والفتنة أكبر من القتل في الحرم والشهر الحرام . وتحريم ذلك محكم عند
عطاء ، منسوخ على الأصح ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم غزا هوازن وثقيفاً ،
وأرسل أبا عامر إلى أوطاس في بعض الأشهر الحرم ، وبايع على قتال قريش بيعة الرضوان
في ذي القعدة . ! 2 " حبطت " 2 ! أصل الحبوط : الفساد ، فإذا بطل العمل
قيل حبط لفساده .
@ 210 @ # 218 - ! 2 " إن الذين آمنوا " 2 ! قال قوم من المسلمين في سرية ابن جحش : ' إن لم يكونوا أصابوا وزراً فليس لهم في سفرهم أجر ' ، فنزلت ! 2 " هاجروا " 2 ! دورهم كراهة المقام مع المشركين . ! 2 " وجاهدوا " 2 ! جهد فلاناً كذا : إذا أكربه وشق عليه ! 2 " سبيل الله " 2 ! طريقه وهي دينه . ! 2 " يرجون رحمة الله " 2 ! إنما رجوها لأنهم لا يدرون الخواتيم ، أو لأنهم لم يتيقنوا آداء كل ما وجب عليهم . ^ ( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهمآ إثم كبير ومنافع للناس وإثمهمآ أكبر من نفعهما ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون ( 219 ) في الدنيا والآخرة ويسألونك عن اليتامى قل إصلاحٌ لهم خيرٌ وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شآء الله لأعنتكم إن الله عزيزٌ حكيمٌ ( 220 ) ) ^ # 219 - ! 2 " يسألونك عن الخمر والميسر " 2 ! الخمر : ما خامر العقل فيستره ، والميسر : القمار . ! 2 " إثم كبير " 2 ! سكر الشارب وإيذاؤه الناس ؛ وإثم الميسر بالظلم ومنع الحق ، أو إثم الخمر : زوال العقل حتى لا يعرف خالقه ، وإثم الميسر : صده عن ذكر الله وعن الصلاة ، وإيقاع العداوة والبغضاء . ! 2 " ومنافع للناس " 2 ! منافع أثمانها ، وربح تجارتها ، والالتذاذ بشربها . % ( ونشربها فتتركنا ملوكا % وأسداً ما ينهنهنا اللقاء ) %
@ 211 @ ومنافع الميسر : كسب المال بغير كد ، أو ما كانوا يصيبون به من أنصباء الجزور . ! 2 " وإثمهما " 2 ! بعد التحريم ! 2 " أكبر من نفعهما " 2 ! قبل التحريم ، أو كلاهما قبل التحريم . ^ ( العفو ) ما فضل عن الأهل ، أو ما لا يبين على من أنفقه / أو تصدق به ، أو الوسط من غير إسراف ولا إقتار ، أو أخذ ما آتوه من قليل أو كثير ، أو الصدقة عن ظهر غنى ، أو الصدقة المفروضة ، وهي محكمة ، أو نسخت بالزكاة ، وحرمت الخمر بهذه الآية ، أو بآية ' المائدة ' على قول الأكثر . # 220 - ^ ( ويسألونك عن اليتامى ) ^ لما نزل ^ ( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن ) ^ [ الإسراء : 34 ] و ^ ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً ) ^ [ النساء : 10 ] تحرجوا من خلط طعامهم بأطعمة اليتامى فعزلوا أطعمة اليتامى حتى ربما فسدت عليهم ، فنزلت ^ ( وإن تخالطوهم ) ^ في الطعام والشراب ، والسكنى ، والدابة ، واستخدام العبيد . ^ ( والله يعلم المفسد ) ^ الذي يخلط ماله بمال اليتيم ، ليفسد مال اليتيم . والمصلح : الذي يريد بذلك إصلاح مال اليتيم . ^ ( لأعنتكم ) ^ لشدد عليكم ، أو يجعل ما أصبتم من أموال اليتامى موبقاً ^ ( عزيز ) ^ في سلطانه قادر على الإعنات . ^ ( حكيم ) ^ في تدبيره بترك الإعنات . ^ ( ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا
@
212 @ تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبدٌ مؤمن خيرٌ من مشرك ولو أعجبكم أولئك
يدعون إلى النار والله يدعوا إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبيّن ءاياته للناس لعلهم
يتذكرون ( 221 ) ) ^ # 221 - ^ ( ولا تنكحوا المشركات ) ^ محكم في كل مشركة كتابية
، أو غير كتابية ، أو خصص منه أهل الكتاب ، أو كانت عامة في كل مشركة فنسخ منها
أهل الكتاب ، ومراده التزويج ، والنكاح : حقيقة في العقد مجاز في الوطء . ^ (
مؤمنة خير من ) ! 2 " حرة " 2 ! ( مشركة ) ^ وإن شرف نسبها ، أو نزلت في
عبد الله ابن رواحة ، كانت له أمة ، فخطب عليه حرة مشركة شريفة فلم يتزوجها فأعتق
@ 213 @ أمته وتزوجها ، فطعن عليه ناس من المسلمين فنزلت ! 2 " ولو أعجبتكم
" 2 ! بجمالها وحسبها ومالها . ! 2 " ولا تنكحوا المشركين " 2 !
هذا على عمومه إجماعاً . ^ ( ويسألونك عن المحيض قل هو أذىً فاعتزلوا النسآء في
المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهَّرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب
التوابين ويحب المتطهرين ( 222 ) نسآؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدِّموا
لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين ( 223 ) ) ^ # 222 - ! 2 "
ويسألونك عن المحيض " 2 ! كانوا يجتنبون مساكنة الحائض والأكل والشرب معها ،
فسألوا الرسول صلى الله عليه وسلم فنزلت ، أو سأله ثابت بن الدحداح
@
214 @ الأنصاري ، أو كانوا يعتزلون الوطء في الفرج ويأتونهن في أدبارهن مدة الحيض
فنزلت ، قاله مجاهد : ! 2 " أذى " 2 ! بنتنه وقذره ونجاسته . ! 2 "
فاعتزلوا النساء " 2 ! فلا تباشروهن بشيء من أبدانكم ، أو ما بين السرة
والركبة ، أو الفرج وحده . ! 2 " يطهرن " 2 ! ينقطع دمهن . ! 2 "
تطهرن " 2 ! اغتسلن بالماء : بالوضوء وبالغسل ، أو بغسل الفرج وحده . ! 2
" من حيث أمركم الله " 2 ! في القبل ، أو بالنكاح دون السفاح ، أو من
قبل الطهر لا من قبل الحيض ، أو لا تقربوها صائمة ولا
@ 215 @ محرمة ولا معتكفة ! 2 " المتطهرين " 2 ! بالماء ، أو من أدبار
النساء ، أو من الذنوب بالتوبة . # 223 - ! 2 " حرث لكم " 2 ! مزدرع
لنسلكم ! 2 " أنى شئتم " 2 ! زعمت اليهود أن من أتى امرأة من دبرها في
قبلها جاء الولد أحول فأكذبهم الله / تعالى بقوله ! 2 " أنى شئتم " 2 !
أو كيف شئتم عازلين أو غير عازلين ، أو حيث شئتم من قبل أو دبر روي ذلك عن ابن عمر
- رضي الله تعالى عنهما - وبه قال ابن أبي مليكة ،
@ 216 @ ويروى عن مالك - رحمه الله تعالى - وقد أنكرت هذه عن ابن عمر ، أو من أي
وجه شئتم من دبرها في قبلها ، أو من قبلها ، # أو قال بعض الصحابة :
@ 217 @ إني لآتي امرأتي مضطجعة ، وقال آخر : إني لآتيها قائمة ، وقال آخر : إني لآتيها على جنبها ، وقال آخر : إني لآتيها باركة ، فقال يهودي بقربهم : ما أنتم إلا أمثال البهائم ، ولكنا إنما نأتيها على هيئة واحدة فنزلت . . . . ! 2 " وقدموا لأنفسكم " 2 ! الخير ، أو ذكر الله - تعالى - عند الجماع قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - . ^ ( ولا تجعلوا الله عرضةً لأيمانكم أن تبرّوا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم ( 224 ) لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفورٌ حليم ( 225 ) ) ^ # 224 - ! 2 " عرضه " 2 ! من القوة والشدة ، فالعرضة أن يحلف في كل حق وباطل فيبتذل اسم الله - تعالى - ويجعله عرضة ، أو العرضة : علة يعتل بها فيمتنع من فعل الخير ، والإصلاح معتلاً بأن حلفت ، أو يحلف في الحال فيعتل بيمينه في ترك الخير أو يحلف ليفعلن البر والخير فيقصد بفعله بر يمينه دون الرغبة في فعل الخير . ! 2 " أن تبروا " 2 ! في أيمانكم ، أو تبروا أرحامكم ! 2 " وتصلحوا بين الناس " 2 ! . ! 2 " سميع " 2 ! لأيمانكم ! 2 " عليم " 2 ! باعتقادكم . # 225 - ! 2 " باللغو " 2 ! كل كلام مذموم ، لغا فلان : قال قبيحاً ، فلغو اليمين : ما سبق إليه اللسان من غير قصد ، كلا والله ، وبلى والله ، مر الرسول صلى الله عليه وسلم بقوم يتناضلون فرمى رجل فقال : أصبت والله ، أخطأت والله ، فقال رجل مع الرسول صلى الله عليه وسلم حنث الرجل فقال الرسول صلى الله عليه وسلم ' كلا إن أيمان الرماة [ لغو ] لا كفارة ولا عقوبة ' أو الحلف على شيء ظاناً ثم تبين بخلافه ، أو الحلف في حال
@ 218 @ الغضب من غير عقد ولا عزم بل صلة في الكلام وعن الرسول صلى الله عليه وسلم ' لا يمين في غضب ' ، أو الحلف على معصية فلا يؤاخذ بترك المعصية ويكفِّر ، وعن الرسول صلى الله عليه وسلم ' من حلف على معصية فلا يمين له ' أو دعاء الحالف على نفسه ، كقوله ' إن لم أفعل فأعمى الله بصري ، أو أخرجني من مالي ، أو أنا كافر بالله ، قاله زيد بن أسلم ' أو اللغو : الأيمان المكفَّرة ، أو ما حنث فيه ناسياً ! 2 " كسبت قلوبكم " 2 ! عمدتم ، أو الحلف كاذباً ، أو على باطل ، أو اعتقاد الشرك بالله - تعالى - والكفر ، عند زيد بن أسلم . ! 2 " غفور " 2 ! للغو ! 2 " حليم " 2 ! بترك معاجلة العصاة .
@ 219 @ ^ ( للذين يؤلون من نسآءهم تربص أربعة أشهر فإن فآءو فإن الله غفورٌ رحيم ( 226 ) وإن عزموا الطلاق فإن الله سميعٌ عليم ( 227 ) ) ^ # 226 - ! 2 " يؤلون " 2 ! يقسمون ، والأليَّة : القسم ، يؤلون أن يعتزلوا من نسائهم فترك لدلالة الكلام عليه ، ويختص باليمين بالله - تعالى - ، أو يعم في كل ما يلزم الحانث ما لم يكن يلزمه . يختص بالجماع وبحال الغضب وقصد الإضرار ولا يجري / في حال الرضا وبغير قصد الإضرار ، أو يعم الأحوال إذا حلف على الجماع ، أو يعم فيما يسوء به زوجته من جماع أو غيره ، كقوله : لأسوأنك أو لأغيظنك ، قاله الشعبي وابن المسيب والحكم . ^ ( فاءوا ) ^ رجعوا إلى الجماع ، أو الجماع لغير المعذور ، والفيئة باللسان للمعذور ، أو الفيئة باللسان وحده عند من جعله عاماً في غير الجماع . ! 2 " غفور " 2 ! بإسقاط الكفارة ، أو بإسقاط الإثم دون الكفارة . # 227 - ! 2 " وإن عزموا الطلاق " 2 ! بأن لا يطلقوا حتى تمضي الأشهر الأربعة فتطلق بائنة ، أو رجعية ، أو يوقف بعد مضي الأشهر ، فإن فاء وإلا طلق قاله : اثنا عشر من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ، أو الإيلاء ليس بشيء قاله ابن المسيب : ! 2 " سميع " 2 ! لإيلائه ، أو لطلاقه ، ! 2 " عليم " 2 ! بنيته ، أو بضره . ^ ( والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في
@ 220 @ أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحاً ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم ( 228 ) ) ^ # 228 - ^ ( والمطلقات ) ^ الطلاق : التخلية ، النعجة المهملة بغير راع طالق وبه سميت المرأة . ^ ( ثلاثة قروء ) ^ مدة ثلاثة قروء ، وهي الحيض ، أو الأطهار ، أخذ من الإجتماع ، لاجتماع الدم في الرحم عند من رآها الحيض ، أو لاجتماعه في البدن عند من رآها الأطهار ، قرأ الطعام في شدقه والماء في حوضه جمعهما ، أو القرء : الوقت لمجيء ما يعتاد مجيئه ، أو لإدباره ، أقرأ النجم جاء وقت طلوعه أو أفوله . قال : % ( إذا ما الثريا وقد أقرأت % أحس السما كان منها أفولا ) % % ( % هبت لقارئها الرياح ) % فالقرء : وقت لخروج الدم ، أو لاحتباسه . ^ ( ما خلق الله في أرحامهن ) ^ الحيض أو الحمل ، أو كلاهما ، توعدها لأنها تمنع بالكتمان رجعة الزوج ، أو لإلحاق نسب الولد بغيره كفعل الجاهلية . ^ ( بعولتهن ) ^ سموا بذلك لعلوهم عليهن ، بعلا : ربا ، لعلوه بالربوبية . ^ ( بردهن ) ^ برجعهن . ^ ( ولهن ) ^ من حسن الصحبة مثل الذي للرجال عليهن من حسن الصحبة ، أو لهن على الأزواج من
@ 221 @ التصنع مثل ما لأزواجهن عليهن قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - ، أو لهن من ترك المضارة مثل ما عليهن . ! 2 " وللرجال عليهن درجة " 2 ! بالميراث والجهاد ، أو بالإمرة والطاعة ، أو إعطاء الصداق والملاعنة إذا قذفها ، أو بالإفضال عليها وأداء حقها والصفح عن حقوقه عليها ، أو بأن جعل له لحية قاله حميد . ^ ( الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ولا يحل لكم أن تأخذوا ممآ ءاتيتموهن شيئاً إلآ أن يخافآ ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون ( 229 ) فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجاً غيره فإن طلقها فلا جناح عليهمآ أن يتراجعآ إن ظنآ أن يقيما حدود الله وتلك حدود الله يبينها لقوم يعلمون ( 230 ) ) ^ # 229 - ! 2 " الطلاق مرتان " 2 ! بيان لسنة الطلاق أن يوقع في كل قرء طلقة ، أو بيان لعدد ما ثبت فيه الرجعة ، ولتقديره بالثلاث كان أحدهم يطلق ما شاء ثم يراجع ، فأراد رجل المضارة بزوجته / بطلاقها ثم ارتجاعها كلما قرب انقضاء عدتها ولا يقربها فشكت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فنزلت . . . . . . .
@
222 @ ! 2 " فإمساك بمعروف " 2 ! الرجعة بعد الثانية ، والتسريح
بالإحسان الطلقة الثالثة . قيل للرسول صلى الله عليه وسلم الطلاق مرتان فأين الثالثة
؟ قال : ' إمساك بمعروف ، أو تسريح بإحسان ' ، أو التسريح بإحسان : ترك الرجعة حتى
تنقضي العدة ، والإحسان : أداء حقها وكف الأذى عنها . ! 2 " يخافا " 2 !
يظنا . ! 2 " ألا يقيما حدود الله " 2 ! بظهور نشوزها وسوء الخلق ، أو
لا تطيع أمره ولا تبر قسمه ، أو تصرح بكراهتها له ، أو يكره كل واحد منهما صاحبه
فلا يؤدي حقه ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم ' المختلعات هن المنافقات ' وهي
التي تختلع لميلها إلى غير زوجها . ! 2 " ما افتدت به " 2 ! من
@ 223 @ الصداق من غير زيادة ، أو يجوز أن تفتدي بالصداق وبجميع مالها . وجواز
الخلع محكم عند الجمهور ، ومنسوخ عند بكر بن عبد الله . بقوله - تعالى - : ! 2
" وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا " 2 ! [ النساء : 20 ] . #
230 - ! 2 " فإن طلقها " 2 ! الثالثة ، أو هو تفسير لقوله - تعالى - ! 2
" أو تسريح بإحسان " 2 ! ! 2 " تنكح زوجا غيره " 2 ! الدخول
شرط عند الجمهور خلافاً لابن المسيب . ^ ( وإذا طلقتم النسآء فبلغن أجلهن فأمسكوهن
بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضراراً لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه
ولا تتخذوا ءايات الله هزواً واذكروا نعمت الله عليكم ومآ أنزل عليكم من الكتاب والحكمة
يعظكم به واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم ( 231 ) ) ^ # 231 - ! 2
" بلغن أجلهن " 2 ! قاربن انقضاء العدة ، بلغ البلد إذا قاربه ! 2
" فأمسكوهن " 2 ! ارتجعوهن . ! 2 " سرحوهن " 2 ! بتركهن حتى
تنقضي العدة ^ ( ولا
@ 224 @ تمسكوهن ضراراً ) ^ بالارتجاع كلما طلق ليطول العدة ، ^ ( ولا تتخذوا آيات الله هزواً ) ^ كان أحدهم يطلق ، أو يعتق ثم يقول ' كنت لاعباً ' # فقال الرسول صلى الله عليه وسلم من طلق لاعباً ، أو أعتق لاعباً فقد جاز عليه ' ، ونزلت ^ ( ولا تتخذوا ) ! 2 " " 2 ! ( وإذا طلقتم النسآء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ذالكم أزكى لكم وأطهر والله يعلم وأنتم لا تعلمون ( 232 ) ) ^ # 232 - ^ ( فبلغن أجلهن ) ^ بانقضاء العدة . ^ ( تعضلوهن ) ^ العضل المنع ، داء عضال : ممتنع أن يداوي ، فلان عضلة : داهية ، لامتناعه بدهائه ، أو العضل : التضييق ، أعضل بالجيش الفضاء ، # وقال عمر - رضي الله تعالى عنه - : ' أعضل رأيي في أهل العراق لا يرضون عن والٍ ولا يرضى عنهم وال ' . نزلت في معقل بن يسار لما طلقت أخته ، رغب مطلقها في نكاحها فعضلها ، أو
@ 225 @ نزلت في جابر بن عبد الله طلقت بنت عم له ثم رغب زوجها في نكاحها فعضلها ، أو تعم كل ولي عاضل . ! 2 " تراضوا بينهم بالمعروف " 2 ! بالزوج الكافي ، أو بالمهر . ^ ( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف لا تكلف نفس إلا وسعها لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده وعلى الوارث مثل ذلك فإن أرادا فصالاً عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما وإن أردتم أن تسترضعوا أولادكم فلا جناح عليكم إذا سلمتم مآ ءاتيتم بالمعروف واتقوا الله واعلموآ أن الله بما تعملون بصير ( 233 ) ) ^ # 233 - ! 2 " حولين " 2 ! من حال الشيء إذا انقلب ، لانقلابه عن الوقت الأول واستحالة الكلام انقلابه عن الصواب ، أو من التحول عن المكان ، لانتقاله من الزمن الأول . ! 2 " كاملين " 2 ! قيدهما بالكمال ، لأنهم يطلقون الحولين / يريدون
@ 226 @ أحدهما وبعض الآخر ، ومنه ! 2 " فمن تعجل في يومين " 2 ! [ 203 ] ، أمر بإكمالها لمن كان حملها ستة أشهر لقوله تعالى : ! 2 " وحمله وفصاله ثلاثون شهرا " 2 ! [ الأحقاف : 15 ] ، فإن كان حملها تسعاً أرضعت إحدى وعشرين شهراً ، قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - : أو هو عام في كل مولود طالت مدة حمله ، أو قصرت . ! 2 " المولود له " 2 ! الأب ، عليه رزق الأم المطلقة إذا أرضعت ولدها ومؤنتها ! 2 " بالمعروف " 2 ! بأجرة مثلها ، أو رزق الأم المنكوحة وكسوتها بالمعروف لمثلها على مثله من يسار ، أو إعسار . ! 2 " لا تضار والدة " 2 ! لا تمتنع من الإرضاع إضراراً بالأب عند الجمهور ، أو الوالدة هي الظئر ، ولا ينتزع الأب المولود له الولد من أمه إضراراً ! 2 " وعلى الوارث " 2 ! وهو المولود ، أو الباقي من أبويه بعد موت الآخر ، أو وارث الوالد ، أو وارث الابن من عصبته كالعم وابنه ، والأخ وابنه دون الوارث من النساء ، أو ذوي الرحم المحرم من الورثة ، أو الأجداد ثم الأمهات . ! 2 " مثل ذلك " 2 ! ما كان على الأب من أجرة رضاعه ونفقته ، أو من أن لا تضار والدة بولدها ! 2 " فصالا " 2 ! فطاماً بفصل الولد من ثدي أمه ، فاصلت : فلاناً فارقته [ ! 2 " وتشاور " 2 ! ] التشاور : استخراج الرأي بالمشاورة . والفصال بالتراضي قبل الحولين ، أو قبلهما وبعدهما . ! 2 " تسترضعوا " 2 ! لأولادكم بحذف [ اللام اكتفاء بأن الاسترضاع لا يكون إلا للولد ] وهذا عند امتناع الأم من رضاعه ! 2 " سلمتم " 2 ! إلى الأمهات أجر رضاعهن قبل امتناعهن ، أو سلمتم الأولاد إلى المرضعة يرضى الأبوين ، أو سلمتم إلى الظئر أجرها . ^ ( والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف والله بما تعملونه خبير ( 234 ) ) ^ # 234 - ! 2 " أربعة
أشهر
وعشرا " 2 ! زيدت العشر لأن الروح تنفخ فيها قاله ابن
@ 227 @ المسيب ، وأبو العالية ، وفي وجوب الإحداد فيها قولان : قال الرسول صلى
الله عليه وسلم لأسماء بنت عميس لما أصيب جعفر بن أبي طالب : ' تسلبي ثلاثاً ثم
اصنعي ما شئت ' ! 2 " فلا جناح عليكم فيما فعلن " 2 ! أي في تزوجكم بهن
، أو
@ 228 @ سقط عنكم الإنكار عليهن إذا تزوجن بعد الأجل . ! 2 " بالمعروف "
2 ! بالنكاح المباح ، أو بالطيب والزينة والانتقال من المسكن نسخت هذه لقوله تعالى
: ! 2 " والذين يتوفون " 2 ! [ 240 ] وتقدم الناسخ على المنسوخ ، لأن
القارئ إذا وصل إلى الناسخ واقتصر عليه أجزأه . ^ ( ولا جناح عليكم فيما عرَّضتم
به من خطبة النسآء أو أكننتم في أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن
سراً إلآ أن تقولوا قولاً معروفاً ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله
واعلموآ أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفورٌ حليم ( 235 ) )
^ # 235 - ! 2 " عرضتم " 2 ! الإشارة بالكلام إلى ما ليس له فيه ذكر ،
كقوله ما عليك أيمة ، ورغب راغب فيك ، ولعل الله أن يسوق إليك خيراً ! 2 "
خطبة " 2 ! طلب النكاح ، والخطبة : الكلام الذي يتضمن الوعظ الإبلاغ ! 2
" أكننتم " 2 ! سترتم .
@ 229 @ ! 2 " سرا " 2 ! زنا ، أو الجماع ، أو قوله : ' لا تفوتيني نفسك ' / أو نكاحها في العدة سراً ، أو أخذه ميثاقها أن لا تنكح غيره . ! 2 " قولا معروفا " 2 ! هو التعريض . ! 2 " ولا تعزموا عقدة " 2 ! على عقدة يريد التصريح ! 2 " الكتاب أجله " 2 ! فرض الكتاب ، أو أراد بالكتاب الفرض تشبيهاً بكتاب الدين . ^ ( لا جناح عليكم إن طلقتم النسآء ما لم تمسّوهن أو تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعاً بالمعروف حقاً على المحسنين ( 236 ) وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم إلآ أن يعفون أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح وأن تعفوا أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير ( 237 ) ) ^ # 236 - ! 2 " أو تفرضوا " 2 ! بمعنى ' ولم تفرضوا ' أو ' فرضتم أو لم تفرضوا ' فحذف فرضتم . ! 2 " فريضة " 2 ! صداقاً ، سمي بذلك ، لأنه أوجبه على نفسه ، وأصل الفرض الواجب ! 2 " ومتعوهن " 2 ! بمال ينتفعن به بقدر نصف صداق المثل ، أو يقدرها الحاكم باجتهاده ، أو خادم ودون ذلك الورق ، ودون ذلك الكسوة وهي
@ 230 @ واجبة لكل مطلقة ، أو لغير المدخول بها إذا لم يسم لها صداقاً ، أو لكل مطلقة إلا غير المدخول بها ، أو هي مندوب إليها . # 237 - ! 2 " فنصف ما فرضتم " 2 ! فلكم استرجاعه ، أو فهو لهن ليس عليكم غيره . ! 2 " إلا أن يعفون " 2 ! ليكون مرغباً للأزواج في خطبتها . ! 2 " الذي بيده عقدة النكاح " 2 ! الولي ، أو الزوج ، أو أبو البكر . ! 2 " وأن تعفوا " 2 ! أيها الأزواج أو الأزواج والزوجات . ! 2 " للتقوى " 2 ! إلى اتقاء المعاصي ، أو إلى أن يتقي كل واحد منهما ظلم الآخر . ^ ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ( 238 ) فإن خفتم فرجالاً أو ركباناً فإذآ أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون ( 239 ) ) ^ # 238 - ! 2 " حافظوا على الصلوات " 2 ! بذكرها ، أو تعجيلها . ! 2 " الوسطى " 2 ! خصت بالذكر لانفرادها بالفضل ، وهي العصر ، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ' حبسونا عن الصلاة الوسطى . صلاة العصر ' ، أو الظهر ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصليها .
@ 231 @ بالهاجرة فلم يكن على الصحابة أشد منها فنزلت ، لأن قبلها صلاتين وبعدها صلاتين ، أو المغرب لتوسط عددها ، وأنها لا تقصر ، أو الصبح ، لقوله - تعالى - ! 2 " وقوموا لله قانتين " 2 ! ولا قنوت في غيرها ، أو هي مبهمة في الخمس غير معينة ليكون أبلغ في المحافظة على جميعها ! 2 " قانتين " 2 ! القنوت من الدوام على أمر واحد ، أو من الطاعة ، أو من الدعاء يريد طائعين ، أو ساكتين عن منهي الكلام ، أو خاشعين عن العبث والتلفت ، أو داعين ، أو طول القيام ، أو القراءة . # 239 - ! 2 " رجالا " 2 ! جمع راجل كقائم وقيام ، ولا يغير الخوف عدد الصلاة عند الجمهور ، وقال الحسن : ' صلاة الخوف ركعة ' وفي وجوب قضائها مذهبان ! 2 " فاذكروا الله " 2 ! فصلوا كما علمكم ، أو فاذكروه بحمده ، والثناء عليه ! 2 " كما علمكم " 2 ! من أمر دينكم ! 2 " ما لم تكونوا تعلمون " 2 ! . ^ ( والذين يتوفّون منكم ويذرون أزواجاً وصيّة لأزواجهم متاعاً إلى الحول غير إخراج فإن خرجن فلا جناح عليكم في ما فعلن في أنفسهن من معروف والله عزيز حكيم ( 240 ) وللمطلقات متاع بالمعروف حقاً على المتقين ( 241 ) كذلك بين الله لكم ءاياته لعلكم تعقلون ( 242 ) ) ^ # 240 - ! 2 " والذين يتوفون " 2 ! نسخت الوصية بآية المواريث ، والحول بأربعة
@ 232 @ أشهر وعشر . # 241 - ! 2 " وللمطلقات متاع " 2 ! كل مطلقة ، أو الثيب المجامعة ، أو لما نزل ! 2 " حقا على المحسنين " 2 ! [ 236 ] قال رجل : ' إن أحسنت فعلت / وإن لم أرَ ذلك لم أفعل فنزل ! 2 " حقا على المتقين " 2 ! وخصوا بالذكر تشريفا . ^ ( ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون ( 243 ) وقاتلوا في سبيل الله واعلموا أن الله سميع عليم ( 244 ) من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون ( 245 ) ) ^ # 243 - ! 2 " ألوف " 2 ! مؤتلفو القلوب ، أو ألوف في عددهم أربعة آلاف أو ثمانية آلاف أو بضعة وثلاثون ألفاً ، أو أربعون ألفاً ، والألوف تستعمل فيما زاد على عشرة آلاف . ! 2 " حذر الموت " 2 ! فروا من الجهاد ، أو من الطاعون إلى أرض لا طاعون بها فلما خرجوا ماتوا ، فمر بهم نبي فدعا أن يحيوا فأجيب . ! 2 " فقال لهم الله موتوا " 2 ! عبر عن الإماتة بالقول ، كما يقال : قالت السماء فمطرت ، أو قال قولاً سمعته الملائكة ، وإحياؤهم معجزة لذلك النبي . # 245 - ! 2 " قرضا حسنا " 2 ! في الجهاد ، أو أبواب البر . ! 2 " أضعافا كثيرة " 2 ! سبعمائة ضعف ، أو ما لا يعلمه إلا الله . ! 2 " يقبض ويبسط " 2 ! في الرزق ، أو
@
233 @ ! 2 " يقبض " 2 ! الصدقات ! 2 " ويبسط " 2 ! الجزاء . ^
( ألم تر إلى الملإ من بني إسرآءيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكاً
نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنا
ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنآئنا فلما كتب عليهم القتال
تولّوا إلا قليلاً منهم والله عليم بالظالمين ( 246 ) ) ^ # 246 - ! 2 "
الملا " 2 ! الأشراف . ! 2 " لنبي لهم " 2 ! سمويل ، أو يوشع بن
نون ، أو سمعون ، سمته أمه بذلك لأن الله - تعالى - سمع دعاءها فيه ، طلبوا ذلك
لقتال العمالقة ، أو الجبارين الذين استذلوهم . ^ ( وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث
لكم طالوت ملكاً قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعةً
من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من
@ 234 @ يشآء والله واسع عليم ( 247 ) ) ^ # 247 - ^ ( طالوت ) ^ لم يكن من سبط
النبوة ولا المملكة . ^ ( بسطة ) ^ زيادة في العلم ، وعظماً في الجسم ، كانا قبل
الملك ، أو زاده ذلك بعد الملك . ^ ( واسع ) ^ الفضل ، أو موسع على خلقه ، أو ذو
سعة . ^ ( وقال لهم نبيهم إن ءاية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية
مما ترك ءال موسى وءال هارون تحمله الملآئكة إن في ذلك لآيةً لكم إن كنتم مؤمنين (
248 ) ) ^ # 248 - ^ ( سكينة ) ^ ريح هفافة لها وجه كوجه الإنسان ، أو طست ذهب من
الجنة كان يغسل فيه قلوب الأنبياء ، أو روح من الله تتكلم ، أو ما تعرفونه من
الآيات فتسكنون إليه ، أو الرحمة ، أو الوقار . ^ ( وبقية ) ^ عصا موسى عليه
الصلاة والسلام ، ورضاض الألواح ، أو العلم ، أو التوراة ، أو الجهاد في سبيل الله
- تعالى - ، أو التوراة وشيء من ثياب موسى عليه الصلاة والسلام ، كان قدر
@ 235 @ التابوت ثلاثة أذرع في ذراعين ! 2 " تحمله الملائكة " 2 ! بين السماء والأرض يرونه عياناً ، ويقال نزل آدم - عليه الصلاة والسلام - بالتابوت والركن . وكان التابوت بأيدي العمالقة غلبوا عليه بني إسرائيل ، أو كان ببرية التيه خلفه بها يوشع بن نون ، وقيل إن التابوت وعصا موسى - عليه الصلاة والسلام - في بحيرة الطبرية ، وأنهما يخرجان قبل يوم القيامة . ^ ( فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلآ من اغترف غرفة بيده فشربوا منه إلاّ قليلاً منهم فلما جاوزه هو والذين ءامنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ( 249 ) ) ^ # 249 - ! 2 " بنهر " 2 ! نهر بين الأردن وفلسطين ، أو نهر فلسطين ابتلوا به لشكايتهم قلة الماء وخوف العطش . ! 2 " مني " 2 ! من أهل ولايتي . ! 2 " غرفة " 2 ! الفعل والغرفة اسم المغروف . ! 2 " قليلا " 2 ! ثلاثمائة وبضعة عشر عدة أهل بدر ، ومن استكثر منه عطش . ! 2 " جاوزه " 2 ! مع المؤمنين والكافرين ثم انخزلوا عن المؤمنين ، وقالوا : لا طاقة لنا اليوم بجالوت / ، أو لم يجاوزه إلا مؤمن . ! 2 " قالوا لا طاقة " 2 ! قاله الكفار المنخزلون ، أو من قلت نصرته من المؤمنين . ! 2 " يظنون " 2 ! يوقنون ، أو يتوقعون ! 2 " أنهم ملاقوا الله " 2 !
@ 236 @ بالقتل في تلك الواقعة . ! 2 " مع الصابرين " 2 ! بالنصر والمعونة . ^ ( ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنآ أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ( 250 ) فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وءاتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشآء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين ( 251 ) تلك ءايات الله نتلوها عليك بالحق وإنك لمن المرسلين ( 252 ) تلك الرسل فضّلنا بعضهم على بعض منهم من كلّم الله ورفع بعضهم درجات وءاتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شآء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جآءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من ءامن ومنهم من كفر ولو شآء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد ( 253 ) يآ أيها الذين ءامنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلّة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون ( 254 ) ) ^ # 251 - ! 2 " فهزموهم بإذن الله " 2 ! بنصر الله ، أضاف الهزيمة إليهم تجوزاً لأنهم بالإلجاء إليها صاروا سبباً لها . ! 2 " وقتل داود جالوت " 2 ! رماه بحجر بين عينيه فخرج من قفاه فقتل جماعة من عسكره ، وكان نبياً قبل قتله لوقوع هذا الخارق على يديه ، أو لم يكن نبياً ، لأنه لا يجوز أن يولى على النبي من ليس بنبي . ! 2 " الملك " 2 ! السلطان . ! 2 " والحكمة " 2 ! النبوة . ! 2 " وعلمه مما يشاء " 2 ! قيل صنعة الدروع ، والتقدير في السرد . ! 2 " دفع الله " 2 ! الهلاك عن البر بالفاجر ، أو يدفع
@ 237 @ باللطف للمؤمن وبالرعب في قلب الكافر . ! 2 " لفسدت الأرض " 2 ! لعم فسادها . ^ ( الله لآ إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلاّ بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلاّ بما شآء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم ( 255 ) ) ^ # 255 - ! 2 " الحي " 2 ! ذو الحياة ، أو تسمى به لتصريفه الأمور وتقديره الأشياء ، أو اسم تسمى به فيقبل تسليماً لأمره . ! 2 " القيوم " 2 ! القائم بتدبير الخلق ، أو القائم على كل نفس بما كسبت فيجزيها بما علمه منها ، أو القائم الموجود ، أو العالم بالأمور ، قام فلان بالكتاب إذا كان عالماً به ، أو أخذ من الاستقامة . ! 2 " سنة " 2 ! نعاس ، والنعاس ما كان في العين ، فإذا صار في القلب صار نوماً . ! 2 " ما بين أيديهم " 2 ! الدنيا ! 2 " وما خلفهم " 2 ! الآخرة . ! 2 " كرسيه " 2 ! علمه ، أو العرش ، أو سرير دون العرش ، أو موضع القدمين ، أو الملك ، وأصل الكرسي : العلم ومنه الكراسة ، والعلماء كراسٍ ، لأنه يعتمد عليهم كما قيل : أوتاد الأرض . ! 2 " ولا يؤوده " 2 ! لا يثقله إجماعاً ، والضمير عائد إلى الله تعالى أو إلى الكرسي . ! 2 " العلي " 2 ! بالاقتدار ، ونفوذ السلطان ، أو العلي : عن الأشباه والأمثال . ^ ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم ( 256 ) ) ^ # 256 - ! 2 " لا إكراه في الدين " 2 ! في الكتابي إذا بذل الجزية ، أو نسخت
@ 238 @ بفرض القتال ، أو كانت المقلاة - من الأنصار - تنذر إن عاش لها ولد أن تهوده رجاءً لطول عمره ، وذلك قبل الإسلام ، فلما أجلى الرسول صلى الله عليه وسلم بني النضير وفيهم أولاد الأنصار ، قالت الأنصار كيف نصنع بأبنائنا فنزلت قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - ! 2 " بالطاغوت " 2 ! الشيطان ، أو الساحر ، أو الكاهن ، أو الأصنام ، أو مردة الإنس والجن ، أو كل ذي طغيان على الله - تعالى - عبده من دونه بقهر منه أو بطا [ عة ] إنساناً كان أو صنماً . ! 2 " بالعروة " 2 ! الإيمان بالله تعالى . ! 2 " لا انفصام " 2 ! لا انقطاع ، أو لا انكسار ، أصل الفصم الكسر . ^ ( الله ولي الذين ءامنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أوليآؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ( 257 ) ) ^ # 257 - ! 2 " من الظلمات " 2 ! الضلالة إلى الهدى . ! 2 " من النور إلى الظلمات " 2 ! / نزلت في مرتدين ، أو في كافر أصلي ، لأنهم بمنعهم من الإيمان كأنهم أخرجوهم منه . ^ ( ألم تر إلى الذي حآج إبراهيم في ربه أن ءاتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحي ويميت قال أنا أحي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من
@ 239 @ المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين ( 258 ) ) ^ # 258 - ^ ( الذي حاج إبراهيم ) ^ - عليه الصلاة والسلام - : النمروذ بن كنعان أول من تجبر في الأرض وادعى الربوبية . ^ ( آتاه الله الملك ) ^ الضمير لإبراهيم - عليه الصلاة والسلام - ، أو لنمروذ . ^ ( أحيي وأميت ) ^ أترك من لزمه القتل ، وأقتل بغير سبب يوجب القتل . عارض اللفظ بمثله ، وعدل عن اختلاف الفعلين ، فلذلك عدل إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - إلى حجة أخرى لظهور فساد ما عارض به ، أو عدل عما شغب به إلى ما لا إشغاب فيه ، استظهاراً عليه . ^ ( فأت بها من المغرب ) ^ لم يعارضه نمروذ بأن يأتي بها ربه ، لأن [ الله ] خذله بالصرفة عن ذلك ، أو علم أنه لو طلب ذلك لفعل لما رآه من الآيات فخاف ازدياد الفضيحة . ^ ( فبهت ) ^ تحير ، أو انقطع . ^ ( أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوماً أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك ءاية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحماً فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير ( 259 ) ) ^ # 259 - ^ ( كالذي مر ) ^ عزيز ، أو أرميا ، أو الخضر . ^ ( قرية ) ^ بيت المقدس لما خربه بختنصر ، أو القرية التي خرج منها الألوف حذر الموت . ^ ( خاوية ) ^ خراب ، أو خالية من الخواء وهو الخلو ، ومنه خوت الدار ، والخواء الجوع
@ 240 @ لخلو البطن . ! 2 " عروشها " 2 ! العروش البناء . ! 2 " يحيي هذه الله " 2 ! بالعمارة ! 2 " بعد موتها " 2 ! بالخراب . ! 2 " يوما أو بعض يوم " 2 ! قال ذلك ، لأنه مات أول النهار ، وعاش بعد المائة آخر النهار فقال : يوماً ، ثم رأى بقية الشمس فقال : أو بعض يوم . ! 2 " لم يتسنه " 2 ! لم يأت عليه السنون فيتغير ، أو لم يتغير بالأسن . ^ ( ننشرها ) ^ نحييها ، من نشر الثوب ، لأن الميت كالثوب المطوي ، لانقباضه عن التصرف فإذا عاش فقد انتشر بالتصرف . ! 2 " ننشزها " 2 ! نرفع بعضها إلى بعض ، النشز المكان المرتفع ، نشزت المرأة لارتفاعها عن طاعة زوجها ، قاله ملك ، أو نبي ، أو بعض المعمرين ممن شاهد موته وحياته . ^ ( وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءاً ثم ادعهن يأتينك سعياً واعلم أن الله غزيز حكيم ( 260 ) ) ^ # 260 - ! 2 " وإذ قال إبراهيم رب أرني " 2 ! لما حاجه نمروذ في الإحياء ، أو رأى جيفة تمزقها السباع . ! 2 " أو لم تؤمن " 2 ! ألف إيجاب . % ( ألستم خير من ركب المطايا % ) %
@ 241 @ ^ ( ليطمئه قلبي ) ^ بعلم المشاهدة بعد علم الاستدلال من غير شك . ! 2 " أربعة " 2 ! ديك ، وطاووس ، وغراب ، وحمام . ! 2 " صرهن " 2 ! بالضم والكسر واحد ضمهن إليك ، أو قطعهن فيتعلق إليك بخذ . ! 2 " على كل جبل " 2 ! أربعة أجبال ، أو سبعة ، أو كل جبل . ^ ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشآء والله واسع عليم ( 261 ) ) ^ # 261 - ! 2 " في سبيل الله " 2 ! الجهاد ، أو أبواب البر كلها ، فالنفقة في الجهاد بسبعمائة ضعف ، وفي غيره بعشرة أمثاله ، أو تجوز مضاعفتها / بسبعمائة . ! 2 " واسع " 2 ! لا يضيق عن الزيادة ! 2 " عليم " 2 ! بمستحقها ، أو ! 2 " واسع " 2 ! الرحمة لا يضيق عن المضاعفة ! 2 " عليم " 2 ! بالنفقة . ^ ( الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون مآ أنفقوا مناً ولآ أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ( 262 ) قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعهآ أذى والله غني حليم ( 263 ) يآ أيها الذين ءامنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئآء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلداً لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين ( 264 ) ) ^ # 262 - ! 2 " منا " 2 ! كقوله : أحسنت إليك ونعشتك . ! 2 " أذى " 2 ! كقوله : من أبلاني بك وأنت أبداً فقير . ! 2 " ولا خوف عليهم " 2 ! في ثواب الآخرة ، أو من أهوالها .
@ 242 @ # 263 - ! 2 " قول معروف " 2 ! حسن ! 2 " ومغفرة " 2 ! وعفو عن أذى السائل ، أو سلامة عن المعصية . # 264 - ! 2 " لا تبطلوا " 2 ! فضل صدقاتكم دون ثوابها ، بخلاف المرائي فإنه لا ثواب له ، لأنه لم يقصد وجه الله تعالى . ! 2 " صفوان " 2 ! جمع صفوانه وهي حجر أملس . والوابل : المطر الشديد الواقع . والصلد : من الحجارة ما صلب ، ومن الأرض : ما لم ينبت تشبيها بالحجر . ^ ( شيء مما كسبوا ) ^ أنفقوا ، لما طلبوا بها الكسب سميت كسباً ، وهو مثل المرائي في بطلان ثوابه ، والمانِّ في بطلان فضله . ^ ( ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغآء مرضات الله وتثبيتاً من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فئاتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير ( 265 ) ) ^ # 265 - ! 2 " وتثبيتا من أنفسهم " 2 ! أين يضعون الصدقة ، أو توطينا لها بالثبوت على الطاعة ، أو بقوة اليقين ، ونصرة الدين . ! 2 " بربوة " 2 ! مكان مرتفع ، نبتها أحسن ، وريعها أكثر . ! 2 " أكلها " 2 ! الأكل للطعام . ! 2 " ضعفين " 2 ! مثلين ، ضعف الشيء : مثله زائداً عليه ، وضعفاه : مثلاه زائداً عليه عند الجمهور ، أو ضعف الشيء : مثلاه . ^ ( أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفآء فأصابهآ إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبيّن الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون ( 266 ) ) ^ # 266 - ! 2 " إعصار " 2 ! ريح تهب من الأرض إلى السماء كالعمود ، لأنها تلتف كالتفاف الثوب المعصور ، وتسميها العامة ' الزوبعة ' قال :
@ 243 @ % ( إن كنت ريحاً فقد لاقيت إعصاراً % ) % مثل لانقطاع أجر المرائي عند حاجته ، أو مثل للمفرط في الطاعة بملاذ الدنيا ، أو للذي يختم عمله بفساد . قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - . ^ ( يآ أيها الذين ءامنوآ أنفقوا من طيبات ما كسبتم وممآ أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بئاخذيه إلآ أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غني حميد ( 267 ) الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشآء والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً والله واسع عليم ( 268 ) يؤتى الحكمة من يشآء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً وما يذكر إلآ أولوا الألباب ( 269 ) ) ^ # 267 - ! 2 " أنفقوا " 2 ! الزكاة المفروضة ، أو التطوع . ! 2 " كسبتم " 2 ! من الذهب والفضة ، أو من التجارة . ! 2 " أخرجنا لكم من الأرض " 2 ! من الزروع والثمار ! 2 " ولا تيمموا " 2 ! الخليل : ' أممته : قصدت أمامه ، ويممته : تعمدته من أي جهة كان ' ، أو هما سواء . ! 2 " الخبيث " 2 ! حشف كانوا يجعلونه في تمر الصدقة ، أو الحرام ، والخبيث : الرديء من كل شيء . ! 2 " تغمضوا " 2 ! تتساهلوا ، أو تحطوا في الثمن أو إلاّ أن يوكس . # 269 - ! 2 " الحكمة " 2 ! الفقه في القرآن ، أو العلم بالدين ، أو الفهم أو النبوة ،
@ 244 @ أو الخشية ، أو الإصابة ، أو الكتابة . ^ ( ومآ أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه وما للظالمين من أنصار ( 270 ) إن تبدوا الصدقات فنعمّا هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقرآء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعلمون خبير ( 271 ) ) ^ # 271 - ! 2 " فنعما هي " 2 ! ليس في إبدائها كراهة . ^ ( وإن تخفوا ) ^ صدقة التطوع ، أو الفرض والتطوع . ! 2 " من سيئاتكم " 2 ! من ' زائدة ' أو للتبعيض ، لأن الطاعة بغير التوبة لا تكفر إلا الصغائر . ^ ( ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشآء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغآء وجه الله وما تنفقوا من خير يوّف إليكم وأنتم لا تظلمون ( 272 ) للفقرآء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل أغنيآء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسئلون الناس إلحافاً وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم ( 273 ) الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ( 274 ) ) ^ # 273 - ! 2 " للفقراء " 2 ! فقراء المهاجرين . ! 2 " أحصروا " 2 ! امتنعوا من المعاش خوف الكفار ، أو منعهم الكفار بخوفهم منهم . ! 2 " ضربا " 2 ! تصرفاً أو تجارة . ! 2 " بسيماهم " 2 ! بخشوعهم ، أو فقرهم ، ! 2 " إلحافا " 2 ! / إلحاحاً في السؤال .
@ 245 @ # 274 - ! 2 " الذين ينفقون " 2 ! نزلت في علي - رضي الله تعالى عنه - كان معه أربعة دنانير فأنفقها على هذا الوجه ، أو في النفقة على خيل الجهاد ، أو في كل نفقة طاعة . ^ ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلاّ كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوآ إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جآءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ( 275 ) يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم ( 276 ) إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وءاتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ( 277 ) ) ^ # 275 - ! 2 " يأكلون " 2 ! يأخذون ، عبر به عن الأخذ ، لأنه الأغلب والربا : الزيادة على الدين لمكان الأجل ، ربا السويق زاد . ! 2 " لا يقومون " 2 ! من قبورهم يوم القيامة . ! 2 " يتخبطه " 2 ! يتخنقه الشيطان في الدنيا . ! 2 " من المس " 2 ! وهو الجنون ، وذلك لغلبة السوداء ، فنسب إلى الشيطان تشبيهاً بما يفعله من إغوائه به ، أو هو فعل للشيطان ، لجوازه عقلاً ، وهو ظاهر القرآن . ! 2 " إنما البيع " 2 ! قالته ثقيف ، وكانوا من أكثر العرب رباً . ! 2 " ما سلف " 2 ! ما أكل من الربا لا يلزمه رده . # 276 - ! 2 " يمحق الله الربا " 2 ! ينقصه شيئاً بعد شيء ، من محاق الشهر ،
@
246 @ لنقصان الهلال فيه . ^ ( ويربي الصدقات ) ^ يضاعف أجرها وعداً منه واجباً ،
أو ينمي المال الذي أخرجت منه ^ ( يآ أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وذروا ما بقي
من الربا إن كنتم مؤمنين ( 278 ) فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن
تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون ( 279 ) وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى
ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون ( 280 ) واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى
الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ( 281 ) ) ^ # 278 - ! 2 " وذروا
ما بقي " 2 ! نزلت في بقية من الربا للعباس ومسعود وعبد يا ليل وحبيب وربيعة
. ! 2 " إن كنتم مؤمنين " 2 ! على ظاهره ، أو من كان مؤمناً فهذا حكمه .
@ 247 @ # 279 - ! 2 " لا تظلمون " 2 ! بأخذ زيادة على رأس المال . ! 2
" ولا تظلمون " 2 ! بنقص رأس المال . # 280 - ! 2 " فنظرة " 2
! يجب الإنظار في دين الربا خاصة ، أو في كل دين ، أو الإنظار في دين الربا بالنص
وفي غيره بالقياس . ! 2 " ميسرة " 2 ! أن يوسر عند الأكثر ، أو الموت -
عند إبراهيم ! 2 " وأن تصدقوا " 2 ! على المعسر بالإبراء خير من الإنظار
. # 281 - ! 2 " إلى الله " 2 ! إلى جزائه ، أو ملكه . ! 2 " ما
كسبت " 2 ! من الأعمال ، أو الثواب والعقاب . ! 2 " لا يظلمون " 2
! بنقص ما يستحقونه من الثواب ، ولا بالزيادة على ما يستحقونه من العقاب ، هذه آخر
آية نزلت ، وقال ابن جريج : ' مكث الرسول صلى الله عليه وسلم بعدها تسع ليال ' . ^
( يآ أيها الذين ءامنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم
@ 248 @ كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئاً فإن كان الذي عليه الحق سفيهاً أو ضعيفاً أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهدآء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ولا يأب الشهدآء إذا ما دعوا ولا تسئموآ أن تكتبوه صغيراً أو كبيراً إلى أجله ذالكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا إلآ أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها وأشهدوا إذا تبايعتم ولا يضآر كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم ( 282 ) ) ^ # 282 - ^ ( تداينتم ) ^ تجازيتم ، أو تعاملتم ، ^ ( فاكتبوه ) ^ ندب ، أو فرض . ^ ( فليكتب ) ^ فرض كفاية على الكاتب ، أو واجب في حال فراغه ، أو ندب ، أو نسخ بقوله - تعالى - ^ ( ولا يضار كاتب ) ^ ^ ( ولا يبخس ) ! 2 " لا ينقص " 2 ! ( سفيها ) ^ لا يعرف الصواب في إملاء ما عليه ، أو الطفل ، أو المرأة والصبي ، أو المبذر لماله المفسد لدينه . ^ ( ضعيفاً ) ^ أحمق ، أو عاجزاً عن الإملاء ، لعي ، أو خرس . ^ ( لايستطيع ) ^ لعيه وخرسه ، أو لجنونه ، أو لحبسه ، أو غيبته . ^ ( وليه ) ^ ولي الحق ، أو ولي من عليه الدين . ^ ( واستشهدوا ) ^ ندب ، أو فرض كفاية . ^ ( ترضون ) ^ الأحرار المسلمون العدول ، أو المسلمون العدول وإن كانوا أرقاء . ^ ( فتذكر ) ^ / من الذكر ، أو بجعلها كذكر من الرجال ^ ( دعوا ) ^ لتحملها وكتابتها ، أو لأدائها ، أولهما وذلك ندب ، أو
@ 249 @ فرض كفاية ، أو فرض عين . ! 2 " ولا تسأموا " 2 ! لا تملوا ! 2 " صغيرا " 2 ! لا يراد به التافه الحقير كالدانق لخروجه عن العرف . ! 2 " أقسط " 2 ! أعدل . ! 2 " وأقوم " 2 ! وأصح من الاستقامة . ! 2 " وأشهدوا إذا تبايعتم " 2 ! فرض ، أو ندب . ! 2 " ولا يضار كاتب " 2 ! بأن يكتب ما لم يمل عليه ، ولا يشهد الشاهد بما لم يستشهد ، أو يمنع الكاتب أن يكتب والشاهد أن يشهد ، أو يدعيان وهما مشغولان . ! 2 " فسوق " 2 ! معصية ، أو كذب . ^ ( وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتباً فرهان مقبوضة فإن أمن بعضكم بعضاً فليؤد الذي اؤتمن أمانته وليتق الله ربه ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه ءاثم قلبه والله بما تعملون عليم ( 283 ) ) ^ # 283 - ^ ( ^ ( آثم قلبه ) ^ فاجر ، أو مكتسب لإثم الكتمان . ^ ( لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشآء ويعذّب من يشآء والله على كل شيء قدير ( 284 ) ) ^ # 284 - ^ ( لله ما في السموات ) ^ له تدبير ذلك ، أو ملكه . ^ ( وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه ) ^ كتمان الشهادة ، أو ما حدث به نفسه من سوء أو معصية ، فنسخت بقوله تعالى ^ ( ربنا لا تؤاخذنا ) ! 2 " الي " 2 ! ( الكافرين ) ^ ، أو هي محكمة فيؤاخذ الإنسان بما أضمره إلا أن [ الله ] يغفره للمؤمن فيؤاخذ به الكافر ، أو هي عامة في المؤاخذة بما أضمره ، أو هي عامة ومؤاخذة المسلم بمصائب الدنيا .
@ 250 @ ^ ( ءامن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل ءامن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ( 285 ) لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ( 286 ) # 285 - ^ ( وكتابه ) ^ القرآن ، أو جنس الكتب . ^ ( لا نفرق ) ^ لا نؤمن ببعض ونكفر ببعض . ^ ( غفرانك ) ^ نسألك غفرانك ، وإلى جزائك المصير . # 286 - ^ ( وسعها ) ^ طاقتها ^ ( كسبت ) ^ من الحسنات ^ ( اكتسبت ) ^ من السيئات . ^ ( نسينا ) ^ أمرك أو تركناه ^ ( أخطأنا ) ^ أصبنا من المعاصي بالشبهات ، أو تعمدنا . ^ ( إصرا ) ^ عهدا نعجز عن القيام به ، أو لا تمسخنا قردة وخنازير ، أو أو الذنب الذي لا توبة له ولا كفارة ، أو الثقل العظيم . ^ ( الذين من قبلنا ) ^ بنو إسرائيل فيما حملوه من قتل أنفسهم . ^ ( لا طاقة لنا به ) ^ من العذاب ، أو مما كلفته بنو إسرائيل . ^ ( مولانا ) ^ ولينا وناصرنا .
@
251 @
( سورة آل عمران )
( مدنية اتفاقا )
بسم الله الرحمن الرحيم
^ ( ألم ( 1 ) الله لا إله إلا هو الحي القيوم ( 2 ) نزل عليك الكتب بالحق مصدقا
لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل ( 3 ) من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إن
الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام ( 4 ) إن الله لا يخفى
عليه شيء في الأرض ولا في السماء ( 5 ) هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله
إلا هو العزيز الحكيم ( 6 ) # 3 - ^ ( بالحق ) ! 2 " بالصدق " 2 ! (
مصدقا لما بين يديه ) ^ يخبر عما قبله خبر صدق دال على إعجازه ، أو يخبر بصدق
الأنبياء فيما أتوا به . ^ ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه ءايات محكمات هن أم
الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء
الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون ءامنا
به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب ( 7 ) ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ
هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ( 8 ) ربنا إنك جامع الناس ليوم لا
ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد ( 9 ) ) ^ 37 - ^ ( محكمات ) ^ المحكم : الناسخ ،
والمتشابه : المنسوخ ، أو
@ 252 @ المحكم : ما أحكم بيان حلاله وحرامه فلم يشتبه ، والمتشابه : ما اشتبهت معانيه ، أو المحكم : ما لا يحتمل إلا وجها واحدا والمتشابه : ما احتمل أوجها ، أو المحكم : ما لم يتكرر لفظه ، المتشابه ما تكرر لفظه ، أو المحكم : ما فهمه العلماء ، والمتشابه ما لا طريق لهم إلى فهمه ، كقيام الساعة ، ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام ، وطلوع الشمس من مغربها ، وجعله محكما ومتشابها استدعاء للنظر من غير اتكال على الخبر . / ! 2 " أم الكتاب " 2 ! آيات الفرائض والحدود ، أو فواتح السور التي يستخرج منها القرآن . ! 2 " زيغ " 2 ! ميل عن الحق ، أو شك . ! 2 " ما تشابه منه " 2 ! الأجل الذي أرادت اليهود [ أن ] تعرفه من حساب الجمل ، أو معرفة عواقب القرآن في العلم بورود النسخ قبل وقته ، أو نزلت في وفد نجران حاجوا الرسول صلى الله عليه وسلم في المسيح عليه الصلاة والسلام فقالوا للرسول : أليس هو كلمة الله - تعالى - وروحه ، فقال : بلى ، فقالوا : حسبنا . ! 2 " الفتنة " 2 ! الشرك ، أو اللبس ، أو الشبهة التي حاج بها وفد نجران . ! 2 " وما يعلم تأويله " 2 ! تأويل جميع المتشابه ، لأن في الناس من يعلم تأويل بعضه ، أو يوم القيامة لما فيه من الوعد والوعيد . ! 2 " الراسخون " 2 ! الثابتون العاملون . ^ ( إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئاً واولئك هم وقود
@ 253 @ النار ( 10 ) كدأب ءال فرعون والذين من قبلهم كذّبوا بئاياتنا فأخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب ( 11 ) ) ^ # 11 - ^ ( كدأب آل فرعون ) ^ كعادتهم في تكذيب الحق ، أو في العقوبة على ذنوبهم . ^ ( قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد ( 12 ) قد كان لكم ءاية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأى العين والله يؤيد بنصره من يشآء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار ( 13 ) ) ^ # 12 - ^ ( ستغلبون ) ^ نزلت في قريش قبل بدر بسنة فأنجز الله - تعالى - وعده بمن قتل ببدر ، أو في يهود بني قينقاع لما حذرهم الرسول صلى الله عليه وسلم ما نزل بأهل بدر ، قالوا : لسنا بقريش الأغمار ، أو نزلت في عامة الكفار . ^ ( المهاد ) ^ ما مهدوه لأنفسهم ، أو القرار . # 13 - ^ ( فئة تقاتل في سبيل الله ) ^ المؤمنون ببدر . ^ ( وأخرى كافرة ) ^
@ 254 @ قريش . ! 2 " يرونهم " 2 ! كان المؤمنون ثلاثمائة وبضعة عشر ، والكفار ألف ، أو ما بين تسعمائة إلى ألف ، فرأى المؤمنون الكافرين مثلي عدد المؤمنين تقوية من الله - لقلوبهم ، أو رأى الكافرون المؤمنين مثلي عددهم إضعافاً من الله - تعالى - لقلوبهم . ^ ( زين للناس حب الشهوات من النسآء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسوّمة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المئاب ( 14 ) قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهّرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد ( 15 ) ) ^ # 14 - ! 2 " زين للناس " 2 ! حسن . والشهوة : من خلق الله - تعالى - ضرورية لا يقدر العبد على دفعها ، زينها الشيطان ، لأن الله - تعالى - ذمها ، أو زينها الرب بما جعله في الطبع من المنازعة إليها ، أو زين الله - تعالى - ما حسن وزين الشيطان ما قبح . ! 2 " القناطير " 2 ! القنطار : ألف ومائتا أوقية وهو مروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو ألف دينار ومائتا دينار ، # عن
@ 255 @ الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً ، أو اثنا عشر ألف درهم ، أو ألف دينار ، أو ثمانون ألفاً ، من الدراهم ، أو مائة رطل من الذهب ، أو سبعون ألفاً ، أو ملء مسك ثور ذهباً ، أو المال الكثير . ! 2 " المقنطرة " 2 ! المقنطرة : المضاعفة ، أو تسعة قناطر ، أو المضروبة دراهم أو دنانير ، أو المجعولة كذلك ، لقولهم : ' دراهم مدرهمة ' . ! 2 " المسومة " 2 ! الراعية ، أو الحسنة ، أو المعلمة ، أو المعدة للجهاد ، أو من السيما مقصور وممدود . ! 2 " والأنعام " 2 ! الإبل ، والبقر / والغنم ، ولا يفرد بعضها باسم النعم إلا الإبل . ! 2 " والحرث " 2 ! الزرع . ^ ( الذين يقولون ربنآ إننا ءامنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار ( 16 ) الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار ( 17 ) ) ^ # 17 - ! 2 " الصابرين " 2 ! عن المعاصي ، أو الصائمين . ! 2 " والقانتين " 2 ! المطيعون ، أو القائمون على العبادة . ! 2 " والمنفقين " 2 ! في الجهاد ، أو في جميع البر . ! 2 " والمستغفرين " 2 ! المصلون ، أو سائلو المغفرة بقولهم ، أو الذين يشهدون الصبح في جماعة ، والسحر من الليل : قبل الفجر . ^ ( شهد الله أنه لآ إله إلاّ هو والملائكة وأولوا العلم قآئماً بالقسط لآ إله إلاّ هو العزيز الحكيم ( 18 ) إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلاّ من بعد ما جآءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بئايات الله فإن الله سريع
@ 256 @ الحساب ( 19 ) فإن حآجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين ءأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد ( 20 ) ) ^ # 18 - ^ ( شهد الله ) ^ أخبر ، أو فعل ما يقوم مقام الشهادة . وشهادة الملائكة ، وأولو العلم بما شاهدوه من دلائل الوحدانية ^ ( بالقسط ) ^ العدل . # 19 - ^ ( الدّين ) ^ هنا الطاعة أي طاعته هي الإسلام ، من السلامة ، لأنه يقود إليها ، أو من التسليم ، لأمره في العمل بطاعته . ^ ( الذين أوتوا الكتاب ) ^ اليهود ، أو النصارى ، أو أهل الكتب كلها . ^ ( بغيا ) ^ عدول عن الحق بغير عناد . # 20 - ^ ( أسلمت ) ^ انقدت . ^ ( وجهي ) ^ نفسي ، انقدت بإخلاص التوحيد . ^ ( الأميين ) ^ الذين لا كتاب لهم ، من الأمي الذي لا يكتب ، # قال ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - ' هم مشركو العرب ' . ^ ( أأسلمتم ) ^ أمر ليس باستفهام . ^ ( إن الذين يكفرون بئايات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم ( 21 ) أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين ( 22 ) ) ^ # 21 - ^ ( يقتلون النبيين ) ^ # قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ' قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبياً أول النهار في ساعة واحدة ، فقام مائة واثنا عشر رجلاً من عبادهم
@ 257 @ فأمروا القاتلين بالمعروف ونهوهم عن المنكر فقتلوهم جميعاً آخر ذلك اليوم . ^ ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون ( 23 ) ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلآ أياماً معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون ( 24 ) فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفّيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ( 25 ) ) ^ # 23 - ! 2 " نصيبا " 2 ! حظاً ، لأنهم لم يعلموا الكل . ! 2 " إلى كتاب الله " 2 ! التوراة ، أو القرآن لموافقته التوراة . ! 2 " ليحكم بينهم " 2 ! في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم أو إن الإسلام دين إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، أو في حد من الحدود . # 24 - ! 2 " أياما معدودات " 2 ! الأربعون التي عبدوا فيها العجل ، أو سبعة أيام ، أو أيام منقطعة لانقضاء العذاب فيها . ! 2 " ما كانوا يفترون " 2 ! بقولهم : ! 2 " نحن أبناء الله وأحباؤه " 2 ! [ المائدة : 18 ] أو قولهم : ! 2 " لن تمسنا النار " 2 ! . ^ ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشآء وتنزع الملك ممن تشآء وتعز من تشآء
@ 258 @ وتذل من تشآء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير ( 26 ) تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشآء بغير حساب ( 27 ) لا يتخذ المؤمنون الكافرين أوليآء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلآ أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير ( 28 ) قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء قدير ( 29 ) يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيداً ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد ( 30 ) قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ( 31 ) قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين ( 32 ) ) ^ # 26 - ^ ( مالك ) ^ مالك الدنيا والآخرة ، أو مالك العباد وما ملكوه ، أو مالك النبوة ^ ( تؤتي الملك ) ^ النبوة ، أو السلطان . دعا الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يجعل الله - تعالى - ملك فارس والروم في أمته فنزلت ^ ( بيدك الخير ) ^ خص بالذكر ، لأنه المعروف من فعله . # 27 - ^ ( تولج الليل في النهار ) ^ تجعل كل واحد منهما بدلاً من الآخر ، أو تدخل نقصان كل واحد منهما في زيادة الآخر . ^ ( وتخرج الحي ) ^ الحيوان من النطفة ، والنطفة من الحيوان ، أو المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن ، الميت
@ 259 @ والميت واحد ، أو الميت الذي مات وبالتشديد الذي لم يمت . ^ ( إن الله اصطفىءادم ونوحاً وءال إبراهيم وءال عمران على العالمين ( 33 ) ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ( 34 ) ) ^ # 33 - ! 2 " آل عمران " 2 ! موسى وهارون ، أو المسيح - عليهم الصلاة والسلام لأن أمه بنت عمران ، اصطفاهم بالنبوة ، أو بتفضيلهم على أهل زمانهم ، أو باختيار دينهم لهم . # 34 - ! 2 " بعضها من بعض " 2 ! بالتناصر دون النسب ، أو بالنسب ، لأنهم من ذرية آدم ثم من ذرية نوح ثم من ذرية إبراهيم - عليهم الصلاة والسلام - . ^ ( إذ قالت امرأت عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محرراً فتقبل مني إنك أنت السميع العليم ( 35 ) فلما وضعتها قالت رب إني وضعتهآ أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ( 36 ) ) ^ # 35 - ! 2 " محررا " 2 ! مخلصاً للعبادة ، أو خادماً للبيعة ، أو عتيقاً من أمر الدنيا لطاعة الله - تعالى - . # 36 - ! 2 " وضعتها أنثى " 2 ! اعتذرت بذلك لعدوله عن نذرها . ! 2 " وليس الذكر كالأنثى " 2 ! إذ لا تصلح لخدمة بيت المقدس ، ولصيانتها عن التبرج . ! 2 " وإني أعيذها " 2 ! من طعن الشيطان الذي يستهل به المولود ، أو من إغوائه ! 2 " الرجيم " 2 ! المرجوم بالشهب . ^ ( فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسناً وكفلّها زكريا كلما دخل عليها زكريا
@ 260 @ المحراب وجد عندها رزقاً قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشآء بغير حساب ( 37 ) ) ^ # 37 - ^ ( فتقبلها ) ^ رضيها في النذر . ^ ( وأنبتها ) ^ أنشأها إنشاء حسناً في غذائها وحسن تربيتها . ^ ( المحراب ) ^ أكرم موضع في المجلس . ^ ( رزقا ) ^ فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف ، أو لم تلقم ثدياً حتى تكلمت في المهد ، وكان يأتيها رزقها من الجنة ، وكان ذلك بدعوة زكريا - عليه الصلاة والسلام - . أو توطئة لنبوة المسيح عليه الصلاة والسلام ^ ( من عند الله ) ^ يأتيها الله - تعالى - به أو بعض الأولياء ، بتسخير الله تعالى ^ ( إن الله يرزق من يشاء ) ^ من قول الله تعالى ، أو من قول مريم - عليها السلام - . ^ ( هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعآء ( 38 ) فنادته الملآئكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقاً بكلمة من الله وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين ( 39 ) قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشآء ( 40 ) قال رب اجعل لي ءاية قال ءايتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار ( 41 ) ) ^ # 38 - ^ ( دعا زكريا ربه ) ^ بإذنه له في ذلك ، لأنه معجز فلا يطلب إلا بإذن ، أو لما رأى خرق العادة في رزق مريم طمع في الولد من عاقر فدعا ^ ( طيبة ) ! 2 " مباركة " 2 ! ( سميع الدعاء ) ^ مجيب الدعاء ، لأن الإجابة بعد السماع . # 39 - ^ ( الملائكة ) ^ جبريل - عليه السلام - ، أو جماعة من الملائكة .
@ 261 @ ! 2 " يحيي " 2 ! سماه الله - تعالى - ' يحيى ' قبل ولادته ، قيل : لأنه حيا بالإيمان ! 2 " بكلمة " 2 ! كتاب ، أو بالمسيح ، سمي بالكلمة ، لأنه يهتدى به كما يهتدى بكلام الله - تعالى - ، أو لأنه خلق بالكلمة من غير أب . ! 2 " وسيدا " 2 ! حليماً ، أو تقياً ، أو شريفاً ، أو فقيهاً عالماً ، أو رئيساً على المؤمنين . ! 2 " وحصورا " 2 ! عنينا لا ماء له ، أو لا يأتي النساء ، أو لم يكن له ما يأتي به النساء لأنه كان كالنواة . # 40 - ! 2 " بلغني الكبر " 2 ! ، لأنه بمنزلة الطالب له . ! 2 " عاقر " 2 ! لا تلد ، وإنما قال ذلك بعد البشارة تعجباً من قدرة الله - تعالى - وتعظيماً لأمره ، أو أراد [ أن ] يعلم على أي حال يكون ؟ بأن يردا إلى شبابهما ، أو على حال الكبر . # 41 - ! 2 " أيه " 2 ! علامة لوقت الحمل لتعجيل السرور به . ! 2 " رمزا " 2 ! تحريك الشفتين ، أو الإشارة أو الإيماء . ! 2 " واذكر ربك " 2 ! منع من الكلام ولم يمنع من الذكر . ! 2 " بالعشي " 2 ! أصله الظلمة فسمي ما بعد الزوال عشياً لاتصاله بالظلام . / والعشا : ضعف البصر . ! 2 " الإبكار " 2 ! من الفجر إلى الضحى أصله التعجيل ، لأنه تعجيل للضياء . ^ ( وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نسآء العالمين ( 42 ) يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ( 43 ) ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون ( 44 ) ) ^ # 42 - ! 2 " اصطفاك " 2 ! لولادة المسيح ، أو على عالمي زمانك . ! 2 " وطهرك " 2 ! من الكفر ، أو من أدناس الحيض والنفاس . ! 2 " واصطفاك " 2 ! تأكيد للاصطفاء [ أو ]
@ 262 @ الأول للعبادة ، والثاني لولادة المسيح عليه الصلاة والسلام . # 43 - ! 2 " اقنتي " 2 ! أخلصي لربك ، أو أديمي طاعته ، أو أطيلي القيام في الصلاة . ! 2 " واسجدي " 2 ! كان السجود في شرعهم مقدماً على الركوع ، أو ' الواو ' لا ترتيب فيها ، فكلمتها الملائكة معجزة لزكريا عليه الصلاة والسلام ، أو توكيداً لنبوة المسيح - عليه الصلاة والسلام - ، أصل السجود : الانخفاض الشديد ، والركوع : دونه . ! 2 " مع الراكعين " 2 ! افعلي كفعلهم ، أو صلي في جماعة . # 44 - ! 2 " أنباء الغيب " 2 ! البشارة بالمسيح - عليه الصلاة والسلام - أصل الوحي : إلقاء المعنى إلى صاحبه ، فيلقى إلى الرسل بالإنزال ، وإلى النحل بالإلهام ، ومن بعض إلى بعض بالإشارة ! 2 " فأوحى إليهم " 2 ! [ مريم : 11 ] . % ( . . . . . . . . . . . . . . % أوحى لها القرار فاستقرت ) % ! 2 " يلقون أقلامهم " 2 ! قالو نحن أحق بكفالتها ، لأنها ابنة إمامنا وعالمنا وقال زكريا : ' أنا أحق لأن خالتها عندي ' ، فاقترعوا على ذلك بأقلامهم وهي القداح - فأصعد قلم زكريا في جرية الماء ، وانحدرت أقلامهم مع الجرية ، فقرعهم فكفلها ، أو كفلها زكريا بغير قرعة ، ثم أصابتهم أزمة ضعف بها عن مؤنتها فقال : ليأخذها أحدكم فتدافعوها فاقترعوا فقرعهم زكريا عليه الصلاة والسلام .
@ 263 @ ^ ( إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقّربين ( 45 ) ويكلم الناس في المهد وكهلاً ومن الصالحين ( 46 ) قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشآء إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون ( 47 ) ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ( 48 ) ورسولاً إلى بني إسرآءيل أني قد جئتكم بئاية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله وأبرىء الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين ( 49 ) ومصدقاً لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم بئاية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون ( 50 ) إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم ( 51 ) ) ^ # 45 - ! 2 " المسيح " 2 ! ، لأنه مسح بالبركة ، أو مسح بالتطهير من الذنوب . # 46 - ! 2 " المهد " 2 ! من التمهيد ، تكلم فيه تبرئة لأمه ، أو لظهور معجزته ، وكان في المهد نبيا ، لظهور المعجزة ، أو لم يكن حينئذ نبيا وكان كلامه تأسيساً لنبوته . ! 2 " وكهلا " 2 ! حليماً ، أو كهلاً في السن ، والكهولة أربع وثلاثون سنة ، أو فوق حال الغلام ودون حال الشيخ ، أخذ من القوة ، اكتهل النبت إذا طال وقوي ، يريد يكلمهم كهلاً بالوحي ، أو يتكلم صغيراً بكلام الكهل في السن . ^ ( فلمآ أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله ءامنا بالله واشهد بأنا مسلمون ( 52 ) ربنآ ءامنا بمآ أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ( 53 ) ومكروا ومكر الله والله خير
@ 264 @ الماكرين ( 54 ) ) ^ # 52 - ^ ( أنصاري إلى الله ) ^ مع الله ، أو في السبيل إلى الله ، أو من ينصرني إلى نصر الله . ^ ( الحواريون ) ^ لبياض ثيابهم ، أو كانوا قصارين يبيضون الثياب ، أو هم خواص الأنبياء ، لنقاء قلوبهم من الحور ، وهو شدة البياض ، ومنه الحواري من الطعام ، استنصرهم ليمنعوه من قتل الذين أرادوا قتله ، أو ليتمكن من إقامة الحجة وإظهار الحق ، أو ليميز المؤمن من الكافر . # 53 - ^ ( فاكتبنا مع الشاهدين ) ^ ثبت أسماءنا مع أسمائهم لننال مثل كرامتهم ، أو صل ما بيننا وبينهم بالإخلاص على التقوى . # 54 - ^ ( ومكروا ) ^ بالمسيح - عليه الصلاة والسلام - ، ليقتلوه فمكر الله - تعالى - بهم بالخيبة بإلقاء شبهه / على غيره ، أو مكروا بإضمار الكفر ومكر الله لمجازاتهم بالعقوبة ، وذكر ذلك للازدواج ، كقوله - تعالى - ^ ( فاعتدوا عليه ) ^ [ البقرة : 194 ] وأصل المكر الالتفاف ، الشجر المتلف مكر ، فالمكر احتيال على الإنسان ، لإلقاء المكروه به ، والفرق بينه وبين الحيلة أنه لا يكون إلا لقصد الإضرار ، والحيلة قد تكون لإظهار ما يعسر من غير قصد إضرار . ^ ( إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون ( 55 ) فأما الذين كفروا فأعذبهم عذاباً شديداً في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين ( 56 ) وأما الذين ءامنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم والله لا يحب الظالمين ( 57 ) ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم ( 58 ) ) ^ # 55 - ^ ( متوفيك ) ^ قابضك إلى السماء من غير وفاة بموت ، أو وفاة نوم
@ 265 @ للرفع إلى السماء ، أو مميتك ، أو فيه تقديم معناه : رافعك ومتوفيك بعد ذلك . ! 2 " الي " 2 ! إلى سمائي ، أو كرامتي . ! 2 " ومطهرك " 2 ! بإخراجك من بينهم ، أو بمنعهم من قتلك . ! 2 " فوق الذين كفروا " 2 ! بالحجة ، أو بالعز والغلبة . ! 2 " الذين اتبعوك " 2 ! الذين آمنوا بك فوق الذين كذبوا عليك ، أو النصارى فوق ، إذ النصارى أعز من اليهود فلا مملكة لليهود بخلاف الروم . ^ ( إن مثل عيسى عند الله كمثل ءادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ( 59 ) الحق من ربك فلا تكن من الممترين ( 60 ) فمن حآجك فيه من بعد ما جآءك من العلم فقل تعالوا ندع أبنآءنا وأبنآءكم ونسآءنا ونسآءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين ( 61 ) إن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم ( 62 ) فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين ( 63 ) ) ^ # 61 - ! 2 " فمن حاجك فيه " 2 ! الضمير لعيسى عليه الصلاة والسلام ، أو للحق [ ! 2 " فقل تعالوا " 2 ! ] المدعو للمباهلة نصارى نجران . ! 2 " نبتهل " 2 ! نلتعن ، أو ندعو بالهلاك . % ( . . . . . . . . . . . . . . % نظر الدهر إليهم فابتهل ) % أي دعا عليهم بالهلاك ، لما نزلت أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم بيد علي وفاطمة وولديها - رضي الله تعالى عنهم - ثم دعاهم إلى المباهلة فقال بعضهم لبعض :
@
266 @ ' إن باهلتموه اضطرم عليكم الوادي ناراً فامتنعوا ' . ^ ( قل يآ أهل الكتاب
تعالوا إلى كلمة سوآء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ
بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ( 64 ) ) ^
# 64 - ! 2 " تعالوا " 2 ! خطاب لنصارى نجران ، أو ليهود المدينة ، ! 2
" أربابا " 2 ! هو سجود بعضهم لبعض ، أو طاعة الأتباع للرؤساء . ^ ( يآ
أهل الكتاب لم تحآجون في إبراهيم ومآ أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا
تعقلون ( 65 ) هآأنتم هؤلآء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحآجون فيما
@ 267 @ ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ( 66 ) ما كان إبراهيم يهودياً
ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين ( 67 ) إن أولى الناس
بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين ءامنوا والله ولي المؤمنين ( 68 ) ) ^ #
67 - ^ ( ما كان إبراهيم ) ^ لما اجتمعت اليهود والنصارى عند الرسول صلى الله عليه
وسلم فقالت النصارى : لم يكن إبراهيم إلا نصرانياً ، وقالت اليهود : لم يكن إلا
يهودياً فنزلت . . . . # 66 - ^ ( حاججتم ) ^ فيما وجدتموه في كتبكم ، ^ ( فلم
تحاجون ) ^ في شأن إبراهيم ^ ( والله يعلم ) ^ شأنه وأنتم لا تعلمونه . ^ ( ودت
طآئفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلآ أنفسهم وما يشعرون ( 69 ) يآ أهل
الكتاب لم تكفرون بئايات الله وأنتم تشهدون ( 70 ) يآ أهل الكتاب لم تلبسون الحق
بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون ( 71 ) وقالت طآئفة من أهل الكتاب ءامنوا بالذي
أنزل على الذين ءامنوا وجه النهار واكفروا ءاخره لعلهم يرجعون ( 72 ) ولا تؤمنوا
إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل مآ
@ 268 @ أوتيتم أو يحآجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشآء والله واسع عليم ( 73 ) يختص برحمته من يشآء والله ذو الفضل العظيم ( 74 ) ) ^ # 710 - ^ ( وأنتم تشهدون ) ^ بما يدل على صحة الآيات من كتابكم المبشر بها ، أو تشهدون بمثلها من آيات الآنبياء ، أو تشهدون بما عليكم فيه الحجة . # 71 - ^ ( تلبسون الحق بالباطل ) ^ الإيمان بموسى وعيسى والكفر بمحمد - عليه الصلاة والسلام - ، أو تحريف التوراة والإنجيل ، أو الدعاء إلى إظهار الإسلام أول النهار والكفر آخره ، طلباً لتشكيك الناس فيه . ^ ( وتكتمون ) ^ صفة محمد صلى الله عليه وسلم وأنتم تعلمونها من كتبكم . # 73 - ^ ( ولا تؤمنوا إلا ) ^ قاله اليهود بعضهم لبعض ، أو قاله يهود خيبر ليهود المدينة ، نهوا عن ذلك لئلا يكون طريقاً لعبدة الأوثان إلى تصديقه ، أو لئلا يعرفوا به فيلزمهم الدخول فيه . ^ ( الهدى هدى الله ) ^ أن لا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أيها المسلمون فحذف : لا ' ، أو ^ ( الهدى هدى الله ) ^ / فلا تجحدوا أ [ ن ] يؤتى ^ ( أو يحاجوكم ) ^ ولا تؤمنوا أن يحاجوكم إذ لا حجة لهم ، أو يكون ' أو ' بمعنى حتى تبعيداً كقولك ' لا يلقاه أو تقوم الساعة '
@ 269 @ قاله الكسائي والفراء . # 74 - ! 2 " برحمته " 2 ! النبوة ، أو القرآن والإسلام ، وهل تكون النبوة جزاء على عمل ، أو تفضلاً ؟ فيه مذهبان . ^ ( ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلاّ ما دمت عليه قآئماً ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ( 75 ) بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين ( 76 ) ) ^ # 75 - ! 2 " بقنطار " 2 ! ' الباء ' فيه ، وفي الدينار لإلصاق الأمانة به ، أو بمعنى ' على ' ! 2 " قائما " 2 ! بالاقتضاء ، أو ملازماً ، أو قائماً على رأسه . ! 2 " الأميين " 2 ! العرب ، قالوا لا سبيل علينا في أموالهم لإشراكهم ، أو لتحولهم عن الدين الذي عاملناهم عليه ، ولما نزلت قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ' كذب أعداء الله ما شيء كان في الجاهلية
@
270 @ إلا وهو تحت قدمي إلا الأمانة فإنها مؤداة إلى البر والفاجر ' . ^ ( إن
الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا
يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ( 77 ) وإن
منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون
هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ( 78 ) ) ^
# 77 - ! 2 " بعهد الله " 2 ! أمره ونهيه ، أو ما جعل في العقل من الزجر
عن الباطل والانقياد إلى الحق . ! 2 " لا خلاق " 2 ! من الخلق وهو
التقدير أي لا نصيب ، أو من الخلق أي لا نصيب لهم مما يوجبه الخلق الكريم . ! 2
" ولا يكلمهم " 2 ! بما يسرهم بل بما يسوؤهم عند الحساب ، لقوله تعالى :
! 2 " علينا حسابهم " 2 ! [ الغاشية : 26 ] أو لا يكلمهم أصلاً بل يكل
حسابهم إلى الملائكة . ! 2 " ولا ينظر إليهم " 2 ! لا يراهم ، أو لا يمن
عليهم . ! 2 " ولا يزكيهم " 2 ! لا يقضي بزكاتهم ، نزلت فيمن حلف يميناً
فاجرة لينفق بيع سلعته ، أو في
@ 271 @ الأشعث نازع خصماً في أرض فقام ليحلف فنزلت فنكل الأشعث واعترف بالحق ، أو
في أربعة من أحبار اليهود ، كتبوا كتاباً وحلفوا أنه من عند الله فيما ادعوا أنه
ليس عليهم في الأميين سبيل .
@ 272 @ ^ ( ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ( 79 ) ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون ( 80 ) ) ^ # 79 - ! 2 " ما كان لبشر " 2 ! قالت طائفة من اليهود للرسول صلى الله عليه وسلم : أتدعونا إلى عبادتك كما دعا المسيح النصارى ؟ فنزلت ! 2 " ربانيين " 2 ! فقهاء علماء ، أو حكماء أتقياء ، أو الولاة الذين يربون أمور الناس ، أخذ الرباني ممن يرب الأمور بتدبيره ولذلك قيل للعالم رباني ، لأنه يدبر الأمور بعلمه ، أو الرباني مضاف إلى علم الرب . ^ ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لمآ ءاتيتكم من كتاب وحكمة ثم جآءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ءأقررتم وأخذتم على ذالكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين ( 81 ) فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ( 82 ) ) ^ # 81 - ! 2 " ميثاق النبيين " 2 ! أن يؤمنوا بالآخرة ، أو يأخذوا على قومهم تصديق محمد صلى الله عليه وسلم ! 2 " ثم جاءكم رسول " 2 ! محمد صلى الله عليه وسلم ! 2 " مصدق لما معكم " 2 ! من التوراة
@ 273 @ والإنجيل . ! 2 " وأخذتم على " 2 ! قبلتم عهدي ، [ أ ] و وأخذتم على متبعكم عهدي ! 2 " فاشهدوا " 2 ! على أممكم ، وأنا من الشاهدين عليكم وعليهم . ^ ( أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون ( 83 ) قل ءامنا بالله ومآ أنزل علينا ومآ أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط ومآ أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ( 84 ) ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ( 85 ) كيف يهدي الله قوماً كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجآءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين ( 86 ) أولئك جزآؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ( 87 ) خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون ( 88 ) إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم ( 89 ) ) ^ # 83 - ! 2 " وله أسلم " 2 ! أسلم المؤمن طوعاً ، والكافر عند الموت كرهاً ، أو أقروا بالعبودية وإن كان فيهم المشرك فيها ، أو سجود المؤمن طوعاً وسجود ظل الكافر كرهاً ، أو طوعاً بالرغبة في الثواب ، وكرهاً لخوف السيف ، أو إسلام الكاره يوم أخرج الذر من ظهر آدم ، أو استسلم بالانقياد والذلة . ^ ( إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم وأولئك هم
@ 274 @ الضآلون ( 90 ) إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهباً ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين ( 91 ) ) ^ # 90 - ^ ( الذين كفروا ) ^ اليهود كفروا بالمسيح . ^ ( ثم ازدادوا كفراً ) ^ بمحمد صلى الله عليه وسلم / . ^ ( لن تقبل توبتهم ) ^ عند الموت ، أو أهل الكتاب لا تقبل توبتهم من ذنوبهم مع إصرارهم على كفرهم ، أو هم مرتدون عزموا على إظهار التوبة تورية فأطلع الله - تعالى - الرسول صلى الله عليه وسلم على سرهم أو اليهود والنصارى كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم بعد إيمانهم به قبل بعثه ، ثم ازدادوا كفراً إلى حضور آجالهم . ^ ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم ( 92 ) ) ^ # 92 - ^ ( البر ) ^ ثواب الله - تعالى - ، أو فعل الخير الذي يستحق به الثواب ، أو الجنة . ^ ( تنفقوا ) ^ الصدقة المفروضة ، أو الفرض والتطوع ، أو الصدقة وغيرها من وجوه البر . ^ ( كل الطعام كان حلاً لبني إسرآءيل إلا ما حرم إسرآءيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوهآ إن كنتم صادقين ( 93 ) فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون ( 94 ) قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين ( 95 ) ) ^ # 93 - ^ ( كل الطعام كان حلاً ) ^ لما أنكرت اليهود تحليل النبي صلى الله عليه وسلم لحوم الإبل أخبر الله - تعالى - أنه أحلها إلى أن حرمها إسرائيل على نفسه ، لما
@ 275 @ أصابه وجع النسا نذر تحريم العروق على نفسه وأحب الطعام إليه ، وكانت لحوم الإبل من أحب الطعام إليه ، ونذر ذلك بإذن الله - تعالى - ، أو باجتهاده ، فحرمت اليهود ذلك اتباعاً لإسرائيل على الأصح ، أو نزلت التوراة بتحريمها . ^ ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين ( 96 ) فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمناً ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ( 97 ) ) ^ # 96 - ! 2 " أول بيت " 2 ! اتفقوا أنه أول بيت وضع للعبادة ، وهل كانت قبله بيوت ؟ أو لم تكن قبله ؟ مذهبان . ! 2 " ببكة " 2 ! ومكة واحد ، أو بكة المسجد ، ومكة الحرم كله ، أو بكة بطن مكة ، أخذت بكة من الزحمة ، تباك القوم ازدحموا ، أو تبك أعناق الجبابرة ، إذا ظلموا فيها لم يمهلوا . ! 2 " مباركا " 2 ! بحصول الثواب لقاصده ، أو يأمن داخله حتى الوحش . # 97 - ! 2 " آيات بينات " 2 ! أثر قدمي إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - في المقام : وهو حجر صلد وفي غير المقام أمن الخائف ، وهيبة البيت ، وتعجيل عقوبة من عتا فيه وقصة أصحاب الفيل . ! 2 " ومن دخله " 2 ! في الجاهلية من الجناة أمن ، وفي الإسلام يأمن من النار ، أو من القتال ، فإنه محظور على داخليه ، ويقام الحد على من جنى [ فيه ] وإن دخله الجاني ففي إقامة الحد عليه مذهبان ؟ ! 2 " من استطاع " 2 ! بالزاد والراحلة ، أو بالبدن وحده ، أو بالمال والبدن . ! 2 " ومن كفر " 2 ! بفرض الحج ، أو لم ير حجه براً وتركه [ إثماً ] ، أو نزلت في
@ 276 @ اليهود لما نزل قوله تعالى ! 2 " ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه " 2 ! [ 85 ] قالوا نحن مسلمون ، فأمروا بالحج فامتنعوا فنزلت . . . . ^ ( قل يآ أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون ( 98 ) قل يآ أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجاً وأنتم شهدآء وما الله بغافل عما تعملون ( 99 ) ) ^ # 99 - ! 2 " تصدون عن سبيل الله " 2 ! هم اليهود أغروا بين الأوس والخزرج بتذكيرهم حروباً كانت بينهم في الجاهلية ، ليفترقوا بذلك ، أو هم اليهود والنصارى صدوا الناس بإنكارهم صفة محمد صلى الله عليه وسلم . ! 2 " شهداء " 2 ! على صدكم ، أو على عنادكم ، أو عقلاء . ^ ( يآ أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين ( 100 ) وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم ( 101 ) ) ^ # 100 - ! 2 " يا أيها الذين آمنوا " 2 ! الأوس والخزرج . ! 2 " إن تطيعوا " 2 ! اليهود . ! 2 " يردوكم " 2 ! إلى الكفر بإغرائهم بينكم . ^ ( يآ أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ( 102 ) واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعدآء فألف بين قلوبكم .
@ 277 @ فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ( 103 ) ) ^ # 102 - ^ ( حق تقاته ) ^ أن يطاع فلا يعصى ، ويذكر ولا ينسى ، ويشكر ولا يكفر ، أو اتقاء جميع المعاصي ، أو الاعتراف بالحق في الأمن والخوف ، أو طاعته / فلا يتقى في تركها أحد سواه ، وهي محكمة ، أو منسوخة بقوله تعالى ^ ( فاتقوا الله ما استطعتم ) ^ [ التغابن : 16 ] . # 103 - ^ ( بحبل الله ) ^ القرآن ، أو الإسلام ، أو العهد ، أو الإخلاص له بالتوحيد ، أو الجماعة ، سمي ذلك حبلاً ؛ لنجاة المتمسك به كما ينجو المتمسك بالحبل من بئر أو نحوها . ^ ( ولا تفرقوا ) ^ عن دين الله تعالى ، أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم ^ ( كنتم أعداء ) ^ للأوس والخزرج لحروب تطاولت بهم مائة وعشرين سنة إلى أن تألفوا بالإسلام ، أو لمشركي العرب لما كان بينهم من الطوائل . ^ ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ( 104 ) ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جآءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم ( 105 ) يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ( 106 ) وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون ( 107 ) تلك ءايات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلما للعالمين ( 108 ) ولله ما في السماوات وما في الأرض وإلى الله ترجع الأمور ( 109 )
@ 278 @ # 106 - ! 2 " تبيض وجوه " 2 ! المؤمنين لإسفارها بالثواب . ! 2 " وتسود وجوه " 2 ! أهل النار لانكسافها بالحزن . ! 2 " أكفرتم بعد " 2 ! إظهار الإيمان بالنفاق ، أو الذين ارتدوا بعد الإسلام ، أو الذين كفروا من أهل الكتاب بمحمد صلى الله عليه وسلم بعد بعثه ، وكانوا قبل ذلك به مؤمنين ، أو جميع من كفر بعد الإيمان يوم الذر . ^ ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو ءامن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون ( 110 ) لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون ( 111 ) ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباؤوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ( 112 ) ) ^ # 110 - ! 2 " كنتم خير أمة " 2 ! أي كنتم في اللوح المحفوظ أوخلقتم ، أو أراد التأكيد لأن المتقدم مستصحب بخلاف المستأنف ، أو أشار إلى ما قدمه من البشارة بأنهم خير أمة , ^ ( ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون ءايات الله ءاناء الليل وهم يسجدون ( 113 ) يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين ( 114 ) وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين ( 115 ) إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم
@ 279 @ ولآ أولادهم من الله شيئاً وأولئك أصحاب النار هم فيه خالدون ( 116 ) مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون ( 117 ) ) ^ # 113 - ^ ( ليسوا سواء ) ^ لما أسلم عبد الله بن سلام مع جماعة قالت أحبار اليهود : ما آمن بمحمد إلا شرارنا فنزلت ^ ( قائمة ) ^ عادلة أو قائمة بطاعة الله ، أو ثابتة على أمره . ^ ( آناء الليل ) ^ ساعاته ، أو جوفه ، يريد صلاة العتمة ، أو الصلاة بين المغرب والعشاء . ^ ( وهم يسجدون ) ^ في الصلاة أو عبر عن الصلاة بالسجود ، أو أراد وهم مع ذلك يسجدون . # 117 - ^ ( مثل ما ينفقون ) ^ نزلت في أبي سفيان وأصحابه يوم بدر ، أو في نفقة المنافقين في الجهاد رياء وسمعة . ^ ( صر ) ^ برد شديد ، أو صوت لهيب النار التي تكون في الريح قاله الزجاج ، وأصل الصر : الصوت من الصرير . ^ ( ظلموا أنفسهم ) ^ بزرعهم في غير موضع الزرع ، وفي غير وقته ، أو أهلك ظلمهم زرعهم . ^ ( يآ أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتم قد
@ 280 @ بدت البغضآء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون ( 118 ) هآ أنتم أولآء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور ( 119 ) إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً إن الله بما يعملون محيط ( 120 ) ) ^ # 118 - ^ ( بطانة ) ^ نزلت في بعض المسلمين صافوا بعض اليهود والمنافقين لصحبة كانت بينهم في الجاهلية ، فنهوا عن ذلك ، والبطانة : خاصتك الذين يستبطنون أمرك من البطن ، وبطانة الثوب ، لأنها تلي البطن . ^ ( لا يألونكم ) ^ لا يقصرون في أمركم . ^ ( خبالا ) ^ أصله الفساد ، ومنه الخبل للجنون ، ^ ( ودوا ما عنتم ) ^ أي ضلالكم عن دينكم ، او أن تعنتوا في دينكم فتحملوا فيه على المشقة ، وأصل العنت : المشقة . ^ ( من أفواههم ) ^ بدا منها ما يدل على البغضاء . ^ ( وإذ غدوت من أهلك تبوىء المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم ( 121 ) إذ همت طآئفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون ( 122 ) ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون ( 123 ) ) ^ # 121 - ^ ( وإذ غدوت ) ^ يوم أحد ، أو يوم الأحزاب . ^ ( تبوىء ) ^ تتخذ منزلا ترتبهم في مواضعهم . ^ ( سميع ) ^ لقول المنافقين . ^ ( عليم ) ^ بما أضمروه من
@ 281 @ التهديد أو ! 2 " سميع " 2 ! لقول المؤمنين ! 2 " عليم " 2 ! بإخلاص نياتهم ، أو ! 2 " سميع " 2 ! لقول المشيرين ! 2 " عليم " 2 ! بنصح المؤمن وغش الغاوي . # 122 - ! 2 " طائفتان " 2 ! بنو سلمة ، وبنو حارثة / ، أو قوم من المهاجرين والأنصار همتا بذلك ، لأن ابن أبي دعاهما إلى الرجوع عن القتال ، أو اختلفوا في المقام والخروج إلى العدو حتى هموا بالفشل والجبن . # 123 - ! 2 " ببدر " 2 ! اسم ماء سمي باسم صاحبه ( ( بدر بن مخلد بن النضر بن كنانة ) ) ، أو سمي بذلك من غير إضافة إلى صاحب . ! 2 " أذلة " 2 ! ضعفاء عن مقاومة العدو ، أو قليل عددكم ضعيف حالكم ، كان المهاجرون يومئذ سبعة وسبعين ، وكانت الأنصار مائتين وستة وثلاثين ، والمشركون ما بين تسعمائة وألف . ^ ( إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين ( 124 ) بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين ( 125 ) وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا
@ 282 @ من عند الله العزيز الحكيم ( 126 ) ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين ( 127 ) ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ( 128 ) ولله ما في السماوات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم ( 129 ) # 124 - ! 2 " إذ تقول للمؤمنين " 2 ! يوم بدر . ! 2 " ألن يكفيكم " 2 ! الكفاية : قدر سد الخلة ، والاكتفاء : الاقتصار عليه . ! 2 " يمدكم " 2 ! الإمداد : إعطاء الشيء حالا بعد حال ، من الإمداد : وهو الزيادة ، ومنه مد الماء . # 125 - ! 2 " فورهم " 2 ! وجههم ، أو غضبهم من فور القدر وهو غليانها ، ومنه فور الغضب . ! 2 " مسومين " 2 ! بالفتح أرسلوا خيلهم في المرعى ، وبالكسر سوموها بعلائم في نواصيها وأذنابها ، أو نزلوا على خير بلق وعليهم عمائم صفر . وكانوا خمسة آلاف عند الحسن ، وعند غيره ثمانية آلاف قال ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - لم تقاتل الملائكة إلا يوم بدر . # 127 - ! 2 " ليقطع " 2 ! يوم بدر ! 2 " طرفا " 2 ! منهم بقتل صناديدهم وقادتهم إلى الكفر ، أو يوم أحد قتل منهم ثمانية عشر رجلا ، وقال : ! 2 " طرفا " 2 ! ، لأنهم كانوا أقرب إلى المؤمنين من الوسط . ! 2 " يكبتهم " 2 ! يخزيهم ، أو الكبت : الصرع على الوجه قاله الخليل ! 2 " خائبين " 2 ! الخيبة لا تكون إلا بعد أمل ، واليأس قد يكون قبل الأمل . # 128 - ^ ( ليس لك من الأمر شيء ) ^ في عقابهم واستصلاحهم ، أو فيما نفعله في أصحابك وفيهم ، بل إلى الله - تعالى - التوبة عليهم ، أو الانتقام منهم ، أو قال قوم بعد كسر رباعية الرسول صلى الله عليه وسلم كيف يفلح من فعل هذا
@
283 @ بالرسول صلى الله عليه وسلم مع حرصه على هدايتهم فنزلت أو استأذن الرسول صلى
الله عليه وسلم في الدعاء عليهم فنزلت يمنعه ، لأن في علمه - سبحانه وتعالى - أن فيهم
من يؤمن . ^ ( يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله
لعلكم تفلحون ( 130 ) واتقوا النار التي أعدت للكافرين ( 131 ) وأطيعوا الله
والرسول لعلكم ترحمون ( 132 ) وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات
والأرض أعدت للمتقين ( 133 ) الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ
والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ( 134 ) والذين إذا فعلوا فاحشة أو
@ 284 @ ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم
يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ( 135 ) أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من
تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين ( 136 ) # 130 - ! 2 " أضعافا
مضاعفة " 2 ! أن يقول عند الأجل ( إما أن تعطي ، وإما أن تربي ) ) فإن لم
يعطه ضاعف عليه ، ثم يفعل ذلك عند حلول أجله من بعد فيتضاعف بذلك . # 131 - ! 2 "
النار التي أعدت للكافرين " 2 ! نار آكل الربا كنار الكفرة عملا بالظاهر ، أو
نار الربا والفجرة أخف من نار الكفرة لتفاوتهم في المعاصي . # 135 - ! 2 "
فاحشة " 2 ! الكبائر ، أو الزنا . ! 2 " ظلموا " 2 ! بالصغائر . !
2 " ذكروا الله " 2 ! بقلوبهم فحملهم ذكره على التوبة والا استغفار ، أو
ذكروه بقولهم . اللهم اغفر لنا ذنوبنا . ! 2 " يصروا " 2 ! الثبوت على
المعصية ، أو مواقعتها إذا هم بها / ، أو ترك الاستغفار منها . ! 2 " وهم
يعلمون " 2 ! أنهم قد أتوا معصيته ، أو يعملون الحجة في أنها معصية . ^ ( قد
خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين ( 137 ) هذا
بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين ( 138 ) ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم
@ 285 @ الأعلون إن كنتم مؤمنين ( 139 ) إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين ( 140 ) وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين ( 140 ) أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ( 142 ) ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون ( 143 ) # 137 - ! 2 " سنن " 2 ! من الله بإهلاك من سلف ، أو أهل سنن في الخير والشر ، وأصل السنة : الطريقة المتبعة في الخير والشر ، ومنه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم . # 138 - ! 2 " هذا " 2 ! القرآن ! 2 " بيان " 2 ! ، أو المذكور من قوله ! 2 " قد خلت من قبلكم سنن " 2 ! ! 2 " وهدى وموعظة " 2 ! نور وأدب . # 140 - ! 2 " إن يمسسكم " 2 ! يوم أحد ! 2 " قرح " 2 ! فقد مسهم يوم بدر مثله ، واللمس : مباشرة وإحساس ، والمس : مباشرة بغير إحساس . ! 2 " قرح " 2 ! وقرح : واحد ، أو بالفتح الجراح ، وبالضم : ألم الجراح قاله الأكثر ! 2 " نداولها " 2 ! مرة لقوم ، ومرة لآخرين ، والدولة : الكرة ، أدال الله فلانا من فلان جعل له الكرة عليه . # 141 - ! 2 " وليمحص " 2 ! وليبتلي ، أو يخلصهم من الذنوب ، وأصل التمحيص : التخليص ، أو وليمحص الله ذنوب الذين آمنوا ! 2 " ويمحق " 2 ! ينتقص . # 143 - ! 2 " تمنون الموت " 2 ! تمنى الجهاد من لم يحضر بدرا ثم أعرض كثير
@ 286 @ منهم عنه يوم أحد فعوتبوا . ( رأيتموه ) ^ علمتموه ، أو رأيتم أسبابه . ^ ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإين مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ( 144 ) وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين ( 145 ) وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين ( 146 ) وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ( 147 ) فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين ( 148 ) ) ^ # 144 - ^ ( وما محمد إلا سول ) ^ لما شاع يوم أحد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قتل قال أناس : لو كان نبيا ما قتل ، وقال آخرون : نقاتل على ما قاتل عليه حتى نلحق به . ^ ( انقلبتم ) ^ رجعتم كفارا . # 145 - ^ ( ومن يرد ) ^ بجهاده ^ ( ثواب الدنيا ) ^ الغنيمة ، أو من عمل للدنيا لم نحرمه ما قسمنا له منها من غير حظ في الآخرة ، أو من أراد ثواب الدنيا بالتعرض لها بعمل النوافل مع مواقعة الكبائر جوزي بها في الدنيا دون الآخرة . # 146 - ^ ( ربيون ) ^ يعبدون الرب واحدهم ربي ، أو جماعات كثيرة ، أو
@ 287 @ علماء كثيرون ، أو الربيون : الأتباع والرعية والربانيون : الولاة ، قال الحسن : ما قتل نبي قط في المعركة . ! 2 " فما وهنوا " 2 ! الوهن : الانكسار بالخوف ، والضعف : نقص القوة ، والاستكانة : الخضوع ( ( لم يهنوا بقتل نبيهم ، ولا ضعفوا عن عدوهم ، ولا استكانوا لما أصابهم ) ) ، قاله ابن إسحاق . # 148 - ! 2 " ثواب الدنيا " 2 ! النصر على العدو ، أو الغنيمة . ^ ( ثواب الآخرة ) الجنة إجماعا . ^ ( يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين ( 149 ) بل الله مولاكم وهو خير الناصرين ( 150 ) سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين ( 151 ) ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين ( 152 ) إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون ( 153 )
@ 288 @ # 152 - ! 2 " تحسونهم " 2 ! تقتلونهم اتفاقاً ، حسه يحسه حساً : قتله لأنه أبطل حسه . ! 2 " بإذنه " 2 ! بلطفه ، أو بمعونته . # 153 - ! 2 " تصعدون " 2 ! الإصعاد يكون في مستوى من الأرض ، والصعود في ارتفاع ، وروي عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أنهم صعدوا إلى الجبل فراراً . ! 2 " يدعوكم " 2 ! يقول يا عباد الله ارجعوا . ! 2 " غما بغم " 2 ! على غم ، أو مع غم ، الغم الأول : القتل والجرح ، والثاني : الإرجاف بقتل الرسول صلى الله عليه وسلم أو غم يوم أحد بغم يوم بدر . ! 2 " ما فاتكم " 2 ! من الغنيمة وما أصابكم من الهزيمة . ^ ( ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طآئفة منكم وطآئفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور ( 154 ) إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم ( 155 ) يآ أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون
@ 289 @ بصير ( 156 ) ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون ( 157 ) ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون ( 158 ) ) ^ # 154 - ^ ( أمنة / نعاساً ) ^ لما توعد الكفار المؤمنين يوم أحد بالرجوع تأهب للقتال أبو طلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وغيرهم تحت حجفهم فناموا حتى أخذتهم الأمنة . ^ ( وطائفة قد أهمتهم أنفسهم ) ^ بالخوف فلم يناموا ، لظنهم ^ ( ظن الجاهلية ) ^ في التكذيب بوعد الله . ^ ( لو كان لنا من الأمر شيء ) ^ ما خرجنا أي أخرجنا كرهاً ، أو الأمر : النصر أي ليس لنا من الظفر شيء كما وعدنا تكذيباً منهم بذلك . ^ ( لبرز ) ! 2 " لخرج " 2 ! ( الذين كتب عليهم القتل ) ^ منكم ولم ينجهم قعودهم ، أو لو تخلفتم لخرج المؤمنون ولم يتخلفوا بتخلفكم . ^ ( وليبتلي الله ) ^ يعاملكم معاملة المبتلي ، أو ليبتلي أولياؤه فأضافه إليه تفخيماً .
@ 290 @ # 155 - ! 2 " تولوا " 2 ! عن المشركين بأحد ، أو من قرب من المدينة وقت الهزيمة . ! 2 " ببعض ما كسبوا " 2 ! محبة الغنائم والحرص على الحياة ، أو استزلهم بذكر خطايا أسلفوها فكرهوا القتل قبل أن يتوبوا منها . ! 2 " عفا الله عنهم " 2 ! لم يعاجلهم بالعقوبة ، أو غفر خطيئتهم ليدل على إخلاصهم التوبة ، وقيل الذين بقوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينهزموا ثلاثة عشر . ^ ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ( 159 ) إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون ( 160 ) وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ( 161 ) أفمن اتبع رضوان الله كمن بآء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ( 162 ) هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون ( 163 ) لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ( 164 ) ) ^ # 159 - ! 2 " فظا " 2 ! الفظ : الجافي ، والغليظ : القاسي القلب ، معناهما واحد ، فجمع بينهما تأكيدا . ! 2 " وشاورهم " 2 ! في الحرب ، لتسفر عن الرأي الصحيح فيه ، أو أمر بالمشاورة تأليفا لقلوبهم ، أو أمره بها لما علم فيها من الفضل ، أو أمر بها ليقتدي به المؤمنون ، وكان غنيا عن المشاورة . # 161 - ! 2 " يغل " 2 ! فقدت قطيفة حمراء يوم بدر فقال قوم : أخذها الرسول
@ 291 @ فنزلت ، أو وجه الرسول صلى الله عليه وسلم طلائع في جهة ثم غنم الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يقسم للطلائع فنزل ما كان لنبي أن يخون في القسم فيعطي فرقة ويدع أخرى ، أو ما كان لنبي أن يكتم الناس ما أرسل به لرغبة أو رهبة قاله ابن اسحاق . ! 2 " يغل " 2 ! يتهمه أصحابه ويخونونه ، أو أن يغله أصحابه ويخونونه ، والغلول من الغلل ، وهو دخول الماء خلال الشجر فسميت الخيانة غلولا لوقوعها خفية ، والغل : الحقد ، لجريانه في النفس مجرى الغلل . # 164 - ! 2 " لقد من الله على المؤمنين " 2 ! بكون الرسول صلى الله عليه وسلم ! 2 " من أنفسهم " 2 ! لما فيه من شرفهم ، أو لتسهيل تعلم الحكمة عليهم لأنه بلسانهم ، أو ليظهر لهم علم أحواله بالصدق والأمانة والعفة والطهارة . ! 2 " ويزكيهم " 2 ! يشهد بأنهم أزكياء
@ 292 @ في الدين ، أو يدعوهم إلى ما يتزكون به ، أو يأخذ زكاتهم التي تطهرهم . ^ ( أو لمآ أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير ( 165 ) ومآ أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين ( 166 ) وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالاً لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون ( 167 ) الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين ( 168 ) ) ^ # 165 - ! 2 " مصيبة " 2 ! التي أصابتهم يوم أحد ، والتي أصابوها يوم بدر . ! 2 " هو من عند أنفسكم " 2 ! بخلافكم في الخروج يوم أحد ' لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يتحصنوا بالمدينة ' ، أو باختياركم / الفداء يوم بدر ، وقد قيل لكم إن فعلتم ذلك قتل منكم مثلهم ، أو مخالفة الرماة للرسول صلى الله عليه وسلم يوم أحد في ملازمة موضعهم . # 166 - ! 2 " بإذن الله " 2 ! بتمكينه ، أو بعلمه . ! 2 " وليعلم المؤمنين " 2 ! ليراهم ، أو ليميزهم من المنافقين . # 167 - ! 2 " أو ادفعوا " 2 ! بتكثير السواد إن لم تقاتلوا ، أو بالمرابطة على الخيل إن لم تقاتلوا . ! 2 " لو نعلم قتالا " 2 ! قال عبد الله بن عمرو بن حرام علام نقتل
@ 293 @ أنفسنا ارجعوا بنا لو نعلم قتالاً لاتبعناكم . ! 2 " يقولون بأفواههم " 2 ! يظهرون من الإسلام ما ليس في قلوبهم ، ! 2 " بأفواههم " 2 ! تأكيد ، أو لأن القول ينسب إلى الساكت تجوزاً إذا رضي به . # 168 - ! 2 " الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا " 2 ! لما انخذل ابن أبي وأصحابه - وهم نحو من ثلاثمائة - وتخلف عنهم من قتل منهم قالوا لو أطاعونا وقعدوا معنا ما قتلوا . ! 2 " صادقين " 2 ! في أنهم لو أطاعوكم ما قتلوا ، أو محقين في تثبيطكم عن الجهاد فراراً من القتل . ^ ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحيآء عند ربهم يرزقون ( 169 ) فرحين بمآ ءاتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون ( 170 ) يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين ( 171 ) الذين استجابوا لله والرسول من بعد مآ أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم ( 172 ) الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ( 173 ) فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ( 174 ) إنما ذالكم الشيطان يخوف أوليآءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ( 175 ) ) ^ # 196 - ! 2 " أمواتا بل أحياء " 2 ! أحياء في البرزخ ، وأما في الجنة فإن حالهم
@ 294 @ معلومة لجميع المؤمنين . ! 2 " عند ربهم " 2 ! بحيث لا يملك أحد لهم ضراً ولا نفعاً سوى ربهم ، أو يعلم أنهم أحياء دون غيره . # 170 - ! 2 " ويستبشرون " 2 ! يقولون إخواننا يقتلون كما قتلنا فيكرمون بما أكرمنا ، أو يؤتى الشهيد بكتاب يذكر فيه من يقدم عليه من إخوانه بشارة فيستبشر كما يستبشر أهل الغائب بقدومه . # 173 - ! 2 " الناس " 2 ! الأول : أعرابي جعل له على ذلك جعل ، أو نعيم بن مسعود الأشجعي ، ! 2 " الناس " 2 ! الثاني : أبو سفيان وأصحابه أراد ذلك بعد رجوعه من أحد سنة ثلاث فوقع في قلوبهم الرعب فكفوا ، أو في بدر الصغرى سنة أربع بعد أحد بسنة . # 175 - ! 2 " يخوف أولياءه " 2 ! يخوف المؤمنين من أوليائه الكفار ، أو يخوف أولياءه المنافقين ليقعدوا عن الجهاد . ^ ( ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئاً يريد الله ألا يجعل لهم حظاً في الآخرة ولهم عذاب عظيم ( 176 ) إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئاً ولهم عذاب أليم ( 177 ) ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذاب مهين ( 178 ) ما كان الله ليذر المؤمنين على مآ أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشآء فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم ( 179 ) ولا يحسبن الذين يبخلون بمآ ءاتاهم الله من فضله هو خيراً لهم بل هو شر لهم سيطوقون
@ 295 @ ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير ( 180 ) لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنيآء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق ( 181 ) ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد ( 182 ) الذين قالوا إن الله عهد إلينآ ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جآءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين ( 183 ) فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جآءو بالبينات والزبر والكتاب المنير ( 184 ) ) ^ # 176 - ^ ( الذين يسارعون في الكفر ) ^ المنافقون ، أو قوم من العرب ارتدوا عن الإسلام . ^ ( يريد الله أن لا يجعل لهم حظاً ) ^ أي يحكم ، أو سيريد في الآخرة أن يحرمهم الثواب لكفرهم ، أو يريد إحباط أعمالهم بذنوبهم . # 179 - ^ ( يميز الخبيث ) ^ المنافق ، أو الكافر ، و ^ ( الطيب ) ^ المؤمن غير المنافق بتكليف الجهاد ، والكافر بالدلالات التي يستدل بها عليهم . ^ ( وما كان الله ليطلعكم على الغيب ) ^ قال قوم من المشركين : إن كان محمد صادقاً فليخبرنا بمن يؤمن ومن يكفر فنزلت ، السدي : ما أطلع الله - تعالى - نبيه صلى الله عليه وسلم على الغيب ، ولكن اجتباه فجعله رسولاً . # 180 - ^ ( الذين يبخلون ) ^ ما نعو الزكاة ، أو أهل الكتاب بخلوا ببيان صفة محمد صلى الله عليه وسلم . ^ ( سيطوقون ) ^ بطوق من نار ، أو شجاعاً أقرع .
@ 296 @ ^ ( كل نفس ذآئفة الموت وإنما توفون إجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيآ إلا متاع الغرور ( 185 ) لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتو الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور ( 186 ) ) ^ # 186 - ! 2 " لتبلون في أموالكم " 2 ! بالزكاة والنفقة في الطاعة ! 2 " وأنفسكم " 2 ! بالجهاد والقتل . ! 2 " أذى كثيرا " 2 ! الكفر كقولهم / عزير ابن الله ، والمسيح ابن الله ، أو هجو كعب بن الأشرف للرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ، وتحريضه عليهم للمشركين ، أو قول فنحاص اليهودي لما سئل الإمداد قال : احتاج ربكم إلى أن نمده . ^ ( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيّننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه ورآء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون ( 187 ) لا تحسبن الذين يفرحون بمآ أوتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم ( 188 ) ولله ملك السماوات والأرض والله على كل شيء قدير ( 189 ) ) ^ # 187 - ! 2 " ميثاق " 2 ! هو اليمين . ! 2 " الذين أوتوا الكتاب " 2 ! اليهود ، أو اليهود والنصارى ، أو كل من أوتي علم شيء من الكتب ، أخذ أنبياؤهم ميثاقهم لتبيننه للناس . ! 2 " لتبيننه " 2 ! لتبين الكتاب الذي فيه ذكر محمد صلى الله عليه وسلم ، أو لتبينن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم . # 188 - ! 2 " يفرحون بما أتوا " 2 ! اليهود فرحوا باتفاقهم على تكذيب محمد صلى الله عليه وسلم ، وإخفاء أمره ، وأحبوا ! 2 " أن يحمدوا " 2 ! بأنهم أهل علم ونسك ، أو
@ 297 @ المنافقون فرحوا بقعودهم عن الجهاد ، وأحبوا ! 2 " أن يحمدوا " 2 ! بما ليس فيهم من الإيمان به . ^ ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف اليل والنهار لآيات لأولي الألباب ( 190 ) الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار ( 191 ) ربنآ إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار ( 192 ) ربنآ إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فئامنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ( 193 ) ربنا وءاتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد ( 194 ) ) ^ # 193 - ! 2 " مناديا " 2 ! النبي صلى الله عليه وسلم ، أو القرآن ، لأن كل الناس لم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم ! 2 " للإيمان " 2 ! إلى الإيمان ! 2 " الحمد لله الذي هدانا لهذا " 2 ! [ الأعراف : 43 ] وقال : % ( أوحى لها القرار فاستقرت % وشدها بالراسيات الثبت ) % # 194 - ! 2 " وآتنا ما وعدتنا " 2 ! المقصود منه - مع العلم بأنه لا يخلف وعده - الخضوع بالدعاء والطلب ، أو طلبوا التمسك بالعمل الصالح ، أو طلبوا تعجيل النصر وإنجاز الوعد ، أو معناه اجعلنا ممن وعدته ثوابك .
@
298 @ ^ ( فاستجاب لهم ربهم أني لآ أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من
بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم
سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثواباً من عند الله والله عنده حسن
الثواب ( 195 ) ) ^ # 195 - ! 2 " من ذكر أو أنثى " 2 ! قالت أم سلمة :
يا رسول الله ما بال الرجال يذكرون في الهجرة دون النساء فنزلت ! 2 " بعضكم
من بعض " 2 ! الإناث من الذكور والذكور من الإناث . ^ ( لا يغرنك تقلب الذين
كفروا في البلاد ( 196 ) متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد ( 197 ) لكن الذين
اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلاً
@ 299 @ من عند الله وما عند الله خير للأبرار ( 198 ) ) ^ # 196 - ^ ( لا يغرنك )
^ تأديباً له وتحذيراً ، أو هو خطاب لكل من سمعه أي لا يغرنك أيها السامع . ^ (
تقلب ) ^ تقلبهم في نعم البلاد ، أو تقلبهم غير مأخوذين . ^ ( وإن من أهل الكتاب
لمن يؤمن بالله ومآ أنزل إليكم ومآ أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بئايات الله
ثمناً قليلاً أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب ( 199 ) يآ أيها الذين
ءامنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ( 200 ) ) ^ # 199 - ^ (
وإن من أهل ) ^ عبد الله بن سلام ومسلمي أهل الكتاب أو نزلت في النجاشي لما صلى
عليه الرسول صلى الله عليه وسلم قال المنافقون : انظروا إلى هذا يصلي على علج
نصراني لم يره قط .
@
300 @ # 200 - ! 2 " اصبروا " 2 ! على طاعة الله تعالى ! 2 "
وصابروا " 2 ! أعداءه ! 2 " ورابطوا " 2 ! في سبيله ، أو ! 2
" اصبروا " 2 ! على دينكم ! 2 " وصابروا " 2 ! الوعد الذي
وعدتكم ! 2 " ورابطوا " 2 ! عدوكم ، أو ! 2 " اصبروا " 2 !
على الجهاد ! 2 " وصابروا " 2 ! العدو ! 2 " رابطوا " 2 !
بملازمة الثغر ، من ربط النفس ، ومنه ربط الله على قلبه بالصبر ، أو ! 2 "
رابطوا " 2 ! بانتظار الصلوات الخمس واحدة بعد واحدة # قال الرسول صلى الله
عليه وسلم : ' ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ، ويرفع به الدرجات ، قالوا
: بلى يا رسول الله ، قال : إسباغ الوضوء عند المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد ،
وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط ' .
@ 301 @
( سورة النساء )
مدنية إلا آية ! 2 " إن الله يأمركم أن تؤدوا " 2 ! [ 58 ] فإنها نزلت
بمكة لما أراد الرسول / صلى الله عليه وسلم أن يأخذ مفاتيح الكعبة من عثمان بن
طلحة فيسلمها إلى العباس .
( بسم الله الرحمن الرحيم )
^ ( يآ أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما
رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تسآءلون به والأرحام إن الله كان عليكم
رقيباً ( 1 ) ) ^ # 1 - ! 2 " نفس واحدة " 2 ! آدم عليه الصلاة والسلام
. ! 2 " زوجها " 2 ! حواء ، خلقت من ضلعه الأيسر ، ولذا قيل للمرأة : '
ضلع أعوج ' ، # قال الرسول صلى الله عليه وسلم لما نزلت : ' خلقت المرأة من الرجل
فهمها الرجل ، وخلق الرجل من التراب فهمه في التراب ' . ! 2 " تساءلون به
والأرحام " 2 ! كقوله : أسألك بالله وبالرحم ،
@ 302 @ [ أو ] والأرحام صلوها ولا تقطعوها ، أخبر أنه خلقهم من نفس واحدة ليتواصلوا ويعلموا أنهم إخوة . ! 2 " رقيبا " 2 ! حفيظاً ، أو عليماً . ^ ( وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوباً كبيراً ( 2 ) وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النسآء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا ( 3 ) وءاتوا النسآء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئاً مريئاً ( 4 ) ) ^ # 2 - ! 2 " ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب " 2 ! الحرام بالحلال ، أو أن تجعل الزايف بدل الجيد ، والمهزول بدل السمين ، وتقول : درهم بدرهم ، وشاة بشاة ، أو استعجال أكل الحرام قبل مجيء الحلال ، أو كانوا لا يورثون الصغار والنساء ويأخذ الرجل الأكبر فيتبدل نصيبه الطيب من الميراث بأخذه الكل وهو خبيث . ! 2 " إلى أموالكم " 2 ! مع أموالكم ، وهو أن يخلطوها بأموالهم فتصير في ذمتهم فيأكلوا ربحها . ! 2 " حوبا " 2 ! إثما ، تحوب من كذا توقى إثمه . # 3 - ! 2 " وإن خفتم " 2 ! أن لا تعدلوا في نكاح اليتامى ! 2 " فانكحوا " 2 ! ما حل لكم من غيرهن ، أو كانوا يخافون ألا يعدلوا في أموالهم ، ولا يخافون أن لا يعدلوا
@ 303 @ في النساء فقيل لهم : كما خفتم أن لا تعدلوا في أموال اليتامى فكذلك خافوا أن لا تعدلوا في النساء ، أو كانوا يتوقون أموال اليتامى ولا يتوقون الزنا فأمروا أن يخافوا الزنا كخوف أموال اليتامى فيتركوا الزنا وينكحوا ما طاب ، أو كانت قريش في الجاهلية تكثر التزوج بلا حصر فإذا كثرت عليهم المؤن وقل ما بأيديهم أكلوا ما عندهم من أموال اليتامى فقيل لهم : إن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا إلى الأربع حصراً لعددهن . ! 2 " ما طاب " 2 ! من طاب ، أو انكحوا نكاحاً طيباً . ^ ( فإن خفتم أن لا تعدلوا ) ^ في الأربع . ! 2 " تعولوا " 2 ! تكثر عيالكم ، أو تضلوا ، أو تجوروا والعول : من الخروج عن الحق ، عالت الفريضة لخروجها عن السهام المسماة ، وعابت أهل الكوفة عثمان - رضي الله تعالى عنه - في شيء فكتب إليهم ' إني لست بميزان قسط لا أعول ' . # 4 - ! 2 " وآتوا النساء " 2 ! أيها الأزواج عند الأكثرين ، أو أيها الأولياء ، لأن الولي في الجاهلية كان يتملك صداق المرأة . ! 2 " نحلة " 2 ! النحلة : العطية بغير بدل ، الدين نحلة ، لأنه عطية من الله تعالى ومنه النحل لإعطائه العسل ، أو لأن الله - تعالى - نحله عباده ، [ الصداق ] أي نحلة من الله - تعالى - لهن بعد أن كان ملكاً لآبائهن ، أو فريضة مسماة ، أو نهى عما كانوا عليه من خطبة الشغار والنكاح بغير صداق ، أو اراد طيب نفوسهم بدفعه / إليهم كما يطيبون نفساً بالهبة . ! 2 " فإن طبن لكم " 2 ! أيها الأزواج عند من جعله للأزواج ، أو أيها الأولياء عند من رآه لهم . ! 2 " هنيئا " 2 ! الهني : ما أعقب نفعاً وشفاء منه هنأ البعير لشفائه . ^ ( ولا تؤتوا السفهآء أموالكم التي جعل الله لكم قياماً وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولاً
@ 304 @ معروقاً ( 5 ) وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن ءانستم منهم رشداً فادفعوآ إليهم أموالهم ولا تأكلوهآ إسرافاً وبداراً أن يكبروا ومن كان غنياً فليستعفف ومن كان فقيراً قليأكل بالمعروف فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيباً ( 6 ) ) ^ # 5 - ^ ( السفهاء ) ^ النساء ، أو الصبيان ، أو كل مستحق للحجر ، أو الأولاد المفسدين ، نهى أن يقسم ماله بينهم ثم يصير عيالاً عليهم ، والسفه : خفة الحلم ، ولذا وصف به الناقص العقل ، والمفسد للمال لنقصان تدبيره ، والفاسق لنقصانه عند أهل الدين . ^ ( أموالكم ) ^ أيها الأولياء ، أو أموال السفهاء . ^ ( قيماً ) ^ و ^ ( قياماً ) ^ قوام معايشكم . ^ ( وارزقوهم ) ^ أنفقوا من أموالكم على سفهائكم ، أو لينفق الولي مال السفيه عليه . ^ ( قولاً معروفاً ) ^ وعداً جميلاً ، أو دعاء كقوله : ' بارك الله فيك ' . # 6 - ^ ( وابتلوا اليتامى ) ^ اختبروهم في عقولهم وتمييزهم وأديانهم . ^ ( النكاح ) ^ الحلم اتفاقاً . ^ ( آنستم ) ! 2 " علمتم " 2 ! ( رشداً ) ^ عقلاً ، أو عقلاً وصلاحاً في الدين ، أو صلاحاً في الدين والمال ، أو صلاحاً وعلماً بما يصلح . ^ ( إسرافاً ) ^ تجاوز المباح ، فإن كان إفراطاً قيل أسرف إسرافاً ، وإن كان تقصيراً قيل سرف يسرف . ^ ( وبداراً ) ^ هو أن يأكله مبادرة أن يكبر فيحول بينه وبين ماله . ^ ( فليأكل بالمعروف ) ^ قرضاً ثم يرد بدله ، أو سد جوعه وستر عورته ولا بدل عليه ، أو يأكل من ثمره ويشرب من رسل ماشيته ولا يتعرض لما سوى ذلك من أمواله ، أو يأخذ أجره بقدر خدمته ، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم كل من مال يتيمك
@ 305 @ غير مسرف ولا متأثل مالك بماله ' ! 2 " حسيبا " 2 ! شهيداً ، أو كافياً من الشهود . ^ ( للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنسآء نصيب مما ترك الوالدن والأقربون مما قل منه أو كثر نصيباً مفروضاً ( 7 ) وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولاً معروفاً ( 8 ) وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً ( 9 ) إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً ( 10 ) ) ^ # 7 - ! 2 " للرجال نصيب " 2 ! نزلت بسبب أن الجاهلية كانوا يورثون الذكور دون الإناث . # 8 - ! 2 " وإذا حضر القسمة " 2 ! منسوخة بآية المواريث ، أو محمولة على وصية الميت لمن ذكر في الآية وفيمن حضر ، أو محكمة فلو كان الوارث صغيراً فهل يجب على وليه الإخراج من نصيبه ؟ فيه قولان : أحدهما : لا يجب ، ويقول الولي لهم قولاً معروفاً . ! 2 " وقولوا " 2 ! أمر الآخذ أن يدعو للدافع بالغنى والرزق ، أو أمر الوارث والولي أن يقول للآخذين عند إعطائهم المال قولاً معروفاً .
@ 306 @ # 9 - ! 2 " وليخش الذين " 2 ! يحضرون الموصي أن يأمروه بالوصية بماله فيمن لا يرثه بل يأمرونه بإبقاء ماله لورثته كما يؤثرون ذلك لأنفسهم ، أو أمر بذلك الأوصياء أن يحسنوا إلى الموصى عليه كما يؤثرون ذلك في أولادهم ، أو من خاف الأذى على ذريته بعده وأحب أن يكف الله - تعالى - عنهم الأذى فليتق الله - تعالى - في قوله وفعله ، أو أمر به الذين ينهون الموصي عن الوصية لأقاربه ليبقى ماله لولده ، وهم لو كانوا أقرباء الموصي لآثروا أن يوصي لهم . # 10 - ! 2 " نارا " 2 ! / يصيرون به إلى النار ، أو تمتلىء بها بطونهم عقاباً يوجب النار ، وعبر عن الأخذ بالأكل ، لأنه المقصود الأغلب منه ، والصلا : لزوم النار . ^ ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نسآء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له إخوة فلأمه السدس من بعد وصية يوصي بهآ أو دين ءابآؤكم وأبنآؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعاً فريضة من الله إن الله كان عليما حكيما ( 11 ) ) ^ # 11 - ! 2 " يوصيكم " 2 ! كانوا لا يورثون الجواري ولا الضعفاء من الغلمان ، ولا يورث الرجل من ولده إلا من أطاق القتال ، فمات عبد الله أخو حسان الشاعر وترك خمس أخوات فأخذ ورثته ماله فشكت زوجته ذلك إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فنزلت . ! 2 " فوق اثنتين " 2 ! فرض الاثنتين الثلثان كالأختين ، وخالف
@
307 @ فيه ابن عباس فجعل لهما النصف ، ! 2 " ولأبويه لكل واحد منهما السدس
" 2 ! نسخت كان [ المال ] للولد وكانت الوصية للوالدين والأقربين فنسخ من ذلك
فجعل للذكر مثل حظ الأنثيين ، ولكل واحد من الأبوين السدس ، واتفقوا على أن ثلاثة
من الإخوة يحجبون الأم إلى السدس ، والباقي للأب ، وقال طاوس يأخذ الإخوة ما
حجبوها عنه وهو السدس ، والأخوان يحجبانها إلى السدس خلافاً لابن عباس . وقدم
الدين والوصية على الإرث ، لأن الدّين حق على الميت ، والوصية حق له فقدما ، وقد
قضى الرسول صلى الله عليه وسلم بتقديم الدّين على الوصية إذ لا ترتيب
@ 308 @ في ' أو ' ! 2 " لا تدرون أيهم " 2 ! أنفع لكم في الدين أو
الدنيا . ^ ( ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم
الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بهآ أو دين ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم
ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون بهآ أو دين وإن كان
رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من
ذلك فهم شركآء في الثلث من بعد وصية يوصي بهآ أو دين غير مضآر وصية من الله والله
عليم حليم ( 12 ) ) ^ # 12 - ! 2 " كلالة " 2 ! الكلالة : من عدا الولد
، أو من عدا الوالد ، أو من عداهما ، والمسمى بالكلالة هو الميت ، أو وارثه ، أو
كلاهما ، والكلالة من الإحاطة لإحاطتها بأصل النسب الذي هو الولد والوالد ، ومنه
الإكليل لإحاطته بالرأس . ^ ( تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري
من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ( 13 ) ومن
@ 309 @ يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين ( 14 ) ) ^ # 13 - ^ ( حدود الله ) ^ شروطه ، أو طاعته ، أو سننه وأمره ، أو فرائضه التي حدها للعباد ، أو تفصيله لفرائضه . ^ ( والاتي يأتين الفاحشة من نسآئكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلاً ( 15 ) والذان يأتيانها منكم فئاذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهمآ إن الله كان تواباً رحيماً ( 16 ) ) ^ # 15 - ^ ( الفاحشة ) ^ الزنا . ^ ( فأمسكوهن ) ^ إمساكهن في البيوت حد منسوخ بآية النور ، أو وعد بالحد لقوله تعالى ^ ( أو يجعل الله لهن سبيلا ) ^ وهو الحد ، # قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ' خذوا عني خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلاً البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام ، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم ' فنسخ جلد الثيب عند الجمهور خلافاً لقتادة وداود .
@ 310 @ # 16 - ! 2 " واللذان " 2 ! في الأبكار ، أو في الثيب والأبكار ، والمراد باللذين الرجل والمرأة ، أو البكران من الرجال والنساء . ! 2 " فآذوهما " 2 ! بالتعيير والتوبيخ ، أو بالتعيير والضرب بالنعال ، وكلاهما منسوخ ، أو الأذى مجمل فسره آية النور في الأبكار ، والسنة في الثيب . ونزلت هذه الآية قبل الأولى فيكون الأذى أولاً ثم الحبس ثم الجلد أو الرجم ، أو الأذى للأبكار والحبس للثيب . ! 2 " تابا " 2 ! من الفاحشة . ! 2 " وأصلحا " 2 ! دينهما . ! 2 " فأعرضوا عنهما " 2 ! بالصفح والكف عن الأذى . ^ ( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما ( 17 ) وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الئن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذاباً أليما ( 18 ) ) ^ # 17 - ! 2 " بجهالة " 2 ! كل عاص جاهل ، أو الجهالة : العمد ، أو عمل السوء في / الدنيا ! 2 " قريب " 2 ! في صحته قبل مرضه ، أو قبل موته ، أو قبل معاينة ملك الموت . والدنيا كلها قريب . # 18 - ! 2 " للذين يعملون السيئات " 2 ! عصاة المسلمين عند الجمهور أو المنافقون ، سوى بين من لم يتب وبين التائب عند حضور الموت . ^ ( يآ أيها الذين ءامنوا لا يحل لكم أن ترثوا النسآء كرهاً ولا تعضلوهن لتذهبوا
@
311 @ ببعض مآ ءاتيتموهن إلآ أن يأتين بفاحشة مبيّنة وعاشروهن بالمعروف فإن
كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً ( 19 ) وإن أردتم
استبدال زوج مكان زوج وءاتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه
بهتاناً وإثماً مبيناً ( 20 ) وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم
ميثاقاً غليظاً ( 21 ) ولا تنكحوا ما نكح ءابآؤكم من النسآء إلاّ ما قد سلف إنه
كان فاحشة ومقتا وسآء سبيلا ( 22 ) ) ^ # 19 - ^ ( ترثوا النساء كرهاً ) ^ كان أهل
المدينة في الجاهلية إذا مات [ أحدهم ] عن زوجه كان ابنه وقريبه أولى بها من نفسها
ومن غيرها ، إن شاء نكحها بالصداق الأول ، وإن شاء زوجها وملك صداقها ، وإن شاء
عضلها عن النكاح حتى تموت فيرثها ، أو تفتدي منه بصداقها ، فمات أبو القيس بن
الأسلت عن زوجته ' كبشة ' فأراد ابنه أن يتزوجها فأتت للرسول صلى الله عليه وسلم
فقالت : لا أنا ورثت زوجي ولا أنا تركت فأنكح فنزلت . . . . ^ ( ولا
@ 312 @ تعضلوهن ) ^ نهى ورثة الزوج أن يمنعوهن من التزوج كما ذكرنا ، أو نهى
الأزواج أن يعضلوهن بعد الظلاق كما كانت قريش تفعله في الجاهلية ، أو نهى الأزواج
عن حبسهن كرهاً ليفتدين أو يمتن فيرثوهن ، أو نهى الأولياء عن العضل . ^ ( بفاحشة
) ^ بزنا ، أو نشوز ، أو أذى وبذاءة . ^ ( خيراً كثيراً ) ^ الولد الصالح . # 20 -
^ ( بهتاناً ) ^ ظلماً بالبهتان ، أو يبهتها أنه جعل ذلك لها ليستوجبه منها . # 21
- ^ ( أفضى ) ^ بالجماع ، أو الخلوة . ^ ( ميثاقاُ ) ^ عقد النكاح ، أو إمساك
بمعروف ، أو تسريح بإحسان ، أو # قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ' أخذتموهن
بأمانة الله تعالى - ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ' ، وهي محكمة ، أو منسوخة
بآية الخلع ، أو محكمة إلا عند خوف النشوز .
@ 313 @ # 22 - ! 2 " إلا ما قد سلف " 2 ! كانوا يخلفون الآباء على النساء فحرمه الإسلام ، وعفا عما كان منهم في الجاهلية إذا اجتنبوه في الإسلام ، أو لا تنكحوا كنكاح آبائكم في الجاهلية على الوجه الفاسد إلا ما سلف في الجاهلية فإنه معفو عنه إذا كان مما يجوز تقريره ، أو لا تنكحوا ما نكح آباؤكم بالنكاح الجائز إلا ما سلف منهم بالسفاح فإنهن حلال لكم لأنهن غير حلائل وإنما كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلا ، أو إلا ما قد سلف فاتركوه فإنكم مؤاخذون به ، والاستثناء منقطع ، أو بمعنى ' لكن ' ! 2 " مقتا " 2 ! المقت شدة البغض لارتكاب قبيح ، وكان يقال للولد من زوجة الأب ' المقتي ' . ^ ( حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسآئكم وربآئبكم اللاتي في حجوركم من نسآئكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلآئل أبنآئكم الذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إلآ ما قد سلف إن الله كان غفوراً رحيماً ( 23 ) والمحصنات من النسآء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم وأحل لكم ما ورآء ذالكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فئاتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إن الله كان عليما حكيماً ( 24 ) ) ^ # 24 - ! 2 " والمحصنات " 2 ! ذوات الأزواج . ! 2 " إلا ما ملكت أيمانكم " 2 ! بالسبي ، لما سبى الرسول صلى الله عليه وسلم أهل أوطاس ، قالوا : كيف نقع على نساء قد عرفنا أزواجهن فنزلت أو ! 2 " المحصنات " 2 ! ذوات الأزواج ^ ( إلا ما ملكت
@ 314 @ أيمانكم ) ^ إذا اشترى الأمة بطل نكاحها وحلت للمشتري قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أو المحصنات العفائف ، ^ ( إلا ما ملكت أيمانكم ) ^ بعقد نكاح ، أوملك ، أو نزلت في مهاجرات تزوجهن المسلمون ، ثم قدم أزواجهن مهاجرين فنهي المسلمون عن نكاحهن ، والإحصان : من المنع ، حصن البلد لمنعه من العدو ، ودرع حصينة : منيعة ، وفرس حصان : لامتناع راكبه من الهلاك ، وامرأة حصان : لامتناعها عن الفاحشة . ^ ( كتاب الله ) ^ الزموا كتاب الله ، أو حرم ذلك كتاباً من الله ، أو كتاب الله قيم عليكم فيما تحرمونه وتحلونه . ^ ( ما وراء ذلكم ) ^ ما دون الخمس ، أو ما دون ذوات المحارم ، أو مما وراءه مما ملكت أيمانكم . ^ ( أن تبتغوا ) ^ تلتمسوا بأموالكم بشراء ، أو صداق . ^ ( مسافحين ) ^ زناة ، السفح : من الصب ، سفح الدمع : صبه ، وسفح الجبل : أسفله لانصباب الماء فيه . ^ ( فما
@ 315 @ استمتعتم ) ^ قلت تكون ' ما ' ها هنا بمعنى ' من ' ، فما نكحتم منهن فجامعتموهن ، أو المتعة المؤجلة ، كان أبي وابن عباس يقرآن ^ ( فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى ) ^ . ^ ( أجورهن ) ^ الصداق . ^ ( فريضة ) ^ أي معلومة . ^ ( فيما تراضيتم به ) ^ من تنقيص أو إبراء عند إعسار الزوج ، أو فيما زدتموه في أجل المتعة بعد انقضاء مدتها وفي أجرتها قبل استبرائهن أرحامهن ، أو لا جناح عليكم فيما دفعتموه وتراضيتم به أن يعود إليكم تراضياً . ^ ( كان عليماً ) ^ ، بالأشياء قبل خلقها . ^ ( حكيماً ) ^ في تدبيره لها ، قال سيبويه : ' لما شاهدوا علماً وحكمة قيل لهم : إنه كان كذلك لم يزل ، أو الخبر عن الماضي يقوم مقام الخبر عن المستقبل قاله الكوفيون . ^ ( ومن لم يستطع منكم طولاً أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وءاتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان فإذآ أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ذلك لمن خشي العنت منكم وأن تصبروا خير لكم والله غفور رحيم ( 25 ) ) ^ # 25 - ^ ( طولا ) ^ سعة موصلة إلى نكاح الحرة ، أو يكون تحته حرة ، أو أن
@ 316 @ يهوي أمة فيجوز له تزوجها إن كان ذا يسار وكان تحته حرة قاله جابر وجماعة ، والطول : من الطول ، لأن الغنى ينال به معالي الأمور ، ليس فيه طائل أي لا ينال به شيء من الفوائد ، وإيمان الأمة شرط ، أو ندب . ! 2 " غير مسافحات " 2 ! محصنات عفائف ، والمسافحات : المعلنات بالزنا ، ومتخذات الأخدان : أن تتخذ صديقاً تزني به دون غيره ، وكانوا يحرمون ما ظهر من الزنا ويحلون ما بطن فنزل ! 2 " ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن " 2 ! [ الأنعام : 151 ] . ! 2 " أحصن " 2 ! أسلمن ، و ! 2 " أحصن " 2 ! تزوجن ، ونصف عذاب الحرة : نصف حدها . ! 2 " العنت " 2 ! الزنا ، أو الإثم ، أو الحد ، أو الضرب الشديد في دين أو دنيا . ! 2 " وإن تصبروا " 2 ! عن نكاح الأمة خير من إرقاق الولد . ^ ( يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم ( 26 ) والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً ( 27 ) يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً ( 28 ) ) ^ # 27 - ! 2 " الذين يتبعون الشهوات " 2 ! الزناة ، أو اليهود والنصارى أو كل متبع شهوة غير مباحة . # 28 - ! 2 " يخفف عنكم " 2 ! في نكاح الإماء ، ! 2 " وخلق الإنسان ضعيفا " 2 ! عن الصبر عن الجماع . ^ ( يآ أيها الذين ءامنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلآ أن تكون
@ 317 @ تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ( 29 ) ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا ( 30 ) إن تجتنبوا كبآئر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما ( 31 ) ) ^ # 29 - ^ ( بالباطل ) ^ القمار والربا والبخس والظلم ، أو العقود الفاسدة ، أو نهوا عن أكل الطعام / قرى وأمروا بأكله شراء ثم نسخ ذلك بقوله تعالى : ^ ( ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم ) ^ ألآية [ النور : 61 ] ^ ( تراض ) ^ تخاير للعقد ، أو تخاير بعد العقد . ^ ( أنفسكم ) ^ بعضكم بعضاً ، جعلوا كنفس واحدة لاتحاد دينهم ، أو نهوا عن قتل أنفسهم في حال الضجر والغضب . # 30 - ^ ( ومن يفعل ذلك ) ^ أكل المال وقتل النفس ، أو كل ما نهوا عنه من أول هذه السورة ، أو وراثتهم النساء كرهاً . ^ ( عدواناً وظلماً ) ^ جمع بينهما تأكيداً لتقارب معناهما ، أو فعلاً واستحلالاً . # 31 - ^ ( كبائر ) ^ ما نهيتم عنه من أول هذه السورة إلى رأس الثلاثين منها ، أو هي سبع : الإشراك بالله ، وقتل النفس المحرمة ، وقذف المحصنة ، وأكل مال اليتيم ، وأكل الربا ، والفرار يوم الزحف ، والتعرب بعد الهجرة أو تسع :
@ 318 @ الشرك ، والقذف ، وقتل المؤمن ، والفرار من الزحف ، والسحر ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، وعقوق الوالدين المسلمين ، وإلحاد بالبيت الحرام . أو السبعة المذكورة مع العقوق والزنا والسرقة وسب أبي بكر وعمر - رضي الله تعالى عنهما - أو الإشراك بالله ، والقنوط من رحمته ، واليأس من روحه ، والأمن من مكره ، أو كل ما وعد الله - تعالى - عليه النار ، أو كل ما لا تصلح معه الأعمال . ! 2 " سيئاتكم " 2 ! مكفرة إذا تركتم الكبائر فإن لم تتركوها أخذتم بالصغائر والكبائر . ^ ( ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنسآء نصيب مما اكتسبن وسئلوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليماً ( 32 ) ) ^ # 32 - ! 2 " ولا تتمنوا " 2 ! كقوله : ' ليت لي مال فلان ' ، نهوا عنه نهي تحريم ، أو كراهية ، وله أن يقول : ' ليت لي مثله ' والأشهر أنها نزلت في نساء تمنين أن يكن كالرجال في الفضل والمال ، أو قالت أم سلمة : يا رسول الله يغزوا الرجال ولا نغزوا وإنما لنا نصف الميراث فنزلت . . . . . ^ ( للرجال نصيب مما
@ 319 @ اكتسبوا ) ^ من الثواب على الطاعة والعقاب على المعصية وكذلك النساء ، الحسنة لهما بعشر أمثالها ، أو للرجال نصيب من الميراث وللنساء نصيب منه ، لأنهم كانوا لا يورثون النساء . ^ ( فضله ) ^ نعم الدنيا ، أو العبادة المكسبة لثواب الآخرة . ^ ( ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شيء شهيدا ( 33 ) 33 - ! 2 " موالي " 2 ! عصبة ، أو ورثه وهو أشبه كقوله تعالى ! 2 " خفت الموالي " 2 ! [ مريم : 5 ] ^ ( عاقدت ) ^ مفاعلة من عقد الحلف حلف الجاهلية توارثوا به في الإسلام ثم نسخ بقوله تعالى : ^ ( وأولوا الأرحام بعضهم أولي ببعض ) ^ [ الأنفال : 75 ] ، أو الأخوة التي آخاها الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار توارثوا بها ثم نسخت بقوله : ! 2 " ولكل جعلنا موالي " 2 ! ، أو نزلت في أهل العقد بالحلف يؤتون نصيبهم من النصر والنصيحة دون الإرث قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ( لا حلف في الإسلام وما كان من حلف الجاهلية فلم يزده الإسلام إلا شدة ) ) أو نزلت في
@ 320 @ ابن التبني ، أمروا أن يوصوا لهم عند الموت ، أو فيمن أوصى لهم بشيء ثم هلكوا فأمروا أن / يدفعوا نصيبهم إلى ورثتهم . ^ ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا ( 34 ) ) ^ 34 - ! 2 " قوامون " 2 ! عليهم بالتأديب ، والأخذ على أيديهن فيما يجب عليهن الله - تعالى - ولأزواجهن . ! 2 " بما فضل الله " 2 ! الرجال عليهن في العقل والرأي . ! 2 " وبما أنفقوا " 2 ! من الصداق والقيام بالكفاية ، أو لطم رجل امرأته فأتت الرسول صلى الله عليه وسلم تطلب القصاص فأجابه الرسول صلى الله عليه وسلم فنزلت ! 2 " ولا تعجل بالقرآن " 2 ! [ طه : 114 ] ونزلت هذه الآية ، قال الزهري لا قصاص بين الزوجين فيما دون النفس .
@ 321 @ ! 2 " فالصالحات " 2 ! في دينهن ! 2 " قانتات " 2 ! مطيعات لربهن وأزواجهن ! 2 " حافظات " 2 ! لأنفسهن في غيبة أزواجهن ، ولحق الله عليهن ! 2 " بما حفظ الله " 2 ! يحفظه إياهن صرن كذلك ، أو بما أوجبه لهن من مهر ونفقة فصرن بذلك محفوظات . ! 2 " تخافون " 2 ! تعلمون . % ( . . . . . . . . . . . . % أخاف إذا ما مت أن لا أذوقها ) % أو تظنون . % ( أتاني عن نصيب كلام يقوله % وما خفت يا سلام أنك عائبي ) % يريد الاستدلال على النشوز بما تبديه من سوء فعلها ، والنشوز من الارتفاع لترفعها عن طاعة زوجها . ! 2 " فعظوهن " 2 ! بالأمر بالتقوى ، والتخويف من الضرب الذي أذن الله - تعالى - فيه . ! 2 " واهجروهن " 2 ! بترك الجماع ، أو لا يكملها ويوليها ظهره في المضجع ، أو يهجر مضاجعتها ، أو يقول لها في المضجع هجراً وهو الإغلاظ في القول ، أو يربطها بالهجار - وهو حبل يربط به البعير - قاله الطبري ، أصل الهجر : الترك عن قلى ، وقبيح الكلام هجر ، لأنه مهجور ،
@ 322 @ فإذا خاف نشوزها وعظها وهجرها فإن أقامت عليه ضربها ، أو إذا خافه وعظها فإن أظهرته هجرها فإن أقامت عليه ضربها ضرباً يزجرها عن النشوز غير مبرح ولا منهك . ! 2 " سبيلا " 2 ! أذى ، أو يقول لها : ' لست محبة لي وأنت تبغضني فيضربها ' على ذلك مع طاعتها له . ^ ( وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلهآ إن يريدآ إصلاحاً يوفق الله بينهما إن الله كان عليماً خبيرا ( 35 ) ) ^ # 35 - ! 2 " شقاق بينهما " 2 ! بنشوزها وترك حقه ، وبعدوله عن إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ، والشقاق : مصدر شاق فلان فلاناً إذا أتى كل واحد منهما ما يشق على الآخر ، أو لأنه صار في شق بالعداوة والمباعدة . ! 2 " فابعثوا حكما " 2 ! خطاب للسلطان إذا ترافعا إليه ، أو خطاب للزوجين ، أو لأحدهما . ! 2 " إن يريدا " 2 ! الحكمان ، فإن رأى الحكمان الفرقة بغير إذن الزوجين فهل لهما ذلك ؟ فيه قولان . ^ ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً ( 36 ) ) ^ # 36 - ! 2 " وبذي القربى " 2 ! المناسب ، ! 2 " واليتامى " 2 ! جمع يتيم وهو الذي مات أبوه ولم يبلغ الحلم ، والمسكين : الذي ركبه ذل الفاقة حتى سكن لذلك ، ! 2 " والجار ذي القربى " 2 ! المناسب ، أو القريب في الدين أراد به المسلم ! 2 " والجار الجنب " 2 ! الأجنبي لا نسب بينك وبينه ، أو البعيد في دينه ، والجنب في كلامهم : البعيد ، ومنه الجنب لبعده عن الصلاة .
@ 323 @ ! 2 " والصاحب بالجنب " 2 ! رفيق السفر ، أو زوجة الرجل تكون إلى جنبه ، أو الذي يلزمك ويصحبك رجاء نفعك . ! 2 " وابن السبيل " 2 ! / المسافر المجتاز ، أو الذي يريد السفر ولا يجد نفقة ، أو الضيف ، والسبيل : الطريق فقيل لصاحب الطريق : ابن السبيل كما قيل لطير الماء : ' ابن ماء ' . ! 2 " مختالا " 2 ! من الخيلاء خال يخول خالا وخولاً . ! 2 " فخورا " 2 ! يفتخر على العباد بما أنعم الله به عليه من رزق وغيره . ^ ( الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون مآ ءاتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً ( 37 ) والذين ينفقون أموالهم رئآء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ومن يكن الشيطان له قريناً فسآء قريناً ( 38 ) وماذا عليهم لو ءامنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليماً ( 39 ) ) ^ # 37 - ! 2 " الذين يبخلون " 2 ! بالإنفاق في الطاعة ! 2 " ويأمرون الناس " 2 ! بمثل ذلك ، أو نزلت في اليهود بخلوا بما في التوراة من صفة محمد صلى الله عليه وسلم وكتموها ، وأمروا الناس بذلك ، والبخل : أن يبخل بما في يده ، والشح : أن يشح بما في يد غيره يحب أن يكون له . # 38 - ! 2 " والذين ينفقون " 2 ! اليهود ، أو المنافقون . ! 2 " قرينا " 2 ! والمراد به الشيطان يقرن به في النار ، أو يصاحبه في فعله ، والقرين : الصاحب المؤالف من الاقتران ، القرن : المثل لاقترانه في الصفة ، والقرن : أهل العصر ، لاقترانهم في الزمان ، وقرن البهيم لاقترانه بمثله . ^ ( إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيما ( 40 ) ) ^ .
@ 324 @ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلآء شهيداً ( 41 ) يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثاً ( 42 ) ) ^ # 40 - ^ ( مثقال ) ^ الشيء : مقداره في الثقل ، والذرة : دودة حمراء قاله ابن عباس - رضي الله عنهما - : ويقال : إن هذه الدودة لا وزن لها . # 41 - ^ ( بشهيد ) ^ يشهد أنه بلغها ما تقوم به الحجة عليها ، أو يشهد بعملها . # 42 - ^ ( تسوى بهم الأرض ) ^ يجعلون مثلها ، كقوله تعالى ^ ( ليتني كنت تراباً ) ^ [ النبأ : 40 ] أو تمنوا أن يدخلوا فيها حتى تعلوهم . ^ ( يآ أيها الذين ءامنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنباً إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جآء أحد منكم من الغآئط أو لامستم النسآء فلم تجدوا مآء فتيمموا صعيداً طيباً فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفواً غفوراً ( 43 ) ) ^ # 43 - ^ ( سكارى ) ^ من النوم ، أو من الخمر ، ' ثمل جماعة عند عبد الرحمن بن عوف - رضي الله تعالى عنه - فقدموا من صلى بهم المغرب فقرأ قل يا أيها الكافرون أعبد ما تعبدون ، وأنتم عابدون ما أعبد ، وأنا عابد ما عبدتم لكم دينكم ولي دين فنزلت ' والسكر يسد مجرى الماء فأخذ منه السكر
@
325 @ لسده طرق المعرفة ، وخطابه للسكران نهي عن التعرض للسكر ، لأن السكران لا
يفهم ، أو قد يقع السكر بحيث لا يخرج عن الفهم . ! 2 " عابري سبيل " 2 !
أراد المسافر الجنب لا يصلي حتى يتيمم ، أو أراد مواضع الصلاة لا يقربها إلا ماراً
. ! 2 " مرضى " 2 ! بما ينطلق عليه اسم مرض وإن لم يضر معه استعمال
الماء ، أو بشرط أن يضر به استعمال الماء ، أو ما خيف فيه من استعمال الماء التلف
. ! 2 " سفر " 2 ! ما وقع عليه الاسم ، أو يوم وليلة ، أو ثلاثة أيام ,
! 2 " الغائط " 2 ! الموضع المطمئن كني به عن الفضلة ، لأنهم كانوا
يأتونه لأجلها . الملامسة : الجماع ، أو باليد والإفضاء بالجسد ، ولامستم أبلغ من
لمستم ، أو لامستم يوجب الوضوء على اللامس والملموس ولمستم يوجبه على اللامس وحده
. ! 2 " فتيمموا " 2 ! تعمدوا وتحروا ، أو اقصدوا ، وقرأ ابن مسعود -
رضي الله تعالى عنه - فأتوا صعيداً . ! 2 " صعيدا " 2 ! أرض ملساء لا
نبات بها / ولا غرس ، أو أرض مستوية ، أو التراب ، أو وجه الأرض ذات التراب
والغبار . ! 2 " طيبا " 2 ! حلالاً ، أو طاهراً ، أو تراب الحرث ، أو
مكان جرد غير بطح . ! 2 " وأيديكم " 2 ! إلى الزندين ، أو المرفقين ، أو
الإبطين : ويجوز التيمم للجنابة عند الجمهور ومنعه عمر وابن مسعود والنخعي . وسبب
نزولها قوم من الصحابة أصابتهم جراح ، أو نزلت في إعواز الماء في
@ 326 @ السفر . ! 2 " ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون
الضلالة ويريدون أن تضلوا " 2 !
@ 327 @ السبيل ( 44 ) والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا ( 45 ) من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا ( 46 ) ) ^ # 44 - ^ ( يشترون الضلالة ) ^ كأنهم بكتمان صفة محمد صلى الله عليه وسلم اشتروا الضلالة بالهدى ، أو أعطوا أحبارهم [ أموالهم ] على ما صنعوا من التكذيب بمحمد صلى الله عليه وسلم ، أو كانوا يأخذون الرشا . # 46 - ^ ( غير مسمع ) ^ غير مقبول منك ، أو اسمع لا سمعت . ^ ( وراعنا ) ^ كانت سبا في لغتهم ، أو أجروها مجرى الهزء . أو مجرى الكبر . ^ ( يا أيها الذين أوتو الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا ( 47 ) إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما ( 48 ) ) ^ # 47 - ^ ( أوتوا الكتاب ) ! 2 " اليهود والنصارى " 2 ! ( نطمس وجوها ) نمحو آثارها فتصير كالأقفاء ونجعل أعينها في أقفائها فتمشى القهقرى ، أو نطمسها عن الهدى فنردها في الضلالة فلا تفلح أبدا ! 2 " نلعنهم " 2 ! نمسخهم قردة . ^ ( ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا ( 49 ) انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا ( 50 ) ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من
@ 328 @ ^ ( الكتب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا ، أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيراً ) ^ # 49 - ! 2 " يزكون أنفسهم " 2 ! اليهود قالوا : ! 2 " نحن أبناء الله وأحباؤه " 2 ! [ المائدة : 18 ] ، أو قدموا أطفالهم لإمامتهم زعما أنه لا ذنوب لهم ، أو قالوا : آباؤنا يستغفرون لنا ويزكوننا ، أو زكى بعضهم بعضا ، لينالوا شيئا من الدنيا . ! 2 " فتيلا " 2 ! ما انفتل بين الأصابع من الوسخ ، أو الفتيل الذي في شق النواة ، والنقير ما في ظهرها ، والقطمير قشرها . # 51 - ! 2 " بالجبت والطاغوت " 2 ! صنمان كان المشركون يعبدونهما ، أو الجبت : الأصنام والطاغوت ( ( تراجمة ) ) الأصنام ، أو الجبت : السحر ، والطاغوت : الشيطان ، أو الجبت : الساحر ، والطاغوت : الكاهن ، أو الجبت : حيي بن أخطب والطاغوت : كعب بن الأشرف . ^ ( أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا ( 53 ) أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا ءال إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما ( 54 ) فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا ( 55 ) # 53 - ^ ( نقيرا ) ^ الذي في ظهر النواة ، أو الخيط الذي يكون في وسط النواة ، أو نقرك الشيء بطرف إبهامك .
@ 329 @ # 54 - ! 2 " يحسدون الناس " 2 ! اليهود حسدت العرب ، أو محمدا صلى الله عليه وسلم عبر عنه بالناس ، أو محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه - رضوان الله تعالى عليهم - أجمعين . ! 2 " فضله " 2 ! النبوة كيف جعلت في العرب ، أو ما أبيح للرسول صلى الله عليه وسلم من النكاح بغير حصر ولا عد قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - . ! 2 " ملكا عظيما " 2 ! ملك سليمان عليه الصلاة والسلام ، أو النبوة ، أو ما أيدو به الملائكة . أو ما أبيح لداود وسليمان عليهما الصلاة والسلام من النكاح ، فنكح سليمان مائة ، وداود تسعا وتسعين . ^ ( إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما ( 56 ) والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا ( 57 ) ) ^ # 65 - ^ ( كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ) ، لأن المقصود إيلام الأرواح بواسطة الجلود واللحم فتحرق / الجلود لإيلام الأرواح واللحم والجلد لا يألمان فإذا احترق الجلد فسواء أعيد بعينه أو أعيد غيره ، أو تعاد تلك الجلود الأول جديدة غير محترقة ، أو الجلود المعادة هي سرابيل القطران سميت جلودا لكونها لباسا لهم ، لأنها لو فنيت ثم أعيدت لكان ذلك تخفيفا للعذاب فيما بين فنائها وإعادتها ، وقد قال [ تعالى ] : ^ ( لا يخفف عنهم العذاب ) ^ [ البقرة :
@
330 @ 162 وآل عمران : 88 ] ^ ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا
حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا
( 58 ) ) ^ # 58 - ! 2 " إن الله يأمركم " 2 ! في ولاة أمور المسلمين ،
أو السطان أن يعظ النساء أو للرسول صلى الله عليه وسلم أن يرد مفاتيح الكعبة إلى
عثمان بن طلحة ، أو لكل مؤتمن على شيء . ^ ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله
وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن
كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ( 59 ) ) ^ # 59 - ! 2
" أطيعوا الله " 2 ! في أمره ونهيه . ! 2 " وأطيعوا الرسول "
2 ! في حياته ، أو
@ 331 @ باتباع سنته . ! 2 " وأولي الأمر " 2 ! نزلت في الأمراء بسبب
عبدالله بن حذافة بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم في سرية أو في عمار بن ياسر بعثه
الرسول صلى الله عليه وسلم في سرية ، أو نزلت في العلماء والفقهاء ، أو في الصحابة
، أو في أبي بكر وعمر - رضي الله تعالى عنهما - وإنما طاعة الولاة في المعروف . !
2 " إلى الله " 2 ! كتاب الله - تعالى - وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
! 2 " تأويلا " 2 ! أحمد عاقبة ، أو أبين صوابا ، وأظهر حقا ، أو أحسن
من تأويلكم الذي لا يرجع إلى أصل ، ولا يفضي إلى حق . ^ ( ألم تر إلى الذين يزعمون
أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد
أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلال بعيدا ( 60 ) , إذا قيل لهم
تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا ( 61 ) فكيف
إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا
وتوفيقا ( 62 ) أولائك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في
@
332 @ أنفسهم قولا بليغا ) ^ # 260 - ^ ( الذين يزعمون أنهم ) ^ نزلت في يهودي
وأنصاري منافق اختصما فطلب اليهودي المحاكمة إلى أهل الإسلام ، لعلمه أنهم لا
يرتشون وطلب المنافق المحاكمة إلى اليهود لعلمه أنهم يرتشون ، فاصطلحا أن يتحاكما
إلى كاهن من جهينة ^ ( يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك ) ^ أي المنافق ، ^ ( وما
أنزل من قبلك ) ^ اليهودي . أو نزلت في اليهود ، تحاكموا إلى أبي بردة الأسلمي
الكاهن . ^ ( آمنوا بما أنزل إليك ) ^ في الحال ^ ( وما أنزل من قبلك ) ^ حين
كانوا يهودا ^ ( والطاغوت ) ^ الكاهن . # 62 - ^ ( مصيبة بما قدمت أيديهم ) ^ لما
قتل عمر - رضي الله تعالى عنه - منافقا لم يرض بحكم الرسول صلى الله عليه وسلم جاء
إخوانه المنافقون يطلبون دمه ، يقولون ما أردنا بطلب دمه إلا إحسانا إلينا ، وما
يوافق الحق في أمرنا ، فنزلت ، أو
@ 333 @ اعتذروا في عدولهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم بأنهم أرادوا التوفيق بين
الخصوم بتقريب في الحكم دون الحمل على مر الحق . فنزلت . . . # 63 = ! 2 "
يعلم الله ما في قلوبهم " 2 ! من النفاق ! 2 " فأعرض عنهم " 2 !
بالعداوة ^ ( وعظم ) ^ فيما أبدوه ، أو ! 2 " أعرض " 2 ! عن عقابهم ! 2
" وعظهم " 2 ! أو ! 2 " أعرض " 2 ! عن قبول عذرهم ! 2 "
وعظهم " 2 ! . ! 2 " قولا بليغا " 2 ! ازجرهم أبلغ زجر ، أو قل إن
أظهرتم ما في قلوبهم قتلتكم ، فإنه يبلغ من نفوسهم كل مبلغ . ^ ( وما أرسلنا من
رسول إلى ليطاع بإذن الله لو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر
لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ( 64 ) فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما
شجر بينهم ثم لا يجدون في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً ) ^
@ 334 @ # 65 - ! 2 " شجر بينهم " 2 ! المشاجرة : المنازعة ، والاختلاف لتداخل الكلام بعضه في بعض كتداخل الشجر بالتفافها . ! 2 " حرجا " 2 ! شكاً ، أو إثماً . نزلت في المنافق واليهودي / اللذين احتكما إلى الطاغوت ، أو في الزبير والأنصاري لما اختصما في شراج الحرة . ^ ( ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليلا منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا ( 66 ) وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما ( 67 ) ولهديناهم صراطا مستقيما ( 68 ) ومن يطع الله والرسول فأولائك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا ( 69 ) ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما ( 7 ) ) ^
@ 335 @ # 69 - ! 2 " الصديقين " 2 ! أتباع الأنبياء صلوات الله تعالى عليهم وسلامه ، [ والصديق ] ( ( فعيل ) ) من الصدق ، أو من الصدقة ، والشهيد لقيامه بشهادة الحق حتى قتل أو لأنه من شهيد الآخرة ، والصالح : من صلح عمله ، أو من صلحته سريرته وعلانيته ، والرفيق : من الرفق في العمل أو من الرفق في السير . توهم قوم أنهم لا يرون الأنبياء في الجنة ، لأنهم في أعلى عليين فحزنوا وسألوا الرسول صلى الله عليه وسلم فنزلت . ^ ( يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا ( 71 ) وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أن أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا ( 72 ) ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما ( 73 ) فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما ( 74 ) # 71 - ^ ( حذركم ) ^ احذروا عدوكم ، أو خذوا سلاحكم ، سماه حذرا لأنه يتقى به الحذر ^ ( ثبات ) ^ جمع ثبة ، وهي العصبة ، قال :
@ 336 @ % ( لقد أغدو على ثبة كرام % نشاوى واجدين لما نشاء ) % ^ ( وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنسآء والوالدان الذين يقولون ربنآ أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيراً ( 75 ) الذين ءامنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أوليآء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً ( 76 ) ) ^ # 75 - ! 2 " القرية الظالم أهلها " 2 ! مكة إجماعاً . ^ ( ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوآ أيديكم وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولآ أخرتنآ إلى أجل قريب قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا ( 77 ) أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فمال هؤلآء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ( 78 ) مآ أصابك من حسنة فمن الله ومآ أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولاً وكفى بالله شهيداً ( 79 ) ) ^ # 77 - ! 2 " فلما كتب عليهم القتال " 2 ! نزلت في قوم من الصحابة ، سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم بمكة أن يأذن لهم في القتال فيقاتلون فلما فرض القتال بالمدينة
@ 337 @ قالوا ما ذكر الله في هذه الآية ، أو في اليهود أو المنافقين ، أو هي صفة المؤمنين لما طبع عليه البشر من الخوف . # 78 - ! 2 " بروج " 2 ! قصور في السماء معينة ، أو القصور [ أو ] البيوت التي في الحصون ، أخذ البروج من الظهور ، تبرجت المرأة : أظهرت نفسها . ! 2 " مشيدة " 2 ! مجصصة ، والشيد : الجص ، أو مطولة ، شاد بناءه وأشاده رفعه ، أشدت بذكر الرجل : رفعت منه ، أو المشيد ' بالتشديد ' المطول ، ( ( وبالتخفيف ) ) المجصص . ! 2 " وإن تصبهم حسنة " 2 ! أراد اليهود ، أو المنافقين ، والحسنة والسيئة : البؤس ، والرخاء ، أو الخصب والجدب ، أو النصر والهزيمة . ! 2 " من عندك " 2 ! بسوء تدبيرك ، أو قالوه على جهة التطير به ، كقوله [ تعالى ] ! 2 " وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه " 2 ! [ الأعراف : 132 ] . # 79 - ! 2 " ما أصابك " 2 ! أيها الإنسان ، أو أيها النبي ، أو خوطب به الرسول صلى الله عليه وسلم والمراد غيره . الحسنة النعمة في الدين والدنيا . والسيئة المصيبة فيهما ، أو الحسنة ما أصابه يوم بدر والسيئة ما أصابه بأحد من شج وجهه ، وكسر رباعيته ، أو الحسنة : الطاعة والسيئة : المعصية قاله أبو العالية ز ! 2 " فمن نفسك " 2 ! فبذنبك ، أو بفعلك . ^ ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا ( 80 ) ويقولون
@ 338 @ طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طآئفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا ( 81 ) ) ^ # 80 - ^ ( حفيظاً ) ^ حافظاً لهم من المعاصي ، أو حافظاً لأعمالهم التي يجازون بها . # 81 - ^ ( طاعة ) ^ أمرنا لطاعة . ^ ( بيت ) ^ التبييت : كل عمل دبر بليل لأن الليل وقت المبيت ، أو وقت البيوت وتبييتهم إضمارهم مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم في أمره ونهيه ، أو تقديرهم غير ما قال على جهة التكذيب . ^ ( يكتب ما يبيتون ) ^ في اللوح المحفوظ ليجازيهم عليه ، أو يكتبه بأن ينزله عليك / في الكتاب . ^ ( أفلا يتدبرون القرءان ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ( 82 ) وإذا جآءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا ( 83 ) ) ^ # 82 - ^ ( يتدبرون ) ^ من الدبور لأنه النظر في عواقب الأمور . ^ ( اختلافاً ) ^ تناقضاً من جهة حق وباطل ، أو من جهة بليغ ومرذول . أو اختلافاً في تخبر الأخبار عما يسرون . # 83 - ^ ( وإذا جاءهم ) ^ أراد المنافقين ، أو ضعفة المسلمين . ^ ( أولي الأمر ) ^ العلماء ، أو الأمراء ، أو أمراء السرايا . ^ ( الذين يستنبطونه منهم ) ^ أولو الأمر ، أو المنافقون ، أو ضعفه المسلمين . ^ ( يستنبطونه ) ^ يستخرجونه من استنباط الماء ،
@ 339 @ والنبط ، لاستنباطهم العيون . ! 2 " فضل الله " 2 ! الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو القرآن العزيز ، أو اللطف . ! 2 " إلا قليلا " 2 ! من الأتباع ، أو لعلمه الذين يستنبطونه إلا قليلاً ، أو أذاعوا به إلا قليلا قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - ، ^ ( فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأساً وأشد تنكيلا ( 84 ) من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شيء مقيتا ( 85 ) وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا ( 86 ) الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا ( 87 ) # 85 - ^ ( شفاعة حسنة ) ^ الدعاء للمؤمنين والسيئة : الدعاء عليهم كانت اليهود تفعله فتوعدهم الله - تعالى - عليه ، أو هو سؤال الرجل لأخيه أن ينال خيرا أو شرا بمسألته . ^ ( كفل ) ^ وزر وإثم ، أو نصيب ^ ( يؤتكم كفلين من رحمته ) ^ [ الحديد : 28 ] ^ ( مقيتا ) ^ مقتدرا ، أو حفيظا ، أو شهيدا ، أو حسيبا ، أو مجازيا أخذ المقيت من القوت فسمي به المقتدر لقدرته على إعطاء القوت وصار لكل قادر على قوت أو غيره . وقال : % ( وذي ضغن كففت النفس عنه % وكنت على مساءته مقيتا ) % # 86 - ^ ( بتحية ) ^ الدعاء بطول الحياة ، أو السلام ، ورده فرض عام المسلم
@ 340 @ والكافر ، أو يختص به المسلم . ! 2 " بأحسن منها " 2 ! الزيادة في الدعاء ! 2 " أو ردوها " 2 ! بمثلها ، أو ! 2 " بأحسن " 2 ! منها على المسلم ، وبمثلها على الكافر قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - ! 2 " حسيبا " 2 ! حفيظا ، أو محاسبا على العمل ليجزي عليه ، أو كافيا . # 87 - ! 2 " يوم القيامة " 2 ! لقيام الناس فيه من قبورهم ، أو لقيامهم فيه للحساب . ^ ( فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا ( 8 ) ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا ( 89 ) إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أو جاءوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا ( 90 ) ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كل ما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأولائكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا ( 91 ) # 88 - ^ ( فما لكم في المنافقين فئتين ) ^ نزلت فيمن تخلف بأحد وقال : ^ ( لو نعلم قتالا لاتبعناكم ) ^ ، أو في قوم قدموا المدينة فأظهروا الإسلام ثم
@
341 @ رجعوا إلى مكة فأظهروا الشرك ، أو فيمن أظهر الإسلام بمكة ، وأعان المشركين
على المسلمين ، أو في قوم من أهل المدينة ، أرادوا الخروج عنها نفاقا ، أو في قوم
من أهل الأفك . ! 2 " أركسهم " 2 ! ردهم ، أو أوقعهم ، أو أهلكهم ، أو
أضلهم ، أو نكسهم . ! 2 " أتريدون أن تهدوا " 2 ! تريدون أن تسموهم
بالهدى ، وقد سماهم الله - تعالى - بالضلال أو تهدوهم إلى الثواب بمدحهم ، وقد
أضلهم الله - تعالى - بذمهم . # 90 - ! 2 " يصلون " 2 ! يدخلون في قوم
بينكم وبينهم أمان ، نزلت في بني مدلج كان بينهم وبين قريش عقد فحرم الله - تعالى
- من بني مدلج ما حرم من قريش . ! 2 " حصرت " 2 ! ضاقت ، وحصر العدو ،
تضييقه ، وهو خبر ، أو دعاء .
@ 342 @ ! 2 " لسلطهم " 2 ! بتقوية قلوبهم ، أو أذن لهم في القتال
ليدفعوا عن أنفسهم . ! 2 " السلم " 2 ! الصلح ، أو الإسلام ، نسختها آية
السيف . # 91 - ! 2 " يريدون أن يأمنوكم " 2 ! قوم أظهروا الإسلام ،
ليأمنوا المسلمين وأظهروا موافقة قومهم ، ليأمنوهم ، وهم من أهل مكة ، أو من أهل
تهامة ، أو من المنافقين ، أو نعيم بن مسعود الأشجعي ! 2 " الفتنة " 2 !
كلما ردوا إلى المحنة في إظهار الكفر رجعوا فيه . ^ ( وما كان لمؤمن أن يقتل
مؤمناً إلا خطئاً ومن قتل مؤمناً خطئاً فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلآ
أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم
بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين
متتابعين توبة من الله وكان الله عليما حكيماً ( 92 ) ومن يقتل مؤمناً متعمداً
فجزآؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً ( 93 ) ) ^ #
92 - ! 2 " وما كان لمؤمن " 2 ! نزلت في عياش بن أبي ربيعة قتل
@
343 @ الحارث بن يزيد وكان يعذب عياشاً ثم أسلم الحارث وهاجر فقتله عياش بالحرة
وهو لا يعلم بإسلامه ، أو قتله يوم الفتح خارج مكة ، وهو لا يعلم إسلامه ! 2
" وما كان لمؤمن " 2 ! أي ما أذن الله له لمؤمن ! 2 " إلا خطأ
" 2 ! استثناء منقطع . ! 2 " رقبة مؤمنة " 2 ! بالغة قد صلت وصامت
، لا يجزي غيرها ، أو تجزى الصغيرة المتولدة من مسلمين . ! 2 " ودية " 2
! كانت معلومة معهودة ، أو هي مجملة أخذ بيانها من السنة . ! 2 " من قوم عدو
لكم " 2 ! كان قومه كفاراً فلا دية فيه ، أو كان في أهل الحرب فقتله من لا
يعلم إيمانه فلا دية فيه مسلماً كان وارثه أو كافراً فيكون ' من ' بمعنى ' في '
قاله الشافعي - رضي الله تعالى عنه - ! 2 " بينكم وبينهم ميثاق " 2 !
أهل الذمة من أهل الكتاب ، فيهم الدية والكفارة ، أو أهل عهد الرسول صلى الله عليه
وسلم من العرب خاصة ، أو كل من له أمان بذمة أو عهد ففيه الدية والكفارة . ! 2
" فمن لم يجد " 2 ! الرقبة ، صام بدلاً من الرقبة وحدها عند الجمهور ،
أو الصوم عند العدم بدل من الدية والرقبة قاله مسروق .
@ 344 @ # 93 - ! 2 " ومن يقتل مؤمنا " 2 ! نزلت في مقيس بن صبابة قتل
أخاه رجل فهري فأعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم ديته ، وضربها على بني النجار ،
فقبلها مقيس ثم أرسله النبي صلى الله عليه وسلم مع الفهري لحاجة فاحتمل الفهري
وضرب به الأرض ، ورضخ رأسه بين حجرين ، فأهدر الرسول صلى الله عليه وسلم دمه ،
فقتل عام الفتح ، قال زيد بن ثابت : نزلت الشديدة بعد الهينة بستة أشهر ، الشديدة
! 2 " ومن يقتل مؤمنا " 2 ! ، والهينة : ! 2 " والذين لا يدعون
" 2 ! [ الفرقان : 68 ] ، وقيل للرسول في الشديدة : ' وإن تاب وآمن وعمل
صالحاً ' فقال : وأنى له التوبة ، رواه ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - .
@ 345 @ صفحة فارغة .
@
346 @ ^ ( يآ أيها الذين ءامنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن
ألقى إليكم السلام لست مؤمناً تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة
كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيراً ( 94 ) لا
يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم
وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلاً وعد الله
الحسنى وفضل المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً ( 95 ) درجات منه ومغفرة ورحمة
وكان الله غفوراً رحيماً ( 96 ) ) ^ # 94 - ! 2 " إذا ضربتم " 2 ! لقيت
سرية للرسول صلى الله عليه وسلم رجلاً معه غنيمات ، فسلم عليهم ، وأتى بالشهادتين
، فقتله أحدهم ، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : لم قتلته ، وقد أسلم ؟ فقال
: إنما قالها متعوذاً ، قال : هلا شققت عن قلبه ؟ ثم وداه الرسول صلى الله عليه
وسلم ورد على أهله غنمه ، قتله أسامة بن زيد ، أو المقداد ، أو
@ 347 @ أبو الدرداء / أو عامر بن الأضبط ، أو محلم بن جثامة ، ويقال : لفظت الأرض
قاتله ثلاث مرات ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم إن الأرض لتقبل من هو شر منه ،
ولكن الله - تعالى - جعله لكم عبرة ، وأمر أن تلقى عليه الحجارة ! 2 " كذلك
كنتم " 2 ! كفاراً فمن الله - تعالى - عليكم بالإسلام . ^ ( إن الذين توفاهم
الملآئكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن
أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وسآءت مصيراً ( 97 ) إلاّ
@ 348 @ المستضعفين من الرجال والنسآء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا ( 98 ) فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفواً غفوراً ( 99 ) ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغماً كثيراً وسعة ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفوراً رحيماً ( 100 ) ) ^ # 100 - ^ ( مراغماً ) ^ متحولاً من أرض إلى أرض ، أو مطلباً للمعيشة ، أو مهاجراً ، أو مندوحة عما يكره ، أو ما يرغم به قومه ، لأن من هاجر راغباً عن قومه ، فقد راغمهم ، أخذ ذلك من الرغم وهو الذل ، والتراب رغام لذلته ، والرغام ما يسيل من الأنف . ^ ( وسعة ) ^ في الرزق ، أو في إظهار الدين ، أو من الضلالة إلى الهدي ، ومن العيلة إلى الغنى . ^ ( وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا إن الكافرين كانوا لكم عدواً مبيناً ( 101 ) ) ^
@ 349 @ # 101 - ! 2 " وإذا ضربتم " 2 ! سرتم ، لضربهم الأرض بأرجلهم في السير . ! 2 " أن تقصروا " 2 ! الأركان بالإيماء عند التحام القتال مع بقاء عدد الصلاة ، أو تقصروا من أربع إلى اثنتين في الخوف دون الأمن ، أو تقصروا في الخوف إلى ركعة وفي الأمن إلى ركعتين ، أو في الأمن والخوف إلى ركعتين لا غير . ^ ( وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طآئفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورآئكم ولتأت طآئفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذاباً مهيناً ( 102 ) ) ^ # 102 - ! 2 " وإذا كنت فيهم " 2 ! أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بصلاة الخوف ، وهي خاصة به أو عامة لأمته عند الجمهور . ! 2 " وليأخذوا أسلحتهم " 2 ! يعني المصلين ، قاله الشافعي - رضي الله تعالى عنه - أو الحارسين . ! 2 " فإذا سجدوا " 2 ! المصلون ركعة واحدة عند من رأى صلاة ركعة فليكن المصلون من ورائكم بإزاء العدو ، او إذا صلوا بعد مفارقة الإمام ركعة أخرى فليكونوا من ورائكم ، أو لا يتمون الركعة الثانية إلا بعد وقوفهم بإزاء العدو ، ! 2 " ولتأت طائفة أخرى " 2 ! وهم الذين كانوا بإزاء العدو فيصلوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم الركعة الباقية عليه ، ثم يسلمون معه عند من جعلها ركعة ، أو تتم الركعتين وتفارقه قبل التشهد ، أو بعده وتركع الركعة الثانية قبل وقوفها بإزاء العدو ، او تقف بإزائه وتنصرف الطائفة الأولى ، فتأتي بركعة ثم ترجع إلى مواجهة العدو ، ثم تخرج الثانية فتكمل صلاتها ، وهذه الصلاة نحو
@ 350 @ صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم بذات الرقاع . ^ ( فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً ( 103 ) ولا تهنوا في ابتغآء القوم إن تكونوا تالمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون وكان الله عليماً حكيماً ( 104 ) ) ^ # 103 - ! 2 " فإذا قضيتم الصلاة " 2 ! في خوف ، أو أمن ! 2 " فاذكروا الله " 2 ! تعالى عقبها بالتعظيم والتسبيح والتقديس . ! 2 " فإذا اطمأننتم " 2 ! أقمتم فأتموها من غير قصر ، وإذا أمنتم من الخوف فأتموا الركوع والسجود بغير إيماء . ! 2 " موقوتا " 2 ! فرضاً واجباً ، أو مؤقتة بنجومها كلما مضى نجم جاء نجم . # 104 - ! 2 " ولا تهنوا " 2 ! لا تضعفوا في طلبهم للحرب . ! 2 " وترجون " 2 ! من نصر الله ما لا يرجون ، أو من ثوابه ما لا يرجون ، أو تخافون منه ما لا يخافون ! 2 " ما لكم لا ترجون لله وقارا " 2 ! [ نوح : 13 ] .
@ 351 @ ^ ( إنا أنزلنآ إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بمآ أراك الله ولا تكن للخآئنين خصيماً ( 105 ) واستغفر الله إن الله كان غفوراً رحيماً ( 106 ) ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما ( 107 ) ، يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا ، هاأنتم هؤلاء جادلتهم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا ) ^ # 105 - ! 2 " إنا أنزلنا إليك " 2 ! نزلت في طعمة بن أبيرق / أودع درعاً وطعاماً فجحد ولم تقم عليه بينة ، فهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالدفع عنه ، فبين الله - تعالى - أمره ، أو سرق درعاً وطعاماً ، فأنكره واتهم به أنصارياً ، أو يهودياً ، وألقاه في منزله . ^ ( ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً ( 110 ) ومن يكسب إثماً فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليماً حكيماً ( 111 ) ومن يكسب خطيئة أو إثماً ثم يرم به بريئاً فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً ( 112 ) ولولا فضل الله عليك ورحمته
@ 352 @ لهمت طآئفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلآ أنفسهم وما يضرونك من شيء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً ( 113 ) لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغآء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً ( 114 ) ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وسآءت مصيرا ( 115 ) ) ^ # 112 - ^ ( ثم يرم به بريئاً ) ^ أراد الذي اتهمه طعمة فلما نزلت فيه الآية ، ارتد طعمة ، ولحق بمشركي مكة ، فنزلت ، ^ ( ومن يشاقق الرسول ) ^ [ 115 ] . ^ ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشآء ومن يشرك بالله فقد ضل
@ 353 @ ضلالاً بعيداً ( 116 ) إن يدعون من دونه إلآ إناثاً وإن يدعون إلا شيطاناً مريداً ( 117 ) لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيباً مفروضاً ( 118 ) ولأضلنهم ولأمنينهم ولأمرنهم فليبتكن ءاذان الأنعام ولأمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبيناً ( 119 ) يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً ( 120 ) أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا ( 121 ) والذين ءامنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيهآ أبداً وعد الله حقاً ومن أصدق من الله قيلاً ( 122 ) ) ^ # 117 - ^ ( إناثاً ) ^ اللات والعزى ومناة ، أو الأوثان ، وفي مصحف عائشة - رضي الله تعالى عنها وعن أبيها - ' إلا أوثاناً ' ، أو الملائكة ، لزعمهم أنهم بنات الله تعالى ، أو موات لا روح فيه ، لأن إناث كل شيء أرذله ، قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - , # 119 - ^ ( ولأضلنهم ) ^ عن الإيمان ، ^ ( ولأمنينهم ) ^ بطول الأمل ، ليؤثروا الدنيا على الآخرة . ^ ( فليبتكن آذان الأنعام ) ^ ليقطعنها نسكاً لآلهتهم كالبحيرة والسائبة . ^ ( خلق الله ) ^ دينه ، أو أراد خصاء البهائم ، أو الوشم .
@ 354 @ ^ ( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا ( 123 ) ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولائك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا ( 124 ) ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا ( 125 ) ولله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله بكل شيء محيطا ( 126 ) # 123 - ^ ( ليس ) ! 2 " الثواب " 2 ! ( بأمانيكم ) ^ يا أهل الإسلام ، أو يا عبدة الأوثان ، ^ ( ولا أماني أهل الكتاب ) ^ لا يستحق بالأماني بل بالأعمال الصالحة . ^ ( سوءا ) ^ شركا ، أو الكبائر ، أو ما ينال المسلم من الأحزان والمصائب في الدنيا فهو جزاء عن سيئاته ، ولما نزلت شقت على المسلمين فشكوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : ( ( قاربوا وسددوا ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة ، حتى النكبة ينكبها والشوكة يشاكها ) ) وقال أبو بكر - رضي الله تعالى عنه - : ما أشد هذه ،
@
355 @ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ( يا أبا بكر إن المصيبة في الدنيا جزاء
) ) . ^ ( ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في
يتامى النساء اللاتي التي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن والمستضعفين
من الوالدان وأن تقوموا لليتامى بالقسط وما تفعلوا من خير فإن الله كان به عليما (
127 ) ) ^ # 127 - ! 2 " ويستفتونك في النساء " 2 ! كانوا لا يورثون
النساء ولا الأطفال فلما نزلت المواريث شق عليهم فسألوا فنزلت ^ ( ولا تؤتونهن ما
كتب لهن ) ^ من الميراث ، أو كانوا لا يأتون النساء صدقاتهن بل يتملكه الأولياء
فلما نزل ! 2 " وآتوا النساء صدقاتهن نحلة " 2 ! [ 4 ] سألوا الرسول صلى
الله عليه وسلم فنزلت فقوله ! 2 " لا تؤتونهن ما كتب لهن " 2 ! أراد به
( ( الصداق ) ) ! 2 " وترغبون " 2 ! عن نكاحهن لقبحهن وتمسكوهن رغبة في
أموالهن ، أو ! 2 " ترغبون " 2 ! في نكاحهن رغبة في أموالهن ، أو جمالهن
.
@ 356 @ ^ ( وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا
بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما
تعملون خبيرا ( 128 ) ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل
الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما ( 129 ) وإن
يتفرقا يغن الله كلاً من سعته وكان الله واسعا حكيما ( 130 ) ) ^ # 128 - ! 2
" نشوزا " 2 ! ترفعا عنها لبغضها ! 2 " أو إعراضا " 2 ! انصرافا
عن الميل إليها لموجدة أو أثرة ، لما هم الرسول صلى الله عليه وسلم بطلاق سودة
جعلت يومها لعائشة - رضي الله تعالى عنها وعن أبيها - على أن لا يطلقها ، فنزلت ،
أو هي عامة في كل امرأة خافت النشوز أو الإعراض . ! 2 " صلحا " 2 ! بترك
مهر ، أو إسقاط قسم .
@ 357 @ ! 2 " والصلح خير " 2 ! من الفرقة ، أومن النشوز / والإعراض . ! 2 " وأحضرت الأنفس الشح " 2 ! أنفس النساء عن حقوقهن على الأزواج وعن أموالهن ، أو نفس كل واحد من الزوجين بحقه على صاحبه . # 129 - ! 2 " تعدلوا بين النساء " 2 ! في المحبة . ! 2 " ولو حرصتم " 2 ! أن تعدلوا في المحبة ، أو لو حرصتم في الجماع ، قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - ! 2 " كل الميل " 2 ! أن يميل بفعله كما مال بقلبه . ! 2 " كالمعلقة " 2 ! لا أيما ولا ذات بعل . ^ ( ولله ما في السماوات ومافي الأرض ولقد وصينا الذين أوتو الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله غنيا حميدا ( 131 ) ولله ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا ( 132 ) إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديرا ( 133 ) من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والأخرة وكان الله سميعا بصيرا ( 134 ) # 133 - ^ ( ويأت بآخرين ) ^ لما نزلت ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم بيده على ظهر سلمان ، فقال ( ( قوم هذا ) ) يعني عجم الفرس . # 134 - ^ ( ثواب الدنيا ) ^ الغنيمة ، وثواب ^ ( الآخرة ) ! 2 " الجنة " 2 ! ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين
@ 358 @ والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا ( 135 ) # 135 - ! 2 " قوامين بالقسط " 2 ! بالعدل . ! 2 " شهداء لله " 2 ! بالحق ! 2 " ولو على أنفسكم " 2 ! بالإقرار . ^ ( فلا تتبعوا الهوى ) اختصم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم غني وفقير فكان ضلعه مع الفقير يرى أن الفقير لا يظلم الغني ، فنزلت ، أو نزلت في الشهادة لهم وعليهم . ^ ( وإن تلوا ) ^ أمور الناس ، أو تتركوا ، خطاب للولاة والحكام . ^ ( تلووا ) ^ كم لي اللسان بالشهادة ، فيكون الخطاب للشهود قاله ابن عباس - رضي الله عنهما - . ^ ( يا أيها الذين آمنوا آمِنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا ( 136 ) ) ^ # 1360 ^ ( يا أيها الذين آمنوا ) ^ بمن تقدم من الأنبياء . ^ ( آمنوا بالله ورسوله ) ^ خطاب لليهود ، أو المنافقين ، يا أيها الذين آمنوا بأفواههم آمنوا بقلوبكم ، أو للمؤمنين يا أيها الذين آمنوا دوموا على إيمانكم .
@ 359 @ ^ ( إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا ( 137 ) بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما ( 138 ) الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا ( 139 ) وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا ( 140 ) # 137 - ^ ( آمنوا ) ! 2 " بموسى " 2 ! ( ثم كفروا ) ^ بعبادة العجل ^ ( ثم آمنوا ) ^ بموسى بعد عوده ^ ( ثم كفروا ) ! 2 " بعيسى " 2 ! ( ثم ازدادوا كفرا ) ^ بمحمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين - أو المنافقون آمنوا ثم ارتدوا ثم آمنوا ، ثم ارتدوا ثم ماتوا على كفرهم ، أو قوم من أهل الكتاب قصدوا تشكيك المؤمنين فأظهروا الإيمان ثم الكفر ثم ازدادوا كفرا بثبوتهم عليه فيستتاب المرتد ثلاث مرات فإن عاد قتل بغير استتابة ، لأجل هذه الآية قاله علي - رضي الله تعالى عنه - ، أو يستتاب كلما ارتد عند الجمهور . ^ ( الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ( 141 ) ) ^ # 141 - ^ ( ألم نكن معكم ) ^ فأعطونا من الغنيمة . ^ ( نستحوذ ) ^ نستولي عليكم بالنصر والمعونة . ^ ( ونمنعكم من المؤمنين ) ^ بالتخذيل عنكم ، أو ألم نبين لكم أنا على دينكم ، أو ألم نغلب عليكم ، أصل الاستحواذ : الغلبة . ^ ( على المؤمنين سبيلا ) ^ في الآخرة ، أو حجة .
@ 360 @ ^ ( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ( 142 ) مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا ( 143 ) يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أوليآء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطاناً مبيناً ( 144 ) إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً ( 145 ) إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجراً عظيماً ( 146 ) ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وءامنتم وكان الله شاكراً عليماً ( 147 ) ) ^ # 142 - ! 2 " يخادعون الله " 2 ! جعل خداعهم للرسول صلى الله عليه وسلم بما أظهروه من الإيمان خداعاً له ! 2 " خادعهم " 2 ! يجزيهم على خداعهم ، سمي الجزاء باسم الذنب ، أو أمر فيهم كعمل الخادع ؛ بأمره بقبول إيمانهم ، أو ما يعطيهم في الآخرة من نور يمشون به مع المؤمنين ثم يطفأ عند الصراط فذلك خدعه إياهم . ! 2 " إلا قليلا " 2 ! أي ذكر الرياء حقيراً يسيراً / ، لاقتصارهم على ما يظهر من التكبير دون ما يخفى من القراءة والتسبيح . ^ ( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعاً عليماً ( 148 ) إن تبدوا خيراً أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفواً قديراً ( 149 ) إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض
@ 361 @ ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً ( 150 ) أولئك هم الكافرون حقاً وأعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً ( 151 ) والذين ءامنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفوراً رحيماً ( 152 ) ) ^ # 148 - ^ ( إلا من ظلم ) ^ فيدعو على ظالمه ، أو يخبر بظلمه إياه ، أو فينتصر منه ، أو ينزل برجل فلا يحسن ضيافته فله أن يجهر بذمه . # 149 - ^ ( إن تبدوا خيراً ) ^ بدلاً من السوء ، أو تخفوا السوء وإن لم تبدوا خيراً ^ ( عفواً ) ^ عن السوء ، كان أولى ، وإن كان ترك العفو جائزا . - ^ ( يسئلك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات فعفونا ذلك وآتينا موسى سلطانا مبينا ( 153 ) ، ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم وقلنا لهم ادخلوا الباب سجدا وقلنا لهم لا تعتدوا في السبت وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ( 154 ) ) ^ # 153 - ^ ( كتاباً من السماء ) ^ سأله اليهود أن ينزل كتاباً مكتوباً ، كما نزلت الألواح على موسى صلى الله عليه وسلم ، أو سألوه نزول ذلك عليهم خاصاً تحكماً في طلب الآيات ، أو
@ 362 @ سألوه أن ينزل على طائفة من رؤسائهم كتابا بتصديقه ! 2 " جهرة " 2 ! معاينة ، أو قالوا جهرة أرنا الله ، قاله ابن عباس - رضى الله تعالى عنهما - ، ! 2 " بظلمهم " 2 ! لأنفسهم ، أو بظلمهم في سؤالهم . # 154 - ! 2 " الباب " 2 ! باب الموضع الذي عبدوا فيه العجل ، وهو باب من أبواب بيت المقدس ، أو باب حطة . ! 2 " لا تعدوا " 2 ! بارتكاب المحظورات ، ! 2 " لا تعدوا " 2 ! الواجب . ! 2 " ميثاقا غليظا " 2 ! هو ميثاق آخر غير الميثاق الأول ، ! 2 " غليظا " 2 ! العهد بعد اليمين ، أو بعض العهد ميثاق غليظ . ^ ( فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بئايات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلاً ( 155 ) وبكفرهم وقولهم على مريم بهتاناً عظيماً ( 156 ) وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقيناً ( 157 ) بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيماً ( 158 ) وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً ( 159 ) فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيراً ( 160 ) وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل وأعتدنا للكافرين منهم عذاباً أليماً ( 161 ) لكن
@ 363 @ الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بمآ أنزل إليك ومآ أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجراً عظيماً ( 162 ) إنآ أوحينآ إليك كمآ أوحينآ إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينآ إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وءاتينا داوود زبوراً ( 163 ) ورسلاً قد قصصناهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليماً ( 164 ) رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيما ( 165 ) لكن الله يشهد بمآ أنزل إليك أنزله بعلمه والملآئكة يشهدون وكفى بالله شهيداً ( 166 ) إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قد ضلوا ضلالاً بعيداً ( 167 ) إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقاً ( 168 ) إلاّ طريق جهنم خالدين فيهآ أبداً وكان ذلك على الله يسيراً ( 169 ) يآ أيها الناس قد جآءكم الرسول بالحق من ربكم فئامنوا خيراً لكم وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات والأرض وكان الله عليماً حكيماً ( 170 ) ) ^ # 155 - ^ ( غلف ) ^ أوعية للعلم ، ومع ذلك فلا تفهم حجتك ولا إعجازك ، أو محجوبة عن فهم دلائل صدقك كالمحجوب في غلافه . ^ ( طبع الله عليها ) ^ ذمهم بأن قلوبهم كالمطبوع عليها فلا تفهم أبداً ، أو جعل عليها علامة تدل الملائكة على كفرهم كعلامة المطبوع . ^ ( إلاّ قليلا ) ^ منهم ، أو إلا بقليل وهو
@ 364 @ إيمانهم ببعض الأنبياء دون بعض . # 157 - ! 2 " رسول الله " 2 ! في زعمه ، من قول اليهود ، أو هو من قول الله - تعالى - لا على جهة الحكاية . ! 2 " شبه لهم " 2 ! كانوا يعرفونه ، فألقي شبهه على غيره فقتلوه ، أو لم يكونوا يعرفونه بعينه ، وإن كان مشهورا بينهم بالذكر فارتشى منهم مرتشي ثلاثين درهما ودلهم على غيره ، أو كانوا يعرفونه فخاف الرؤساء فتنة العوام بأن الله منعهم فقتلوا غيره إيهاما أنه المسيح ليزول افتتانهم به . ! 2 " وإن الذين اختلفوا " 2 ! قبل القتل فقال بعضهم : هو إله ، وقال آخرون : هو ولد وقال آخرون : ساحر . ! 2 " إلا اتباع الظن " 2 ! الشك الذي حدث فيهم بالاختلاف ، أو ما لهم بحاله من علم هل كان رسولا ، أو غير رسول ؟ إلا اتباع الظن . ! 2 " يقينا " 2 ! وما قتلوا ظنهم يقينا كقولك : ما قتلته علما ، قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أو ما قتلوا أمره يقينا ، إن الرجل هو المسيح أو غيره ، أو ما قتلوه حقا . # 158 - ! 2 " رفعه الله إليه " 2 ! إلى سمائه / ، أو إلى موضع لا يجري فيه حكم أحد من العباد . # 159 - ! 2 " إلا ليؤمنن به " 2 ! بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل موت الكتابي ، أو بالمسيح قبل موت المسيح إذا نزل من السماء ، أو قبل موت الكتابي يؤمن بما نزل من الحق وبالمسيح . ! 2 " شهيدا " 2 ! على نفسه بالعبودية وتبليغ الرسالة ، أو بتكذيب المكذب وتصديق المصدق من أهل عصره . ^ ( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم ورح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا ( 171 ) لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر
فسيحشرهم
إليه جميعا ( 172 ) فأما الذين آمنوا وعملوا
@ 365 @ الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله وأما الذين استنكفوا واستكبروا
فيعذبهم عذابا أليما ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا ( 173 ) # 171 - !
2 " لا تغلوا " 2 ! لليهود أو لليهود والنصارى غلوا في المسيح ، فقالت
النصارى هو الرب ، وقالت اليهود لغير رشدة ، والغلو : مجاوزة الحد ، غلا السعر :
جاوز الحد في الزيادة ، وغلا في الدين : أفرط في مجاوزة الحق . ! 2 " إلا
الحق " 2 ! لا تقولوا المسيح إلاه ولا لغير رشدة . ! 2 " وكلمته "
2 ! ، لأن الله - تعالى - كلمه حين قال له : ( ( كن ) ) ، أو لأنه بشارة بشر الله
بها ، أو لأنه يهتدي به كما يهتدي بكلام الله . ! 2 " وروح منه " 2 !
أضافه إليه تشريفا ، أو لأن الناس يحيون به كما يحيون بالأرواح ، أو لأن جبريل -
عليه السلام - نفخ فيه الروح بإذن الله - تعالى - والنفخ في اللغة : يسمى روحا . !
2 " ثلاثة " 2 ! أب وابن وروح القدس ، أو قول من قال : آلهتنا ثلاثة .
يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا ( 174 ) فأما
الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا
مستقيما ( 175 ) # 174 - ! 2 " برهان " 2 ! النبي صلى الله عليه وسلم
لما معه من المعجز . ! 2 " نورا " 2 ! القرآن ، لإظهاره للحق كما تظهر
المرئيات بالنور . # 175 - ! 2 " واعتصموا به " 2 ! بالقرآن ، أو بالله
تعالى . ! 2 " ويهديهم " 2 ! يعطيهم في الدنيا ما يؤديهم إلى نعيم
الآخرة ، أو يأخذ بهم في الآخرة إلى طريق الجنة .
@
366 @ ^ ( يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤا هلك ليس له ولد وله أخت
فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما
ترك وإن كانوا إخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الأنثيين يبين الله لكم أن تضلوا
والله بكل شيء عليم ( 176 ) ) ^ 176 - ! 2 " يستفتونك " 2 ! آخر سورة
أنزلت كاملة سورة براءة ، , وآخر آية نزلت ! 2 " يستفتونك " 2 ! ولما
عاد الرسول صلى الله عليه وسلم جابرا - رضي الله تعالى عنه - في مرضه ، سأله كيف
يصنع بماله ، وكان له تسع أخوات فنزلت .
@ 367 @
( سورة المائدة )
( مدنية )
( بسم الله الرحمن الرحيم )
^ ( يآ أيها الذين ءامنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم
غير محلي الصيد وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد ( 1 ) يآ أيها الذين ءامنوا لا
تحلوا شعآئر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلآئد ولآ ءآمين البيت الحرام
يبتغون فضلاً من ربهم ورضواناً وإذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنئان قوم أن
صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على
الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب ( 2 ) ) ^ # 1 - ! 2 "
بالعقود " 2 ! عهود الله التي أخذ بها الإيمان على عباده فيما أحل وحرم ، أو
ما أخذ على أهل الكتاب أن يعملوا بما في التوراة والإنجيل من [ تصديق ] صفة محمد
صلى الله عليه وسلم أو العهد والحلف الذي كان في الجاهلية أو عهود الدين كلها ، أو
عقود الناس كالبيع والإجارة وما يعقده على نفسه من نذر أو يمين . ^ ( بهيمة الأنعام
@ 368 @ الإبل والبقر والغنم ، أو أجنة الأنعام إذا ذكيت فوجد الجنين ميتاً ، أو بهيمة الأنعام وحشيها كالظباء وبقر الوحش ولا يدخل فيها الحافر لأنه مأخوذ من نعمة الوطء . # 2 - ! 2 " شعائر الله " 2 ! معالم الله من الإشعار وهو الإعلام : مناسك الحج ، أو محرمات الإحرام ، أو حرم الله ، أو حدوده في الحلال والحرام والمباح ، أو دينه كله ! 2 " ومن يعظم شعائر الله " 2 ! [ الحج : 32 ] أي دين الله . ! 2 " الشهر الحرام " 2 ! لا تقاتلوا فيه وهو رجب أو ذو القعدة أو الأشهر الحرم . ! 2 " الهدى " 2 ! كل ما يهدى إلى البيت من شيء ، أو ما لم يقلد من النعم وقد / جعل على نفسه أن يهديه ويقلده . ! 2 " القلائد " 2 ! قلائد الهدي ، أو كانوا إذا حجوا تقلدوا من لحاء الشجر ليأمنوا في ذهابهم وإيابهم ، أو كانوا يأخذون لحاء شجر الحرم إذا خرجوا منه فيتقلدون ليأمنوا فنهوا عن نزع شجر الحرم . ! 2 " امين " 2 ! : قاصدين أممت كذا قصدته . ! 2 " فضلا " 2 ! أجراً ، أو ربح تجارة ! 2 " رضوانا " 2 ! من الله تعالى عنهم بنسكهم . ! 2 " يجرمنكم " 2 ! : يحملنكم ، جرمني فلان على بغضك حملني ، أو يكسبنكم ، جرمت على أهلي : كسبت لهم . ! 2 " شنآن " 2 ! : بغض ، أو عداوة . أتى الحطم بن هند الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : إلام تدعو ؟ فأخبره ، فخرج فمر بسرح من سرح المدينة فاستاقه ، ثم أقبل من العام المقبل حاجاً مقلداً الهدي فأراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبعث إليه فنزلت فقال ناس من الصحابة - يا رسول الله خل بيننا وبينه فإنه صاحبنا فنزلت . ثم نسخ جميعها ، أو نسخ منها ولا الشهر
@ 369 @ الحرام ، ولا آمين البيت الحرام ، أو نسخ التقلد بلحاء الشجر فاتفقوا على نسخ بعضها . ^ ( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ومآ أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة ومآ أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم ( 3 ) ) ^ # 3 - ! 2 " الميت " 2 ! كل ما له نفس سائلة من دواب البر وطيره ، أوكل ما فارقته الحياة من دواب البر وطيره . ! 2 " والدم " 2 ! محرم إذا كان مسفوحاً ، فلا يحرم دم السمك ، [ أو ] المسفوح وغيره حرام إلا ما خصته السنة من الكبد
@ 370 @ والطحال فحرم دم السمك . ! 2 " لحم الخنزير " 2 ! يخصه التحريم عند داود ويعم باقي أجزائه عند الجمهور ، ولا فرق بين الأهلي والوحشي . ! 2 " وما أهل " 2 ! ذبح لغير الله من صنم أو وثن ، استهل الصبي صاح ، ومنه إهلال الحج . ! 2 " المنخنقة " 2 ! بحبل الصائد وغيره حتى تموت ، أو التي توثق فيقتلها خناقها . ! 2 " والموقوذة " 2 ! المضروبة بالخشب حتى تموت . وقذه وقذاً : ضربه حتى أشفى على الهلاك . ! 2 " المتردية " 2 ! من رأس جبل أو بئر . ! 2 " النطيحة " 2 ! التي تنطحها أخرى فتموت . ! 2 " إلا ما ذكيتم " 2 ! من المنخنقة ، وما بعدها عند الجمهور أو مما أكل السبع خاصة ، والأكيلة التي تحلها الذكاة هي التي فيها حياة قوية لا كحركة المذبوح ، أو يكون لها عين تطرف وذنب يتحرك . ! 2 " تستقسموا " 2 ! تطلبوا علم ما قسم لكم من رزق أو حاجة . ! 2 " بالأزلام " 2 ! قداح مكتوب على أحدها أمرني ربي ، وعلى الآخر نهاني ربي ، والآخر غفل ، كانوا إذا أرادوا أمراً ضربوا بها ، فإن خرج أمرني ربي فعلوه ، وإن خرج نهاني تركوه ، وإن خرج الغفل أعادوه ، سمي ذلك استقساماً لطلبهم علم ما قسم لهم ، أخذ من قسم اليمين لأنهم التزموا بالقداح ما يلتزمونه باليمين . ! 2 " ذلكم " 2 ! الذي نهيتم عنه فسق وخروج عن الطاعة . ! 2 " يئس الذين كفروا " 2 ! من دينكم أن ترتدوا عنه ، أو أن يبطلوه أو يقدحوا في صحته ، وكان ذلك يوم عرفة في حجة الوداع بعد دخول العرب في الإسلام حين لم ير الرسول صلى الله عليه وسلم مشركا ! 2 " فلا تخشوهم " 2 ! أن يظهروا عليكم واخشوا مخالفتي ! 2 " اليوم أكملت " 2 ! يوم عرفة في حجة الوداع ، ولم يعش بعد ذلك إلا إحدى وثمانين ليلة ، أو زمن الرسول صلى الله عليه وسلم كله إلى أن نزل ذلك يوم عرفة وإكماله بإكمال فرائضه وحلاله وحرامه فلم ينزل على الرسول صلى الله عليه وسلم بعدها شيء
من
الفرائض من تحليل ولا تحريم ، أو بإكمال الحج فلا يحج معكم مشرك . ! 2 "
وأتممت عليكم نعمتي " 2 ! بإكمال الدين ! 2 " ورضيت لكم " 2 !
الاستسلام لأمري ! 2 " دينا " 2 ! أي طاعة . ! 2 " فمن اضطر "
2 ! أصابه ضر من الجوع . ! 2 " مخمصة " 2 ! مفعلة كمبخلة ومجبنة ومجهلة
ومحزنة ، من الخمص وهو اضطمار البطن من الجوع ! 2 " متجانف " 2 ! متعمد
أو مائل . جنف القوم مالوا ، وكل أعوج فهو أجنف . نزلت
@ 371 @ هذه السورة والرسول صلى الله عليه وسلم واقف بعرفة ، أو في مسير له من حجة
الوداع ، أو يوم الإثنين بالمدينة . ^ ( يسئلونك ماذآ أحل لهم قل أحل لكم الطيبات
وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا ممآ أمسكن عليكم
واذكروا اسم الله عليه واتقوا الله إن الله سريع الحساب ( 4 ) ) ^ # 4 - ! 2
" الطيبات " 2 ! : الحلال وإن لم يكن مستلذاً تشبيهاً بالمستلذ ، قلت
وهو بعيد إذ لا جواب فيه . ! 2 " وما علمتم " 2 ! وصيد ما علمتم ! 2
" الجوارح " 2 ! الكواسب ، فلان جارحة أهله أي كاسبهم ! 2 " مكلبين
" 2 ! بالكلاب وحدها فلا يحل إلا صيد الكلب ، أو بالكلاب وغيرها أي مضرين على
الصيد كما تضرى الكلاب ، أو التكليب من صفة الجارح المعلم ! 2 " تعلمونهن
" 2 ! من طلب الصيد ! 2 " مما علمكم الله " 2 ! من تأديبه فإن أكل
الجارحة من الصيد فيحل ، أو لا يحل ، أو يحل في جوارح الطير دون السباع . لما أمر
الرسول صلى الله عليه وسلم بقتل الكلاب قالوا
@
372 @ يا رسول الله ما يحل لنا من هذه الأمة التي أمرت بقتلها فسكت فنزلت ، أو
سأله زيد الخير فقال يا رسول الله فينا رجلان يقال لأحدهما ذريح والآخر يكنى أبا
دجانة لهما أكلب خمسة تصيد الظباء فما ترى في صيدها ؟ فنزلت . ^ ( اليوم أحل لكم
الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات
والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذآ ءاتيتموهن أجورهن محصنين غير
مسافحين ولا متخذي أخدان ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من
الخاسرين ( 5 ) ) ^
@ 373 @ # 5 - ! 2 " طعام الذين أوتوا الكتاب " 2 ! ذبائحهم وطعامهم . !
2 " والمحصنات " 2 ! حرائر الفريقين عفيفات أو فاجرات ، أو العفائف من
الحرائر والإماء ، ومحصنات أهل الكتاب المعاهدات دون الحربيات ، أو المعاهدات
والحربيات عند الجمهور . ! 2 " محصنين " 2 ! أعفاء ! 2 " مسافحين
" 2 ! زناة ! 2 " متخذي أخدان " 2 ! : ذات خليل تقيم معه على السفاح
. ^ ( يآ أيها الذين ءامنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى
المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنباً فاطهروا وإن كنتم
مرضى أو على سفر أو جآء أحد منكم من الغآئط أو لامستم النسآء فلم تجدوا مآء
فتيمموا صعيداً طيباً فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من
حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون ( 6 ) ) ^ # 6 - ! 2 "
إذا قمتم " 2 ! إذا أردتم القيام إلى الصلاة محدثين ، أو يجب على كل قائم إلى
الصلاة أن يتوضأ ولا يجوز أن يجمع فريضتين بوضوء واحد يروى عن عمر وعلي رضي الله -
تعالى - عنهما ، أو كان واجباً على كل قائم إلى الصلاة فنسخ إلا عن المحدث ' وكان
الرسول صلى الله عليه وسلم يتوضأ لكل صلاة ثم جمع الصلوات يوم الفتح بوضوء واحد '
. وكان قد أمر بالوضوء لكل صلاة فلما شق عليه
@
374 @ أمر بالسواك ورفع الوضوء . ^ ( واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم
به إذ قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور ( 7 ) يآ أيها
الذين ءامنوا كونوا قوامين لله شهدآء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا
اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ( 8 ) وعد الله الذين
ءامنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم ( 9 ) والذين كفروا وكذبوا بئاياتنا
أولئك أصحاب الجحيم ( 10 ) يآ أيها الذين ءامنوا اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم
أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون (
11 ) ) ^ # 8 - ! 2 " بالقسط " 2 ! بالعدل شهداء لحقوق الناس / أو بما
يكون من معاصيهم ، أو شهداء لأمر الله بأنه حق . # 11 - ! 2 " إذ هم قوم
" 2 ! بعثت قريش رجلاً ليقتل الرسول صلى الله عليه وسلم فأطلعه الله - تعالى
- على ذلك فنزلت هاتان الآيتان أو خرج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بني النضير
@ 375 @ يستعين بهم في دية فهموا بقتله فنزلت تذكرهم نعمته عليهم بخلاص نبيهم صلى
الله عليه وسلم . ^ ( ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرآءيل وبعثنا منهم اثنى عشر
نقيباً وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وءاتيتم الزكاة وءامنتم برسلي
وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضاً حسناً لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من
تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سوآء السبيل ( 12 ) فبما نقضهم ميثاقهم
لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظاً مما ذكروا به ولا
تزال تطلع على خآئنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين (
13 ) ومن الذين قالوآ إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا
@ 376 @ حظاً مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضآء إلى يوم القيامة وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون ( 14 ) ) ^ # 12 - ^ ( ميثاق بني إسرائيل ) ^ : بإخلاص العبادة ولزوم الطاعة ^ ( نقيبا ) ^ أخذ من كل سبط منهم نقيب وهو الضمين ، أو الأمين ، أو الشهيد على قومه ، والنقب في اللغة الواسع . فنقيب القوم هو الذي ينقب عن أحوالهم ، بعثوا ضمناء لقومهم بما أخذ به ميثاقهم ، أو بعثوا إلى الجبارين ليقفوا على أحوالهم ، فرجعوا ينهون عن قتالهم لما رأوا من شدة بأسهم وعظم خلقهم إلا اثنين منهم . ^ ( وعزرتموهم ) ^ نصرتموهم ، أو عظمتموهم ، مأخوذ من المنع عزرته عزراً رددته عن الظلم . # 13 - ^ ( قاسية ) ^ من القسوة وهو الصلابة و ^ ( قسية ) ^ أبلغ من قاسية ، أو بمعنى فاسدة ^ ( يحرفون الكلم ) ^ بالتغيير والتبديل وسوء التأويل ^ ( حظاً ) ^ نصيبهم من الميثاق المأخوذ عليهم . ^ ( خائنة ) ^ خيانة ، أو فرقة خائنة ^ ( فاعف عنهم واصفح ) ! 2 " نسختها " 2 ! ( قاتلوا الذين لا يؤمنون ) ^ [ التوبة : 29 ] أو ^ ( وإما تخافن من قوم خيانة ) ^ [ الأنفال : 58 ] أو هي محكمة في العفو والصفح إذا رآه . ^ ( يآ أهل الكتاب قد جآءكم رسولنا يبين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفوا عن كثير قد جآءكم من الله نور وكتاب مبين ( 15 ) يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام
@ 377 @ ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم ( 16 ) ) ^ # 15 - ^ ( تخفون ) ^ من نبوة - محمد صلى الله عليه وسلم ورجم الزانيين . ^ ( نور ) ^ محمد صلى الله عليه وسلم أو القرآن العزيز . # 16 - ^ ( السلام ) ^ : هو الله ، أو السلامة من المخاوف ^ ( الظلمات ) ! 2 " الكفر و " 2 ! ( النور ) ! 2 " الإيمان " 2 ! ( صراط مستقيم ) ^ طريق الحق ودين الحق ، أو طريق الجنة في الآخرة . ^ ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشآء والله على كل شيء قدير ( 17 ) وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشآء ويعذب من يشآء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير ( 18 ) يآ أهل الكتاب قد جآءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جآءنا من بشير ولا نذير فقد جآءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير ( 19 ) ) ^ # 18 - ^ ( أبناء الله ) ^ خوف الرسول صلى الله عليه وسلم جماعة من اليهود فقالوا : لا تخوفنا نحن أبناء الله وأحباؤه ' أو قالوا ذلك على معنى قرب الولد من الوالد ، أو
@ 378 @ زعمت اليهود أن الله - تعالى - أوحى إلى إسرائيل [ أن ولدك بكري من الولد ] فقالوا نحن أبناء الله وأحباؤه . وقالته النصارى لما رأوا في الإنجيل من قوله : ' أذهب إلى أبي وأبيكم ' أو لأجل قولهم : ' المسيح ابن الله ' وهم يرجعون إليه فجعلوا أنفسهم أبناء الله وأحباءه ، فرد عليهم بقوله ! 2 " فلم يعذبكم بذنوبكم " 2 ! لأن الأب المشفق لا يعذب ولده ولا المحب حبيبه . ^ ( وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبيآء وجعلكم ملوكاً وءاتاكم ما لم يؤت أحداً من العالمين ( 20 ) يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين ( 21 ) قالوا يا موسى إن فيها قوماً جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون ( 22 ) قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوآ إن كنتم مؤمنين ( 23 ) قالوا يا موسى إنا لن ندخلهآ أبداً ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلآ إنا هاهنا قاعدون ( 24 ) قال رب إني لآ أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين ( 25 ) قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين ( 26 ) ) ^ # 20 - ! 2 " أنبياء " 2 ! الذين جاءوا بعد موسى صلى الله عليه وسلم أو السبعون الذين اختارهم
@ 379 @ موسى صلى الله عليه وسلم . ! 2 " ملوكا " 2 ! لأنفسكم بالتخليص من استعباد القبط ، أو كل واحد ملك لنفسه وأهله وماله ، أو كانوا أول من ملك الخدم من بني آدم ، أو جعلوا ملوكاً بالمن والسلوى والحجر ، أو كل من ملك داراً وزوجة وخادماً فهو ملك من سائر الناس . ! 2 " ما لم يؤت أحدا " 2 ! / المن والسلوى والغمام والحجر ، أو كثرة الأنبياء والآيات التي جاءتهم . # 21 - ! 2 " الأرض المقدسة " 2 ! بيت المقدس ، أو الشام ، أو دمشق وفلسطين وبعض الأردن . المقدسة : المطهرة . ! 2 " كتب الله لكم " 2 ! هبة منه ثم حرمها عليهم بعصيانهم ! 2 " ولا ترتدوا " 2 ! عن طاعة الله - تعالى - أو عن الأرض التي أمرتم بدخولها . # 22 - ! 2 " جبارين " 2 ! الجبار الذي يجبر الناس على ما يريد ، وجبر العظم لأنه كالإكراه له على الصلاح ، نخلة جبارة : فاتت اليد طولاً لامتناعها كامتناع الجبار من الناس . # 23 - ! 2 " الذين يخافون " 2 ! الله ، أو يخافون الجبارين فلم يمنعهم خوفهم من قول الحق . ! 2 " أنعم الله عليهما " 2 ! بالإسلام ، أو بالتوفيق للطاعة ، كانا من الجبارين فأسلما قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - ، أو كانا في مدينة الجبارين على دين موسى صلى الله عليه وسلم ، أو كانا من النقباء يوشع بن نون وكلاب بن يوقنا . ! 2 " فإنكم غالبون " 2 ! قالوا ذلك لعلمهم أن الله - تعالى - كتبها لهم ، أو لعلمهم أن الله - تعالى - ينصرهم على أعدائه . ^ ( واتل عليهم نبأ ابنىءادم بالحق إذ قربا قرباناً فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين ( 27 ) لئن بسطت إلي يدك لتقتلني مآ أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين ( 28 ) إني أريد أن تبوأ
@ 380 @ بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين ( 29 ) فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين ( 30 ) فبعث الله غراباً يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه قال يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين ( 31 ) ) ^ # 27 - ^ ( ابني آدم ) ^ رجلان من بني إسرائيل قاله الحسن ، أو قابيل وهابيل ابنا آدم - عليه الصلاة والسلام - لصلبه . ^ ( قرباناً ) ^ براً يقصد به التقرب من رحمة الله - تعالى - قرباه لغير سبب ، أو لسبب على الأشهر ، كانت حواء تضع في كل عام غلاماً وجارية فيتزوج الغلام بالجارية من البطن الآخر ، ولم يزل بنو آدم في نكاح الأخوات حتى مضت أربعة آباء فنكح ابنة عمه وذهب نكاح الأخوات ، فلما أراد هابيل أن يتزج بتوأمه قابيل منعه لأنه وتوأمته أحسن من هابيل وتوأمته ، أو لأنهما من ولادة الجنة وهابيل وتوأمته من ولادة الأرض ، فكان هابيل راعيا فقرب سخلة سمينه من خيار ماله ، وكان قابيل حراثا فقرب جرزه سنبل من شر ماله فنزلت نار بيضاء فرفعت قربان هابيل علامة لقبوله وتركت قربان قابيل ولم يكن لهم مسكين يتصدق عليه وتقبل قربان هابيل لتقربه بخيار ماله قاله الأكثرون ، أو لأنه أتقى من قابيل ولذلك قال ^ ( إنما يتقبل الله من المتقين ) ^ والتقوى ها هنا الصلاة وكانت السخلة المذكورة ترعى في الجنة حتى فدي بها إسحق أو إسماعيل ، وقربا ذلك بأمر آدم - عليه الصلاة والسلام - لما اختصما إليه ، أو من قبل أنفسهما ، وكان آدم - عليه الصلاة والسلام - قد توجه إلى مكة - بإذن ربه - زائراً ، فلما رجع وجده قد
@ 381 @ قتله ، وكان عند قتله كافراً ، أو فاسقاً . # 28 - ! 2 " ما أنا بباسط يدي إليك " 2 ! كان قادراً على دفعه مع إباحته له ، أو لم يكن له الامتناع ممن أراد قتله . # 29 - ! 2 " تبوء " 2 ! ترجع ! 2 " بإثمي وإثمك " 2 ! بإثم قتلي ، وإثم ذنوبك التي عليك ، أو بإثمي بخطاياي وإثمك قتلك لي . # 30 - ! 2 " فطوعت " 2 ! فعلت من الطاعة فزينت ، أو فشجعت ، أو فساعدت ، ولم يدر كيف يقتله فظهر له / إبليس فعلمه فقتله غيلة ، فألقى عليه وهو نائم صخرة فشدخه بها ، فكان أول قتيل في الأرض . # 31 - ! 2 " غرابا يبحث في الأرض " 2 ! على غراب آخر ، أو ملكاً على صورة غراب يبحث على سوأة أخيه ليعرف كيف يدفنه . ! 2 " سوأة أخيه " 2 ! عورته أو جيفته لأنه تركه حتى أنتن ! 2 " ويلتى " 2 ! الويل : الهلكة ! 2 " النادمين " 2 ! قيل : لو ندم على الوجه المعتبر لقبلت توبته لكنه ندم على غير الوجه . ^ ( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرآءيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جآءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيراً منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون ( 32 ) ) ^ ! 2 " من أجل " 2 ! قتله أخاه كتبنا ! 2 " بغير نفس " 2 ! بغير قود ! 2 " أو فساد " 2 ! كحرب لله ورسوله وإخافة للسبيل . ! 2 " قتل الناس جميعا " 2 ! من قتل نبياً أو إمام عدل فكأنما قتل الناس ، ومن شد على يد نبي أو إمام عدل فكأنما أحيا الناس قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - ، أو كأنما قتل الناس عند المقتول . ومن استنقذها من
@
382 @ هلكة فكأنما أحيا الناس عند المستنقذ ، أو يصلى النار بقتل الواحد كما
يصلاها بقتل الكل ، وإن سلم من قتلها فقد سلم من قتل الناس جميعاً ، أو يجب بقتل
الواحد من القصاص ما يجب بقتل الكل . ومن أحيا القاتل بالعفو عنه فله مثل أجر من
أحيا الناس جميعاً ، أو على الناس ذم القاتل كما لو قتلهم جميعاً ومن أحياها
بإنجائها من سبب مهلك فعليهم شكره كما لو أحياهم جميعاً ، أو عظم الله - تعالى -
أجرها ووزرها فأحيها بمالك أو بعفوك . ^ ( إنما جزآء الذين يحاربون الله ورسوله
ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوآ أو يصلبوآ أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو
ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ( 33 ) إلا الذين
تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموآ أن الله غفور رحيم ( 34 ) يآ أيها الذين
ءامنوا اتقوا الله وابتغوآ إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون ( 35 ) إن
الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعاً ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم
القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم ( 36 ) يريدون أن يخرجوا من النار وما هم
بخارجين منها ولهم عذاب مقيم ( 37 ) ) ^ # 33 - ! 2 " الذين يحاربون الله
" 2 ! نزلت في قوم من أهل الكتاب نقضوا عهداً كان بينهم وبين الرسول صلى الله
عليه وسلم فأفسدوا في الأرض ، أو في العرنيين المرتدين ، أو فيمن حارب وسعى
بالفساد . والمحاربة : الزنا والقتل والسرقة ،
@ 383 @ أو المجاهرة بقطع الطريق . والمكابرة باللصوصية في المصر وغيره ، أو
المجاهرة بقطع الطريق دون المكابر في المصر فيتخير الإمام فيهم بين القتل والصلب
والقطع والنفي ، أو يعاقبهم على قدر جناياتهم ، فيقتل إن قتلوا ، أو يصلب إن
@ 384 @ قتلوا وأخذوا المال ، ويقطع من خلاف إذا اقتصروا على أخذ المال قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - وعن الرسول صلى الله عليه وسلم ' إنه سأل جبريل - عليه السلام - عن قصاص المحارب فقال : من سرق وأخاف السبيل فاقطع يده لسرقته ورجله لإخافته ، ومن قتل فاقتله ، ومن قتل وأخاف السبيل واستحل الفرج الحرام فاصلبه ' ! 2 " أو ينفوا " 2 ! من بلاد الإسلام إلى أرض الشرك أو من مدينة إلى مدينة ، أو بالحبس ، أو بطلبهم لإقامة الحد حتى يبعدوا . # 34 - ! 2 " تابوا " 2 ! من الشرك والفساد بإسلامهم ، ولا يسقط حد المسلم بالتوبة قاله ابن عباس - رضي الله عنهما - أو التائب من المسلمين من المحاربين بأمان الإمام دون التائب بغير أمان ، أو من لحق بدار الحرب وإن كان مسلماً ثم جاء تائباً قبل القدرة عليه / أو من كان في دار الإسلام في منعة وله فئة يلجأ إليها قبلت توبته قبل القدرة وإن لم يكن له فئة فلا تضع توبته شيئاً من عقوبته ، أو تسقط عنه حدود الله - تعالى - دون حقوق العباد ، أو تسقط عنه سائر الحدود والحقوق سوى الدماء . ^ ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزآء بما كسبا نكالاً من الله والله عزيز حكيم ( 38 ) فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم ( 39 ) ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض يعذب من يشآء ويغفر لمن
@ 385 @ يشآء والله على كل شيء قدير ( 40 ) # 38 - ! 2 " والسارق " 2 ! قدم السارق على السارقة والزانية على الزاني لأن الرجل أحرص على المال من المرأة والمرأة أحرص على الاستمتاع منه ، وقطعت يد السارق لوقوع السرقة بها ، ولم يقطع الذكر وإن وقعت الخيانة به لأن في قطعه فوات النسل ، أو لأن الزجر لا يحصل به لخفائه بخلاف اليد فإنها ظاهرة ، أو لأن السارق إذ ا انزجر بقي له مثل يده بخلاف الزاني إذا انزجر فإنه لا يبقى له ذكر آخر . قيل نزلت في طعمة بن أبيرق وفي وجوب الغرم مع القطع مذهبان 39 - ! 2 " فمن تاب " 2 ! التوبة الشرعية أو بقطع اليد 40 - ! 2 " يعذب " 2 ! من مات كافراً ! 2 " ويغفر " 2 ! لمن تاب من كفره ، أو يعذب في الدنيا على الذنوب بالقتل والآلام والخسف وغير ذلك من العذاب ، ويغفر لمن شاء في الدنيا بالتوبة . ^ ( يآ أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوآ ءامنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم ءاخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئاً أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم ( 41 ) سماعون للكذب أكالون للسحت فإن
@
386 @ جآءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئاً وإن حكمت
فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين ( 42 ) وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها
حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك ومآ أولئك بالمؤمنين ( 43 ) ) ^ # 41 - ^ ( الذين
يسارعون ) ! 2 " المنافقون " 2 ! ( سماعون للكذب ) ^ يسمعون كلامك ليكذبوا
عليك ^ ( سماعون لقوم آخرين ) ^ ليكذبوا عليك عندهم إذا أتوا بعدهم ، أو قابلون
الكذب عليك ^ ( سماعون لقوم آخرين ) ^ في قصة الزاني المحصن من اليهود ، حكم
الرسول صلى الله عليه وسلم برجمه فأنكروه . ^ ( يحرفون ) ^ كلام محمد صلى الله
عليه وسلم إذا سمعوه غيروه أو تغيير حكم الزاني وإسقاط القود عند وجوبه . ^ ( إن
أوتيتم هذا ) ^ أي الجلد ، أرسلت اليهود إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بزانيين
منهم ، وقالوا : إن حكم بالجلد فاقبلوه ، وإن حكم بالرجم فلا تقبلوه . فسأل الرسول
صلى الله عليه وسلم ابن صوريا هل في التوراة الرجم ؟ فأمسك فلم يزل به حتى اعترف ،
فرجمهما الرسول صلى الله عليه وسلم ثم أنكر ابن صوريا بعد ذلك فنزلت فيه هذه الآية
، أو إن أوتيتم
@ 387 @ الدية ، قتلت بنو النضير رجلاً من قريظة وكانوا يمتنعون من القود بالدية
إذا جنى النضيري ، وإذا جنى القرظي لم يقنع النضيري إلا بالقود ، فقالت النضير :
إن أفتاكم الرسول بالدية فاقبلوها وإن أفتى بالقود فردوه ! 2 " فتنته "
2 ! عذابه ، أو ضلاله ، أو فضيحته . ! 2 " يطهر قلوبهم " 2 ! من الكفر ،
أو من الضيق والحرج عقوبة لهم . # 42 - ! 2 " للسحت " 2 ! الرشوة ، أو
رشوة الحكم ، أو الاستعجال على المعاصي ، أو ما فيه العار من الأثمان المحرمة كثمن
الكلب والخنزير والخمر وعسب الفحل وحلوان الكاهن . والسحت من الاستئصال / ، لأنه
@ 388 @ يستأصل الدين والمروءة . ^ ( فإن جاءوك ) ^ اليهوديان الزانيان ، خير الرسول صلى الله عليه وسلم بين أن يحكم بينهما بالرجم ، أو يدع ، أو قرظي ونضيري قتل أحدهما الآخر فخير في الحكم بينهما بالقود والتخيير محكم ، أو منسوخ بقوله - تعالى - : ! 2 " وأن احكم بينهم بما أنزل الله " 2 ! [ 49 ] قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما . # 43 - ! 2 " فيها حكم الله " 2 ! بالرجم ، أو بالقود . ! 2 " من بعد ذلك " 2 ! بعد حكم التوراة ، أو بعد حكمك . ! 2 " وما أولئك بالمؤمنين " 2 ! في تحكيمك أنه من عند الله - تعالى - مع جحدهم نبوتك ، أو في توليهم عن حكم الله غير راضين به . ^ ( إنآ أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهدآء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بئاياتي ثمناً قليلاً ومن لم يحكم بمآ أنزل الله فأولئك هم الكافرون ( 44 ) وكتبنا عليهم فيهآ أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بمآ أنزل الله فأولئك هم الظالمون ( 45 ) وقفينا علىءاثارهم بعيسى ابن مريم مصدقاً لما بين يديه من التوراة وءاتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقاً لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين ( 46 ) وليحكم أهل الإنجيل بمآ أنزل الله فيه ومن لم يحكم بمآ أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ( 47 ) ) ^ # 44 - ! 2 " هدى " 2 ! دليل ) ^ . ^ ( ونور ) ! 2 " بيان " 2 ! ( النبيون ) ^ جماعة أنبياء منهم محمد ، أو محمد وحده صلى الله عليه وسلم وإن ذكر بلفظ الجمع ، والذي حكم به رجم الزاني ، أو القود ، أو الحكم بكل ما فيها ما لم يرد نسخ ، أو تخصيص .
@ 389 @ ! 2 " للذين هادوا " 2 ! اللام بمعنى ' على ' ، وفي الحكم بها على غير اليهود خلاف . ! 2 " الأحبار " 2 ! العلماء واحدهم ، ' حبر ' بالكسر والفتح من التحبير وهو التحسين ، لأن العالم يحسن الحسن ، ويقبح القبيح ، أو يحسن العلم . ! 2 " استحفظوا " 2 ! استودعوا ، أو حفظوا . ! 2 " وكانوا عليه شهداء " 2 ! على حكم النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة . فلا تخشوهم في كتمان ما أنزلت أو في الحكم به . ! 2 " ثمنا قليلا " 2 ! أجراً على كتمانها ، أو أجراً على تعليمها . ! 2 " ومن لم يحكم " 2 ! نزلت والآيتان التي بعدها في اليهود دون المسلمين ، أو نزلت في أهل الكتاب ، وهي عامة في سائر الناس ، أو أراد بالكافرين المسلمين ، وبالظالمين : اليهود ، وبالفاسقين : النصارى ، أو من لم يحكم به جاحداً كفر ، وإن كان غير جاحد ظلم وفسق . # 45 - ! 2 " النفس بالنفس " 2 ! نزلت في القرظي والنضيري قتل أحدهما الآخر . ! 2 " كفارة " 2 ! للمجروح ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم ' من جرح في جسده جراحة فتصدق بها كفر عنه من ذنوبه بمثل ما تصدق به ' أو للجارح لقيامه مقام أخذ الحق ، قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - .
@ 390 @ ( ^ وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون ( 48 ) وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون ( 49 ) أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ( 50 ) ) ^ # 48 - ! 2 " وأنزلنا إليك الكتاب " 2 ! القرآن . ! 2 " مصدقا " 2 ! بما قبله من الكتب ، أو موافقا لها . ! 2 " ومهيمنا " 2 ! أمينا ، أو شاهدا ، أو حفيظا . ! 2 " فاحكم بينهم بما أنزل الله " 2 ! فيه دليل على وجوب الحكم بالقرآن دون التوراة والإنجيل . ! 2 " لكل جعلنا منكم " 2 ! يا أمة محمد ، أو جميع الأمم ! 2 " شرعة " 2 ! طريقة ظاهرة ، ومنه شريعة الماء ، لأنها أظهر طرقه إليه واشرعت الأسنة أظهرت ، والمنهاج الطريق الواضح فمعنى قوله - تعالى - ! 2 " شرعة ومنهاجا " 2 ! سنة وسبيلا . ! 2 " أمة واحدة " 2 ! جمعكم على ملة واحدة ، أو على حق . ^ ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه
@ 391 @ منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ( 51 ) فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ( 52 ) ويقول الذين آمنوا أهاؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين ) ^ # 51 - ^ ( لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء ) ^ لما ظهرت عداوة اليهود تبرأ عبادة بن الصامت من حلفهم ، وقال : أتولى الله ورسوله ، وقال عبدالله بن أبي : لا أتبرأ من حلفهم / أخاف الدوائر ، وأنزلت في أبي لبابة [ بن ] عبد المنذر لما أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة ، وقد نزلوا على حكم سعد
@ 392 @ فنصح لهم ، وأشار إلى أنه الذبح ، أو في أنصاريين خافا من وقعة أحد فأراد أحدهما التهود ، والآخر التنصر ليكون لهما أمانا ، حذراً من إدالة الكفار . ! 2 " فإنه منهم " 2 ! مثلهم في الكفر ، قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما . # 52 - ! 2 " مرض " 2 ! شك ، أو نفاق ، نزلت في ابن أبي ، وعبادة ، أو في قوم منافقين . ! 2 " فيهم " 2 ! في موالاتهم . ! 2 " دائرة " 2 ! هي الدولة ترجع عمن انتقلت إليه إلى من كانت له سميت بذلك ، لأنها تدور إليه إلى بعد زوالها عنه . ! 2 " بالفتح " 2 ! فتح مكة ، أو فتح بلاد المشركين ، أو الحكم والقضاء . ! 2 " أو امر " 2 ! دون الفتح الأعظم ، أو موت من تقدم ذكره من المنافقين أو إظهار نفاقهم ، والأمر بقتلهم ، أو الجزية . ^ ( يآ أيها الذين ءامنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لآئم ذلك فضل الله يؤتيه من يشآء والله واسع عليم ( 54 ) إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ( 55 ) ومن يتول الله ورسوله والذين ءامنوا فإن حزب الله هم الغالبون ( 56 ) يآ أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أوليآء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين ( 57 ) وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزواً
@
393 @ ولعباً ذلك بأنهم قوم لا يعقلون ( 58 ) ) ^ # 54 - ^ ( بقوم يحبهم ) ^ أبو بكر
وأصحابه ، الذين قاتلوا أهل الردة ، أو قوم أبي موسى الأشعري من أهل اليمن فكان
لهم في نصرة الإسلام أثر حسن ، ولما نزلت ( ( أومأ الرسول صلى الله عليه وسلم بشيء
في يده إلى ابي موسى ، وقال : هم قوم هذا ) ) ، أو هم الأنصار . ^ ( أذلة ) ^ ذوي
رقة . ^ ( أعزة ) ذوي غلظة . # 55 - ! 2 " إنما وليكم " 2 ! نزلت في
عبادة لما تبرأ من حلف اليهود أو في عبد الله بن سلام ومن أسلم معه شكوا إلى
الرسول صلى الله عليه وسلم ما أظهرته اليهود من عداوتهم . ! 2 " وهم راكعون
" 2 ! نزلت في علي - رضي الله تعالى عنه - تصدق ،
@ 394 @ وهو راكع ، أو عامة في المؤمنين ! 2 " وهم راكعون " 2 ! نزلت
فيهم ، وهم ركوع ، أو فعلوا ذلك في ركوعهم ، أو أراد بالركوع النافلة / وبإقامة
الصلاة الفريضة . ^ ( قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل
إلينا وما أنزل من قبل وأن أكثركم
@ 395 @ فاسقون ( 59 ) قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكاناً وأضل عن سوآء السبيل ( 60 ) وإذا جآءوكم قالوآ ءامنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به والله أعلم بما كانوا يكتمون ( 61 ) وترى كثيراً منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون ( 62 ) لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون ( 63 ) ) ^ # 62 - ^ ( في الإثم ) ^ معصية الله . ^ ( والعدوان ) ! 2 " ظلم الناس " 2 ! ( السحت ) ^ الرشا ، أو الربا . # 63 - ^ ( لولا ) ^ هلا ^ ( الربانيون ) ^ علماء الإنجيل ^ ( والأحبار ) ^ علماء التوراة ^ ( لبئس ) ^ ما كان العلماء يصنعون من ترك النكير ، ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - ما في القرآن آية أشد توبيخاً للعلماء من هذه الآية . ^ ( وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشآء وليزيدن كثيراً منهم مآ انزل إليك من ربك طغياناً وكفراً وألقينا بينهم العداوة والبغضآء إلى يوم القيامة كلمآ أوقدوا نارًا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين ( 64 ) ولو أن أهل الكتاب ءامنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم ( 65 ) ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل ومآ أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة وكثير منهم سآء ما يعملون ( 66 ) ) ^
@ 396 @ # 64 - ! 2 " مغلولة " 2 ! عن عذابهم ، أو مقبوضة عن العطاء على جهة البخل . ! 2 " غلت أيديهم " 2 ! الزموا البخل ليتطابق الكلام ، أو ! 2 " غلت أيديهم " 2 ! في النار حقيقة . ! 2 " ولعنوا " 2 ! بتعذيبهم بالجزية قاله الكلبي . ! 2 " يداه مبسوطتان " 2 ! نعمة الدنيا ونعمة الدين ، لفلان عندي يد أي نعمة ، أو قوتاه بالثواب والعقاب ، واليد القوة ! 2 " أولي الأيدي والأبصار " 2 ! [ ص : 45 ] أو ملك الدنيا والآخرة ، واليد الملك ، من قولهم عنده ملك يمينه ، أو التثنية للمبالغة في صفة النعمة ، كلبيك وسعديك ، قال : % ( يداك يدا مجد وكف مفيدة % . . . . . . . . . . . . ) % ! 2 " طغيانا وكفرا " 2 ! بحسدهم وعنادهم . ! 2 " وألقينا بينهم " 2 ! يريد ما بين اليهود من الخلاف ، أو ما بين اليهود والنصارى / ، لتباين قولهم في المسيح . # 66 - ! 2 " أقاموا التوراة والإنجيل " 2 ! بالعمل بما فيهما من غير تحريف ولا تبديل ، أو أقاموهما نصب أعينهم حتى إذا نظروا ما فيها من حكم الله - تعالى - لم يزلوا . ! 2 " من فوقهم " 2 ! بالمطر ، ومن تحتهم بإنبات الثمر ، أو عبر به عن التوسعة كما يقال : فلان في الخير من قرنه إلى قدمه . ! 2 " مقتصدة " 2 ! على أمر الله - تعالى - أو عادلة . ^ ( يآ أيها الرسول بلغ مآ أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله
@ 397 @ يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين ( 67 ) قل يآ أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل ومآ أنزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيراً منهم مآ أنزل إليك من ربك طغياناً وكفراً فلا تأس على القوم الكافرين ( 68 ) إن الذين ءامنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من ءامن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ( 69 ) ) ^ # 67 - ^ ( بلغ ما أنزل ) ^ ألزمه أن يبلغ ما أنزل من القرآن أحكامه وجدله ، وقصصه ، ولا يلزمه تبليغ غيره من الوحي إلا ما تعلق بالأحكام . ^ ( وإن لم تفعل ) ^ إن كتمت آية ^ ( فما بلغت رسالته ) ^ . ^ ( يعصمك ) ^ استظل الرسول صلى الله عليه وسلم بشجرة في سفره ، فأتاه أعرابي ، فاخترط سيفه ثم قال : من يمنعك مني ، فقال : الله ، فرعدت يده وسقط السيف وضرب برأسة الشجرة حتى انتثر دماغه فنزلت ، أو ' كان يهاب قريشاً فنزلت ، وكان يحرس فلما نزلت أخرج رأسه من القبة ، وقال : أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله - تعالى ' ^ ( لا يهدي
@ 398 @ القوم الكافرين ) ^ إلى بلوغ غرضهم ، أو إلى الجنة . ^ ( لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنآ إليهم رسلا كلما جآءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقاً كذبوا وفريقاً يقتلون ( 70 ) وحسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم والله بصير بما يعملون ( 71 ) ) ^ # 70 - ^ ( ميثاق ) ^ أيمان أخذها عليهم أنبياؤهم أن يعملوا بها ، وأمروا بتصديق الرسل ، أو آيات ظاهرة تقرر بها علم ذلك عندهم . ^ ( وأرسلنا إليهم ) ^ بعد أخذ الميثاق ^ ( رسلا ) ^ . ^ ( تهوى ) ^ أخذ الهوى من هواء الجو لاستمتاع النفس بكل واحد منهما . ^ ( فريقاً كذبوا ) ^ اقتصروا على تكذيبه . ^ ( وفريقاً ) ^ كذبوه وقتلوه . # 71 - ^ ( فتنة ) ^ عقوبة من السماء ، أو ما ابتلوا به من قتل الأنبياء وتكذيبهم ، أو ما ابتلوا به ممن تغلب عليهم من الكفار . ^ ( فعموا ) ^ عن الرشد ^ ( وصموا ) ^ عن الوعظ حتى قتلوا الأنبياء ظناً أن لا تكون فتنة . ^ ( ثم تاب الله ) ^ - تعالى - عليهم بعد معاينة الفتنة . ^ ( ثم عموا ) ^ عادوا إلى ما كانوا عليه قبل التوبة وكان العود من أكثرهم . ^ ( لقد كفر الذين قالوآ إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني
@ 399 @ إسرآءيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ( 72 ) لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم ( 73 ) أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم ( 74 ) ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون ( 75 ) قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضراً ولا نفعاً والله هو السميع العليم ( 76 ) قل يآ أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهوآء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سوآء السبيل ( 77 ) لعن الذين كفروا من بني إسرآءيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا ووكانوا يعتدون ( 78 ) كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ( 79 ) ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ( 80 ) ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي ومآ أنزل إليه ما اتخذوهم أوليآء ولكن كثيراً منهم فاسقون ( 81 ) ) ^ # 75 - ^ ( إلا رسول ) ^ رد على اليهود قولهم إنه لغير رشدة وتكذيبهم إياه ،
@
400 @ وعلى النصارى قولهم إنه ابن الله . ! 2 " وأمه صديقة " 2 ! رد على
اليهود نسبتها إلى الفاحشة ! 2 " صديقة " 2 ! مبالغة في صدقها ونفي
الفاحشة عنها ، أو مصدقة بآيات ربها . ! 2 " يأكلان الطعام " 2 !
لحاجتهما إليه ، والإله غير محتاج ، أو كنى بذلك عن الغائط فإنه لا يليق بالإله .
! 2 " الآيات " 2 ! الحجج والبراهين . ! 2 " يؤفكون " 2 !
يصرفون ، أفكت الأرض صرف عنها المطر ، أو يقلبون المؤتفكات : المنقلبات ، أو
يكذبون من الإفك . ^ ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين ءامنوا اليهود والذين أشركوا
ولتجدن أقربهم مودة للذين ءامنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين
ورهباناً وأنهم لا يستكبرون ( 82 ) وإذا سمعوا مآ أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض
من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنآ ءامنا فاكتبنا مع الشاهدين ( 83 ) وما لنا
لا نؤمن بالله وما جآءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين ( 84 )
فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزآء
المحسنين ( 85 ) والذين كفروا وكذبوا بئاياتنآ أولئك أصحاب الجحيم ( 86 ) ) ^ # 82
- ! 2 " الذين قالوا إنا نصارى " 2 ! خاص بالنجاشي وأصحابه الذين أسلموا
، أو بقوم كانوا على دين عيسى - عليه الصلاة والسلام - فلما بعث محمد صلى الله
عليه وسلم آمنوا به . # 83 - ! 2 " الشاهدين " 2 ! الذين يشهدون
بالإيمان ، أو أمة محمد صلى الله عليه وسلم ! 2 " لتكونوا شهداء على الناس
" 2 ! [ البقرة : 143 ] . ^ ( يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل
الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ( 87 ) ، وكلوا مما رزقكم الله حلالا
طيباً واتقوا الله الذي أنتم به
@ 401 @ مؤمنون ( 88 ) ) ^ . # 87 - ^ ( لا تحرموا ) ^ الأموال بالغصب فتصير
حراماً ، أو نزلت .
@ 402 @ ^ ( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوآ أيمانكم كذلك يبين الله لكم ءاياته لعلكم تشكرون ( 89 ) ) ^ # 89 - قوله عز وجل ! 2 " لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم " 2 ! قد ذكرنا خلاف المفسرين والفقهاء في لغو اليمين ! 2 " ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان " 2 ! اختلف في سبب نزولها على قولين : # أحدهما : أنها نزلت في عثمان بن مظعون حين حرم على نفسه الطعام والنساء بيمين حلفها فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالحنث فيها قاله السدي ، # والثاني : أنها نزلت في عبد الله بن رواحة وكان عنده ضيف فأخرت زوجته قراه فحلف لا يأكل من الطعام شيئاً ، وحلفت الزوجة لا تأكل منه إن لم يأكل ، وحلف الضيف لا يأكل منه إن لم يأكلا ، فأكل عبد الله وأكلا معه فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال : أحسنت ونزلت فيه هذه الآية قاله ابن زيد .
@ 403 @ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قوله ! 2 " ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان " 2 ! وعقدها هو لفظ باللسان وقصد بالقلب لأن ما لم يقصده من أيمانه فهو لغو لا يؤاخذ به ثم في عقدها قولان : # أحدهما : أن / تكون على فعل مستقبل ولا تكون على خبر ماض ، والفعل المستقبل نوعان : نفي وإثبات ، فالنفي أن يقول : ' والله لا فعلت كذا ' والإثبات أن يقول : ' والله لأفعلن ' أما الخبر الماضي فهو أن يقول : ' والله ما فعلت ' وقد فعل ويقول : ' والله لقد فعلت كذا ' وما فعل فينعقد يمينه بالفعل المستقبل في نوعي إثباته ونفيه . وفي انعقادها بالخبر الماضي قولان أحدهما : أنها لا تنعقد بالخبر الماضي قاله أبو حنيفة وأهل العراق ، # والقول الثاني : أنها تنعقد على فعل مستقبل وخبر ماض يتعلق الحنث بهما قاله الشافعي وأهل الحجاز . ثم قال ! 2 " فكفارته إطعام عشرة مساكين " 2 ! فيه قولان : # أحدهما : أنها كفارة ما عقدوه من الأيمان قالته عائشة والحسن والشعبي وقتادة ، # والثاني : أنها كفارة الحنث فيما عقدوه منها وهذا أشبه أن يكون قول ابن عباس وسعيد بن جبير والضحاك وإبراهيم . والأصح من إطلاق هذين القولين أن يعتبر حال اليمين في عقدها وحلها فإنها لا تخلو من ثلاثة أحوال : # أحدها : أن يكون عقدها طاعة وحلها معصية كقوله : ' والله لا قتلت نفساً ولا شربت خمراً ' فإذا حنث بقتل النفس وشرب الخمر كانت الكفارة لتكفير مأثم الحنث دون عقد اليمين ، # الحال الثاني : أن يكون عقدها معصية وحلها طاعة كقوله ' والله لا صليت ولا صمت ' فإذا حنث بالصلاة والصوم كانت الكفارة لتكفير مأثم العقد دون الحنث # والحال الثالث : أن يكون عقدها مباحاً وحلها مباحاً كقوله : ' والله لا لبست هذا الثوب ' فالكفارة تتعلق بهما وهي بالحنث أخص . ثم قال ! 2 " من أوسط ما تطعمون أهليكم " 2 ! فيه قولان ، أحدهما
:
من أوسط أجناس الطعام قاله ابن عمر والحسن وابن سيرين . . . . . . . . . . .
@ 404 @ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ( والأسود / وعبيدة
السلماني ، والثاني / من أوسطه في القدر قاله علي وعمر وابن عباس ) ومجاهد ، وقرأ
سعيد بن جبير ( من وسط ما تطعمون أهليكم ) ثم اختلفوا في القدر على خمسة أقاويل :
أحدها : أنه نصف صاع من سائر الأجناس قاله ( ( علي وعمر وهو مذهب ابي حنيفة ،
والثاني : مد واحد من سائر الأجناس قاله ) ) ابن عمر وزيد بن ثابت وعطاء وقتادة
وهو مذهب الشافعي ، والثالث : أنه غداء وعشاء قاله
@ 405 @ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . علي في رواية الحارث عنه
وقول محمد بن كعب القرظي والحسن البصري ، والرابع : أنه على ما جرت به عادة المكفر
في عياله إن كان يشبعهم أشبع المساكين ، وإن كان لا يشبعهم فعلى قدر ذلك قاله ابن
عباس وسعيد بن جبير ، والخامس : أنه أحد الأمرين من غداء وعشاء قاله بعض البصريين
. ثم قال ! 2 " أو كسوتهم " 2 ! وفيها خمسة أقاويل : أحدها : كسوة ثوب
واحد قاله ابن عباس ومجاهد وطاووس وعطاء [ الخراساني ] والشافعي . والثاني : كسوة
ثوبين قاله أبو موسى الأشعري وابن المسيب والحسن وابن سيرين ، والثالث : كسوة ثوب
جامع كالملحفة والكساء قاله إبراهيم ، والرابع : كسوة إزار ورداء وقميص قاله ابن
عمر ( ( والخامس ) ) : كسوة ما تجزئ فيه الصلاة قاله بعض البصريين . ثم قال ! 2
" أو تحرير رقبة " 2 ! يعني أو فك رقبة من أسر العبودية إلى حال الحرية
والتحرير
@ 406 @ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . والفك : العتق ، قال الفرزدق : % ( أبني غدانة إنني حررتكم % فوهبتكم لعطية بن جعال ) % وتجزىء صغيرها وكبيرها وذكرها وأنثاها وفي استحقاق إيمانها قولان : # أحدهما : أنه مستحق ولا تجزىء الكافرة قاله الشافعي ، # والثاني : أنه غير مستحق قاله أبو حينفة . ثم قال ! 2 " فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام " 2 ! فجعل الله الصوم [ له ] بدلاً من المال عند العجز عنه وجعله مع اليسار / مخيراً بين التكفير بالإطعام والكسوة والعتق ، وفيها قولان : # أحدهما : أن الواجب منها أحدها لا بعينه عند جمهور الفقهاء # والثاني : أن جميعها واجب وله الاقتصار على أحدها قاله بعض المتكلمين وشاذ من الفقهاء وهذا إذا حقق خلف في العبارة دون المعنى واختلف فيما إذا لم يجده صام على خمسة أقاويل : # أحدها : إذا لم يجد قوته وقوت من يقوت [ صام ] قاله الشافعي ، # والثاني : إذا لم يجد ثلاثة دراهم صام قاله سعيد بن جبير ، # والثالث : إذا لم يجد درهمين صام قاله الحسن ، # والرابع : إذا لم يجد مائتي درهم صام قاله أبو حنيفة ، # والخامس : إذا لم يجد ذلك فاضلاً عن رأس ماله الذي يتصرف به لمعاشه صام . وفي تتابع صيامه قولان : # أحدهما : يلزمه قاله مجاهد وإبراهيم وكان أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود
@ 407 @ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . يقرءان فصيام ثلاثة أيام متتابعات ، # والثاني : إن صامها متفرقاً جاز . قاله مالك وأحد قولي الشافعي ! 2 " ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم " 2 ! يعني وحنثتم ، فإن قيل : فلم لم يذكر مع الكفارة التوبة ؟ قيل : لأنه ليس كل يمين حنث فيها كانت مأثماً توجب التوبة ، فإن اقترن بها المأثم لزمت التوبة بالندم وترك العزم [ على المعاودة ] ! 2 " واحفظوا أيمانكم " 2 ! يحتمل وجهين : # أحدهما : يعني احفظوها أن تحلفوا # والثاني : احفظوها أن تحنثوا . ^ ( يآ أيها الذين ءامنوآ إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ( 90 ) إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضآء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ( 91 ) وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين ( 92 ) ليس على الذين ءامنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وءامنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وءامنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين ( 93 ) ) ^ # 90 - قوله عز وجل ! 2 " يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر " 2 ! الآية اختلف في سبب نزولها على ثلاثة أقاويل : # أحدها : ما روى ابن إسحق عن أبي ميسرة قال : قال عمر بن الخطاب : اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً فنزلت الآية التي في البقرة ! 2 " يسألونك عن الخمر والميسر " 2 ! [ 219 ] فدعي عمر فقرئت عليه فقال : اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً فنزلت الآية التي في سورة النساء ! 2 " لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى " 2 ! [ 43 ] وكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حضرت الصلاة ينادي لا يقربن الصلاة سكران فدعي عمر فقرئت عليه فقال اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً فنزلت التي في المائدة ^ (
إنما
@ 408 @ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الخمر والميسر ) ^ الآية
إلى قوله ^ ( فهل أنتم منتهون ) ^ فقال عمر : انتهينا انتهينا والثاني : أنها نزلت
في سعد بن أبي وقاص وقد لاحى رجلا على شراب فضربه الرجل بلحي جمل ففزر أنفه قاله
مصعب بن سعد والثالث : أنها نزلت في قبيلتين
@ 409 @ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . من الأنصار ثملوا من
الشراب فعبث بعضهم ببعض فأنزل الله فيهم هذه الآية قاله ابن عباس فلما حرمت الخمر
قال المسلمون ( ( يا رسول الله كيف بإخواننا الذين شربوها وماتوا قبل تحريمها
فأنزل الله - تعالى - ^ ( ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طمعوا )
^ [ 93 ] يعني من الخمر قبل التحريم ! 2 " إذا ما اتقوا " 2 ! يعني في
أداء
@ 410 @ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الفرائض ! 2 " وآمنوا " 2 ! يعني بالله ورسوله ، ! 2 " وعملوا الصالحات " 2 ! يعني البر والمعروف ، ! 2 " ثم اتقوا وأحسنوا " 2 ! يعني بعمل النوافل فالتقوى الأول عمل الفرائض ، والتقوى الثاني عمل النوافل ، فأما الميسر : فهو القمار ، وأما الأنصاب ففيها وجهان : # أحدهما : أنها الأصنام تعبد قاله الجمهور ، # والثاني : أنها أحجار [ حول ] الكعبة يذبحون لها قاله مقاتل وأما الأزلام فهي قداح من خشب يستقسم بها على ما قدمناه وقوله ! 2 " رجس " 2 ! يعني حراماً ، وأصل الرجس : المستقذر الممنوع منه فعبر به عن الحرام لكونه ممنوعاً منه ثم قال ! 2 " من عمل الشيطان " 2 ! أي مما يدعو إليه الشيطان ويأمر به لأنه [ لا ] يأمر إلا بالمعاصي ولا ينهى إلا عن الطاعات . ^ ( يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيب فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم ( 94 ) يا ايها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمداً فجزآء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هدياً بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياماً ليذوق وبال أمره عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام
@ 411 @ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . # 94 - قوله عز وجل : ^ ( يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد ) ^ في قوله ليبلونكم تأويلان : # أحدهما : معناه ليكلفنكم ، # والثاني : ليختبرنكم قاله قطرب والكلبي . وقي قوله ! 2 " من الصيد " 2 ! قولان : # أحدهما : أن ' من ' للتبعيض في هذا الموضع لأن الحكم يتعلق بصيد / البر دون البحر ، وبصيد الحرم والإحرام دون الحل والإحلال ، # والثاني : أن ' من ' في هذا الموضع داخلة للتجنيس نحو قوله : ! 2 " فاجتنبوا الرجس من الأوثان " 2 ! [ الحج : 30 ] قاله الزجاج . ! 2 " تناله أيديكم ورماحكم " 2 ! فيه تأويلان ، # أحدهما : ما تناله [ أيدينا ] البيض ، ورماحنا الصيد قاله مجاهد ، # والثاني : ما تناله أيدينا الصغار ورماحنا الكبار قاله ابن عباس . ! 2 " ليعلم الله من يخافه بالغيب " 2 ! فيه أربعة تأويلات # أحدها : أن معنى ليعلم ليرى فعبر عن الرؤية بالعلم لأنها تؤول إليه قاله الكلبي ، # والثاني : معناه ليعلم أولياء الله من يخافه بالغيب ، ' والثالث : معناه ليعلموا أن الله يعلم من يخافه بالغيب ' # والرابع : معناه ليخافوا الله بالغيب والعلم مجاز . وقوله ! 2 " بالغيب " 2 ! يعني في السر كما يخافونه في العلانية ، ! 2 " فمن اعتدى بعد ذلك " 2 ! يعنى فمن اعتدى في قتل الصيد بعد ورود النهي ! 2 " فله عذاب أليم " 2 ! أي مؤلم قال الكلبي نزلت يوم الحديبية وقد غشى الصيد الناس وهم محرمون بعمرة . # 95 - قوله عز وجل : ! 2 " يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم " 2 ! فيه ثلاثة أقاويل # أحدها : يعني الإحرام بحج أو عمرة قاله الأكثرون ، # والثاني : بالمحرم الداخل إلى
@ 412 @ الحرم ، يقال أحرم إذا دخل الحرم ، ( وأتهم إذا دخل تهامة ، وأنجد إذا دخل نجدا ، ويقال أحرم لمن دخل في الأشهر الحرم قاله بعض أهل البصرة ، # والثالث : أن اسم المحرم يتناول الأمرين معاً على وجه الحقيقة دون المجاز من أحرم بحج أو عمرة أو دخل الحرم وحكم قتل الصيد فيهما على [ حد ] سواء بظاهر الآية قاله أبو علي بن أبي هريرة ! 2 " ومن قتله منكم متعمدا " 2 ! فيه قولان : أحدهما : متعمدا لقتله ناسياً لإحرامه قال مجاهد وإبراهيم وابن جريج ، والثاني : متعمدا لقتله ذاكراً لإحرامه قاله ابن عباس وعطاء والزهري واختلفوا في الخاطىء في قتله / الناسي لإحرامه على قولين : # أحدهما : لا جزاء عليه قاله داود ، # والثاني : عليه الجزاء قاله [ مالك و ] أبو حنيفة والشافعي . ! 2 " فجزاء مثل ما قتل من النعم " 2 ! يعني أن جزاء القتل في الحرم أو الإحرام مثل ما قتل من النعم ، وفي مثله قولان : # أحدهما : أن قيمة الصيد مصروفة في مثله من النعم قاله أبو حنيفة # والثاني : أن عليه مثل الصيد من النعم في الصورة والشبه قاله الشافعي . ! 2 " يحكم به ذوا عدل منكم " 2 ! يعني بالمثل من النعم لا يستقر المثل فيه إلا بحكم عدلين فقيهين ، ويجوز أن يكون القاتل أحدهما ! 2 " هديا بالغ الكعبة " 2 ! يريد أي مثل الصيد من النعم يلزمه إيصاله إلى الكعبة وعني بالكعبة جميع الحرم لأنها في الحرم ، واختلفوا هل يجوز أن يهدي في الجزاء ما لا يجوز في الأضحية من صغار الغنم على قولين : # أحدهما : لا يجوز قاله أبو حنيفة ، # والثاني : يجوز قاله الشافعي . ! 2 " أو كفارة طعام مساكين " 2 ! فيه قولان : # أحدهما : أنه يقوم المثل من النعم ويشتري بالقيمة طعاماً قاله عطاء والشافعي ، # والثاني : يقوم الصيد ويشتري بقيمة الصيد طعاماً قاله قتادة وأبو حنيفة . ! 2 " أو عدل ذلك صياما " 2 ! يعني عدل الطعام صياماً ،
وفيه
ثلاثة أقاويل : # أحدها : أنه يصوم عن كل مد يوماً قاله عطاء والشافعي ، # والثاني
: يصوم عن كل مد ثلاثة أيام [ إلى عشرة
@ 413 @ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أيام ] قاله سعيد بن جبير
# والثالث : يصوم عن كل صاع يومين قاله ابن عباس . واختلفوا في التكفير بهذه
الثلاثة هل هو على الترتيب أو التخيير على قولين : # أحدهما : أنه على الترتيب إن
لم يجد المثل فالإطعام فإن لم يجد الطعام فالصيام قاله ابن عباس ومجاهد وعامر
وإبراهيم والسدي ، # والثاني : أنه على التخيير في التكفير بأي الثلاثة شاء قاله
عطاء وأحد قولي ابن عباس وهو مذهب الشافعي . ! 2 " ليذوق وبال أمره " 2
! يعني في التزام الكفارة / ووجوب التوبة ! 2 " عفا الله عما سلف " 2 !
يعني قبل نزول التحريم . ! 2 " ومن عاد فينتقم الله منه " 2 ! فيه قولان
: # أحدهما : يعني ومن عاد بعد التحريم فينتقم الله منه بالجزاء عاجلا وعقوبة [
المعصية ] آجلاً ، # والثاني : ومن عاد بعد التحريم في قتل الصيد ثانية بعد أوله .
! 2 " فينتقم الله منه " 2 ! ' فيه على هذا التأويل قولان ، أحدهما :
فينتقم الله منه ' بالعقوبة في الآخرة دون الجزاء قاله ابن عباس وداود ، والثاني
بالجزاء مع العقوبة قاله الشافعي والجمهور . ^ ( أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعاً
لكم وللسيارة وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرماً واتقوا الله الذي إليه تحشرون (
96 ) ) ^ # 96 - قوله عز وجل ! 2 " أحل لكم صيد البحر " 2 ! يعني صيد
الماء سواء كان من بحر أو نهر أو عين أو بئر فصيده حلال للمحرم والحلال في الحرم
والحل . ! 2 " وطعامه متاعا لكم وللسيارة " 2 ! في طعامه قولان : #
أحدهما : طافيه وما لفظه البحر قاله أبو بكر وقتادة ، # والثاني : مملوحه قاله ابن
عباس وسعيد بن جبير وسعيد بن المسيب وقوله ^ ( متاعاً لكم
@ 414 @ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وللسيارة ) ^ يعني منفعة المسافر والمقيم وحكى الكلبي : أن هذه الآية نزلت في بني مدلج وكانوا ينزلون بأسياف البحر سألوا عما نضب عنه الماء من السمك فنزلت هذه الآية فيهم . ^ ( جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس والشهر الحرام والهدي والقلآئد ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض وأن الله بكل شيء عليم ( 97 ) اعلموآ أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم ( 98 ) ما على الرسول إلا البلاغ والله يعلم ما تبدون وما تكتمون ( 99 ) ) ^ # 97 - قوله عز وجل ^ ( جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس ) ^ في تسميتها كعبة قولان : # أحدهما : سميت بذلك لتربيعها قاله مجاهد ، # والثاني : سميت بذلك لعلوها ونتوئها من قولهم قد كعب ثدي المرأة إذا علا ونتأ وهو قول الجمهور ، وسميت بذلك لعلوها ونتوئها من قولهم قد كعب ثدي المرآة إذا علا ونتأ وهو قول الجمهور ، وسميت الكعبة حراماً لتحريم الله - تعالى - لها أن يصاد صيدها أو يختلى خلاها أو يعضد شجرها . وفي قوله ^ ( قياماً للناس ) ^ ثلاثة تأويلات ، # أحدها : يعني صلاحاً لهم قاله سعيد بن جبير # والثاني : تقوم به أبدانهم لأمنهم به في التصرف لمعايشهم ، # والثالث : قياماً في مناسكهم ومتعبداتهم . ^ ( قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يآ أولي الألباب لعلكم تفلحون ( 100 ) ) ^ # 100 - قوله عز وجل ^ ( قل لا يستوي الخبيث والطيب ) ^ / فيه ثلاثة تأويلات # أحدها : يعني الحلال والحرام قاله الحسن ، # والثاني : المؤمن والكافر قاله السدي ، # والثالث : الرديء والجيد
@
415 @ / أو المؤمن والكافر . . . # 100 - ! 2 " ولو أعجبك " 2 ! الحلال
والجيد مع القلة خير من الحرام والرديء مع الكثرة قيل لما هم المسلمون بأخذ حجاج
اليمامة نزلت . ^ ( يآ أيها الذين ءامنوا لا تسئلوا عن أشيآء إن تبد لكم تسؤكم وإن
تسئلوا عنها حين ينزل القرءان تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم ( 101 ) قد
سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين ( 102 ) ) ^ # 101 - ! 2 " لا تسألوا
عن أشياء " 2 ! لما أحفوا الرسول صلى الله عليه وسلم بالمسألة صعد المنبر
يوماً فقال : لا تسألوني عن شيء إلا بينته فلف كل إنسان منهم ثوبه في رأسه يبكي ،
فقال رجل كان يدعى إذا لاحى لغير أبيه : يا رسول الله من أبي قال : أبوك حذافة
فأنزل الله ! 2 " لا تسألوا " 2 ! ، أو لما قال : كتب الله
@ 416 @ عليكم الحج فقيل له أفي كل عام ؟ فقال : لو قلت نعم لوجبت ، اسكتوا عني ما
سكت عنكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ، أو في قوم
سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم عن البحيرة والسائبة ، والوصيلة والحامي . ! 2
" وإن تسألوا " 2 ! نزول القرآن عند السؤال موجب لتعجيل الجواب
@ 417 @ ! 2 " عفا الله عنها " 2 ! المسألة ، أو الأشياء التي سألوا
عنها . # 102 - ! 2 " قوم من قبلكم " 2 ! قوم عيسى - عليه الصلاة
والسلام - سألوا المائدة ثم كفروا بها ، أو قوم صالح - عليه الصلاة والسلام -
سألوا الناقة ثم عقروها وكفروا بها ، أو قريش سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم أن
يحول لهم الصفا ذهباً ، أو الذين سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم من أبي ونحوه
فلما أخبرهم به أنكروه وكفروا به .
@ 418 @ ^ ( ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون ( 103 ) وإذا قيل لهم تعالوا إلى مآ أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه ءابآءنا أولو كان ءابآؤهم لا يعلمون شيئاً ولا يهتدون ( 104 ) يآ أيها الذين ءامنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعاً فينبئكم بما كنتم تعملون ( 105 ) ) ^ # 103 - ! 2 " ما جعل الله من بحيرة " 2 ! ما بحر ، ولا سيب ولا وصل ، ولا حمى حامياً . ! 2 " بحيرة " 2 ! الناقة تلد خمسة أبطن فإن كان الخامس ذكراً ذبحوه وأكلوه وإن كان ربعة بتكوا أذنيها فلم يشرب لبنها ولم يوقر ظهرها ، أو إذا ولدت خمسة أبطن ، وكان آخرها ذكراً شقوا أذن الناقة وخلوها فلا تحلب ولا تركب ، أو البحيرة : بنت السائبة . ! 2 " سائبة " 2 ! مسيبة ، كعيشة راضية أي مرضية ، كانت تفعله العرب ببعض مواشيها فتحرم الانتفاع بها تقرباً إلى الله - تعالى - ، وكان بعض أهل الإسلام يعتق العبد سائبة لا ينتفع به ولا بولائه ، كان أبو العالية سائبة فمات فلم يأخذ مولاه ميراثه ، وقال : هو سائبة ، فإذا تابعت الناقة عشرة أبطن كلهن إناث سيبت فلم تركب ، ولم يجز وبرها ولا يشرب لبنها إلا ضيف ، فما نتجت بعد ذلك من أنثى بحرت أذنها وسميت بحيرة وسيبت مع أمها ، أو كانوا ينذرون السائبة عند المرض فيسيب البعير فلا يركب ولا يجلأ عن ماء . ! 2 " وصيلة " 2 ! الوصيلة من الغنم اتفاقاً إذا ولدت الشاة سبعة أبطن فإن كان السابع ذكراً ذبحوه وأحلوه للرجال دون النساء ، وإن كان عناقاً سرحت في غنم الحي ، وإن كان ذكراً وأنثى قالوا : وصلت أخاها فسميت وصيلة ، أو كانت الشاة إذا
@ 419 @ أتأمت عشر إناث متتابعات في خمسة أبطن لا ذكر فيهن جعلت وصيلة / وكان ما تلده بعد ذلك للذكور دون الإناث . أو كانت الشاة إذا ولدت ذكراً ذبحوه لآلهتهم قرباناً ، وإن ولدت أنثى قالوا : هذه لنا ، وإن ولدت ذكراً وأنثى قالوا وصلت أخاها فلم يذبحوه لأجلها . ! 2 " ولا حام " 2 ! إذا نتج البعير من ظهره عشرة أبطن قالوا : حمى ظهره ويخلى ، أجمعوا على هذا . ^ ( يآ ايها الذين ءامنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو ءاخران من غيركم إن أنتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن ارتبتم لا نشتري به ثمناً ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذاً لمن الأثمين ( 106 ) فإن عثر على أنهما استحقآ إثماً فئاخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الأوليان فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينآ إنآ إذاً لمن الظالمين ( 107 ) ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها أو يخافوآ أن ترد أيمان بعد أيمانهم واتقوا الله واسمعوا والله لا يهدي القوم الفاسقين ( 108 ) ) ^ # 106 - ! 2 " شهادة بينكم " 2 ! الشهادة بالحقوق عند الحكام ، أو شهادة الحضور للوصية ، أوأيمان عبر عنها بلفظ الشهادة كما في اللعان ! 2 " عدل منكم " 2 ! أيها المسلمون ، أو من حي الموصي ، وهما وصيان أو شاهدان يشهدان على وصيته . ! 2 " من غيركم " 2 ! من غير أهل ملتكم من أهل الكتاب ، أو من غير قبيلتكم . ! 2 " أو آخران " 2 ! ' أو ' هنا للتخيير في المسلم والكتابي ، أو الكتابي مرتب على [ عدم ]
@ 420 @ المسلم ، قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - . ! 2 " تحبسونهما " 2 ! توقفونها للأيمان ، خطاب للورثة . ! 2 " فأصابتكم مصيبة الموت " 2 ! تقديره فأصابتكم مصيبة وقد أوصيتم إليهما . ! 2 " الصلاة " 2 ! العصر ، أو الظهر ، والعصر ، أو صلاة أهل دينهما من أهل الذمة قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - ! 2 " إن ارتبتم " 2 ! بالوصيين في الخيانة ، أحلفهما الورثة ، أو إن ارتبتم بعدالة الشاهدين أحلفهما الحاكم لتزول ريبته ، وهذا إنما يجوز في السفر دون الحضر . ! 2 " ثمنا " 2 ! رشوة أو لا نعتاض عليه بحقير . # 107 - ! 2 " عثر " 2 ! اطلع على أنهما كذبا وخانا ، عبر عنهما بالإثم لحدوثه عنهما . ! 2 " استحقا " 2 ! الشاهدان ، أو الوصيان . ! 2 " فآخران " 2 ! من الورثة . ! 2 " يقومان مقامهما " 2 ! في اليمين . ! 2 " الأوليان " 2 ! بالميت من الورثة ، او الأوليان بالشهادة من المسلمين . نزلت بسبب خروج رجل من بني سهم مع تميم الداري وعدي بن بداء فمات السهمي بأرض لا مسلم بها فلما قدما تركته فقدوا جام فضة مخوص بالذهب ، فأحلفهما الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم وجد الجام بمكة فقالوا : اشتريناه من تميم وعدي بن بداء ، فقام رجلان من أولياء السهمي فحلفا لشهادتنا أحق من شهادتهما وأن الجام لصاحبهم ، وفيهم نزلت الآيتان ، وهما منسوختان عند ابن
@ 421 @ عباس - رضي الله تعالى عنهما - ، قال ابن زيد : لم يكن الإسلام إلا بالمدينة فجازت شهادة أهل الكتاب واليوم طبق الإسلام الأرض ، أو محكمة عند الحسن . ^ ( يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذآ أجبتم قالوا لا علم لنآ إنك أنت علام الغيوب ( 109 ) ) ^ # 109 - ! 2 " لا علم لنا " 2 ! ذهلوا عن الجواب للهول ثم أجابوا لما ثابت عقولهم ، أو لا علم لنا إلا ما علمتنا ، أو لا علم لنا إلا علم أنت أعلم به منا ، أو لا علم لنا ببواطن أممنا فإن الجزاء على ذلك يقع قاله الحسن ، أو ! 2 " ماذا أجبتم " 2 ! بمعنى ماذا عملوا بعدكم . ! 2 " علام الغيوب " 2 ! للمبالغة ، أو لتكثير المعلوم ، وسؤاله بذلك مع علمه إنما كان ليعلمهم ما لم يعلموه من كفر أممهم ، ونفاقهم ، وكذبهم / عليهم من بعدهم أو ليفضحهم بذلك على رؤوس الأشهاد ^ ( إذا قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهل وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذنى فتنفخ فيها فتكون طير بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني وإذ كففت بنى إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذآ إلا سحر مبين ( 110 ) وإذ أوحيت إلى الحوارين أن ءامنوا بي وبرسولي قالوا ءامنا واشهد بأننا مسلمون ( 111 ) ) ^
@ 422 @ # 110 - ! 2 " اذكر نعمتي " 2 ! ذكره بها وإن كان لها ذاكراً ليتلو على الأمم ما خصه به من الكرامات والمعجزات ، أو ليؤكد حجته ، ويرد به جاحده . ! 2 " أيدتك " 2 ! قويتك من الأيد ، ليدفع عنه ظلم اليهود والكافرين به ، أو قواه على أمر دينه . ! 2 " روح القدس " 2 ! جبريل - عليه السلام - والقدس هو الله - تعالى - ! 2 " تكلم الناس في المهد " 2 ! تعرفهم بنبوتك ، ولم يتكلم في المهد من الأنبياء غيره ، وبعث إليهم لما ولد وكان كلامه معجزة له ، وكلمهم كهلا بالدعاء إلى الله - تعالى - وإلى الصلاة ، والزكاة ، وذلك لما صار ابن ثلاثين سنة ثم رفع . ! 2 " الكتاب " 2 ! الخط ، أو جنس الكتب . ! 2 " والحكمة " 2 ! العلم بما في تلك الكتب ، أو جميع ما يحتاج إليه في دينه ودنياه ! 2 " تخلق " 2 ! تصور . ! 2 " فتنفخ فيها " 2 ! الروح ، والروح : جسم تولى نفخها في الجسم المسيح ، أو جبريل - عليهما السلام - ! 2 " فتكون طيرا " 2 ! تصير بعد النفخ لحماً ودماً ، ويحيا بإذن الله لا بفعل المسيح . ^ ( وتبرؤء الأكمه والأبرص ) ^ تدعو بإبرائهما ، وبإحياء الموتى فأجيب دعاءك ، نسبه إليه لحصوله بدعائه ، ويجوز أن يكون إخراجهم من قبورهم فعلاً للمسيح - عليه الصلاة والسلام - بعد إحياء الله - تعالى - لهم ، قال ابن الكلبي : والذين أحياهم رجلان وامرأة . # 111 - ! 2 " أوحيت إلى الحواريين " 2 ! ألهمتهم كالوحي إلى النحل ، أو ألقيت إليهم بما أريتهم من آياتي أن يؤمنوا بي وبك فكان إيمانهم إنعاماً عليهم وعليه لكونهم أنصاره . ^ ( إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مآئدة من السمآء قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين ( 112 ) قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن
@ 423 @ قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين ( 113 ) قال عيسى ابن مريم اللهم ربنآ أنزل علينا مآئدة من السمآء تكون لنا عيداً لأولنا وءاخرنا وءاية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين ( 114 ) قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذاباً لآ أعذبه أحداً من العالمين ( 115 ) ) ^ # 112 - ^ ( يستطيع ربك ) ^ هل تستدعي طاعة ربك فيما تسأله أو هل تستطيع سؤال ربك ^ ( يستطيع ) ^ يقدر ، أو يفعل ، أو يجيبك ويطيعك . المائدة : ما عليها طعام فإن لم يكن فهي خوان سميت مائدة ، لأنها تميد ما عليها أي تعطيه . ^ ( اتقوا الله ) ^ معاصيه ، أو أن تسألوا الأنبياء الآيات عنتاً ، أو طلباً لاستزادتها . ^ ( إن كنتم مؤمنين ) ^ أي مصدقين بهم أغناكم دلائل صدقهم عن آيات أخر . # 113 - ^ ( نريد أن نأكل منها ) ^ لعلهم طلبوا ذلك لحاجة بهم ، أو لأجل البركة . ^ ( وتطمئن قلوبنا ) ^ تحتمل بإرسالك ، أو بأنه قد جعلنا من أعوانك . ^ ( ونعلم ) ^ علماً لم يكن لنا بناء على أن سؤالهم كان قبل استحكام معرفتهم ، أو نزداد علماً ويقيناً إلى علمنا ويقيننا . # 114 - ^ ( اللهم ربنا أنزل ) ^ سأل ذلك لإظهار صدقه عند من جعله قبل استحكام المعرفة ، أو تفضل بالسؤال بعد معرفتهم . ^ ( عيداً ) ^ نتخذ يوم إنزالها عيداً نعظمه نحن ومن بعدنا ، أو عائدة من الله - تعالى - علينا وبرهاناً لنا ولمن بعدنا ، أو نأكل منها أولنا وآخرنا / ^ ( وآية منك ) ^ على صدق أنبيائك ، او على توحيدك . ^ ( وارزقنا ) ^ ذلك من عندك ، أو الشكر على إجابة دعوتنا . # 115 - ^ ( إني منزلها عليكم ) ^ لما شرط عليهم العذاب إن كفروا بها
@ 424 @ استعفوا منها فلم تنزل ، قاله الحسن - أو نزلت تحقيقاً للوعد ، وكان عليها ثمار الجنة ، أو خبز ولحم ، أو سبعة أرغفة ، وسبع جفان ، أو سمكة فيها طعم كل طعام ، أو كل طعام إلا اللحم ، أمروا أن يأكلوا ولا يخونوا ولا يدخروا فخانوا وادهروا فرفعت ، قال مجاهد : ضربت مثلاً للناس لئلا يقترحوا الآيات على الأنبياء . ! 2 " عذابا " 2 ! بالمسخ ، أو عذاباً لا يعذب به غيرهم ، لأنهم رأوا من الآيات ما لم يره غيرهم ، وذلك العذاب في الدنيا ، أو في الآخرة . ! 2 " العالمين " 2 ! عالمي زمانهم ، أو جميع الخلق ، فيعذبون بجنس لا يعذب به غيرهم . ^ ( وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم ءأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلاهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولآ أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ( 116 ) ما قلت لهم إلا مآ أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد ( 117 ) إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ( 118 ) قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار حالدين فيهآ أبداً رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم ( 119 ) لله ملك السماوات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير ( 120 ) ) ^
@
425 @ # 116 - ! 2 " وإذ قال الله يا عيسى " 2 ! قاله لما رفعه إلى
السماء في الدنيا ، أو يقوله يوم القيامة فيكون ! 2 " إذ " 2 ! بمعنى !
2 " إذا " 2 ! وهذا أصح لقوله : ! 2 " هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم
" 2 ! [ 119 ] ! 2 " أأنت قلت " 2 ! سؤال توبيخ لقومه ، أو ليعرف
المسيح - عليه الصلاة والسلام - أنهم غيروا وقالوا عليه ما لم يقل . ! 2 "
إلهين " 2 ! لما قالوا إنها ولدت الإله لزمهم أن يقولوا بإلاهيتها للبعضية
فصاروا بمثابة القائل بإلاهيتها .
@ 426 @
( سورة الأنعام )
مكية إلا ثلاث آيات ! 2 " قل تعالوا " 2 ! [ 151 ] إلى آخر الثلاث ، أو
مكية إلا آيتين ! 2 " وما قدروا الله حق قدره " 2 ! [ 91 ] نزلت في كعب
بن الأشرف ، ومالك بن الصيف والأخرى ! 2 " وهو الذي أنشأ جنات " 2 ! [
141 ] نزلت في معاذ بن جبل ، أو ثابت بن قيس ، قاله ابن عباس - رضي الله - تعالى
عنهما - أو
@ 427 @ كلها مكية نزلت جملة واحدة معها سبعون ألف ملك ، قال
@
428 @ وهب : ' فاتحة التوراة فاتحة الأنعام ، وخاتمتها خاتمة هود ' .
( بسم الله الرحمن الرحيم ) ! 2 " " 2 ! ( الحمد لله الذي خلق السماوات
والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ( 1 ) هو الذي خلقكم من
طين ثم قضى أجلاً وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون ( 2 ) وهو الله في السماوات وفي
الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون ( 3 ) وما تأتيهم من ءاية من ءايات ربهم
إلا كانوا عنها معرضين ( 4 ) فقد كذبوا بالحق لما جآءهم فسوف يأتيهم أنبآء ما
كانوا به يستهزءون ( 5 ) ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما
لم نمكن لكم وأرسلنا السمآء عليهم مدراراً وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم
بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرناً آخرين ( 6 ) ) ^ # 1 - ^ ( الحمد لله ) ^ خبر
بمعنى الأمر ، وهو أولى من قوله ^ ( احمدوا ) ^ لما فيه من تعليم اللفظ ، ولأن
البرهان يشهد للخبر دون الأمر . ^ ( السموات ) ^ جمعها تفخيماً لها ، لن الجمع
يقتضي التفخيم ^ ( إنا نحن نزلنا الذكر ) ^ [ الحجر : 9 ] قدم السموات والظلمات في
الذكر لتقدم خلقهما على خلق الأرض والنور .
@ 429 @ ! 2 " يعدلون " 2 ! به الأصنام ، أو إلهاً لم يخلق كخلقه . # 2 - ! 2 " من طين " 2 ! لما كانوا فرعاً لما خلق من الطين جاز أن يقول : ! 2 " خلقكم من طين " 2 ! ! 2 " أجلا " 2 ! للحياة إلى الموت ، والمسمى : أجل الموت إلى البعث ، أو الأول أجل الدنيا ، والمسمى : ابتداء ألاخرة ، قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - ، أو الأول : الذي قضاه يوم الذر ، والمسمى : حياة الدنيا . ! 2 " تمترون " 2 ! تشكون . # 3 - ! 2 " وهو الله " 2 ! المدبر في السموات ، أو هو يعلم سركم وجهركم في السموات وفي الأرض لأن الملائكة في السماء ، والثقلين في الأرض . ^ ( ولو نزلنا عليك كتاباً في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروآ إن هذآ إلا سحر مبين ( 7 ) وقالوا لولآ أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكاً لقضى الأمر ثم لا ينظرون ( 8 ) ولو جعلناه ملكاً لجعلناه رجلاً وللبسنا عليهم ما يلبسون ( 9 ) ولقد استهزىء برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون ( 10 ) قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين ( 11 ) ) ^ # 8 - ! 2 " لقضي الأمر " 2 ! لقامت الساعة ، أو لاستؤصلوا بالعذاب ، / لأن من مضى كانوا إذا اقترحوا آية فجاءت فلم يؤمنوا استؤصلوا بالعذاب . # 9 - ! 2 " ولو جعلناه ملكا " 2 ! لصورناه بصورة رجل ، لأنهم لا يقدرون على رؤية الملك على صورته . ! 2 " ما يلبسون " 2 ! ما يخلطون ، أو يشبهون ، قال الزجاج : كما يشبهون على ضعفائهم .
@ 430 @ ^ ( قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله كتب على نفسه الرحمة ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون ( 12 ) وله ما سكن في اليل والنهار وهو السميع العليم ( 13 ) قل أغير الله أتخذ ولياً فاطر السماوات والأرض وهو يطعم ولا يطعم قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين ( 14 ) قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ( 15 ) من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه وذلك الفوز المبين ( 16 ) ) ^ # 13 - ! 2 " سكن " 2 ! من السكنى ، أو السكون خص السكون لأن الإنعام به أبلغ من الإنعام بالحركة . # 14 - ! 2 " فاطر " 2 ! خالق ومبتدىء ، ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - ' كنت لا أدري ما فاطر حتى اختصم إلي أعرابيان في بئر ، فقال أحدهما : أنا فطرتها أي ابتدأتها ' اصل الفطر : الشق ، ! 2 " من فطور " 2 ! [ الملك : 3 ] شقوق . ! 2 " يطعم " 2 ! يرزق ولا يُرزق . ! 2 " أول من أسلم " 2 ! من هذه الأمة . ^ ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير ( 17 ) وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير ( 18 ) قل أي شيء اكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحى إلي هذا القرءان لأنذركم به ومن بلغ أئنكم لتشهدون أن مع الله ءالهة أخرى قل لآ أشهد قل إنما هو إله واحد وإنني بريء مما تشركون ( 19 ) الذين ءاتيناهم
@ 431 @ الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنآءهم الذين خسروآ أنفسهم فهم لا يؤمنون ( 20 ) ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بئاياته إنه لا يفلح الظالمون ( 21 ) ) ^ # 18 - ^ ( فوق عباده ) ^ أي القاهر لعباده ، وفوق : صلة ، أو علا على عباده بقهره لهم ^ ( يد الله فوق أيديهم ) ^ [ الفتح : 10 ] أعلى من أيديهم قوة . # 19 - ^ ( أي شيء ) ^ نزلت لما قالوا للرسول صلى الله عليه وسلم من يشهد لك بالنبوة فشهد الله - تعالى - له بالنبوة ، أو أمره أن يشهد عليهم بتبليغ الرسالة ، فقال لهم ذلك ليشهده عليهم . # 20 - ^ ( الذين آتيناهم الكتاب ) ^ القرآن ، أو التوراة ، والإنجيل ^ ( يعرفونه ) ^ محمداً صلى الله عليه وسلم بصفته في كتبهم ، أو يعرفون القرآن الدال على صحة نبوته . ^ ( خسروا أنفسهم ) ^ غبنوها وأهلكوها بالكفر ، أو خسروا منازلهم وأزواجهم في الجنة ، إذ لكل منازل وأزواج في الجنة ، فإن آمن فهي له ، وإن كفر فهي لمن آمن من أهلهم ، وهذا معنى ^ ( الذين يرثون الفردوس ) ^ [ المؤمنون : 11 ] . ^ ( ويوم نحشرهم جميعاً ثم نقول للذين أشركوا أين شركآؤكم الذين كنتم تزعمون ( 22 ) ثم لم تكن فتنتهم إلآ أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين ( 23 ) انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون ( 24 ) ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قولهم أكنة أن يفقهوه وفي ءاذانهم وقراً وإن يروا كل ءاية لا يؤمنوا بها حتى إذا جآءوك يجادلونك يقول الذين كفروآ إن هذآ إلآ أساطير الأولين ( 25 ) وهم ينهون عنه وينئون عنه وإن يهلكون إلآ أنفسهم وما يشعرون
@
432 @ # 23 - ! 2 " فتنتهم " 2 ! معذرتهم سماها بذلك لحدوثها عن الفتنة
، أو عاقبة فتنتهم وهي الشرك ، او بليتهم التي ألزمتهم الحجة وزادتهم لائمة .
وزادتهم لائمة . 25 - [ ! 2 " ومنهم من يستمع إليك " 2 ! يستمعون قراءة
النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته ليلاً ، ليعرفوا مكانه فيؤذوه ، فصرفوا عنه
بالنوم وإلقاء الوقر ، والأكنة : الأغطية ، واحدها كنان ، كننت الشيء غطيته ،
وأكننته في نفسي أخفيته ، والوقر : الثقل . ! 2 " كل آية " 2 ! كل علامة
معجزة لا يؤمنوا بها لحسدهم . وبغضهم . ! 2 " يجادلونك " 2 ! بقولهم
أساطير الأولين التي سطروها في كتبهم ، أو قالوا : كيف تأكلون ما قتلتم ولا تأكلون
ما قتل ربكم ، قاله ابن عباس ، رضي الله تعالى عنهما . # 26 - ! 2 " ينهون
" 2 ! عن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ويتباعدون فراراً منه ، او ينهون
عن العمل بالقرآن ويتباعدون عن سماعه لئلا يسبق إلى قلوبهم العلم بصحته ، أو ينهون
عن أذى الرسول صلى الله عليه وسلم ويتباعدون عن اتباعه ، قال ابن عباس - رضي الله
- تعالى - عنهما - نزلت في أبي طالب نهى عن
@ 433 @ أذى الرسول صلى الله عليه وسلم ويتباعد عن الإيمان به مع علمه بصحته ، قال
: % ( ودعوتني وزعمت أنك ناصحي % فلقد صدقت وكنت ثم أمينا ) % % ( وعرضت دينا قد
علمت بأنه % من خير أديان البرية دينا ) % % ( لولا الذمامة أو أحاذر سبة %
لوجدتني سمحاً بذاك مبينا ) %
@ 434 @ ^ ( ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بئايات ربنا ونكن من المؤمنين ( 27 ) بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ( 28 ) وقالوآ إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين ( 29 ) ولو ترى إذ قفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ( 30 ) ) ^ # 27 - ! 2 " وقفوا على النار " 2 ! عاينوها ومن عاين الشيء وقف عليه ، أو وقفوا فوقها ، أو عرفوها بدخولها ومن عرف شيءاً وقف عليه ، أو حبسوا عليها . # 28 - ! 2 " ما كانوا يخفون " 2 ! وبال ما أخفوه ، او ما أخفاه بعضهم من بعض ، أو بدا للأتباع ما أخفاه الرؤساء . ! 2 " لكاذبون " 2 ! فيما أخبروا به من الإيمان لو ردوا ، أو خبر مستأنف يعود إلى ما تقدم . ^ ( قد خسر الذين كذبوا بلقآء اله حتى إذا جآءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا سآء ما يزرون ( 31 ) وما الحياة الدنيآ إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون ( 32 ) ) ^ # 32 - ! 2 " لعب ولهو " 2 ! ما أمر الدنيا والعمل لها إلا لعب ولهو بخلاف العمل للآخرة ، أو ما أهل الدنيا إلا أهل لعب ولهو لاشتغالهم بها عما هو أولى منها ، أو هم كأهل اللعب لانقطاع لذتهم وفنائها بخلاف الآخرة فإن لذاتها دائمة . ^ ( قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بئايات الله
@ 435 @ يجحدون ( 33 ) ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جآءك من نبإى المرسلين ( 34 ) وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقاً في الأرض أو سلماً في السمآء فتأتيهم بئاية ولو شآء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين ( 35 ) إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون ( 36 ) ) ^ # 33 - ^ ( ليحزنك الذي يقولون ) ^ من تكذيبك والكفر بي . ^ ( لا يكذبونك ) ^ بحجة بل بهتا وعناداً لا يضرك ، [ أو ] لا يكذبونك لعلمهم بصدقك ولكن يكذبون ما جئت به ، أو لا يكذبونك سراً بل علانية لعداوتهم لك ، أو لا يكذبونك لأنك مبلغ وإنما يكذبون ما جئت به . # 34 - ^ ( نبأ المرسلين ) ^ في صبرهم ونصرهم . # 35 - ^ ( إعراضهم ) ^ عن سماع القرآن ، أو عن اتباعك . ^ ( نفقاً ) ^ سربا ، وهو المسلك النافذ مأخوذ من نافقاء اليربوع ^ ( سلما ) ^ مصعداً ، أو درجاً ، أو سبباً . ^ ( فتأتيهم بآية ) ^ أفضل من آيتك فافعل فحذف الجواب . ^ ( من الجاهلين ) ^ لا تجزع في مواطن الصبر فتشبه الجاهلين . # 36 - ^ ( الذين يسمعون ) ^ طلباً للحق ، أو يعقلون ، والاستجابة القبول والجواب يكون قبولاً وغير قبول . ^ ( والموتى ) ^ الكفار ، أو الذين فقدوا الحياة . ^ ( وقالوا لولا نزل عليه ءاية من ربه قل إن الله قادر على أن ينزل ءاية ولكن أكثرهم لا
@ 436 @ يعلمون ( 37 ) وما من دآبة في الأرض ولا طآئر يطير بجناحيه إلآ أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون ( 38 ) والذين كذبوا بئاياتنا صم وبكم في الظلمات من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم ( 39 ) ) ^ # 38 - ^ ( أمم ) ^ جماعات ، أو أجناس . ^ ( أمثالكم ) ^ في أنها مخلوقة لا تظلم ، ومرزوقة لا تحرم . ^ ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) ^ من أمور الدين مفصلاً ، أو مجملاً جعل إلى بيانه سبيلا . ^ ( يحشرون ) ^ يموتون ، أو يجمون لبعث الساعة . ^ ( قل أرءيتكم إن أتاكم عذاب الله أو اتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين ( 40 ) بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شآء وتنسون ما تشركون ( 41 ) ولقد أرسلنآ إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأسآء والضرآء لعلهم يتضرعون ( 42 ) فلولآ إذ جآءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون ( 43 ) فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بمآ أوتوآ أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون ( 44 ) فعطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ( 45 ) ) ^ # 44 - ^ ( أبواب كل شيء ) ^ من الرزق والنعم . ^ ( مبلسون ) ^ هو الإياس ، أو الحزن والندم ، أو الخشوع ، أو الخذلان ، أو السكوت وانقطاع الحجة . ^ ( قل لآ أقول لكم عندي خزآئن الله ولآ أعلم الغيب ولآ أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون ( 50 ) وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون ( 51 ) ولا
@ 437 @ تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين ( 52 ) وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلآء من الله عليهم من بيننآ أليس الله بأعلم بالشاكرين ( 53 ) وإذا جآءك الذين يؤمنون بئاياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم ( 54 ) ) ^ # 50 - ^ ( خزائن الله ) ^ من الرزق فلا أقدر على إغناء ولا إفقار ، أو خزائن العذاب ، أنه لما خوفهم به استعجلوه استهزاء . ^ ( ولا أعلم الغيب ) ^ في نزول العذاب أو جميع الغيوب . ^ ( إني ملك ) ^ تفضيل للملك ، أي لا أدعي منزلة ليست لي ، أو لست ملكاً في السماء فأعلم الغيب الذي تشاهده الملائكة ولا يعلمه البشر ، فلا تفضيل فيه للملك على النبي . # 52 - ^ ( ولا تطرد ) ^ نزلت لما جاء الملآ من قريش فوجدوا عند الرسول صلى الله عليه وسلم عماراً وصهيباً وخبابا وابن مسعود - رضي الله تعالى عنهم أجمعين - فقالوا اطرد عنا موالينا وحلفاءنا ، فلعلك إن طردتهم أن نتبعك ،
@ 438 @ فقال عمر - رضي الله تعالى عنه - : لو فعلت ذلك حتى ننظر ما يصيرون ، فهم الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك ، ونزل في الملأ ! 2 " وكذلك فتنا بعضهم ببعض " 2 ! [ 53 ] فاعتذر عمر - رضي الله تعالى عنه - عن مقالته ، فأنزل ! 2 " وإذا جاءك الذين يؤمنون " 2 ! [ 54 ] . ! 2 " يدعون " 2 ! الصلوات الخمس ، أو ذكر الله - تعالى - أو عبادته ، أو تعلم القرآن . ! 2 " يريدون وجهه " 2 ! يريدون طاعته بقصدهم الوجه الذي وجههم إليه ، أو يريدونه بدعائهم ، وقد يعبر عن الشيء بالوجه كقولهم : ' هذا وجه الصواب ' . ! 2 " حسابهم " 2 ! حساب عملهم بالثواب والعقاب ، وما من حساب عملك عليهم شيء ، كل مؤاخذ بحساب عمله دون غيره ، أو ما عليك من حساب رزقهم وفقرهم من شيء . # 53 - ! 2 " فتنا " 2 ! اختبرناهم باختلاف في الأرزاق والأخلاق ، أو بتكليف ما فيه مشقة على النفس مع قدرتها عليه . ! 2 " من الله عليهم " 2 ! باللطف في أيمانهم ، أو بما ذكره من شكرهم على طاعته . # 54 - ! 2 " الذين يؤمنون " 2 ! ضعفاء المسلمين ، وما كان من شأن عمر - رضي الله تعالى عنه - ! 2 " فقل سلام عليكم " 2 ! مني ، أو من الله - تعالى - قاله الحسن والسلام : جمع السلامة ، أو هو الله ذو السلام . ! 2 " كتب " 2 ! أوجب ، أو
@ 439 @ كتب في اللوح المحفوظ . ! 2 " بجهالة " 2 ! بخطيئة ، أو ما جهل كراهة عاقبته . ^ ( وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين ( 55 ) قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله قل لآ اتبع أهوآءكم قد ضللت إذا ومآ أنا من المهتدين ( 56 ) قل إني على بينة من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين ( 57 ) قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين ( 58 ) وعنده مفاتح الغيب لا يعلمهآ إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ( 59 ) ) ^ # 57 - ! 2 " بينة من ربي " 2 ! معجز القرآن ، أو الحق الذي بان له . ! 2 " وكذبتم به " 2 ! بربكم ، أو بالبينة . ! 2 " تستعجلون به " 2 ! من العذاب ، أو من اقتراح الآيات ، لأنه طلب الشيء في غير وقته . ! 2 " الحكم " 2 ! في الثواب والعقاب ، أو في تمييز الحق من الباطل . ^ ( يقضي الحق ) ^ يتممه . ! 2 " يقص " 2 ! يخبر . ^ ( وهو الذي يتوفاكم باليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضي أجل مسمى ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون ( 60 ) وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جآء أحدكم الموت توفته رسلنا وهو لا يفرطون ( 61 ) ثم
@ 440 @ ردوا إلى مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين ( 62 ) ) ^ # 60 - ^ ( يتوفاكم ) ^ بالنوم . ^ ( جرحتم ) ^ كسبتم بجواركم ، جوارح الطير : كواسبها . ^ ( يبعثكم ) ^ في النهار باليقظة . ^ ( أجل مسمى ) ^ استكمال العمر . ^ ( مرجعكم ) ^ بالبعث . # 61 - ^ ( القاهر ) ^ الأقدر ، فوقهم : في القهر كما يقال فوقه في العلم إذا كان أعلم ، أو علا بقهره . ^ ( حفظة ) ! 2 " الملائكة " 2 ! ( لا يفرطون ) ^ لا يؤخرون ، أو لا يضيعون . # 62 - ^ ( ردوا ) ^ ردتهم الملائكة الذين يتوفونهم ، أو ردهم الله بالبعث والنشور ، أي ردهم إلى تدبيره وحده ، لأنه دبرهم عند النشأة وحده ، ثم مكنهم من التصرف فدبروا أنفسهم ، ثم ردهم إلى تدبيره وحده بموتهم ، فكان ذلك رداً إلى الحالة الأولى ، او ردوا إلى الموضع الذي لا يملك الحكم عليهم فيه إلا الله . ^ ( ألا له الحكم ) ^ بين عباده يوم القيامة وحده ، أو له الحكم مطلقاً لأن من سواه يحكم بأمره فصار حكماً له . ^ ( قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين ( 63 ) قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون ( 64 ) قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون ( 65 ) ) ^
@ 441 @ # 65 - ! 2 " من فوقكم " 2 ! أئمة السوء ! 2 " أو من تحت أرجلكم " 2 ! عبيد السوء قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أو من فوقهم : الرجم ، ومن تحتهم : الخسف ، أو من فوقهم : الطوفان ، ومن تحتهم : الريح . ! 2 " يلبسكم شيعا " 2 ! الأهواء المختلفة ، أو الفتن والاختلاف . ! 2 " بأس بعض " 2 ! بالحروب والقتل ، نزلت في المشركين ، أو في المسلمين وشق نزولها على الرسول صلى الله عليه وسلم وقال : إني سألت ربي أن يجيرني من أربع فأجارني من خصلتين ، ولم يجرني من خصلتين ، / سألته أن لا يهلك أمتي بعذاب من فوقهم كما فعل بقوم نوح - عليه الصلاة والسلام - وبقوم لوط ، فأجابني ، وسألته أن لا يهلك أمتي بعذاب من تحت أرجلهم كما فعل بقارون فأجابني ، وسألته أن لا يفرقهم شيعاً فلم يجبني ، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فلم يجبني ، ونزل ! 2 " الم أحسب الناس أن يتركوا " 2 ! [ العنكبوت / 1 ، 2 ] . ^ ( وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل ( 66 ) لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون ( 67 ) وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين ( 68 ) وما على الذين يتقون من
@ 442 @ حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون ) ^ # 66 - ^ ( وكذب به ) ^ بالقرآن ، أو بتصريف الآيات . ^ ( وهو الحق ) ^ أي ما كذبوا به ، والفرق بينه وبين الصواب : أن الصواب لا يدرك إلا بطلب ، والحق قد يدرك بغير طلب . ^ ( بوكيل ) ^ بحفيظ أمنعكم من الكفر ، أو بحفيظ لأعمالكم حتى أجازيكم عليها ، أو لا آخذكم بالإيمان ، إجباراً كما يأخذ الوكيل بالشيء . # 67 - ^ ( لكل نبأ ) ^ أخبر الله - تعالى - به من وعد أو وعيد مستقر في المستقبل أو الماضي أو الحاضر ، أو مستقر في الدنيا أو الآخرة ، أو هو وعيد للكفار بما ينزل بهم في الآخرة ، أو وعيد بما يحل بهم في الدنيا . # 69 - ^ ( وما على الذين يتقون ) ^ الله في أمره ونهيه من حساب استهزاء الكفار وتكذيبهم مأثم لكن عليهم تذكرهم بالله وآياته لعلهم يتقون الاستهزاء والتكذيب ، او ما على الذين يتقون من تشديد الحساب والغلظة ما على الكفار ، لأن محاسبتهم ذكرى وتخفيف ، ومحاسبة الكفار غلظة وتشديد ، لعلهم يتقون إذا علموا ذلك ، أو ما على الذين يتقون فيما فعلوه من رد وصد حساب ولكن اعدلوا إلى تذكيرهم بالقول قبل الفعل لعلهم يتقون . ^ ( وذر الذين اتخذوا دينهم لعباً ولهواً وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون ( 70 ) # 70 - ! 2 " وذر الذين " 2 ! منسوخة ، أو محكمة على جهة التهديد ، كقوله ! 2 " ذرني ومن خلقت " 2 ! [ المدثر : 11 ] . ^ ( دينهم لعباً ولهواً ] استهزاؤهم بالقرآن إذا سمعوه ، أو لكل قوم عيد يلهون فيه إلا المسلمون فإن أعيادهم صلاة وتكبير
@ 443 @ وبر وخير . ! 2 " أن تبسل " 2 ! تسلم ، أو تحبس ، أو تفضح ، أو تؤخذ بما كسبت أو تجزى ، أو ترتهن ، أسد باسل : يرتهن الفريسة بحيث لا تفلت ، وأصل الإبسال : التحريم ، شراب بسيل : حرام . قال : % ( بكرت تلومك بعد وهن في الندى % بسل عليك ملامتي وعتابي ) % ! 2 " وإن تعدل " 2 ! تفتد بكل مال ، أو بالإسلام والتوبة . ^ ( قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين ( 71 ) وأن أقيموا الصلاة واتقوه وهو الذي إليه تحشرون ( 72 ) وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق ويوم يقول كن فيكون قوله الحق وله الملك يوم ينفخ في الصور عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير ( 73 ) ) ^ # 71 - ^ ( أندعوا ) ^ أنطلب النجاح ، أو أنعبد . , ! 2 " استهوته " 2 ! دعته إلى قصدها واتباعها ، كقوله ! 2 " تهوي إليهم " 2 ! [ إبراهيم : 37 ] أي تقصدهم وتتبعهم ، أو تأمره بالهوى ، قال ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - نزلت في أبي بكر وامرأته
@
444 @ لما دعوا ابنهما ' عبد الرحمن ' أن يأتيهما إلى الإسلام . # 73 - ! 2 "
خلق السماوات والأرض بالحق " 2 ! بالحكمة ، أو الإحسان إلى العباد ، أو بكلمة
الحق ، أو نفس خلقهما حق . ! 2 " كن فيكون " 2 ! يقول ليوم القيامة كن
فيكون لا يثني إليه القول مرة أخرى ، أو يقول للسماوات كوني قرنا ينفخ فيه لقيام
الساعة فتكون صوراً كالقرن وتبدل سماء أخرى . ! 2 " الصور " 2 ! قرن
ينفخ فيه للإفناء والإعادة ، أو جمع صورة ينفخ فيها أرواحها . ! 2 " عالم
الغيب والشهادة " 2 ! / أي الذي خلق السموات والأرض عالم الغيب والشهادة ، أو
الذي ينفخ في الصور عالم الغيب . ^ ( وإذ قال إبراهيم لأبيه ءازر أتتخذ أصناماً
ءالهة إني أراك وقومك في ضلال مبين ( 74 ) وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات
والأرض وليكون من الموقنين ( 75 ) ) ^
@ 445 @ فلما جن عليه اليل رءا كوكباً قال هذا ربي فلمآ أقل قال لآ أحب الأفلين (
76 ) فلما رءا القمر بازغاً قال هذا ربي فلمآ افل قال لئي لم يهدني ربي لأكونن من
القوم الضآلين ( 77 ) فلما رءا الشمس بازغة قال هذا ربي هذآ أكبر فلمآ أفلت قال يا
قوم إني بريء مما تشركون ( 78 ) إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً
ومآ أنا من المشركين ( 79 ) ) ^ # 74 - ^ ( آزر ) ^ اسم أبي إبراهيم - عليه الصلاة
والسلام - كان من أهل ' كوثى ' قرية من سواد الكوفة ، أو آزر ليس باسم بل سب وعيب
معناه : ' معوج ' ، كأنه عابه باعوجاجه عن الحق ، وضاع حق أبوته بتضييعه حق الله -
تعالى - ، أو آزر اسم صنم وكان اسم أبيه ' تارح ' .
@ 446 @ # 75 - ! 2 " وكذلك " 2 ! ' ذا ' إشارة لما قرب ، و ' ذاك ' لما بعد ، و ' ذلك ' لتفخيم شأن ما بعد . ! 2 " ملكوت السماوات والأرض " 2 ! آياتهما ، أو خلقهما ، أو ملكها ، والملكوت : الملك نبطي ، أو عربي ، ملك وملكوت : كرهبة ورهبوت ، ورحمة ورحموت ، وقالوا : رهبوت خير من رحموت أي ترهب خير من أن ترحم ، أو الشمس والقمر والنجوم ، أو ! 2 " ملكوت السماوات " 2 ! الشمس والقمر والنجوم ، وملكوت الأرض الجبال والثمار والشجر . # 76 - ! 2 " جن عليه الليل " 2 ! ستره ، الجن والجنين لاستتارهما ، والجنة والجنون والمجن لسترها . ! 2 " رأى كوكبا " 2 ! قيل هو الزهرة طلعت عشاء . ! 2 " هذا ربي " 2 ! في ظني ، قاله حال استدلاله ، أو اعتقد أنه ربه ، أو قال ذلك وهو طفل ، لأن أمه جعلته في غار حذراً عليه من نمروذ فلما خرج قال : ذلك قبل قيام الحجة عليه ، لأنه في حال لا يصح منه كفر ولا إيمان ، ولا يجوز أن يقع من الأنبياء - صلوات الله تعالى وسلامه عليهم أجمعين - شرك بعد البلوغ ، أو قاله على وجه التوبيخ والإنكار الذي يكون مع ألف الاستفهام أو أنكر بذلك عبادته [ الأصنام ] إذ كانت الكواكب لم تضعها يد بشر ولم تعبد لزوالها
@ 447 @ فالأصنام التي هي دونها أجدر . ! 2 " لا أحب الآفلين " 2 ! حب الرب المعبود ، أفل : غاب . # 77 - ! 2 " بازغا " 2 ! طالعاً بزغ : طلع . ^ ( وحآجه قومه قال أتحآجوني في الله وقد هدان ولآ أخاف ما تشركون به إلآ أن يشآء ربي شيئاً وسع ربي كل شيء علماً أفلا تتذكرون ( 80 ) وكيف أخاف مآ أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطاناً فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون ( 81 ) الذين ءامنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ( 82 ) وتلك حجتنآ ءاتيناهآ إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشآء إن ربك حكيم عليم ( 83 ) ) ^ # 82 - ! 2 " الذين آمنوا ولم يلبسوا " 2 ! من قول الله - تعالى - ، أو من قول إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - ، أو من قول قومه قامت به الحجة عليهم ^ ( بظلم ) بشرك لما نزلت شق على المسلمين ، وقالوا : أينا لم يظلم نفسه ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ' ليس كما تظنون ، وإنما هو كقول ' لقمان ' لابنه ^ ( لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ) ^ [ لقمان : 13 ] أو المراد جميع أنواع الظلم فعلى هذا هي عامة ، أو خاصة بإبراهيم - عليه الصلاة والسلام - وحده ، قاله علي - رضي
@ 448 @ الله تعالى عنه - ، أو خاصة فيمن هاجر إلى المدينة . # 83 - ! 2 " حجتنا " 2 ! قوله فأي الفريقين أحق بالأمن ؟ عبادة إله واحد أو آلهة شتى ، فقالوا : عبادة إله واحد فأقروا على أنفسهم ، أو قالوا له : [ ألا ] تخاف [ أن ] تخبلك آلهتنا ؟ فقال : أما تخافون أن تخبلكم بجمعكم الصغير مع الكبير في العبادة ؟ أو قال لهم : أتعبدون ما لا يملك لكم ضراً لا نفعاً أم من يملك الضر والنفع ؟ ، فقالوا : ما لك الضر والنفع أحق . وهذه الحجة استنبطها بفكره ، أو أمره / بها ربه . ^ ( ^ ( ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحاً هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين ( 84 ) وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين ( 85 ) وإسماعيل واليسع ويونس ولوطاً وكلاً فضلنا على العالمين ( 86 ) ومن ءابآئهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ( 87 ) ذلك هدى الله يهدي به من يشآء من عباده ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون ( 88 ) أولئك الذين ءاتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلآء فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين ( 89 ) أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لآ أسئلكم عليه اجراً إن هو إلا ذكرى للعالمين ( 90 ) ) ^ # 89 - ^ ( فإن يكفر بها ) ! 2 " قريش " 2 ! ( فقد وكلنا بها ) ^ الأنصار ، أو إن يكفر بها أهل مكة فقد وكلنا أهل المدينة ، أو إن يكفر بها قريش فقد وكلنا بها الملائكة ، أو الأنبياء الثمانية عشر المذكورين من قبل ^ ( ووهبنا له إسحاق ) ^ [ 84 ] ، أو جميع المؤمنين . ^ ( وكلنا بها ) ^ أقمنا لحفظها ونصرها يعني الكتب والشرائع .
@ 449 @ ^ ( وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا مآ أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جآء به موسى نوراً وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيراً وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولآ ءابآؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون ( 91 ) وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون ( 92 ) ) ^ # 91 - ! 2 " وما قدروا الله حق قدره " 2 ! ما عظموه حق عظمته ، أو ما عرفوه حق معرفته ، أو ما آمنوا أنه على كل شيء قدير . ! 2 " إذ قالوا " 2 ! قريش ، أو اليهود فرد عليهم بقول ! 2 " من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى " 2 ! لاعترافهم به . ! 2 " وتخفون كثيرا " 2 ! نبوة محمد صلى الله عليه وسلم . # 92 - ! 2 " مصدق الذي بين يديه " 2 ! من الكتب ، أو من البعث . ! 2 " أم القرى " 2 ! أهل أم القرى - مكة - لاجتماع الناس إليها كاجتماع الأولاد إلى الأم ، أو لأنها أول بيت وضع فكأن القرى نشأت عنها ، أو لأنها معظمة كالأم قاله الزجاج . ! 2 " ومن حولها " 2 ! أهل الأرض كلها قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - ! 2 " يؤمنون به " 2 ! بالكتاب ، أو بمحمد صلى الله عليه وسلم ، ومن لا يؤمن به من أهل الكتاب فلا يعتد بإيمانه بالآخرة . ^ ( ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو قال أوحى إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل مآ أنزل الله ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملآئكة باسطوا أيديهم أخرجوآ أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن ءاياته تستكبرون ( 93 ) ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم ورآء ظهوركم وما نرى معكم شفعآءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد
@ 450 @ تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون ( 94 ) ) ^ # 93 - ^ ( ممن افترى ) ^ نزلت في مسيلمة ، أو فيه وفي العنسي ^ ( ومن قال سأنزل ) ^ مسيلمة ، أو مسيلمة والعنسي ، أو عبدالله بن سعد بن أبي السرح كان يكتب للرسول صلى الله عليه وسلم فإذا قال له : غفور رحيم ، كتب سميع عليم ، أو عزيز حليم ، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم هما سواء حتى أملى عليه ^ ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة ) ^ إلى قوله ^ ( خلقاً آخر ) ^ [ المؤمنون : 12 - 14 ] ، فقال ابن أبي السرح : ^ ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) ^ تعجباً من تفصيل خلق الإنسان ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم هكذا أنزلت ، فشك وارتد . ^ ( باسطوا أيديهم ) ^ بالعذاب ، أو
@ 451 @ لقبض الرواح . ! 2 " أخرجوا أنفسكم " 2 ! من العذاب ، أو من الأجساد ! 2 " الهون " 2 ! الهوان ، والهون : الرفق . # 94 - ! 2 " خولناكم " 2 ! التخويل : تمليك المال . ! 2 " شفعاءكم " 2 ! آلهتكم ، أو الملائكة الذين اعتقدتم شفاعتهم . ! 2 " فيكم شركاء " 2 ! شفعاء ، أو يتحملون عنكم تحمل الشريك عن شريكه . ^ ( إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذالكم الله فأنى تؤفكون ( 95 ) فالق الإصباح وجعل اليل سكناً والشمس والقمر حسباناً ذلك تقدير العزيز العليم ( 96 ) وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون ( 97 ) ) ^ # 95 - ! 2 " فالق " 2 ! الحبة عن السنبلة ، والنواة عن النخلة ، أو خالق أو هو الشقاق الدائر فيها . ! 2 " يخرج الحي " 2 ! السنبلة الحية من الحبة الميتة والنخلة الحية من النواة الميتة ، والحبة والنواة الميتتين من السنبلة والنخلة الحيتين ، أو الإنسان من النطفة والنطفة من الإنسان ، قاله ابن عباس - رضي الله - تعالى - عنهما - أو المؤمن من الكافر ، والكافر من المؤمن . ! 2 " تؤفكون " 2 ! تصرفون عن الحق .
@ 452 @ # 96 - ! 2 " الإصباح " 2 ! الصبح ، أو إضاءة الفجر ، أو خالق نور النهار ، أو ضوء الشمس بالنهار وضوء القمر بالليل قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - / ! 2 " سكنا " 2 ! يسكن فيه كل متحرك بالنهار ، او لأن كل حي يأوي إلى مسكنه ! 2 " حسبانا " 2 ! يجريان بحساب أدوار يرجعان بها إلى زيادة ونقصان ، أو جعلهما ضياء قاله قتادة ، كأنه أخذه من قوله - تعالى - ! 2 " حسبانا من السماء " 2 ! [ الكهف : 40 ] قال : نارا . ^ ( وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون ( 98 ) وهو الذي أنزل من السمآء مآء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضراً نخرج منه حباً متراكباً ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبهاً وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذآ أثمر وينعه إن في ذالكم لآيات لقوم يؤمنون ( 99 ) ) ^ # 98 - ! 2 " فمستقر " 2 ! في الأرض ، ! 2 " ومستودع " 2 ! في الأصلاب ، أو مستقر في الرحم ، ومستودع في القبر ، أو مستقر في الرحم ، ومستودع في صلب الرجل ، أو مستقر في الدنيا ومستودع في الأخرة ، أو مستقر في الأرض ومستودع في الذر ، أو المستقر ما خلق ، والمستودع ما لم يخلق ، قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - . # 99 - ^ ( نبات كل شيء ) ^ رزق كل شيء من الحيوان ، أو نبات كل شيء من الثمار . ! 2 " خضرا " 2 ! زرعاً خضراً . ! 2 " متراكبا " 2 ! سنبلا تراكب حبه . ! 2 " قنوان " 2 ! جمع قنو وهو الطلع ، أو العذق . ! 2 " دانية " 2 ! من مجتنيها لقصرها ، أو قرب بعضها من بعض . ! 2 " مشتبها " 2 ! ورقه مختلفا ثمره ، أو ! 2 " مشتبها " 2 ! لونه ، مختلفا طعمه . ! 2 " ثمرة " 2 ! الثمر جمع ثمار ، والثمر جمع ثمرة ، أو الثمر المال ، والثمر ثمر
@ 453 @ النخل ، قرىء بهما . ! 2 " وينعه " 2 ! نضجه وبلوغه . ^ ( وجعلوا لله شركآء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون ( 100 ) بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم ( 101 ) ) ^ # 100 - ! 2 " شركاء الجن " 2 ! قولهم : ' الملائكة بنات الله ' سماهم الله جنا ، لاستتارهم ، أو أطاعوا الشياطين في عبادة الأوثان حتى جعلوهم شركاء لله في العبادة . ^ ( خرقوا ) ^ كذبوا ، أو خلقوا ، الخرق والخلق واحد . ! 2 " بنين " 2 ! المسيح وعزير . ! 2 " وبنات " 2 ! الملائكة جعلهم مشركو العرب بنات الله . ^ ( ذكلم الله ربكم لآ إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل ( 102 ) لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ( 103 ) قد جآءكم بصآئر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمى فعليها ومآ أنا عليكم بحفيظ ( 104 ) وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون ( 105 ) ) ^ # 103 - ! 2 " لا تدركه الأبصار " 2 ! لا تحيط به ، أو لا تراه ، أو لا تدركه في الدنيا وتدركه في الآخرة ، أو لا تدركه أبصار الظالمين في الدنيا والآخرة وتدركه أبصار المؤمنين ، أو لا تدركه بهذه الأبصار بل لا بد من خلق حاسة سادسة لأوليائه يدركونه بها .
@ 454 @ # 105 - ! 2 " نصرف الآيات " 2 ! بتصريف الآية في معان متغايرة مبالغة في الإعجاز ومباينة لكلام البشر ، أو بأن يتلو بعضها بعضاً فلا ينقطع التنزيل ، أو اختلاف ما نضمنها من الوعد والوعيد والأمر والنهي . ! 2 " وليقولوا " 2 ! ولئلا يقولوا ! 2 " درست " 2 ! قرأت وتعلمت ، قالته قريش ، ودارست : ذاكرت وقارأت ، ودرست : انمحت وتقادمت ، ودرست تليت ، وقرئت ودرس محمد صلى الله عليه وسلم وتلا ، فهذه خمس قراءات . ^ ( اتبع مآ أوحي إليك من ربك لآ إله إلا هو وأعرض عن المشركين ( 106 ) ولو شآء الله مآ أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظاً ومآ أنت عليهم بوكيل ( 107 ) ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون ( 108 ) ) ^ # 108 - ! 2 " ولا تسبوا " 2 ! الأصنام فيسبوا من أمركم بسبها ، أو يحملهم الغيظ على سب معبودكم كما سببتم معبودهم . ! 2 " كذلك زينا " 2 ! كما زينا لكم الطاعة كذلك زينا لمن تقدمكم من المؤمنين الطاعة ، أو كما أوضحنا لكم الحجج
@ 455 @ كذلك أوضحناها لمن تقدم ، أو شبهنا لأهل كل دين عملهم بالشبهات ابتلاء حين عموا عن الرشد . ^ ( وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جآءتهم ءاية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنهآ إذا جآءت لا يؤمنون ( 109 ) ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون ( 110 ) ولو أننا نزلنآ إليهم الملآئكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلآ أن يشآء الله ولكن أكثرهم يجهلون ( 111 ) ) ^ # 109 - ! 2 " لئن جاءتهم " 2 ! لما نزل ! 2 " إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية " 2 ! [ الشعراء : 4 ] قالوا : / للرسول صلى الله عليه وسلم أنزلها حتى نؤمن بها إن كنت من الصادقين ، فقال المؤمنون : أنزلها عليهم يا رسول الله ليؤمنوا ، فنزلت هذه ، أو اقسم المستهزئون إن جاءتهم آية اقترحوها ليؤمنن بها وهي أن يحول الصفا ذهبا ، أو قولهم ! 2 " لن نؤمن لك حتى تفجر " 2 ! إلى قوله : ! 2 " نقرؤه " 2 ! [ الإسراء : 90 - 93 ] ولا يجب على الله إجابتهم إلى اقتراحهم إذا علم أنهم لا يؤمنون ، وإن علم ففي الوجوب قولان .
@ 456 @ # 110 - ! 2 " ونقلب أفئدتهم " 2 ! في النار في الآخرة ، أو في الدنيا بالحيرة ! 2 " أول مرة " 2 ! جاءتهم الآيات ، أو أول أحوالهم في الدنيا كلها . # 111 - ! 2 " قبلا " 2 ! جهرة ومعاينة ، ! 2 " قبلا " 2 ! : جمع قبيل وهو الكفيل أي كفلاء ، أو قبيلة قبيلة وصنفا صنفاً ، أو مقابلة . ! 2 " إلا أن يشاء الله " 2 ! أن يعينهم ، أو يجبرهم . ! 2 " يجهلون " 2 ! في اقتراحهم الآيات ، أو يجهلون أن المقترح لو جاء لم يؤمنوا به . ^ ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً ولو شآء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ( 112 ) ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون ( 113 ) ) ^ # 112 - ! 2 " وكذلك جعلنا " 2 ! لمن قبلك من الأنبياء أعداء كما جعلنا لك أعداء ، أو جعلنا للأنبياء أعداء كما جعلنا لغيرهم من الناس أعداء ، جعلنا : حكمنا بأنهم أعداء ، أو مكناهم من العداوة فلم نمنعهم منها . ^ ( شياطين
@ 457 @ الإنس والجن ) ^ مردتهم ، أو شياطين الإنس الذين مع الإنس وشياطين الجن الذين مع الجن ، أو شياطين الإنس كفارهم ، وشياطين الجن كفارهم . ^ ( يوحي بعضهم ) ^ يوسوس ، أو يشر ، ^ ( فأوحى إليهم أن سبحوا ) ^ [ مريم : 11 ] أشار ^ ( زخرف القول ) ^ ما زينوه من شبه الكفر ، وارتكاب المعاصي . @ 113 - ^ ( ولتصغى ) ^ تميل تقديره ' ليغروهم غرورا ولتصغى ' ، أو اللام للأمر ، ومعناها الخبر ، قلت للتهديد أحسن . ^ ( أفغير الله أبتغي حكماً وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا والذين ءاتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين ( 114 ) وتمت كلمت ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ( 115 ) وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون ( 116 ) إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ( 117 ) ) ^ # 114 - ^ ( أبتغي حكما ) ^ لا يجوز لأحد أن يعدل عن حكمه حتى أعدل عنه ، أو لا يجوز لأحد أن يحكم مع الله حتى أحاكم إليه ، والحكم من له أهلية الحكم ولا يحكم إلا بالحق ، والحاكم قد يكون من غير أهله فيحكم بغير الحق . ^ ( مفصلا ) ^ تفصيل آياته لتمتاز معانيه ، أو تفصيل الصادق من الكاذب ، أو تفصيل الحق من الباطل والهدى من الضلال ، أو تفصيل الأمر من النهي ، أو المستحب من المحظور والحلال من الحرام .
@ 458 @ # 115 - ^ ( وتمت كلمات ربك ) ^ القرآن تمت حججه ودلائله ، أو تمام أحكامه وأوامره ، أو تمام إنذاره بالوعد والوعيد ، أو تمام كلامه واستكمال سوره . ! 2 " صدقا " 2 ! فيما أخبر به ! 2 " وعدلا " 2 ! فيما قضاه . ^ ( فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين ( 118 ) وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه وإن كثيراً ليضلون بأهوآئهم بغيرعلم إن ربك هو أعلم بالمعتدين ( 119 ) وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون ( 120 ) ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليآئهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون ( 121 ) ) ^ # 120 - ! 2 " ظاهر الإثم وباطنه " 2 ! سره وعلانيته ، أو ظاهره : ما حرم من نكاح ذوات المحارم ، وباطنه : الزنا ، أو ظاهره : ذوات الرايات من الزواني ، وباطنه : ذوات الأخذان ، كانوا يستحلون الزنا سراً ، أو ظاهره : الطواف بالبيت عراة ، وباطنه : الزنا . # 121 - ! 2 " مما لم يذكر اسم الله عليه " 2 ! الميتة ، قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - ، أو ذبائح كانوا يذبحونها لأوثانهم ، أو ما لم يسم الله عليه / عند ذبحه ، ولا يحرم أكله بتركها ، أو يحرم ، أو إن تركها عامداً حرم وإن تركها ناسياً فلا يحرم . ! 2 " لفسق " 2 ! معصية ، أو كفر . ! 2 " وإن الشياطين " 2 ! قوم من أهل فارس بعثوا إلى قريش أن محمداً صلى الله عليه وسلم وأصحابه - رضي الله تعالى عنهم - يزعمون أنهم يتبعون أمر الله - تعالى - ولا يأكلون ما ذبح الله يعنون الميتة ويأكلون ما ذبحوه
@
459 @ لأنفسهم ، أو الشياطين قالوا ذلك لقريش ، أو اليهود قالوا ذلك للرسول صلى
الله عليه وسلم . ! 2 " وإن أطعتموهم " 2 ! في استحلال الميتة ! 2
" إنكم لمشركون " 2 ! . ^ ( أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً
يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا
يعملون ( 122 ) ) ^ # 122 - ! 2 " ميتا " 2 ! كافراً ! 2 "
فأحييناه " 2 ! بالإيمان . ! 2 " نورا يمشي به " 2 ! القرآن ، أو
العلم الهادي إلى الرشد . ! 2 " الظلمات " 2 ! الكفر ، أو الجهل شبه
بالظلمة لتحير الجاهل كتحير ذي الظلمة ، وهي عامة في كل مؤمن وكافر ، أو نزلت في
عمر وأبي جهل ، أو في عمار
@ 460 @ وأبي جهل . ^ ( وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما
يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون ( 123 ) وإذا جآءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى
مثل مآ أوتي رسل الله أعلم حيث يجعل رسالته سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله
وعذاب شديد بما كانوا يمكرون ( 124 ) ) ^ # 124 - ! 2 " صغار " 2 ! ذل ،
لأنه يصغر إلى الإنسان نفسه عند الله في الآخرة فحذف أو أنفتهم من الحق صغار عند
الله وإن كان عندهم عزاً وتكبراً . ^ ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام
ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السمآء كذلك يجعل الله الرجس
على الذين لا يؤمنون ( 125 ) ) ^ # 125 - ! 2 " أن يهديه " 2 ! إلى أدلة
الحق ، أو إلى نيل الثواب والكرامة ! 2 " يشرح " 2 ! يوسع . ! 2 "
ضيقا " 2 ! لا يتسع لدخول الإسلام إليه ! 2 " حرجا " 2 ! شديداً لا
يثبت فيه . ! 2 " أن يضله " 2 ! عن أدلة الحق ، أو عن نيل الثواب
والكرامة . ! 2 " يصعد " 2 ! كأنما كلف صعود السماء لامتناعه عليه وبعده
منه أو لا يجد مسلكاً لضيق
@ 461 @ المسالك عليه إلا صعوداً إلى السماء يعجز عنه ، أو كأن قلبه يصعد إلى السماء لمشقته عليه وصعوبته ، أو كأن قلبه بالنفور عنه صاعداً إلى السماء . ! 2 " الرجس " 2 ! العذاب ، أو الشيطان ، أو ما لا خير فيه ، أو النجس . ^ ( وهذا صراط ربك مستقيماً قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون ( 126 ) لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون ( 127 ) . # 126 - ^ ( صراط ربك ) ^ الإسلام ، أو بيان القرآن . # 127 - ^ ( دار السلام ) ^ الجنة دار السلامة من الآفات ، أو السلام اسم الله - تعالى - فالجنة داره . ^ ( عند ربهم ) ^ في الآخرة ، لأنها أخص به ، أو لهم عنده أن ينزلهم دار السلام . ^ ( ويوم يحشرهم جميعاً يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أوليآؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيهآ إلا ما شآء الله إن ربك حكيم عليم ( 128 ) وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون ( 129 ) ) ^ # 128 - ^ ( استكثرتم من الإنس ) ^ بإغوائكم لهم ، أو استكثرتم من إغواء الإنس . ^ ( استمتع بعضنا ببعض ) ^ في التعاون والتعاضد ، أو فيما زينوه من اتباع الهوى وارتكاب المعاصي ، أو التعوذ بهم ^ ( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون ) ^ [ الجن : 6 ] ^ ( أجلنا ) ^ الموت ، أو الحشر . ^ ( مثواكم ) ^ منزل إقامتكم . ^ ( إلا ما شاء الله ) ^ من بعثهم في القبور إلى مصيرهم إلى النار ، أو إلا ما شاء الله من تجديد جلودهم وتصريفهم في أنواع العذاب وتركهم على حالهم الأول فيكون استثناء في صفة العذاب لا في الخلود ، أو جعل مدة عذابهم إلى مشيئته ولا ينبغي لأحد أن يحكم على الله - تعالى - في خلقه ولا ينزلهم جنة ولا ناراً قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - .
@ 462 @ # 129 - ! 2 " نولي " 2 ! نكل بعضهم إلى بعض فلا نعينهم فيهلكوا ، أو يتولى بعضهم بعضاً على الكفر ، او يتولى بعضهم عذاب بعض في النار ، او يتبع بعضهم بعضاً في النار من الموالاة / بمعنى المتابعة ، أو تسلط بعضهم على بعض بالظلم والتعدي . ^ ( يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقآء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين ( 130 ) ) ^ # 130 - ! 2 " رسل " 2 ! الجن من الجن ، قاله الضحاك ، أو لم يبعث رسول من الجن وإنما جاءهم رسل الإنس ، فقوله ! 2 " منكم " 2 ! كقوله : ! 2 " يخرج منهما " 2 ! [ الرحمن : 22 ] يريد من أحدهما ، أو رسل الجن هم الذين لما سمعوا القرآن ولوا إلى قومهم منذرين . ^ ( ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون ( 131 ) ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون ( 132 ) ) ^ # 131 - ! 2 " بظلم " 2 ! في إهلاكهم ، أو لا يهلكهم بظلمهم إلا أن يخرجهم عن الغفلة بالإنذار . # 132 - ! 2 " ولكل " 2 ! لكل عامل بطاعة أو معصية منازل سميت ! 2 " درجات " 2 ! لتفاضلها كتفاضل الدرج في الارتفاع يريد به الأعمال المتفاضلة ، أو الجزاء المتفاضل .
@ 463 @ ^ ( وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشآء كمآ أنشأكم من ذرية قوم آخرين ( 133 ) إن ما توعدون لآت ومآ أنتم بمعجزين ( 134 ) قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون ( 135 ) ) ^ # 135 - ! 2 " مكانتكم " 2 ! طريقتكم ، أو حالتكم ، أو ناحيتكم ، أو تمكنكم ، أو منازلكم . ^ ( وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركآئنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركآئهم سآء ما يحكمون ( 136 ) ) ^ # 136 - ! 2 " ذرأ " 2 ! خلق ، من الظهور ، ملح ذرآني لبياضه ، وظهور الشيب ذرأة . ! 2 " الحرث " 2 ! الزرع ! 2 " الأنعام " 2 ! الإبل والبقر والغنم من نعمة الوطء . كان كفار قريش ومتابعوهم يجعلون لله - تعالى - في زرعهم ومواشيهم نصيباً ، ولأوثانهم نصيباً ، يصرفون نصيبها من الزرع إلى خدامها وفي الإنفاق عليها ، وكذلك نصيبهم من الأنعام ، أو يتقربون بذبح الأنعام للأوثان ، أو البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي . ! 2 " فما كان لشركائهم " 2 ! سماهم شركاءهم ، لأنهم أشركوهم في أموالهم ، كان إذا اختلط بأموالهم شيء مما للأوثان ردوه ، وإن اختلط بها ما جعلوه لله لم يردوه ، قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - ، أو إذا هلك ما لأوثانهم غرموه وإذا هلك ما لله - تعالى - لم يغرموه ، أو صرفوا بعض ما لله - تعالى - على أوثانهم ولا عكس ، أو ما جعلوه لله - تعالى - من ذبائحهم لا يأكلونه حتى يذكروا عليه اسم الأوثان ولا عكس .
@ 464 @ ^ ( وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركآؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شآء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون ( 137 ) ) ^ # 137 - ! 2 " شركاؤهم " 2 ! الشياطين ، أو خدام الأوثان ، أو شركاؤهم في الشرك ، أو غواة الناس ، ! 2 " قتل أولادهم " 2 ! وأد البنات ، أو كان أحدهم يحلف إن ولد له كذا وكذا غلاماً أن ينحر أحدهم كما حلف عبد المطلب في نحر ابنه عبد الله . ! 2 " ليردوهم " 2 ! لامها لام ' كي ' ، لأنهم قصدوا إرداءهم وهو الهلاك أو لام ' العاقبة ' لأنهم لم يقصدوه . ^ ( وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمهآ إلا من نشآء بزعمهم وأنعام حرمت ظهورها وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها افترآء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون ( 138 ) وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على
@ 465 @ أزواجنا وإن يكن ميتة فهم فيه شركآء سيجزيهم وصفهم إنه حكيم عليم ( 139 ) قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افترآء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين ( 140 ) ) ^ # 138 - ^ ( هذه أنعام ) ^ ذبائح الأوثان ، أو البحيرة ، والحام خاصة . ^ ( وحرث ) ^ ما جعلوه لأوثانهم . ^ ( حجر ) ^ حرام ، قال : % ( فبت مرتفقاً والعين ساهرة % كأن نومي على الليل محجور ) % ^ ( حرمت ظهورها ) ^ السائبة ، أو التي لا يحجون عليها . ^ ( لا يذكرون اسم الله عليها ) ^ قربان أوثانهم . ^ ( افتراء عليه ) ^ بإضافة تحريمها إليه ، أو بذكر أسمائها عند الذبح بدلاً من اسمه . # 139 - ^ ( ما في بطون [ هذه ] الأنعام ) ^ الأجنة ، أو الألبان ، أو الأجنة والألبان . خصوا به الذكور ، لأنهم خدم الأوثان ، او لفضلهم على الإناث ، والذكر مأخوذ من الشرف ، لأنه أشرف من الأنثى ، أو من الذكر ، لأنه أذكر وأبين في الناس . ^ ( وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفاً أكله والزيتون والرمان متشابهاً وغير متشابه كلوا من ثمره إذآ اثمر وءاتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ( 141 ) ومن الأنعام حمولة وفرشاً كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ( 142 ) ) ^
@ 466 @ # 141 - / ! 2 " معروشات " 2 ! تعريش الكروم وغيرها برفع أغصانها أو برفع حظارها وحيطانها ، أو المرتفعة لعلو شجرها فلا يقع ثمرها على الأرض مأخوذ من الارتفاع ، السرير : عرش لارتفاعه ! 2 " على عروشها " 2 ! [ البقرة : 259 ] على أعاليها . ! 2 " كلوا " 2 ! قدم الأكل تغليباً لحقهم وافتتاحاً لنفعهم بأموالهم ، أو تسهيلاً لإيتاء حقه . ! 2 " حقه " 2 ! الزكاة المفروضة عند الجمهور ، أو صدقة غير الزكاة ، إطعام من حضر ، وترك ما تساقط من الزرع والثمر ، أو كان هذا فرضاً ثم نسخ بالزكاة ، قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - . ! 2 " ولا تسرفوا " 2 ! بإخراج زيادة على المفروض تجحف بكم ، أو لا تدفعوا دون الواجب ، أو أن يأخذ السلطان فوق الواجب ، أو يراد به ما أشركوا آلهتهم فيه من الحرث والأنعام . # 142 - ! 2 " حمولة وفرشا " 2 ! الحمولة : ما حمل عليه من الإبل ، والفرش : ما لم يحمل عليه من الإبل لصغره لافتراش الأرض بها على استواء كالفرش ، أو الفرش : الغنم ، قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - . ! 2 " خطوات الشيطان " 2 ! طريقه في الكفر ، أو في تحليل الحرام وتحريم الحلال . ! 2 " مبين " 2 ! يريد ما بان من عداوته لآدم - عليه الصلاة والسلام - ، أو لأوليائه من الشياطين . ^ ( ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين قل ءالذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه ارحام الأنثيين نبئوني بعلم إن كنتم صادقين ( 143 ) ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين قل ءآلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين أم كنتم شهدآء إذ وصاكم الله بهذا فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي
@ 467 @ القوم الظالمين ( 144 ) ) ^ # 143 - ^ ( من الضأن اثنين ) ! 2 " ذكر وأنثى " 2 ! ( ءالذكرين ) ^ إبطال لما حرموه من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام وما اشتملت عليه أرحام الأنثيين قولهم : ^ ( ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ) ^ [ 139 ] لما جاء عوف بن مالك فقال للرسول صلى الله عليه وسلم أحللت ما حرمه آباؤنا - يعني - البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي فنزلت ، فسكت عوف لظهور الحجة عليه . ^ ( قل لآ أجد في مآ أوحي إلي محرماً على طاعم يطعمه إلآ أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقاً أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم ( 145 ) ) ^ # 145 - ^ ( ميتة ) ^ زهقت نفسها بغير ذكاة فتدخل فيها الموقوذة والمتردية وغيرها . ^ ( مسفوحاً ) ^ مهراقاً مصبوباً ، وأما غير المسفوح فإن كان ذا عروق يجمد عليها كالكبد والطحال فهو حلال ، وإن لم يكن له عروق يجمد عليها وإنما هو مع اللحم فلا يحرم لتخصيص التحريم بالمسفوح . قالته عائشة وقتادة ، قال عكرمة لولا هذه الآية لتتبع المسلمون عروق اللحم كما تتبعها اليهود ،
@ 468 @ وقيل يحرم لأنه بعض من المسفوح وإنما ذكر المسفوح لاستثناء الكبد والطحال منه . ! 2 " رجس " 2 ! نجس ! 2 " أو فسقا " 2 ! ما ذبح للأوثان سماه فسقا لخروجه عن أمر الله - تعالى - . ^ ( وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهمآ إلا ما حملت ظهورهمآ أو الحوايآ أو ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون ( 146 ) فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين ( 147 ) سيقول الذين أشركوا لو شآء الله مآ أشركنا ولآ ءابآؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنآ إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون ( 148 ) قل فلله الحجة البالغة فلو شآء لهداكم أجمعين ( 149 ) قل هلم شهدآءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا فإن شهدوا فلا تشهد معهم ولا تتبع أهوآء الذين كذبوا بآياتنا والذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربهم يعدلون ( 150 ) ) ^ # 146 - ! 2 " كل ذي ظفر " 2 ! ما ليس بمنفرج الأصابع كالنعام والأوز والبط قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أو كل ما يصطاد بظفره من الطير . ! 2 " شحومهما " 2 ! الثروب خاصة ، أو كل شحم لم يختلط بعظم ولا على عظم أو الثروب وشحم الكلى . ! 2 " ما حملت ظهورهما " 2 ! شحم الجنب وما علق بالظهر / ! 2 " الحوايا " 2 ! المباعر ، أو بنات اللبن ، أو الأمعاء التي عليها الشحم من داخلها ، أو كل ما تحوي في البطن فاجتمع واستدار . ! 2 " ما اختلط بعظم " 2 ! شحم الجنب ،
@ 469 @ أو شحم الجنب والآلية ، لأنها على العصعص . ^ ( قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ( 151 ) ) ^ # 151 - ! 2 " وبالوالدين إحسانا " 2 ! أداء الحقوق وترك العقوق ! 2 " إملاق " 2 ! الفقر أو الفلس من الملق ، لأن المفلس يتملق للغني طمعا في نائله . ! 2 " الفواحش " 2 ! عموما ، أو خاص بالزنا فما ظهر ذوات الحوانيت وما بطن ذوات الاستسرار ، قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - ، أو ما ظهر نكاح المحرمات وما بطن الزنا ، أو ما ظهر الخمر وما بطن الزنا . ! 2 " التي حرم الله " 2 ! المسلم ، أو المعاهد . ! 2 " بالحق " 2 ! كفر بعد إيمان ، أو زنا بعد إحصان ، أو قتل نفس بغير نفس . ! 2 " ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون " 2 ! # 152 - ! 2 " بالتي هي أحسن " 2 ! حفظه ماله [ إلى ] أن يكبر فيسلم إليه ، أو التجارة به ، أو لا يأخذ من ربح التجارة به شيئا ، أو الأكل إذا كان فقيرا والترك إن كان غنيا ولا يتعدى من الأكل إلى لباس ولا غيره ، وخص مال اليتيم بالذكر وإن كان غيره محرما لوقوع الطمع فيه إذ لا حافظ له ولا مراعي . ! 2 " أشده " 2 ! الأشد : استحكام قوة الشباب عند نشوئه وحده بالاحتلام ، أو بثلاثين
@ 470 @ سنة ، ثم أنزل بعده ! 2 " حتى إذا بلغوا النكاح " 2 ! [ النساء : 6 ] ، أو لثماني عشرة سنة . ! 2 " لا نكلف نفسا إلا وسعها " 2 ! عفا عما لا يدخل تحت الوسع من إيفاء الكيل والوزن ، و ! 2 " بعهد الله " 2 ! كل ما ألزمه الإنسان نفسه لله من نذر أو غيره ، أو الحلف بالله - تعالى - يجب الوفاء به إلا في المعاصي . ! 2 " وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون " 2 ! # 153 - ! 2 " صراطي " 2 ! شرعي سماه صراطاً ، لأنه طريق يؤدي إلى الجنة . ! 2 " السبل " 2 ! البدع والشبهات . ! 2 " عن سبيله " 2 ! عن طريق دينه . ^ ( ثم أتينا موسى الكتاب تماماً على الذي أحسن وتفصيلاً لكل شيء وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون ، وهذا كتاب أنزلناه مباركٌ فاتبعوا واتقوا لعلكم ترحمون ، أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين ) ^ # 154 - ! 2 " تماما على الذي أحسن " 2 ! تماماً على إحسان موسى - عليه الصلاة والسلام - بطاعته ، أو تماماً على المحسنين ، أو تماماً على إحسان الله - تعالى - إلى أنبيائه عليهم الصلاة والسلام ، أو تماماً لكرامته في الجنة على إحسانه في الدنيا . ^ ( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن أمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً قل انتظروا ) ^
@ 471 @ إنا منتظرون ( 158 ) ) ^ # 158 - ^ ( تأتيهم الملائكة ) ^ لقبض أرواحهم ، أو تأتيهم رسلاً لأنهم لم يؤمنوا مع ظهور الدلائل . ^ ( يأتي ربك ) ^ أمره بالعذاب ، أو قضاؤه في القيامة . ^ ( بعض آيات ربك ) ^ طلوع الشمس من مغربها ، أو طلوعها والدجال والدابة . ^ ( أو كسبت ) ^ يعتد بالإيمان قبل هذه الآيات ، وأما بعدها فإن لم تكسب فيه خيراً فلا يعتد به وإن كسبت فيه خيراً ففي الاعتداد به قولان ، وظاهر الآية أنه يعتد به ، ومن قال : لا يعتد به كان المعنى لم تكن آمنت وكسبت قاله السدي . ^ ( خيراً ) ^ أداء الفروض على أكمل الأحوال ، أو التنفل بعد الفروض . ^ ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء إنمآ أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون ( 159 ) من جآء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جآء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون ( 160 ) ) ^ # 159 - ^ ( الذين فرقوا دينهم ) ^ اليهود ، أو النصارى واليهود / أو جميع المشركين ، أو أهل الضلالة من هذه الأمة . ^ ( دينهم ) ^ الذي أمروا به فرقوه بالاختلاف ، أو الكفر الذي اعتقدوه ديناً . ^ ( شيعاً ) ^ فرقاً يتمالؤون على أمر واحد مع اختلافهم في غيره من الظهور ، شاع الخبر : ظهر ، أو من الاتباع ، شايعه على الأمر : تابعه عليه . ^ ( لست منهم ) ^ من قتالهم ثم نسخ بآية السيف ، او لست من مخالطتهم ، أمره بالتباعد منهم . # 160 - ^ ( بالحسنة ) ^ بالإيمان ، والسيئة : الكفر ، أو عامة في الحسنات
@
472 @ والسيئات . ! 2 " فله عشر أمثالها " 2 ! عام في جميع الناس ، أو
خاص بالإعراب لهم عشر ولغيرهم من المهاجرين سبعمائة ، قاله ابن عمر ، وأبو سعيد
الخدري - رضي الله تعالى عنهما - ، ولما فرض عشر أموالهم ، وكانوا يصومون ثلاثة
أيام من كل شهر كان العشر كأخذ جميع المال ، والثلاثة كصوم الشهر ، والسبعمائة من
سنبلة أنبتت سبع سنابل . ^ ( قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة
إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين ( 161 ) قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله
رب العالمين ( 162 ) لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ( 163 ) قل أغير
الله أبغي ربا وهو رب كل شيء ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم
إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون ( 164 ) ) ^ # 162 - ! 2 "
صلاتي " 2 ! ذات الركوع لله - تعالى - دون غيره من وثن أو بشر . ! 2 "
ونسكي " 2 ! ذبح الحج والعمرة ، أو ديني ، أو عبادتي ، والناسك : العابد . #
164 - ! 2 " ولا تزر وازرة " 2 ! لا يحمل أحد ذنب غيره ، أخذ الوزر من
الثقل ، وزير الملك يتحمل الثقل ، أو من الملجأ ^ ( كل لا وزر ) ^ [ القيامة : 11
] ،
@ 473 @ وزير الملك لإلجاء أموره إليه . ^ ( وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع
بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم (
165 ) ) ^ # 165 - ! 2 " خلائف الأرض " 2 ! أهل كل عصر يخلفون من تقدمهم
( ورفع بعضكم ) ^ بالغنى والشرف في النسب وقوة الأجساد . ( سريع العقاب ) ^ كل آت
قريب ، أو لمن استحق تعجيل العقاب في الدنيا .
@
474 @
( سورة الأعراف )
مكية كلها ، أو مكية إلا خمس آيات ^ ( واسئلهم عن القرية ) ^ إلى آخر الخمس [ 163
- 167 ] .
( بسم الله الرحمن الرحيم )
^ ( المص ( 1 ) كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين (
2 ) اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون ( 3
) # 1 - ^ ( المص ) ^ أنا الله أفصل ، أو هجاء ( ( المصور ) ) ، أو اسم للقرآن ،
أو للسورة أو اختصار كلام يفهمه الرسول صلى الله عليه وسلم قاله ابن عباس - رضي
الله تعالى عنهما - ، أو حروف الاسم الأعظم ، أو حروف هجاء مقطعة ، أو من حساب
الجمل ، أو حروف تحوي معاني كثيرة دل الله - تعالى - خلقه بها على مراده من كل ذلك
. # 2 - ^ ( حرج ) ^ ضيق ، أو شك ، أو لا يضيق صدرك بتكذيبهم .
@ 475 @ ^ ( وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قاءلون ( 4 ) فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين ( 5 ) فلنسئلن الذين أرسل إليهم ولنسئلن المرسلين ( 6 ) فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين ( 7 ) # 4 - ^ ( ( أهلكناها ) ^ حكمنا بإهلاكها فجاءها بأسنا ، أو أهلكناها بإرسال ملائكة العذاب إليها فجاءها بأسنا بوقوع العذاب بهم ، أو أهلكناها بالخذلان عن الطاعة فجاءتهم العقوبة ، أو وقوع الهلاك والبأس معا فتكون الفاء بمعنى ( ( الواو ) ) كقوله : ( ( أعطيت فأحسنت ) ) وكان الإحسان مع العطاء لا بعده . البأس : شدة العذاب ، والبؤس : شدة الفقر . ^ ( بياتا ) ^ في نوم الليل . ^ ( قائلون ) ^ نوم النهار ووقت القائلة لأن وقوع العذاب في وقت الراحة أفظع . ^ ( والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولائك هم المفلحون ( 8 ) ومن خفت موازينه فأولائك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون ( 9 ) ) ^ # 8 - / ^ ( والوزن ) ^ القضاء بالعدل ، أو موازنة الحسنات والسيئات بميزان له كفتان توضع الحسنات في إحداهما والسيئات في الأخرى أو توزن صحائف الأعمال إذ لا يمكن وزن الأعمال وهي أعراض قاله ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - ، أو يوزن الإنسان فيؤتى بالرجل العظيم الجثة فلا يزن جناح
@ 476 @ بعوضة قاله عبيد بن عمير - رضي الله تعالى عنهما - ! 2 " فمن ثقلت موازينه " 2 ! قضي له بالطاعة ، أو زادت حسناته على سيئاته ، أو ثقلت كفة حسناته . ^ ( ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون ( 10 ) ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين ( 11 ) ) ^ # 11 - ! 2 " ولقد خلقناكم " 2 ! في أصلاب الرجال ! 2 " ثم صورناكم " 2 ! في أرحام النساء ، أو خلقناكم ( ( آدم ) ) ثم صورناكم في ظهره ، أو خلقناكم نطفا في أصلاب الرجال وترائب النساء ثم صورناكم في ارحام ، أو خلقناكم في الأرحام ثم صورناكم فيها بعد الخلق بشق السمع والبصر . ! 2 " ثم قلنا " 2 ! صورناكم في صلبه ثم قلنا ، أو صورناكم ثم أخبرناكم بأنا قلنا ، أو فيه تقديم وتأخير تقديره ثم قلنا للملائكة اسجدوا ثم صورناكم أو يكون ثم بمعنى ( ( الواو ) ) قاله
@ 477 @ الأخفش ، وأنكره بعض النحويين . ^ ( قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ( 12 ) قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين ( 13 ) قال أنظرني إلى يوم يبعثون ( 14 ) قال إنك من المنظرين ( 15 ) # 13 - ^ ( فاهبط منها ) ^ من السماء ، أو من ا لجنة ، قاله ربه له على لسان بعض الملائكة أو أراه آية دلته على ذلك . # 14 - ^ ( أنظرني ) ^ طلب الإنظار بالعقوبة إلى يوم القيامة فانظر بها إلى يوم القيامة ، أو طلب الإنظار بالحياة إلى القيامة فأنظره إلى النفخة الأولى ليذوق الموت بين النفختين ، وهوأربعون سنة ، ولا يصح إجابة العصاة لأنها تكرمة ولا يستحقونها فقوله : ^ ( إنك من المنظرين ) ^ [ 15 ] ابتداء عطاء جعل عقيب سؤاله ، أو يصح إجابتهم ابتلاء وتأكيدا للحجة . ^ ( قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ( 16 ) ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ( 17 ) قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين ( 18 ) # 16 - ! 2 " فبما أغويتني " 2 ! الباء للقسم ، أو للمجازاة ، أو التسبب . ^ ( أغويتيني ) ^ أضللتني ، أو خيبتني من جنتك ، أو أهلكتني باللعن ، غوى الفصيل : اشفى على الهلاك . ! 2 " لأقعدن لهم " 2 ! على صراطك : طريق الحق / ليصدهم عنه ، أو طريق مكة ليمنع من الحج والعمرة . # 17 - ! 2 " من بين أيديهم " 2 ! من بين أيديهم : اشككهم في الآخرة ! 2 " ومن خلفهم " 2 ! أرغبهم في الدنيا ! 2 " وعن أيمانهم " 2 ! حسناتهم ، ! 2 " وعن شمائلهم " 2 !
@ 478 @ سيئاتهم قال ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - : أو ( ( من بين أيديهم ) ) الدنيا ( ( وخلفهم ) ) الآخرة ، ( ( وأيمانهم ) ) : الحق يشككهم فيه ، وشمائلهم ( ( الباطل يرغبهم فيه ، أو ( ( بين أيديهم وعن أيمانهم ) ) من حيث يبصرون ، ( ( ومن خلفهم وعن شمائلهم ) ) من حيث لا يبصرون ، أو أراد من كل جهة يمكن الاحتيال عليهم منها ! 2 " شاكرين " 2 ! ظن أنهم لا يشكرون فصدق ظنه ، أو يمكن أن علمه من بعض الملائكة بإخبار الله - تعالى - . # 18 - ^ ( مذءوما ) ^ مذموما ، أو أسوأ حالا من المذموم ، أو لئيما ، أومقيتا / ، أو منفيا . ! 2 " مدحورا " 2 ! مدفوعا ، أو مطرودا . ^ ( ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ( 19 ) فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وروي عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين ( 20 ) وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين ( 21 ) ) ^ # 20 - ^ ( فوسوس ) الوسوسة : إخفاء الصوت بالدعاء ، وسوس له : أوهمه النصح ، ووسوس إليه : ألقى إليه المعنى ، كان في الأرض وهما في الجنة في السماء فوصلت وسوسته إليهما بقوة أعطيها قاله الحسن ، أوكان في السماء ، وكانا يخرجان إليه فيلقاهما هناك أو خاطبهما من باب الجنة وهما فيها . ^ ( ما نهاكما ) ^ هذه وسوسته : رغبهما في الخلود وشرف المنزلة ، وأوهمهما أنهما يتحولان في صور الملائكة ، أو أنهما يصيران بمنزلة الملك في علو منزلته مع علمهما أن صورهما لا تتحول . ^ ( فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشطان لكما عدو مبين ( 22 ) قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ( 23 ) ) ^
@ 479 @ # 22 - ! 2 " فدلاهما " 2 ! حطهما من منزلة الطاعة إلى منزلة المعصية . ! 2 " وطفقا " 2 ! جعلا ! 2 " يخصفان " 2 ! يطعان من ورق التين . ^ ( قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين ( 24 ) قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون ( 25 ) ) ^ # 24 - ! 2 " اهبطوا " 2 ! آدم وحواء وإبليس ، أخبر أنه أمرهم وإن وقع أمره في زمانين لأن إبليس أخرج قبلهما . ! 2 " مستقر " 2 ! استقرار ، أو موضع استقرار ! 2 " ومتاع " 2 ! ما انتفع به من عروض الدنيا . ( حين ) انقضاء الدنيا . ^ ( يا يني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكما وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من ءايات الله لعلهم يذكرون ( 26 ) يايني آدم لا يفتتنكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون ) ^ # 26 - ! 2 " قد أنزلنا " 2 ! لما كانوا يطوفون بالبيت عراة ويرونه أبلغ في التعظيم بنزع ثياب عصوا فيها ، أو للتفاؤل بالتعري من من الذنوب نزلت وجعل اللباس
@ 480 @ منزلا ، لنباته بالمطر المنزل ، أو لأنه من بركات الله - تعالى - والبركة تنسب إلى النزول من السماء ! 2 " وأنزلنا الحديد " 2 ! [ الحديد : 25 ] ! 2 " سوآتكم " 2 ! عوراتكم ، لأنه يسوء صاحبها انكشافها . ! 2 " وريشا " 2 ! المعاش ، أو اللباس والعيش والنعيم ، أو الجمال ، أو المال . % ( فريشي منكم وهواي معكم % وإن كانت زيارتكم لماما ) % ! 2 " ولباس التقوى " 2 ! الإيمان ، أو الحياء ، أو العمل الصالح ، أو السمت الحسن ، أو خشية الله - تعالى - أو ستر العورة . ! 2 " ذلك خير " 2 ! لباس التقوى خير من الرياش واللباس ، أويريد أن ما ذكره من اللباس والرياش ولباس التقوى ذلك خير كله فلا يكون خير للتفضيل . # 27 - ! 2 " لباسهما " 2 ! من التقوى والطاعة ، أو كان لباسهما نوراً ، أو أظفاراً تستر البدن فنزعت عنهما وتركت زينة وتذكرة ، قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما . ^ ( وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليهآ ءابآءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشآء أتقولون على الله ما لا تعلمون ( 28 ) قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودودن ( 29 ) فريقاً هدى وفريقاً حق عليهم
@ 481 @ الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أوليآء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون ( 30 ) ) ^ # 28 - ^ ( وأقيموا وجوهكم ) ^ توجهوا حيث كنتم في الصلاة إلى الكعبة ، أو اجعلوا سجودكم خالصاً لله - تعالى - دون الأصنام . ^ ( كما بدأكم ) ^ شقياً وسعيداً كذلك تبعثون يوم القيامة ، قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - ، أو كما قدر على الابتداء يقدر على الإعادة ، أو كما بدأكم لا تملكون شيئاً كذلك تبعثون ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم ' يحشر الناس حفاة عراة غرلا ' ثم قرأ ^ ( كما بدأنا أول خلق نعيده ) ^ [ الأنبياء : 104 ] . ^ ( يا بني ءادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ( 31 ) قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين ءامنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون ( 32 ) قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ( 33 ) ولكل أمة أجل فإذا جآء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ( 34 ) يا بني ءادم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم
@ 482 @ آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ( 35 ) والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنهآ أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ( 36 ) ) ^ # 31 - ^ ( خذوا زينتكم ) ^ ستر العورة في الطواف ، أو في الصلاة أو التزين بأجمل اللباس في الجمع والأعياد ، أو أراد المشط لتسريح اللحية وهو شاذ . ^ ( وكلوا واشربوا ) ^ ما أحل لكم ^ ( ولا تسرفوا ) ^ في التحريم ، أو لا تأكلوا حراماً ، أو لا تأكلوا ما زاد على الشبع . # 32 - ^ ( زينة الله ) ^ ستر العورة في الطواف . ^ ( الطيبات ) ^ الحلال ، أو المستلذ كانوا يحرمون السمن والألبان في الإحرام ، أو البحيرة والسائبة . ^ ( خالصة ) ^ لهم دون الكفر ، أو خالصة من مأثم أو مضرة . ^ ( فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتى إذا جآءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين ( 37 ) قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعاً قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلآء أضلونا فئاتهم عذاباً ضعفاً من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون ( 38 ) وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون ( 39 ) ) ^ # 37 - ^ ( نصيبهم ) ^ العذاب ، أو الشقاء والسعادة ، أو ما كتب عليهم مما عملوه في الدنيا ، أو ما وعدوا في الكتاب من خير أو شر ، أو ما كتب لهم من الأجل والرزق والعمل . ^ ( يتوفونهم ) ^ بالموت ، أو بالحشر إلى النار . ^ ( إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السمآء ولا يدخلون الجنة حتى
@ 483 @ يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين ( 40 ) لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين ( 41 ) ) ^ # 40 - ^ ( لا تفتح ) ^ لأرواحهم ، وتفتح لأرواح المؤمنين ، أو لدعائهم وأعمالهم أو لا تفتح لهم لدخول الجنة لأنها في السماء . ^ ( الجمل ) ^ البعير ، وسم الخياط : ثقب الإبرة ، أو السم القاتل الداخل في مسام الجسد الخفية . # 41 - ^ ( مهاد ) ^ المهاد : الوطاء ، ومنه مهد الصبي . ^ ( غواش ) ^ لحف ، أو لباس ، أو ظلل . ^ ( والذين ءامنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعهآ أولئك أصحاب الجنة هم فيها جالدون ( 42 ) ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون ( 43 ) ) ^ # 43 - ^ ( ونزعنا ) ^ الحقد من صدورهم لطفا بهم أو انتزاعه من لوازم الإيمان الذي هدوا إليه ، وهو أحقاد الجاهلية ، أو لا تحاقد ولا عداوة بعد الإيمان . ^ ( ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين ( 44 ) الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرى كافرون ( 45 ) وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون ( 46 ) وإذا صرفت أبصارهم تلقاء
@ 484 @ أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ( 47 ) ) ^ # 46 - ^ ( الأعراف ) ^ جمع ( ( عرف ) ) ، وهو سور بين الجنة والنار ، مأخوذ من الارتفاع ، منه عرف الديك ، واصحابه فضلاء المؤمنين ، قاله الحسن ومجاهد ، أو ملائكة في صورة الرجال ، أو قوم بطأت بهم صغائرهم إلى آخر الناس ، أو قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فجعلوا هنالك حتى يقضي الله - تعالى - فيهم ما شاء الله ثم يدخلون الجنة ، قاله ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه - أو قوم قتلوا في سبيل الله - تعالى - عصاة لآبائهم ، سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف فقال ( ( قوم قتلوا في سبيل الله - تعالى - بمعصية آبائهم أن يدخلوا الجنة ) ) . ^ ( بسيماهم ) ^ علامات في وجوههم وأعينهم ، سواد الوجه
@ 485 @ وزرقة العين لأهل النار ، وبياضه وحسن العين لأهل الجنة . ونادى أصحاب الأعراف رجالاً يعرفونهم بسيماهم قالوا مآ أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون ( 48 ) أهؤلآء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لاخوف عليكم ولآ أنتم تحزنون ( 49 ) ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من المآء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين ( 50 ) الذين اتخذوا دينهم لهواً ولعباً وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم كما نسوا لقآء يومهم هذا وما كانوا بئاياتنا يجحدون ( 51 ) ) ^ # 48 - ^ ( ونادى ) ^ وينادي ، أو تقديره : إذا كان يوم القيامة نادى . ^ ( ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون ( 52 ) هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تاويله يقول الذين نسوه من قبل قد جآءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعآء فيشفعوا لنآ أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروآ أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون ( 53 ) ) ^ # 53 - ^ ( تأويله ) ^ تأويل القرآن : عاقبته من الجزاء ، أو البعث والحساب . ^ ( نسوه ) ^ أعرضوا عنه فصار كالمنسي ، أو تركوا العمل به . ^ ( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشى اليل النهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ( 54 ) ) ^ # 54 - ^ ( ستة أيام ) ^ من الأحد إلى الجمعة . ^ ( استوى ) ^ أمره على العرش
@ 486 @ قاله الحسن ، او استولى . ! 2 " العرش " 2 ! عبر به عن الملك لعادة الملوك الجلوس على الأسرة ، أو السموات كلها ، لأنها سقف / وكل سقف عرش ! 2 " خاوية على عروشها " 2 ! [ البقرة : 259 ، الكهف : 42 ] سقوفها أو موضع هو أعلى ما في السماء وأشرفه محجوب عن الملائكة . ! 2 " يغشى " 2 ! ظلمة الليل ضوء النهار . ! 2 " يطلبه " 2 ! عبر عن سرعة التعاقب بالطلب . ^ ( ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ( 55 ) ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين ( 56 ) ) ^ # 55 - ! 2 " تضرعا وخفية " 2 ! رغبة ورهبة ، أو التضرع : التذلل ، والخفية : الإسرار . ! 2 " لا يحب المعتدين " 2 ! في الدعاء برفع الصوت ، أو بطلب ما لا يستحقه من منازل الأنبياء ، أو باللعنة والهلاك على من لا يستحقهما . # 56 - ! 2 " ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها " 2 ! [ لا تفسدوها بالكفر بعد إصلاحها ] بالإيمان ، أو بالمعصية بعد إصلاحها بالطاعة ، أو بتكذيب الرسل بعد إصلاحها بالوحي ، أو بقتل المؤمن بعد إصلاحها ببقائه . ! 2 " رحمة الله " 2 ! أتت على المعنى لأنها ' إنعام ' ، أو ' مكان رحمة الله ' . ^ ( وهو الذي يرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته حتى إذآ أقلت سحاباً ثقالاً
@ 487 @ سقناه لبلد ميت فأنزلنا به المآء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون ( 57 ) والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكداً كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون ( 58 ) ) ^ # 58 - ^ ( والبلد الطيب ) ^ القلب النقي ^ ( يخرج نباته ) ^ من الإيمان والطاعات ^ ( بإذن ربه ) ^ بما أمر به ذلك ^ ( والذي خبث ) ^ من القلوب ^ ( لا يخرج إلا نكدا ) ^ بالكفر والمعاصي ، قاله بعض أرباب القلوب ، والجمهور على أنه من بلاد الأرض الطيب التربة والرخيص السعر ، او الكثير العلماء ، أو العادل سلطانه . ضرب الله - تعالى - الأرض الطيبة مثلا للمؤمن والخبيثة السبخة مثلا للكافر ^ ( يخرج نباته ) ^ زرعه وثماره ^ ( بإذن ربه ) ^ بلا كد على قول التربة ، أو صلاح أهله على قول الطيب بالعلماء ^ ( بإذن ربه ) ^ بدين ربه أو كثرة أمواله وحسن أحواله على قول عدل السلطان ^ ( بإذن ربه ) ! 2 " بأمر ربه " 2 ! ( والذي خبث ) ^ في تربته ، أو بغلاء أسعاره . أو بجور سلطانه ، أو قلة علمائه . ^ ( نكداً ) ^ بالكد والتعب ، أو قليلاً لا ينتفع به ، أو عسراً لشدته مانعا من خيره . ^ ( لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم ( 59 ) قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين ( 60 ) قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين ( 61 ) أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون ( 62 ) أو عجبتم أن جآءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم ولتتقوا ولعلكم ترحمون ( 63 ) فكذبوه فأنجيناه والذين معه في الفلك
@ 488 @ وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنآ إنهم كانوا قوما عمين ( 64 ) وإلى عاد أخاهم هوداً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون ( 65 ) قال الملآ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين ( 66 ) قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين ( 67 ) أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين ( 68 ) أو عجبتم أن جآءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفآء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا ءالآء الله لعلكم تفلحون ( 69 ) قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آبآؤنا فأتنا بما تعدنآ إن كنت من الصادقين ( 70 ) قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب أتجادلونني في أسمآء سميتموهآ أنتم وءابآؤكم ما نزل الله بها من سلطان فانتظروا إني معكم من المنتظرين ( 71 ) فأنجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين ( 72 ) ) ^ # 69 - ^ ( بسطة ) ^ قوة ، أو بسط اليدين وطول الجسد ، كان أقصرهم طوله اثنا عشر دراعاً . ^ ( آلاء الله ) ^ نعمه ، أو عهوده . % ( أبيض لا يرهب الهزال % ولا يقطع رحماً ولا يخون إلا ) %
@ 489 @ # 71 - ! 2 " رجس " 2 ! عذاب ، أو سخط ، أو هو الرجز أبدلت زايه سينا . ! 2 " سميتموها " 2 ! آلهة ، أو سموا بعضاً بأن يسقيهم المطر والآخر أن يأتيهم بالرزق والآخر أن يشفي المرضى والآخر أن يصحبهم في السفر ، قيل ما أمرهم هود إلا بالتوحيد والكف عن ظلم الناس فأبوا ! 2 " وقالوا من أشد منا قوة " 2 ! [ فصلت : 15 ] . ^ ( وإلى ثمود أخاهم صالحاً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جآءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم ( 73 ) واذكروا إذ جعلكم خلفآء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا ءالآء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين ( 74 ) قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن ءامن منهم أتعلمون أن صالحاً مرسل من ربه قالوا إنا بمآ أرسل به مؤمنون ( 75 ) قال الذين استكبروا إنا بالذي ءامنتم به كافرون ( 76 ) فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنآ إن كنت من المرسلين ( 77 ) فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين ( 78 ) قتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم
@ 490 @ رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين ( 79 ) ) ^ # 73 - ^ ( آية ) ! 2 " فريضة " 2 ! ( وأنزلنا فيها آيات بينات ) ^ [ النور : 1 ] فروضاً ، فرض عليهم أن لا يعقروها ولا يمسوها بسوء ، أو علامة على قدرته ، لأنها تمخضت بها صخرة ملساء كما تتمخض المرأة فانفلقت عنها على الصفة التي طلبوها ، وكانت تشرب في يومها ماء الوادي كله وتسقيهم اللبن بدله ، ولهم يوم يخصهم لا تقرب فيه ماءهم . # 74 - ^ ( بوأكم ) ^ أنزلكم ، أو مكنكم فيها من منازل تأوون إليها . ^ ( الأرض ) ^ / أرض الحجر بين الشام والمدينة . ^ ( قصوراً ) ^ تصيفون فيها ، وتشتون في بيوت الجبال لأنها أحصن وأبقى وأدفأ ، وكانوا طوال الأعمار والآمال ، والقصر : ما شيد وعلا من المنازل . ^ ( آلاء الله ) ^ تعالى نعمه ، أو عهوده . ^ ( تعثوا ) ^ العيث : السعي في الباطل ، أو الفعل المؤذي لغير فاعله . ^ ( مفسدين ) ^ بالمعاصي ، أو بالدعاء أو عبادة غير الله - تعالى - . # 78 - ^ ( الرجفة ) ^ زلزلة الأرض ، أو الصيحة ، قال السدي : ' كل ما في القرآن من دارهم فالمراد به مدينتهم ، وكل ما فيه من ديارهم فالمراد به عساكرهم ' . ^ ( جاثمين ) ^ أصبحوا كالرماد الجاثم ، لاحتراقهم بالصاعقة أو الجاثم : البارك على ركبتيه ، قيل : كان ذلك بعد العصر . # 79 - ^ ( فتولى عنهم ) ^ خرج عن أرضهم بمن آمن معه وهم مائة وعشرة ، قيل خرج [ إلى ] فلسطين ، وقيل : لم تهلك أمة ونبيهم بين أظهرهم . ^ ( ولوطاً إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين ( 80 )
@ 491 @ إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النسآء بل أنتم قوم مسرفون ( 81 ) وما كان جواب قومه إلآ أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ( 82 ) فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين ( 83 ) وأمطرنا عليهم مطراً فانظر كيف كان عاقبة المجرمين ( 84 ) ) ^ # 82 - ^ ( يتطهرون ) ^ من إتيان الأدبار ، أو بإتيان النساء في الأطهار . # 83 - ^ ( فأنجيناه ) ^ خلصناه ، أو أبعدناه على نجوة من الأرض . ^ ( وأهله ) ^ ابنتيه ريثا ورعثا . ^ ( الغابرين ) ^ الباقين في الهلاك ، أو الغائبين عن النجاة ، غبر عنا فلان زماناً : إذا غاب ، أو الغابرين في العمر لأنها لقيت هلاك قومها . ^ ( وإلى مدين أخاهم شعيباً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جآءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشيآءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذالكم خير لكم إن كنتم مؤمنين ( 85 ) ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من ءامن به وتبغونها عوجاً واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين ( 86 ) وإن كان طآئفة منكم ءامنوا بالذي أرسلت به وطآئفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين ( 87 ) ) ^ # 86 - ^ ( ولا تقعدوا ) ^ كانوا يقعدون على طريق شعيب يؤذون من قصده للإيمان ويخوفونه بالقتل ، أو نهاهم عن قطع الطريق ، أو عن تعشير أموال الناس . ^ ( عوجاً ) ^ يبغون السبيل عوجاً عن الحق ، العوج في الدين وما لا
@ 492 @ يرى والعوج في العود وما يرى . ! 2 " فكثركم " 2 ! بالغنى بعد الفقر ، أو بالقوة بعد الضعف ، أو بطول الأعمار بعد قصرها ، او كثرة عددهم لأن مدين بن إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - تزوج ريثا بنت لوط فولدت آل مدين منها . ^ ( قال الملآ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين ءامنوا معك من قريتنآ أو لتعودن في ملتنا قال أولو كنا كارهين ( 88 ) قد افترينا على الله كذباً إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنآ أن نعود فيهآ إلآ أن يشآء الله ربنا وسع ربنا كل شيء علماً على الله توكلنآ ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين ( 89 ) ) ^ # 89 - ! 2 " نعود فيها " 2 ! حكاية عن أتباع شعيب الذين كانوا قبل اتباعه على الكفر ، أو قاله تنزلا لو كان عليها لم يعد إليها ، إأو يطلق لفظ العود على منشىء الفعل وإن لم يسبق منه فعل مثله ! 2 " فيها " 2 ! في القرية ، أو ملة الكفر عند الجمهور . ! 2 " إلا أن يشاء الله " 2 ! علق العود على المشيئة تبعيداً كقوله : ! 2 " حتى يلج الجمل " 2 ! [ 40 ] ، أو لو شاء الله - تعالى - عبادة الوثن كانت طاعة لأنه شاءها كتعظيم الحجر الأسود . ! 2 " افتح " 2 ! اكشف ؛ أو احكم ، وأهل عمان يسمون الحاكم ، ' الفاتح ' و ' الفتاح ' ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - : ' كنت لا أدري ما معنى قوله : ! 2 " ربنا افتح " 2 ! حتى سمعت بنت ذي يزن تقول : تعال أفاتحك ، تعني أقاضيك . وسمي بذلك ، لأنه يفتح باب العلم المنغلق على غيره ، وحكم الله - تعالى - لا يكون إلا بالحق ، فقوله بالحق أخرجه مخرج الصفة / لا أنه طلبه ، أو طلب أن يكشف الله - تعالى - لمخالفة أنه على الحق ، أو طلب الحكم في الدنيا بنصر المحق / . ^ ( وقال الملأ الذين كفروا من قومه لئن اتبعتم شعيباً إنكم إذاً لخاسرون ( 90 ) فأخذتهم
@ 493 @ الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين ( 91 ) الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين ( 92 ) فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف ءاسى على قوم كافرين ( 93 ) ) ^ # 92 - ^ ( يغنوا ) ^ يقيموا ، أو يعيشوا ، أو ينعموا ، أو يعمرو ، ^ ( هم الخاسرين ) ^ بالكفر ، أو بالهلاك . ^ ( وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون ( 94 ) ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس ءاباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون ( 95 ) ) ^ # 94 - ^ ( بالبأساء ) ^ بالقحط ^ ( والضراء ) ^ الأمراض والشدائد ، أو البأساء : الجوع ، والضراء : الفقر ، أو البأساء : البلاء ، والضراء : الزمانة ، قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أو البأساء : الشدائد في أنفسهم ، والضراء / الشدائد في أموالهم . # 95 - ^ ( بالبأساء ) ^ بالقحط ^ ( والضراء ) ^ الأمراض والشدائد ، أو البأساء : الجوع ، والضراء : الفقر ، أو البأساء : البلاء ، والضراء : الزمانة ، قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أو البأساء : الشدائد في أنفسهم ، والضراء : الشدائد في أموالهم . # 95 - ^ ( السيئة ) ^ الشدة و ^ ( الحسنة ) ^ الرخاء ، أو السيبئة : الشر والحسنة : الخير ^ ( عفوا ) ^ كثروا ، أو أعرضوا ، أو سمنوا ، أو سروا . ^ ( مس آباءنا الضراء والسراء ) يريدون ليس عقوبة على التكذيب بل ذلك عادة الله - تعالى - في خلقه . ^ ( ولو أن أهل القرىءامنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ( 96 ) أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون ( 97 ) أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون ( 98 ) أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ( 99 ) ) ^
@ 494 @ # 96 - ! 2 " لفتحنا " 2 ! لرزقنا أو لوسعنا . ! 2 " بركات " 2 ! السماء القطر ، وبركات الأرض النبات والثمار . ^ ( أو لم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع عل قلوبهم فهم لا يسمعون ( 100 ) تلك القرى نقص عليك من أنبائها ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين ( 101 ) وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين ( 102 ) ) ^ # 100 - ! 2 " لا يسمعون " 2 ! لا يقبلون / ومنه سمع الله لمن حمده . # 101 - ! 2 " فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل " 2 ! وقت أخذ الميثاق يوم الذر أو لم يؤمنوا عند مجيء الرسل بما سبق عليهم أنهم يكذبون به يوم الذر ، أو لو أحييناهم بعد هلاكهم لم يؤمنوا بما كذبوا قبل هلاكهم كقوله - تعالى - ! 2 " ولو ردوا لعادوا " 2 ! [ الأنعام : 28 ] . # 102 - ! 2 " من عهد " 2 ! من طاعة للأنبياء ، أو من وفاء بعهد عهده إليهم مع الرسل أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً ، أو عهد يوم الذر ، أو ما ركز في عقولهم من معرفته ووجوب شكره . ! 2 " لفاسقين " 2 ! الفسق : الخروج عن الطاعة ، أو خيانة العهد . ^ ( ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنآ إلى فرعون ملإئه فظلموا بها فانظر كيف كان عاقبة المفسدين ( 103 ) وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين ( 104 ) حقيق
@ 495 @ على أن لآ أقول على الله إلا الحق قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي بني إسرآءيل ( 105 ) قال إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين ( 106 ) فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ( 107 ) ونزع يده فإذا هي بيضآء للناظرين ( 108 ) قال الملأ من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم ( 109 ) يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون ( 110 ) قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدآئن حاشرين ( 111 ) يأتوك بكل ساحر عليم ( 112 ) ) ^ # 105 - ^ ( حقيق ) ^ حريص ، أو واجب ، أخذ من وجوب الحق . ^ ( إلا الحق ) ^ الصدق ، أو ما فرضه علي من الرسالة . # 111 - ^ ( أرجه ) ^ أخره ، أو احبسه . ^ ( حاشرين ) ^ أصحاب الشرط ، قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - . ^ ( وجآء السحرة فرعو قالوا إن لنا لأجراً إن كنا نحن الغالبين ( 113 ) قال نعم وإنكم لمن المقربين ( 114 ) قالوا يا موسى إمآ أن تلقي وإمآ أن نكون نحن الملقين ( 115 ) قال ألقوا فلمآ ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجآءو بسحر عظيم ( 116 ) وأوحينآ إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون ( 117 ) فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون ( 118 ) فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين ( 119 ) وألقي السحرة ساجدين ( 120 ) قالوا ءامنا برب العالمين ( 121 ) رب موسى وهارون ( 122 ) ) ^ # 117 - ^ ( عصاك ) ^ هي أول آيات موسى - عليه الصلاة والسلام - من آس الجنة ، طولها عشرة أذرع بطول موسى عليه الصلاة والسلام ، فضرب بها باب فرعون ففزع فشاب فخضب بالسواد حياء من قومه ، وكان أول خضب بالسواد قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - . ^ ( تلقف ) ^ التلقف : التناول
@ 496 @ بسرعة ، يريد ابتلاعها بسرعة . ! 2 " يأفكون " 2 ! يقلبون ، المؤتفكات : المنقلبات ، أو يكذبون من الإفك . ! 2 " القوا " 2 ! تقديره ' إن كنتم محقين ' ، أو ألقوا على ما يصح ويجوز دون ما لا يصح . # 118 - ! 2 " فوقع الحق " 2 ! ظهرت العصا على حبال السحرة ، أو ظهرت نبوة موسى - عليه الصلاة والسلام - على ربوبية فرعون . # 120 - ! 2 " ساجدين " 2 ! لله إيماناً بربوبيته ، أو لموسى - عليه الصلاة والسلام - تسليماً له وإيماناً بنبوته ، الهموا السجود لله - تعالى - أو رأوا موسى عليه الصلاة والسلام - وهارون سجدا / شكراً عند الغلبة فاقتتدوا بهما . ^ ( قال فرعون ءامنتم به قبل أن ءاذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منهآ أهلها فسوف تعلمون ( 123 ) لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لأصلبنكم أجمعين ( 124 ) قالوا إنآ إلى ربنا منقلبون ( 125 ) وما تنقم منآ إلآ أن ءامنا بآيات ربنا لما جآءتنا ربنآ أفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين ( 126 ) وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وءالهتك قال سنقتل أبنآءهم ونستحي نسآءهم وإنا فوقهم قاهرون ( 127 ) قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشآء من عباده والعاقبة للمتقين ( 128 ) قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض
@ 497 @ فينظر كيف تعملون ( 129 ) ) ^ # 127 - ^ ( الملأ ) ^ الأشراف ، أو الرؤساء ، أو الرهط ، والنفر : ' الرجال الذين لا نساء معهم ' ، والرهط أقوى من النفر وأكبر ، والملأ : المليئون بما يراد منهم ، أو تملأ النفوس هيبتهم ، أو يملؤون صدور المجالس ، وإنما انكروا على فرعون ، لأنهم رأوا منه خلاف عادة الملوك في السطوة بمن أظهر مخالفتهم ، وكان ذلك لطفاً من الله - تعالى - بموسى - عليه الصلاة والسلام - . ^ ( ليفسدوا في الأرض ) ^ بعبادة غيرك ، أو بالغلبة عليها وأخذ قومه منها . ^ ( وآلهتك ) ^ كان يعبد الأصنام وقومه يعبدونه ، أو كان يعبد ما يستحسن من البقر ولذلك أخرج السامري العجل وكان معبوداً في قومه ، أو أصنام كان يعبدها قومه تقرباً إليه ، قاله الزجاج ، قرأ ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - ^ ( وإلهتك ) ^ أي وعبادتك وقال : كان فرعون يعبد ولا يعبد . ^ ( سنقتل أبناءهم ) ^ عدل عن قتل موسى إلى قتلهم ، لأنه علم أنه لا يقدر على قتل موسى - عليه الصلاة والسلام - إما لقوته ، أو لأنه مصروف عن قتله فأراد استئصال بني إسرائيل ليضعف عنه موسى . ^ ( ونستحي نساءهم ) ^ نفتش حياءهن عن الولد ، والحياء : الفرج والأظهر أنه نبقهن أحياء لضعفهن عن المنازعة والمحاربة . # 128 - ^ ( يورثها من يشاء ) ^ أعلمهم أن الله - تعالى - يورثهم أرض فرعون ، أو سلاهم بأن الأرض لا تبقى على أحد حتى تبقى لفرعون . # 129 - ^ ( أوذينا من قبل أن تأتينا ) ^ بالاستعباد وقتل الأبناء ^ ( ومن بعد ) ^ بالوعيد بإعادة ذلك عليهم أو بالجزية من قبل مجيئه وبعده ، أو كانوا يضربون اللبن ويعطون التبن فلما جاء صاروا يضربون اللبن وعليهم التبن أو كانوا
@ 498 @ يسخرون في الأعمال نصف النهار ويكسبون لأنفسهم في النصف الآخر فلما جاء سخرهم جميع النهار بغير طعام ولا شراب ! 2 " من قبل أن تأتينا " 2 ! بالرسالة ! 2 " ومن بعد ما جئتنا " 2 ! بها ، أو من قبل أن تأتينا بعهد الله - تعالى - أنه يخلصنا ، ومن بعد ما جئتنا به شكوا ذلك استغاثة منهم بموسى - عليه الصلاة والسلام - أو استبطاء لوعده . ! 2 " عسى " 2 ! في اللغة طمع وإشفاق . وهي من الله - تعالى - إيجاب ويقين ويحتمل أن يكون رجاهم ذلك . ! 2 " ويستخلفكم " 2 ! يجعلكم خلفاً من فرعون ، أو يجعلكم خلفاً لنفسه لأنكم أولياؤه . ! 2 " الأرض " 2 ! أرض مصر ، أو الشام . ! 2 " فينظر " 2 ! فيرى ، أو فيعلم أولياؤه . وعدهم بالنصر ، أو حذرهم من الفساد ، لأن الله - تعالى - ينظر كيف تعملون في طاعته أو خلافته . ^ ( ولقد أخذنآ ءال فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون ( 130 ) فإذا جآءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألآ إنما طآئرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون ( 131 ) ) ^ # 130 - ! 2 " بالسنين " 2 ! الجوع ، أو الجدوب ، أخذتهم السنة : قحطوا ، قال الفراء : بالسنين : القحط عاماً بعد عام ، قيل قحطوا سبع سنين . # 131 - ^ ( الحسنة ) ^ / الخصب ، والسيئة : الجدب ، أو الحسنة : السلامة والأمن ، والسيئة : الأمراض والخوف . ! 2 " لنا هذه " 2 ! أي كانت هذه حالنا في أوطاننا قبل اتباعنا لك . ! 2 " يطيروا " 2 ! يتشاءموا ، يقولون : هذه بطاعتنا لك . ! 2 " طائرهم " 2 ! حظهم من العقاب ، أو طائر البركة ، والشؤم من الخير والشر والنفع والضر من عند الله - تعالى - لا صنع فيه لمخلوق . ^ ( وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين ( 132 ) فأرسلنا عليهم
@ 499 @ الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ءايات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين ( 133 ) ولما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل ( 134 ) فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون ( 135 ) ) ^ # 133 - ^ ( الطوفان ) ^ الغرق بالماء الزائد ، أو الطاعون ، أو الموت ، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( ( الطوفان : الموت ) ) أو أمر من الله - تعالى - طاف بهم ، أو المطر والريح ، أو عذاب ، ( ( قيل : دام بهم ثمانية أيام من السبت إلى السبت ، قال ابن عباس - رضي الله تعالى عنه - : فما زال الطوفان حتى خرج زرعهم حسنا ، فقالوا : هذه نعمة فأرسل الله - تعالى - عليهم الجراد بعد شهر فأكل جميع نبات الأرض وبقي من السبت إلى السبت ، ثم طلع بهد الشهر من الزرع ما قالوا هذا يكفينا فأرسل الله - تعالى - عليهم القمل فسحقها ) ) ، وهو الدبا صغار الجراد لا أجنحة له ، أو سوس الحنطة ، أو البراغيث ، أو القردان ، أو ذوات سود صغار . ^ ( والدم ) ^ الرعاف ، أو صار ماء شربهم دما عبيطا . ^ ( مفصلات ) ^ مبينات لنبوة موسى - عليه الصلاة والسلام - أو انفصل بعضها عن بعض فكان بين كل آيتين شهر . ^ ( فاستكبروا ) ^ عن الإيمان بموسى - عليه الصلاة واسلام - ، أو عن الاتعاظ بالآيات . # 134 - ^ ( الرجز ) ^ العذاب ، أوطاعون أهلك من القبط سبعين ألفا ^ ( بما
@ 500 @ عهد عندك ) ^ الباء للقسم ، أو بما أوصاك أن تفعله في قومك ، أو بما عهده إليك أن تدعوه به فيجيبك . ^ ( فانتقمنا منهم فأعرقناهم في اليم بأنهم كذبوا بئاياتنا وكانوا عنها غافلين ( 136 ) وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرآءيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون ( 137 ) ) ^ # 137 - ^ ( مشارق الأرض ) ^ الشرق والغرب ، أو أرض الشام ومصر ، أو الشام وحدها شرقها وغربها . ^ ( باركنا فيها ) ^ بالخصب ، أو بكثرة الثمار والأشجار والأنهار . ^ ( وتمت كلمة ربك ) ^ بإهلاك عدوهم واستخلافهم أو بما وعدهم به بقوله - تعالى - ^ ( ونريد أن نمن ) ^ الآيتين [ القصص : 5 ، 6 ] ^ ( الحسنى ) ^ لأنها وعد بما يحيون . ^ ( بما صبروا ) ^ على طاعة الله - تعالى - أو على أذى فرعون . ^ ( وجاوزنا ببني إسرآءيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنآ إلهاً كما لهم ءالهة قال إنكم قوم تجهلون ( 138 ) إن هؤلآء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون ( 139 ) قال أغير الله أبغيكم إلهاً وهو فضلكم على العالمين ( 140 ) وإذ أنجيناكم من ءال فرعون يسومونكم سوء العذاب يقتلون أبنآءكم ويستحيون نسآءكم وفي ذلكم بلآء من ربكم عظيم ( 141 ) ) ^ # 139 - ^ ( متبر ) ^ باطل ، أو ضلال ، أو مهلك ، والتبر : الذهب ، لأن معدنه مهلك ، أو لكسره ، وكل إناء مكسور متبر ، قاله الزجاج .
@ 501 @ # 141 - ! 2 " بلاء " 2 ! في خلاصكم ، أو فيما فعلوه بكم ، والبلاء : الاختبار بالنعم ، أو النقم . ^ ( وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين ( 142 ) ) ^ # 142 - ! 2 " ثلاثين ليلة " 2 ! أمر بصيامها ، والعشر بعدها أجل المناجاة ، أو الأربعون كلها أجل الميقات للمناجاة ، قيل ذو القعدة وعشر من ذي الحجة . تأخر عنه قومه في الأجل الأول فزادهم الله - تعالى - العشر ليحضروه ، أو لأنهم عبدوا العجل بعده فزاد الله - تعالى - العشر عقوبة لهم ، ! 2 " فتم ميقات ربه أربعين ليلة " 2 ! تأكيد / ، او لبيان أن العشر ليالي وليست بساعات ، أو لبيان أن العشر زائد على الثلاثين غير داخل فيها ، لأن تمام الشيء يكون بعضه . ^ ( ولما جآء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقاً فلمآ أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين ( 143 ) ) ^ # 143 - ! 2 " أرني " 2 ! سأل الرؤية ليجاب بما يحتج به على قومه إذ قالوا ! 2 " أرنا الله جهرة " 2 ! [ النساء : 153 ] مع علمه أنه لا يجوز أن يراه في الدنيا ، أو
@ 502 @ كان يعلمه باستدلال فأحب أن يعلمه ضرورة ، أو كان يظن ذلك حتى ظهر له ما ينفيه . , ! 2 " تجلى " 2 ! ظهر بآياته التي أحدثها في الجبل لحاضري الجبل ، أو ظهر من ملكوته للجبل ما تدكدك به ، لأن الدنيا لا تقوم لما يظهر من ملكوت السماء ، أو ظهر قدر الخنصر من العرش ، أو أظهر أمره للجبل ، والتجلي : الظهور ، ومنه جلاء المرآة وجلاء العروس . ! 2 " دكا " 2 ! مستوياً بالأرض ، ناقة دكاء لا سنام لها ، أو ساخ في الأرض أو صار تراباً قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أو صار قطعاً . ! 2 " صعقا " 2 ! ميتاً ، أو مغشياً عليه ، قال ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أخذته الغشية عشية الخميس يوم عرفة فأفاق عشية الجمعة يوم النحر وفيه نزلت عليه التوراة ، فيها عشر آيات نزلت في القرآن في ثماني عشرة آية من بني إسرائيل . ! 2 " تبت " 2 ! من السؤال قبل الإذن ، أو من تجويز الرؤية في الدنيا ، أو ذكر ذلك على جهة التسبيح ، لأن المؤمن يسبح عند ظهور الآيات . ! 2 " أول المؤمنين " 2 ! أنه لا يراك شيء من خلقك في الدنيا ، أو باستعظام سؤال الرؤية . ^ ( قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ مآ ءاتيتك وكن من الشاكرين ( 144 ) وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأوريكم دار الفاسقين ( 145 ) ) ^ # 145 - ! 2 " وكتبنا " 2 ! فرضنا ك ! 2 " كتب عليكم الصيام " 2 ! [ البقرة : 183 ] أو خططنا بالقلم . ^ ( اللواح ) ^ زمرد أخضر ، أو ياقوت ، أو برد ، أو خشب ، أخذ اللوح من أن المعاني تلوح بالكتابة فيه . ^ ( من كل شيء ) ^ يحتاج إليه في الدين من حرام ، أو حلال ، أو مباح ، أو واجب ، أو غير واجب ، أو كل شيء من
@ 503 @ الحكم والعبر . ! 2 " موعظة " 2 ! بالنواهي ! 2 " وتفصيلا " 2 ! بالأوامر ، أو موعظة : بالزواجر وتفصيلاً : بالأحكام ، وكانت سبعة ألواح . ! 2 " بقوة " 2 ! بجد واجتهاد ، أو بطاعة ، أو بصحة عزيمة ، أو بشكر . / ! 2 " بأحسنها " 2 ! الفرائض أحسن من المباح ، أو بناسخها دون منسوخها أو المأمور أحسن من ترك المنهي وإن كانا طاعة . ! 2 " دار الفاسقين " 2 ! جهنم ، أو منازل الهلكى ليعتبروا بنكالهم ، أو مساكن الجبابرة والعمالقة بالشام ، أو مصر دار فرعون . ^ ( سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين ( 146 ) والذين كذبوا بآياتنا ولقآء الآخرة حبطت أعمالهم هل يجزون إلا ما كانوا يعملون ( 147 ) واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلاً جسداً له خوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين ( 148 ) ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين ( 149 ) ) ^ # 146 - ! 2 " سأصرف عن آياتي " 2 ! أمنع عن فهم القرآن ، أو أجزيهم على كفرهم بإضلالهم عما جاء به من الحق ، أو أصرفهم عن دفع الانتقام عنهم ! 2 " يتكبرون " 2 ! عن الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم أو يحقرون الناس ويرون لهم عليهم فضلاً . ! 2 " الرشد " 2 ! الإيمان ، والغي : الكفر ، أو الرشد : الهدى ، والغي : الضلال . / ^ ( غافلين ) ^ عن الإيمان ، أو عن الجزاء . ^ ( ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا
@ 504 @ يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين ( 150 ) قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين ( 151 ) إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين ( 152 ) والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وءامنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم ( 153 ) ) ^ # 150 - ^ ( أسفاً ) ^ حزيناً ، أو شديد الغضب ، أو مغتاظاً ، أو نادماً . والأسف : المتأسف على فوت ما سلف ، غضب عليهم لعبادة العجل أسفا على ما فاته من المناجاة ، أو غضب على نفسه من تركهم حتى ضلوا أسفاً على ما رآهم عليه من المعصية ، قال بعض المتصوفة : أعضبه الرجوع عن مناجاة الحق إلى مخاطبة الخلق . ^ ( أمر ربكم ) ^ وعده بالأربعين ، ظنوا موت موسى - عليه الصلاة والسلام - لما لم يأتهم على رأس الثلاثين ، أو وعده بالثواب على عبادته فعدلتم إلى عبادة غيره ، والعجلة : التقدم بالشيء قبل وقته ، والسرعة : عمله في أول أوقاته . ^ ( وألقى الألواح ) ^ غضبأً لما رأى عبادة العجل ، قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أو لما رأى فيها أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير أمة أخرجت لناس ، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، ويؤمنون بالله ، قال : رب اجعلهم أمتي ، قال : تلك أمة أحمد فاشتد عليه فألقاها ، قاله قتادة . فلما ألقاها تكسرت ورفعت إلا سبعها ، وكان في المرفوع تفصيل كل شيء ، وبقي الهدى
@ 505 @ والرحمة في الباقي ف ! 2 " أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة " 2 ! [ 154 ] وقال ابن عباس - رضي الله عنهما - تكسرت الألواح ورفعت إلا سدسها . ! 2 " برأس أخيه " 2 ! بإذنه ، أو شعر رأسه ، كما يقبض الرجل منا على لحيته ويعض على شفته ، أو يجوز أن يكون ذلك في ذلك الزمان بخلاف ما هو عليه الآن من الهوان . ! 2 " ابن أم " 2 ! كان أخاه لأبويه ، أو استعطفه بالرحمة كما في عادة العرب قال : % ( يا ابن أمي ويا شقيق نفسي % . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ) % ! 2 " مع القوم الظالمين " 2 ! لا تغضب علي كما غضبت عليهم ، فرق له ، ف ^ ( قال ربي اغفر لي ولأخي ) ^ [ 151 ] . ^ ( ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون ( 154 ) واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة قال
@ 506 @ رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهآء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشآء وتهدي من تشآء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين ( 155 ) واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنآ إليك قال عذابي أصيب به من أشآء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون ( 156 ) ) ^ # 155 - ^ ( لميقاتنا ) ^ الميقات الأول الذي سأل فيه الرؤية أو ميقات آخر للتوبة من عبادة العجل . ^ ( أخذتهم الرجفة ) ^ لسؤالهم الرؤية أو لأنهم لم ينهوا عن عبادة العجل ، والرجفة : زلزلة ، أو موت أحيوا بعده ، أو نار أحرقتهم فظن موسى - عليه الصلاة والسلام - أنهم هلكوا ولم يهلكوا . ^ ( أتهلكنا ) ^ نفى أن يعذب إلا من ظلم ، أو الاستفهام على بابه ، خاف من عموم العقوبة ، كقوله ^ ( لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) ^ [ الأنفال : 25 ] ^ ( فتنتك ) ^ عذابك ، أو اختبارك . # 156 - ^ ( حسنة ) ^ نعمة ، سميت بذلك لحسن وقعها في النفوس ، أو ثناء صالحا ، أو مستحقات الطاعة . ^ ( هدنا ) ^ تبنا ، أو رجعنا بالتوبة إليك هاد يهود : رجع ، أو تقربنا بالتوبة إليك ، ما له عندي هوادة سبب يقربه ^ ( من أشاء ) ^ من خلقي ، أو من أشاء في التعجيل والتأخير . ^ ( ورحمتي ) ^ توبتي ، أو الرحمة خاصة بأمة محمد صلى الله عليه وسلم قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أو تسع رحمته في الدنيا البر والفاجر وتختص / في الآخرة بالمتقين قاله الحسن - رضي الله تعالى عنه - ^ ( يتقون ) ^ الشرك ، أو المعاصي . ^ ( الزكاة ) ^ من أموالهم عند الجمهور ، أو يتطهرون بالطاعة ، قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - ^ ( فسأكتبها ) ^ لما انطلق موسى - عليه الصلاة والسلام - بوفد من بني إسرائيل ،
@ 507 @ قال الله - تعالى - : قد جعلت لهم الأرض طهورا ومساجد يصلون ومساجد يصلون حيث أدركتهم الصلاة إلا عند مرحاض ، أوقبر أو حمام ، وجعلت السكينة في قلوبهم ، وجعلتهم يقرءون التوراة عن ظهر قلب ، فذكره موسى عليه الصلاة والسلام لهم فقالوا : لا نستطيع حمل السكينة في قلوبنا فاجعلها في تابوت ، ولا نقرأ التوراة إلا نظرا ، ولا نصلي إلا في الكنيسة ، فقال الله - تعالى - فسأكتبها - يعني السكينة والقراءة والصلاة لمتبعي محمد صلى الله عليه وسلم . ^ ( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويرحم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النورالذي أنزل معه أولائك هم المفلحون ( 157 ) قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون ( 158 ) # 157 - ^ ( الأمي ) ^ لأنه لا يكتب ، أو لأنه من أم القرى - مكة - أو لأنه من أمة أمية هي العرب . ^ ( بالمعروف ) ^ بالحق ، لأن العقول تعرف صحته . ^ ( المنكر ) ^ الباطل لإنكارها صحته . ^ ( الطيبات ) ^ الشحوم المحرمة عليهم ، أو ما حرمته الجاهلية من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام . ^ ( الخبائث ) ^ لحم الخنزير والدماء . ^ ( إصرهم ) ^ العهد على العمل بما في التوراة ، أو تشديدات دينهم كتحريم السبت والشحوم والعروق وغير ذلك . ^ ( والأغلال ) ! 2 " قوله " 2 ! ( غلت أيديهم ) ^
@ 508 @ [ المائدة : 64 ] أو عهده فيما حرمه عليهم سماه غلا للزومه . ! 2 " وعزروه " 2 ! عظموه ، أو منعوه من عدوه . ! 2 " النور " 2 ! القرآن ، يسمون ما ظهر ووضح نوراً . ! 2 " أنزل معه " 2 ! عليه ، أو في زمانه ، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ' أي الخلق أعجب إليكم إيماناً ، قالوا : الملائكة ، فقال : هم عند ربهم فما لهم لا يؤمنون ، فقالوا : النبيون ، فقال : النبيون يوحى إليهم فما لهم لا يؤمنون ، قالوا : نحن ، فقال : أنا فيكم فما لكم لا تؤمنون ، قالوا : فمن ، قال : قوم يكونون بعدكم فيجدون كتاباً في ورق فيؤمنون به ' هذا معنى قوله ! 2 " واتبعوا النور الذي أنزل معه " 2 ! . ^ ( ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ( 159 ) وقطعناهم اثنتى عشرة أسباطاً أمماً وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عيناً قد علم كل أناس مشربهم وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ( 160 ) وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجداً نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين ( 161 ) فبدل الذين ظلموا منهم قولاً غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزاً من السمآء بما كانوا يظلمون ( 162 ) ) ^
@ 509 @ # 159 - ! 2 " ومن قوم موسى أمة " 2 ! الذين صدقوا الرسول صلى الله عليه وسلم كابن سلام وابن صوريا ، أو قوم وراء الصين لم تبلغهم دعوة الإسلام ، قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - ، أو الذين تمسكوا بالحق لما قتلت الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - . # 161 - ! 2 " القرية " 2 ! لاجتماع الناس إليها ، أو الماء ، قرى الماء في حوضه جمعه ، بيت المقدس ، أو الشام . ^ ( وسئلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون ( 163 ) ) ^ # 163 - ! 2 " حاضرة البحر " 2 ! أيلة ، أو ساحل مدين ، أو مدين ، قرية بين أيلة والطور ، أو مقنا بين مدين وعينونا ، أو طبرية ! 2 " واسألهم " 2 ! توبيخاً على ما سلف من الذنوب . ! 2 " شرعا " 2 ! طافية على الماء ظاهرة ، شوارع البلد لظهورها ، أو تشرع على أبوابهم كأنهم الكباش البيض رافعة رؤوسها ، او تأتيهم من كل مكان / فتعدوا بأخذها في السبت . ^ ( وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوماً الله مهلكهم أو معذبهم عذاباً شديداً قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ( 164 ) فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون ( 165 ) فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين ( 166 ) ) ^ # 165 - ! 2 " نسوا " 2 ! تركوا ! 2 " ما ذكروا به " 2 ! أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر . ! 2 " ظلموا " 2 ! بترك المعروف وإتيان المنكر . ! 2 " بئيس " 2 ! شديد ، أو رديء ، أو
@ 510 @ عذاب مقترن بالبؤس وهو الفقر ، هلك المعتدون ، ونجا المنكرون ، ونجت التي لم تعتد ولم تنكر ، وقال ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - : لا أدري ما فعلت . ^ ( وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم ( 167 ) ) ^ # 167 - ! 2 " تأذن " 2 ! أعلم ، أو أقسم ، قاله الزجاج . ! 2 " ليبعثن " 2 ! على اليهود العرب ، و ! 2 " سوء العذاب " 2 ! الصغار والجزية ، قيل أول من وضع الخراج من الأنبياء موسى - عليه الصلاة والسلام - جباه سبع سنين ، أو ثلاث عشرة سنة ثم أمسك . ^ ( وقطعناهم في الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون ( 168 ) فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون ( 169 ) والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين ( 170 ) ) ^ # 168 - ! 2 " وقطعناهم " 2 ! فرقناهم ليذهب تعاونهم ، أو ليتميز الصالح من المفسد ، أو انتقاماً منهم . ! 2 " بالحسنات والسيئات " 2 ! الثواب والعقاب ، أو النعم والنقم ، أو الخصب والجدب . # 169 - ! 2 " خلف " 2 ! وخلف واحد ، أو بالسكون للذم ، وبالفتح للحمد ، وهو
@ 511 @ الأظهر ، والخلف : القرن ، أو جمع خالف ، وهم أبناء اليهود ورثوا التوراة عن آبائهم ، أو النصارى خلفوا اليهود وورثوا الإنجيل لحصوله معهم . ! 2 " عرض هذا الأدنى " 2 ! الرشوة على الحكم إجماعا ، سمي عرضا لقلة بقائه ، الأدنى : لأنه من المحرمات الدنية ، أو لأخذه في الدنيا الدانية . ! 2 " وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه " 2 ! عبر به عن إصرارهم على الذنوب ، أو أراد لا يشبعهم شيء فهم لا يأخذونه لحاجة ، قاله الحسن ، - رضي الله تعالى عنه - ! 2 " ودرسوا ما فيه " 2 ! تركوه ، أو تلوه وخالفوه على علم . ^ ( وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون ( 171 ) ) ^ # 171 - ! 2 " نتقنا " 2 ! زحزحنا ، أو جذبنا ، النتق : الجذب ، والمرأة الولود ناتق لاجتذابها ماء الفحل ، أو لأن ولادها كالجذب ، أو رفعناه عليهم من أصله لما أبوا قبول فرائض التوراة لمشقتها ، وعظهم موسى - عليه الصلاة والسلام - فلم يقبلوا فرفع الجبل فوقهم ، وقيل : إن أخذتموه بجد واجتهاد وإلا ألقي عليكم ، فأخذوه بجد ثم نكثوا بعده ، وكان نتقه نقمة بما دخل عليهم من رعبه وخوفه ، أو نعمة لإقلاعهم عن المعصية . ! 2 " وظنوا " 2 ! على بابه ، أو أيقنوا ! 2 " ما آتيناكم " 2 ! التوراة . ^ ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ( 172 ) أو تقولوا أنما أشرك ءاباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهكلنا بما فعل المبطلون ( 173 ) وكذلك نفصل الآيات ولعلهم يرجعون ( 174 ) ) ^ # 172 - ! 2 " أخذ ربك " 2 ! أخرج الأرواح قبل الأجساد في الجنة ، أو بعد هبوط آدم إلى الأرض ، وخلق فيها المعرفة فعرفت من خاطبها ، أو خلق الأرواح
@
512 @ والأجساد معا في الأرض - مكة والطائف - فأخرجهم كالذر في الدور الأول مسح
ظهره ، فخرج من صفحة ظهره اليمنى أصحاب الميمنة بيضا كالذر ، وخرج أصحاب المشأمة
من اليسرى سودا كالذر وألهمهم ذلك ، فلما شهدوا على أنفسهم مؤمنهم وكافرهم أعادهم
، أو أخرج الذرية قرنا بعد قرن وعصرا بعد عصر . ! 2 " وأشهدهم " 2 ! بما
شهدوه من دلائل قدرته ، أو بما اعترفوا به من ربوبيته ، فقال للذرية لما أخرجهم
على لسان الأنبياء ! 2 " ألست بربكم " 2 ! بعد كمال عقولهم . قاله الأكثر
، أو جعل للهم عقولا علموا بها ذلك فشهدوا به ، أو قال للآباء بعد
@ 513 @ إخراج ذريتهم كما خلقت ذريتكم فكذلك خلقتكم فاعترفوا بعد قيام الحجة ،
والذرية من ذرأ الله - تعالى - الخلق أحدثهم وأظهرهم ، أو لخروجهم من الأصلاب
كالذر . ^ ( واتل عليهم نبأ الذي ءاتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان
من الغاوين ( 175 ) ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله
كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا
فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ( 176 ) سآء مثلاً القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم
كانوا يظلمون ( 177 ) من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون ( 178
) ) ^ # 175 - ! 2 " الذي آتيناه آياتنا " 2 ! بلعم بن باعورا من أهل
اليمن ، أو من الكنعانيين ، أو من بني صاب بن لوط ، أو أمية بن أبي الصلت الثقفي ،
أو
@ 514 @ من أسلم من اليهود والنصارى ونافق . ! 2 " آياتنا " 2 ! الاسم الأعظم الذي تجاب به الدعوات ، أو كتاب من كتب الله - تعالى - قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أو أوتي النبوة فرشاه قومه على أن يسكت عنهم ففعل ولا يصح هذا . ! 2 " فانسلخ " 2 ! سلب المعرفة بها لأجل عصيانه ، أو انسلخ من الطاعة مع بقاء علمه بالآيات ، حكي أن بلعم رشي على أن يدعو على قوم موسى - عليه الصلاة والسلام - بالهلاك فسها فدعا على قوم نفسه فهلكوا . ! 2 " فأتبعه الشيطان " 2 ! صيره لنفسه تابعاً لما دعاه فأجابه ، أو الشيطان متبعه من الإنس على كفره ، أو لحقه الشيطان فأغواه ، اتبعت القوم : لحقتهم وتبعتهم : سرت خلفهم . ! 2 " الغاوين " 2 ! الهالكين ، أو الضالين . # 176 - ! 2 " لرفعناه " 2 ! لأمتناه ولم يكفر ، أو لحلنا بينه وبين الكفر فارتفعت بذاك منزلته . ! 2 " أخلد إلى الأرض " 2 ! ركن إلى أهلها في خدعهم إياه ، أو ركن إلى شهواتها فشغلته عن الطاعة . ^ ( كالكلب ) ^ اللاهث في ذلته ومهانته ، أو لأن لهثه لا ينفعه . ^ ( ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم ءاذان لا يسمعون بهآ اولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون ( 179 ) ) ^ # 179 - ! 2 " كثيرا من الجن والإنس " 2 ! عام ، أو يراد به أولاد الزنا ،
@ 515 @ لمسارعتهم إلى الكفر لخبث نطفهم . ! 2 " لا يفقهون " 2 ! الحق بقلوبهم و ! 2 " لا يبصرون " 2 ! الرشد بأعينهم ، و ! 2 " لا يسمعون " 2 ! الوعظ بآذانهم . ! 2 " كالأنعام " 2 ! همهم الأكل والشرب ، أو لا يعقلون الوعظ . ! 2 " هم أضل " 2 ! لعصيانهم ، أو لتوجه الأمر إليهم دونها . ^ ( ولله الأسمآء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمآئه سيجزون ما كانوا يعملون ( 180 ) ) ^ # 180 - ! 2 " الأسماء الحسنى " 2 ! كل أسمائه حسنى والحسنى ها هنا ما مالت إليه القلوب من وصفه بالعفو والرحمة دون الغضب والنقمة ، أو أسماؤه التي يستحقها لذاته وأفعاله . ! 2 " فادعوه بها " 2 ! عظموه بها تعبداً له بذكرها ، أو اطلبوا بها وسائلكم ! 2 " يلحدون " 2 ! بتسمية الأوثان آلهة والله أبا المسيح ، أو اشتقاقهم اللات من الله ، والعزى من العزيز ، قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - ويلحدون : يكذبون ، أو يشركون ، أو يجورون . ^ ( وممن خلقنآ أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ( 181 ) والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ( 182 ) وأملي لهم إن كيدي متين ( 183 ) ) ^ # 181 - ! 2 " أمة يهدون " 2 ! الأنبياء والعلماء ، أو هذه الأمة مروي عن
@ 516 @ الرسول صلى الله عليه وسلم يهدون إلى الإسلام بالدعاء إليه ثم بالجهاد عليه . # 182 - / ! 2 " سنستدرجهم " 2 ! الاستدراج : أن يأتي الشيء من حيث لا يعلم ، أو أن ينطوي منزلة بعد منزلة من الدرج لانطوائه على شيء بعد شيء ، أو من الدرجة لانحطاطه عن منزلة بعد منزلة ، يستدرجون إلى الكفر ، أو إلى الهلكة بالإمداد بالنعم ونسيان الشكر ، أو كلما أحدثوا خطيئة جدد لهم نعمة ، والاستدراج بالنعم الظاهرة ، والمكر بالباطنة . ! 2 " لا يعلمون " 2 ! بالاستدارج ، أو الهلكة . ^ ( أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين ( 184 ) أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأي حديث بعده يؤمنون ( 185 ) من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون ( 186 ) ) ^ # 186 - ! 2 " من يضلل الله " 2 ! يحكم بضلاله في الدين ، أو يضله عن طريق الجنة إلى النار . ! 2 " طغيانهم " 2 ! الطغيان : إفراط العدوان . ! 2 " يعمهون " 2 ! يتحيرون ، العمه في القلب كالعمى في العين ، أو يترددون . ^ ( يسئلونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتهآ إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسئلون كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون ( 187 ) قل لآ أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شآء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون ( 188 ) ) ^ # 187 - ! 2 " يسألونك عن الساعة " 2 ! اليهود ، أو قريش . ! 2 " أيان مرساها " 2 ! : متى ، ! 2 " مرساها " 2 ! : قيامها ، أو منتهاها ، أو ظهورها . ! 2 " حفي عنها " 2 ! عالم بها ، أو تقديره : يسألونك عنها كأنك حفي بهم .
@ 517 @ # 188 - ! 2 " ولو كنت أعلم الغيب " 2 ! لو علمت متى أموت لاستكثرت من العمل الصالح ، أو لو علمت سنة الجدب لادخرت لها من سنة الخصب أو لو علمت الكتب المنزلة لاستكثرت من الوحي ، أو لاشتريت في الرخص وبعت في الغلاء ، وهو شاذ ، أو لو علمت أسراركم وما في قلوبكم لأكثرت لكم من دفع الأذى واجتلاب النفع . ! 2 " وما مسني السوء " 2 ! ما بي جنون ، أو ما مسني الفقر لاستكثاري من الخير ، أو ما دخلت على شبهة . ^ ( هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفاً فمرت به فلمآ أثقلت دعوا الله ربهما لئن ءاتيتنا صالحاً لنكونن من الشاكرين ( 189 ) فلمآ ءاتاهما صالحاً جعلا له شركآء فيمآ ءاتاهما فتعالى الله عما يشركون ( 190 ) ) ^ # 189 - ! 2 " نفس واحدة " 2 ! آدم ! 2 " زوجها " 2 ! حواء ! 2 " ليسكن " 2 ! ليأوي ، أو ليألفها ويعطف عليها . ! 2 " خفيفا " 2 ! النطفة . ! 2 " فمرت به " 2 ! استمرت إلى حال الثقل ، أو شكت هل حملت أم لا ؟ قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - . ! 2 " دعوا " 2 ! آدم وحواء . ! 2 " صالحا " 2 ! غلاماً سوياً ، أو بشرا سويا ، لأن إبليس أوهمها أنه بهيمة ، ! 2 " جعلا له شركاء " 2 ! كان اسم إبليس في السماء ' الحارث ' فلما ولدت حواء ، قال : سميه ' عبد الحارث ' فسمته ' عبد الله ' فمات فلما ولدت ثانيا قال لها ذلك فأبت ، فلما حملت ثالثاً قال لها ولآدم - عليه الصلاة والسلام _ أتظنان أن الله - تعالى - يترك عبده عندكما لا والله ليذهبن به كما ذهب بالأخوين ، فسمياه بذلك فعاش فكان إشراكهما في الاسم دون
@
518 @ العبادة ، أو جعل ابن آدم وزوجته لله شركاء من الأصنام فيما آتاهما ، قاله
الحسن . ^ ( أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يخلقون ( 191 ) ولا يستطيعون لهم نصراً
ولآ أنفسهم ينصرون ( 192 ) وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سوآء عليكم أدعوتموهم
أم أنتم صامتون ( 193 ) إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم
@ 519 @ فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين ( 194 ) ألهم أرجل يمشون بهآ أم لهم أيد
يبطشون بهآ أم لهم أعين يبصرون بهآ أم لهم ءاذان يسمعون بها قل ادعوا شركآءكم ثم
كيدون فلا تنظرون ( 195 ) إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين ( 196
) والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولآ أنفسهم ينصرون ( 197 ) وإن تدعوهم
إلى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون ( 198 ) ) ^ # 195 - ^ (
أرجل يمشون بها ) ^ في مصالحهم ^ ( أيد يبطشون بها ) ^ في الدفاع عنكم ^ ( أعين
يبصرون بها ) ^ منافعكم ومضاركم ^ ( آذان يسمعون بها ) ^ دعاءكم . فكيف تعبدون من
أنتم أفضل منه وأقدر ؟ . ^ ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ( 199 ) وإما
ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم ( 200 ) إن الذين اتقوا إذا
مسهم طآئف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ( 201 ) وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم
لا يقصرون ( 2025 ) ^ # 199 - ^ ( العفو ) ^ من أخلاق الناس وأعمالهم ، أو من
أموال المسلمين ، ثم نسخ بالزكاة ، أو العفو عن المشركين ثم نسخ / بالجهاد ^ (
بالعرف ) ^ بالمعروف ، أو لما نزلت # قال الرسول صلى الله عليه وسلم ' يا جبريل ما
هذا ؟ قال : لا أدري حتى أسأل العالم ، ثم عاد فقال : يا محمد إن الله - تعالى -
يأمرك أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك ' .
@ 520 @ # 200 - ! 2 " نزغ " 2 ! انزعاج ، أو غضب ، أو فتنة ، أو إغواء ، أو عجلة ! 2 " فاستعذ " 2 ! فاستجر . ! 2 " سميع " 2 ! لجهل الجاهل ! 2 " عليم " 2 ! بما يزيل النزغ . # 201 - ^ ( طيف ) ^ و ! 2 " طائف " 2 ! واحد وهو لمم كالخيال يلم بالإنسان ، أو وسوسة ، أو غضب ، أو نزغ ، أو الطيف : الجنون ، والطائف : الغضب ، أو الطيف اللمم ، والطائف كل شيء طاف بالإنسان . ! 2 " تذكروا فإذا هم مبصرون " 2 ! علموا فانتهوا ، أو اعتبروا فاهتدوا . ^ ( وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها قل إنمآ أتبع ما يوحى إلي من ربي هذا بصآئر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ( 203 ) ) ^ # 203 - ! 2 " اجتبيتها " 2 ! أتيت بها من قبلك ، أو اخترتها لنفسك ، [ أو ] تقبلتها من ربك ، أو طلبتها لنا قبل مسألتك . ^ ( وإذا قرىء القرءان فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ( 204 ) ) ^ # 204 - ! 2 " فاستمعوا له " 2 ! لا تقابلوه بكلام ولا اعتراض ، نزلت في المأموم ينصت ولا يقرأ ، أو في الإنصات لخطبة الجمعة ، أو نسخت
@
521 @ جواز الكلام في الصلاة . ^ ( واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفة ودون الجهر من
القول بالغدو والأصال ولا تكن من الغافلين ( 205 ) إن الذين عند ربك لا يستكبرون
عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون ( 206 ) ) ^ # 205 - ! 2 " واذكر ربك " 2
! خلف الإمام بالقراءة سراً ، أو عند سماع الخطبة ، أو في عموم الأحوال اذكره
بقلبك أو بلسانك في دعائك وثنائك ! 2 " تضرعا " 2 ! الخشوع والتواضع . !
2 " ودون الجهر " 2 ! إسرار القول بالقلب ، أو اللسان . ! 2 "
بالغدو والآصال " 2 ! بالبكر والعشيات ، أو الغدو : آخر الفجر صلاة الصبح
والآصال : آخر العشي صلاة العصر . # 206 - ! 2 " عبادته " 2 ! الصلاة
والخضوع فيها ، أو امتثال الأوامر واجتناب النواهي ، قاله الجمهور ! 2 " وله
يسجدون " 2 ! نزلت لما قالوا أنسجد لما تأمرنا ، إذا كانت الملائكة مع شرفها
تسجد فأنتم أولى .
@ 522 @
( سورة الأنفال )
مدنية ، أو مدنية إلا سبع آيات ! 2 " وإذ يمكر بك " 2 ! إلى آخر السبع [
30 - 36 ] لما سألوا عن الأنفال يوم بدر نزلت .
( بسم الله الرحمن الرحيم )
^ ( يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم
وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين ( 1 ) ) ^ # 1 - ! 2 " الأنفال " 2
! الغنائم ، أو [ أنفال ] السرايا التي تتقدم أمير الجيش ، أو ما شذ من المشركين
إلى المسلمين بغير قتال من عبد أو دابة ، أو خمس الفيء والغنائم الذي لأهل الخمس ،
أو الزيادة يزيدها الإمام لبعض الجيش لما يراه من الصلاح ، والنفل : العطية ،
والنوفل : الكثير العطايا ، أو النفل : الزيادة من الخير ومنه صلاة النافلة ،
سألوا عن الأنفال لجهلهم بحلها لأنها كانت حراماً على الأمم فنزلت ، أو نزلت فيمن
شهد بدراً من المهاجرين والأنصار [ واختلفوا ] وكانوا
@
523 @ أثلاثاً فملكها الله - تعالى - رسوله صلى الله عليه وسلم فقسمها كما أراه ،
أو لما قتل سعد بن أبي وقاص سعيد بن أبي العاص يوم بدر وأخذ سيفه وقال : / للرسول
صلى الله عليه وسلم هبه لي فقال : اطرحه في القبض فشق عليه فنزلت ، فقال الرسول
صلى الله عليه وسلم : اذهب فخذ سيفك ، أو قال الرسول صلى الله عليه وسلم يوم بدر
من صنع كذا فله كذا وكذا فسارع الشبان
@ 524 @ وبقي الشيوخ تحت الرايات فلما فتح عليهم طلبوا ما جعل لهم ، فقال الشيوخ :
لا تستأثروا علينا فإنا كنا ردءاً لكم ، فنزلت ، وهي محكمة ، أو منسوخة بقوله -
تعالى - ^ ( واعلموا أن ما غنمتم ) ^ [ 41 ] ! 2 " الأنفال لله " 2 ! مع
الدنيا والآخرة وللرسول صلى الله عليه وسلم يضعها حيث أمر . ! 2 " وأصلحوا
ذات بينكم " 2 ! برد أهل القوة على أهل الضعف ، أو بالتسليم لله - تعالى -
ورسوله صلى الله عليه وسلم ليحكما في الغنيمة بما شاءا . ^ ( إنما المؤمنون الذين
إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون
( 2 ) الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ( 3 ) أولئك هم المؤمنون حقاً لهم
درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم ( 4 ) ) ^ # 2 - ! 2 " وجلت " 2 ! خافت
، أو رقت . ! 2 " إيمانا " 2 ! تصديقاً ، أو خشية . ^ ( كمآ أخرجك ربك
من بيتك بالحق وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون ( 5 ) يجادلونك في الحق بعدما تبين
كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون ( 6 ) وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم
وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر
الكافرين ( 7 ) ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون ( 8 ) ) ^ # 5 - ! 2
" كما أخرجك ربك من بيتك " 2 ! بمكة إلى المدينة مع كراهية فريق
@ 525 @ من المؤمنين ، كذلك ينجز نصرك ، أو من بيتك بالمدينة إلى بدر كذلك جعل لك غنيمة بدر ، ! 2 " بالحق " 2 ! ومعك الحق ، أو بالحق الذي وجب عليك . ! 2 " لكارهون " 2 ! خروجك ، أو صرف الغنيمة عنهم ، لأنهم لم يعلموا أن الله - تعالى - جعله لرسوله صلى الله عليه وسلم دونهم . # 6 - ! 2 " يجادلونك " 2 ! بعض المؤمنين خرجوا لطلب العيرففاتهم فأمروا بالقتال فقالوا : ما تأهبنا للقاء العدو ، فجادلوا بذلك طلباً للرخصة ، أو المجادل المشركون قاله ابن زيد . ! 2 " في الحق " 2 ! القتال يوم بدر . # 7 - ! 2 " إحدى الطائفتين " 2 ! عير أبي سفيان أو قريش الذين خرجوا لمنعها . ! 2 " الشوكة " 2 ! كنى بها عن الحرب ، وهي الشدة لما في الحرب من الشدة ، أو الشوكة من قولهم : رجل شاك في السلاح . ! 2 " يحق الحق بكلماته " 2 ! يظهر الحق بإعزاز الدين بما تقدم من وعده ، أو يحق الحق في امره بالجهاد ، نزلت هذه الآية قبل قوله ! 2 " كما أخرجك ربك من بيتك " 2 ! [ 5 ] قاله الحسن - رضي الله تعالى عنه - ( ( فقيل للرسول صلى الله عليه وسلم يوم بدر : عليك بالعير ليس دونها شيء فقال : العباس وهو أسير - ليس لك ذلك ، قال / لم ؟ قال : لأن الله - تعالى - وعدك إحدى الطائفتين وقد أعطاك ما وعدك ) ) . ^ ( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين ( 9 ) وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله
@ 526 @ عزيز حكيم ( 10 ) ) ^ # 9 - ^ ( تستغيثون ) ^ تستنصرون ، أو تستجيرون ، فالمستجير : طالب الخلاص ، والمستنصر : طالب الظفر ، والمستغيث : المسلوب القدرة ، والمستعين : الضعيف القدرة . ^ ( فاستجاب لكم ) ^ أغاثكم ، الاستجابة ماتقدمها امتناع ، والإجابة مالم يتقدمها امتناع وكلاهما بعد السؤال . ^ ( مردفين ) ^ مع كل ملك ملك فهم ألفان ، أو متتابعين ، أو ممدين للمسلمين ، والإرداف : الإمداد . # 10 - / ^ ( إلا بشرى ) ^ الإمداد هو البشرى ، أوبشرتهم الملائكة بالنصر فكانت هي البشرى المذكورة ، وقاتلوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم أو نزلوا بالبشرى ولم يقاتلوا ، ^ ( وما النصر إلا من عند الله ) ^ لا من الملائكة . ^ ( إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيكان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام ( 11 ) إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ( 12 ) ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب ( 13 ) ذالكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار ( 14 ) ) ^ # 11 - ^ ( النعاس ) ^ غشيهم النعاس ببدر فهوم الرسول صلى الله عليه وسلم وكثير من أصحابه - رضي الله تعالى عنهم - فناموا ، فبشر جبريل - عليه السلام - الرسول صلى الله عليه وسلم بالنصر ، فأخبر به أبا بكر - رضي الله تعالى عنه - من عليهم به لما فيه من زوال رعبهم ، والأمن منيم والخوف مسهر ، او من به لما فيه
@ 527 @ من الاستراحة للقتال من الغد . والنعاس محل الرأس مع حياة القلب ، والنوم يحل القلب بعد نزوله من الرأس قاله سهل بن عبدالله التستري . ^ ( أمنة ) من ا لعدو ، أومن الله تعالى ، والأمنة : الدعة وسكون النفس . ^ ( وينزل عليكم من السماء ماء ) ^ لتلبيد الرمل ويطهرهم من وساوس الشيطان التي ارعبهم بها أو من الأحداث والأنجاس التي أصابتهم قاله الجمهور ، أنزل ماء طهر به ظواهرهم ، ورحمة نور بها سرائرهم قاله ابن عطاء ، ووصفه بالتطهير ، لأنها أخص أوصافه وألزمها . ^ ( رجز الشيطان ) ^ [ قوله ] : إن المشركين قد غلبوهم على الماء ، أو قوله : ليس لكم بهؤلاء طاقة . ^ ( ويثبت به الأقدام ) ^ لتلبيده الرمل الذي لا يثبت عليه قدم ، أو بالنصر الذي أفرغه عليهم حتى يثبتوا لعدوهم . # 12 - ^ ( إني معكم ) ^ معينكم . ^ ( فثبتوا الذين آمنوا ) ^ بحضوركم الحرب ، أو بقتالكم يوم بدر ، أو بقولكم لا بأس عليكم من عدوكم . ^ ( سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب ) ^ قال ذلك للملائكة إعانة لهم ، أو ليثبتوا به المؤمنين . ^ ( فوق الأعناق ) ^ فوق صلة ، أو الرؤوس التي فوق الأعناق أو على الأعناق ، أو أعلى الأعناق ، أو جلدة الأعناق . ^ ( بنان ) ^ مفاصل أطراف الأيدي والأرجل ، والبنان أطراف أصابع اليدين والرجلين . ^ ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ( 15 ) ومن يولهم
@ 528 @ يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ( 16 ) ) ^ # 15 - ^ ( زحفا ) ^ الدنو قليلا قليلا . ^ ( فلا تولوهم ) ^ ولا تنهزموا ، عام في كل مسلم لاقى العدو ، أو خاص بأهل بدر ، ولزمهم في أول الإسلام أن لا ينهزم المسلم عن عشرة بقوله - تعالى - ^ ( إن يكن منكم عشرون ) ^ إلى قوله - تعالى - ^ ( لا يفقهون ) ^ [ 65 ] ما فرض الله - تعالى - عليهم من الإسلام ، أو لا يعلمون ما فرض عليهم من القتال ، فلما كثروا واشتدت شوكتهم نسخ ذلك بقوله - تعال - : ^ ( الآن خفف الله عنكم [ وعلم أن فيكم ] ضعفا ) ^ [ 66 ] و ^ ( ضعفا ) ^ واحد ، أو بالفتح في الأموال وبالضم في الأحوال ، أو بالضم في النيات وبالفتح في الأبدان ، أو بالعكس فيهما . ^ ( مع الصابرين ) ^ على القتال بإعانتهم على أعدائهم / أو الصابرين على الطاعة بإجزال ثوابهم . # 16 - ^ ( باء بغضب ) ^ بالمكان الذي استحق به الغضب ، من المبوأ وهو المكان . ^ ( فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا إن الله سميع عليم ( 17 ) ذالكم وأن الله موهن كيد الكافرين ( 18 ) ) ^ # 17 - ^ ( وما رميت ) ^ أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم قبضة من تراب يوم بدر فرماهم بها ، وقال شاهت الوجوه ، فألقى الله - تعالى - القبضة في أبصارهم فشغلوا بأنفسهم وأظهر الله - تعالى - المسلمين عليهم فذلك قوله - تعالى - : ^ ( وما
@ 529 @ رميت ) ^ ، أو ما ظفرت إذ رميت ولكن الله - تعالى - أظفرك ، أو ^ ( وما رميت ) ^ قلوبهم بالرعب إذ رميت وجوههم بالتراب ولكن الله - تعالى - ملأ قلوبهم رعبا ، أو وما رمي أصحابك بالسهام ولكن الله رمى بإعانة الريح لسهامهم حتى تسددت وأصابت اضاف رميهم إليه لأنهم رموا عنه ^ ( بلاء حسنا ) ^ الإنعام بالظفر والغنيمة . ^ ( إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين ( 19 ) ) ^ # 19 - ^ ( إن تستفتحوا ) أيها المشركون تستقضوا ! 2 " فقد جاءكم " 2 ! قضاؤنا بنصر الرسول صلى الله عليه وسلم عليكم . أو الفتح : النصر ، فقد جاء نصر الرسول صلى الله عليه وسلم عليكم ، قالوا يوم بدر : اللهم أقطعنا للرحم وأظلمنا لصاحبه فانصر عليه فنصر المسلمون . ! 2 " وإن تعودوا " 2 ! إلى الاستفتاح ! 2 " نعد " 2 ! إلى نصر الرسول صلى الله عليه وسلم أو إن تعودوا إلى التكذيب نعد إلى مثل هذا التصديق . أو إن تستفتحوا أيها المسلمون فقد جاءكم النصر لأنهم استنصروا فنصروا . ! 2 " وإن تنتهوا " 2 ! عما فعلتموه في الأسرى والغنيمة ، ! 2 " وإن تعودوا " 2 ! إلى الطمع ^ ( نعد ) إلى المؤاخذة ، أو إن تعودوا إلى ما كان منكم في الأسرى والغنيمة نعد إلى الإنكار عليكم . ^ ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون ( 20 ) ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون ( 21 ) إن شر الدواب عند الله الصم البكم
@ 530 @ الذين لا يعقلون ( 22 ) ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون ( 23 ) ) ^ # 22 ، 23 - ^ ( شر الدواب ) ^ نزلت في بني عبد الدار . ^ ( ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ) ^ الحجج والمواعظ سماع تفهيم ، أو لأسمعهم كلام الذي طلبوا إحياءه من قصي بن كلاب وغيره يشهدون بنبوتك ، أو لأسمعهم جواب كل ما يسألون عنه . ^ ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون ( 24 ) واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خآصة واعلموا أن الله شديد العقاب ( 25 ) واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فئاواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون ( 26 ) ) ^ # 24 - ^ ( استجيبوا لله ) ^ بطاعته لما كانت في مقابلة الدعاء سماها إجابة ^ ( لما يحييكم ) ^ الإيمان ، أو الحق ، أو ما في القرآن ، أو الحرب وجهاد العدو ، أو ما فيه دوام حياة الآخرة ، أو كل مأمور ^ ( يحول بين ) ^ الكافر والإيمان وبين
@ 531 @ المؤمن والكفر قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أو بين المرء وعقله فلا يدري ما يعمل ، أو بين المرء وقلبه أن يقدر على إيمان أو كفر إلا بإذنه ، أو هو قريب من قلبه يحول بينه وبين أن يخفي عليه سره أو جهره . فهو ! 2 " أقرب إليه من حبل الوريد " 2 ! [ ق : 16 ] وهذا تحذير شديد قاله قتادة ، أو يفرق بينه وبين قلبه بالموت فلا يقدر على استدراك فائت ، أو بينه وبين ما يتمنى بقلبه من البقاء وطول العمر والظفر والنصر ، أو بينه وبين ما في قلبه من رعب وخوف وقوة وأمن ، فيأمن المؤمن بعد خوفه ويخاف الكافر بعد أمنه . # 25 - ! 2 " واتقوا فتنة " 2 ! أمروا أن لا يقروا المنكر بين أظهرهم / فيعمهم العذاب ، قاله ' ع ' ، أو الفتنة : ما يبتلى به الإنسان ، أو الأموال والأولاد ، أو نزلت في النكاح بلا ولي ، قاله بشر بن الحارث ! 2 " لا تصيبن " 2 ! الفتنة ، أو عقابها ، أو دعاء للمؤمن ألا تصيبه فتنة قاله الأخفش . # 26 - ! 2 " قليل " 2 ! بمكة تستضعفكم قريش ، ذكرهم نعمه ، أو أخبرهم بصدق وعده . ! 2 " يتخطفكم الناس " 2 ! كفار قريش ، أو فارس والروم . ! 2 " فآواكم " 2 ! إلى المدينة ، أو جعل لكم مأوى تسكنونه آمنين ! 2 " وأيدكم " 2 ! قواكم بنصره يوم بدر . ! 2 " الطيبات " 2 ! الحلال من الغنائم ، أو ما مكنوا فيه من الخيرات ، قيل نزلت في
@ 532 @ المهاجرين خاصة بعد بدر . ^ ( يآ أيها الذين ءامنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ( 27 ) واعلموا أنمآ أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم ( 28 ) يآ أيها الذين ءامنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم ( 29 ) ) ^ # 27 - ! 2 " لا تخونوا الله والرسول " 2 ! كما صنع المنافقون ، قاله الحسن - رضي الله تعالى عنه - ، أو لا تخونوا فيما جعله لعباده في أموالكم . ! 2 " أماناتكم " 2 ! ما أخذتموه من الغنيمة أن تحضروه إلى المغنم ، أو ما ائتمنكم الله عليه من الفرائض والأحكام [ أن ] تؤدوها بحقها ، ولا تخونوا بتركها ، أو عام في كل أمانة ! 2 " وأنتم تعلمون " 2 ! أنها أمانة بغير شبهة ، أو ما في الخيانة من المأثم . قيل نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر لما أرسل إلى بني قريظة لينزلوا على حكم سعد فاستشاروه ، وكان أحرز أمواله وأولاده عندهم ، فأشار بأن لا يفعلوا ، وأومأ بيده إلى حلقه إنه الذبح فنزلت إلى قوله : ! 2 " واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة " 2 ! [ 28 ] . # 29 - ! 2 " فرقانا " 2 ! هداية في القلوب تفرقون بها بين الحق والباطل ، أو مخرجاً من الدنيا والآخرة ، أو نجاة ، أو فتحاً ونصراً .
@
533 @ ^ ( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر
الله والله خير الماكرين ( 30 ) ) ^ # 30 - ! 2 " وإذ يمكر بك " 2 ! لما
تآمرت قريش على الرسول صلى الله عليه وسلم في دار الندوة ، فقال عمرو بن هشام : قيدوه
واحبسوه في بيت نتربص به ريب المنون ، وقال أبو البختري أخرجوه عنكم على بعير
مطروداً تستريحون من أذاه ، فقال أبو جهل ، ما هذا برأي ، ولكن ليجتمع عليه من كل
قبيلة رجل فيضربوه بأسيافهم ضربة رجل واحد فيرضى حينئذ بنو هاشم بالدية ، فأعلم
الله - تعالى - رسوله صلى الله عليه وسلم بذلك فخرج إلى الغار ثم هاجر منه إلى
المدينة .
@ 534 @ ! 2 " ليثبتوك " 2 ! في الوثاق ' ع ' أو في الحبس ، أو يجرحوك ،
أثبته في الحرب : جرحه . ! 2 " أو يخرجوك " 2 ! نفياً إلى طرف من
الأطراف ، أو على بعير مطروداً حتى تهلك ، أو يأخذك بعض العرب فيريحهم منك . ^ (
وإذا تتلى عليهم ءاياتنا قالوا قد سمعنا لو نشآء لقلنا مثل هذآ إن هذآ إلآ أساطير
الأولين ( 31 ) وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من
السمآء أو ائتنا بعذاب أليم ( 32 ) وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله
معذبهم وهم يستغفرون ( 33 ) ) ^ # 31 - ! 2 " لو نشاء لقلنا " 2 ! نزلت
في النضر بن الحارث بن كلدة ، ونزلت فيه ! 2 " وإذ قالوا اللهم إن كان هذا
" 2 ! [ 32 ] و ! 2 " سأل سائل " 2 ! [ المعارج : 1 ] و ! 2 "
ربنا عجل لنا قطنا " 2 ! [ ص : 16 ] قال عطاء : نزل فيه بضع عشرة آية .
@ 535 @ # 32 - ! 2 " فأمطر علينا " 2 ! قاله عناداً وبغضاً للرسول صلى الله عليه وسلم أو اعتقاداً أنه ليس بحق . # 33 - ! 2 " وما كان الله معذبهم " 2 ! وقد بقي فيهم من المسلمين من يستغفر ، أو لا يعذبهم / في الدنيا وهم يقولون غفرانك في طوافهم ، أو الاستغفار : الإسلام ، أو هو دعاء إلى الاستغفار معناه لو استغفروا لم يعذبوا ، أو ما كان الله مهلكهم وقد علم أن لهم ذرية يؤمنون ويستغفرون . ^ ( وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أوليآءه إن أوليآؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون ( 34 ) وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكآء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ( 35 ) ) ^ # 35 - ! 2 " مكاء " 2 ! إدخال أصابعهم في أفواههم ، أو أن يشبك بين أصابعه ويصفر في كفه بفمه ، والمكاء الصفير ، قال : % ( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . % تمكو فريصته كشدق الأعلم ) % ! 2 " وتصدية " 2 ! التصفيق ، أو الصد عن البيت الحرام ، أو تصدي بعضهم لبعض ليفعل مثل فعله ويصفر له إن غفل عنه ، أو من صد يصد إذا ضج ، أو الصدى الذي يجيب الصائح فيرد عليه مثل قوله ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا صلى في المسجد الحرام قام رجلان من بني عبدار عن يمينه يصفران صفير المكاء
@ 536 @ - وهو طائر - ورجلان عن يساره يصفقان بأيديهما ليخلطوا على الرسول صلى الله عليه وسلم - القراءة والصلاة ، فنزلت ، وسماها صلاة لأنهم أقاموها مقام الدعاء والتسبيح ، أو كانوا يعملون كعمل الصلاة . ! 2 " فذوقوا " 2 ! فالقوا ، أو فجربوا عذاب السيف ببدر ، أو يقال لهم ذلك في عذاب الآخرة . ^ ( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون ( 36 ) ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعاً فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون ( 37 ) ) ^ # 36 - ! 2 " ينفقون أموالهم " 2 ! نفقة قريش في القتال ببدر ، أو استأجر أبو سفيان يوم أحد ألفين من الأحابيش من كنانة . # 37 - ! 2 " الخبيث " 2 ! الحرام ، والطيب : الحلال ، أو الخبيث : ما لم تخرج منه حقوق الله - تعالى - والطيب : ما أخرجت منه حقوقه . ! 2 " بعضه على بعض " 2 ! يجمعه في الآخرة وإن تفرقا في الدنيا . ! 2 " فيركمه " 2 ! يجعل بعضه فوق بعض . ! 2 " فيجعله في جهنم " 2 ! يعذبون به ! 2 " يوم يحمى عليها في نار جهنم " 2 ! [ التوبة : 35 ] أو يجعلها معهم في النار ذلاً وهواناً كما كانت في الدنيا نعيماً وعزاً . ^ ( قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنت الأولين ( 38 ) وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير ( 39 ) وإن تولوا فاعلموا أن الله
@ 537 @ مولاكم نعم المولى ونعم النصير ( 40 ) ) ^ # 38 - ^ ( وإن يعودوا ) ^ إلى الحرب ^ ( فقد مضت سنة ) ^ قتلى بدر وأسراهم ، أو إن يعودوا إلى الكفر فقد مضت سنة الله - تعالى - بإهلاك الكفرة ، ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - نزلت لما دخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح فقال : ما في ظنكم وما ترون أني صانع بكم ، فقالوا : ابن عم كريم فإن تعف فذاك الظن بك ، وإن تنتقم فقد أسأنا ، فقال : بل أقول كما قال يوسف لإخوته : ^ ( لا تثريب عليكم اليوم ) ^ الآية ' [ يوسف : 92 ] فنزلت ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ' اللهم كما أذقت أول قريش نكالاً فأذق آخرهم نوالاً ' . ^ ( واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم ءامنتم بالله ومآ أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير ( 41 ) ) ^ # 41 - ^ ( غنمتم ) ^ ذكر الغنيمة ها هنا والفيء في الحشر وهما واحد ، ونسخت آية الحشر بهذه ، أو الغنيمة ما أخذ عنوة ، والفيء ما أخذ صلحاً ،
@ 538 @ أو الغنيمة ما ظهر عليه المسلمون من الأموال ، والفيء ما ظهر عليه من الأرضين . ! 2 " لله خمسه " 2 ! افتتاح كلام ، وله الدنيا والآخرة ، المعنى للرسول / خمسه أو الخمس لله ورسوله يصرف سهم الله في بيته ، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يأخذ الخمس فيضرب فيه بيده فيأخذ منه الذي قبض كفه فيجعله للكعبة وهو سهم الله . ! 2 " وللرسول " 2 ! افتتاح كلام - أيضاً - ولا شيء له من ذلك فيقسم الخمس على أربعة ' ع ' ، أو للرسول الخمس عند الجمهور ، ويكون سهمه للخليفة بعده ، أو يورث عنه ، أو يرد على السهام الباقية فيقسم الخمس على أربعة ، أو يصرف إلى الكراع والسلاح فعله أبو بكر وعمر - رضي الله تعالى عنهما - ، أو إلى المصالح العامة . ! 2 " ولذي القربى " 2 ! بنو هاشم ، أو قريش ، أو بنو هاشم وبنو المطلب ، وهو باق لهم أبداً ، أو لقرابة الخليفة القائم بأمور الأمة ، أو للإمام وضعه حيث شاء ، أو يرد سهمهم وسهم الرسول صلى الله عليه وسلم على باقي السهام فتكون ثلاثة . ! 2 " اليتامى " 2 ! من مات أبوه من الأطفال بخلاف البهائم فإنه من ماتت أمه ، ويشترط الإسلام والحاجة ، ويختص بأيتام أهل الفيء أو يعم ! 2 " وابن السبيل " 2 ! المسافر المسلم المحتاج من أهل الفيء ، أو يعم . ! 2 " الفرقان " 2 ! يوم بدر فرق فيه بين الحق والباطل . ^ ( إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم ولو
@ 539 @ تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمراً كان مفعولا ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حى عن بينة وإن الله لسميع عليم ( 42 ) ) ^ # 42 - ^ ( العدوة الدنيا ) ^ شفير الوادي الأدنى إلى المدينة . ^ ( والقصوى ) ^ الأقصى منها إلى مكة . ^ ( والركب ) ^ عير أبي سفيان أسفل الوادي على شط البحر بثلاثة أميال ^ ( ولو تواعدتم ) ^ ثم بلغكم كثرتهم لتأخرتم ونقضتم الميعاد ، [ أ ] و لو تواعدتم من غير معونة من الله - تعالى - لاختلفتم في الميعاد بالقواطع والعوائق ، أو لو تواعدتم أن تتفقوا مجتمعين لاختلفتم بالتقدم والتأخر والزيادة والنقصان من غير قصد لذلك . ^ ( ليهلك ) ^ ليقتل منهم ببدر من قتل عن حجة ، وليبقى منهم من بقي عن قدره ، أو ليكفر من قريش بعد الحجة من كفر ببيان ما وعدوا ، ويؤمن من آمن بعد العلم بصحة إيمانهم . ^ ( إذ يريكهم الله في منامك قليلاً ولو أراكهم كثيراً لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلم إنه عليم بذات الصدور ( 43 ) وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمراً كان مفعولا وإلى الله ترجع الأمور ( 44 ) ) ^ # 43 - ^ ( في منامك ) ^ موضع النوم - وهي العين - فرأى قلتهم عياناً ، أو ألقى عليه النوم فرأى قلتهم في نومه ، قاله الجمهور : وكان ذلك لطفاً بهم . ^ ( لفشلتم ) ^ لجبنتم وانهزمتم ، أو لاختلفتم في لقائهم ، أو الكف عنهم . ^ ( يآ أيها الذين ءامنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم
@ 540 @ تفلحون ( 45 ) وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ( 46 ) ) ^ # 46 - ^ ( فتفشلوا ) ^ هو التقاعد عن القتال جبناً . ^ ( ريحكم ) ^ قوتكم ، أو دولتكم ، أو الريح المرسلة لنصر أولياء الله وخذلان أعدائه ، قاله قتادة . ^ ( ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطراً ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط ( 47 ) وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما ترآءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب ( 48 ) إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلآء دينهم ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم ( 49 ) ) ^ # 47 - ^ ( كالذين خرجوا ) ^ قريش لحماية العير فنجا بها أبو سفيان ، فقال أبو جهل لا نرجع حتى نرد بدراً وننحر جزوراً ونشرب خمراً وتعزف علينا القينات فكان من أمرهم ما كان . # 48 - ^ ( زين لهم الشيطان ) ^ ظهر لهم في صورة سراقة بن جعشم من بني كنانة . ^ ( نكص ) ^ هرب ذليلاً خازياً . ^ ( ما لا ترون ) ^ من إمداد الملائكة .
@ 541 @ # 49 - ! 2 " والذين في قلوبهم مرض " 2 ! المشركون ، أو قوم تكلموا بالإسلام / وهم بمكة ، أو قوم مرتابون لم يظهروا عداوة النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف المنافقين ، والمرض في القلب : هو الشك . ^ ( ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملآئكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق ( 50 ) ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد ( 51 ) كدأب ءال فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوي شديد العقاب ( 52 ) ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم ( 53 ) كدأب ءال فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنآ ءال فرعون وكل كانوا ظالمين ( 54 ) ) ^ # 50 - ! 2 " يتوفى الذين كفروا " 2 ! عند قبض أرواحهم . ! 2 " يضربون وجوههم " 2 ! يوم القيامة ، أو القتل ببدر . ^ ( إن شر الدوآب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون ( 55 ) الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون ( 56 ) فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون ( 57 ) ) ^ # 57 - ! 2 " تثقفنهم " 2 ! تصادفهم ، أو تظفر بهم . ! 2 " فشرد " 2 ! أنذر ، أو نكل ، أو بدد . ^ ( وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سوآء إن الله لا يحب الخآئنين ( 58 ) ^ # 58 - ! 2 " خيانة " 2 ! في نقض العهد . ! 2 " فانبذ إليهم " 2 ! ألق إليهم عهدهم كي لا ينسبوك إلى الغدر بهم ، والنبذ : الإلقاء . ! 2 " على سواء " 2 ! مهل ، أو مجاهرة بما تفعل بهم ، أو على استواء في العلم به حتى لا يسبقوك إلى فعل ما يريدونه
@
542 @ بك ، أو عدل من غير تحيف ، أو وسط . قيل نزلت في بني قريظة . ^ ( ولا يحسبن
الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون ( 59 ) وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط
الخير ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما
تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون ( 60 ) ) ^ # 60 - ! 2
" قوة " 2 ! السلاح ، أو التظافر واتفاق الكلمة ، أو الثقة بالله -
تعالى - والرغبة إليه ، أو الرمي مروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو ذكور الخيل
. ^ ( ورباط الخيل ) ^ إناثها ، أو رباطها : الذكور والإناث عند الجمهور ! 2
" عدو الله " 2 ! بالكفر
@ 543 @ ! 2 " وعدوكم " 2 ! بالمباينة ، أو عدو الله : هو عدوكم ، لأن
عدو الله - تعالى - عدو لأوليائه . ! 2 " لا تعلمونهم " 2 ! بنو قريظة ،
أو المنافقون ، أو أهل فارس ، أو الشياطين أو من لا تعرفون عداوته على العموم . ^
( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم ( 62 ) وإن
يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين ( 62 ) وألف بين
قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه
عزيز حكيم ( 63 ) ) ^ # 61 - ! 2 " للسلم " 2 ! الموادعة ، أو إن توقفوا
عن الحرب مسالمة فتوقف عنها مسالمة ، أو إن أظهروا الإسلام فاقبله وإن لم تعلم
بواطنهم ، عامة في كل من سأل الموادعة ثم نسختها آية السيف أو خاصة بالكتابيين يبذلون
الجزية ، أو في معينين سألوا الموادعة فأمر بإجابتهم . ^ ( يا أيها النبي حسبك
الله ومن اتبعك من المؤمنين ( 64 ) يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن
منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا
بأنهم قوما لا يفقهون ( 65 ) الآن خفف الله عنكم
@ 544 @ ^ ( وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين ( 66 ) ) ^ # 64 - ! 2 " حسبك الله " 2 ! أن تتوكل عليه ، والمؤمنون : أن تقاتل بهم ، أو حسبك الله وحسب من اتبعك من المؤمنين الله ، قيل نزلت بالبيداء في غزوة بدر قبل القتال . # 65 - ! 2 " عشرون " 2 ! أمروا يوم بدر أن لا يفر أحدهم عن عشرة فشق عليهم فنسخ بقوله - تعالى - ! 2 " الآن خفف الله عنكم " 2 ! [ 66 ] ، أو وعدوا أن ينصر كل رجل على عشرة . ^ ( ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم ( 67 ) لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم ( 68 ) فلكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم ( 69 ) ) ^ # 67 - ^ ( ماكان لنبي ) ^ أن يفادي ، نزلت لما استقر رأي الرسول صلى الله عليه وسلم بعد مشاورة أصحابه على أخذ الفداء بالمال عن كل أسير من أسرى بدر أربعة آلاف درهم ، فنزلت إنكارا لما فعلوه . ! 2 " يثخن " 2 ! بالغلبة والاستيلاء ، أو بكثرة القتل ليعز به المسلمون ويذل الكفرة . ! 2 " عرض الدنيا " 2 ! سماه بذلك لقلة بقائه . ! 2 " يريد الآخرة " 2 ! العمل بما يوجب ثوابها . # 68 - ^ ( أخذتم ) من الفداء ^ ( لولا كتاب ) ^ سبق لأهل بدر أن لا يعذبوا لمسهم في أخذ الفداء عذاب عظيم ، أو سبق في إحلال الغنائم لمسهم في تعجلها من أهل بدر عذاب عظيم ، أو سبق بأن لا يعذب من أتى عملا على
@ 545 @ جهالة ، أو الكتاب القرآن المقتضي لغفران الصغائر ، ولما شاور الرسول صلى الله عليه وسلم أبا بكر - رضي الله تعالى عنه - / قال : قومك وعشيرتك فاستبقهم لعل الله - تعالى - أن يهديهم ، وقال عمر - رضي الله تعالى عنه - : أعداء الله - تعالى - ورسوله كذبوك وأخرجوك فاضرب أعناقهم ، فمال الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قول أبي بكر - رضي الله تعالى عنه - ، وأخذ الفداء ليقوي به المسلمون ، وقال : أنتم عالة يعني للمهاجرين ، فلما نزلت هذه الآية قال الرسول صلى الله عليه وسلم : لعمر - رضي الله تعالى عنه - لو عذبنا في هذا الأمر - يا عمر - لما نجا غيرك ثم ، أحل الغنائم ، بقوله - تعالى - ! 2 " فكلوا مما غنمتم " 2 ! [ 69 ] . ^ ( يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم ( 70 ) وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم ( 71 ) ) ^ # 70 - ! 2 " يؤتكم خيرا مما أخذ منكم " 2 ! لما أسر العباس يوم بدر أخذ منه الرسول صلى الله عليه وسلم فداء نفسه وابني أخيه عقيل
@ 546 @ ونوفل ، قال : يا رسول الله كنت مسلما وأخرجت مكرها ولقد تركتني فقيرا أتكفف الناس ، فقال : فأين الأواقي التي دفعتها سرا لأم الفضل عند خروجك فقال : إن الله - تعالى - ليزيدنا ثقة بنبوتك ، قال العباس : فصدق الله - تعالى - وعده فيما أتاني ، وإن لي لعشرين مملوكا يضرب كل مملوك منهم بعشرين ألفا في التجارة ، فقد أعطاني الله - تعالى - خيرامما أخذ مني يوم بدر . ^ ( إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولائك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير ) ^
@ 547 @ # 72 - ! 2 " آمنوا " 2 ! بالله ! 2 " وهاجروا " 2 ! من ديارهم في طاعته ! 2 " وجاهدوا بأموالهم " 2 ! بإنفاقها ! 2 " وأنفسهم " 2 ! بالقتال أراد المهاجرين مع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ! 2 " والذين آووا " 2 ! المهاجرين في منازلهم ! 2 " ونصروا " 2 ! النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين معه ، يريد الأنصار . ! 2 " أولياء بعض " 2 ! أعوان بعض عند الجمهور [ أو ] أولى بميراث بعض ، جعل الله - تعالى - المريراث للمهاجرين والأنصار دون الأرحام . ^ ( والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم ) ^ من ميراثهم من شيء ! 2 " حتى يهاجروا " 2 ! . فعملوا بذلك حتى نسخت بقوله - تعالى - ^ ( وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ) ^ [ 75 ] يعني في الميراث ، فصار الميراث لذوي الأرحام . ^ ( والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ( 73 ) والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا اولائك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم ( 74 ) ) ^ # 73 - ! 2 " والذين كفروا بعضهم " 2 ! أنصار بعض ، أو بعضهم وارث بعض ( ( ع ) ) ! 2 " إلا تفعلوه " 2 ! إلا تتناصروا - أيها المؤمنون - ! 2 " تكن فتنة في الأرض " 2 ! بغلبة الكفرة ! 2 " وفساد كبير " 2 ! بضعف الإيمان ، أو إلا تتوارثوا بالإسلام والهجرة ! 2 " تكن فتنة في الأرض " 2 ! باختلاف الكلمة ! 2 " وفساد كبير " 2 ! بتقوية الخارج عن الجماعة ( ع ) .
@
5 @
سورة التوبة
سورة التوبة مدنية اتفاقاً ، أو إلا آيتين في آخرها ، 8 ( لقد جاءكم ) 8 [ 128 ،
129 ] ، نزلتا بمكة ، وكانت تسمى على عهد الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] الفاضحة '
ع ' ، وسورة البحوث لبحثها عن أسرار المنافقين وفضحها لهم ، وسميت في عهده وبعده
المبعثرة لما كشفت من السرائر . وتركت البسملة في أولها ، لأنها مع الأنفال كسورة
واحدة الأنفال في العهود وبراءة في رفع العهود ، وكانتا تدعيان القرينتين ، أو
البسملة أمان ، وبراءة نزلت برفع الأمان . ونزلت سنة تسع / فأنزلها [ 69 / أ ]
الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] مع علي - رضي الله تعالى عنه - وكان أبو بكر - رضي
الله تعالى عنه - صاحب الموسم فقال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] : ' لا يبلغ عني
إلا رجل مني ' ، أو
@ 6 @ أنفذه بعشر آيات من أولها ، أو بتسع تقرأ في الموسم ، فقرأها علي - رضي الله تعالى عنه - يوم النحر على جمرة العقبة . ! 2 " براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين " 2 ! 1 - ! 2 " براءة من الله ورسوله " 2 ! انقطاع للعصمة منهما ، أو انقضاء عهدهما . 2 - ! 2 " فسيحوا " 2 ! أمان ! 2 " في الأرض " 2 ! تصرفوا كيف شئتم ، أو سافروا حيث أردتم ، والسياحة : السير على مهل ، أو البعد على وجل . ! 2 " أربعة أشهر " 2 ! أمان لمن له عهد مطلق ، أو أقل من الأربعة ، ومن لا أمان له فهو حرب ، أو من كان له عهد أكثر من الأربعة حط إليها ، ومن كان دونها رفع إليها ومن لا عهد له فله أمان خمسين ليلة من يوم النحر إلى سلخ المحرم لقوله تعالى - ! 2 " فإذا انسلخ الأشهر الحرم " 2 ! ' ع ' ، أو الأربعة لجميع الكفار من كان له عهد ، أو لم يكن ، أو هي أمان لمن لا عهد له ومن له عهد فأمانه إلى مدة عهده . وأول المدة يوم الحج الأكبر يوم النحر إلى انقضاء العاشر من ربيع الآخر ، أو شوال وذو القعدة وذو الحجة والمحرم ، أو أولها يوم العشرين من ذي القعدة وآخرها يوم العشرين من ربيع الأول لأن الحج وقع تلك السنة في ذلك اليوم من ذي القعدة لأجل النسئ وكان الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] قد أقره حتى نزل تحريم النسئ ، فقال ' ألا إن الزمان قد استدار ' .
@ 7 @ ^ ( وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله برىءٌ من المشركين ورسوله فإن تبتم فهو خير لكم وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزى الله وبشر الذين كفروا بعذاب أليم إلا الذين عهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئاً ولم يظهروا عليكم أحداً فأتمّوا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين ) ^ 3 - ! 2 " وأذان " 2 ! قصص ، أونداء بالأمن يسمع بالأذن ، أو إعلام عند الكافة . ! 2 " يوم الحج الأكبر " 2 ! يوم عرفة خطب فيه الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] وقال : ' هذا يوم الحج الأكبر ' ، أو يوم النحر ، وهو مروي عن الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] أو أيام الحج كلها كيوم صفين ويوم الجمل عبر باليوم عن الأيام ! 2 " الأكبر " 2 ! القران والأصغر الإفراد ، أو الأكبر الحج والأصغر العمرة ، أو سمي به لأنه اجتمع فيه حج
@ 8 @ المسلمين والمشركين ووافق عيد اليهود والنصارى ، قاله الحسن - رضي الله تعالى عنه - . ^ ( فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصدٍ فإن تابوا وأقاموا الصلاة وءاتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفورٌ رحيم ) ^ 5 - ! 2 " فإذا انسلخ الأشهر الحرم " 2 ! رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم عند الجمهور ، أو أشهر السياحة عشرون من ذي الحجة إلى العشر من ربيع الآخر ، قاله الحسن - رضي الله عنه ! 2 " وجدتموهم " 2 ! في حل أو حرم ، أو في أشهر الحرم وغيرها . ! 2 " وخذوهم " 2 ! الواو بمعنى ' أو ' خذوهم أو تقديره : ' فخذوا المشركين حيث وجدتموهم واقتلوهم ' مقدم ومؤخر . ! 2 " واحصروهم " 2 ! بالاسترقاق ، أو بالفداء . ! 2 " كل مرصد " 2 ! اطلبوهم في كل مكان ، فالقتل إذا وجدوا والطلب إذا بعدوا ، أو افعلوا بهم كل ما أرصده الله لهم من قتل أو استرقاق أو من ، أو فداء . ! 2 " تابوا " 2 ! أسلموا ! 2 " وأقاموا الصلاة " 2 ! / أدوها ، أو اعترفوا بها ! 2 " وآتوا الزكاة " 2 ! اعترفوا بها لا غير إذ لا يقتل تاركها لا بل تؤخذ منه قهراً . ! 2 " وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون " 2 ! 6 - ! 2 " استجارك " 2 ! استعانك ، أو استأمنك . ! 2 " كلام الله " 2 ! القرآن كله ، أو براءة خاصة ليعرف ما فيها من أحكام العهد والسيرة مع الكفار . ^ ( كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين ) ^ .
@ 9 @ 7 - ! 2 " الذين عاهدتم عند المسجد " 2 ! خزاعة ، أو بنو ضمرة ، أو قريش ' ع ' ، أو قوم من بكر بن كنانة . ! 2 " فما استقاموا " 2 ! دوموا على عهدهم ما داموا عليه . ^ ( كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمّة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون اشتروا بئايت الله ثمناً قليلاً فصدّوا عن سبيله إنّهم ساء ما كانوا يعملون لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمةً وأولئك هم المعتدون ) ^ . ! 2 " يظهروا " 2 ! يقووا عليكم بالظفر . ! 2 " لا يرقبوا " 2 ! لا يخافوا ، أو لا يراعوا ! 2 " الآ " 2 ! عهدا أو قرابة ، قال : فأقسم إنّ إلك من قريش . أو جواراً ، أو يميناً ، أو هو اسم لله عز وجل . ! 2 " ذمة " 2 ! عهداً ، أو جواراً ، أو التذمم ممن لا عهد له . ! 2 " وأكثرهم فاسقون " 2 ! بنقض العهد ، أو فاسق في دينه وإن كان دينهم فسقاً . 9 - ! 2 " بآيات الله " 2 ! دلائله وحججه ، أو التوراة التي فيها صفة الرسول [ صلى الله عليه وسلم ]
@ 10 @ ! 2 " قليلا " 2 ! ، لأنه حرام ، أو لأنه من عرض الدنيا وبقاؤها قليل نزلت في الأعراب الذين جمعهم أبو سفيان على طعامه ، أو في قوم من اليهود عاهدوا ثم نقضوا . ^ ( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وءاتوا الزكاة فإخوانكم في الدّين ونفصّل الآيات لقوم يعلمون وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلّهم ينتهون ) ^ . 12 - ! 2 " نكثوا أيمانهم " 2 ! نقضوا العهد الذي عقدوه بأيمانهم . ! 2 " أئمة الكفر " 2 ! رؤساء المشركين ، أو زعماء قريش ' ع ' ، أو الذين هموا بإخراج الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] . ! 2 " لا أيمان لهم " 2 ! بارة و ! 2 " لا أيمان " 2 ! من الأمان ، أو التصديق . ^ ( ألا تقاتلون قوماً نكثوا أيمانهم وهمّوا بإخراج الرسول وهم بدءوكم أوّل مرّة أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قومٍ مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء والله عليم حكيم أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجةً والله خبير بما تعملون ) ^ . 16 - ! 2 " وليجة " 2 ! خيانة ، أو بطانة ، أو دخولاً في ولاية المشركين ، ولج في كذا : دخل فيه . ^ ( ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك
@ 11 @ حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون إنما يعمر مساجد الله من ءآمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وءاتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين ) ^ 17 - ^ ( يعمروا مسجد الله ) ^ بالزيارة والدخول إليه ، أو بالكفر ، لأن المسجد إنما يعمر بالإيمان . ^ ( شاهدين ) ^ لما دلت أموالهم وأفعالهم على كفرهم تنزل ذلك منزلة شهادتهم على أنفسهم ، أو شهدوا على رسولهم بالكفر لأنهم كذبوه وكفروه وهو من أنفسهم ، أو إذا سئل اليهودي ما أنت يقول : يهودي ، وكذلك النصارى [ و ] المشركون وكلهم كفرة وإن لم يقروا بالكفر . 18 - ^ ( مساجد الله ) ^ مواضع السجود من المصلي ، أو البيوت المتخذة للصلوات . ^ ( فعسى أولئك ) ^ كل عسى من الله واجبة ' ع ' ، أو ذكره ليكونوا على خوف ورجاء . ^ ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن ءامن بالله واليوم الأخر وجاهد في سبيل الله لا يستون عند الله والله لا يهدى القوم الظالمين الذين ءامنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون يبشرهم ربّهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيمٌ مقيم خالدين فيها أبداً إن الله عنده أجرٌ عظيم ) ^
@ 12 @ 19 - ! 2 " سقاية الحاج وعمارة المسجد " 2 ! بسدانته والقيام به ، لما فضلت قريش ذلك على الإيمان بالله - تعالى - نزلت أو نزلت في العباس صاحب السقاية ، وشيبة بن عثمان صاحب السدانة وحاجب الكعبة ، لما أسرا ببدر عيرهما المهاجرون بالكفر والإقامة بمكة فقالا نحن أفضل أجراً منكم بعمارة المسجد وحجب الكعبة وسقي الحاج . ^ ( يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا ءاباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون * 23 * قل إن كان ءاباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال أقترفتموها وتجارةٌ تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحبّ إليكم من الله ورسوله وجهادٍ في سبيله فتربصوا حتى يأتى الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين 7 * * ) ^ 24 - ! 2 " إن كان آباؤكم " 2 ! نزلت في قوم أسلموا بمكة ولم يهاجروا ميلاً إلى ما ذكر في هذه الآية . ! 2 " اقترفتموها " 2 ! اكتسبتموها . ! 2 " وتجارة " 2 ! أموال التجارة
@ 13 @ تكسد سوقها وينقص سعرها ، أو البنات الأيامى يكسدن على أبائهن فلا يخطبن . ! 2 " بأمره " 2 ! بعقوبة عاجلة أو آجلة ، أو بفتح مكة . ! 2 " لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء والله غفور رحيم " 2 ! 26 - ! 2 " سكينة " 2 ! الوقار ، أو الطمأنينة ، أو الرحمة . ! 2 " جنودا لم تروها " 2 ! الملائكة ، أو بتكثيرهم في أعين أعدائهم ، وهو محتمل ! 2 " وعذب الذين كفروا " 2 ! بالخوف ، أو بالقتل والسبي . ^ ( يا أيها الذين ءامنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم * 28 * ) ^ 28 - ! 2 " نجس " 2 ! نجاسة الأبدان كالكلب والخنزير ، قاله عمر بن عبد العزيز والحسن رضي الله تعالى عنهما - وأوجب الوضوء على من صافحهم ، أو لأنهم لا يغتسلون من الجنابة فصاروا كالأنجاس ، أو عبر عن
@ 14 @ اجتنابنا لهم ومنعهم من المساجد بالنجس كما يفعل ذلك بالأنجاس ، أو نجاستهم خبث ظواهرهم بالكفر وبواطنهم بالعداوة . ! 2 " المسجد الحرام " 2 ! الحرم كله . ! 2 " عامهم هذا " 2 ! سنة تسع ، أو سنة عشر ، ويمنع منه الحربي والذمي عند الجمهور ، أو يمنعون إلا الذمي والعبد المملوك لمسلم . ! 2 " عيلة " 2 ! فقراً وفاقة ، أو ضيعة من يقوته من عياله . ! 2 " يغنيكم الله " 2 ! تعالى بالمطر في النبات ، أو بالجزية المأخوذة منهم ، أو عام في كل ما يغني . ! 2 " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " 2 ! 29 - ! 2 " الذين لا يؤمنون " 2 ! دخل فيه أهل الكتاب وإن آمنوا باليوم الآخر إذ لا يعتد بإيمانهم فصار كالمعدوم ، أو ذمهم ذم من لا يؤمن به ، ! 2 " ولا يحرمون ما حرم الله " 2 ! بنسخه من شرائعهم ، أو ما حرمه وأحله لهم . ! 2 " دين الحق " 2 ! الإسلام عند الجمهور ، أو العمل بما في التوراة من اتباع الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] والحق هنا هو الله ! 2 " من الذين أوتوا " 2 ! من أبناء الذين أوتوا ، أو الذين أوتوه بين أظهرهم . ! 2 " يعطوا الجزية " 2 ! يضمنوها ، أو يدفعوها ، والجزية مجملة ، أو عامة تجري على العموم إلا ما خصه الدليل . ! 2 " عن يد " 2 ! غنى وقدرة ، أو لا يقابلها جزاء ، أولنا عليهم يد نأخذها لما فيه من حقن دمائهم ، أو يؤدونها بأيديهم دون رسلهم كما يفعل المتكبرون ! 2 " صاغرون " 2 ! قياماً وآخذها جالس ، أو يمشوا بها كارهين ' ع ' أو أذلاء مقهورين ، أو دفعها هو الصغار ، أو إجراء أحكام الإسلام عليهم . ^ ( وقالت اليهود عزيز ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنّى يؤفكون أتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله
@
15 @ والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه
عمّا يشركون ) ^ 30 - ^ ( وقالت اليهود عزير ابن الله ) ^ لما حرق بختنصر التوراة
ولم يبق بأيديهم شيء منها ولم يكونوا يحفظونها ساءهم ذلك وسألوا الله ردها فقذفها
في قلب عزير فقرأها عليهم فعرفوا ، فلذلك قالوا : إنه ابن الله . وكان ذلك قول
جميعهم ' ع ' ، أو قول طائفة من سلفهم ، أومن معاصري الرسول [ صلى الله عليه وسلم
] ، فنحاص وحده ، أو جماعة سلام بن مشكم ونعمان بن أوفى ، وشاس بن قيس ، ومالك بن
الصيف ' ع ' ، وأضيف إلى جميعهم لمّا لم ينكروه . ^ ( وقالت النصارى ) ^ بأجمعهم ^
( المسيح ابن الله ) ^ لأنه ولد من غير أب ، أو لأنه أحيا الموتى ، وأبرأ من
الأسقام . ^ ( بأفواههم ) ^ لما لم يكن عليه دليل قيده
@ 16 @ بأفواههم لا يتجاوزها ^ ( يضاهون ) ^ يشابهون ، والتي لم تحض ' ضهياء '
لشبهها بالرجل . يضاهون بقولهم عبدة الأوثان في اللات والعزى ومناة وأن [ 70 / ب ]
الملائكة / بنات الله ، أو ضاهت النصارى بقولهم المسيح ابن الله قول اليهود عزير
ابن الله ، أو ضاهوا في تقليد أسلافهم من تقدمهم . ! 2 " قاتلهم الله "
2 ! لعنهم ' ع ' ، أو قتلهم ، أو هو كالمقاتل لهم بما أعده من عذابهم وأبانه من
عداوتهم . ! 2 " يؤفكون " 2 ! يصرفون عن الحق إلى الإفك وهو الكذب . 31
- ! 2 " أحبارهم " 2 ! جمع حبر ، لتحبيره المعاني ، وهو التحسين بالبيان
عنها ، والرهبان : جمع راهب ، من رهبة الله وخشيته ، وكثر استعماله في نسّاك
النصارى . ! 2 " أربابا " 2 ! آلهة يطيعونهم فيما حرموه وأحلوه دون
العبادة وهو مروي عن الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] . ^ ( يريدون أن يطفئوا نور
الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون هو الذي أرسل رسوله بالهدى
ودين الحق ليظهره على الدّين
@ 17 @ كلّه ولو كره المشركون ) ^ 32 - ^ ( نور الله ) ^ القرآن والإسلام ، أو دلائله التي يهتدى بها كما يهتدى بالنور . 33 - ^ ( بالهدى ) ^ الهدي : البيان ، ^ ( ودين الحق ) ^ الإسلام ، أو كلاهما واحد ، أو الهدي : الدليل ، ودين الحق المدلول ، أو بالهدى إلى دين الحق . ^ ( ليظهره على الدين كله ) ^ عند نزول عيسى 0 عليه السلام - فلا يعبد الله - تعالى - إلا بالإسلام ، أو يطلعه على شرائع الدين كله ، أو يظهر دلائله وحججه ، أو يرعب المشركين من أهله ، أو لما أسلمت قريش انقطعت رحلتاهم إلى الشام واليمن لتباينهم في الدين فذكروا ذلك للرسول [ صلى الله عليه وسلم ] فنزلت ^ ( ليظهره على الدين ) ^ في الشام واليمن وقد أظهره الله - تعالى - أو الظهور : الاستعلاء ، والإسلام أعلى الأديان كلها . ^ ( يا أيها الذين ءامنوا إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدّون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضّة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون ) ^ 34 - ^ ( بالباطل ) ^ جميع الوجوه المحرمة ، أو الرشا في الحكم . ^ ( يكنزون ) ^ الكنز الذي توعد عليه كل ما لم تؤدّ زكاته مدفوناً أو غير مدفون ، أو ما زاد على أربعة آلاف درهم أديت زكاته أو لم تؤدّ ، والأربعة آلاف فما دونها
@
18 @ ليست بكنز ، قاله علي رضي الله تعالى عنه ، أو ما فضل من المال عن الحاجة ،
ولما نزلت قال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] : ' تباً للذهب والفضة ، فقال له عمر
- رضي الله تعالى عنه - : إن أصحابك قد شق عليهم وقالوا فأي المال نتخذ ، فقال :
لسانا ذاكراً وقلباً شاكراً ، وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على دينه ، مات رجل من أهل
الصّفة فوجد في مئزره دينار ، فقال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] : كيّة ومات آخر
فوجد في مئزره ديناران ، فقال كيّتان . والكنز في اللغة كل مجموع بعضه إلى بعض
ظاهراً كان أو مدفوناً ، ومنه كنز التمر . ! 2 " ولا ينفقونها " 2 !
الكنوز ، أو الفضة اكتفى بذكر أحدهما ، قال : % ( إن شرخ الشباب والشعر الأسود %
ما لم يعاص كان جنونا ) %
@ 19 @ ولم يقل : يعاصيا . ^ ( إنّ عدّة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب
الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرمٌ ذلك الدّين القيم فلا تظلموا فيهن
أنفسكم وقاتلوا المشركين كافّة كما يقاتلونكم كافةً واعلموا أن الله مع المتقين 3
* * ) ^ 36 - ! 2 " حرم " 2 ! لعظم انتهاك الحرمات فيها ، ! 2 "
الدين القيم " 2 ! الحساب المستقيم ، أو القضاء الحق . ! 2 " فلا تظلموا
فيهن أنفسكم " 2 ! بالمعاصي في الإثني عشر ، أو في الأربعة ، أو فلا تظلموها
في الأربعة بعد تحريم الله - تعالى - [ 71 / أ ] لها ، أو لا تظلموها / بترك قتل
عدوكم فيها . ^ ( إنّما النسىء زيادةٌ في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاماً
ويحرمّونه عاماً ليواطئوا عدّة ما حرّم الله فيحلوا ما حرّم الله زين لهم سوء
أعمالهم والله لا يهدى القوم الكافرين * 37 * ) ^ 37 - ^ ( النسىء ) ^ كانوا
يؤخرون السنة أحد عشر يوماً حتى يجعلوا المحرم صفراً أو كانوا يؤخرون الحج في كل
سنتين شهراً ، قال مجاهد : حج
@
20 @ المشركون في ذي الحجة عامين ثم حجوا في المحرم عامين ثم حجوا في صفر عامين ثم
في ذي القعدة عامين الثاني منهما حجة أبي بكر ، ثم حج الرسول [ صلى الله عليه وسلم
] من قابل في ذي الحجة ، وقال : ' إن الزمان قد استدار كهيئته ' . وكان ينادي
بالنسيء في الموسم بنو كنانة قال شاعرهم : % ( ألسنا الناسئين على معد % شهور الحل
نجعلها حراماً ) % وأول من نسأ الشهور [ سرير ] بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن
كنانة
@ 21 @ أو القلمس الأكبر ، وهو عدي بن عامر بن ثعلبة بن الحارث ، وآخر من نسأها
إلى أن نزل تحريمها سنة عشر أبو ثمامة جنادة بن عوف ، وكان ينادي إذا نسأها في كل
عام ألا إن أبا ثمامة لا يحاب ولا يعاب . ! 2 " ليواطئوا " 2 ! ليوافقوا
عدة الأربعة فيحرموا أربعة كما حرم الله - تعالى - أربعة . ! 2 " سوء أعمالهم
" 2 ! من تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرم ، أو الربا . ^ ( ياأيها الذين
ءامنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله أثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة
الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدّنيا في الآخرة إلا قليل إلا تنفروا يعذّبكم
عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ولا تضرّوه شيئاً والله على كلّ شىءٍ قدير ) ^
38 - ! 2 " انفروا " 2 ! لما دعوا إلى غزوة تبوك تثاقلوا ، فنزلت . ! 2
" الأرض " 2 !
@ 22 @ الإقامة بأوطانكم وأرضكم ، دعوا إلى ذلك في شدة الحر وإدراك الثمار ، أو اطمأنوا إلى الدنيا فسماها [ أرضاً ] ! 2 " أرضيتم " 2 ! بمنافع الدنيا بدلا من ثواب الآخرة . 39 - ! 2 " عذابا أليما " 2 ! احتباس القطر ' ع ' ، ولا تضروا الله بترك النفير ، أو لا تضروا الرسول ، لأن الله - تعالى - تكفل بنصره . ! 2 " إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم " 2 ! 40 - ! 2 " إلا تنصروه " 2 ! إن لا تنصروا الرسول بالنفير معه فقد نصره الله بالملائكة ، أو بإرشادة إلى الهجرة حتى أغناه من إعانتكم . ! 2 " أخرجه الذين كفروا " 2 ! من مكة أعلمهم أنه غني عن نصرهم ، دخل الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ، وأبو بكر - رضي الله تعالى عنه - الغار فأقاما فيه ثلاثاً وجعل الله - تعالى - على بابه ثمامة وهي شجيرة صغيرة ، وألهمت العنكبوت فنسجت على بابه ، ولما ألم الحزن قلب أبي بكر - رضي الله تعالى - عنه بما تخيله من وهن الدين بعد الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] قال له الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] : لا تحزن إن الله معنا بالنصر عليهم . ! 2 " سكينته عليه " 2 ! النبي [ صلى الله عليه وسلم ] أو أبو بكر - رضي الله تعالى عنه - ، لأن النبي [ صلى الله عليه وسلم ] قد علم أنه منصور ، والسكينة الرحمة ، أو الطمأنينة ، أو الوقار ، أو شيء سكّن الله - تعالى -
@ 23 @ به قلوبهم . ! 2 " بجنود لم تروها " 2 ! الملائكة ، أو الثقة بوعده واليقين بنصره وتأييده بإخفاء أثره في الغار لما طلب ، أو بمنعهم من التعرض له لما هاجر . ! 2 " انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون " 2 ! 41 - ! 2 " خفافا وثقالا " 2 ! شباباً وشيوخاً ، أو فقراء وأغنياء ، أو مشاغيل وغير [ 71 / ب ] مشاغيل ، أو نشاطاً وغير نشاط / ' ع ' أو ركباناً ومشاة ، أو ذا ضيعة وغير ذي ضيعة ، أو ذوي عيال وغير ذوي عيال ، أو أصحاء ومرضى ، أو خفة النفير وثقله ، أو خفافاً إلى الطاعة ثقالاً عن المخالفة . ! 2 " وجاهدوا " 2 ! الجهاد بالنفس فرض كفاية متعين عند هجوم العدو . وبالمال بالزاد والراحلة إذا قدر بنفسه ، وإن عجز لزمه بذل المال بدلاً عن نفسه ، أو لا يلزمه ذلك عند الجمهور ، لأن المال تابع للنفس . ! 2 " خير لكم " 2 ! الجهاد خير من القعود المباح ، أو الخير في الجهاد لا في تركه ! 2 " تعلمون " 2 ! صدق وعد الله - تعالى - بثواب الجهاد ، أو أن الخير في الجهاد . ^ ( لو كان عرضاً قريباً وسفراً قاصداً لاتّبعوك ولكن بعدت عليهم الشقّة وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم إنّهم لكاذبون عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين لا يستئذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين إنما يستئذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يتردّدون ) ^ 42 - ! 2 " لو كان " 2 ! الذي دعوا إليه ! 2 " عرضا " 2 ! غنيمة ، أو أمراً سهلاً . ! 2 " قاصدا " 2 ! سهلاً مقتصداً . ! 2 " لاتبعوك " 2 ! في الخروج . ! 2 " الشقة " 2 ! القطعة من الأرض
@ 24 @ يشق ركوبها لبعده . ^ ( ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدّة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين 2 * * لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأ وضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سمّاعون لهم والله عليم بالظالمين ) ^ 46 - ! 2 " عده " 2 ! صحة عزم ونشاط نفس ، أوالزاد والراحلة ونفقة الحاضرين من الأهل . ! 2 " كره الله انبعاثهم " 2 ! لوقوع الفشل بتخاذلهم كابن أبي والجد بن قيس . ! 2 " وقيل اقعدوا " 2 ! قاله بعضهم لبعض ، أو قاله الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] غضباً عليهم لعلمه بذلك منهم . ! 2 " القاعدين " 2 ! بغير عذر ، أو بعذر كالنساء والصبيان . 47 - ^ ( خيالا ) ^ فساداً ' ع ' ، أو اضطراباً استثناء منقطع ، لأن المسلمين لم يكونوا في خبال فيزدادوا منه . ! 2 " ولأوضعوا " 2 ! الإيضاع : سرعة السير ، والخلال : الفرج ، المعنى لأسرعوا في اختلالكم ، أو لأوقعوا الخلف بينكم . ! 2 " الفتنة " 2 ! الكفر ، أو اختلاف الكلمة وتفريق الجماعة . ! 2 " سماعون " 2 ! مطيعون ، أو عيون منكم ينقلون أخباركم إليهم ، أو ' عيون منهم ينقلون أخباركم إلى المشركين ' . ^ ( لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلّبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهو كارهون ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتنّى ألا في الفتنة
@ 25 @ سقطوا وإنّ جهنّم لمحيطة بالكافرين ) ^ 48 - ^ ( ابتغوا الفتنة ) ^ الاختلاف وتفريق الكلمة . ^ ( وقلبوا لك الأمور ) ^ بمعاونتهم ظاهراً وممالأة المشركين باطناً ، أو قالوا بأفواههم ما ليس في قلوبهم ، أو توقعوا الدوائر وانتظروا الفرص ، أو حلفهم لو استطعنا لخرجنا . ^ ( جاء الحق ) ! 2 " النصر " 2 ! ( وظهر أمر الله ) ! 2 " دينه " 2 ! ( وهم كارهون ) ^ لهما . 49 - ^ ( ولا تفتني ) ^ لا تكسبني الإثم بمخالفتي في القعود ، أو لا تصرفني عن شغلي ، أو نزلت في الجد بن قيس قال : ^ ( ائذي لي ولا تفتني ) ^ ببنات الأصفر فإني مستهتر بالنساء . ^ ( في الفتنة ) ^ جهنم ، أو محبة النفاق والشقاق . ^ ( إن تصبك حسنةٌ تسؤهم وإن تصبك مصيبةٌ يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وّهم فرحون قل لّن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) ^
@ 26 @ 50 - ! 2 " حسنة " 2 ! نصر ، أو النصر ببدر ، والمصيبة : النكبة يوم أحد ! 2 " أمرنا " 2 ! حذرنا وسلمنا ! 2 " فرحون " 2 ! بمصيبتك وسلامتهم . 51 - ! 2 " كتب الله لنا " 2 ! في اللوح المحفوظ من خير ، أو شر وليس ذلك بأفعالنا فنذم أونحمد ، أو ما كتب لنا في نصرنا في العاقبة وإعزاز الدين بنا . ! 2 " مولانا " 2 ! مالكنا وحافظنا وناصرنا . ! 2 " وعلى الله فليتوكل المؤمنون " 2 ! في معونته وتدبيره . ! 2 " قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم إنكم كنتم قوما فاسقين وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون " 2 ! [ 72 / أ ] 52 - ! 2 " الحسنيين " 2 ! النصر والشهادة / في النصر ظهور الدين وفي الشهادة الجنة . ! 2 " فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون " 2 ! 55 - ! 2 " أموالهم ولا أولادهم " 2 ! في الحياة الدنيا ^ ( إنما يريدالله ليعذبهم بها ) ^ في الآخرة ، فيه تقديم وتأخير ' ع ' ، أو يعذبهم بالزكاة فيها ، أو بمصائبهم فيهما ، أو بسبي الأبناء وغنيمة الأموال ، يعني المشركين ، أو يعذبهم بجمعها وحفظها والبخل بها والحزن عليها . ! 2 " وتزهق " 2 ! تهلك ، ! 2 " وزهق الباطل " 2 ! [ الإسراء : 81 ] . ^ ( ويحلفون بالله إنّهم لمنكم وما هم منّكم ولكنهم قومٌ يفرقون لو
@ 27 @ يجدون ملجئاً أو مغارات أو مدّخلاً لّولّوا إليه وهم يجمحون ) ^ 57 - ^ ( ملجأ ) ^ حرزاً ' ع ' ، او حصناً ، أو موضعاً حزناً من الجبل ، أو مهرباً . ^ ( مغارات ) ^ غارات في الجبال ' ع ' ، أو مدخل يستر من دخله . ^ ( مدخلاً ) ^ سربا في الأرض ، أو المدخل الضيق الذي يدخل فيه بشدة . ^ ( لولَّوا إليه ) ^ هرباً من القتال ، وخذلاناً للمؤمنين . ^ ( يجمحون ) ^ يهربون ، أو يسرعون . ^ ( ومنهم مّن يلمزوك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون ولو أنّهم رضوا ما ءاتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنّا إلى الله راغبون ) ^ 58 - ^ ( يلمزك ) ^ يغتابك ، أو يعيبك ، نزلت في ثعلبة بن حاطب كان يتكلم بالنفاق ويقول : إنما يعطي محمد من شاء فإن أعطي رضي وإن لم يعط سخط ، أو في ذي الخويصرة لما أتى الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] وهو يقسم قسماً فقال :
@
28 @ اعدل - يا محمد - فقال : ويلك فمن يعدل إن لم أعدل ، فاستأذن عمر - رضي الله
تعالى عنه - في ضرب عنقه ، فقال دعه فنزلت . ! 2 " إنما الصدقات للفقراء
والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله
وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم " 2 ! 60 - ! 2 " للفقراء
والمساكين " 2 ! الفقير المحتاج العفيف عن السؤال ، والمسكين المحتاج السائل
' ع ' ، أو الفقير المحتاج الزّمن ، والمسكين المحتاج الصحيح ، أو الفقراء هم
المهاجرون ، والمساكين غير المهاجرين ، أو الفقراء من المسلمين والمساكين من أهل
الكتاب ، أو الفقير الذي لا شيء له لانكسار فقاره بالحاجة والمسكين له ما لا يكفيه
لكن يسكن إليه ، أو الفقير له ما لا يكفيه والمسكين لا شيء له يسكن إليه . ! 2
" العاملين " 2 ! السعاة لهم ثمنها ، أو أجر مثلهم . ! 2 "
والمؤلفة " 2 ! كفار ومسلمون ، فالمسلمون منهم ضعيف النية في الإسلام فيتألف
تقوية لنيته كعيينة بن بدر
@ 29 @ والأقرع بن حابس والعباس بن مرداس ، ومنهم من حسن إسلامه لكنه يعطى تألفاً
لعشيرته من المشركين كعدي بن حاتم ، والمشركون منهم من يقصد أذى المسلمين فيتألف
بالعطاء دفعاً لأذاه كعامر بن الطفيل ، ومنهم من يميل إلى الإسلام فيتألف بالعطاء
ليؤمن كصفوان بن أمية ، فهذه أربعة أصناف ، وكان الرسول [ صلى الله عليه وسلم ]
يعطي هؤلاء وبعد هل يعطون ؟ فيه قولان : لأن الله - تعالى - قد أعز الدين ! 2
" فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " 2 ! [ الكهف : 29 ] . ! 2 " الرقاب
" 2 ! المكاتبون ، أو عبيد يشترون ويعتقون . ^ ( الغارمين ) ^ من لزمه غرم
دين . ! 2 " سبيل الله " 2 ! الغزاة الفقراء والأغنياء . ! 2 " ابن
السبيل " 2 ! المسافر لا يجد نفقة سفره
@ 30 @ وإن كان غنياً في بلده ، قاله الجمهور ، أو الضيف . ^ ( ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين ءامنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم ) ^ 61 - ! 2 " إذن " 2 ! يصغي إلى كل أحد فيسمع قوله ، كان المنافقون يقولون فيه ما لا يجوز ثم عابوه بأنه أذن يسمع جميع ما يقال له ، أو عابوه ، فقال أحدهم : [ 72 / ب ] كفوا / فإني أخاف أن يبلغه فيعاقبنا ، فقالوا : هو أذن إذا جئناه وحلفنا له صدقنا فنسبوه إلى قبول العذر في الحق والباطل . ! 2 " يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم خالدا فيها ذلك الخزي العظيم " 2 ! 63 - ! 2 " يحادد " 2 ! يخالف ، أو يجاوز حدودهما ، أو يعاديهما مأخوذ من حد السلاح لاستعماله في المعاداة . ! 2 " جهنم " 2 ! لبعد قعرها ، بئر جهنام بعيدة القعر . ^ ( يحذر المنافقون أن تنزّل عليهم سورةٌ تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزءوا إنّ الله مخرج ما تحذرون ولئن سألتهم ليقولنّ إنّما كنّا نخوض ونلعب قل أبالله وءأياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين ) ^ 64 - ! 2 " يحذر المنافقون " 2 ! خبر ، أوامر بصيغة الخبر . ! 2 " بما في قلوبهم " 2 !
@ 31 @ من النفاق ، أو قولهم في غزوة تبوك : أيرجو هذا الرجل أن يفتح قصور الشام وحصونها هيهات ، فأطلع الله - تعالى - رسوله [ صلى الله عليه وسلم ] على ما قالوه . ^ ( استهزءوا ) ^ تهديد . ! 2 " المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم " 2 ! 67 - ! 2 " بعضهم من بعض " 2 ! في الدين ! 2 " بالمنكر " 2 ! كل ما أنكره العقل من الشر . والمعروف : كل ما عرفه العقل من الخير ، أو المعروف في
@ 32 @ كتاب الله كله الإيمان ، والمنكر في كتاب الله كله الشرك قاله أبو العالية . ! 2 " ويقبضون أيديهم " 2 ! عن النفقة في سبيل الله ، أو عن كل خير ، أو عن الجهاد مع النبي [ صلى الله عليه وسلم ] ، أو عن رفعها إلى الله - تعالى - في الدعاء ! 2 " فنسيهم " 2 ! تركوا أمره فترك رحمتهم ، قال ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - : كان المنافقون ثلاثمائة رجل ومائة وسبعين امرأة . ! 2 " كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " 2 ! 69 - ! 2 " بخلاقهم " 2 ! بنصيبهم من خيرات الدنيا . ! 2 " وخضتم " 2 ! في شهوات الدنيا ، أو في قول الكفر . ! 2 " كالذي خاضوا " 2 ! فارس والروم ، أو بنو إسرائيل . ^ ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعضٍ يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها==
2. تفسير العز بن عبد
السلام تفسير القرآن / اختصار النكت للماوردي
المؤلف : الإمام عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي الشافعي 578 هـ
/ 660 هـ
@
33 @ الأنهار خالدين فيها ومساكن طيّبة في جنات عدنٍ ورضوان من الله أكبر ذلك هو
الفوز العظيم ) ^ 72 - ^ ( ومساكن طيبة ) ^ قصور مبنية باللؤلؤ والياقوت الأحمر
والزبرجد الأخضر ، أو يطيب العيش بسكناها وهو محتمل . ^ ( عدن ) ^ خلود وإقامة ،
والمعدن لإقامة الجوهر فيه ، أو كروم وأعناب بالسريانية ، أو عدن اسم لبطنان الجنة
ووسطها ، أو اسم قصر في الجنة ، أو جنة في السماء العليا لا يدخلها إلا نبي ، أو
صديق أو شهيد ، أو إمام عدل ، أو محكّم في نفسه ، وجنة المأوى في السماء الدنيا
تأوي إليها أرواح المؤمنين . ^ ( يا أيها النبي جاهد الكفّار والمنافقين واغلظ
عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر
وكفروا بعد إسلامهم وهمّوا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من
فضله فإن يتوبوا يك خيراً لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذاباً أليماً في الدنيا
والآخرة وما لهم في الأرض من ولّىٍ ولا نصير ) ^ 73 - ^ ( جاهد الكفار ) ^ بالسيف
^ ( والمنافقين ) ^ بيده فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، فإن لم
يستطع فليكفهر في وجوههم ، أو يجاهدهم
@ 34 @ باللسان ، أو بإقامة الحدود وكانوا أكثر من يصيب الحدود . 74 - ! 2 "
يحلفون " 2 ! نزلت في ابن أبي لما قال : ! 2 " لئن رجعنا إلى المدينة
" 2 ! [ المنافقون : 8 ] ، أو قال الجلاس بن سويد إن كان ما جاء به محمد حقاً
فنحن شر من الحمير ثم حلف بالله ما قال ، أو قال ذلك جماعة من اليهود . ! 2 "
كلمة الكفر " 2 ! هو ما حلفوا أنهم ما قالوه فأكذبهم الله ، أو قولهم محمد
ليس بنبي . ! 2 " وهموا " 2 ! بقتل الرسول في غزاة تبوك ، أو بإخراج
الرسول بقولهم ! 2 " لئن رجعنا إلى المدينة " 2 ! الآية [ المنافقون : 8
] أو همّوا بقتل الذي أنكر عليهم .
@
35 @ ^ ( ومنهم من عاهد الله لئن ءاتانا من فضله لنصّدقن ولنكونن من الصالحين
فلمّا ءاتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى
يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون 3 * * ألم يعلموا أنّ الله
يعلم سرّهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب ) ^ 75 - ! 2 " ومنهم من عاهد الله
" 2 ! نزلت والتي بعدها في حاطب بن أبي بلتعة كان له مال بالشام فنذر أن يتصدق
منه فلما قدم عليه بخل ، قاله الكلبي ، أو قتل مولى لعمر حميماً لثعلبة فوعد إن
أوصل الله إليه الدية أن يخرج حق الله - تعالى - منها فلما وصلت بخل بحق الله -
تعالى - فنزلت ، / فلما بلغته أتى الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] بصدقته فلم
يقبلها منه ، وقال إن الله - تعالى - منعني أن أقبل
@ 36 @ صدقتك فجعل يحثو التراب على رأسه ، فمات الرسول [ صلى الله عليه وسلم ]
فأتى أبا بكر - رضي الله تعالى عنه - ثم عمر - رضي الله تعالى عنه - بعده ، ثم
عثمان رضي الله تعالى عنه - لم يقبلوها .
@ 37 @ ! 2 " الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون
إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم " 2 ! 79 - ! 2 "
الذين يلمزون " 2 ! لما حث الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] على النفقة في غزوة
تبوك ، جاء عبد الرحمن بن عوف بأربعة آلاف درهم ، وقال هذه شطر مالي ، وجاء عاصم
بن عدي بمائة وسق من تمر ، وجاء أبو عقيل بصاع من تمر وقال أجرت نفسي بصاعين فذهبت
بأحدهما إلى عيالي وجئت بالآخر ، فقال الحاضرون من المنافقين أما عبد الرحمن وعاصم
فما أعطيا إلا رياء ، وأما صاع
@
38 @ أبي عقيل فإن الله - تعالى - غني عنه . فنزلت . الجهد والجهد واحد ، أو بالضم
الطاقة وبالفتح المشقة . ! 2 " استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم
سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم
الفاسقين " 2 ! 80 - ! 2 " استغفر لهم أو لا تستغفر لهم " 2 ! آيسه
من الغفران لهم . ! 2 " سبعين مرة " 2 ! ليس بحد لوجود المغفرة بما
بعدها ، والعرب تبالغ بالسبع والسبعين ، لأن التعديل في نصف العقد وهو خمسة فإذا
زيد عليه واحد كان لأدنى المبالغة وإن زيد اثنان كان لأقصى المبالغة ، وقيل للأسد
سبع لأن قوته تضاعفت سبع مرات ، قاله علي بن عيسى . وقال الرسول [ صلى الله عليه
وسلم ] سوف استغفر لهم أكثر من سبعين فنزلت ! 2 " سواء عليهم أستغفرت لهم أم
لم تستغفر لهم " 2 ! الآية [ المنافقون : 6 ] فكف .
@ 39 @ فارغة
@ 40 @ ! 2 " فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا
بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو
كانوا يفقهون فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون " 2 ! 81 -
! 2 " المخلفون " 2 ! المتركون كانوا أربعة وثمانين نفساً . ! 2 "
خلاف " 2 ! بعد ، أو مخالفة عند الأكثر . ! 2 " لا تنفروا في الحر
" 2 ! قاله بعضهم لبعض ، أو قالوه للمؤمنين ليقعدوا معهم . 82 - ! 2 "
فليضحكوا " 2 ! تهديد ! 2 " قليلا " 2 ! ، لأن ضحك الدنيا فان ، أو
لأنه قليل بالنسبة إلى ما فيها من الأحزان والغموم . ! 2 " كثيرا " 2 !
في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، أو في النار أبداً يبكون من ألم العذاب . ^ (
فإن رّجعك الله إلى طائفة منهم فاستئذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبداً ولن
تقاتلوا معي عدوا إنكم رضيتم بالقعود أوّل مرةٍ فاقعدوا مع الخالفين ) ^ 83 - ! 2
" أول مرة " 2 ! دعيتم ، أو قبل استئذانكم . ! 2 " الخالفين "
2 ! النساء
@ 41 @ والصبيان ، أول الرجال المعذورين بأمراض أو غيرها ' ع ' . ! 2 " ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون " 2 ! 84 - ! 2 " ولا تصل " 2 ! نزلت في ابن أبي لما صلى عليه الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ، أو أراد الصلاة عليه فأخذ جبريل - عليه السلام - بثوبه ، وقال : ولا تصل على أحد ولا تقم على قبره قيام زائر ، أو مستغفر . ^ ( وإذا أنزلت سورة أن ءامنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استئذنك أولوا الطول منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين 6 * * رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم فهو لا يفقهون ) ^
@ 42 @ 86 - ! 2 " إن آمنوا " 2 ! دوموا على الإيمان ، أو افعلوا فعل المؤمن ، أو أمر المنافقين أن يؤمنوا باطناً كما آمنوا ظاهراً . ! 2 " الطول " 2 ! الغنى ، أو القدرة ، قيل نزلت في ابن أبي والجد بن قيس . 87 - ! 2 " الخوالف " 2 ! النساء ، أو المنافقين ، أو الأدنياء الأخساء ، فلان خالفة أهله إذا كان دونهم . ^ ( لكن الرسول والذين ءامنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم ) ^ 88 - ! 2 " الخيرات " 2 ! جمع خيرة ، غنائم الدنيا ومنافع الجهاد ، أو ثواب الآخرة ، أو فواضل العطايا ، أو الحور ! 2 " فيهن خيرات حسان " 2 ! [ الرحمن : 70 ] . ! 2 " وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم وقعد الذين كذبوا الله ورسوله سيصيب الذين كفروا منهم عذاب أليم " 2 ! 90 - ! 2 " المعذرون " 2 ! مخفف الذين اعتذروا بحق ، وبالتشديد الذين كذبوا [ 73 / ب ] في اعتذارهم فالعذر حق ، والتعذير كذب ، قيل هم بنو أسد وغطفان . ^ ( ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ماينفقون حرجٌ إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيلٍ والله غفور رحيم ولا على
@
43 @ الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من
الدمع حزناً ألا يجدوا ما ينفقون إنما السبيل على الذين يستئذنونك وهم أغنياء رضوا
بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون * 93 * يعتذرون إليكم
إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبّأنا الله من أخباركم وسيرى الله
عملكم ورسوله ثم تردّون إلى عالم الغيب والشهادة فينبّئكم بما كنتم تعملون سيحلفون
بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجسٌ ومأواهم جهنّم
جزاء بما كانوا يكسبون يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن
القوم الفاسقين ) ^ 91 - ^ ( الضعفاء ) ^ الصغار لضعف أبدانهم ، أو المجانين لضعف
عقولهم أو العميان لضعف تصرفهم ^ ( وإنا لنراك فينا ضعيفاً ) ^ [ هود : 91 ]
ضريراً . ^ ( نصحوا ) ^ برئوا من النفاق ، أو إذا قاموا بحفظ المخلفين والمنازل ،
فيرجع إلى من لا يجد النفقة خاصة ، قيل نزلت في عائذ بن عمرو وعبد الله بن مغفل .
@ 44 @ 92 - ^ ( لا أجد ماأحملكم عليه ) ^ زاداً لأنهم طلبوه ، أو نعالاً لأنهم
طلبوها ، وقال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] في هذه الغزوة : أكثروا من النعال
فإن الرجل لا يزال راكباً ما كان منتعلاً ، نزلت في العرباض بن سارية ، أو عبد
الله بن الأزرق ، أو في بني مقرن من مزينة ، أو في سبعة من قبائل شتى ، أو في أبي
موسى وأصحابه . 93 - ! 2 " السبيل " 2 ! الإنكار ، أو المأثم . ! 2
" الخوالف " 2 ! المتخلفون بالنفاق ، أو الذراري من النساء والأطفال .
@ 45 @ ! 2 " الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء والله سميع عليم ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول ألا إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم " 2 ! 97 - ! 2 " أشد كفرا ونفاقا " 2 ! كفرهم أكثر وأشد لجفاء طباعهم وغلظ قلوبهم ، أو الكفر فيهم أكثر لعدم وقوفهم على الكتاب والسنة . ! 2 " وأجدر " 2 ! أقرب مأخوذ من الجدار بين المتجاورين . ! 2 " حدود ما أنزل الله " 2 ! من فروض العبادات ، أو من الوعيد على مخالفة الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] والتخلف عن الجهاد . 98 - ! 2 " ما ينفق " 2 ! في الجهاد ، أو الصدقات . ! 2 " مغرما " 2 ! المغرم : التزام ما لا يلزم ! 2 " عذابها كان غراما " 2 ! [ الفرقان : 65 ] لازماً . ! 2 " الدوائر " 2 ! انقلاب النعمة إلى غيرها من الدور . 99 - ! 2 " وصلوات الرسول " 2 ! استغفاره لهم ' ع ' ، أو دعاؤه . ! 2 " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم " 2 ! 100 - ! 2 " والسابقون " 2 ! أهل بيعة الرضوان ، أو أهل بدر ، أو الذين صلوا إلى القبلتين ، أو الذين سبقوا بالموت والشهادة من المهاجرين والأنصار سبقوا إلى الثواب وحسن الجزاء ! 2 " رضي الله عنهم " 2 ! بالإيمان ! 2 " ورضوا عنه " 2 ! بالثواب ، أو رضي عنهم بالعبادة ورضوا عنه بالجزاء ، أو رضي عنهم بطاعة الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ورضوا عنه بالقبول .
@ 46 @ ! 2 " وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم " 2 ! 101 - ! 2 " حولكم " 2 ! حول المدينة ، مزينة وجهينة وأسلم وغفار وأشجع كان فيهم بعد إسلامهم منافقون كما في الأنصار ، وإنما نافقوا لدخول جميعهم تحت القدرة فميزوا بالنفاق وإن عمتهم الطاعة . ! 2 " مردوا " 2 ! أقاموا وأصروا ، أو مرنوا عليه وعتوا فيه ! 2 " شيطانا مريدا " 2 ! [ النساء : 117 ] عاتياً ، أو تجردوا فيه وتظاهروا به ! 2 " لا تعلمهم " 2 ! حتى نعلمك بهم ، أو لا تعلم عاقبتهم فلا تحكم على أحد بجنة ولا نار . ! 2 " مرتين " 2 ! إحداهما بالفضيحة في الدنيا والجزع من المسلمين ، والثانية بعذاب القبر ' ع ' ، أو إحداهما بالأسر والأخرى بالقتل ، أو إحداهما بالزكاة والأخرى أمرهم بالجهاد ، لأنهم يرونه عذاباً لنفاقهم ، قاله الحسن - رضي الله تعالى عنه - أو إحداهما عذاب الدنيا والأخرى عذاب الآخرة . ! 2 " عذاب عظيم " 2 ! بأخذ الزكاة ، أو بإقامة الحدود في الدنيا ، أو بالنار في الآخرة . ^ ( وءاخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وءاخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم 10 * * ) ^ 102 - ! 2 " وآخرون اعترفوا " 2 ! نزلت في أبي لبابة في قضيته مع بنى قريظة . / [ 74 / أ ] أو في سبعة أنصار من العشرة المتخلفين في غزوة تبوك أبو لبابة بن
@
47 @ عبد المنذر وأوس بن ثعلبة ووديعة بن حرام فلما ندموا على تخلفهم وربطوا
أنفسهم إلى سواري المسجد ليطلقهم الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] إن عفا عنهم ،
فلما مر بهم وكانوا على طريقه فسأل عنهم فأخبر بحالهم فقال : لا أعذرهم ولا أطلقهم
حتى يكون الله - تعالى - هو الذي يعذرهم ويطلقهم فنزلت ' ع ' . ! 2 " عملا
صالحا وآخر سيئا " 2 ! الصالح : الجهاد ، والسيء التخلف عنه ، أو السيء الذنب
والصالح التوبة ، أو ذنباً وسوطاً لا ذاهباً فروطاً ولا ساقطاً سقوط . قاله الحسن
- رضي الله تعالى عنه - . ^ ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم
إنّ صلواتك سكنٌ لهم والله سميع عليم ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده
ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم ) ^ \ 103 - ! 2 " خذ من أموالهم
" 2 ! لما تاب الله - تعالى - على أبي لبابة وأصحابه قالوا : يا رسول الله خذ
منا صدقة تطهرنا وتزكينا ، فقال : لا أفعل حتى اؤمر
@ 48 @ فنزلت ، صدقة بذلوها تطوعا ، أو الزكاة الواجبة ! 2 " تطهرهم " 2
! من ذنوبهم ، وتزكي أعمالهم ! 2 " وصل " 2 ! استغفر ، أو أدع قاله ' ع
' . ! 2 " سكن " 2 ! قربة ' ع ' ، أو وقار ، أو أمن ، أو تثبيت ،
والدعاء واجب على الآخذ أو مستحب ، أو يجب في التطوع ومستحب في الفرض ، أو يستحب
للوالي ويجب على الفقير ، أو بالعكس ، أو إن سأل الدافع الدعاء وجب وإن لم يسأل
استحب ، قال عبد الله بن أبي أوفى لما أتيت الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] بصدقات
قومي قلت يا رسول الله صل علىّ ، فقال : اللهم صلّ على آل أبي أوفى .
@ 49 @ ^ ( وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى علام الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون * 105 * وءاخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإمّا يتوب عليهم والله عليم حكيم ) ^ 106 - ! 2 " وآخرون " 2 ! هم الثلاثة الباقون من العشرة المتخلفين في غزوة تبوك لم يربطوا أنفسهم وهم كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع . ! 2 " مرجون " 2 ! لما يرد من أمر الله فيهم . ! 2 " ليعذبهم " 2 ! يميتهم على حالهم ، أو يأمر بعذابهم إن لم يعلم صحة توبتهم ! 2 " عليم " 2 ! بما يؤول إليه حالهم ، ! 2 " حكيم " 2 ! في إرجائهم .
@ 50 @ ! 2 " والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين " 2 ! 107 - ! 2 " والذين اتخذوا مسجدا " 2 ! هم بنو عمرو بن عوف اثنا عشر رجلاً من الأنصار بنوا مسجد الضرار . ! 2 " وتفريقا بين المؤمنين " 2 ! لئلا يجتمعوا في مسجد قباء . ! 2 " وإرصادا " 2 ! انتظاراً لسوء يتوقع ، أو لحفظ مكروه يفعل . ! 2 " لمن حارب الله ورسوله " 2 ! بمخالفتهما ، أو عداوتهما ، وهو أبو عامر الراهب والد حنظلة بن الراهب ، وكان قد حزب على الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] فبنوه له ليصلي فيه إذا رجع من عند هرقل اعتقاداً منهم أنه إذا صلى فيه نصروا ، ابتدءوا بنيانه والرسول [ صلى الله عليه وسلم ] خارج إلى تبوك فسألوه أن يصلي فيه فقال : أنا على سفر ولو قدمنا - إن شاء الله تعالى - أتيناكم وصلينا لكم فيه ، فلما رجع أتوه وقد فرغوا منه وصلوا فيه الجمعة والسبت والأحد وقالوا : قد فرغنا منه ، فأتاه خبره وأنزل الله - تعالى - فيه ما أنزل . ! 2 " لا تقم فيه " 2 ! لا تصل فيه فعند ذلك أمر / [ 74 / ب ] الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] بهدمه فحرق ، أو انهار في يوم الاثنين ولم يحرق .
@ 51 @ 108 - ! 2 " أسس على التقوى " 2 ! مسجد الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] بالمدينة مروي عن الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] أو مسجد قباء ، وهو أول مسجد بني في الإسلام ' ع ' ، أو كل مسجد بني في المدينة أسس على التقوى . ! 2 " يتطهروا " 2 ! بالتوبة من الذنوب . ! 2 " والله يحب المطهرين " 2 ! بالتوبة ، أو أراد الاستنجاء بالماء ، أو المتطهرين من أدبار النساء . ^ ( أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنّم والله لا يهدي القوم الظالمين * 109 * لا يزال
@ 52 @ بنيانهم الذي بنوا ريبةً في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم ) ^ 109 - ^ ( أفمن أسس بنيانه ) ^ مسجد قباء ، أو قوله : ^ ( لمسجد أسس على التقوى ) ^ مسجد المدينة ، وقوله ^ ( أفمن أسس بنيانه ) ^ مسجد قباء . ^ ( جرف ) ^ حرف الوادي الذي لا يثبت عليه البناء لرخاوته . ^ ( هار ) ^ هائر ، وهو الساقط . ^ ( فانهار به في نار جهنم ) ^ سقطوا ببنيانهم في جهنم ، أو سقط المسجد بنفسه مع بقعته في جهنم ، قال جابر بن عبدالله : رأيت الدخان يخرج من مسجد الضرار حتى انهار ، وقيل حفرت فيه بقعة فرئي فيها الدخان . 110 - ^ ( ريبةً ) ^ حين بنوه شك ، أو غطاء ، أو بعد هدمه حزازة ، أو ندامة . ^ ( تقطع ) ^ يموتوا ' ع ' ، أو يتوبوا ، أو تقطع في القبور . ^ ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرءان ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعتكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الأمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين ) ^ 111 - ^ ( اشترى ) ^ لما جوزوا بالجنة على ذلك عبر عنه بلفظ الشراء تجوزاً . 112 - ^ ( التائبون ) ^ من الذنوب . ^ ( العابدون ) ^ بالطاعة ، أو بالتوحيد ، أو بطول الصلاة . ^ ( الحامدون ) ^ على السراء والضراء ، أو على الإسلام . ^ ( السائحون ) ^ المجاهدون واستؤذن الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] في السياحة فقال : ' سياحة أمتي
@
53 @ الجهاد ، أو الصائمون ، قال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] : ' سياحة أمتي
الصوم ' ' ع ' ، أو المهاجرون ، أو طلبة العلم . ! 2 " بالمعروف " 2 !
التوحيد ، أو الإسلام . ! 2 " المنكر " 2 ! الشرك ، أو الذين لم ينهوا
عنه حتى انتهوا عنه . ! 2 " والحافظون لحدود الله " 2 ! القائمون بأمره
، أو بفرائض حلاله وحرامه ، أو لشرطه في الجهاد . ! 2 " المؤمنين " 2 !
المصدقين بما وعدوا في هذه الآيات ، أو بما ندبوا إليه فيها . لما نزل ! 2 "
إن الله اشترى " 2 ! جاء رجل من المهاجرين فقال : يا رسول الله ، وإن زنا وإن
سرق وإن شرب الخمر فنزلت ! 2 " التائبون " 2 ! ^ ( ما كان للنبي والذين
ءامنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب
الجحيم وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدةٍ وعدها إيّاه فلمّا تبيّن له
أنّه عدوّ لله تبرأ منه إن إبراهيم لأوّاه
@ 54 @ حليمٌ ) ^ \ 113 - ^ ( ما كان للنبي ) ^ لما زار الرسول [ صلى الله عليه
وسلم ] قبر أمه ، وقال : استأذنت ربي في زيارتها فأذن لي واستأذنته في الدعاء لها
فلم يأذن لي فنزلت ، أو نزلت في أبي طالب لما قال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ]
لأستغفرن لك ما لم أنه عنك أو ،
@ 55 @ سمع علي - رضي الله تعالى عنه - رجلاً يستغفر لأبويه فقال : أتستغفر لهما وهما مشركان فقال أو لم يستغفر إبراهيم لأبويه فذكره على - رضي الله تعالى عنه - للرسول [ صلى الله عليه وسلم ] فنزلت . 114 - ! 2 " موعدة " 2 ! وعد إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - أبوه أنه إن استغفر له آمن ، أو وعدإبراهيم عليه الصلاة / والسلام - أياه أن يستغفر له لرجائه إيمانه فلما مات على شركه تبرأ من أفعاله ومن الاستغفار له . ! 2 " أواه " 2 ! دعاء ، أو رحيم ، أو موقن ، أو مؤمن بلغة الحبشة ' ع ' ، أو مسبح ، أو مكثر من تلاوة القرآن ، أو متأوه ، أو فقيه أو متضرع خاشع مروي عن الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ، أو إذا ذكره ذنوبه استغفر منها . وأصل التأوه التوجع ! 2 " حليم " 2 ! صبور على الأذى ، أو صفوح عن الذنب . ^ ( وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون إن الله
@ 56 @ بكل شيءٍ عليم إن الله له ملك السموات والأرض يحي ويميت وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير * 116 * ) ^ 115 - ^ ( وما كان الله ليضل ) ^ أسلم قوم من الإعراب ورجعوا إلى بلادهم يعملون بما شاهدوه من الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] من صوم أيام البيض والصلاة إلى بيت المقدس ثم قدموا إليه فوجدوه يصوم رمضان ويصلي إلى الكعبة ، فقالوا : يا رسول الله دنّا بعدك بالضلالة إنك على أمر وإنا على غيره فنزلت . ^ ( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبّعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريقٍ منهم ثمّ تاب عليهم إنه بهم رءوفٌ رحيمٌ * 117 * وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنّوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) ^ 117 - ^ ( تاب الله على النبي والمهاجرين ) ^ توبة لعونه بإنقاذهم من شدة العسرة ، أو تخليصهم من نكاية العدو وغيره ، أي رجعهم إلى ما كانوا فيه من الحالة الأولى . ^ ( العسرة ) ^ في غزوة تبوك كانوا في قلة من الظهر فيتناوب الرجلان والثلاثة على بعير واحد ، وتعسر الزاد فيشق الرجلان التمرة بينهما ، أو يمص النفر التمرة الواحدة ثم يشربون عليها الماء وذلك في شدة الحر ، واشتد عطشهم حتى نحروا الإبل وعصروا أكراشها فشربوا ماءها . ^ ( يزيغ قلوب فريق ) ^ يتلف بالجهد والشدة ، أو يعدل عن المتابعة [ والنصرة ] ^ ( ثم تاب عليهم ) ^
@ 57 @ التوبة الأولى في الذهاب والثانية في الرجوع ، أو الأولى في السفر ، والثانية بعد الرجوع إلى المدينة . 118 - ! 2 " وعلى الثلاثة " 2 ! وتاب على الثلاثة . ^ ( خلّفوا ) ^ عن التوبة فأخرت توبتهم حتى تاب الله - على الذين ربطوا أنفسهم مع أبي لبابة ، أو خلفوا عن بعث الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] . ! 2 " ضاقت عليهم الأرض " 2 ! لامتناع المسلمين من كلامهم . ! 2 " وضاقت عليهم أنفسهم " 2 ! بما لقوه من جفوة الناس ! 2 " وظنوا " 2 ! أيقنوا أنهم لا يلجؤون في قبول توبتهم والصفح عنهم إلا إلى ربهم ، ثم تاب عليهم بعد خمسين ليلة من مقدم الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ! 2 " ليتوبوا " 2 ! ليستقيموا ، لأن توبتهم قد تقدمت ' ع ' وامتحنوا بذلك إصلاحاً لهم ولغيرهم . 119 - ! 2 " يا أيها الذين آمنوا " 2 ! بموسى ، أو عيسى - عليهما الصلاة والسلام - ! 2 " اتقوا الله " 2 ! - تعالى - في الإيمان بمحمد [ صلى الله عليه وسلم ] . ! 2 " وكونوا مع الصادقين " 2 ! الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] وأصحابه - تعالى - رضي الله عنهم - أجمعين في الجهاد ، أو يا أيها المسلمين اتقوا الله - تعالى - في الكذب ، أو اتقوا الله في طاعة رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] إذا أمركم بالجهاد ! 2 " الصادقين " 2 ! أبو بكر وعمر - رضى الله تعالى عنهما - أو الثلاثة الذين خلّفوا وصدقوا / الرسول في تخلفهم ، أو المهاجرين ، لأنهم لم يتخلفوا عن الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] في الجهاد ، أو من صدقت نيته وقوله وعمله وسره وعلانيته . ^ ( ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلّفوا عن الرسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصبٌ ولا مخمصةٌ فىِ سبيل الله ولا يطئون موطئاً يغيظ الكفار ولا ينالون من عدوّ نّيلاً إلا كُتب لهم به عملٌ صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين ولا ينفقون
@ 58 @ نفقةً صغيرةً ولا كبيرةً ولا يقطعون وادياً إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون وما كان المؤمنون لينفروا كآفةً فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفةٌ ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون 3 * * ) ^ 122 - ^ ( وما كان المؤمنون ) ^ ما كان عليهم أن ينفروا جميعاً لأن الجهاد صار فرض كفاية . نسخت قوله - تعالى : ^ ( انفروا خفافاً وثقالا ) ^ [ 41 ] ' ع ' ، أو ما كان لهم إذا بعث الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] سرية أن يخرجوا جميعاً ويتركوا الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] بالمدينة وحده بل يقيم بعضهم . لما عيّروا بالتخلف عن غزوة تبوك خرجوا في سرايا الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] وتركوه وحده بالمدينة فنزلت . ^ ( فلولا نفر ) ^ مع الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] طائفة لتتفقه في الجهاد معه ، أو هاجرت إليه في إقامته لتتفقه ، أو لتتفقه الطائفه المقيمه مع الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] معناه فهلا إذا نفروا أن تقيم مع الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] طائفة لأجل التفقه في الدين في أحكامه ، ومعالمه ويتحملوا ذلك لينذروا به قومهم إذا رجعوا إليهم ، أو ليتفقهوا فيما يشاهدونه من المعجزات والنصر المصدق للوعد السابق ليقوي إيمانهم ويخبروا به قومهم . ^ ( يا أيها الذين ءامنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفّار وليجدوا فيكم غلطة واعلموا أن الله مع المّتقين ) ^ 123 - ^ ( الذين يلونكم ) ^ العرب ، أو الروم ، أو الديلم ، أو عام في قتال الأقرب فالأقرب .
@
59 @ ^ ( وإذا ما أنزلت سورةٌ فمنهم مّن يقول أيّكم زادته هذه إيمانًا فإمّا الذين
ءامنوا فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون 2 * * وأما الذين في قلوبهم مّرضٌ فزادتهم
رجسًا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون ) ^ 124 - ! 2 " أيكم زادته " 2 !
قاله المنافقون بعضهم لبعض على وجه الإنكار ، أو قالوه لضعفاء المسلمين استهزاء .
! 2 " فزادتهم إيمانا " 2 ! بها لأنهم لم يؤمنوا بها قبل نزولها أو
زادتهم خشية . 125 - ! 2 " رجسا " 2 ! إثماً ، أو شكاً ، أو كفراً . ^ (
أولا يرون أنهم يفتنون في كلّ عام مّرّة أو مرّتين ثم لا يتوبون ولا هم يذّكّرون
وإذا ما أنزلت سورةٌ نّظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحدٍ ثمّ انصرفوا صرف الله
قلوبهم بأنهم قومٌ لا يفقهون ) ^ 126 - ! 2 " يفتنون " 2 ! يبتلون ، أو
يضلون ، أو يختبرون بالجوع والقحط ، أو بالجهاد والغزو في سبيل الله ، أو ما
يلقونه من الكذب على الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] أو ما هتكه الله - تعالى - من
أسرارهم . ^ ( لقد جاءكم رسولٌ مّن أنفسكم عزيز عليه ما عنتّم حريص عليكم
بالمؤمنين رءوفُ رّحيمٌ فإن تولّوا فقل حسبى الله لآ إله إلا هو عليه توكّلت وهو
ربّ العرش العظيم ) ^ 128 - ! 2 " من أنفسكم " 2 ! لم يبق من العرب بطن
إلا ولده ، أو من المؤمنين لم يصبه شرك ، أو من نكاح لم يصبه شيء من ولادة
الجاهلية ، أو ممن تعرفونه بينكم . ! 2 " عزيز عليه ما عنتم " 2 ! شديد
عليه ما شق عليكم ' ع ' أو شديد عليه ما ضللتم ، أو عزيز عليه عنت مؤمنكم . ! 2
" حريص عليكم " 2 ! أن تؤمنوا . ^ ( رؤوف
@ 60 @ رحيم ) ^ بما يأمرهم به من الهدى ويؤثره من صلاحهم ، نزلت هذه الآية والتي
بعدها بمكه ، أو هما آخر ما نزلت ' ع ' . 129 - ^ ( فإن تولوا ) ^ عنك ، أو عن طاعة
الله - تعالى - .
@
61 @
سورة يونس
مكية كلها ، أو إلا ثلاث آيات ! 2 " فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك " 2
! إلى آخرهن ( 94 - 96 ) .
بسم الله الرحمن الرحيم
^ ( ألر تلك ءايآت الكتاب الحكيم أكان للناس عجباً أن أوحينا إلى رجل منّهم أن
أنذر الناس وبشر الذين ءامنوا أن لهم قدم صدقٍ عند ربهم قال الكافرون إنّ هذا
لساحرٌ مبين ) ^ 1 - ! 2 " الر " 2 ! أنا الله أرى ' ع ' أو حروف من
الرحمن ، وقيل ' الر ' و ' حم ' و ' ن ' اسم الرحمن مقطع ، أو اسم للقرآن ، أو
فواتح افتتح الله - تعالى - بها القرآن . ! 2 " تلك " 2 ! هذه ! 2
" آيات الكتاب " 2 ! . % ( تلك خيلي منه وتلك ركابي % هن صفرٌ أولادها
كالزبيب ) % أي هذه خيلي . ! 2 " الكتاب " 2 ! التوراة والإنجيل ، أو
الزبور ، أو القرآن . ! 2 " الحكيم " 2 ! المحكم ، أو لأنه كالناطق
بالحكمة . [ 76 / أ ] 2 / - ! 2 " أكان للناس " 2 ! لما بعث محمد [ صلى
الله عليه وسلم ] قالت العرب : الله أعظم من أن
@ 62 @ يكون رسوله بشراً فنزلت . ! 2 " قدم صدق " 2 ! ثواباً حسناً بما قدموه من العمل الصالح ' ع ' ، أو سابق صدق سبقت لهم السعادة في الذكر الأول ، أو شفيع صدق هو محمد [ صلى الله عليه وسلم ] أو سلف صدق تقدموهم بالإيمان ، أو لهم السابقة بإخلاص الطاعة . ! 2 " إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون " 2 ! 3 - ! 2 " يدبر الأمر " 2 ! يقضيه وحده ، أو يأمر به ويمضيه . ! 2 " ما من شفيع " 2 ! يشفع إلا أن يأذن له ، أو لا يتكلم عنده إلا بإذن ، أو ثانٍ له من الشفع ، لأنه خلق السموات والأرض وهو فرد لا حي معه ، ثم خلق الملائكة والبشر . ! 2 " من بعد إذنه " 2 ! أمره كن فكان . ^ ( إليه مرجعكم جميعاً وعد الله حقاً إنه يبدؤا الخلق ثم يعيده ليجزى الذين ءامنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شرابٌ من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً وقدّره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون إن في اختلاف الليل والنهار وماخلق الله في السموات والأرض لأيات
@ 63 @ لقومٍ يتقون ) ^ 4 - ^ ( يبدأ الخلق ) ^ ينشئه ثم يفنيه أو يحييه ثم يميته ثم يبدؤه ثم يحييه . ^ ( إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن ءاياتنا غافلون أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون ) ^ 7 - ^ ( يرجون لقاءنا ) ^ يخافون عقابنا ، أو يطمعون في ثوابنا . ^ ( إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيّتهم فيها سلام وءاخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين ) ^ 9 - ^ ( يهديهم ربهم بإيمانهم ) ^ يجعل لهم نوراً يمشون به ، أو يهديهم بعملهم إلى الجنة ، قال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] : ' يتلقى المؤمن عمله في أحسن صورة فيؤنسه ويهديه ، ويتلقى الكافر عمله في أقبح صورة فيوحشه ويضله ' أو يهديهم إلى طريق الجنة ، أو مدحهم بالهدايه . ^ ( من تحتهم ) ^ تحت منزلهم ، أو بين أيديهم وهم يرونها من علً ، قال مسروق : أنهارها تجري في غير أخدود . 10 - ^ ( دعواهم ) ^ إذا دعوا شيئاً يشتهونه قالوا : ^ ( سبحانك اللهم ) ^ فيأتيهم ذلك وإذا سألوا الله شيئاً قالوا : ^ ( سبحانك اللهم ) ^ ^ ( وتحيتهم ) ^ ملكهم سالم ، التحية : الملك . أو يحيي بعضهم بعضا بالسلام أي سلمت مما بلى به أهل النار
@ 64 @ ! 2 " وآخر دعواهم أن الحمد " 2 ! كما أن أول دعائهم ^ ( سبحانك الهم ) ^ كان آخره بالحمد له . أو إذا أجاب سؤالهم فيما ادعوه وأتاهم ما اشتهوه شكروا بالحمد له . ^ ( ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضى إليهم أجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعداً أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه كذالك زين للمسرفين ما كانوا يعملون ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزى القوم المجرمين ثم جعلناكم خلائف الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون ) ^ 11 - ! 2 " ولو يعجل " 2 ! للكافر عذاب كفره كما عجل له المال والولد لقضي أجله ليعجل له عذاب الآخرة . أو لو استجيب للرجل إذا غضب فدعا على نفسه أو ماله ، أو ولده فقال : لا بارك الله فيه ، أو أهلكه ! 2 " لقضي إليهم أجلهم " 2 ! لهلكوا . ! 2 " الذين لا يرجون لقاءنا " 2 ! خاص بمشركي مكة ، أو عام . ! 2 " طغيانهم " 2 ! شركهم ' ع ' أو ضلالتهم أو ظلمهم . ! 2 " يعمهون " 2 ! يترددون ، أو يتمادون ، أو يلعبون . 12 - ! 2 " مس الإنسان الضر " 2 ! لجنبه يتعلق بدعانا ، أو بمس . ^ ( وإذا تتلى عليهم ءاياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرءان غير هذا أو بدّله قل ما يكون لى أن أبدله من تلقائى نفسى إن اتبع إلا ما يوحى إلى إنّى أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا
@ 65 @ أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون ) ^ 15 _ ^ ( الذين لا يرجون لقاءنا ) ^ كفار مكة . ^ ( بقرآن غير هذا أو بدله ) ^ إذا أتى بغيره جاز أن يبقى معه وإذا بدله فلا يبقى المبدل معه ، طلبوا تحويل الوعد وعيداً والوعيد وعداً والحلال حراماً والحرام حلالاً ، أو طلبوا إسقاط عيب آلهتهم وتسفيه أحلامهم ، أو إسقاط ما فيه من ذكر البعث والنشور . ^ ( ما يوحى إلي ) ^ من وعد ووعيد وأمر ونهي وتحليل / [ 76 / ب ] وتحريم ^ ( إن عصيت ربي ) ^ بتبديله وتغييره 16 - ^ ( أدراكم ) ^ أعلمكم ، أو أنذركم . ^ ( عمراً ) ^ أراد ما بقدم من عمره ، أو أربعين سنة ، لأنه بعث عن الأربعين ، وهو المطلق من عمر الإنسان . ^ ( فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بئاياته إنه لا يفلح المجرمون ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هاولاء شفعاؤنا عند الله قل أتنّبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضى بينهم فيما فيه يختلفون ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إنّى معكم من المنتظرين ) ^ ^ ( أتنبئون الله ) ^ أتخبرونه بعبادة من لا يعلم ما في السموات ولا ما في الأرض ، أو ليس يعلم الله له شريكاً 19 _ ^ ( وما كان الناس ) ^ آدم - عليه الصلاة والسلام - ، أو أهل السفينة ، أو من كان على عهد إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - أو بنو آدم . ^ ( أمة واحدة ) ^ على الإسلام حتى اختلفوا ' ع ' أو على الكفر ، أو على دين واحد فاختلفوا في
@ 66 @ الدين فمؤمن وكافر ، أو اختلف بنو آدم لما قتل قابيل أخاه . ! 2 " سبقت " 2 ! بتأجيل العذاب إلى الآخرة ، لعجل العذاب في الدنيا ، أو بأن لا يعاجل العصاة ! 2 " لقضي بينهم " 2 ! باضطرارهم إلى معرفة المحق من المبطل . ^ ( وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في ءاياتنا قل الله أسرع مكراً إن رسلنا يكتبون ما تمكرون هو الذي يسيرّكم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريحٍ طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكوننّ من الشاكرين فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدنيا ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون ) ^ 21 _ ! 2 " رحمة " 2 ! رخاء بعد شدة ، أو عافية بعد سقم ، أو خصابة بعد جدب ، أو إسلاماً بعد كفر ، وهو المنافق ، قاله الحسن - رضي الله تعالى عنه - ! 2 " مكر " 2 ! كفر وجحود ، أو استهزاء وتكذيب ، لما أجيب دعاء الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] بسبع كسبع يوسف - عليه الصلاة والسلام - أتاه [ أبو سفيان ] وسأله أن يدعو لهم بالخصب وقال : إن أجابك وأخصبنا صدقناك ، فدعا بذلك فأخصبوا فنقضوا ما قالوه وأقاموا على كفرهم فنزلت هذه الآية . ^ ( إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السمآء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازّينت وظن أهلهآ أنّهم قادرون عليهآ
@ 67 @ أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الأيات لقومٍ يتفكّرون والله يدعوا إلى دار السلام ويهدى من يشاء إلى صراط مستقيم ) ^ 24 - ^ ( حصيداً ) ^ ذاهباً ، أو يابساً . ^ ( تغن ) ^ تعمر أو تعيش ، أو تقم غني بالمكان : أقام به ، أو تنعم . 25 _ ^ ( دار السلام ) ^ السلامة ، أو اسم الله _ تعالى - والجنة داره . ^ ( يهدي ) ^ بالتوفيق والإعانة ، أو بإظهار الأدلة . ^ ( صراط مستقيم ) ^ القرآن ، أو الإسلام ، أو الحق ، أو الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] وصاحباه - رضي الله تعالى عنهما - من بعده . ^ ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولائك أصحاب الجنة هم فيها خالدون والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من اليل مظلماً أولائك أصحاب النار هم فيها خالدون ) ^ 26 - ^ ( أحسنوا ) ^ عبادة ربهم ^ ( الحسنى ) ^ الجنة ، والزيادة : النظر إلى الله - تعالى - ، أو الحسنى واحدة الحسنات والزيادة مضاعفتها إلى عشرة ' ع ' أو الحسنى حسنة بحسنة ، والزيادة : مغفرة ورضوان ، أو الحسنى : جزاء الآخرة ، والزيادة : ما أعطوا في الدنيا ، أو الحسنى : الثواب والزيادة : الدوام ^ ( يرهق ) ^ يعلو ، أو يلحق ، غلام مراهق : لحق بالرجال . ^ ( قتر ) ^ سواد الوجه ' ع ' أو الجزاء ، أو الدخان ، قتار اللحم والعود دخانهما ، أو الغبار في محشرهم إلى الله . ^ ( ذلة ) ^ هوان أو خيبة .
@ 68 @ ^ ( ويوم نحشرهم جميعاُ ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيّلنا بينهم وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون * 28 * فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين هنالك تبلوا كل نفس ما أسلفت وردّوا إلى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون ) ^ 30 - ! 2 " تتلو " 2 ! تقرأ كتاب الحسنات والسيئات ، أو تتبع ما قدمته في الدنيا ، أو تعاين جزاءه ! 2 " تبلو " 2 ! تسلم كل نفس ، أو تختبر ! 2 " مولاهم " 2 ! مالكهم ! 2 " الحق " 2 ! لأن الحق منه كالعدل لأنه العدل منه . ^ ( قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون قل هل من شركائكم من يبدؤا الخلق ثم يعيده قل الله يبدؤا الخلق ثم يعيده فأنى تؤفكون قل هل من شركائكم من يهدى إلى الحق قل الله يهدى للحق أفمن يهدى إلى الحق أحق أن يتبع أمّن لا يهدى إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون وما يتبع أكثرهم إلا ظناً إن الظن لا يغنى من الحق شيئاً إن الله عليم بما يفعلون ) ^
@ 69 @ 36 - ! 2 " إلا ظنا " 2 ! تقليداً للرؤساء . ^ ( وما كان هذا القرءان أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذى بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فأنظر كيف كان عاقبة الظالمين ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربك أعلم بالمفسدين ) ^ 37 - ! 2 " تصديق الذي بين يديه " 2 ! من التوراة والإنجيل والزبور أو البعث والجزاء والنشور . 39 - ! 2 " بعلمه " 2 ! بعلم التكذيب لشكهم فيه ، أو بعلم ما فيه من الوعد والوعيد . ! 2 " تأويله " 2 ! ما فيه من البرهان ، أو ما يؤول إليه من عقابهم . ^ ( وإن كذبوك فقل لى عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا برىء مما تعملون ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدى العمى ولو كانوا لا يبصرون * 43 * إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين ) ^ 45 - ! 2 " لم يلبثوا " 2 ! في الدنيا ، أو القبور . ! 2 " يتعارفون " 2 ! أنهم كانوا على الباطل ، أو يعرف بعضهم بعضاً إذا خرجوا من القبور ثم تنقطع المعرفة .
@ 70 @ ^ ( وإما نرينك بعض الذى نعدهم أو نتوفينك فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضى بينهم بالقسط وهم لا يظلمون ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين قل لا أملك لنفسي ضراً ولا نفعاً إلا ما شاء الله لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم فلا يستئخرون ساعة ولا يستقدمون قل أرءيتم إن أتاكم عذابه بياتاً أو نهاراً ماذا يستعجل منه المجرمون أثم إذا ما وقع ءامنتم به ءآلئن وقد كنتم به تستعجلون ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون ) ^ 47 - ! 2 " فإذا جاء رسوله " 2 ! يوم القيامة ليشهد عليهم قضي بيهم ، أو إذا جاء في الدنيا ودعا عليهم قضي بينهم في الدنيا بالانتقام منهم ، أو إذا جاء في الآخرة قضي بينهم وبينه لتكذيبهم في الدنيا . ! 2 " ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون ألا إن لله ما في السماوات والأرض ألا إن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون هو يحيي ويميت وإليه ترجعون " 2 ! 53 - ! 2 " أحق هو " 2 ! البعث ، أو عذاب الآخرة . ! 2 " بمعجزين " 2 ! بممتنعين ، أو بمسابقين . 54 - ! 2 " أسروا الندامة " 2 ! أظهروها ، أو أخفوها من رؤسائهم ، أو أخفاها
@ 71 @ الرؤساء منهم ، أو بدت بالندامة أسرة وجوههم ، وهي تكاسير الجبهة قاله المبرد . ! 2 " وقضي بينهم " 2 ! وبين الرؤساء ، أو قضي عليهم بالعذاب . ^ ( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاءٌ لما في الصدور وهدى ورحمةٌ للمؤمنين * 57 * قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون قل أرءيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراماً وحلالاً قل ءالله أذن لكم أم على الله تفترون وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة إن الله لذو فضلٍ على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون وما تكون في شأنٍ وما تتلوا منه من قرءان ولا تعملون من عملٍ إلا كنّا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه وما يعزب عن رّبك من مثقال ذرةٍ في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبينٍ ) ^ 58 - ! 2 " بفضل الله " 2 ! الإسلام . ورحمته : القرآن ، أو عكسه ' ع ' ! 2 " فليفرحوا " 2 ! بهما ، أو فلتفرح قريش أن كان محمد [ صلى الله عليه وسلم ] منهم ' ع ' . ^ ( ألا إنّ أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين ءامنوا وكانوا يتّقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ولا يحزنك قولهم إنّ العزة لله جميعاً هو السميع العليم ألا إنّ لله من في السموات ومن في الأرض وما يتّبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتّبعون إلا الظنّ وإن هم إلا
@ 72 @ يخرصون هو الذي جعل لكم الّيل لتسكنوا فيه والنّهار مبصراً إن في ذلك لأيات لقومٍ يسمعون قالوا اتّخذ الله ولداً سبحانه هو الغني له ما في السموات وما في الأرض إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون قل إنّ الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع في الدنيا ثم الينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرين ) ^ 62 - ^ ( أولياء الله ) ^ أهل ولايته المستحقون لكرامته ' ع ' ، أو الذين آمنوا وكانوا يتقون ، أو الراضون بالقضاء والصابرون على البلاء والشاكرون على النعماء ، أو من توالت أفعالهم على متابعة الحق ، أو المتحابون في الله - تعالى - . 64 - ^ ( البشرى ) ^ في الدنيا عند الموت بتعريف مكانه وفي الآخرة الجنة ، أو في الدنيا الرؤيا الصالحة يراها ، أو ترى له وفي الآخرة الجنة ، ^ ( لا تبديل لكلمات الله ) ^ لا خلف لوعده ، أو لا نسخ لخبره . ^ ( واتل عليهم نبأ نوحٍ إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بئايات الله فعلى الله توكّلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثمّ لا يكن أمركم عليكم غمّة ثم اقضوا إلىّ ولا تنظرون فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين فكذبوه فنجيناه ومن معه في الفلك وجعلناهم خلائف وأغرقنا الذين كذّبوا بئاياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذرين ثمّ بعثنا من بعده رسلاً إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل كذلك نطبع على قلوب المعتدين ) ^ 71 - ^ ( فأجمعوا ) ^ أعزموا ، أو أعدوا أمركم مع شركائكم على التناصر ، أو
@ 73 @ ادعوا شركاءكم لتنصركم . ! 2 " غمة " 2 ! مغطى مستوراً ، غم الهلال استتر ، أو ضيق الأمر الموجب للغم ! 2 " لا يكن أمركم " 2 ! آلهتكم ، أو ما عزمتم عليه . ! 2 " اقضوا " 2 ! ما أنتم قاضون ، أو انهضوا ' ع ' ، أو أفضوا إليّ ما في أنفسكم . 73 - ! 2 " ومن معه " 2 ! ثمانون رجلاً أحدهم جرهم وكان عربي اللسان ، وحمل من كل زوجين اثنين ، وأول ما حمل الذرة وآخره الحمار فدخل إبليس متعلقاً بذنبه ' ع ' ! 2 " خلائف " 2 ! لمن غرق . ! 2 " وأغرقنا " 2 ! قيل : عاشوا في الطوفان أربعين يوماً ، قال ابن إسحاق : بقي الماء بعد الغرق مائة وخمسين يوماً ، وكان بين إرسال الطوفان إلى غيض الماء ستة أشهر وعشرة أيام ، وقال : استوت على الجودي لسبع عشرة ليلة من الشهر السابع . ^ ( ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون إلى فرعون وملإئه بئاياتنا فاستكبروا وكانوا قوماً مجرمين فلمّا جاءهم الحق من عندنا قالوا إن هذا لسحرٌ مبين قال موسى أتقولون للحق لمّا جاءكم أسحرٌ هذا ولا يفلح الساحرون قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه ءاباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين ) ^ 78 - ^ ( لتفتنا ) ^ لتلوينا ، لفت عنقه : لواها ، أو لتصدنا ، أو لتصرفنا لفته لفتا : صرفه . ! 2 " الكبرياء " 2 ! الملك ، أو العظمة ، أو العلو ، أو الطاعة . ^ ( وقال فرعون ائتوني بكل ساحرٍ عليم فلمّا جاء السّحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون 12 * * فلمّا ألقوا قال موسى ما جئتم به السّحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون فما ءامن لموسى
@ 74 @ إلا ذرية من قومه على خوفٍ من فرعون وملإيهم أن يفتنهم وإن فرعون لعالٍ في الأرض وإنّه لمن المسرفين ) ^ \ 83 - ^ ( ذريةٌ ) ^ قليل ' ع ' ، أو الغلمان لأن فرعون كان يذبحهم فأسرعوا إلى الإيمان أو أولاد الزّمنى ، أو قوم أمهاتهم من / [ 77 / ب ] بني إسرائيل وآباؤهم من القبط ^ ( يفتنهم ) ^ يقتلهم ، أو يكرههم على استدامة ما هم عليه . ^ ( لعالٍ ) ^ متجبر ، أو طاغٍ باغٍ . ^ ( وقال موسى يا قوم إن كنتم ءامنتم بالله فعليه توكّلوا إن كنتم مسلمين فقالوا على الله توكّلنا ربّنا لا تجعلنا فتنةً للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين ) ^ 85 - ^ ( فتنة ) ^ لا تسلطهم علينا فيفتنونا ، أو يفتتنوا بنا لظنهم بتسليطهم أنهم على حق . ^ ( وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوّءا لقومكما بمصر بيوتاً واجعلوا بيوتكم قبلةً وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين ) ^ 87 - ^ ( تبوءا ) ^ تخيرا واتخذا ^ ( بمصر ) ^ المعروفة ، أو الإسكندرية ، قاله
@ 75 @ مجاهد ! 2 " بيوتا " 2 ! قصوراً ، أو مساجد . ! 2 " بيوتكم قبلة " 2 ! مساجد يصلون فيها لأنهم كانوا يخافون فرعون إذا صلوا في الكنائس ، أو اجعلوا مساجدكم [ قبل ] الكعبة ' ع ' ، أو يقابل بعضها بعضاً ، أو اجعلوا بيوتكم التي بالشام قبلة لكم في الصلاة فهي قبلة اليهود إلى اليوم ! 2 " وبشر المؤمنين " 2 ! بالنصر في الدنيا والجنة في الآخرة . ^ ( وقال موسى ربنا إنك ءاتيت فرعون وملأه زينةً وأموالاً في الحياة الدنيا ربّنا ليضلوا عن سبيلك ربّنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتّبعان سبيل الذين لا يعلمون ) ^ 88 - ! 2 " اطمس على أموالهم " 2 ! اهلكها ، فصارت زروعهم وأموالهم حجارة منقوشة . ! 2 " واشدد على قلوبهم " 2 ! بالعمى عن الرشد ، أو بالقسوة ، أو بالموت ، أو بالضلالة ليهلكوا كفاراً فيعذبوا في الآخرة . ! 2 " العذاب الأليم " 2 ! الغرق . 89 - ! 2 " دعوتكما " 2 ! أمّن هارون على دعاء موسى عليهما الصلاة والسلام فسماه داعياً ، ومعنى آمين : اللهم استجب ، أو اسم من أسماء الله - تعالى - بإضمار حرف النداء تقديره يا آمين استجب ، وقال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] : ' آمين خاتم رب العالمين على عباده المؤمنين ' أي يمنع من وصول الأذى والضرر إليهم كما يمنع الختم من الوصول إلى المختوم ، أو معناه بعد الدعاء اللهم استجب
@ 76 @ وبعد الفاتحة كذلك أمنة تكون ' ع ' ، وتأخر فرعون بعد الإجابة أربعين عاماً . ! 2 " فاستقيما " 2 ! فامضيا لأمري فخرجا في قومهما ، أو فاستقيما في الدعاء على فرعون وقومه ، قيل ليس لنبي أن يدعو إلا بإذن لأن دعاءه يوجب النقمة وقد يكون فيهم من يتوب . ^ ( وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغياً وعدواً حتى إذا أدركه الغرق قال ءامنت أنه لا إله إلا الذي ءامنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين ءالئان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيّك ببدنك لتكون لمن خلفك ءايةً وإن كثيراً من الناس عن ءاياتنا لغافلون ) ^ 92 - ! 2 " ننجيك " 2 ! نلقيك على نجوة وهي المكان المرتفع . ! 2 " ببدنك " 2 ! بجسدك لا روح فيه ، أو بدرعك وكانت من حديد يعرف بها ، وكان من تخلف من قومه ينكر غرقه ، فرمي به على الساحل فرآه بنو إسرائيل ، وكان قصيراً أحمر كأنه ثور . ! 2 " خلفك " 2 ! بعدك عبرة وموعظة . ! 2 " ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق ورزقناهم من الطيبات فما اختلفوا حتى جاءهم العلم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون " 2 ! 93 - ! 2 " مبوأ صدق " 2 ! لأنه كالصدق في الفضل ، أو تصدق به عليهم ، الشام وبيت المقدس ، أو الشام ومصر . ! 2 " فما اختلفوا " 2 ! بنو إسرائيل في نبوة محمد [ صلى الله عليه وسلم ] ! 2 " حتى جاءهم العلم " 2 ! القرآن ، أو محمد [ صلى الله عليه وسلم ] فيكون العلم بمعنى المعلوم لأنهم عرفوه من كتبهم . ^ ( فإن كنت في شكٍ مما أنزلنا إليك فسئل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد
@ 77 @ جاءك الحق من رّبّك فلا تكوننّ من الممترين ولا تكونن من الذين كذبوا بئايات الله تكون من الخاسرين 2 * * إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل ءايةٍ حتى يروا العذاب الأليم ) ^ 94 - ^ ( في شك ) ^ من إرسالك ، أو من أنك مكتوب في التوراة والإنجيل ^ ( الذين يقرءون ) ^ أهل الصدق والتقوى منهم ، أو من آمن كعبد الله بن سلام ، خوطب به الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] والمراد أمته ، أو على عادتهم في التنبيه على أسباب الطاعة كقول الوالد لولده : إن كنت ولدي فبرني ، والسيد لعبده : إن كنت عبدي [ 78 / أ ] فأطعني ، ولا يشك في ولده أو عبده ، وقال الرسول / [ صلى الله عليه وسلم ] : ' لا أشك ولا أسأل ' . ^ ( فلولا كانت قرية ءامنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما ءامنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين ) ^ 98 - ^ ( فلولا كانت ) ^ أي لم تؤمن قرية بعد أن حقت عليهم كلمة ربك . ^ ( قوم يونس ) ^ أهل نينوى من بلاد الموصل وعدهم يونس - عليه الصلاة والسلام - بالعذاب بعد ثلاث ، فقالوا : انظروا فإن خرج يونس فوعيده حق فلما خرج فزعوا إلى شيخ منهم ، فقال : توبوا وقولوا يا حي حين لا حي ، ويا حي محي الموتى ، ويا حي لا إله إلا أنت ، فلبسوا المسوح ، وفرقوا بين كل والدة وولدها وخرجوا عن القرية تائبين داعين فكشف عنهم ، وكان ذلك يوم
@ 78 @ عاشوراء . ! 2 " كشفنا " 2 ! حصوله بقبوله التوبة بعد رؤية العذاب فكشف عنهم بعد أن تدلى عليهم ولم يكن بينه وبينهم إلا ميل ، أورأوا دلائل العذاب ولم يروه ، ولو رأوه لما قبلت توبتهم كفرعون . ! 2 " حين " 2 ! أجلهم ، أو مصيرهم إلى الجنة أو النار ' ع ' . ^ ( ولو شاء ربّك لأمن من في الأرض كلّهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين وما كان لنفسٍ أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرّجس على الذين لا يعقلون قل انظروا ماذا في السموات والأرض وما تغنى الأيات والنّذر عن قومٍ لا يؤمنون فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين ثم ننجى رسلنا والذين ءامنوا كذلك حقاً علينا ننج المؤمنين ) ^ 100 - ! 2 " بإذن الله " 2 ! بأمره ، أو معونته ، أو إعلامه إياها سبيل الهدى والضلال ، ! 2 " الرجس " 2 ! السخط ' ع ' ، أو الإثم ، أو العذاب ، أو ما لا خير فيه ، أو الشيطان . ^ ( قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم وأمرت أن أكون من المؤمنين وأن أٌ قم وجهك للدّين حنيفاً ولا تكوننّ من المشركين ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت
@ 79 @ فإنك إذاً من الظالمين وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا رادّ لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم ) ^ 105 - ^ ( أقم وجهك ) ^ استقم بإقبال وجهك على ما أمرت به ، أوأراد بالوجه النفس . ^ ( حنيفاً ) ^ حاجاً ' ع ' ، أو متبعاً أو مستقيماً ، أو مخلصاً ، أو مؤمناً بالرسل ، أو سابقاً إلى الطاعة ، من حنف الرجلين وهو أن تسبق إحداهما الأخرى . ^ ( قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من رّبكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضلّ عليها وما أنا عليكم بوكيل واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين ) ^ 108 - ^ ( الحق من ربكم ) ^ القرآن ، أو الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] .
@
80 @
سورة هود
مكية أو إلا آية ^ ( وأقم الصلاة ) ^ [ 114 ] ' ع ' .
بسم الله الرحمن الرحيم
^ ( الر كتاب أحكمت ءاياته ثم فصّلت من لدن حكيم خبير ألا تعبدوا إلا الله إنني
لكم منه نذيرٌ وبشير وأن استغفروا ربّكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعاً حسناً إلى
أجل مسمى ويؤتِ كل ذي فضلٍ فضله وإن تولوا فأني أخاف عليكم عذاب يوم كبير إلى الله
مرجعكم وهو على كل شيءٍ قدير ) ^ 1 - ! 2 " كتاب " 2 ! القرآن ، ! 2
" أحكمت آياته " 2 ! بالأمر والنهي ! 2 " ثم فصلت " 2 !
بالثواب والعقاب ، أو أحكمت من الباطل ثم فصلت بالحلال والحرام والطاعة والمعصية ،
أو آيات هذه السورة كلها محكمة ، ! 2 " فصلت " 2 ! فسرت ، أو أحكمت
آياته للمعتبرين وفصلت للمتقين ، أو أحكمت آياته في القلوب وفصلت أحكامه على
الأبدان . ! 2 " حكيم " 2 ! في أفعاله ! 2 " خبير " 2 !
بمصالح عباده ، أو حكيم فيما أنزل خبير بمن يتقبل . 2 - ! 2 " ألا تعبدوا
" 2 ! يعني أني كتبت في الكتاب أن لا تعبدوا إلا الله ، أو أمر رسوله [ صلى
الله عليه وسلم ] أن يقول ذلك . ! 2 " نذير " 2 ! من النار ! 2 "
وبشير " 2 ! بالجنة . 3 - ! 2 " وأن استغفروا ربكم " 2 ! مما سلف
ثم توبوا إليه في المستأنف متى وقعت منكم ذنوب ، أو قدم الاستغفار ، لأنه المقصود
وأخر التوبة لأنها سبب
@ 81 @ إليه . ! 2 " متاعا حسنا " 2 ! في الدنيا بطيب النفس وسعة الرزق ، أو بالرضا بالميسور والصبر على المقدور ، أو بترك الخلق والإقبال على الحق قاله سهل رضي الله تعالى عنه ! 2 " أجل مسمى " 2 ! الموت ، أو القيامة ، أو وقت لا يعلمه إلا الله - تعالى - ' ع ' ! 2 " ويؤت كل ذي فضل فضله " 2 ! يهديه إلى [ 87 / ب ] العمل الصالح ' ع ' ، أو يجزيه به في الآخرة . ! 2 " كبير " 2 ! يوم القيامة لكبر الأمور فيه . ! 2 " ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور " 2 ! 5 - ! 2 " يثنون صدورهم " 2 ! على الكفر ! 2 " ليستخفوا " 2 ! من الله - تعالى أو على عداوة الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ليخفوها عنه ، أو على ما أضمروه ليخفوه على الناس ، أو كان المنافقون إذا مروا بالرسول [ صلى الله عليه وسلم ] غطوا رؤوسهم وحنوا صدورهم لئلا يراهم أو قال رجل إذا أغلقت بابي وأرخيت ستري وتغشيت ثوبي وثنيت صدري فمن يعلم بي فأخبر الله - تعالى - بذلك . ! 2 " يستغشون " 2 ! يلبسون ويتغطون ، قال : % ( أرعى النجوم ما كلفت رعيتها % وتارة أتغشى فضل أطماري ) % كنى باستغشاء الثياب عن الليل ، لأنه يسترهم بظلمته كما يستترون
@ 82 @ بالثياب وكانوا يخفون أسرارهم ليلاً ، أو كانوا يغطون وجوههم وآذانهم بثيابهم بغضاً للرسول [ صلى الله عليه وسلم ] حتى لا يروه ولا يسمعوا كلامه ، أو أراد المنافقين لأنهم لسترهم ما في قلوبهم كالمستغشي ثيابه ، أو كان قوم من المسلمين يتنسكون بستر أبدانهم فلا يكشفونها تحت السماء فبين الله - تعالى - أن النسك بالاعتقاد والعمل . ! 2 " ما يسرون " 2 ! في قلوبهم ! 2 " وما يعلنون " 2 ! بأفواههم ، أو ما يسرون الإيمان وما يعلنون العبادات ، أو ما يسرون عمل الليل ، وما يعلنون عمل النهار ' ع ' ! 2 " بذات الصدور " 2 ! بأسرارها ، نزلت في الأخنس بن شريق ' ع ' . ! 2 " وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين " 2 ! 6 - ! 2 " مستقرها " 2 ! حيث تأوي ! 2 " مستودعها " 2 ! حيث تموت أو مستقرها الرحم ومستودعها الصلب ، أو مستقرها في الدنيا ومستودعها في الآخرة . ^ ( وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيامٍ وكان عرشه على الماء
@ 83 @ ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحرٌ مبين ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمةٍ معدودةٍ ليقولن ما يحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفاً عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوسٌ كفور ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عنى إنه لفرحٌ فخورٌ إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرةٌ وأجرٌ كبيرٌ فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائقٌ به صدرك أن يقولوا لولا انزل عليه كنزٌ أو جاء معه ملك إنما أنت نذيرٌ والله على كل شيءٍ وكيل أم يقولون أفتراه قل فأتوا بعشر سورٍ مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين فإلم يستجيبوا لكم فاعلموا أنّما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل انتم مسلمون من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولائك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطلٌ ما كانوا يعملون ) ^ 7 - ^ ( أحسن عملا ) ^ أتم عقلاً ، أو أزهد في الدنيا ، أو أكثر شكراً ، أو أحسن عقلاً وأورع عن محارم الله وأسرع في طاعته ، قاله الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] .
@ 84 @ 8 - ! 2 " امة " 2 ! فناء امة ، أو الأجل عند الجمهور ، الأمّة : الأجل . ! 2 " ما يحبسه " 2 ! أي العذاب ، قالوا ذلك تكذيباً له لتأخره ، أو استعجالاً واستهزاء ! 2 " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون " 2 ! 17 - ! 2 " بينه " 2 ! القرآن ، أو دلائل التوحيد ووجوب الطاعة ، أو محمد [ صلى الله عليه وسلم ] ! 2 " شاهد منه " 2 ! لسانه يشهد له بتلاوة القرآن ، أو الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] شاهد من الله - تعالى - أو جبريل - عليه السلام - ' ع ' ، أو قال علي - رضي الله عنه - ما في قريش أحد إلا وقد نزلت فيه آيه قيل : فما نزل فيك قال : ' ويتلوه شاهد منه ' ! 2 " قبله " 2 ! الضمير للقرآن ، أو للرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ! 2 " إماما " 2 ! للمؤمنين لاقتدائهم به ! 2 " ورحمة " 2 ! لهم ، أو إماماً متقدماً علينا ورحمة لهم . ! 2 " أولئك يؤمنون به " 2 ! أي
@ 85 @ من كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ! 2 " الأحزاب " 2 ! أهل الأديان كلها ، أو المتحزبون على الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] وحربه ، قريش ، أو اليهود والنصارى ، أو أهل الملل كلها . ! 2 " موعدة " 2 ! مصيره . ! 2 " فلا تك في مرية " 2 ! من القرآن ، أو من أن النار موعد الكافرين به . ^ ( ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أولئك يعرضون على ربّهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربّهم ألا لعنة الله على الظالمين الذين يصدّون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً وهم بالآخرة هم كافرون * 19 * أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون أولئك الذين خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون ) ^ 18 - ! 2 " كذبا " 2 ! / بأن ادعى إنزال ما لم ينزل عليه ، أو نفى ما أنزل عليه . ! 2 " يعرضون " 2 ! يحشرون إلى موقف الحساب . ! 2 " الأشهاد " 2 ! الأنبياء ، أو الملائكة ، أو الخلائق ، أو الأنبياء والملائكة والمؤمنون والأجساد ، الأشهاد : جمع شهيد كشريف وأشراف ، أو جمع شاهد كصاحب وأصحاب . 19 - ! 2 " الذين يصدون " 2 ! قريش صدوا الناس عن الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] أو عن الدين ' ع ' ، ! 2 " ويبغونها عوجا " 2 ! يرجون بمكة غير الإسلام ديناً ، أو يبغون محمداً هلاكاً ، أو يتأولون القرآن تأويلاً باطلاً . 22 - ! 2 " لا جرم " 2 ! لا بد ، أو ' لا ' صلة ، جرم : حقاً ، أو لا نفي لدفع العذاب عنهم ، ثم استأنف جرم بمعنى كسب أي كسبوا استحقاق النار ، قال : % ( نصبنا رأسه في رأس جذع % بما جرمت يداه وما اعتدينا ) %
@ 86 @ ^ ( إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلاً أفلا تذكرون ) ^ 23 - ! 2 " أخبتوا " 2 ! خافوا ' ع ' ، أو اطمأنوا ، أو أنابوا ، أو خشعوا وتواضعوا ، أو أخلصوا . ! 2 " ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إني لكم نذير مبين أن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين " 2 ! 27 - ! 2 " أراذلنا " 2 ! جمع أرذل وأرذل جمع رذل وهو الحقير يعنون الفقراء وأصحاب الصنائع الدنيئة . ! 2 " بادي الرأي " 2 ! ظاهره ، أي إنك تعمل بأول الرأي من غير فكر ، أو إنما في نفسك من الرأي ظاهر تعجيزاً له ، أو اتبعوك بأول الرأي ولو فكروا لرجعوا عن اتباعك . ^ ( قال يا قوم أرءيتم إن كنت على بينّة من رّبي وءاتاني رحمةً من عنده فعميّت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون ويا قوم لا أسئلكم عليه مالاً إن أجري إلا على الله وما أنا بطارد الذين ءامنوا إنّهم ملاقوا ربّهم ولكنّى أراكم قوماً تجهلون
@ 87 @ ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتكم أفلا تذكرون ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إنّي ملكٌ ولا أٌ قول للذين تزدرى أعينكم لن يؤتيهم الله خيراً الله أعلم بما في أنفسهم إنى إذاً لمن الظالمين ) ^ 28 - ^ ( بينة ) ^ ثقة ، أو حجة ^ ( رحمةً ) ^ إيماناً ، أو نبوة ' ع ' . ^ ( فعميت عليكم ) ^ البينة خفيت فعميتم عنها ، أراد بذلك بيان تفضيله عليهم لما قالوا ^ ( وما نرى لكم علينا من فضل ) ^ ^ ( أنلزمكموها ) ^ البينة ، أو الرحمة . ^ ( كارهون ) ^ أي لا يصح قبولكم لها مع الكراهية ، وقال قتادة : لو استطاع نبي الله [ صلى الله عليه وسلم ] لألزمها قومه ، ولكنه لم يملك ذلك . 29 - ^ ( تجهلون ) ^ أنهم أفضل منكم لإيمانهم وكفرهم ، أو لاسترذالكم وطلب طردهم . 30 - ^ ( خزائن الله ) ^ الأموال فأدفعها إليكم على أيمانكم ، أو الرحمة فأسوقها إليكم ' ع ' . ^ ( تزدري ) ^ تحتقر ، أزريت عليه عبته ، وزريت عليه حقرته . ^ ( قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين قال إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين ولا ينفعكم نصحى إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعلى إجرامي وأنا برئ مما تجرمون ) ^
@ 88 @ 35 - ! 2 " افتراه " 2 ! أي النبي [ صلى الله عليه وسلم ] اختلق ما أخبر به عن نوح وقومه . ! 2 " إجرامي " 2 ! عقاب إجرامي وهي الذنوب المكتسبة أو الجنايات المقصودة . ^ ( وأوحينا إلى نوحٍ أنّه لن يؤمن من قومك إلا من قد ءامن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم ) ^ 36 - ! 2 " لن يؤمن من قومك " 2 ! لما أخبره بذلك قال : ! 2 " لا تذر على الأرض " 2 ! الآية [ نوح : 26 ] ! 2 " تبتئس " 2 ! تحزن ، أو تأسف ، والابتئاس حزن في استكانة ، لا تحزن لهلاكهم ، أو كفرهم المفضي إلى هلاكهم . 37 - ! 2 " بأعيننا " 2 ! بحيث نراك فعبر عن الرؤية بالأعين لأنها بها تكون ، أو بحفظنا إياك حفظ من يراك ، أو أعين أوليائنا من الملائكة . ! 2 " ووحينا " 2 ! أمرنا بصنعتها ، أو بتعليمنا لك صنعتها . 38 - ! 2 " ويصنع الفلك " 2 ! مكث مائة سنة يغرس الشجر ويقطعها وييبسها ، ومائة سنة يعملها ، وكان طولها ألفاً ومائتي ذراع وعرضها [ 79 / ب ] / ستمائة ذراع وكانت مطبقة ، أو طولها أربعمائة ذراع ، وعلوها ثلاثون ذراعاً وعرضها خمسون ذراعاً وكانت ثلاثة أبيات ، أو طولها ثلاثمائة ذراع ، وعرضها مائة وخمسين ذراعاً ، وعلوها ثلاثين ذراعاً في أعلاها الطير وفي أوسطها الناس وفي أسفلها السباع ، ودفعت من عين وردة يوم الجمعة لعشر مضين من رجب ، ورست
@ 89 @ ببارقردى على الجودي يوم عاشوراء ، وكان بابها في عرضها . ! 2 " سخروا منه " 2 ! لما رأوه يصنعها في البر ، قالوا : صرت بعد النبوة نجاراً ، أو لم يكونوا رأوا قبلها سفينة فقالوا ما تصنع قال : بيتاً يمشي على الماء فسخروا منه ! 2 " إن تسخروا " 2 ! من قولنا فسنسخر من غفلتكم ، أو إن تسخروا منا اليوم عند بناء السفينة فإنا نسخر منكم غداً عند الغرق ، سمى جزاء السخرية باسمها ، أو عبر بها عن الاستجهال . ^ ( حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن ءامن وما ءامن معه إلا قليلٌ ) ^ 40 - ! 2 " التنور " 2 ! وجه الأرض ، تسمي العرب وجه الأرض تنوراً ، أو التنور عين وردة التي بالجزيرة ، أو مسجد الكوفة قبل أبواب كندة ، أو التنور ما زاد على الأرض فأشرف منها ، أو تنور الخبز ، قال الحسن - رضي الله تعالى عنه - كان من حجارة وكان لحواء وصار لنوح - عليه الصلاة والسلام - ، أو التنور تنوير الصبح قالوا : نور الصبح تنويراً ! 2 " زوجين " 2 ! من الآدميين والبهائم ذكراً وأنثى . ! 2 " من سبق عليه القول " 2 ! من الله بالهلاك ابنه كنعان وامرأته كانا كافرين ! 2 " قليل " 2 ! ثمانون رجلاً منهم جرهم ، أو سبعة نوح وأولاده سام وحام ويافث
@ 90 @ [ وثلاث كنات له ] ، أو السبعة وزوجته فصاروا ثمانية ، فأصاب حام امرأته في السفينة فدعا نوح - عليه الصلاة والسلام - أن يغير الله - تعالى - نطفته فجاءوا سودان ، ولما نزل يوم عاشوراء من السفينة قال : من كان صائماً فليتم صومه ومن لم يكن صائماً فليصم . ^ ( وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم وهي تجري بهم في موجٍ كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يابنى اركب معنا ولا تكن مع الكافرين قال سئاوى إلى جبلٍ يعصمنى من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين * 43 * ) ^ 41 - ! 2 " بسم الله مجراها " 2 ! سيرها ! 2 " ومرساها " 2 ! ثبوتها ووقوفها ، كان إذا أراد السير قال : بسم الله مجراها فتسير ، وإذا أراد الوقوف قال : بسم الله مرساها فتقف . 43 - ! 2 " سآوي إلى جبل " 2 ! قال ذلك لبقائه على كفره تكذيباً لأبيه ، قيل الجبل طور زيتاً . ! 2 " عاصم " 2 ! معصوم من الغرق . ^ ( إلا من رحم ) 8 الله تعالى فأنجاه من الغرق ، أو إلا من رحمه نوح - عليه الصلاة والسلام - فحمله في السفينة . ^ ( وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضى الأمر واستوت على الجودى وقيل بعداً للقوم الظالمين ) ^ 44 - ^ ( ابلعي ماءك ) ^ بلعت ماءها وماء السماء ، أو ماءها وحده وصار ماء السماء بحاراً وأنهاراً ، لأنه قال : ^ ( ابلعي ماءك ) ! 2 " " 2 ! ( اقلعي ) ^ عن المطر ، أقلع عن الشي تركه . ^ ( وغيض الماء ) ^ نقص فذهبت زيادته عن الأرض . ^ ( وقضي ) ^
@ 91 @ الأمر ) ^ بإهلاكهم بالغرق . ^ ( الجودي ) ^ جبل بالموصل ، أو الجزيرة أو اسم لكل جبل . ^ ( ونادى نوحٌ ربّه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسئلن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين قال رب إني أعوذ بك أن أسئلك ما ليس لى به علمٌ وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين قيل يا نوح اهبط بسلام منّا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين ) ^ 46 - ^ ( ليس من أهلك ) ^ ولد على فراشه لغير رشده ، أو كان ابن امرأته ، أو كان ابنه وما بغت امرأة نبي قط / [ 80 / أ ] ' ع ' ، فقوله : ^ ( ليس من أهلك ) ^ أي أهل دينك وولايتك عند الجمهور ، أو من أهلك الذين وعدتك بإنجائهم . ^ ( إنه عمل غير صالح ) ^ سؤالك إياي أن أنجيه ، أو إن ابنك عمل غير صالح لغير رشدة ، قاله الحسن - رضي الله تعالى عنه - ، أو إن ابنك عمل عملاً غير صالح ' ع ' ، ^ ( أعظك ) ^ أحذرك أو أرفعك .
@ 92 @ ^ ( وإلى عادٍ أخاهم هوداً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون يا قوم لا أسئلكم عليه أجراً إن أجرى إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون ويا قوم استغفروا ربّكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوةً إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين ) ^ 52 - ! 2 " مدرارا " 2 ! المطر في إبانه ، أو المتتابع ' ع ' ! 2 " قوة " 2 ! شدة إلى شدتكم أو خصباً إلى خصبكم ، أو غزأ إلى عزكم بكثرة عددكم وأموالكم أو ولد الولد . ^ ( قالوا يا يهود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي ءالهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين إن نقول إلا اعتراك بعض ءالهتنا بسوء قال إني أشهد الله واشهدوا أني برئٌ مما تشركون من دونه فكيدوني جميعاً ثم لا تنظرون إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو ءاخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوماً غيركم ولا تضرونه شيئاً إن ربي على كل شيء حفيظ ولما جاء أمرنا نجيّنا هوداً والذين ءامنوا معه برحمةٍ منّا ونجيناهم من عذاب غليظ وتلك عادٌ جحدوا بئايات ربهم وعصوا رسله واتّبعوا أمر كل جبار عنيد وأتبعوا في هذه الدنيا لعنةً ويوم القيامة إلا أنّ عاداً كفروا ربهم إلا بعداً لعادٍ قومٍ هودٍ ) ^ \ 56 - ! 2 " صراط مستقيم " 2 ! الحق ، أو تدبير محكم . ^ ( وإلى ثمود أخاهم صالحاً قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره هو أنشأكم من
@ 93 @ الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريبٌ مجيب قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجواً قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد ءاباؤنا وإننا لفى شك مما تدعونا إليه مريبٍ قال يا قوم أرءيتم إن كنت على بينّة من ربي وءاتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير ) ^ 61 - ^ ( من الأرض ) ^ في الأرض ، أو خلقهم من آدم - عليه الصلاة والسلام - وآدم من ترابها . ^ ( واستعمركم ) ^ أبقاكم فيها مدة أعماركم من العمر ، أو أمركم بعمارة ما تحتاجون إليه من مسكن وغرس أشجار ، أو أطال أعماركم كانت أعمارهم من ألف إلى ثلاثمائة سنة . 62 - ^ ( مرجواً ) ^ يرجى خيرك ، أو حقيراً من الإرجاء والتأخير . 63 - ^ ( بينة ) ! 2 " دين " 2 ! ( رحمة ) ^ نبوة وحكمة . ^ ( فما تزيدونني ) ^ في احتجاجكم باتباع آبائكم إلا خساراً تخسرونه أنتم ، أو ما تزيدونني على الرد والتكذيب - إن أطعتكم - إلا خساراً لاستبدال الثواب بالعقاب . ^ ( ويا قوم هذه ناقة الله لكم ءاية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسّوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب فلما جاء أمرنا نجينا صالحاً والذين ءامنوا معه برحمةٍ منا ومن خزي يؤمئذٍ إن ربّك هو القوي العزيز وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين كأن لم يغنوا فيها ألا إن ثمود كفروا ربهم ألا بعداً لثمود ) ^ 67 - ^ ( الصيحة ) ^ صيحة جبريل - عليه السلام - ، أو أحدثها الله - تعالى - في حيوان ، أو في غير حيوان . ^ ( ديارهم ) ^ منازلهم وبلادهم كديار بكر وربيعة ،
@ 94 @ أو في الدنيا لأنها دار الخلائق . ! 2 " جاثمين " 2 ! ميتين ، أو هلكى بالجثوم ، وهو السقوط على الوجه ، أو القعود على الركب . 68 - ! 2 " يغنوا " 2 ! يعيشوا ، أو ينعموا . ! 2 " كفروا " 2 ! وعيد ربهم ، أو بأمر ربهم . ! 2 " بعدا " 2 ! قضى بالاستئصال فهلكوا جميعاً إلا أبا رغال كان بالحرم فمنعه الحرم من العذاب . ^ ( ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاماً قال سلامٌ فما لبث أن جاء بعجل حنيئذ فلما رءا أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوطٍ وأمرأته قائمةٌ فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب قالت ياويلتي ءألد وأنا عجوز وهذا بعلى شيخاً إن هذا لشيء عجيبٌ قالوا : أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميدٌ مجيدٌ ) ^ 69 - ! 2 " رسلنا " 2 ! رسلنا جبريل وميكائيل وإسرافيل واثنا عشر ملكاً مع جبريل ' ع ' و ! 2 " إبراهيم " 2 ! أعجمي عند الأكثرين ، أو عربي من البرهمة وهي إدامة النظر . ! 2 " بالبشرى " 2 ! بإسحاق - عليه الصلاة والسلام - أو النبوة ، أو بإخراج محمد [ صلى الله عليه وسلم ] من صلبه وأنه خاتم الأنبياء ، أو بهلاك قوم لوط . ! 2 " سلاما " 2 ! حيوه فرد عليهم ، أو قالوا : سلمت أنت وأهلك من هلاك قوم لوط ، قوله : سلام : أي الحمد لله الذي سلمني ، والسلم والسلام واحد أو السلم من المسالمة والسلام من السلامة . ! 2 " فما لبث " 2 ! مدحه بالإسراع بالضيافة لأنه ظنهم ضيوفاً لمجيئهم على صور الناس . ! 2 " حنيذ " 2 ! حار ، أو مشوي نضيجاً بمعنى
@ 95 @ محنوذ كطبيخ ومطبوخ ، وهو الذي حفر له في الأرض ثم غم فيها ، أو الذي تجعل الحجارة المحماة بالنار في جوفه ليسرع نضاجه . 70 - ! 2 " نكرهم " 2 ! نكر وأنكر واحد ، أو نكر إذا لم يعرفهم وأنكرهم وجدهم على منكر . ونكرهم لأنهم [ لم ] يتحرموا بطعامه وشأن العرب إذا لم يتحرم بطعامهم أن يظنوا السوء ، أو نكرهم لأنه لم يكن لهم أيدي . ! 2 " وأوجس " 2 ! أضمر . ! 2 " إنا أرسلنا " 2 ! أعلموه بذلك ليأمن / [ 80 / ب ] منهم ، أو لأنه كان يأتي قوم لوط فيقول ويحكم أنهاكم عن الله - تعالى - أن تتعرضوا لعقوبته فلا يطيعونه . 71 - ! 2 " قائمة " 2 ! تصلي ، أو في خدمتهم ، أو من وراء الستر تسمع كلامهم . ! 2 " فضحكت " 2 ! حاضت يقولون : ضحكت المرأة إذا حاضت . والضحك في كلامهم : الحيض وافق ذلك عادتها ، أو لذعرها وخوفها تغيرت عادتها ، أو ضحكت : تعجبت سمي به لأنه سبب له ، عجبت من أنها وزوجها يخدمانهم إكراماً وهم لا يأكلون ، أو من مجيء العذاب إلى قوم لوط وهم غافلون ، أو من مجيء الولد مع كبرها وكبر زوجها ، أو من إحياء العجل الحنيذ ، لأن جبريل - عليه السلام - مسحه بجناحه فقام يدرج حتى لحق بأمه وكانت أمه في الدار أو هو الضحك المعروف قاله الجمهور ، ضحكت سروراً بالولد ، أو بالسلامة ، أو لما رأت بزوجها من الروع ، أو ظناً أن الرسل يعملون عمل قوم لوط . ! 2 " وراء " 2 ! بعد ، أو الوراء ولد الولد ' ع ' ،
@ 96 @ وخصوها بالبشرى لما اختصت بالضحك ، أو كافؤوها بذلك استعظاماً لخدمتها ، أو لأن المرأة أفرح بالولد من الرجل . 72 - ! 2 " يا ويلتى " 2 ! لم تدع بالويل ولكنها كلمة تخف على ألسنة النساء عند تعجبهن ، استغربت مجيء ولد من عجوز لها تسع وتسعون سنة ، وشيخ له مائة سنة ، أو لها تسعون ، وله مائة وعشرون . ! 2 " بعلي شيخا " 2 ! قيل عرضت بذلك عن ترك غشيانه لها ، والبعل السيد والبعل المعبود ، وسمي الزوج بعلاً لتطاوله على المرأة كتطاول السيد على المسود . ! 2 " عجيب " 2 ! منكر . ! 2 " وعجبوا أن جاءهم منذر " 2 ! [ ص : 4 ] . 73 - ! 2 " أتعجبين من أمر الله " 2 ! أنكروا ما قالته استغراباً لا تكذيباً وإنكاراً . ^ ( فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط إن إبراهيم لحليم أواه منيب يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم ءاتيهم عذاب غير مردود * 76 * ) ^ 74 - ! 2 " الروع " 2 ! الفزع والروع : النفس ' ألقى في روعي ' ! 2 " يجادلنا " 2 ! بقوله : إن فيها لوطاً ، أو سأل هل يعذبونهم استئصالاً ، أو على سبيل التخويف ليؤمنوا ، أو قال : أتعذبونهم إن كان فيهم خمسون من المؤمنين قالوا : لا ، قال : أربعون قالوا : لا ، فما زال حتى نزلهم على عشرة فقالوا : لا ، فذلك جداله ، ولم يؤمن به إلا ابنتاه . ^ ( ولما جاءت رسلنا لوطاً سئ بهم وضاق بهم ذرعاً وقال هذا يوم عصيبٌ وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر
@ 97 @ لكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفى أليس منكم رجلٌ رشيد قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد ) ^ 77 - ^ ( سيء بهم ) ^ ساء ظنه بقومه وضاق ذرعاً بأضيافه ، ^ ( عصيب ) ^ شديد لأنه يعصب الناس بالشر ، خاف على الرسل أن يفضحهم قومه . 78 - ^ ( يهرعون ) ^ الإهراع الإسراع بين الهرولة والجمز قال : الكسائي والفراء : ولا يكون إلا مع رعدة ، أسرعوا لما أعلمتهم امرأة لوط بجمال الأضياف . ^ ( ومن قبل ) ^ إسراعهم كانوا ينكحون الذكور ، أو كانت اللوطية فيهم في النساء قبل كونها في الرجال بأربعين سنة . ^ ( بناتي ) ^ نساء الأمة ، أو لصلبه لجوازه في شريعته وكان ذلك في صدر الإسلام ثم نسخ ، قاله الحسن - رضي الله عنه - ، أو على شرط الإيمان كان يشترط العقد ، أو رغبهم بذلك في الحلال دفعاً لبادئتهم لا أنه بذل نكاحهن ولا عرض بخطبتهن . ^ ( ولا تخزون ) ^ [ 81 / أ ] تذلوني بعار الفضيحة ، أو تهلكوني بعواقب فسادكم ، أو أراد الحياء خزي الرجل : استحيا . ^ ( رشيد ) ^ مؤمن ' ع ' ، أو آمر بالمعروف ناه عن المنكر ، تعجب من اتفاقهم على المنكر ، وأراد بالرشيد من يدفع عن أضيافه . 79 - ^ ( من حق ) ^ حاجة ، أو لسن لنا بأزواج ، ^ ( ما نريد ) ^ من الرجال ، أو بألا نتزوج إلا بواحد وليس منا إلا من له امرأة . ^ ( قال لو أن لي بكم قوةً أو ءاوى إلى ركن شديد قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من اليل ولا يلتفت منكم أحدٌ إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب ) ^ 80 - ^ ( قوة ) ^ أنصاراً ، قال ' ع ' : أراد الولد . ^ ( ركن شديد ) ^ عشيرة مانعة
@ 98 @ فوجدت عليه الرسل ، وقالوا : إن ركنك لشديد . وقال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] : ' رحم الله - تعالى - لوطاً لقد كان يأوي إلى ركن شديد ، وقال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] : فما بعث الله تعالى بعده نبياً إلا في ثروة من قومه . 81 - ^ ( رسل ربك ) ^ وقف على الباب ليمنعهم من الأضياف فلما أعلموه أنهم رسل مكنهم من الدخول ، وطمس جبريل - عليه السلام - أعينهم وغل أيديهم فجفت . ^ ( فأسر ) ^ السرى : سير الليل وسرى وأسرى واحد ، أو أسرى من أول الليل وسرى من آخره ، ولا يقال في النهار إلا سار . ^ ( بقطع ) ^ سواد ، أو نصف الليل من قطعه بنصفين ، أو السحر الأول أو قطعه ' ع ' . ^ ( ولا يلتفت ) ^ لا يتخلف ' ع ' ، أو لا ينظر وراءه ، أو لا يشتغل بما خلفه من مال ومتاع . ^ ( امرأتك ) ^ بالنصب استثناء من ' فأسر ' ، أو من ' لا يلتفت ' عند من رفع بدل من ' أحد ' ^ ( مصيبها ) ^ خرجت مع لوط من القرية فسمعت الصوت فالتفتت فأرسل عليها حجر فأهلكها . ^ ( موعدهم ) ^ لما علم أنهم رسل قال : فالآن إذن ،
@ 99 @ فقال جبريل - عليه السلام - إن موعدهم الصبح . ^ ( فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسوّمة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد ) ^ 82 - ! 2 " جاء أمرنا " 2 ! للملائكة ، أو وقوع العذاب بهم ، أو القضاء بعذابهم . ^ ( عاليها ) ^ صعد بها جبريل - عليه السلام - على جناحه حتى سمع أهل السماء نباح كلابهم وأصوات دجاجهم ثم قلبها وجعل عاليها سافلها وأتبعها الحجارة حتى أهلكها وما حولها ، وكن خمس قرى أعظمهن سدوم ، أو ثلاث قرى يقال لها سدوم بين المدينة والشام ، وكان فيها أربعة آلاف ألف . ^ ( سجيل ) ^ حجارة صلبة ، أو مطبوخة ، حتى صارت كالأرحاء ، أو من جهنم واسمها سجين فقلبت النون لاماً ، أومن السماء واسمها سجيل ، أو من السجل وهو الكتاب كتب الله - تعالى - عليها أن يعذب بها ، أو سجيل مرسل من السجل وهو الإرسال أسجلته أرسلته ، والدلو سجيل لإرساله ، أو من السجل وهو العطاء سجلت له سجلاً من العطاء كأنهم أعطوا البلاء إذراراً ، أو فارسي معرب من سنك وهو الحجر وكل وهو الطين . ^ ( منضود ) ^ نضد بعضه على بعض ، أو مصفوف . 83 - ! 2 " مسومة " 2 ! معلمة ببياض في حمرة ' ع ' ، أو مختمة على كل حجر اسم صاحبه . ! 2 " عند ربك " 2 ! في علمه ، أو في خزائنه لا يتصرف فيها سواه [ 81 / ب ] ! 2 " الظالمين " 2 ! من قريش ، أو العرب ، أو ظالمي هذه الأمة ، أو كل ظالم وأمطرت الحجارة على المدن حين رفعها ، أو على من كان خارجاً عنها من أهلها . ^ ( وإلى مدين أخاهم شعيباً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إلهٍ غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إنى أراكم بخيرٍ وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط ) ^ 84 - ! 2 " مدين " 2 ! بنو مدين بن إبراهيم كمضر لبني مضر ، أو مدين مدينتهم
@ 100 @ نسبوا إليها ثم اقتصر على اسمها تخفيفاً ، وهو أعجمي ، أوعربي من مدن بالمكان أقام فيه عند من زعم أنه اسم المدينة ، أو من دنت أي ملكت بزيادة الميم عند من جعله اسم رجل . ! 2 " شعيبا " 2 ! تصغير شعب وهو الطريق في الجبل ، أو القبيلة العظيمة ، أو من شعب الإناء المكسور . ! 2 " بخير " 2 ! رخص السعر ' ع ' ، أو المال وزينة الدنيا . ^ ( يوم محيط ) ^ غلاء السعر ' ع ' أو عذاب النار في الآخرة ، أو الاستئصال في الدنيا . ^ ( ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ * 86 * ) ^ 86 - ! 2 " بقية " 2 ! رزقه ، أو طاعته ، أو وصيته ، أو رحمته ، أو حظكم منه ، أو ما أبقاه لكم بعد إيفاء الكيل والوزن . ^ ( قالوا يا شعيب أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد ءاباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاؤا إنك لأنت الحليم الرشيد ) ^ 87 - ^ ( أصلواتك ) ^ المعروفة ، أو قراءتك ، أو دينك الذي تتبعه ، أصل الصلاة الاتباع ومنه المصلي في الخيل . ^ ( تأمرك ) ^ تدعوك ، أو فيها أن تأمرنا أن نترك عبادة الأصنام . ^ ( ما نشاء ) ^ من البخس والتطفيف ، أو الزكاة التي أمرهم
@ 101 @ بها ، أو قطع الدراهم والدنانير لأنه نهاهم عن ذلك . ^ ( الحليم الرشيد ) ^ استهزاء ، أو نفي ' ع ' ، أو حقيقة ما نبتغي لك هذا مع حلمك ورشدك . ^ ( قال يا قوم أرءيتم إن كنت على بينةٍ من ربي ورزقني منه رزقاً حسناً وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ) ^ 88 - ^ ( رزقاً حسناً ) ^ مالاً حلالاً ، قال ' ع ' : وكان شعيب كثير المال ، أو نبوة فيه حذف تقديره أفأعدل عن عبادته . ^ ( أنيب ) ^ أرجع ، أو أدعو . ^ ( ويا قوم لا يجرمنكم شقاقى أن يصيبكم مثل ماأصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوطٍ منكم ببعيدٍ واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود ) ^ 89 - ! 2 " يجرمنكم " 2 ! يحملنكم ، أو يكسبنكم . ^ ( شقاقي ) ^ عداوتي ، أو إصراري ، أو فراقي . ^ ( ببعيد ) ^ بعد الدار لدنوهم منهم ، أو بعد الزمان لقرب العهد وكان الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] إذا ذكر شعيباً قال : ' ذاك خطيب الأنبياء ' . ^ ( قالوا يا شعيب ما نفقه كثيراً مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفاً ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز قال يا قوم أرهطى أعز عليكم من الله اتخذتموه
@ 102 @ وراءكم ظهرياً إن ربي بما تعملون محيط ) ^ 91 - ^ ( ما نفقه ) ^ ما نفهم صحة ما تقول من البعث والجزاء ، أو قالوه إعراضاً عن سماعه ، أو احتقاراً لكلامه ، ^ ( ضعيفاً ) ^ أعمى ، أو ضعيف البصر ، أو البدن ، أو وحيداً ، أو ذليلاً مهيناً ، أو قليل العقل ، أو قليل المعرفة بمصالح الدنيا وسياسة أهلها . ^ ( رهطك ) ^ عشيرتك عند الجمهور ، أو شيعتك ، ^ ( لرجمناك ) ^ بالحجارة ، أو بالشتم . ^ ( بعزيز ) ^ بكريم ، أو بممتنع لولا رهطك . 92 - ^ ( أرهطي أعز عليكم ) ^ أتراعون رهطي في ولا تراعون الله في . ^ ( ظهريا ) ^ أطرحتم أمره وراء ظهوركم لا تلتفتون إليه ولا تعملون به ، أو حملتم أوزار مخالفته على ظهوركم ، أو إن احتجتم إليه استعنتم به وإن اكتفيتم تركتموه كالذي يتخذ من الجمال ظهراً إن احتيج إليه حمل عليه وإن استغني عنه ترك ، أو جعلهم الله وراء ظهورهم ظهرياً . ^ ( محيط ) ^ حفيظ ، أو خبير ، أو مجازي . ^ ( ويا قوم اعملوا على مكانتكم إنى عاملٌ سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذبٌ وارتقبوا إني معكم رقيبٌ ولما جاء أمرنا نجينا شعيباً والذين ءامنوا معه برحمةٍ منا واخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين كأن لم يغنوا فيها إلا بعد لمدين كما بعدت ثمود ) ^
@ 103 @ 93 - ! 2 " مكانتكم " 2 ! ناحيتكم ' ع ' ، أو تمكنكم أي اعملوا في هلاكي فإني عامل في هلاككم قال ذلك ثقة بربه . ! 2 " عذاب " 2 ! الفرق ! 2 " يخزيه " 2 ! يذله ، أو يفضحه . ^ ( فارتقبوا ) ^ انتظروا العذاب / [ 82 / أ ] ! 2 " إني معكم " 2 ! منتظر . ^ ( ولقد أرسلنا موسى بئاياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وملإيه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود وأتبعوا في هذه لعنةً ويوم القيامة بئس الرفد المرفود ) ^ 99 - ! 2 " في هذه " 2 ! الدنيا لعنة المؤمنين ويوم القيامة لعنة الملائكة أو لعنة الدنيا الفرق ولعنة الآخرة النار . ^ ( الرفد المرفود ) ^ العون المعان ، أو الرفد الزيادة لأنهم زيدوا على الفرق بالنار ، أو ذم لشرابهم فيها لأن الرفد بالكسر ما في القدح من الشراب والرفد بالفتح القدح . ^ ( ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قآئم وحصيد وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم ءالهتهم التي يدعون من دون الله من شىءٍ لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيبٍ وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديدٌ ) ^ 100 - ^ ( نقصه ) ^ نخبرك ، أو نتبع بعضه بعضاً . ! 2 " قائم " 2 ! عامر ^ ( وحصيد ) ^ خاوي ' ع ' ، أو القائم الآثار والحصيد الدارس . 101 - ^ ( تتبيب ) * تخسير ، أو هلاك ، أو شر .
@ 104 @ ^ ( إن في ذلك لآيةً لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يومٌ مجموعٌ له الناس وذلك يومٌ مشهودٌ وما نؤخره إلا لأجل معدود يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقىٌّ وسعيدٌ ) ^ 105 - ! 2 " لا تكلم " 2 ! لا تشفع ، أو لا تكلم بشيء من جائز الكلام ، أو يمنعون في بعض أوقات القيامة من الكلام إلا بإذنه . ^ ( شقي وسعيد ) ^ محروم ومرزوق ، أو معذب ومنعم ، ابتدأ بالسعادة والشقاوة من غير جزاء أو جوزيا بها على أعمالهما . ^ ( فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفيرٌ وشهيق خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعالٌ لما يريد وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك عطاءً غير مجذوذٍ ) ^ 106 - ^ ( زفير وشهيق ) ^ الزفير الصوت الشديد والشهيق الصوت الضعيف ' ع ' ، أو الزفير في الحلق والشهيق في الصدر ، أو الزفير تردد النفس من شدة الحزن والشهيق النفس الطويل ، جبل شاهق طويل ، أو الزفير أول شهيق الحمار والشهيق آخره . 107 - ^ ( خالدين فيها ما دامت ) ^ سماء الدنيا وأرضها ^ ( إلا ما شاء ربك ) ^ من الزيادة عليها بعد فناء مدتها ، أو مادامت سماوات الآخرة وأرضها إلا ما شاء من قدر وقوفهم في القيامة ، أو إلا من شاء ربك إخراجه منها من أهل التوحيد ' ع ' ، أو ' إلا من شاء أن لا يدخله إليها من أهل التوحيد ' مروي عن
@ 105 @ الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] أو إلا من شاء أن يخرجه منها من موحد ومشرك إذا شاء ' ع ' ، أو الاستثناء من الزفير والشهيق إلا ما شاء ربك من أنواع العذاب التي ليست بزفير ولا شهيق مما سماه أو لم يسمه ثم أستأنف فقال : ^ ( ما دامت ) ^ ، أو المعنى لو شاء أن لا يخلدهم لفعل ولكنه شاء ذلك وحكم به . وقدر خلودهم بسماوات الدنيا وأرضها على عادة العرب وعرفها . زهير : % ( ألا لا أرى الحوادث باقياً % ولا خالداً إلا الجبال الرواسيا ) % 108 - ^ ( سعدوا ففي الجنة ) ^ إلا ما شاء ربك من مدة مكثهم في النار ، أو ! 2 " الآ " 2 ! بمعنى الواو . ^ ( مجذوذ ) ^ مقطوع ، أو ممنوع . ^ ( فلا تك في مريةْ مما يعبد هؤلاء ما يعبدون إلا كما يعبد ءاباؤهم من قبل وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص ولقد ءاتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمةٌ سبقت من ربك لقضى بينهم وإنهم لفى شك منه مريب وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم إنه بما يعملون خبير ) ^ 109 - ! 2 " نصيبهم " 2 ! من خير أو شر ' ع ' ، أو الرزق ، أو العذاب . ^ ( فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير ولا تركنوا
@ 106 @ إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون ) ^ 113 - ^ ( تركنوا ) ^ تميلوا ، أو تدنوا ، أو ترضوا أعمالهم ، أو تداهنوهم في القول فتوافقوهم سراً ولا تنكروا عليهم علانية . ^ ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من اليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين واصبر فإن الله لا يضيع اجر المحسنين ) ^ 114 - ^ ( طرفي النهار ) ^ الأول اصبح اتفاقاً والثاني الظهر والعصر ، أو العصر وحدها ، أو المغرب ' ع ' ، ^ ( زلفاً ) ^ جمع زلفة والزلفة المنزلة أي ومنازل من الليل أي ساعات ، ومزدلفة لأنها منزل بعد عرفة ، أو لازدلاف آدم - عليه الصلاة والسلام - من عرفة إلى حواء وهي بها . وأراد عشاء الآخرة ، أو المغرب والعشاء . ^ ( الحسنات ) ^ الصلوات الخمس ' ع ' ، أو سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وهن الباقيات الصالحات ، أو الحسنات المقبولة تذهب السيئات / [ 82 / ب ] المغفورة ، أو ثواب الطاعة يذهب عقاب المعصية . ^ ( ذكرى للذاكرين ) ^ توبة للتائبين ، أو بيان للمتعظين . ^ ( فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقيةٍ ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلاً ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون ) ^ 116 - ^ ( أترفوا ) ^ انظروا ' ع ' ^ ( بقية ) ^ طاعة ، أو تمييز ، أو حظ من الله - تعالى - ^ ( الفساد ) ^ الكفر أو الظلم .
@ 107 @ ^ ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمةً واحدةً ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ) ^ 118 - ! 2 " أمة واحدة " 2 ! على الإسلام ، أو على دين واحد من ضلالة أو هدى ، ^ ( مختلفين ) ^ في الأديان . 119 - ^ ( إلا من رحم ربك ) ^ من أهل الحق ، أو في الحق والباطل إلا من رحم بالطاعة ، أو في الرزق غني وفقير إلا من رحم بالقناعة ، أو في السعادة والشقاوة إلا من رحم بالتوفيق ، أو في المغفرة إلا من رحم بالجنة ، أو يخلف بعضهم بعضاً يأتي قوم بعد قوم ، خلفوا واختلفوا كقتلوا واقتتلوا ^ ( ولذلك ) ^ للاختلاف ، أو للرحمة ، أو للشقاوة والسعادة ' ع ' ، أو للجنة والنار . ^ ( وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون ولله غيب السموات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون ) ^ 120 - ! 2 " في هذه " 2 ! السورة ' ع ' ، أو في الدنيا ، أو الأنباء ! 2 " الحق " 2 ! صدق الأنباء إذا كانت الإشارة للسورة ، أو النبوة إذا كانت الإشارة للدنيا .
@
108 @
سورة يوسف
مكية ، أو إلا أربع آيات ' ع ' .
بسم الله الرحمن الرحيم
^ ( الر تلك ءايات الكتاب المبين 2 * * إنا أنزلناه قرءاناً عربياً لعلكم تعقلون
نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرءان وإن كنت من قبله لمن
الغافلين ) ^ 1 - ! 2 " تلك آيات " 2 ! هذه السورة ، أو السورة التي
قبلها ، أو إشارة إلى ما افتتح به السورة من الحروف ، علامات ! 2 " الكتاب "
2 ! العربي ! 2 " المبين " 2 ! حلاله وحرامه ، أو هداه ورشده ، أو
المبين للأحرف الساقطة من ألسنة الأعاجم وهي ستة قاله معاذ بن جبل - رضي الله
تعالى عنه - . 2 - ! 2 " أنزلناه " 2 ! خبر يوسف - عليه الصلاة والسلام
- ، أو الكتاب عند الجمهور . 2 - ! 2 " نقص " 2 ! نبين والقاص الذي يأتي
بالقصة على حقيقتها . ^ ( إذ قال يوسف لأبيه يآ أبتِ إني رأيت أحد عشر كوكباً
والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين قال يا بني لا تقصص رءياك على إخواتك فيكيدوا لك
كيداً إن الشيطان للإنسان عدوٌّ مبينٌ وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث
ويتم
@ 109 @ نعمته عليك وعلىءال يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم ) ^ 4 - ^ ( رأيت ) ^ رأى أبويه وإخوته ساجدين له فعبر عنهم بالشمس والقمر والكواكب فالشمس أبوه والقمر أمه راحيل ' ع ' أو رأى الكواكب والشمس والقمر فتأولهم بإخوته والقمر بأمه والشمس بأبيه عند الأكثرين ، أو الشمس أمه والقمر أبوه لتأنيثها وتذكير القمر ، ^ ( رأيتهم ) ^ تأكيد ل ^ ( رأيت ) ^ الأول لبعد ما بينهما ، أو رؤيته الأولى لهم والثاني لسجودهم ، ^ ( ساجدين ) ^ كسجود الصلاة إعظاماً لا عبادة ، أو عبر عن الخضوع بالسجود . وكانت رؤياه ليلة القدر في ليلة الجمعة ، فلما قصها على يعقوب خاف عليه حسد إخوته ، فقال : هذه رؤيا ليل فلا تعمل عليها ، فلما خلا به قال : ^ ( لا تقصص رؤياك ) ^ الآية [ 5 ] ، وقيل كان عمره عند الرؤيا سبع عشرة سنة . ويوسف أعجمي عبراني ، أو عربي من الأسف لأنه حزن وأحزن . 6 - ^ ( يجتبيك ) ^ بالنبوة ، أو بحسن الخلق فالخلق أو بترك الانتقام . ^ ( تأويل الأحاديث ) ^ عواقب الأمور ، أو عبارة الرؤيا ، أو العلم والحكمة . ^ ( ويتم نعمته عليك ) ^ بالنبوة ، أو بإعلاء كلمتك وتحقيق رؤياك ^ ( وعلى آل يعقوب ) ^ بأن 3 يجعل فيهم النبوة ^ ( كما أتمها على أبويك ) ^ نعمته على إبراهيم بالنجاة من النار وعلى إسحاق بالنجاة من الذبح . ^ ( لقد كان في يوسف وإخوته ءايات للسائلين إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى
@ 110 @ أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفى ضلال مبين اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه ابيكم وتكونوا من بعده قوماً صالحين قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابات الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين ) ^ 7 - ^ ( آيات ) ^ عبر ، أو زواجر بما ظهر في يوسف من عواقب البغي عليه ، أو بصدق رؤياه وصحة تأويله ، أو بقهره شهوته / [ 83 / أ ] حتى سلم من المعصية ، أو بحدوث الفرح بعد شدة الإياس ، قال ابن عطاء : ما سمع سورة يوسف محزون إلا استروح إليها . 8 - ^ ( ليوسف وأخوه ) ^ كانا أخوين للأبوين ثم ماتت أمهما فكفلهما أبوهما وزاد لذلك في مراعاتهما فحسدوهما وكان عطفه على يوسف أكثر فلذلك كان حسده أكثر ثم اشتد بسبب رؤياه . ^ ( عصبة ) ^ العصبة ، الجماعة أو ستة أو سبعة ، أو من عشرة إلى خمسة عشرة ، أو إلى أربعين . ^ ( ضلال مبين ) ^ محبة ظاهرة ، أو خطأ في رأيه ، أو جور في فعله لتفضيله الصغير على الكبير والقليل على الكثير ومن لا يراعي ماله على من يراعيه وكانوا حينئذ بالغين مؤمنين ليسوا بأنبياء لقولهم : ^ ( استغفر لنا ذنوبنا ) ! 2 " الي " 2 ! ( خاطئين ) ^ [ 97 ] ، أو لم يبلغوا لقولهم : ^ ( ويلعب ) ^ [ 12 ] . 9 - ^ ( أرضاً ) ^ لتأكله السباع ، أو ليبعد عن أبيه ، ^ ( صالحين ) ^ بالتوبة ، أو في دنياكم دون الدين . 10 - ^ ( قائل ) ^ شمعون ، أو يهوذا ، أو أكبرهم روبيل بن خالة يوسف ^ ( غيابة الجب ) ^ قعره ، أو ظلمته التي تغيب عن الأبصار . سمي غيابة لأنه يغيب فيه أثره ، أو خبره ، وكان رأسه حنيفاً وأسفله واسعاً . والجب بئر في بيت المقدس ، أو بئر غير معينة ، أو الجب ما عظم من الآبار سواء كان فيه ماء أو لم يكن ، أو ما لا طي له لأنها قطعت ولم يحدث فيها غير القطع قاله الزجاج . ^ ( يلتقطه ) ^ يأخذه من
@ 111 @ اللقطة . ! 2 " السيارة " 2 ! المسافرون لسيرهم ، أو مارة الطريق . ^ ( قالوا يا آبانا ما لك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون أرسله معنا غداً يرتع ويلعب وإنا له لحافظون قالوا إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذاً لخاسرون ) ^ 12 - ^ ( نرتع ) ^ نلهوا ونلعب ، أو نسعى وننشط ، أو نتحافظ ويلهو ، أو يرعى ويتصرف ، أو نطعم ونتنعم من الرتعة وهي سعة المطعم والمشرب . ولم ينكر أبوهم اللعب لأنهم أرادوا المباح منه . 13 - ! 2 " وأخاف " 2 ! خافهم عليه فكنى عنهم بالذئب ' ع ' أو خاف الذئب لغلبته في الصحارى . فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابت الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون وجاءوا أباهم عشاء يبكون قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق
@ 112 @ ^ ( وتركنا يوسف عند متاعنا فأكلهُ الذئبُ ومآ أنت بمؤمن لنا ولو كُنا صادقين وجآءُو على قميصه بدم كذب قال بل سوّلت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميلٌ والله المستعان على ما تصفون ) ^ 15 - ^ ( وأوحينا إليه ) ألهمناه ، أو نبّأه في الجب ^ ( لتنبئنهم ) ^ لتوبخنهم بفعلهم ، بشره بخلاصه من الجب ، أو أخبره بما يصنعون به قبل إلقائهم إياه في الجب إنذاراً له . ^ ( لا يشعرون ) ^ بأنك أخوهم ، أو بأن الله - تعالى - أوحى إليه بالنبوة ' ع ' . 17 - ^ ( نستبق ) ^ على الأقدام أو بالنضال ، أو في اقتناص الصيد ، أو في عملهم الذي تشاغلوا به من الرعي والاحتطاب . ^ ( صادقين ) ^ وإن صدقنا أو إن كنا أهل صدق لما صدقتنا . 18 - ^ ( بدم ) ^ سخلة ، أو ظبية . فلما رأى القميص غير مشقوق قال : يا بني والله ما عهدت الذئب حليماً أفأكل ابني وأبقى عليه قميصه . ^ ( كذب ) ^ وصفه بالمصدر ، وكان في القميص ثلاث آيات : حين جاءوا عليه بالدم ، وحين قد ، وحين ألقي على وجه أبيه . ^ ( سولت ) ^ زينب ، أو أمرت ' ع ' ، قاله عن وحي ، أو عن علم تقدم له به ، أو عن حدس وفراسة ^ ( فصبر جميل ) ^ ومن الجميل أن أصبر ، أو أمر نفسه بصبر جميل / لا جزع فيه ، أو لا شكوى فيه ، وسئل الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] عنه فقال : ' صبر لا شكوى فيه ، من بث فلم يصبر ' ^ ( المستعان ) ^ على الصبر الجميل ، أو على احتمال ما تصفون أو تكذبون ابتلي يعقوب في كبره ويوسف في صغره . ^ ( وجآءت سيّارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يابشرى هذا غلام وأسرّوه بضاعة والله
@ 113 @ عليم بما يعملون وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين ) ^ 19 - ^ ( فأدلى دلوه ) ^ أرسلها ليملأها ، ودلاها أخرجها ملأى فلما أرسلها تعلق بها يوسف ^ ( بشراي ) ^ بشرهم بذلك ، أو نادى رجلاً اسمه ^ ( بشرى ) ^ يعلمه بالغلام ، وألقي فيه وهو ابن سبع عشرة سنة ، أو ست سنين . أخرجته السيارة بعد ثلاثة أيام ^ ( وأسرّوه ) ^ كان إخوته بقرب الجب فلما أخرج قالوا : هذا عبدنا أوثقناه فباعوه وأسرّوا بيعه بثمن جعلوه بضاعة لهم ' ع ' ، أو أسرّ ابتياعه الذين وردوا الجب من أهل الرفقة لئلا يشركوهم وتواصوا أنها بضاعة استبضعناها من أهل الماء ، أو أسر مشتروه بيعه من الملك لئلا يعلم أصحابهم وذكروا أنه بضاعة . 20 - ^ ( وشروه ) ^ باعه إخواته من السيارة ' ع ' ، أو السيارة من الملك . ^ ( بخس ) ^ حرام لأنه ثمن حر ' ع ' ، أو ظلم أو قليل ^ ( معدودة ) ^ عشرين اقتسمها العشرة كل واحد درهمين ' ع ' ، أو اثنين وعشرين اقتسمها الأحد عشر كل واحد درهمين ، أو أربعين درهماً : قال السدي : اشتروا بها خفافاً ونعالاً ^ ( معدودة ) ^ غير موزونة لزهدهم فيه ، أو كانوا لا يزنون أقل من أوقية وهي أربعون وكان ثمنه أقل منها . ^ ( وكانوا فيه ) ^ إخوته زهدوا فيه لما صنعوا به ، أو السيارة لأنهم باعوه بما باعوا لعلمهم حريته ، أو ظنوه عبداً فخافوا أن يظهر عليهم مالكه فيأخذه ، قال عكرمة أعتق يوسف لما بيع . ^ ( وقال الذى اشتراه من مصر لامرأته أكرمى مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً
@ 114 @ وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ولما بلغ أشده ءاتيناه حكما وعلما وكذلك نجزى المحسنين ) ^ 21 - ^ ( الذي اشتراه ) ^ العزيز ملك مصر ' أطيفر بن روجيب ' . وامرأته ' راعيل ' ، أو اسمه ' قطفير ' وكان على خزائن مصر ، والملك حينئذ ' الوليد بن الرياني ' من العماليق ' ع ' ، وباعه مالك بن دعر بعشرين ديناراً وزاده املك بغلة ونعلين ^ ( أكرمي ) ^ أجملي منزله ، أو أحلي منزّلته بطيب الطعام ولين المرقد واللباس . ^ ( ينفعنا ) ^ بالربح في ثمنه ، أو نعتقه ونتبناه . قال ابن مسعود : أحسن الناس فراسة ثلاثة : العزيز وابنة شعيب وأبو بكر - رضي الله تعالى عنه - في استخلافه عمر - رضي الله تعالى عنه - ^ ( مكنا ليوسف في الأرض ) ^ بإخراجه من الجب ، أو باستخلاف الملك له ^ ( على أمره ) ^ أمر الله - تعالى - فيما أراده فيقول له كن فيكون ، أو أمر يوسف حتى يبلغ فيه مراده . 22 - ^ ( أشده ) ^ أشد يوسف عشرون سنة ، أو ثلاثون سنة ، والأشد قوة الشباب وهو الحلم ، أو ثماني عشرة سنة ' ع ' ، أو خمس وعشرون أو ثلاثون ، أو ثلاث وثلاثون ، وآخر الأشد أربعون ، أو ستون ^ ( حكماً ) ^ على الناس ، أو عقلاً ، أو حكمة في أفعاله ، أو القرآن ، أو النبوة ^ ( وعلماً ) ^ فقهاً ، أو نبوة ^ ( المحسنين ) ^ المطيعين ، أو المهتدين ' ع ' .
@ 115 @ ^ ( وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لايفلح الظالمون ولقد همت به وهم بها لولا أن رءا برهان ربّه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين ) ^ 23 - ^ ( والتي هو في بيتها ) ^ ' راعيل ' امرأة العزيز ' أطفير ' أو زليخة وكان العزيز لا يأتي النساء . قال ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - : اقتسم يوسف وحواء الحسن نصفين . ^ ( وغلقت / [ 84 / أ ] الأبواب ) ^ بكثرة الأغلاق ، أو بشدة الاستيثاق ! 2 " هيت لك " 2 ! هلم لك ^ ( هئت لك ) ^ تهيأت لك ، و ' هيت ' قبطية ' ع ' ، أو سريانية ، أو عربية . ! 2 " إنه ربي " 2 ! الله ! 2 " أحسن مثواي " 2 ! ، فلا أعصيه ، أو العزيز أو أطفير ربي سيدي أحسن مثواي فلا أخونه . 24 - ! 2 " همت به " 2 ! شهوة ، أو استلقت له وتهيأت لوقوعه ! 2 " وهم " 2 ! بضربها ، أو التقدير لولا أن رأى برهان ربه لهمّ بها ، أو كان همه عظة ، أو كان همه حديث نفس من غير عزم ، أو همه ما في طباع الرجال من شهوة النساء وإن كان قاهراً له ، أو عزم على وقاعها فحل الهميان وهو السراويل وجلس منها مجلس الرجل من المرأة ' ع ' ، وجمهور المفسرين ، وابتلاء الأنبياء بالمعاصي ليكونوا على وجل ويجدوا في الطاعة ، أو ليعرفهم نعمته عليهم بالصفح والغفران ، أو
@ 116 @ ليقتدي بهم المذنبون في الخوف والرجاء عند التوبة . ! 2 " برهان ربه " 2 ! نودي أتزني فتكون كطائر وقع ريشه فذهب يطير فلم يستطع ، أو رأى صورة أبيه يقول أتهم بفعل السفهاء وأنت مكتوب في الأنبياء فخرجت شهوته من أنامله ، وولد لكل من أولاد يعقوب اثنا عشر ذكراً إلا يوسف لم يولد له إلا غلامين ونقص بتلك الشهوة ولده ، أو رأى مكتوباً على الحائط ^ ( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا ) ^ [ الإسراء : 32 ] ، أو رأى أطفير سيده ، أو ما أتاه الله - تعالى - من العفاف والصيانة وترك الفساد والخيانة ، أو رأى ستراً فقال : ما وراء هذا فقالت : صنمي الذي أعبده سترته حياء منه فقال : إذا استحييت ممن لا يسمع ولا يبصر فأنا أحق أن أستحي من إلهي وأتوقاه . ! 2 " السوء " 2 ! الشهوة ! 2 " والفحشاء " 2 ! المباشرة ، أو ! 2 " السوء " 2 ! الثناء القبيح ، ! 2 " والفحشاء " 2 ! الزنا . ! 2 " المخلصين " 2 ! للطاعة و ! 2 " المخلصين " 2 ! للرسالة . ^ ( واستبقا الباب وقدت قميصه من دبرٍ وألفيا سيّدها لدا الباب قالت ماجزاء من أراد
@ 117 @ بأهلك سوءاً إلا أن يسجن أو عذاب أليمٌ قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهدٌ من أهلها إن كان قميصه قد من قبلٍ فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قدّ من دبرٍ فكذبت وهو من الصادقين فلمّا رءا قميصه قدّ من دبرٍ قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم يوسف أعرض عن هذا واستغفرى لذنبك إنك كنت من الخاطئين ) ^ 25 - ^ ( واستبقا الباب ) ^ ليخرج منه هرباً وأسرعت إليه طلباً ^ ( وقدت ) ^ أدركته وقد فتح بعض الأغلاق فجذبته فشقت قميصه إلى ساقه فسقط عنه وتبعته . ^ ( وألفيا ) ! 2 " وجدا " 2 ! ( سيدها ) ^ زوجها بلسان القبط . 26 - ^ ( هي راودتني ) ^ لما كذبت عليه دافع عن نفسه بالصدق ولو كفت عن كذبها لكف عن الصدق ، ولو خلص حبها من الشهوة لما كذبت عليه ^ ( شاهد ) ^ صبي أنطقه الله - تعالى - في مهده ، أو خلق من خلق الله - تعالى - ليس بإنس ولا جن ، أو حكيم ^ ( من أهلها ) ^ ابن عمها ، أو شهادة القميص المقدود لو كان مقدوداً من قبل لدل على الطلب لكنه قد من دبر فدل على الهرب . 28 - ^ ( كيدكن ) ^ كذبها ، أو إرادتها السوء ، قاله الزوج ، أو الشاهد . 29 - ^ ( أعرض عن هذا ) ^ الأمر تسليه له إذ لا إثم فيه ، أو عن هذا القول تصديقاً له في براءته قاله الزوج ، لأنه لم يكن غيوراً ، أو سلبه الله - تعالى - الغيرة إبقاء على يوسف حفظاً / [ 84 / ب ] له من بادرته ، وأمر زوجته الإقلاع عن مثل ذلك بالاستغفار ^ ( الخاطئين ) ^ خطئ إذا قصد الذنب وأخطأ إذا لم يقصده
@ 118 @ وكذلك الصواب والصوب . % ( لعمرك إنما خطئي وصوبي % عليّ وإنما أهلكت مالي ) % ^ ( وقال نسوةٌ في المدينة أمرأت العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حباً وإنّا لنراها في ضلال مبين فلمّا سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكئا وءاتت كل واحدة منهن سكيناً وقالت أخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشراً إن هذا إلا ملكٌ كريمٌ قالت فذلكنّ الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما ءامره ليسجننّ وليكونا من الصاغرين قال رب السجن أحب إليّ ممّا يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهنّ أصب إليهن وأكن من الجاهلين فاستجاب له ربّه فصرف عنه كيدهن إنّه هو السميع العليم ) ^ 30 - ! 2 " نسوه " 2 ! أربع ، امرأة الحاجب ، وامرأة الساقي ، وامرأة الخباز ، وامرأة القهرمان ، أو الخامسة امرأة السجان . ! 2 " في المدينة " 2 ! مصر ، أوعين شمس شغاف ! 2 " تراود فتاها " 2 ! برّأن يوسف وذممنها وطعن فيها ! 2 " شغفها " 2 ! ولج حبه شغاف قلبها وهو حجابه ، أو غلافه : جلدة رقيقة بيضاء تكون عليه وتسمى لباس القلب ، أو باطن القلب ، أو حبته ، أو داء يكون في الجوف ، أو الذعر والفزع الحادث عن شدة الحب ، والشغف : الحب القاتل والشغف دونه ' ع ' ، أو الشغف الجنون والشغف الحب ! 2 " ضلال " 2 ! عن الرشد ، أو محبة شديدة .
@ 119 @ 31 - ^ ( بمكرهن انكارهن ، أو أسرت إليهن حبها له فأذعنه ، ^ ( وأعتدت ) ^ من الإعتاد ، أو العدوان ^ ( متكأ ) ^ مجلساً ، أوالنمارق والوسائد التي يتكأ عليها ، أو الطعام من قولهم : أتكأنا عند فلان أي طعمنا عنده لأنهم كانوا يعدون المتكأ للمدعو إلى الطعام فسمي به الطعام توسعاً والمراد به هنا البزماورد ، أو الأترج ' ع ' ، ' والمتك ' مجفف الأترج ، أو كل ما يحز بالسكين ، أو عام في كل الطعام . ^ ( أكبرنه ) ^ أعظمنه ' ع ' ، أو وجدن شبابه في الحسن والجمال كبيراً ، أو حضن ، والمرأة إذا جزعت أو خارت حاضت والإكبار الحيض ، قال : % ( نأتي النساء على أطهارهن ولا % نأتي النساء إذا أكبرن إكباراً ) % ^ ( قطعن أيدهن ) ^ حتى بانت ، أو جرحنها حتى دميت . ^ ( حاش لله ) ^ معاذ الله أو سبحان الله . مأخوذ من المراقبة ، ما أحاشي في هذا الأمر أحداً أني ما أراقبه ، أو من قولهم : كنت في حشا فلان أي ناحيته ، فحاشى فلاناً أي أعزله في حشا وهو الناحية ^ ( بشراً ) ^ أهل للمباشرة ، أو من جملة البشر لما علمن من عفته إذ لو كان بشراً لأطاعها ، أو شبهنه بالملائكة حسناً وجمالاً ^ ( كريم ) ^ مبالغة في تفضيله في جنس الملائكة .
@ 120 @ 33 - ! 2 " أصب " 2 ! أتابع ، أو أميل ، قال : % ( إلى هند صبا قلبي % وهند مثلها يصبى ) % ^ ( ثم بدا لهم من بعد ما ما رأوا الآيات ليسجننّه حتى حين ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إنى أرني أعصر خمراً وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزاً تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنّا نراك من المحسنين ) ^ 35 - ! 2 " الآيات " 2 ! قد القميص وقطع الأيدي ، أو ما ظهر من عفته وجماله ! 2 " حين " 2 ! هنا ستة أشهر ، أو سبع سنين ، أو زمان غير محدود ، قالت لزوجها : قد فضحي هذا العبد العبراني ، وقال : إني راودته عن نفسي فإما أن تطلقني حتى أعتذر وإما أن تحبسه كما حبستني فحبسه . 36 - ! 2 " فتيان " 2 ! عبدان والعبد يسمى فتى صغيراً كان أو كبيراً ، كان أحدهما على طعام الملك الأكبر ' الوليد بن الريان ' والآخر ساقيه فاتهما بسمه ، فلما دخلا معه سألاه عن علمه فقال : عابر ، فسألاه عن رؤياهما صدقاً منهما ، أو كذباً ليجربا علمه فلما أجابهما قالا : كنا نلعب فقال : ! 2 " قضي الأمر " 2 ! الآية [ 41 ] ، أو كان المصلوب كاذباً والآخر صادقاً . ! 2 " خمرا " 2 ! / [ 85 / أ ] عنباً سماه بما يؤول إليه ، أو أهل عمان يسمون العنب خمراً . ! 2 " المحسنين " 2 ! قالوه لأنه كان يعود مريضهم ويعزي حزينهم ويوسع على من ضاق مكانه منهم ، أو كان يأمرهم بالصبر ويعدهم بالأجر ، أو كان لا يرد عذر معتذر ويقضي حق غيره ولا يقضي حق نفسه ، أو ممن أحسن العلم ، أو نراك من المحسنين إن نبأتنا بتأويل هذه الرؤيا . ^ ( قال لا يأتيكما طعامٌ ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذلكما مما علمني ربي
@ 121 @ إنى تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالأخرة هم كافرون واتبعت ملة ءاباءى إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شئٍ ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون ) ^ 37 - ^ ( ترزقانه ) ^ لا يأتيكما في النوم إلا نبأتكما بتأويله في اليقظة قبل إتيانه ، أو لا يأتيكما في اليقظة إلا أخبرتكما به لأنه كان يخبر عن الغيب كعيسى ، أو كان الملك إذا أراد قتل إنسان أرسل إليه طعاماً معروفاً فكره يوسف تعبيرها لئلا يحزنه فوعده بتأويلها عند وصول الطعام إليه فلما ألح عليه عبرها له ، قاله ابن جريج ^ ( ذلكما ) ^ تأويل الرؤيا ، وعدل عن العبارة إلى قوله : ^ ( تركت ملة قوم ) ^ لما كان في عبارتها من الكراهة ، ورغبهما في طاعة الله - تعالى - . 38 - ^ ( فضل الله علينا ) ^ بالنبوة ^ ( وعلى الناس ) ^ بأن بعثنا إليهم ' ع ' . ^ ( يا صاحبي السجن ءأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها انتم وءاباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) ^ 40 - ^ ( القيم ) ^ المستقيم ، أو الحساب البيّن ، أو القضاء الحق ' ع ' . ^ ( يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقى ربّه خمراً وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه قضى الأمر الذي فيه تستفتيان وقال الذي ظنّ أنّه ناجٍ منهما
@ 122 @ أذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربّه فلبث في السجن بضع سنين ) ^ 41 - ^ ( قضي الأمر ) ^ السؤال والجواب . أو استقصى التأويل ، ويجوز أن يكون قوله ذلك عن وحي . 42 - ^ ( ظن ) ^ تيقن ، أو على بابه لأن عبارة الرؤيا ظن فلم يقطع بها ، أو لم يقطع بصدقها فكان ظنه لشكه في صدقهما ^ ( ربك ) ^ سيدك ' الوليد بن الريان ' رجاء للخلاص بذكره عنده ^ ( فأنساه ) ^ الضمير للساقي نسي ذكر يوسف عند ربه ، سيده ، أو ليوسف نسي ذكر الله - تعالى - بالإستغاثة به ، قال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ' رحم الله يوسف لولا الكلمة التي قال أذكرني عند ربك ما لبث في السجن ما لبث ' قال ' ع ' : عوقب بطول السجن بضع سنين بكلمته ولو ذكر ربه لخصله . وكانت مدة لبثه في السجن سبع سنين ، أو ثنتي عشرة سنة ، أو أربع عشرة سنة والبضع منها مدة عقوبته على الكلمة لا مدة الحبس كله ، قيل لبث سبعاً عقوبة بعد الخمس . والبضع من ثلاث إلى سبع ، أو تسع ، أو عشر ' ع ' ، أو إلى الخمس حكاه الزجاج ، ولا يذكر البضع إلا مع العشر أو العشرين إلى التسعين ولا يذكر بعد المائة ، قاله الفراء ، ورأى الملك الأكبر الوليد رؤياه
@ 123 @ لطفاً بيوسف ليخرج من السجن ونذيراً بالجدب ليتأهبوا له . ^ ( وقال الملك إني ارى سبع بقرات سمانٍ يأكلهن سبعٌ عجافٌ وسبع سنبلات خضرٍ وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رءياي إن كنتم للرءيا تعبرون قالوا أضغاث أحلامٍ وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين وقال الذي نجا منهما وادّكر بعد أمةٍ أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمانٍ يأكلهن سبع عجافٌ وسبع سنبلاتٍ خضرٍ وأخر يابساتٍ لعلى أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون قال تزرعون سبع سنين دأباً فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلاً مما تأكلون * 47 * ثم يأتي من بعد ذلك سبعٌ شدادٌ يأكلن ما قدمتم لهنّ إلا قليلاً مما تحصنون ثم يأتي من بعد ذلك عامٌ فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ) ^ 44 - ! 2 " أضغاث " 2 ! أخلاط ، أو ألوان ، أو أهاويل ، أو أكاذيب ، أو شبهة أحلام ، أبو عبيدة : الأضغاث ما لا تأويل له من الرؤيا ، قال : كضغث حلم غرّ منه حالمه والضغث حزمه الحشيش المجموع بعضه إلى بعض ، وقيل ما ملأ الكف .
@ 124 @ والأحلام في النوم مأخوذة من الحلم وهو الأناة والسكون ، لأن النوم حال أناةٍ وسكون ، ويجوز أن يكونوا صرفوا عن عبارتها لطفاً بيوسف ليكون سبباً في / [ 85 / ب ] خلاصه . 45 - ! 2 " امة " 2 ! حين ' ع ' ، أو نسيان . أو أمة من الناس ، قال الحسن رضي الله تعالى عنه - ألقوه في الجب وهو ابن سبع عشرة سنة ، وكان في العبودية والسجن والملك ثمانين سنة ، وعاش بعد جمع شمله ثلاثاً وعشرين سنة . ! 2 " فأرسلون " 2 ! لم يكن السجن في المدينة فانطلق إليه وذلك بعد أربع سنين من فراقه . 46 - ! 2 " سنبلات خضر " 2 ! بقر الخصب سمان وسنابله خضر ، وبقر الجدب عجاف وسنابلها يابسات فعبر ذلك بالسنين . ! 2 " الناس " 2 ! الملك وقومه ، ويحتمل أنه عبر بالناس عن الملك تعظيماً له . 47 - ! 2 " دأبا " 2 ! تباعاً ، أوالعادة المألوفة في الزراعة . ! 2 " تزرعون " 2 ! خبر أو أمر لأنه نبي يأمر بالمصالح . ! 2 " فذروه " 2 ! أمرلأن ما في السنبل مدخر لا يؤكل . 48 - ! 2 " شداد " 2 ! على أهلها لجدبها ، كان يوسف يضع طعام اثنين فيقربه إلى رجل فيأكل نصفه ويدع نصفاً ، فقربه إليه يوماً فأكله كله فقال يوسف هذا أول يوم من السبع الشداد ، ! 2 " قدمتم " 2 ! أدخرتم لهن . ! 2 " تحصنون " 2 ! تدخرون ، أو تخزنون في الحصون . 49 - ! 2 " يغاث الناس " 2 ! بنزول الغيث ' ع ' ، أو بالخصب ! 2 " يعصرون " 2 ! العنب والزيتون من خصب الثمار ، أو يحلبون الماشية من خصب المرعى ، أو يعصرون السحاب بنزول الغيث وكثرة المطر ! 2 " من المعصرات ماء ثجاجا " 2 ! [ النبأ : 14 ] أو
@ 125 @ ينجون من العصرة وهي النجاة ، قاله أبو عبيدة والزجاج ، أو يحبسون ويفضلون . وليس هذا من تأويل الرؤيا وإنما هو خبر أطلعه الله - تعالى - عليه علماً لنبوته . ^ ( وقال الملك أئتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فسئله ما بال النسوة الآتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم قال ماخطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت أمرأت العزيز الئان حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنّه لمن الصادقين ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم ) ^ 50 - ! 2 " ارجع إلى ربك " 2 ! توقف عن الخروج لئلا يراه الملك خائناً ولا مذنباً . قال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] : ' رحم الله يوسف أن كان ذا أناة لو كنت أنا المحبوس ثم أرسل إلي لخرجت سريعاً ' ! 2 " ما بال النسوة " 2 ! سأل عنهن دونها إرادة أن لا
@ 126 @ يبتذلها بالذكر ، أو لأنهن شاهدات عليه . ! 2 " إن ربي " 2 ! الله - تعالى - أو سيده العزيز . 51 - ! 2 " راودتن " 2 ! راودنه على طاعتها فيما طلبت منه ، أو راودته وحدها فجمعهن احتشاماً . ! 2 " ما علمنا " 2 ! شهدن على نفي علمهن لأنه نفى ! 2 " حصحص الحق " 2 ! وضع وبان ' ع ' ، وفيه زيادة تضعيف مثل كبو وكبكوا قاله الزجاج ، مأخوذ من حص شعره إذا استأصل قطعه ، والحصة من الأرض قطعة منها ، فحصحص الحق انقطع عن الباطل بظهوره وبيانه . ! 2 " أنا راودته " 2 ! برأه الله - تعالى - عند الملك بشهادة النسوة وبإقرار امرأة العزيز واعترافها بذلك توبه بما قرفته به . 52 - ! 2 " ذلك ليعلم " 2 ! يوسف أني لم أكذب عليه الآن في غيبته . 53 - ! 2 " وما أبرئ نفسي " 2 ! لأني راودته ، لأن النفس باعثة على السوء إذا غلبت الشهوة ، قالته امرأة العزيز ، أو قال يوسف بعد ظهور صدقه ! 2 " ذلك ليعلم " 2 ! العزيز أني لم / أخنه في زوجته ، فقالت امرأة العزيز : ولا حين حللت السراويل ، فقال : ! 2 " ما أبرئ نفسي " 2 ! ، أو غمزه جبريل - عليه السلام - فقال : ولا حين هممت ، فقال : ! 2 " وما أبرئ نفسي " 2 ! ' ع ' أو قال الملك الذي مع يوسف : اذكر ما هممت به ، فقال : ! 2 " وما أبرئ نفسي " 2 ! قاله الحسن - رضي الله تعالى عنه - ، أو قال العزيز ! 2 " ذلك ليعلم " 2 ! يوسف ! 2 " أني لم أخنه بالغيب " 2 ! وأغفل عن مجازاته على أمانته ! 2 " وما أبرئ نفسي " 2 ! من سوء الظن به . ^ ( وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين قال
@ 127 @ اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ) ^ 54 - ^ ( أستخلصه ) ^ لما علم الملك الأكبر أمانته طلب استخدامه في خاص خدمته ^ ( مكين ) ^ وجيه ، أو متمكن في الرفعة والمنزلة ^ ( أمين ) ^ آمن لا يخاف العواقب ، أو ثقة مأمون ، أو حافظ ^ ( فلما كلمه ) ^ استدل بكلامه على عقله ، وبعفته على أمانته . 55 - ^ ( خزائن ) ^ الأموال ، أو الطعام ، أو الخزائن : الرجال ، لأن الأقوال والأفعال مخزونة فيهم ، وهذا تعمق مخالف للظاهر ، وهذا مجوز لطلب الولاية لمن هو أهل لها ، فإن كان المولى ظالماً جاز تقلد الولاية منه إذا عمل الوالي بالحق لأن يوسف قبل من فرعون ، أو لا يجوز ذلك لما فيه من تولي الظالمين ومعونتهم بالتزكية وتنفيذ أعمالهم ، وإنما قبل يوسف من الملك ولاية ملكه الخاص به ، أو كان فرعون يوسف صالحاً وكان فرعون موسى طاغياً ، والأصح أن ما جاز لأهله توليه من غير اجتهاد في تنفيذه جازت ولايته من الظالم كالزكوات المنصوصة ، وما لا يجوز أن ينفردوا به كأموال الفيء لا يجوز توليه من الظالم ، وما يجوز أن يتولاه أهله وللاجتهاد فيه مدخل كالقضاء فإن كان حكماً بين متراضيين أو توسطا بين مجبورين جاز ، وإن كان إلزام إجبار لم يجز . ^ ( حفيظ ) ^ لما استودعتني . ^ ( عليم ) ^ بما وليتني ، أو ^ ( حفيظ ) ! 2 " بالكتاب " 2 ! ( عليم ) ^ بالحساب ، وهو أول من كتب في القراطيس ، أو ^ ( حفيظ ) ^ للحساب ^ ( عليم ) ^ بالألسن أو ^ ( حفيظ ) ^ بما وليتني ، ^ ( عليم ) ^ بسني المجاعة ، فيه دليل على جواز تزكية النفس عند حاجة تدعو إلى ذلك . ^ ( وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين ولأجر الآخرة خيرٌ للذين ءامنوا وكانوا يتقون ) ^ 56 - ^ ( مكنا ليوسف ) ^ استخلفه الوليد على عمل أطيفر وعزله ، قال مجاهد : وأسلم على يده ، قال ' ع ' : ملك بعد سنة ونصف . ثم مات أطفير
@ 128 @ فزوجه الملك بأمرأته راعيل فوجدها يوسف عذراء ، وولدت له ولدين ، أفرائيم وميشا ، ومن زعم أنها زليخا قال لم يتزوجها يوسف ، ولما رأته في فوكبه بكت ثم قالت : الحمد لله الذي جعل الملوك بالمعصية عبيداً والحمد لله الذي جعل العبيد بالطاعة ملوكاً فضمها إليه فكانت من عياله حتى ماتت ولم يتزوجها . ! 2 " يتبوأ " 2 ! يتخذ من أرض مصر منزلاً حيث شاء ، أو يصنع في الدنيا ما يشاء لتفويض / [ 88 / ب ] الأمر إليه . ! 2 " برحمتنا " 2 ! نعمة الدنيا ، ! 2 " ولا نضيع " 2 ! ثواب ! 2 " المحسنين " 2 ! في الآخرة ، أو كلاهما في الدنيا ، أو كلاهما في الآخرة ، ونال يوسف ذلك ثواباً على بلواه ، أو تفضلاً من الله - تعالى - وثوابه باقٍ في الآخرة بحاله . 57 - ! 2 " ولأجر الآخرة خير " 2 ! من أجر الدنيا لأنه دائم وأجر الدنيا منقطع ، أو خير ليوسف من التشاغل بملك الدنيا لما فيه من التبعة . ^ ( وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني بأخٍ لكم من أبيكم ألا ترون أني أوفي الكيل وأنا خير المنزلين * 59 * فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون قالوا سنراود عنه أباه وإنا لفاعلون وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلّهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلّهم يرجعون ) ^ 58 - ! 2 " فعرفهم " 2 ! من غير تعريف ، أو ما عرفهم حتى تعرفوا إليه ، أو عرفهم بلسانهم العبراني ، قال ' ع ' ، : لما عبر أبوهم بهم فلسطين فنزل وراء النهر سموا عبرانيين . وجاءو ليمتاروا في سني القحط التي ذكرها يوسف في عبارته فدخلوا عليه لأنه كان يتولى بيع الطعام لعزته . ! 2 " منكرون " 2 ! لأنهم فارقوه صغيراً فكبر ، وفقيراً فاستغنى ، وباعوه عبداً فصار ملكاً . 59 - ! 2 " بجهازهم " 2 ! كال لكل واحد منهم بعيراً بعدتهم . ! 2 " ائتوني بأخ لكم " 2 ! خلا بهم وقال قد ارتبت بكم وأخشى أن تكونوا عيوناً فأخبروني من
أنتم
؟
@ 129 @ فذكروا حالهم وحال أبيهم وإخواتهم يوسف وبنيامين ، فقال : ائتوني بهذا
الأخ يظهر أنه يستبرئ بذلك أحوالهم ، أو ذكروا له أنه أحب إلى أبيهم منهم فأظهر
لهم محبة رؤيته ! 2 " المنزلين " 2 ! المضيفين من النزل وهو الطعام ، أو
خير من نزلتهم عليه من المنزل وهو الدار ، وطلب منهم رهينة حتى يرجعوا فرهنوا
شمعون ، واختاره لأنه كان يوم الجب أجملهم قولاً ورأياً . 61 - ! 2 " سنراود
" 2 ! المراودة : الاجتهاد في الطلب مأخوذ من الإرادة ! 2 " لفاعلون
" 2 ! العود بأخيهم ، أو المرادوة وطلب أخاه وإن كان فيه إحزان أبيه لجواز أن
يكون أمر بذلك ابتلاء ومحنة أو لتتضاعف له المسرة برجوع الابنين ، أو ليتنبه أبوه
على حاله ، أو ليقدم سرور أخيه بلقائه قبل إخوته لميله إليه . 62 - ^ ( لفتيته ) ^
الذين كالوا الطعام ، أو غلمانه ! 2 " بضاعتهم " 2 ! الورق التي اشتروا
بها الطعام ، أو ثمانية جرب فيها سويق المقل . ^ ( فلمّا رجعوا إلى أبيهم قالوا يا
أبانا منع منّا الكيل فأرسل معنا أخانا نكتل وإنّا له لحافظون قال هل ءامنكم عليه
إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين ) ^ 63 - ! 2
" رجعوا إلى أبيهم " 2 ! بالعربات من فلسطين ، أو بالأولاج من ناحية
الشعب أسفل من [ حسمى ] ، وكانوا بادية أهل إبل وشاء ! 2 " منع " 2 !
سيمنع ! 2 " نكتل " 2 ! أي إن أرسلته أمكننا أن نعود فنكتال 64 - ! 2
" هل آمنكم " 2 ! لما ضمنوا حفظ يوسف وأضاعوه قال لهم ذلك في حق أخيه .
@ 130 @ ^ ( ولمّا فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردّت إليهم قالوا يا أبانا ما نبغى هذه بضاعتنا ردّت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعيرٍ ذلك كيلٌ يسيرٌ قال لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقاً من الله لتأتننّى به إلا أن يحاط بكم فلمّا ءاتوه موثقهم قال الله على ما نقول وكيل ) ^ 65 - ! 2 " ما نبغي " 2 ! استفهام أي ما نبغي بعد هذا الذي عاملنا به أو ما نبغي بالكذب فيما أخبرناك به عن الملك . ! 2 " كيل بعير " 2 ! الذي نحمل عليه أخانا ، أو كان يوسف قسّط الطعام فلا يعطي لأحد أكثر من بعير ! 2 " يسير " 2 ! لا يقنعنا ، أو يسير على من يكتله لنا . 66 - ! 2 " موثقا " 2 ! إشهادهم الله على أنفسهم ، أو حلفهم بالله ، أوكفيل يكفل ! 2 " يحاط بكم " 2 ! يهلك جميعكم ، أو تغلبوا على أمركم . ^ ( وقال يابنيّ لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ وادخلوا من أبوابٍ متفرقةٍ وما أغنى عنكم من الله من شيءٍ إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون ولمّا دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغنى عنهم من الله من شىءٍ إلا حاجةً في نفس يعقوب قضاها وإنّه لذو علمٍ لما علّمناه ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون ) ^ 67 - ! 2 " لا تدخلوا " 2 ! مصر من باب من أبوابها عند الجمهور ، أو عبر عن الطريق / [ 87 / أ ] بالباب فأراد طريقاً من طرقها خشي عليهم العين لجمالهم ، ' ع ' ، أو خاف عليهم الملك أن يرى عددهم وقوتهم فيبطش بهم حسداً . ! 2 " وما أغني عنكم " 2 ! من شيء أحذره أشار بالرأي أولاً ، وفوض إلى الله أخيراً .
@ 131 @ 68 - ^ ( حاجة ) ^ سكون نفسه بالوصية لحذره العين ^ ( لذوعلم ) ^ متيقن وعدنا ، أو حافظ لوصيتنا ، أو عامل بما علم . ^ ( ولمّا دخلوا على يوسف ءاوى إليه أخاه قال إنّى أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون ) ^ 69 - ! 2 " أنا أخوك " 2 ! مكان أخيك الهالك ، أو أخوك يوسف ! 2 " فلا تبتئس " 2 ! لا تحزن ، أو لا تأيس . ! 2 " يعملون " 2 ! بك وبأخيك فيما مضى ، أو باستبدادهم دونك بمال أبيك . ! 2 " فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون قالوا وأقبلوا عليهم ماذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم " 2 ! 70 - ! 2 " بجهازهم " 2 ! الطعام وحمل البعير لأخيهم ! 2 " السقاية " 2 ! والصواع واحد ' ع ' ، وكل شيء يشرب فيه فهو صواع ، قال : % ( نشرب الخمر بالصواع جهارا % وترى المتك بيننا مستعارا ) % وكان إناء الملك الذي يشرب فيه من فضة ، أو ذهب ، كال به طعامهم مبالغة في إكرامهم ، أو هو المكوك العادي الذي تلتقي طرفاه . ! 2 " إذن " 2 ! نادى مناد ! 2 " العير " 2 ! الرفقة ، أو الإبل المرحولة المركوبة . ! 2 " لسارقون " 2 ! جعل السقاية في رحل أخيه عصيان ، فعله الكيال ولم يأمر به يوسف ، أو فعله يوسف فلما فقد الكيال السقاية ظن أنهم سرقوها فقال : ! 2 " إنكم لسارقون " 2 ! ، أو كانت خطيئة ليوسف جوزي عليها بقولهم : ! 2 " إن يسرق فقد سرق أخ له " 2 ! [ 77 ] أو كان النداء
@ 132 @ بأمر يوسف وعني بالسرقة سرقتهم ليوسف من أبيه وذلك صدق ، لأنهم كالسارق لخيانتهم لأبيهم . 72 - ! 2 " صواع " 2 ! الصواع والصاع واحد ، وكانت مشربة للملك أو كالمكوك يكال به . ( بعير ) ^ ( جمل عند الجمهور ، أو حمار في لغة . بذله المنادي عن نفسه لقوله : ^ ( وأنا به زعيم ) ^ ، أو بذله عن الملك من طعام الملك ويجوز أن يكون الحمل معلوماً عندهم كالوسق فيكون جعلاً معلوماً ، ويمكن أن يكون مجهولاً . ^ ( قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين قالوا فما جزاءه إن كنتم كاذبين قالوا جزاءه من وجد في رحله فهو جزاءه كذلك نجزي الظالمين فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثمّ استخرجها من وعاء أخيه كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علمٍ عليمٌ ) ^ 73 - ^ ( لقد علمتم ) ^ ذكروا ذلك لأنهم عرفوا أمانتهم بردهم البضاعة التي وجدوها في رحالهم ^ ( لنفسد ) ^ لنسرق . 75 - ^ ( جزاؤه ) ^ جزاء من سرق أن يسترق كذلك يجزي السارق بالاسترقاق ، كان هذا دين يعقوب . 76 - ^ ( استخراجها ) ^ الضمير للسرقة ، أو للسقاية ، أو الصاع يذكر ويؤنث قاله الزجاج ^ ( كدنا ) ^ صنعنا ، أو دبرنا ، أو أردنا . . % ( كادت وكدت وتلك خير إرادة % لو عاد من لهو الصبابة ما مضى ) %
@ 133 @ ! 2 " دين الملك " 2 ! سلطانه ' ع ' ، أو قضاؤه ، أو عادته ، كان الملك يضاعف غرم السارق ولا يسترقه . ! 2 " إلا أن يشاء الله " 2 ! أن يسترق السارق ، أو أن يجعل ليوسف عذراً فيما فعل . ! 2 " درجات من نشاء " 2 ! بالتقوى ، أو بإجابة الدعاء ، أو بمكابدة النفس وقهر الشهوة ، أو بالتوفيق والعصمة ، أو بالعمل ! 2 " وفوق كل " 2 ! عالم من هو أعلم منه حتى ينتهي إلى الله - تعالى - فيوسف أعلم من إخوته وفوقه من هو أعلم منه ، أو أراد تعظيم العلم أن يحاط به ، أو أن يستصغر العالم نفسه ولا يعجب بعلمه / [ 87 / أ ] وعرض أخاه لتهمة السرقة إذ لم يجد سبيلاً إلى أخذه إلا بها ، أو كان أخوه يعلم الحال فلم يقع منه موقعاً ، أو أشار بذلك إلى سرقة تقدمت منهم ، أو نبه بجعل بضاعتهم في رحالهم على المخرج من جعل الصواع في رحل أخيهم فتزول بذلك التهمة . ! 2 " قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون " 2 ! 77 - ! 2 " سرق أخ له " 2 ! كلمة أجراها الله على ألسنتهم عقوبة ليوسف ، أو أرادوا أنه جذبه عرق أخيه يوسف في السرقة لأنه كان من أبويه ، والاشتراك في النسب يوجب الاشتراك في الأخلاق ، وكان يوسف سرق صنماً لجده أبي أمه فكسره وألقاه في الطريق . أو كان مع إخوته على طعام فأخذ عرقاً فخبأه فعيروه بذلك ، أو كان يسرق من طعام المائدة للمساكين ، أو كذبوا عليه في ذلك ، أو كانت منطقة إسحاق للكبير من ولده وكانت عند عمة يوسف لأنها الكبرى فلما أراد يعقوب أخذ يوسف من كفالتها جعلت المنطقة في ثوبه ثم أظهرت ضياعها واتهمته بها فصارت في حكمهم أحق به ، وفعلت ذلك لشدة ميلها إليه . ! 2 " فأسرها " 2 ! قولهم : ! 2 " إن يسرق " 2 ! ، أو قوله : ! 2 " أنتم شر مكانا " 2 ! ' ع ' ( شر مكاناً ) ^ بظلم أخيكم . وعقوق أبيكم ، أو شر منزلة عند الله ممن نسبتموه إلى هذه السرقة
.
^ ( تصفون ) ^ تقولون ، أو تكذبون . ^ ( قالوا يا أيها العزيز إنّ له أباً شيخاً
كبيراً فخذ أحدنا مكانه إنّا نراك من
@ 134 @ المحسنين قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنّا إذا
لظالمون ) ^ 78 - ^ ( شيخاً كبيراً ) ^ في السن ، أو القدر . ^ ( مكانه ) ^ عبداً
بدله ^ ( من المحسنين ) ^ في هذا إن فعلته ، أو بإكرامنا وتوفية كيلنا ورد بضاعتنا
. 79 - ^ ( لظالمون ) ^ إن أخذنا برئياً بسقيم ، أو حكمنا عليكم بغير حكم أبيكم في
إرقاق السارق . ^ ( فلمّا استيئسوا منه خلصوا نجيّاً قال كبيرهم ألم تعلموا أن
أباكم قد أخذ عليكم موثقاً من الله ومن قبل ما فرّطتم في يوسف فلن أبرح الأرض حتى
يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا
إن ابنك سرق وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنّا للغيب حافظين وسئل القرية التي كنّا
فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون ) ^ 80 - ^ ( استيئسوا ) ^ من رد أخيكم
عليهم ، أو تيقنوا أنه لا يرد ^ ( خلصوا نجياً ) ^ انفردوا يتناجون ويتشاورون لا
يختلط بهم غيرهم ^ ( كبيرهم ) ^ في العقل والعلم شمعون الذي ارتهنه يوسف لما رجعوا
إلى أبيهم ، أو في السن روبين ابن خالة يوسف ، أو في الرأي والتمييز يهوذا . ^ (
موثقا ) ^ عند إنفاذ ابنه معكم ^ ( فرطتم في يوسف ) ^ ضيعتموه ^ ( فلن أبرح ) ^
أرض مصر حتى يأذن لي أبي بالرجوع ، أو يحكم الله لي بالخروج منها عند الجمهور ، أو
بالسيف والمحاربة لأنهم هموا بذلك . 81 - ^ ( وما شهدنا ) ^ بأن السارق يسترق إلا
بما علمنا ، أو ما شهدنا عندك
@ 135 @ بسرقته إلا بما علمنا من وجود السرقة في رحلة ! 2 " للغيب " 2 ! من سرقته ، أو استرقاقه . 82 - ! 2 " القرية " 2 ! مصر سل أهلها ، أو سلها نفسها لتنطق وإن كانت جمادا ! 2 " والعير " 2 ! القافلة وتسمى الإبل تشبيهاً ، أو الحمير سل أهلها أو سلها فإن الله - تعالى - ينطقها معجزة لك . ^ ( قال بل سوّلت لكم أنفسكم أمراً فصبرٌ جميلٌ عسى الله أن يأتيني بهم جميعاً إنّه هو العليم الحكيم وتولى عنهم وقال يا أسفي على يوسف وابيضّت عيناه من الحزن فهو كظيم قالوا تالله تفتؤا تذكر يوسف حتى تكون حرضاً أو تكون من الهالكين قال إنّما اشكوا بثّى وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون ) ^ 83 - ! 2 " سولت " 2 ! زينت ، أو سهلت . ! 2 " أمرا " 2 ! قولكم إنه سرق . ! 2 " بهم جميعا " 2 ! يوسف وبنيامين والأخ المتخلف بمصر . 84 - ^ ( يا أسفا ) ^ يا حزنا ' ع ' ، أو يا جزعا شكا إلى الله ولم يشك منه ، أو أضمر الدعاء تقديره ' يارب ارحم أسفي ' ! 2 " وابيضت " 2 ! ضعف بصره لبياض حصل فيه من كثرة بكائه ، أو ذهب بصره ! 2 " كظيم " 2 ! بالكمد ، أو مخفي حزنه ، كظم غيظه : أخفاه . 85 - ! 2 " تفتأ " 2 ! لا تزال ! 2 " حرضا " 2 ! هرماً أو دنفا من المرض وهو ما دون / [ 88 / أ ] الموت ' ع ' ، أو فاسد العقل ، وأصل الحرض فساد الجسم والعقل بمرض أو عشق ، قال : % ( إني امرؤ لج بي حب فأحرضني % حتى بليت وحتى شفني السقم ) %
@ 136 @ ! 2 " الهالكين " 2 ! الميتين اتفاقاً . 86 - ! 2 " بثي " 2 ! همي ' ع ' أو حاجتي ، والبث تفريق الهم بإظهار ما في النفس ! 2 " ما لا تعلمون " 2 ! صدق رؤيا يوسف وأني أسجد له ، أو أحست نفسه لما أخبروه بدعاء الملك وقال : لعله يوسف ، وقال : لا يكون في الأرض صديق إلا نبي . دخل على يعقوب رجل فقال ما بلغ بك ما أرى ، قال : طول الزمان وكثرة الأحزان فأوحى الله - تعالى - إليه يا يعقوب تشكوني فقال : خطيئة أخطأتها فاغفرها لي ، فكان بعد ذلك يقول إنما أشكو بثي وحزني إلى الله . ^ ( يا بني اذهبوا فتحسّسوا من يوسف وأخيه ولا تايئسوا من رّوح الله إنه لا يائس من رّوح الله إلا القوم الكافرون فلمّا دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسّناً وأهلنا الضّر وجئنا ببضاعةٍ مّزجاةٍ فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزى المتصدقين ) ^ 87 - ! 2 " فتحسسوا " 2 ! استعلموا وتعرفوا ، أخذ من طلب الشيء بالحس ! 2 " روح الله " 2 ! فرجه ، أو رحمته من الريح التي تأتي بالنفع . أمرهم بذلك ، لأنه تنبه على يوسف برد البضاعة واحتباس أخيه وإظهار الكرامة ، وسأل يعقوب ملك الموت هل قبضت روح يوسف قال : لا . 88 - ! 2 " مسنا وأهلنا الضر " 2 ! استعطفوه ليرد أخاهم ، أو ليوفي كيلهم ويحابيهم . ! 2 " العزيز " 2 ! الملك ، أو كان اسماً لكل من ملك مصر . ! 2 " ببضاعة " 2 ! صوف وسمن أو حبة الخضراء والصنوبر ، أو خلق الحبل والغرارة ، أو دراهم ! 2 " مزجاة " 2 ! رديئة ، أو كاسدة ، أو قليلة ، وأصل الإزجاء السوق بالدفع ،
@ 137 @ ! 2 " فأوف لنا الكيل " 2 ! الذي قد كان كاله لأخيهم ، أو مثل الكيل الأول ، لأن بضاعتهم الثانية أقل . ! 2 " وتصدق " 2 ! تفضل بما بين سعر الجياد والردئية ، لأن الصدقة محرمة على الأنبياء ، أو تصدق بالزيادة على حقنا ولا تحرم الصدقة إلا على محمد وآله لا غير ، أو برد أخينا ، أو تجوز عنا . وكره مجاهد أن يقال في الدعاء : اللهم تصدق عليّ ، لأن الصدقة لمن يبتغي الثواب . ^ ( قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون قالوا اءنّك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخى قد منّ الله علينا إنّه من يتّق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين قالوا تالله لقد ءاثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ) ^ 89 - ! 2 " هل علمتم " 2 ! قد علمتم ك ! 2 " هل أتى " 2 ! [ الإنسان : 1 ] لما قالوا مسنا وأهلنا الضر رق لهم فقال : ! 2 " هل علمتم " 2 ! ! 2 " جاهلون " 2 ! جهل الصغر ، أو جهل المعاصي . 90 - ! 2 " من الله علينا " 2 ! بالسلامة ثم بالكرامة ! 2 " من يتق " 2 ! الزنا ! 2 " ويصبر " 2 ! على الغربة ، أو يتقي الله ويصبر على بلائه . ! 2 " لا يضيع أجر المحسنين " 2 ! في الدنيا أو الآخرة . 91 - ! 2 " آثرك " 2 ! فضلك ، من الإيثار : وهو إرادة تفضيل أحد النفسين على الآخر ، وإنما قالوا : ! 2 " لخاطئين " 2 ! وإن كانوا إذ ذاك صغاراً لأنهم خطئوا بعد البلوغ بإخفاء صنعهم . 92 - ! 2 " لا تثريب " 2 ! لا تعيير ، أو لا تأنيب . أو [ لا ] إباء عليكم في قبولكم .
@ 138 @ ! 2 " اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم " 2 ! 93 - ! 2 " بصيرا " 2 ! من العمى ولولا أن الله أعلمه بأنه يبصر بعد العمى لم يعلم يوسف أنه يرجع إليه بصره ، قاله الحسن - رضي الله تعالى عنه - أو مستبصراً بأمري لأنه إذا شم القميص عرفني قال أخوه يهوذا : أنا حملت إلى أبيك قميصك بدم كذب فأحزنته فأنا / أحمل القميص الآن لأسره ويعود إليه بصره فحمله ! 2 " بأهلكم " 2 ! ليتخذوا مصر داراً . 94 - ! 2 " فصلت " 2 ! خرجت من مصر إلى الشام . قال : أبوهم لأولاد بنيه لأن بنيه كانوا غيبا ! 2 " تفندون " 2 ! تسفهون ' ع ' ، أو تكذبون ، وجد ريح القميص من مسافة عشرة أيام ، أو ثمانية أيام ' ع ' ، أو ستة أيام . 95 - ! 2 " ضلالك " 2 ! خطئك ، أو جنونك قال الحسن - رضي الله تعالى عنه - : وهذا عقوق . أو في محبتك . ! 2 " فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم " 2 ! 96 - ! 2 " البشير " 2 ! يهوذا ، سمي بذلك لأنه جاءه ببشارة ، ! 2 " بصيرا " 2 ! من العمى ، أو بخبر يوسف ! 2 " ما لا تعلمون " 2 ! من صحة رؤيا يوسف ، أو قول ملك الموت ما قبضت روحه ، أو من بلوى الأنبياء بالمحن ونزول الفرج ونيل الثواب .
@ 139 @ 97 - ! 2 " استغفر " 2 ! طلبوا أن يحللهم لما أدخلوا عليه من آلام الحزن ، أو لأنه نبي تجاب دعوته ، أقام يعقوب وبنوه عشرين سنة يطلبون التوبة لإخوة يوسف فيما فعلوه بيوسف لا يقبل ذلك منهم حتى لقي جبريل - عليه السلام - يعقوب - عليه الصلاة والسلام - فعلمه هذا الدعاء ، يا رجاء المؤمنين لا تخيب رجائي ، ويا غوث المؤمنين أغثني ، ويا عون المؤمنين أعني ، ويا حبيب التوابين تب علي . فاستجيب له . 98 - ! 2 " سوف أستغفر " 2 ! أخره إلى صلاة الليل ، أو السحر أو ليلة الجمعة ' ع ' مروي عن الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] أو دافعهم بالتأخير ، قال عطاء : طلب الحوائج إلى الشباب أسهل منها عند الشيوخ ألا ترى قول يوسف ! 2 " لا تثريب عليكم اليوم " 2 ! الآية [ 92 ] وقول يعقوب ! 2 " سوف أستغفر " 2 !
@ 140 @ ^ ( فلمّا دخلوا على يوسف ءاوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله ءامنين ورفع أبويه على العرش وخرّوا له سجداً وقال يا أبتِ هذا تأويل رءياى من قبل قد جعلها ربي حقاً وقد أحسن بى إذ أخرجني من السجن وجاءبكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بينى وبين إخوتي إنّ ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم رب قد ءاتينى من الملك وعلمتنى من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت ولى في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصاحين ) ^ 99 - ! 2 " فلما دخلوا " 2 ! خرج يوسف وأهله والملك الأكبر واستقبلوا يعقوب على يوم من مصر فقال لهم : ادخلوا مصر آمنين من فرعون ، أو من الجدب والقحط . أو لم يجتمعوا به إلا بعد دخولهم عليه بمصر فقوله : ادخلوا أي استوطنوا مصر - إن شاء الله - استيطانكم ، أو الاستثناء متعلق بقوله : ( سوف أستغفر لكم ربي ) دخلوا مصر وهي ثلاثة وتسعون ما بين رجل وامرأة ، وخرجوا مع موسى وهم ستمائة وتسعون ألفاً [ أ ] ودخلوا وهم اثنان وسبعون ، وخرجوا منها مع موسى وهم ستمائة ألف . 100 - ! 2 " أبويه " 2 ! أبوه وأمه ، قاله الحسن - رضي الله تعالى عنه - وابن إسحاق ، أو أبوه وخالته وكانت وكانت أمه قد ماتت في نفاسها بأخيه بنيامين ! 2 " العرش " 2 ! السرير . ! 2 " سجدا " 2 ! سجدوا له بأمر الله - تعالى - تحقيقاً لرؤياه ، أو كان السجود تحية من قبلنا وأعطيت هذه الأمة السلام تحية أهل الجنة ! 2 " تأويل رؤياي " 2 ! كان بين رؤياه وتأويلها ثمانون سنة ، أو أربعون ، أو ستة وثلاثون ، أو اثنان وعشرون ، أو ثماني عشر ، ورؤيا الأنبياء لا تكون إلا صادقة ، وإنما أمره يعقوب بكتمانها لأنه رآها صغيراً فلم تكن كرؤيا الأنبياء ، أو خاف طول المدة مع مكابدة البلوى وخشي تعجيل الأذى بكيد الإخوة ! 2 " من السجن " 2 ! / [ 8 / أ ] شكر على
@ 141 @ الإخراج من السجن ولم يذكر الجب لئلا يكون معرضاً بتوبيخ إخوته بعد قوله : ! 2 " لا تثريب " 2 ! أو لأنه ما تخوفه في السجن من المعرة لم يكن في الجب فكانت النعمة فيه أتم ، أو لأنه انتقل من بلوى السجن إلى نعمة الملك بخلاف الجب فإنه انتقل منه إلى الرق . ! 2 " من البدو " 2 ! كانوا بادية بأرض كنعان أهل مواشي أو جاءوا في البادية وكانوا أهل مدن بفلسطين ، أو ناحية حران من أهل الجزيرة قاله الحسن - رضي الله تعالى عنه - ! 2 " نزغ " 2 ! حرش وأفسد . ^ ( لطيف ) ^ لطف بيوسف بإخراجه من السجن ومجئ أهله من البدو ، ونزع عن قلبه نزغ الشيطان . 101 - ! 2 " من الملك " 2 ! لأنه كان على مصر من قبل فرعون . ! 2 " تأويل الأحاديث " 2 ! عبار الرؤيا ، أو الإخبار عن حوادث الزمان ! 2 " مسلما " 2 ! مخلصاً للطاعة ، أو على ملة الإسلام ، قال السدي : ' كان أول نبي تمنى الموت ' ولما لقي البشير يعقوب قال : على أي دين خلفت يوسف قال على الإسلام قال الآن تمت النعمة . ! 2 " بالصالحين " 2 ! أهل الجنة . ^ ( ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذا أجمعوا أمرهم وهم يمكرون وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين وما تسئلهم عليه من أجرٍ إن هو إلا ذكرٌ للعالمين ) ^ 102 - ! 2 " ذلك " 2 ! قصة يوسف وإخوته من أخبار الغيب ! 2 " لديهم " 2 ! مع إخوة يوسف ! 2 " إذ أجمعوا أمرهم " 2 ! في إلقائه في الجب . ^ ( وكأين من ءايةٍ في السموات والأرض يمرّون عليها وهم عنها معرضون وما يؤمن أكثرهم بالله إلا هم مشركون أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة
@ 142 @ أنا ومن أتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ) ^ 106 - ^ ( مشركون ) ^ يقولون : الله ربنا وآلهتنا ترزقنا ، أو المنافق يؤمن بظاهره ويكفر بباطنه ' ح ' ، أو قول الرجل لولا الله وفلان لهلك فلان . 108 - ^ ( سبيلي ) ^ دعوتي ، أو سنتي ^ ( بصيرة ) ^ هدى ، أو حق . ^ ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خيرٌ للذين اتقوا أفلا تعقلون حتى إذا استيئس الرسل وظنّوا أنّهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجّى من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين لقد كان في قصصهم عبرةٌ لأولى الألباب ما كان حديثاً يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شىءٍ وهدى ورحمةً لقومٍ يؤمنون ) ^ 109 - ^ ( من أهل القرى ) ^ الأمصار دون البوادي لأنهم أعلم وأحكم . ولم يبعث الله - تعالى - نبياً من البادية قط ولا من النساء ولا من الجن ' ح ' . 110 - ^ ( استيأس ) ^ من تصديق قومهم ' ع ' ، أومن تعذيبهم ' م ' . ^ ( وظنوا ) ^ ظن قومهم أن الرسل قد كذبوهم ' ع ' ، أو تيقن الرسل أن قومهم قد كذبوهم ^ ( جاءهم نصرنا ) ^ جاء الرسل نصر الله ، أو جاء قومهم عذاب الله ' ع ' ^ ( فنجي ) ^ الأنبياء ومن آمن معهم . 111 - ^ ( قصصهم ) ^ قصص يوسف وإخوته اعتبار للعقلاء بنقل يوسف من الجب والسجن والذل والرق إلى العز والملك والنبوة فالذي فعل ذلك قادر على نصر محمد [ صلى الله عليه وسلم ] وإعزاز دينه وإهلاك عدوه . ^ ( ماكان ) ! 2 " القرآن " 2 ! ( حديثا ) ^ يختلق ^ ( ولكن تصديق الذي بين يديه ) ^ من التوراة والإنجيل وسائر الكتب ، أو ما كان القصص المذكور حديثاً يختلق ولكن تصديق الذي بين يديه من الكتب .
@
143 @
سورة الرعد
مكية ، أو مدنية إلا آيتين نزلتا بمكة ^ ( ولو أن قرآناً سيرت به الجبال ) ^ [ 31
] وما بعدها .
بسم الله الرحمن الرحيم
^ ( المر تلك ءايات الكتب والذى أنزل إليك من رّبك الحق ولكن أكثر الناس لا يؤمنون
3 * * الله الذى رفع السّماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخّر الشّمس
والقمر كل يجرى لأجل مسمّى يدبر الأمر يفصل الايات لعلّكم بلقآء ربّكم توقنون ) ^
1 - ! 2 " آيات الكتاب " 2 ! الزبور ، أو التوراة والإنجيل ، أو القرآن
. 2 - ! 2 " بغير عمد " 2 ! لها عمد لا ترى ' ع ' ، أو لا عمد لها . ^ (
وهو الذى مدّ الأرض وجعل فيها رواسى وأنهاراً ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين
يغشى الّيل النهار إن فى ذلك لأيات لقوم يتفكرون وفى الأرض قطع متجاورات وجنات من
أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماءٍ واحدٍ ونفضل بعضها على بعض في الأكل
إن فى ذلك لآيات لقوم يعقلون ( ^ 3 - ! 2 " رواسي " 2 ! جبالاً ثوابت ،
واحدها راسية لأن الأرض ترسو بها
@ 144 @ ! 2 " وأنهارا " 2 ! ينتفع بها شرباً وإنباتاً ومغيضاً للأمطار ومسالك للفلك ! 2 " زوجين اثنين " 2 ! / [ 89 / ب ] أحدهما ذكر وأنثى كفحال النخل وإناثها ، وكذلك كل النبات وإن خفي . والزواج الآخر حلو وحامض ، أو عذب وملح ، أو أبيض وأسود ، أو أحمر وأصفر فإن كل جنس من الثمار نوعان فكل ثمرة ذات نوعين زوجين فصارت أربعة أنواع ! 2 " يغشى " 2 ! ظلمة الليل ضوء النهار ، ويغشي ضوء النهار ظلمة الليل . 4 - ! 2 " متجاورات " 2 ! في المدى مختلفات عذية تنبت وسبخة لا تنبت ! 2 " صنوان " 2 ! مجتمع وغيره مفترق ، أو صنوان نخلات أصلها واحد وغيرها أصولها شتى ، أو الصنوان الأشكال وغيره المختلف ، أو صنوان الفسيل يقطع من أمهاته فهو معروف وغيره ما ينبت من النوى فهو مجهول حتى يعرف ، وأصل النخل الغريب من هذا . ! 2 " ونفضل " 2 ! فمنه الحلو والحامض والأحمر والأصفر والقليل والكثير ! 2 " إن في " 2 ! اختلافها ! 2 " لآيات " 2 ! على عظم قدرته . أو ضربه مثلاً لبني آدم أصلهم واحد واختلفوا في الخير والشر والإيمان والكفر كالثمار المسقية بماء واحد ' ح ' . ^ ( وإن تعجب فعجب قوّلهم أءذا كنّا تراباً لفى خلق جديد أولائك الذين كفروا بربهم وأولائك الأغلال فى أعماقهم وأولائك أصحاب النار هم فيها خالدون 5 - ^ ( وإن تعجب ) ^ من تكذيبهم لك فأعجب منه تكذيبهم بالبعث ، ذكر ذلك ليعجب رسوله [ صلى الله عليه وسلم ] والتعجب تغير النفس بما خفيت أسبابه ولا يجوز ذلك على الله عز وجل .
@ 145 @ ^ ( ويستعجلونك بالسيّئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلاث وإنّ رّبك لذو مغفرة للنّاس على ظلمهمّ وإن ربّك لشديد العقاب ويقول الّذين كفروا لولا أنزل عليّه ءاية من رّبه إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) ^ 6 - ! 2 " بالسيئة " 2 ! بالعقوبة قبل العافية ، أو الشر قبل الخير ، أو الكفر قبل الإجابة ! 2 " المثلات " 2 ! الأمثال المضروبة لمن تقدم ، أو العقوبات التي مثل الله بها من مضى من الأمم . وهي جمع مثلة ! 2 " على ظلمهم " 2 ! يغفر الظلم السالف للتوبة في المستأنف ، أو يعفو عن تعجيل العذاب مع ظلمهم بتعجيل العصيان ، أو يغفر لهم بالإنظار توقعاً للتوبة ، ولما نزلت قال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ' لولا عفو الله وتجاوزه ما هنأ أحداً العيش ، ولولا وعيده وعقابه لاتكل كل أحد ' . 7 - ! 2 " هاد " 2 ! الله ' ع ' ، أو نبي ، أو قادة ، أو دعاة ، أو عمل ، أو سابق يسبقهم إلى الهدى . ^ ( الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شىء عنده
@ 146 @ بمقدار عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ) ^ 8 - ^ ( ما تحمل ) ! 2 " من ذكر أو أنثى " 2 ! ( ما تغيض ) ^ بالسقط الناقص . ^ ( وما تزداد ) ^ بالولد التام ' ع ' ، أو بالوضع لأقل من تسعة أشهر ^ ( وما تزداد ) ^ بالوضع لأكثر من التسعة ، قال الضحاك : حملتني أمي سنتين ووضعتني وقد خرجت سني ، أو بانقطاع الحيض مدة الحمل غذاء للولد ^ ( وما تزداد ) ^ بدم النفاس بعد الوضع ، أو بظهور الحيض على الحمل ، لأنه ينقص الولد ^ ( وما تزداد ) ^ في مقابلة أيام الحيض من أيام الحمل ، لأنها كلما حاضت على حملها يوماً زادت في طهرها يوماً حتى يستكمل حملها تسعة أشهر طهراً قاله عكرمة وقتادة ^ ( وكل شيء ) ^ من الرزق والأجل ^ ( عنده بمقدار ) ^ . ^ ( سوآءٌ منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالّيل وسارب بالنّهار له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءاً فلا مردّله وما لهم من دونه من والٍ ) ^ 10 - ^ ( سواء منكم ) ^ في علمه ^ ( من أسر ) ^ خيراً أو شراً ، أو جهر بهما ^ ( مستخف ) ^ بعمله في ظلمة الليل ومن أظهره بضوء النهار ، أو يرى ما أخفاه المرعى وهو بالعشي ، والرواح بالغداة . 11 - ^ ( معقبات ) ^ / ملائكة الليل والنهار يتعاقبون صعوداً ونزولاً ، اثنان بالنهار واثنان بالليل يجتمعون عند صلاة الفجر ، أو حراس الأمراء يتعاقبون
@
147 @ الحرس ' ع ' أو ما يتعاقب من أوامر الله وقضائه في عباده . ! 2 " من
بين يديه ومن خلفه " 2 ! أمامه وورائه ، أو هداه وضلاله . ! 2 " يحفظونه
من أمر الله " 2 ! بأمر الله ، أو تقدبره معقبات من أمر الله يحفظونه من بين
يديه ومن خلفه ، أو معقباته من الحرس يحفظونه عند نفسه من أمر الله ولا راد لأمره
ولا دافع لقضائه ' ع ' ، أو يحفظونه حتى يأتي أمر الله فيكفوا ' ع ' ، أو أمر الله
: الجن والهوام المؤذي تحفظه الملائكة منه ما لم يأت قدر ، أو يحفظونه من أمر الله
وهو الموت ما لم يأت أجل وهي عامة في جميع الخلائق عند الجمهور ، أو خاصة في
الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] لما أزمع عامر بن الطفيل وأربد بن ربيعة على قتله
فمنعه الله - تعالى - ونزلت ! 2 " سوءا " 2 ! عذاباً ! 2 " وال
" 2 ! ملجأ ، أو ناصر .
@ 148 @ ! 2 " هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال ويسبح
الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في
الله وهو شديد المحال " 2 ! 12 - ! 2 " خوفا " 2 ! من صواعقه ! 2
" وطمعا " 2 ! في نزول غيثه ، أو خوفاً للمسافر من أذيته وطمعاً للمقيم
في بركته . ^ ( الثقال ) ^ بالماء . 13 - ^ ( الرعد ) ^ الصوت المسموع ، أو ملك و
الصوت المسموع تسبيحه ^ ( خيفته ) ^ الضمير لله - تعالى - ، أو للرعد ، ! 2 "
الصواعق " 2 ! نزلت في رجل أنكر القرآن وكذب الرسول [ صلى الله عليه وسلم ]
فأخذته صاعقة ، أو في أربد لما هم بقتل الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] مع عامر بن
الطفيل فيبست يده على سيفه ثم انصرف فأحرقته صاعقة فقال أخوه لبيد : % ( أخشى على
أربد الحتوف ولا % أرهب نوء السماك والأسد ) %
@ 149 @ % ( فجعني البرق والصواعق بالفا % رس يوم الكريهة النجد ) % أو نزلت في يهودي قال للرسول [ صلى الله عليه وسلم ] أخبرني عن ربك من أي شيء هو من لؤلؤ أو ياقوت فجاءت صاعقة فأحرقته ' ع ' ، ! 2 " يجادلون " 2 ! قول اليهودي ، أو جدال أربد لما هم بقتل الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ^ ( المحال ) ^ العداوة ' ع ' ، أو الحقد ' ح ' أو القوة ' م ' أو الغضب أو الحيلة أو الحول ' ع ' ، أو الهلاك بالمحل وهو القحط ' ح ' ، أو الأخذ أوالانتقام . ^ ( له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال ولله يسجد من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً ولظلالهم بالغذو والأصال ) ^ 14 - ^ ( دعوة الحق ) ^ لا إله إلا الله ' ع ' ، أو الله هو الحق فدعاؤه دعوة الحق ، أو الإخلاص في الدعاء ^ ( لا يستجيبون ) ^ لا يجيبون دعاءهم ولا يسمعون
@ 150 @ نداءهم والعرب يمثلون كل من سعى فيما لا يدركه بالقابض على الماء قال : % ( فأصبحت مما كان بيني وبينها % من الود مثل القابض الماء باليد ) % ^ ( كباسط ) ^ الظمآن يدعو الماء ليبلغ إلى فيه ، أو يرى خياله في الماء وقد بسط كفيه فيه ^ ( ليبلغ فاه وما هو ببالغه ) ^ لكذب ظنه وسوء توهمه ' ع ' ، أو كباسط كفيه ليقبض عليه فلا يحصل في كفه منه شيء . 15 - ! 2 " طوعا " 2 ! المؤمن ! 2 " وكرها " 2 ! الكافر ، أو طوعاً من أسلم راغباً وكرهاً من أسلم بالسيف راهباً / [ 90 / ب ] ^ ( وظلالهم ) ^ يسجد ظل المؤمن معه طائعاً وظل الكافر كارهاً . ! 2 " والآصال " 2 ! جمع أصل وأصل جمع أصيل وهو العشي ما بين العصر والمغرب . ^ ( قل من رب السموات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لايملكون لإنفسهم نفعاً ولا ضراً قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيءٍ وهو الواحد القهار ) ^ 16 - ^ ( لا يملكون ) ^ إذ لم يملكوا لأنفسهم جلب نفع ولا دفع ضر فأولى أن لا يملكوا ذلك لغيرهم . ! 2 " الأعمى والبصير " 2 ! المؤمن والكافر ^ ( والظلمات والنور ) ^ الضلاله والهدى ^ ( فتشابه ) ^ لما لم تخلق آلهتهم خلقاً يشتبه عليهم بخلق الله فلم اشتبه عليهم حتى عبدوها كعبادة الله ؟ ^ ( أنزل من السماء ماءً فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبداً رابياً ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حليةٍ أو متاعٍ زبدٌ مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأمّا الزبد فيذهب جفاء
@ 151 @ وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال ) ^ 17 - ^ ( بقدرها ) ^ الكبير بقدره والصغير بقدره ^ ( رابياً ) ^ مرتفعاً ^ ( حلية ) ! 2 " الذهب والفضة " 2 ! ( أو متاع ) ^ الصفر والنحاس . ^ ( زبد ) ^ خبث كزبد الماء الذي لا ينتفع به ^ ( جفاء ) ^ منتشفاً ، أو جافياً على وجه الأرض ، أو ممحقاً ومن قرأ ^ ( جفالاً ) ^ أخذه من قولهم : انجفلت القدر إذا قذفت بزبدها . شبه الله - تعالى - الحق بالماء وما خلص من المعادن فإنهما يبقيان للانتفاع بهما ، وشبه الباطل بزبد الماء وخبث الحديد الذاهبين غير منتفع بهما . ^ ( للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الأرض جميعاً ومثله معه لافتدوا به أولئك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم وبئس المهاد ) ^ 18 - ^ ( الحسنى ) ^ الحياة والرزق ، أو الجنة مروي عن الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ^ ( سوء الحساب ) ^ المؤاخذة بكل ذنب فلا يعفى عن شيء من ذنوبهم ، أو المناقشة بالأعمال ، أو التقريع والتوبيخ عند الحساب .
@ 152 @ ^ ( أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولوا الألباب الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانيةً ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار جنات عدن يدخلونها ومن صلح من ءابائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار ) ^ 21 - ! 2 " ما أمر الله به أن يوصل " 2 ! الرحم ^ ( ويخشون ربهم ) ^ في قطعها ^ ( ويخافون سوء الحساب ) ^ في المعاقبة عليها . أو الإيمان بالنبيين والكتب كلها ^ ( ويخشون ربهم ) ^ فيما أمرهم بوصله ^ ( ويخافون سوء الحساب ) ^ في تركه ، أو صلة محمد [ صلى الله عليه وسلم ] قاله ' ح ' . 22 - ^ ( بالحسنة السيئة ) ^ يدفعون المنكر بالمعروف ، أو الشر بالخير ، أو سفاهة الجاهل بالحلم ، أو الذنب بالتوبة ، أو المعصية بالطاعة . 24 - ^ ( بما صبرتم ) ^ على الفقر ، أو الجهاد في سبيل الله ، أو على ملازمة الطاعة وترك المعصية ، أو عن فضول الدنيا ، أو عما تحبونه حين فقدتموه ^ ( فنعم عقبى الدار ) ^ الجنة عن الدنيا ، أو الجنة من النار . ^ ( الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع * 26 * ) ^ 26 - ! 2 " متاع " 2 ! قليل ذاهب ، أو كزاد الراكب .
@ 153 @ ^ ( ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه ءايةٌ من ربه قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب الذين ءامنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مئابٍ ) ^ 28 - ^ ( بذكر الله ) ^ بأفواههم ، أو بنعمه عليهم ، أو بوعده لهم ، أو بالقرآن . 29 - ^ ( طوبى ) ^ اسم للجنة ، أو لشجرة فيها ، أو اسم الجنة بالحبشية ، أو حسنى لهم ، أو نعم مالهم ، أو خير ، أو غبطة ، أو فرح وقرة عين ' ع ' ، أو العيش الطيب ، أو طوبى فعلى من الطيب كالفضلى من الأفضل . ^ ( كذلك أرسلناك في أمةٍ قد خلت من قبلها أممٌ لتتلوا عليهم الذي أوحينا إليك وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب ) ^ 30 - ^ ( بالرحمن ) ^ لما قال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] بالحديبية للكاتب : ' اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ' ، قالوا ما ندري ما الرحمن ، ولكن أكتب باسمك اللهم ، أو قالوا بلغنا أن الذي يعلمك ما تقول رجل من أهل اليمامة يقال له الرحمن وإنا والله لن نؤمن به أبداً فنزلت ! 2 " لا إله إلا هو " 2 ! وإن اختلفت أسماؤه فهو واحد ^ ( متاب ) ^ توبتي . ^ ( ولو أنّ قرءاناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر
@ 154 @ جميعاً أفلم يائس الذين ءامنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريباً من دارهم حتى يأتى وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان عقاب ) ^ 31 - ^ ( ولو أن قرآنا ) ^ لما قالوا للرسول [ صلى الله عليه وسلم ] إن سرك أن نتبعك فسير جبالنا / [ 91 / أ ] تتسع أرضنا فإنها ضيقة ، وقرب لنا الشام فإنا نتجر إليها ، وأخرج لنا الموتى من القبور نكلمهم ، أنزلها الله - تعالى - ^ ( سيرت ) ! 2 " أخرت " 2 ! ( قطعت ) ^ قربت ^ ( كلم به الموتى ) ^ أحيوا ، جوابه : ' لكان هذا القرآن ' فحذف للعلم به ^ ( ييأس الذين آمنوا ) ^ من إيمان هؤلاء المشركين ، أو من حصول ما سألوه لأنهم لما طلبوا ذلك اشرأب المسلمون إليه ' ع ' ، أو بيأس : يعلم ، قال : % ( ألم بيأس الأقوام أني أنا ابنه % وإن كنت عن أرض العشيرة نائياً ) % أو ييأس قيل هي لغة جرهم . ^ ( لهدى الناس ) ^ إلى الإيمان ، أو الجنة ^ ( قارعة ) ^ تقرعهم من العذاب والبلاء ، أو سريا الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ^ ( أو تحل ) ^ أنت يا محمد ' ع ' ، أو القارعة ^ ( وعد الله ) ^ القيامة ، أو فتح مكة ' ع ' .
@ 155 @ ^ ( أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت وجعلوا لله شركاء قل سمّوهم أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض أم بظاهر من القول بل زين للذين كفروا مكرهم وصدّوا عن السبيل ومن يضلل الله فما له من هاد لهم عذابٌ في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من الله من واقٍ مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائمٌ وظلها تلك عقبى الذين أتقوا وعقبى الكافرين النار ) ^ 33 - ^ ( بظاهر ) ^ بباطل ، أو ظن ، أو كذب ، أو بالقرآن قاله السدي . 35 - ^ ( مثل الجنة ) ^ شبهها أو نعتها إذ لا مثل لها ^ ( أكلها دائم ) ^ ثمرتها لا تنقطع ، أو لذتها في الأفواه باقية قاله إبراهيم التيمي . ^ ( والذين ءاتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك ومن الأحزاب من ينكر بعضه قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به إليه أدعوا وإليه مئاب وكذلك أنزلناه حكماً عربياً ولئن اتّبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله من ولىٍ ولا واقٍ ) ^ 36 - ! 2 " الذين آتيناهم الكتاب " 2 ! الصحابة ، أو مؤمنو أهل الكتاب ، أو اليهود والنصارى فرحوا بما في القرآن من تصديق كتبهم . ^ ( من ينكر بعضه ) ^
@ 156 @ قريش ، أو اليهود والنصارى والمجوس ! 2 " بعضه " 2 ! عرفوا صدق الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] وأنكروا تصديقه ، أو عرفوا نعته وأنكروا نبوته . ^ ( ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذريةً وما كان لرسول أن يأتى بئايةٍ إلا بإذن الله لكل أجلٍ كتابٌ يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب ) ^ 38 - ^ ( أزواجاً وذريةٍ ) ^ أي هم كسائر البشر فلم أنكروا نبوتك وأنت كمن تقدم ، أو نهاه بذلك عن التبتل ، أو عاب اليهود الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] بكثرة الأزواج فأخبرهم بأن ذلك سنة الرسل - عليهم الصلاة والسلام - ^ ( أن يأتي بآية ) ^ لما سألت قريش تسيير الجبال وغير ذلك نزلت . ^ ( لكل أجل ) ^ لك قضاء قضاه الله تعالى ! 2 " كتاب " 2 ! كتبه فيه ، أولكل أجل من آجال الخلق كتاب عن الله ، أو لكل كتاب نزل من السماء أجل على التقديم والتأخير . 39 - ^ ( يمحو الله ما يشاء ) ^ من أمور الخلق فيغيرها إلا الشقاء والسعادة فإنهما لا يغيران ' ع ' ، أو له كتابان أحدهما أم الكتاب لا يمحو منه شيئاً ، والثاني يمحو منه ما يشاء ويثبت كلما أراد أن ينسخ ما يشاء من أحكام كتابه ويثبت ما يشاء فلا ينسخه ، أو يمحو ما جاء أجله ويثبت من لم يأت أجله ، أو يمحو مايشاء من الذنوب بالمغفرة ويثبت ما يشاء فلا يغفره ، أو يختم للرجل بالشقاء فيمحو ما سلف من طاعته أو يمحو بخاتمته من السعادة ما تقدم من معصيته ' ع ' ! 2 " أم الكتاب " 2 ! حلاله وحرامه ، أو جملة الكتاب ، أو علم الله - تعالى - بما خلق وما هو خالق ، أو الذكر ' ع ' أو الكتاب الذي لا يبدل ، أو أصل الكتاب في اللوح المحفوظ .
@ 157 @ ^ ( وإن مانرينّك بعض الذي نعدهم أو نتوفّينّك فإنّما عليك البلاغ وعلينا الحساب أو لم يروا أنا نأتى الأرض ننقصها من أطرافها والله يحكم لا معقّب لحكمه وهو سريع الحساب وقد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعاً يعلم ما تكسب كل نفسٍ وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار ويقول الذين كفروا لست مرسلاً قل كفى بالله شهيداً بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) ^ 41 - ^ ( ننقصها ) ^ بالفتوح على المسلمين من بلاد المشركين ، أو بخرابها بعد عمارتها ، أو بنقصان بركتها وبمحيق ثمرتها ، أو بموت فقهائها وخيارها [ 91 / ب ] ' ع ' . 43 - ! 2 " شهيدا " 2 ! بصدقى وكذبكم . ^ ( ومن عنده علم الكتاب ) ^ ابن سلام وسلمان وتميم الداري ، أو جبريل - عليه السلام - ، أو الله - عز وجل - عن الحسن - رضي الله تعالى عنه - وكان يقرأ ^ ( ومن عنده علم الكتاب ) ^ ويقول : ' هذه السورة مكية وهؤلاء أسلموا بالمدينة ' .
@
158 @
سورة إبراهيم
مكية ، أو إلا آيتين مدنية ، ! 2 " ألم تر إلى الذين بدلوا " 2 ! [ 28 ]
والتي بعدها .
بسم الله الرحمن الرحيم
! 2 " الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى
صراط العزيز الحميد الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وويل للكافرين من
عذاب شديد الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله ويبغونها
عوجا أولئك في ضلال بعيد " 2 ! 1 - ! 2 " الظلمات " 2 ! الضلالة
والكفر ، و ! 2 " النور " 2 ! الإيمان والهدى ! 2 " بإذن ربهم
" 2 ! بأمره . آمن بعيسى قوم وكفر به آخرون فلما بعث محمد [ صلى الله عليه
وسلم ] آمن به من كفر بعيسى وكفر به الذين آمنوا بعيسى فنزلت ' ع ' . 3 - ! 2
" يستحبون " 2 ! يختارون ، أو يستبدلون ! 2 " سبيل الله " 2 !
دينه ^ ( و يبغونها عوجاً ) ^ العوج بالكسر في الأرض والدين وكل ما لم يكن قائماً
وبالفتح كل ما كان قائماً كالرمح والحائط . ! 2 " يبغون " 2 ! يرجون بمكة
ديناً غير الإسلام ' ع ' ، أو يقصدون بمحمد [ صلى الله عليه وسلم ] هلاكاً .
@ 159 @ ^ ( وما أرسلنا من رسولٍ إلا بلسان قومه ليبيّن لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم ولقد أرسلنا موسى بئاياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيّام الله إنّ في ذلك لآياتٍ لكل صبّار شكور 3 * * ) ^ 5 - ! 2 " بآياتنا " 2 ! التسع ، أو بالحجج والبراهين ! 2 " وذكرهم " 2 ! عظهم بما سلف لهم في الأيام الماضية ، أو بالأيام التي انتقم فيها بالقرون الأول ، أو بنعم الله لأنها تسمى بالأيام . % ( وأيام لنا غر طوال % . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ) % ! 2 " صبار شكور " 2 ! كثير الصبر والشكر إذا ابتلي صبر وإذا أعطي شكر ، وأخذ الشعبي من هذه الآية أن الصبر نصف الإيمان والشكر نصفه . ^ ( وإذ قال موسى لقومه أذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من ءال فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبّحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاءٌ من رّبّكم عظيم 8 * * وإذ تأذّن ربّكم لئن شكرتم لأزيدنّكم ولئن كفرتم إنّ عذابي لشديدٌ وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعاً فإن الله لغني حميد ) ^
@ 160 @ 6 - ! 2 " بلاء " 2 ! نعمة ' ع ' ، أو شدة بلية ، أو اختبار وامتحان . \ 7 - ! 2 " تأذن " 2 ! قال ، أو أعلم ! 2 " شكرتم " 2 ! نعمتي ! 2 " لأزيدنكم " 2 ! من أفضالي أو طاعتي ' ح ' . ^ ( ألم يأتكم نبؤا الذين من قبلكم قوم نوحٍ وعادٍ وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات فردّوا أيديهم في أفواههم وقالوا إنّا كفرنا بما أرسلتم به وإنّا لفي شك ممّا تدعوننا إليه مريب ) ^ 9 - ! 2 " بالبينات " 2 ! الحجج . ! 2 " فردوا " 2 ! عضوا الأصابع غيظاً على الرسل ، أو كذبوهم بأفواههم ، أو عجبوا لما سمعوا كتاب الله - تعالى - ووضعوا أيديهم في أفواههم ' ع ' ، أو أشاروا بذلك إلى رسولهم لما ادعى الرسالة بأن يسكت تكذيباً له ورداً لقوله ، أو وضعوا أيديهم على أفواه الرسل رداً لقولهم ' ح ' ، أو الأيدي : النعم ردوها بأفواههم حجوداً ، أو عبر بذلك عن ترك قبولهن للحق يقال لمن أمسك عن الجواب : رد يده في فيه . ^ ( قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السموات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى قالوا إن أنتم إلا بشرٌ مثلنا تريدون أن تصدّونا عما كان يعبد ءاباؤنا فأتونا بسلطانٍ مبينٍ قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشرٌ مثلكم ولكن الله يمنّ على من يشاء من عباده وما كان لنا أن نأتيكم بسلطانٍ إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون وما لنا ألا
@ 161 @ نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما ءاذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون ) ^ 10 - ^ ( أفي الله ) ^ أفي توحيده ، أو طاعته ، ^ ( من ذنوبكم ) ^ من زائدة ، أو يجعل المغفرة بدلاً من ذنوبكم ، ^ ( ويؤخركم ) ^ إلى الموت فلا يعذبكم في الدنيا . ^ ( وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنّكم من أرضنا أو لتعودن في ملّتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننّكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامى وخاف وعيدٍ واستفتحوا وخاب كل جبارٍ عنيدٍ من ورائه جهنّم ويسقى من ماءٍ صديد يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكانٍ وما هو بميّت ومن ورآئه عذاب غليظ ) ^ 14 - ^ ( مقامي ) ^ مقامه بين يدي . ^ ( وعيد ) ^ عذابي أو زواجر القرآن . 15 - ^ ( واستفتحوا ) ^ الرسل بطلب النصر ' ع ' ، أو الكفار استفتحوا بالبلاء . ^ ( جبار ) ! 2 " متكبر " 2 ! ( عنيد ) ^ معاند للحق ، أو بعيد عنه . 16 - ^ ( من ورائه ) ^ من بعد هلاكه جهنم ، أو أمامه جهنم . 17 - ^ ( من كل مكان ) ^ من جسده لشدة آلامه ، أو يأتيه أسباب الموت عن يمين وشمال وفوق وتحت وقدام وخلف ' ع ' ، أو تأتيه شدائد الموت من كل مكان . ^ ( ومن ورائه ) ^ فيه الوجهان المذكوران . ^ ( عذاب غليط ) ^ الخلود في النار .
@ 162 @ ^ ( مثل الذين كفروا بربّهم أعمالهم كرمادٍ اشتدّت به الريح في يومٍ عاصفٍ لا يقدرون ممّا كسبوا على شيءٍ ذلك هو الضلال البعيد ألم تر أنّ الله خلق السّماوات والارض بالحق إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز ) ^ 18 - ! 2 " مثل " 2 ! أعمال ! 2 " الذين كفروا " 2 ! في حبوطها وبطلانها وأنه لا يحصل منها على شيء بالرماد المذكور . ! 2 " عاصف " 2 ! شديدة وصف اليوم بالعصوف لوقوعه فيه كما يقال يوم حار ويوم بارد / [ 92 / أ ] أو أراد عاصف الريح فحذف لتقدم ذكر الريح ، أو العصوف من صفة الريح المذكورة فلما جاء بعد اليوم أتبع إعرابه . ^ ( وبرزوا لله جميعاً فقال الضعفاؤا للذين استكبروا إنّا كنّا لكم تبعاً فهل انتم مغنون عنّا من عذاب الله من شىءٍ قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواءٌ علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص ) ^ 21 - ! 2 " وبرزوا لله " 2 ! ظهروا بين يديه في القيامة ، والضعفاء : الأتباع والذين استكبروا : قادتهم . ! 2 " تبعا " 2 ! في الكفر ! 2 " مغنون " 2 ! دافعون ، أغنى عنه : دفع عنه الأذى وأغناه : أوصل إليه النفع ! 2 " لو هدانا الله " 2 ! إلى الإيمان لهديناكم إليه ، أو إلى الجنة لهديناكم إليها ، أو لو نجانا من العذاب لنجيناكم منه . ! 2 " محيص " 2 ! ملجأ ومنجى يقول بعضهم لبعض : إن قوماً جزعوا وبكوا ففازوا فيجزعون ويبكون ، ثم يقولون : إن قوماً صبروا في الدنيا ففازوا فيصبرون فعند ذلك يقولون : ! 2 " سواء علينا " 2 ! الآية . ^ ( وقال الشيطان لمّا قضى الأمر إنّ الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطانٍ إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا
@ 163 @ أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيّ إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم وأدخل الذين ءامنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربّهم تحيّتهم فيها سلام ) ^ 22 - ^ ( وقال الشيطان ) ^ يقوم إبليس خطيباً يوم القيامة فيسمعه الخلائق جميعاً ^ ( قضي الأمر ) ^ بحصول أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار . ^ ( وعد الحق ) ^ الجنة والنار والبعث والثواب والعقاب . ^ ( ووعدتكم ) ^ بأن لا بعث ولا ثواب ولا عقاب ^ ( بمصرخي ) ^ بمنجي أو بمغيثي ^ ( إني كفرت ) ! 2 " قبلكم " 2 ! ( بما أشركتموني ) ^ من بعدي لأن كفره قبل كفرهم . 23 - ^ ( تحيتهم ) ^ ملكهم دائم السلامة ، ومنه التحيات لله أي الملك ، أو التحية المعروفة إذا تلاقوا سلموا بها . ^ ( ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابتٌ وفرعها في السماء تؤتى أكلها كل حين بإذن ربّها ويضرب الله الأمثال للناس لعلّهم يتذكرون ومثل كلمةٍ خبيثةٍ كشجرةٍ خبيثةٍ اجتثّت من فوق الأرض ما لها من قرار ) ^ 24 - ^ ( كلمة طيبة ) ^ الإيمان ، أو المؤمن ^ ( كشجرة طيبة ) ^ النخلة قاله الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ، أو شجرة في الجنة ' ع ' ^ ( ثابت ) ! 2 " في الأرض " 2 ! ( وفرعها ) ^ نحو السماء .
@ 164 @ 25 - ! 2 " أكلها " 2 ! ثمرها ! 2 " حين " 2 ! عبارة عن الوقت في اللغة . يراد بها ها هنا سنة لأنها تحمل في السنة مرة ، أو ثمانية أشهر لأنها مدة الحمل ظاهراً وباطناً ، أو ستة أشهر لأنها مدة الحمل ظاهراً ، أو أربعة أشهر لأنها مدة صلاحها وبروزها من طلعها إلى جذاذها ، أو شهرين لأنها مدة صلاحها إلى جفافها ، أو غدوة وعشية لأنه وقت اجتنائها ' ع ' . شبه ثبوت الكلمة في الأرض بثبوت النخلة في الأرض فإذا ظهرت عرجت إلى السماء كما تعلو النخلة نحو السماء فكلما ذكرت نفعت كما أن النخلة إذا أثمرت نفعت . 26 - ! 2 " كلمة خبيثة " 2 ! الكفر ، أو الكافر ! 2 " كشجرة خبيثة " 2 ! الحنظل أو الأكشوث ، أو شجرة لم تخلق ' ع ' ، ! 2 " اجتثت " 2 ! اقتلعت من أصلها . ! 2 " قرار " 2 ! ثبوت ، أو أصل . شبه الكلمة الخبيثة التي ليس لها أصل يبقى ولا ثمرة حلوة بأنه ليس لها عمل في الأرض يبقى ولا ذكر في السماء يرقى . ^ ( يثبّت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدّنيا وفي الآخرة ويضل الله
@ 165 @ الظالمين ويفعل الله ما يشاء ) ^ 27 - ^ ( يثبت الله الذين آمنوا ) ^ يديمهم على القول الثابت ^ ( بالقول الثابت ) ^ الشهادتان ، أو العمل الصالح ^ ( في الحياة الدنيا ) ^ زمن الحياة ^ ( وفي الآخرة ) ^ عند المساءلة في القبر ، أو الحياة الدنيا : مساءلة القبر والآخرة : مساءلة القيامة . ^ ( ألم تر إلى الذين بدّلوا نعمت الله كفراً وأحلّوا قومهم دار البوار * 28 * جهنم يصلونها وبئس القرار وجعلوا لله أنداداً ليضلّوا عن سبيله قل تمتعّوا فإن مصيركم إلى النار * 30 * ) ^ 28 - ^ ( الذين بدلوا ) ^ قريش بدلوا نعمة إرسال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] منهم كفراً به وجحوداً ، أو نزلت في بني أمية وبني مخزوم ، فأما بنو أمية فمتعوا إلى حين ، وأما بنو مخزوم / [ 92 / ب ] فأهلكوا يوم بدر ، أوهم قادة المشركين يوم بدر . أو جبلة بن الأيهم وتابعوه من العرب الذين لحقوا بالروم ' ع ' أو عامة في جميع
@ 166 @ المشركين . ! 2 " دار البوار " 2 ! جهنم ، أو يوم بدر ، والبوار : الهلاك . قل لعبادي الذين ءامنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية من قبل أن يأتى يومٌ لا بيعٌ فيه ولا خلال الله الذي خلق السموات والأرض وأنزل من السماءٍ ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم وسخر لكم الفلك لتجرى في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الّيل والنّهار وءاتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدّوا نعمت الله لا تحصوها إنّ الإنسان لظلومٌ كفارٌ ) ^ 31 - ^ ( سراً وعلانيةً ) ^ خفية وجهرة عند الأكثرين ، أو السر : التطوع والعلانية : الفرض . ^ ( لا بيع ) ^ لا فدية في العاصي ، ولا شفاعة للكفار ، أو لا تباع الذنوب ولا تشترى الجنة . ^ ( خلال ) ^ مصدر خاللت خلالاً كقاتلت قتالاً ، أو جمع خلة كقلة وقلال أي لا مودة بين الكفار لتقاطعهم . ^ ( وإذ قال إبراهيم ربّ اجعل هذا البلد ءامناً واجنبنى وبني أن نّعبد الأصنام ربّ إنّهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنّه منّى ومن عصاني فإنّك غفورٌ رحيمٌ ربّنا إنّى أسكنت من ذريتّى بوادٍ غيرٍ ذى زرعٍ عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدةً من الناس تهوى إليهم وأرزقهم من الثمرات لعلّهم
@ 167 @ يشكرون ربّنا إنّك تعلم ما نخفى وما نعلن وما يخفى على الله من شىءٍ في الأرض ولا في السماء الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء ربّ اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتى ربّنا وتقبل دعاء ربّنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب ) ^ 37 - ^ ( بيتك ) ^ الذي لا يملكه غيرك . ^ ( المحرم ) ^ ، لأنه يحرم فيه ما يباح في غيره ^ ( أفئدة ) ^ جمع فؤاد وهو القلب ، أو جمع وفود . ^ ( تهوي ) ^ تحن ، أو تهواهم ، أو تنزل عليهم . طلب ذلك ليميلوا إلى سكناها فتصير بلداً محرماً ' ع ' ، أو ليحجوا قال ' ع ' : لولا أنه قال : من الناس لحجه اليهود والنصارى وفارس والروم ^ ( من الثمرات ) ^ أجابه بما في الطائف من الثمار وما يجلب إليهم من الأمصار . ^ ( ولا تحسبن الله غافلاً عمّا يعمل الظالمون إنّما يؤخرهم ليومٍ تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعى رءوسهم لا يرتدّ إليهم طرفهم وأفئدتهم هوآء ) ^ 43 - ^ ( مهطعين ) ^ مسرعين أهطع إهطاعاً أسرع ، أو الدائم النظر لا يطرق ، أو المطرق لا يرفع رأسه . ^ ( مقنعي ) ^ ناكسي بلغة قريش أو رافعي ، إقناع الرأس رفعه ^ ( طرفهم ) ^ الطرف : النظر وبه سميت العين لأنه بها يكون ^ ( هواء ) ^ خالية من الخير ' ع ' ، أو تردد في أجوافهم ليس لها مكان تستقر به فكأنها تهوي ، أو زالت عن أماكنها فبلغت الحناجر فلا تنفصل ولا تعود . ^ ( وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربّنا أخّرنا إلى أجل قريبٍ نجب دعوتك ونتبع الرسل أو لم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبيّن لكم كيف فعلنا بهم
@ 168 @ وضربنا لكم الأمثال وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ) ^ 44 - ^ ( زوال ) ^ عن الدنيا إلى الآخرة ، أو زوال عن العذاب . 46 - ^ ( مكرهم ) ^ الشرك ' ع ' ، أو بالعتو والتجبر ، وهي فيمن تجبر في ملكه وصعد مع النسرين في الهواء ، قاله علي وابن مسعود - رضي الله تعالى عنهما - ^ ( وعند الله مكرهم ) ^ يحفظه ليجازيهم عليه ، أو يعلمه فلا يخفى عنه ^ ( لتزول ) ^ وما كان مكرهم لتزول منه الجبال احتقاراً لمكرهم ' ع ' ، ^ ( لتزول ) ^ وكاد أن يزيلها تعظيماً لمكرهم ، والجبال : جبال الأرض ، أو الإسلام والقرآن لأنه في ثبوته كالجبال .
@ 169 @ ^ ( فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيزٌ ذو انتقام يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد سرابيلهم من قطرانٍ وتغشى وجوههم النار ليجزى الله كل نفسٍ ما كسبت إن الله سريع الحساب هذا بلاغٌ للناس ولينذروا به وليعلموا إنما هو إله واحدٌ وليذّكروا أولوا الألباب ) ^ 48 - ! 2 " تبدل الأرض " 2 ! بأرض بيضاء كالفضة لم تعمل عليها خطيئة ، أو بأرض من فضة بيضاء ، أو هي هذه الأرض تبدل صورتها ويطهر دنسها ! 2 " والسماوات " 2 ! تبدل بغيرها كالأرض فتصير جناناً والبحار ناراً ، أو بجعل السماوات ذهباً والأرض فضة ، قاله علي - رضي الله تعالى عنه - ، أو بتناثر نجومها وتكوير شمسها ، أو طيها كطي السجل ، أو إنشقاقها . 49 - ! 2 " الأصفاد " 2 ! الأغلال ، أو القيود والصفد العطاء ، لأنه يقيد المودة . 50 - ! 2 " سرابيلهم " 2 ! جمع سربال وهو القميص ! 2 " قطران " 2 ! الذي تهنأ به الإبل لإسراع النار إليها ، أو النحاس الحامي ' ع ' . 53 - ! 2 " هذا بلاغ " 2 ! هذا الإنذار كافٍ للناس ، أو هذا القرآن كافٍ للناس . ! 2 " ولينذروا " 2 ! بالقرآن ! 2 " وليعلموا " 2 ! بما فيه من الدلائل على التوحيد ! 2 " أنما هو إله واحد وليذكر " 2 ! بمواعظه ذوو العقول ، قيل نزلت في أبي بكر - رضي الله تعالى عنه - وأصحابه .
@
170 @
سورة الحجر
مكية اتفاقاً .
بسم الله الرحمن الرحيم
^ ( ألر تلك ءايات الكتاب وقرءانٍ مبين ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ذرهم
يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون ) ^ 1 - / [ 93 / أ ] ! 2 " الكتاب
" 2 ! القرآن ، أو التوراة والإنجيل . 2 - ! 2 " ربما يود الذين "
2 ! إذا رأوا المسلمين دخلوا الجنة أن يكونوا أسلموا ، وربما ها هنا للتكثير . ^ (
وما أهلكنا من قريةٍ إلا ولها كتاب معلوم ما تسبق من أمةٍ أجلها وما يستئخرون ) ^
5 - ! 2 " ما تسبق من أمة " 2 ! رسولها وكتابها فتعذب قبلهما ، ولا
يستأخر الرسول والكتاب عنهم . ! 2 " وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك
لمجنون لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما
كانوا إذا منظرين إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " 2 !
@ 171 @ 8 - ! 2 " إلا بالحق " 2 ! القرآن ، أو الرسالة ، أو بالقضاء عند الموت بقبض أرواحهم ، أو العذاب إن لم يؤمنوا . 9 - ! 2 " الذكر " 2 ! القرآن ، ! 2 " وإنا له " 2 ! لمحمد [ صلى الله عليه وسلم ] ^ ( لحافظون ) ^ ممن أراده بسوءٍ ، أو للقرآن حتى يجزي به يوم القيامة أو بحفظه من زيادة الشيطان فيه باطلاً ، أو نقصه منه حقاً . ^ ( ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين وما يأتيهم من رسولٍ إلا كانوا به يستهزءون كذلك نسلكه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين ولو فتحنا عليهم باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنمّا سكرت أبصارنا بل نحن قومٌ مسحورون ) ^ 10 - ! 2 " شيع " 2 ! أمم ، أو القرى ، أو جمع شيعة ، والشيعة : الفرقة المتآلفة المتفقة الكلمة ، مأخوذ من الشياع وهو الحطب الصغار يوقد بها الكبار ، فهو عون للنار . 12 - ! 2 " نسلكه " 2 ! الاستهزاء ، أو التكذيب ، أو نسلك القرآن في قلوبهم وإن لم يؤمنوا به ، أو إذا كذبوا به سلكنا في قلوبهم أن لا يؤمنوا به . 13 - ! 2 " سنة الأولين " 2 ! بالعذاب ، أو بألا يؤمنوا برسلهم إذا عاندوا ، والسنة : الطريقة . 14 - ! 2 " يعرجون " 2 ! المشركون ، أو الملائكة وهم يرونهم . 15 - ! 2 " سكرت " 2 ! سدت ، أو عميت ، أو أخذت ، أو غشيت وغطيت ،
@ 172 @ أو حبست ! 2 " مسحورون " 2 ! سحرنا فلا نبصر ، أو معللون ، أو مفسدون . ^ ( ولقد جعلنا في السماء بروجاً وزيّناها للناظرين وحفظناها من كل شيطان رجيم إلا من استرق السمع فأتبعه شهابٌ مبين والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيءٍ موزون وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين * 20 * ) ^ 16 - ! 2 " بروجا " 2 ! قصوراً فيها الحرس ، أو منازل الشمس والقمر ، أو الكواكب العظام أي السبعة السيارة ، أو النجوم ، أو البروج الإثنا عشر ، وأصله الظهور برجت المرأة أظهرت محاسنها . 17 - ! 2 " رجيم " 2 ! ملعون ، أو مرجوم بقول أو فعل . 18 - ! 2 " استرق السمع " 2 ! بأخبار الأرض دون الوحي فإنه محفوظ منهم . ويسترقون السمع من الملائكة في السماء ، أو في الهواء عند نزولهم من السماء . ! 2 " فأتبعه شهاب " 2 ! قبل سماعه ، أو بعد سماعه فيجرحهم ويحرقهم ويخبلهم و لا يقتل ' ع ' ، أو يقتلهم قبل إلقائه إلى الجن فلا يصل إلى أخبار السماء إلا الأنبياء ' ع ' ، ولذلك انقطعت الكهانة ، أو يقتلهم بعد إلقائه إلى الجن ولذلك [ ما ] يعودون لاستراقه ، ولو لم يصل لقطعوا الاستراق . والشهب نجوم يرجمون بها ثم تعود إلى أماكنها ، أو نور يمتد بشده ضيائه فيحرقهم ولا يعود كما إذا أحرقت النار لم تعد . 19 - ! 2 " مددناها " 2 ! بسطناها من مكة لأنها أم القرى ! 2 " موزون " 2 ! بقدر معلوم عبر عنه بالوزن ، لأنه آلة لمعرفة المقادير ، أو أراد الأشياء التي توزن في أسواقها ، أو مقسوم ، أو معدود .
@ 173 @ 20 - ! 2 " معايش " 2 ! ملابس ، أو التصرف في أسباب الرزق مدة الحياة ، أو المطاعم والمشارب التي يعيشون بها . ! 2 " ومن لستم له برازقين " 2 ! الدواب والأنعام ، أو الوحش . ^ ( وإن من شىءٍ إلا عندنا خزائنه وما ننزّله إلا بقدر معلومٍ * 21 * وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماءً فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين وإنّا لنحن نحي ونميت ونحن الوارثون ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستئخرين وإنّ ربك هو يحشرهم إنّه حكيمٌ عليمٌ * 25 * ) ^ 21 - ^ ( وإن من شيء ) ^ من أرزاق الخلق ! 2 " إلا عندنا خزائنه " 2 ! المطر المنزل من المساء إذ به نبات كل شيء ! 2 " بقدر معلوم " 2 ! قال ابن مسعود - رضي الله تعالى - / [ 93 / ب ] عنه - ما عام بأمطر من عام ولكن الله - تعالى - يقسمه حيث يشاء فيمطر قوماً ويحرم آخرين . 22 - ! 2 " لواقح " 2 ! السحاب حتى يمطر ، كل الرياح الواقح والجنوب ألقح ، أو لواقح للشجر حتى يثمر ' ع ' . 24 - ! 2 " المستقدمين " 2 ! الذين خلقوا ^ ( والمستأخرين ) ^ من لم يخلق ، أو من مات ومن لم يمت ، أو أول الخلق وآخره ، أو من تقدم أمة محمد [ صلى الله عليه وسلم ] والمستأخر من أمته ، أو المستقدمين في الخير والمستأخرين عنه ، أو في صفوف الحرب والمستأخرين فيها ، كانت امرأة من أحسن الناس تصلي خلف الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] فيقدم بعضهم لئلا يراها ويتأخر بعضهم إلى الصف المؤخر فإذا ركع نظر إليها من تحت إبطه فنزلت .
@ 174 @ ^ ( ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإٍ مسنون والجان خلقناه من قبل من نار السّموم وإذ قال ربك للملائكة إنى خالق بشراً من صلصالٍ من حمإ مسنونٍ فإذ سوّيته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس أبي أن يكون مع الساجدين قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين قال لم أكن لأسجد لبشرٍ خلقته من صلصال من حمإ مسنون قال فأخرج منها فإنك رجيم وإن عليك اللعنة إلى يوم الدّين قال ربّ فأنظرني إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ) ^ 26 - ! 2 " الإنسان " 2 ! آدم - عليه الصلاة والسلام - ! 2 " صلصال " 2 ! طين يابس لم تصبه نار ، إذا نقر صل فسمعت له صلصلة ، وهي الصوت الشديد المسموع من
@ 175 @ غير الحيوان كالقعقعة في الثوب ' ع ' ، أوطين خلط برمل ، أو منتن ، صل اللحم وأصل أنتن . ! 2 " حما " 2 ! جمع حمأة وهي الطين الأسود المتغير ! 2 " مسنون " 2 ! منتن متغير ، أو أسن الماء تغير ' ع ' ، أو منصوب قائم من قولهم : وجه مسنون ، أو المصبوب ، سن الماء على وجهه صبه عليه ، أو الذي يحك بعضه بعضاً ، سننت الحجر بالحجر حككت أحدهما بالآخر ومنه سن الحديد لحكه به ، أو الرطب ، أو المخلص سن سيفك أي : أجله . 27 - ! 2 " والجان " 2 ! إبليس ، أو الجن ، أو أبو الجن ! 2 " من قبل " 2 ! آدم ! 2 " نار السموم " 2 ! لهب النار ، أو نار الشمس ، أو حر السموم ، والسموم : الريح الحارة . 38 - ! 2 " المعلوم " 2 ! عند الله - تعالى - وحده ، أو النفخة الأولى بينها وبين النفخة الثانية أربعون سنة هي مدة موته ، وأراد بسؤاله الأنظار أن لا يموت فلم يجبه إلى ذلك ، وأنظره إلى النفخة الأولى تعظيماً لبلائه وتعريفاً أنه لا يضر بفعله غير نفسه . ولم يكرمه بتكليمه بل كلمة بذلك على لسان رسول ، أو كلمه تغليظاً ووعيداً لا إكراماً وتقريباً . ^ ( قال رب بما أغويتنى لأزيننّ لهم في الأرض ولأغوينّهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين * 40 * قال هذا صراط على مستقيم إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتّبعك من الغاوين وإنّ جهنّم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل بابٍ منهم جزءٌ مقسوم ) ^ 39 - ! 2 " أغويتني " 2 ! أضللتني ' ع ' ، أو خيبتني من رحمتك ، أو نسبتني إلى الإغواء . 40 - ! 2 " المخلصين " 2 ! لعباداتهم من الفساد والرياء ، سأل الحواريون
@
176 @ عيسى - عليه الصلاة والسلام - عن المخلص ، فقال : الذي يعمل لله ولا يحب أن
يحمده الناس . 41 - ! 2 " هذا صراط " 2 ! يستقيم بصاحبه حتى يهجم به على
الجنة ' ع ' ، أو صراط إليّ ' ح ' ، أو تهديد ووعيد كقولك لمن تتوعده : ' على طريقك
' ، أو هذا صراط على استقامته بالبيان والبرهان . ^ ( إن المتقين في جناتٍ وعيونٍ
ادخلوها بسلامٍ ءامنين ونزعنا ما في صدورهم من غلٍ إخوناً على سررٍ متقابلين لا
يمسّهم فيها نصبٌ وما هم منها بمخرجين نبئ عبادى أنّي أنا الغفور الرحيم وأن عذابي
هو العذاب الأليم ) ^ 46 - ! 2 " بسلام " 2 ! بسلامة من النار ، أو
بسلامة تصحبكم من كل آفة ! 2 " أمنين " 2 ! من الخروج منها ، أو الموت ،
أو الخوف والمرض . 47 - ! 2 " ونزعنا " 2 ! بالإسلام ! 2 " ما في
صدورهم من غل " 2 ! الجاهلية ، أو نزعنا في الآخرة ما فيها من غل الدنيا ' ح
' وروي عن الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ! 2 " سرر " 2 !
@ 177 @ جمع أسرة ، أو سرور ! 2 " متقابلين " 2 ! بوجوههم لا يصرفون
أبصارهم تواصلا وتحاببا ، أو متقابلين بالمحبة والمودة لا يتفاضلون فيها ولا
يختلفون ، أو متقابلين / [ 94 / ب ] في المنزلة لا يفضل بعضهم بعضاً لاتفاقهم على
الطاعة أو استوائهم في الجزاء ، أو متقابلين في الزيادة والتواصل ، أو أقبلوا على
أزواجهم بالمودة وأقبلن عليهم ، قيل نزلت في العشرة ، قال علي - رضي الله تعالى
عنه - : إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير منهم . ^ ( ونبئهم عن ضيف إبراهيم إذ
دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال إنا منكم وجلون قالوا لا
@ 178 @ توجل أنّا نبشرك بغلام عليم قال أبشرتموني على أن مسّني الكبر فبم تبشرون قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون ) ^ 53 - ^ ( لا توجل ) ! 2 " لا تخف " 2 ! ( بغلام عليم ) ^ في كبره وهو إسحاق لقوله - تعالى - ^ ( فضحكت فبشرناها بإسحاق ) ^ [ هود : 71 ] ^ ( عليم ) ^ حليم ، أو عالم عند الجمهور . 54 - ^ ( أبشرتموني ) ! 2 " تعجب " 2 ! ( فبم تبشرون ) ^ تعجباً من قولهم ، أو استفهم هل بشروه بأمر الله - تعالى - ليكون أسكن لقلبه . 55 - ^ ( القانطين ) ^ الآيسين من الولد . ^ ( قال فما خطبكم أيها المرسلون قالوا إنّا أرسلنا إلى قوم مجرمين إلا ءال لوطٍ إنّا لمنجّوهم أجمعين إلا امرأته قدّرنا إنها لمن الغابرين ) ^ 59 - ^ ( آل لوط ) ^ أتباعه وناصروه . 60 - ^ ( قدرنا ) ^ قضينا ، أو كتبنا ^ ( الغابرين ) ^ الباقين في العذاب ، أو الماضين فيه . ^ ( فلمّا جاء ءال لوطٍ المرسلون قال إنكم قومٌ منكرون * 62 * قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون وأتيناك بالحق وإنّا لصادقون فأسر بأهلك بقطع من الّيل واتّبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحدٌ وامضوا حيث تؤمرون وقضينا إليه ذلك الأمر أنّ دابر هؤلاء مقطوعٌ مّصبحين ) ^ 65 - ^ ( بقطع من الليل ) ^ ببعضه ، أو آخره ، أو ظلمته .
@ 179 @ 66 - ! 2 " قضينا " 2 ! أوحينا ! 2 " دابر هؤلاء " 2 ! آخرهم ، أو أصلهم . ^ ( وجاء أهل المدينة يستبشرون قال إن هؤلاء ضيفى فلا تفضحون واتقوا الله ولا تخزون قالوا أولم ننهك عن العالمين قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين لعمرك إنّهم لفى سكرتهم يعمهون فأخذتهم الصيحة مشرقين فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارةً من سجّيل إن في ذلك لآيات للمتوسمين وأنّها لبسبيل مقيمٍ 5 * * إنّ في ذلك لآيةً للمؤمنين ) ^ 72 - ! 2 " لعمرك " 2 ! وعيشك ' ع ' ، أو وحياتك ' ع ' ، وما أقسم الله - تعالى - بحياة غيره ، أو وعملك ! 2 " سكرتهم " 2 ! ضلالهم ، أو غفلتهم ! 2 " يعمهون " 2 ! يترددون ' ع ' ، أو يتمادون ، أو يلعبون ، أو يمضون . 75 - ! 2 " للمتوسمين " 2 ! للمتفرسين ، أو المعتبرين ، أو المتفكرين ، أو الناظرين أو المتبصرين ، أو الذين يتوسمون الأمور فيعلمون أن الذي أهلك قوم لوط قادر على إهلاك الكفار . 76 - ! 2 " لبسبيل " 2 ! لهلاك ' ع ' ، أو لبطريق معلم . ! 2 " وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين فانتقمنا منهم وإنهما لبإمام مبين " 2 ! 78 - ! 2 " لظالمين " 2 ! بتكذيبهم شعيباً ، أرسل إلى مدين فأهلكوا بالصيحة وإلى أصحاب الأيكة فاحترقوا بنار الظلة ، الأيكة : الغيضة ، أو الشجر الملتف
@ 180 @ كان أكثرهم شجرهم الدوم وهو المقل ، أو الأيكة اسم البلد وليكة اسم المدينة كبكة من مكة . 79 - ! 2 " وإنهما " 2 ! أصحاب الأيكة وقوم لوط ! 2 " لبإمام " 2 ! لبطريق واضح . سمي الطريق إماماً لأن سالكه يأتم به حتى يصل إلى مقصده ، أو لفي كتاب مستبين ، سمي إماماً لتقدمه على سائر الكتب ، وقال مؤرج : هو الكتاب بلغة حمير . ^ ( ولقد كذّب أصحاب الحجر المرسلين وءاتيناهم ءاياتنا فكانوا عنها معرضين وكانوا ينحتون من الجبال بيوتاً ءامنين فأخذتهم الصّيحة مصبحين فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون ) ^ 80 - ! 2 " الحجر " 2 ! الوادي ، أو مدينة ثمود ، أو أرض بين الشام والحجاز وأصحابه ثمود . 82 - ! 2 " أمنين " 2 ! أن تسقط عليهم بيوتهم ، أو من خرابها ، أومن العذاب ، أو الموت . ^ ( وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق وإنّ السّاعة لاتيةٌ فاصفح الصّفح الجميل * 85 إن ربّك هو الخلاق العليم ) ^ 85 - ! 2 " الصفح الجميل " 2 ! الإعراض من غير جزع ، أو العفو بغير توبيخ
@ 181 @ ولا تعنيف ، ثم نسخ صفحه عن حق الله - تعالى - بآية السيف ، فقال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] : بعد ذلك : ' لقد أتيتكم بالذبح وبعثت بالحصاد ولم أبعث بالزراعة ، أو أمر بالصفح عنهم في حق نفسه فيما بينه وبينهم . ^ ( ولقد ءاتيناك سبعاً من المثاني والقرءان العظيم لا تمدنّ عينيك إلى ما متّعنا به أزواجاً منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين 4 * * ) ^ 87 - [ ! 2 " سبعا من المثاني " 2 ! ] السبع المثاني : الفاتحة ، لأنها تثنى كلما قرأ القرآن وصلى ، أو السبع الطوال البقرة ، وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس ' ع ' سميت مثاني لما تردد فيها من الأمثال والخبر والعبر ، أو لأنها تجاوز المائة الأولى إلى المائة الثانية ، أو المثاني القرآن كله ، أو معانيه السبعة أمر ونهي وتبشير وإنذار وضرب أمثال وتعديد نعم وأنباء قرون . 88 - ! 2 " أزواجا " 2 ! أشباهاً ، أو أصنافاً أو الأغنياء / [ 94 / ب ] ! 2 " ولا تحزن عليهم " 2 ! بما أنعمت عليهم في الدنيا أو بما يصيرون إليه من كفرهم ! 2 " واخفض " 2 ! عبر به عن الخضوع ، أو عن إلانة الجانب ، نزل بالرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ضيف فلم يكن عنده ما يصلحه فأرسل إلى يهودي يستسلف منه دقيقاً إلى هلال رجب ، فأبى إلا برهن فقال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] إني لأمين في السماء أمين في الأرض ولو أسلفني لأديت إليه فنزلت ! 2 " لا تمدن " 2 !
@ 182 @ وقل إنى أنا النذير المبين كما أنزلنا على المقتسمين الذين جعلوا القرءان عضين فوربّك لنسئلنهم أجمعين عما كانوا يعملون ) ^ 90 - ^ ( المقتسمين ) ^ اليهود والنصار اقتسموا القرآن أعضاء أي أجزاء فآمنوا ببعض منها وكفروا ببعض ' ع ' ، أو اقتسموه استهزاء به فقال بعضهم : هذه السورة لي ، وقال بعضهم : هذه لي ، أو اقتسموا كتبهم فآمن بعضهم ببعضها وكفر ببعضها وكفر آخرون بما آمن به أولئك وآمنوا بما كفروا به ، أو قوم صالح تقاسموا على قتله ، قاله ابن زيد ، أو قوم من قريش اقتسموا طرق مكة لينفروا على الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] من يرد من القبائل بأنه ساحر أو شاعر أو كاهن أو مجنون حتى لا يؤمنوا به فنزل عليهم عذاب فأهلكهم ، أو قوم من قريش اقتسموا القرآن فجعلوا بعضه شعراً وبعضه سحراً وبعضه كهانة وبعضه أساطير الأولين ، أو قوم
@
183 @ اقتسموا أيماناً تحالفوا عليها . 91 - ! 2 " عضين " 2 ! فرقاً
بعضه شعراً وبعضه سحراً وبعضه أساطير الأولين ، جعلوا أعضاء كما تعضى الجزور ،
وعضين جمع عضو من عضيت الشيء تعضية إذا فرقته ' ع ' . وليس دين الله - تعالى -
بالمعضى . أي المفرق أو العضين جمع عضة وهو البهت لأنهم بهتوا كتاب الله - تعالى -
فيما رموه به ، عضهت الرجل أعضهه عضها بهته ، وقال : إن العضيهة ليست فعل أحرار
أوالعضة : السحر بلسان قريش ومنه ' لعن الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] العاضهة
والمستعضهة أراد الساحرة والمتسحرة ، أو لما ذكر في القرآن الذباب والبعوض
والعنكبوت والنمل قال أحدهم : أنا صاحب البعوض ، وقال آخر : أنا صاحب الذباب وقال
آخر أنا صاحب النمل استهزاء منهم بالقرآن . 93 - ! 2 " عما كانوا يعملون
" 2 ! يعبدون ، أو ما عملوا فيما علموا ، أو عما عبدوا وما أجابوا الرسل . ^
( فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين أنّا كفيناك المستهزءين الذين يجعلون مع الله
إلاهاً ءاخر فسوف يعلمون ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون
@ 184 @ فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) ^ 94 - ^ (
فاصدع ) ^ فامض ، أو أظهر ، أو اجهر بالقرآن في الصلاة ، أو أعلن بالوحي حتى
يبلغهم ' ع ' ، أو افرق به بين الحق والباطل ، أو فرق القول فيهم مجتمعين وفرادى ،
^ ( وأعرض ) ^ منسوخ بآية السيف ' ع ' أو أعرض عن الاهتمام باستهزائهم . 95 - ^ (
المستهزئين ) ^ خمسة : الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل وأبو زمعة والأسود بن عبد
يغوث والحارث بن غيطلة أهلكهم الله - تعالى - قبل بدر لاستهزائهم برسوله [ صلى
الله عليه وسلم ] .
@
185 @ 97 - ! 2 " صدرك " 2 ! قلبك لأنه محل القلب ! 2 " بما يقولون
" 2 ! من الاستهزاء ، أو التكذيب بالحق . 98 - ! 2 " الساجدين " 2
! المصلين . 99 - ! 2 " اليقين " 2 ! الحق الذي لا ريب فيه ، أو الموت
الذي لا محيد عنه ' ح ' .
@ 186 @
سورة النحل
مكية أو إلا ثلاث آيات ! 2 " ولا تشتروا بعهد الله " 2 ! إلى قوله ! 2
" بأحسن ما كانوا يعملون " 2 ! [ 95 - 97 ] ' ع ' .
بسم الله الرحمن الرحيم
! 2 " أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون ينزل الملائكة
بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون خلق
السماوات والأرض بالحق تعالى عما يشركون خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين
" 2 ! 1 - ! 2 " أتي " 2 ! دنا ، أو سيأتي ، أو على حقيقة إتيانه
في ثبوته واستقراره . ! 2 " أمر الله " 2 ! القيامة ، أو وعيد المشركين
، أو فرائض الله - تعالى - وأحكامه . 2 - ! 2 " بالروح " 2 ! الوحي ' ع
' أو كلام الله - تعالى - ، أو الحق الواجب الاتباع ، أو أرواح الخلق لا ينزل ملك
إلا معه روح قاله مجاهد 4 - ! 2 " خصيم " 2 ! محتج في الخصومة . ذكر ذلك
تعريفاً لقدرتهن أو لنعمته ، أو لقبح ما ضيعه من شكر النعمة بمخاصمته في الكفر ' ح
' قيل نزلت في أبي بن خلق الجمحي أخذ عظاماً نخرة فذراها وقال أنعاد إذا صرنا كذا
؟
@ 187 @ والأنعام خلقها لكم فيها دفءٌ ومنافع ومنها تأكلون ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون وتحمل أثقالكم إلى بلدٍ لم تكونوا بالغيه إلا بشقٍ الأنفس إن ربّكم لرءوفٌ رحيمٌ والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينةً ويخلق ما لا تعلمون وعلى الله قصد السبيل ومنها جائرٌ ولو شاء لهداكم أجمعين ) ^ 5 - ^ ( دفءٌ ) ^ لباس ' ع ' ، أو ما استدفأت به من أصوافها وأوبارها وأشعارها . ^ ( ومنافع ) ^ الركوب والعمل ^ ( تأكلون ) ^ اللحم واللبن . 8 - ^ ( ما لا تعلمون ) ^ من الخلق عند الجمهور ، أو نهر تحت العرش ' ع ' . ^ ( هو الذي انزل من السماء ماءً لكم منه شرابٌ ومنه شجرٌ فيه تسيمون
@ 188 @ ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقومٍ يتفكرون وسخر لكم الّيل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لايات لقومٍ يعقلون وما ذرأ لكم في الأرض مختلفاً ألوانه إن في ذلك لأيةٌ لقوم يذكرون وهو الذي سخّر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً وتستخرجوا منه حليةً تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلّكم تشكرون . 14 - ! 2 " مواخر " 2 ! تشق الماء عن يمين وشمال ، والمخر : شق الماء وتحريكه ، أو ما تمخر الريح من السفن و المخر صوت هبوب الريح ، أو تجري بريح واحدة مقبلة ومدبرة ، أو تجري معترضة ، أو المواخر : المواقد . ^ ( وألقى في الأرض رواسى أن تميد بكم وأنهاراً وسبلاً لعلكم تهتدون وعلامات والنجم هم يهتدون أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها إنّ الله لغفورٌ رحيمٌ ) ^ 16 - ! 2 " وعلامات " 2 ! معالم الطرق بالنهار ^ ( والنجم هم يهتدون ) ^ بالليل ' ع ' ، أو النجوم منها ما يهتدى به ومنها ما هو علامة لا يهتدى بها ، أو الجبال . 18 - ! 2 " لا تحصوها " 2 ! لا تحفظوها ، أو لا تشكروها . ^ ( والله يعلم ما تسرون وما تعلنون والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون أموات غير أحياء وما يشعرون أيّان يبعثون إلهكم إلهٌ واحد
@
189 @ فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرةٌ وهم مستكبرون لا جرم أنّ الله يعلم
ما يسرّون وما يعلنون إنه لا يحب المستكبرين وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربّكم قالوا
أساطير الأولين ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير
علمٍ ألا ساء ما يزرون قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخرّ
عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول
أين شركاءى الذين كنتم تشاقون فيهم قال الذين أوتوا العلم إن الخزى اليوم والسوء
على الكافرين ) ^ 26 - ^ ( فأتى الله بنيانهم ) ^ هدمه من أساسه ، أومثل ضربه الله
- تعالى - لاستئصالهم ^ ( السقف ) ^ أتاهم من السماء التي هي سقفهم ' ع ' ، أو
سقطت أعالي بيوتهم وهم تحتها فلذلك قال : ^ ( من فوقهم ) ^ إذا لا يكون فوقهم إلا
وهم تحته . وهم نمروذ بن كنعان وقومه ' ع ' ، أو بختنصر وأصحابه ، أو المقتسمين
المذكورن في سورة الحجر . ^ ( الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السلم
ما كنا نعمل من سوء بلى ان الله عليم بما كنتم تعملون فادخلوا أبواب جهنم خالدين
فيها فلبئس مثوى المتكبرين ) ^ 28 - ^ ( الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ) ^
قيل نزلت فيمن أسلم بمكة ولم يهاجر فأخرجتهم قريش إلى بدر فقتلوا ^ ( تتوفاهم ) ^ تقبض
أرواحهم
@ 190 @ ! 2 " ظالمي أنفسهم " 2 ! بالمقام بمكة وترك الهجرة ! 2 "
فألقوا السلم " 2 ! في خروجهم معهم ! 2 " من سوء " 2 ! كفر ! 2
" بلي " 2 ! علمكم أعمال الكفار ، والسلم : الصلح ، أو الاستسلام ، أو
الخضوع . ^ ( وقيل للذين أتقوا ماذا أنزل ربّكم قالوا خيراً للذين أحسنوا في هذه
الدنيا حسنةٌ ولدار الآخرة خيرٌ ولنعم دار المتقين جنات عدنٍ يدخلونها تجري من
تحتها الأنهار
@
191 @ لهم فيها ما يشاءون كذلك يجزى الله المتقين الذي تتوفاهم الملائكة طيبين
يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ) ^ 32 - ^ ( طيبين ) ! 2 "
صالحين " 2 ! ( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربك كذلك فعل
الذين من قبلهم وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون فأصابهم سيئات ما عملوا
وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من
شيءٍ نحن ولا ءاباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيءٍ كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على
الرسل إلا البلاغ المبين ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا
الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقّت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا
كيف كان عاقبة المكذبين إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضلّ وما لهم من
ناصرين وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعداً عليه حقاً ولكن
أكثر الناس لا يعلمون ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا
كاذبين إنّما قولنا لشىءٍ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون والذين هاجروا في الله
من بعد ما ظلموا لنبؤئنّهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعملون
الذين صبروا وعلى ربّهم يتوكلون ) ^ 41 - ^ ( ظلموا ) ^ ظلمهم أهل مكة بإخراجهم
إلى الحبشة بعد العذاب
@ 192 @ والإبعاد . ! 2 " حسنة " 2 ! نزول المدينة ' ع ' ، أو الرزق
الحسن نزلت في أبي جندل بن سهيل ، أو في بلال وعمار وخباب بن الأرتّ عذبوا حتى
قالوا ما أراده الكفار فلما خلوهم هاجروا . ^ ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً
نوحى إليهم فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر وأنزلنا إليك
الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون * 44 * ) ^ 43 - ! 2 " الذكر
" 2 ! العلماء بأخبار القرون الخالية يعلمون أن الله - تعالى - ما بعث رسولاً
إلا من رجال الأمة ولم يبعث ملكاً أو أهل الكتاب خاصة
@ 193 @ ' ع ' ، أو أهل القرآن . 44 - ! 2 " إليك الذكر " 2 ! القرآن ، أوالعلم . ^ ( أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بعجزين أو يأخذهم على تخوف فإن ربّكم لرءوف رحيم ) ^ 46 - ! 2 " تقلبهم " 2 ! سفرهم . 47 - ! 2 " تخوف " 2 ! تنقص يهلك واحداً بعد واحد فيخافون الفناء ' ع ' ، أو على تقريع وتوبيخ بما قدموه / [ 95 / ب ] من ذنوبهم ' ع ' ، أو يهلك قرية فتخاف القرية الأخرى . ^ ( أو لم يروا إلى ما خلق الله من شىءٍ يتفيّؤا ظلاله عن اليمين والشمائل سجّداً لله وهم داخرون ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابةٍ والملائكة وهم لا يستكبرون يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون * 50 * ) ^ 48 - ! 2 " يتفيأ ظلاله " 2 ! يرجع ، والفيء : الرجوع وبه سمي الظل بعد الزوال لرجوعه ، أو يتميل ' ع ' ، أو يدور ، أو يتحول . ! 2 " اليمين والشمائل " 2 ! تارة جهة اليمين وتارة إلى جهة الشمال ' ع ' ، أو اليمين أول النهار والشمال آخره ! 2 " سجدا " 2 ! ظل كل شيء سجوده ، أو سجود الظل بسجود شخصه ، أو سجود الظلال كسجود الأشخاص تسجد خاضعة لله ! 2 " داخرون " 2 ! صاغرون خاضعون . 50 - ! 2 " ربهم من فوقهم " 2 ! عذاب ربهم لأنه ينزل من فوقهم من السماء ، أو قدرته التي هي فوق قدرتهم . ^ ( وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنّما هو إله واحدٌ فإياي فارهبون وله ما في السموات والأرض وله الدّين واصباً أفغير الله تتقون وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا
@ 194 @ مسّكم الضر فإليه تجئرون ثمّ إذا كشف الضر عنكم إذا فريقٌ منكم بربهم يشركون ليكفروا بما ءاتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون ) ^ 52 - ^ ( الدين ) * الإخلاص ، أو الطاعة ! 2 " واصبا " 2 ! واجباً ' ع ' ، أو خالصاً أو دائماً ' ح ' ، عذاب واصب : دائم . 53 - ! 2 " الضر " 2 ! القحط ، أو الفقر ! 2 " تجأرون " 2 ! تضرعون بالدعاء ، أو تضجون وهو الصياح من جؤار الثور وهو صياحه . ^ ( ويجعلون لما لا يعلمون نصيباً مما رزقناهم تالله لتسئلن عما كنتم تفترون ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هونٍ أم يدسه في التراب إلا ساء ما يحكمون للذين لا يؤمنون بالأخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم ) ^ 58 - ! 2 " مسودا " 2 ! أسود اللون عند الجمهور ، أو متغير اللون بسواد أو غيره . ! 2 " كظيم " 2 ! حزين ' ع ' ، أو كظم غيظه فلا يظهره ، أو مغموم انطبق فوه من الغم ، من الكظامة وهو شد فم القربة . 59 - ! 2 " هون " 2 ! الهوان بلغة قريش ، أو القليل بلغة تميم ! 2 " يدسه " 2 ! يريد الموءودة .
@ 195 @ ^ ( ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابةْ ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستئخرون ساعةً ولا يستقدمون ويجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون تا لله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم ولهم عذاب أليم وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدىً ورحمة لقوم يؤمنون والله أنزل من السماء ماءً فأحيا به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآيةً لقومٍ يسمعون ) ^ 62 - ! 2 " ما يكرهون " 2 ! البنات ! 2 " الحسنى " 2 ! البنين ، أو جزاء الحسنى ! 2 " لا جرم " 2 ! حقاً أو قطعاً ، أو اقتضى فعلهم أن لهم النار [ أو ] بلى إن لهم النار ' ع ' ! 2 " مفرطون " 2 ! منسيون ، أو مضيعون ، أو مبعدون في النار ، أو متروكون فيها أو مقدمون إليها ومنه ' أنا فرطكم على الحوض ' أي متقدمكم ، ! 2 " مفرطون " 2 !
@ 196 @ مسرفون في الذنوب من الإفراط فيها ، ! 2 " مفرطون " 2 ! في الواجب . ! 2 " وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون " 2 ! 67 - ! 2 " سكرا " 2 ! السكر : الخمر ، والرزق الحسن : التمر والرطب والزبيب ، نزلت قبل تحريم الخمر ، أو السكر : ما حرم من شرابه والرزق الحسن : ما حل من ثمرته ، أو السكر : النبيذ ، والرزق الحسن : التمر والزبيب ، أو السكر : الخل بلغة الحبشة والرزق الحسن : الطعام ، أو السكر ما طعم من الطعام وحل شربه من ثمار النخيل والأعناب وهو الرزق الحسن . وجعلت عيب الأكرمين سكراً أي جعلت ذمهم طعماً . ! 2 " وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون " 2 ! 68 - ! 2 " وأوحي " 2 ! ألهمها ، أو سخرها أو جعله في غرائزها بما يخفي مثله إلى غيرها ! 2 " يعرشون " 2 ! يبنون ، أو الكروم .
@ 197 @ 69 - ! 2 " ذللا " 2 ! مذللة ، أو مطيعة ، أو لا يتوعر عليها مكان تسلكه ، أو الذلل صفة للنحل بانقيادها إلى أصحابها وذهابها حيث ذهبوا . ! 2 " مختلف ألوانه " 2 ! لاختلاف أغذيته ! 2 " فيه شفاء " 2 ! الضمير للقرآن ، أو للعسل . ! 2 " والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا إن الله عليم قدير والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء أفبنعمة الله يجحدون " 2 ! 70 - ! 2 " أرذل العمر " 2 ! أوضعه وأنقصه عند الجمهور ، أو الهرم ، أو ثمانون سنة ، أو خمس وسبعون . 71 - ! 2 " فضل بعضكم على بعض " 2 ! السادة على العبيد ، أو الأحرار بعضهم على بعض عند الجمهور ! 2 " في الرزق " 2 ! بالغنى والفقر والضيق والسعة ! 2 " فهم فيه سواء " 2 ! لما لم يشركهم عبيدهم في أموالهم لم يجز أن يشاركوا الله - تعالى - في ملكه ' ع ' ، أو هم وعبيدهم سواء في أن الله - تعالى - رزق الجميع ، وأن أحداً لا يقدر على رزق عبده / [ 96 / أ ] إلا أن يرزقه الله - تعالى - إياه كما لا يقدر على رزق نفسه . ^ ( والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدةً ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمت الله هم يكفرون ) ^ 72 - ! 2 " من أنفسكم أزواجا " 2 ! خلق حواء من آدم ! 2 " وحفدة " 2 ! أصهار الرجل على بناته ، أو أولاد الأولاد ' ع ' ، أو بنو زوجة الرجل من غيره ' ع ' أو الأعوان ، أو الخدم ، و الحفدة جمع حافد وهو المسرع في العمل ، ' نسعى ونحفد ' : نسرع إلى العمل بطاعتك .
@ 198 @ ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقاً من السموات والأرض شيئاً ولا يستطيعون فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون ضرب الله مثلاً عبداً مملوكاً لا يقدر على شىءٍ ومن رزقناه منّا رزقاً حسناً فهو ينفق منه سراً وجهراً هل يستون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون وضرب الله مثلاُ رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيءٍ وهو كلٌ على مولاه أينما يوجهه لايأتْ بخيرٍ هل يستوى وهو ومن يأمر بالعدل هو على صراط مستقيم * 76 * ) ^ 75 - ^ ( ضرب الله مثلاً عبداً ) ^ مثل للكافر والمؤمن ، فالكافر لا يقدر على شيء من الخير ، والرزق الحسن مما عند المؤمن من الخير ' ع ' ، أو مثل للأوثان التي لا تملك شيئاً تعبد دون الله - تعالى - الذي يملك كل شيء . 76 - ^ ( رجلين ) ^ مثل لله - تعالى - وللوثن الأبكم الذي لا يقدر على شيء ، والذي يأمر بالعدل هو الله - عز وجل - ، أو الأبكم : الكافر ، والذي يأمر بالعدل المؤمن ' ع ' أو الأبكم غلام لعثمان بن عفان - رضي الله تعالى عنه - كان يعرض عليه الإسلام فيأبى والذي يأمر بالعدل عثمان - رضي الله تعالى عنه - . ^ ( ولله غيب السموات والأرض وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شىءٍ قديرٌ والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله إن في ذلك لأيات لقومٍ يؤمنون ) ^ 77 - ^ ( وما أمر الساعة ) ^ سألت قريش الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] عن الساعة استهزاء
@ 199 @ فنزل ^ ( ولله غيب السموات والأرض ) ^ يريد قيام الساعة وسميت ساعة لأنها جزء من يوم القيامة وأجزاء اليوم ساعاته . ^ ( والله جعل لكم من بيوتكم سكناً وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتاً تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثاً ومتاعاً إلى حين والله جعل لكم مما خلق ظلالاً وجعل لكم من الجبال أكناناً وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون فإنما تولوا فإنما عليك البلاغ المبين يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون ويوم نبعث من كل أمةٍ شهيداً ثم لا يؤذن للذين كفروا ولا هم يستعتبون وإذا رءا الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم ولا هم ينظرون وإذا رءا الذين أشركوا شركاءهم قالوا ربنا هولاء شركاؤنا الذين كنا ندعوا من دونك فألقوا إليهم القول إنّكم لكاذبون * 86 * وألقوا إلى الله يؤمئذ السلم وضل عنهم ما كانوا يفترون الذين كفروا وصدّوا عن سبيل الله زدناهم عذاباً فوق العذاب بما كانوا يفسدون ويوم نبعث في كل أمةٍ شهيداً عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيداً على هؤلاء ونزّلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شىءٍ وهدى ورحمةً وبشرى للمسلمين ) ^ 81 - ! 2 " مما خلق ظلالا " 2 ! الشجر ! 2 " أكنانا " 2 ! يستكن فيها جمع كن
@ 200 @ ! 2 " سرابيل " 2 ! ثياب الكتان والقطن والصوف ، والتي تقي الناس : دروع الحرب ، ذكر الجبال والحر ولم يذكر السهل والبرد لغلبة الجبال والحر على بلادهم دون البرد والسهل ، فمن عليهم بما يختص بهم ، أو اكتفى بذكر الجبال والحر عن ذكر السهل والبرد فالمنة فيهما آكد . 83 - ! 2 " نعمة الله " 2 ! محمد [ صلى الله عليه وسلم ] يعرفون نبوته ثم يكذبونه ، أو نعمه المذكورة في هذه السورة ثم ينكرونها بقولهم : ورثناها عن آبائنا ، أو إنكارها قولهم : لولا فلان لما أصبت كذا وكذا ، أو معرفتهم : اعترافهم أن الله رزقهم وإنكارهم قولهم : رزقنا ذلك بشفاعة آلهتنا ، قال الكلبي تسمى هذه السورة سورة النعيم لتعديد النعم فيها . ! 2 " وأكثرهم الكافرون " 2 ! أراد جميعهم ، أو فيهم من حكم بكفرة تبعاً كالصبيان والمجانين فذكر المكلفين . ^ ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتائ ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون ) ^ 90 - ! 2 " بالعدل " 2 ! شهادة التوحيد ! 2 " والإحسان " 2 ! الصبر على طاعته في أمره ونهيه سراً وجهراً ! 2 " وإيتاء ذي القربى " 2 ! صلة الرحم ، والفحشاء : الزنا . والمنكر : القبائح ، والبغي : الكبر والظلم ، أو العدل : القضاء بالحق ، والإحسان : التفضل بالإنعام ، وإيتاء ذي القربى : صلة الأرحام ، والفحشاء : ما يسر من القبائح ، والمنكر : ما يظهر منها فينكر ، والبغي ما يتطاول به من ظلم وغيره ، أو العدل استواء السريرة والعلانية في العمل لله ، والإحسان فضل السريرة على العلانية ، والمنكر والبغي فضل العلانية على السريرة . ^ ( وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً إن الله يعلم ما تفعلون ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوةٍ أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم أن تكون أمةٌ هي أربى من أمةٍ إنما يبلوكم الله به ولبينّن لكم يوم القيامة
ما
كنتم فيه تختلفون ولو شاء
@ 201 @ الله لجعلكم أمةً واحدةً ولكن يضل من يشاء ويهدى من يشاء ولتسئلن عمّا
كنتم تعملون و لا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها وتذوقوا السوء
بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم ولا تشتروا بعد الله ثمنا قليلاً إنما عند
الله هو خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون ما عندكم ينفد وما عند الله باقٍ ولنجزينّ الذين
صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) ^ 91 - ^ ( وأوفوا بعهد الله ) ^ نزلت في
بيعة الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] على الإسلام أو في الحلف الواقع في الجاهلية
بين أهل الشرك والإسلام فجاء الإسلام بالوفاء به ، أو في كل يمين / [ 96 / ب ]
منعقدة يجب الوفاء بها ما لم تدع ضرورة إلى الحنث ، وقول الرسول [ صلى الله عليه
وسلم ] ' فليأت الذي هو خير ' محمول على الضرورة دون المباح ، وأهل الحجاز يقولون
: وكدت توكيداً وأهل نجد أكدت تأكيداً . 92 - ^ ( كالتي نقضت غزلها ) ^ امرأة
حمقاء بمكة كانت تغزل الصوف ثم تنقضه بعد إبرامه . فشبه ناقض العهد بها في السفه
والجهل تنفيراً من ذلك
@ 202 @ ! 2 " غزلها " 2 ! عبر عن الحبل بالغزل ، أو أراد الغزل حقيقة ! 2 " قوة " 2 ! إبرام ، أو القوة : ما غزل على طاقة ولم تثن ! 2 " أنكاثا " 2 ! أنقاضاً واحدها نكث ، وكل شيء نقض بعد الفتل فهو أنكاث ! 2 " دخلا " 2 ! غروراً ، أو دغلاً وخديعة ، أو غلا وغشا ، أو أن يكون داخل القلب من الغدر غير ما في الظاهر من الوفاء ، أو الغدر والخيانة . ! 2 " اربي " 2 ! أكثر عدداً وأزيد مدداً فتغدر بالأقل . ! 2 " من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون " 2 ! 97 - ! 2 " حياة طيبة " 2 ! بالرزق الحلال ' ع ' ، أو القناعة ، أو الإيمان بالله - تعالى - والعمل بطاعته ، أو السعادة ' ع ' ، أو الجنة . ^ ( فإذا قرأت القرءان فاستعذ بالله من الشيطان الرّجيم إنّه ليس له سلطان على الذين ءامنوا وعلى ربّهم يتوكّلون إنّما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون * 100 * ) ^ 98 - ! 2 " قرات " 2 ! أردت ، أو إذا كنت قارئاً فاستعذ ، أو تقديره فإذا استعذت بالله فاقرأ على التقديم والتأخير . 99 - ! 2 " سلطان " 2 ! قدرة على حملهم على ذنب لا يغفر ، أو حجة على ما يدعوهم إليه من المعصية ، أو لا سلطان له عليهم لاستعاذتهم بالله - تعالى - لقوله - تعالى - : ! 2 " وإما ينزغنك " 2 ! [ الأعراف : 200 ] ، أو لا سلطان له عليهم بحال لقوله - سبحانه وتعالى : ! 2 " إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك " 2 ! [ الحجر : 42 ] . 100 - ! 2 " به مشركون " 2 ! بالله ، أو أشركوا الشيطان في أعمالهم ، أو لأجل
@
203 @ الشيطان وطاعته أشركوا . ^ ( وإذا بدّلنا ءايةً مكان ءايةٍ والله أعلم بما
ينزّل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون * 101 * قل نزّله روح القدس من
رّبّك بالحق ليثبّت بالذين ءامنوا وهدى وبشرى للمسلمين ) ^ 101 - ! 2 " بدلنا
" 2 ! نسخناها حكماً وتلاوة ، أو حكماً دون التلاوة ! 2 " لا يعلمون "
2 ! جواز النسخ والله - تعالى - أعلم بالمصلحة فيما ينزله ناسخاً ومنسوخاً . ^ (
ولقد نعلم أنّهم يقولون إنّما يعلّمه بشرٌ لسان الذي يلحدون إليه أعجمىٌ وهذا لسان
عربيٌ مبين إن الذين لا يؤمنون بئايات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم إنما
يفترى الكذب الذين لا يؤمنون بئايات الله وأولئك هم الكاذبون ) ^ 103 - ! 2 "
بشر " 2 ! بلعام فتى بمكة كان الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] يدخل عليه
ليعلمه فاتهموا الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] بأنه يتعلم منه ، أو يعيش عبد بني
الحضرمي كان
@ 204 @ الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] يلقنه القرآن ، أو غلامان صيقلان لبني
الحضرمي من أهل عين التمر كانا يقرآن التوراة فربما جلس إليهما الرسول [ صلى الله
عليه وسلم ] ، أو سلمان الفارسي ! 2 " يلحدون " 2 ! يميلون ، أو يعرضون
به . والعرب يعبرون عن الكلام باللسان . ^ ( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من
أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضبٌ من الله ولهم
عذاب عظيمٌ ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأنّ الله لا يهدى القوم
الكافرين أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون لا
جرم أنّهم في الآخرة هم الخاسرون * 109 * ثم إن ربّك للّذين هاجروا من بعد ما
فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إنّ ربّك من بعدها لغفورٌ رحيمٌ يوم تأتى كل نفسٍ تجادل عن
نفسها وتوفى كل نفسٍ ما عملت وهم لا يظلمون ) ^ 106 - ! 2 " من كفر بالله
" 2 ! نزلت في عبد الله بن أبي سرح ومقيس بن صبابة
@
205 @ وعبد الله بن خطل وقيس بن الوليد بن المغيرة كفروا بعد إيمانهم ! 2 "
إلا من أكره " 2 ! نزلت في عمار وأبويه ياسر وسمية ، أوفي بلال وصهيب وخباب
أظهروا الكفر وقلوبهم مطمئنة بالإيمان .
@ 206 @ وضرب الله مثلاً قريةً كانت ءامنةً مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكانٍ
فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون وقد جاءهم
رسولٌ منهم فكّذبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون ) ^ 112 - ^ ( قرية كانت آمنة ) ^
مكة ، وسمي الجوع والخوف لباساً ، لأنه يظهر عليهم من الهزال وشحوبة اللون وسوء
الحال ما هو كاللباس ، بلغ بهم القحط أن أكلوا القد والعلهز وهو الوبر يخلط بالدم
' والقراد ثم ' يؤكل ' ع ' ، أو المدينة آمنت بالرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ثم
كفرت بعده بقتل عثمان - رضي الله تعالى عنه - وما حدث فيها من الفتن قالته حفصة ،
أو كل مدينة كانت على هذه [ 97 / أ ] الصفة من سائر القرى . ^ ( فكلوا ممّا رزقكم
الله حلالاً طيّباً واشكروا نعمت الله إن كنتم إيّاه تعبدون إنّما حرّم عليكم
الميتة والّدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله
@ 207 @ به فمن اضطر غير باغٍ ولا عادٍ فإنّ الله غفورٌ رحيمٌ ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلالٌ وهذا حرامٌ لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاعٌ قليلٌ ولهم عذابٌ أليمٌ 3 * * وعلى الذين هادوا حرّمنا ما قصصنا عليك من قبل وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ثمّ إنّ ربّك للّذين عملوا السوء بجهالةٍ ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربّك من بعدها لغفورٌ رحيمٌ ) ^ 119 - ^ ( بجهالة ) ^ أنه سوء ، أو بغلبة الشهوة مع العلم بأنه سوء . إن إبراهيم كان أمّة قانتا لله حنيفاً ولم يك من المشركين * 120 * شاكراٌ لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراطٍ مستقيمٍ وءاتيناه في الدنيا حسنة وإنّه في الآخرة لمن الصالحين ثم أوحينا إليك أن أتبع ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين ) ^ 120 - ! 2 " امة " 2 ! إماماً يؤتم به ، أو معلماً للخير ، أو أمة يقتدى به سمي بذلك لقيام الأمة به ! 2 " قانتا " 2 ! مطيعاً ، أو دائماً على العبادة ! 2 " حنيفا " 2 ! مخلصاً ، أو حاجاً ، أو مستقيماً على طريق الحق . 112 - ! 2 " حسنة " 2 ! نبوة ، أو لسان صدق ، أو كل أهل الأديان يتولونه ويرضونه ، أو ثناء الله - تعالى - عليه . 123 - ! 2 " اتبع ملة إبراهيم " 2 ! في الإسلام والبراءة من الأوثان ، أو في جميع ملته إلا ما أمر بتركه . ^ ( إنما جعل السّبت على الذين اختلفوا فيه وإن ربّك ليحكم بينهم يوم القيامة
@
208 @ فيما كانوا فيه يختلفون ) ^ 124 - ^ ( اختلفوا فيه ) ^ فقال بعضهم : السبت
أعظم الأيام حرمة ، لأن الله - تعالى - فرغ من خلق الأشياء فيه ، أو قال بعضهم :
الأحد أفضل ، لأن الله - تعالى - ابتدأ الخلق فيه ، أوعدلوا عما أمروا به من تعظيم
الجمعة تغليباً لحرمة السبت أو الأحد . ^ ( ادع إلى سبيل ربك بالحكم والموعظة
الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين
) ^ 125 - ^ ( سبيل ربك ) ! 2 " الإسلام " 2 ! ( بالحكمة ) ! 2 "
بالقرآن " 2 ! ( والموعظة الحسنة ) ^ القرآن في لين من القول ، أو بما فيه من
الأمر والنهي . ^ ( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خيرٌ
للصابرين واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيقٍ ممّا يمكرون إن
الله مع الذين اتٌ قوا والذين هم محسنون ) ^ 126 - ^ ( وإن عاقبتم ) ^ نزلت في
قريش لما مثلوا بقتلى أحد ثم نسخت بقوله - تعالى - ^ ( واصبر وما صبرك إلا بالله )
^ [ 127 ] أو هي
@ 209 @ محكمة ، أو نزلت في كل مظلوم أن يقتص بقدر ظلامته . ! 2 " واصبر
" 2 ! عن المعاقبة بمثل ما عاقبوا به قتلى أحد من المثلة . 128 - ! 2 "
اتقوا " 2 ! المحرمات ، وأحسنوا بالفرائض والطاعات .
@
210 @
سورة الإسراء
سورة بني إسرائيل
مكية أو إلا ثمان آيات ! 2 " وإن كادوا ليفتنونك " 2 ! [ 73 ] ! 2
" سلطانا نصيرا " 2 ! [ 80 ] ' ع ' .
بسم الله الرحمن الرحيم
^ ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا الذي باركنا
حوله لنريه من ءاياتنا إنّه هو السميع البصير ) ^ 1 - ! 2 " سبحان " 2 !
تنزيه لله - تعالى - من السوء ، أو براءة الله - تعالى - من السوء . وهو تعظيم لا
يصلح لغير الله . أخذ من السبح في التعظيم وهو الجري فيه ، وقيل هو هنا تعجيب أي
أعجبوا للذي أسرى ، لما كان مشاهدة العجب سبباً للتسبيح صار التسبيح تعجباً .
ويطلق التسبيح على الصلاة . وعلى الاستثناء ! 2 " لولا تسبحون " 2 ! [
القلم : 28 ] ، وعلى النور ' سبحات وجهه ' ، وعلى التنزيه ، سئل الرسول [ صلى الله
عليه وسلم ] عن التسبيح فقال : ' إنزاه الله - تعالى - عن السوء ' .
@ 211 @ ! 2 " بعبده " 2 ! : محمد [ صلى الله عليه وسلم ] . والسرى : سير الليل . ! 2 " المسجد الحرام " 2 ! الحرم كله ، أو المسجد نفسه ، سرت روحه وجسده فصلى في بيت المقدس بالأنبياء ثم عرج إلى السماء ثم رجع إلى المسجد الحرام فصلى به الصبح آخر ليلته ، أو لم يدخل القدس ولم ينزل عن البراق حتى عرج به ثم عاد إلى مكة ، أو أسرى بروحه دون جسده فكانت رؤيا من الله - تعالى - صادقة : ! 2 " الأقصى " 2 ! لبعده من المسجد الحرام . ! 2 " باركنا " 2 ! بالثمار ومجرى الأنهار ، أو بمن جعل حوله من الأنبياء والصالحين ! 2 " من آياتنا " 2 ! عجائبنا ، أومن رأيهم من الأنبياء حتى وصفهم واحداً واحداً ! 2 " السميع " 2 ! لتصديقهم بالإسراء وتكذيبهم ! 2 " البصير " 2 ! بما فعل من الإسراء والمعراج . ^ ( وءاتينا موسى الكتاب وجعلناه هدىً لبني إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلاً ذرّية من حملنا مع نوحٍ إنّه كان عبداً شكوراً ) ^ 2 - ! 2 " وكيلا " 2 ! : ، شريكاً ، أو ربا يتوكلون عليه في أمورهم ، أو كفيلاً بأمورهم . 3 - ! 2 " ذرية من حملنا " 2 ! هم موسى وبنو إسرائيل : ! 2 " شكورا " 2 ! نوح يحمد
@ 212 @ ربه على الطعام ، أو لا يستجد ثوباً إلا حمد الله على لبسه . ^ ( وقضينا إلى بنى اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرّتين ولتعلنّ علوّا كبيراً فإذا جاء وعد أولهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولى بأس شديدٍ فجاسوا خلال الدّيار وكان وعداً مفعولاً ثمّ رددنا لكم الكرّة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسئوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرةٍ وليتبروا ما علوا تتبيراً عسى ربّكم أن يرحمكم وإن عدتّم عدنا وجعلنا جهنّم للكافرين حصيراً ) ^ 4 - / ! 2 " وقضينا " 2 ! أخبرنا ! 2 " لتفسدن " 2 ! بقتل الناس وأخذ أموالهم وتخريب ديارهم . ! 2 " علوا " 2 ! : بالاستطالة والغلبة . 5 - ! 2 " بعثنا " 2 ! خلينا بينكم وبينهم خذلاناً بظلمكم ، أو أمرناهم بقتالكم ! 2 " عبادا " 2 ! جالوت إلى أن قتله داود ' ع ' أو بختنصر ، أو سنحاريب أوالعمالقة وكانوا كفاراً ، أو قوم من أهل فارس يتحسسون أخبارهم . ! 2 " فجاسوا " 2 ! مشوا وترددوا بين الدور والمساكن ' ع ' ، أو قتلوهم بين الدور والمساكن قال : % ( ومنا الذي لا قى بسيف محمد % فجاس به الأعداء عرض العساكر ) % أو طلبوا ، أو نزلوا . 6 - ! 2 " الكرة " 2 ! : الظفر بهم بقتل جالوت ، أو غزو ملك بابل فاستنقذوا ما بيده من الأسرى والأموال ، أو أطلق لهم ملك بابل الأسرى والأموال .
@ 213 @ ! 2 " وأمددناكم " 2 ! جدد عليهم النعمة فبقوا بها مائة وعشرين سنة ، وبعث فيهم أنبياء . 7 - ! 2 " لأنفسكم " 2 ! : ثواب إحسانكم ! 2 " وإن أسأتم " 2 ! عاد العقاب عليكم ، رغب في الإحسان وحذر من الإساءة . ! 2 " وعد الآخرة " 2 ! : بعث عليهم بختنصر ، أو انطيا خوس الرومي ملك نينوي ! 2 " المسجد " 2 ! : بيت المقدس . يتبروا : يهلكوا ويدمروا ، أو يهدموا ويخربوا . 8 - ! 2 " يرحمكم " 2 ! : مما حل بكم من النقمة ! 2 " وإن عدتم " 2 ! إلى الفساد عدنا إلى الانتقام ، فعادوا فبعث عليهم المؤمنون يذلونهم بالجزية والمحاربة إلى القيامة ' ع ' ! 2 " حصيرا " 2 ! فراشاً من الحصر المفترش أو حبسنا من الحصر ، والملك حصير لاحتجابه . ^ ( إن هذا القرءان يهدى للتى هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذاباً أليما ) ^ 9 - ! 2 " للتي هي أقوم " 2 ! شهادة التوحيد ، أو أوامره ونواهيه . وأقوم : أصوب . ! 2 " ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا " 2 ! 11 - ! 2 " ويدع الإنسان " 2 ! إذا ضجر وغضب على نفسه وولده بالهلاك ،
@ 214 @ ولو أجيب كما يجاب في دعاء الخير لهلك ، أو يطلب النفع عاجلاً بالضرر آجلاً . ! 2 " عجولا " 2 ! بدعائه على نفسه وولده عند ضجره ' ع ' ، أو أراد آدم نفخت الروح فيه فبلغت سرته فأراد أن ينهض عجلاً . ^ ( وجعلنا الّيل والنّهار ءايتين فمحونا ءاية الّيل وجعلنا ءاية النّهار مبصرةً لتبتغوا فضلاً ومن ربّكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شىءٍ فصّلناه تفصيلاً ) ^ 12 - ! 2 " فمحونا آية الليل " 2 ! ظلمة الليل التي لا تبصر فيها المرئيات كما لا يبصر ما أنمحى من الكتابة ' ع ' ، أو اللطخة السوداء في القمر ليكون ضوءه أقل من ضوء الشمس ليتميز الليل من النهار . ! 2 " آية النهار مبصرة " 2 ! الشمس مضيئة للإبصار ، أو أهله بصراء فيه . ^ ( وكلّ إنسانٍ ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلاقاه منشوراً اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً من اهتدى فإنما يهتدى لنفسه ومن ضلّ فإنما يضل عليها ولا تزر وازرةٌ وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً ) ^ 13 - ! 2 " طائره " 2 ! : عمله من الخير والشر ! 2 " في عنقه " 2 ! لأنه كالطوق أو حظه ونصيبه طار سهم فلان بكذا خرج نصيبه وسهمه منه . 14 - ! 2 " كتابك " 2 ! كتابه : طائره الذي في عنقه ! 2 " حسيبا " 2 ! شاهداً ، أو حاكماً عليها بعملها من خير أو شر . ولقد أنصفك من جعلك حسبياً على نفسك بعملك . 15 - ! 2 " ولا تزر " 2 ! : لا يؤاخذ أحد بذنب غيره ، أو لا يجوز أن يعصي لمعصية غيره ! 2 " معذبين " 2 ! : في الدنيا والآخرة على شرائع الدين حتى نبعث
@ 215 @ رسولاً مبيناً ، أو على شيء من المعاصي حتى نبعث رسولاً داعياً . ! 2 " وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا " 2 ! 16 - ! 2 " أردنا " 2 ! صلة تقديره إذا أهلكنا ، أو حكمنا لهلاك قرية . ! 2 " أمرنا مترفيها " 2 ! بالطاعة ! 2 " ففسقوا " 2 ! بالمخالفة ' ع ' ! 2 " أمرنا " 2 ! جعلناهم أمراء مسلطين . / [ 98 / أ ] ! 2 " أمرنا " 2 ! كثرنا عددهم ، أمر القوم كثروا وإذا كثروا احتاجوا إلى أمراء ! 2 " مترفيها " 2 ! الجبارون ، أو الرؤساء . 17 - ! 2 " القرون " 2 ! مدة القرن مائة وعشرون سنة ، أو مائة سنة ، أو أربعون سنة . ^ ( من كان يريد العاجلة عجّلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموماً مدحوراً ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربّك وما كان عطاء ربّك محظوراً انظر كيف فضّلنا بعضهم على بعضٍ وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلاً لا تجعل مع الله إلهاً ءاخر فتقعد مذموماً مخذولاً ) ^ 20 - ! 2 " هؤلاء وهؤلاء " 2 ! نمد البر والفاجر ! 2 " من عطاء ربك " 2 ! في الدنيا ! 2 " محظورا " 2 ! منقوصاً ، أو ممنوعاً .
@ 216 @ ! 2 " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا " 2 ! 23 - ! 2 " وقضي " 2 ! أمر ' ع ' قال الضحاك : كانت في المصحف ' ووصى ' فألصق الكاتب الواو بالصاد فصارت وقضى قلت : هذا هوس ^ ( ولا تقل لهما افٍ ) ^ إذا رأيت بهما الأذى أو أمطت عنهما الخلاء فلا تضجر كما لم يضجراً في صغرك لما أماطاه عنك ، أف : كل ما غلظ وقبح من الكلام أو استقذار للنتن وتغير الرائحة ، أو كلمة دالة على التبرم والضجر . ويقولون : أف وتف فالأف وسخ الأظفار والتف ما رفعته بيدك من الأرض من شيء حقير . ! 2 " كريما " 2 ! لينا ، أو حسنا . نزلت والتي بعدها في سعد بن أبي وقاص ' ع ' .
@ 217 @ 25 - ! 2 " للأوابين " 2 ! المسبحون ' ع ' ، أو المطيعون ، أو مصلو الضحى ، أو المصلون بين المغرب والعشاء ، أو التائبون من الذنوب ، أو التائب مرة بعد أخرى كلما أذنب بادر التوبة . ^ ( وءات ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيراً إنّ المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربّه كفوراً وإما تعرضنّ عنهم ابتغاء رحمةٍ من ربك ترجوها فقل لهم قولاً ميسوراً ولا تجعل يدك مغلولةً إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً إن ربّك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنّه كان بعباده خبيراً بصيراً ) ^ 26 - ! 2 " القربى " 2 ! قرابة الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ، أمر الولاة بدفع حصتهم من الفيء والغنيمة ، أو قرابة المرء من قبل أبويه يدفع له نفقته الواجبة ، أو الوصية لهم عند الوفاة . 28 - ! 2 " وإما تعرضن " 2 ! عمن سألك من هؤلاء ! 2 " ابتغاء رحمة " 2 ! طلباً لرزق الله ! 2 " فقل لهم قولا ميسورا " 2 ! عدهم خيراً ورد عليهم جميلاً ، أو إن
@ 218 @ أعرضت حذراً أن ينفقوا ذلك في المعصية فمنعته ! 2 " ابتغاء رحمة " 2 ! له ! 2 " ميسورا " 2 ! ليناً سهلاً قاله ابن زيد . ^ ( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاقٍ نحن نرزقهم وأيّاكم إن قتلهم كان خطئاً كبيراً ولا تقربوا الزنى إنّه كان فاحشة وساء سبيلاً ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل إنّه كان منصوراً ) ^ 31 - ! 2 " ولا تقتلوا " 2 ! يريد وأد البنات خوف الفقر ! 2 " خطا " 2 ! : العدول عن الصواب تعمداً والخطأ : العدول عنه سهواً ، أو الخطء : ما فيه إثم والخطاً : ما لا إثم فيه . 33 - ! 2 " بالحق " 2 ! بما يستحق به القتل . ! 2 " سلطانا " 2 ! بالقود ، أو بالتخيير بين القود والديه والعفو ! 2 " فلا يسرف " 2 ! يقتل غير القاتل ، أو يقتل الجماعة بالواحد ! 2 " إنه كان منصورا " 2 ! إن الولي ، أو القتيل كان منصوراً بقتل قاتله . ^ ( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشّده وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولاً وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خيرٌ وأحسن تأويلاً ) ^ 34 - ^ ( التي هي أحسن ) ^ التجارة بماله ، أو حفظ أصله وتثمير فرعه ! 2 " أشده " 2 ! ثمان عشرة سنة ، أو الاحتلام والعقل والرشد . ! 2 " بالعهد " 2 ! العقود بين المتعاقدين ، أو الوصية بمال اليتيم ، أو كل ما أمر الله به ونهى عنه ^ ( مسئولا ) ^ عنه الذي عهد به ، أو تسأل العهد لما نقضت كما تسأل الموءودة بأي ذنب قتلت . 35 - ! 2 " بالقسطاس " 2 ! : القبان ، أو الميزان صغيراً أو كبيراً وهو العدل بالرومية .
@ 219 @ ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولائك كان عنه مسئولاً ولا تمش في الأرض مرحاً إنّك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً كل ذلك كان سيئه عند ربّك مكروها ذلك مما أوحى إليك ربّك من الحكمة ولا تجعل مع الله إلهاً ءاخر فتلقى في جهنم ملوماً مدحوراً ) ^ 36 - ^ ( ولا تقف ) ^ : لا تقل ، أو لا ترم أحداً بما لا يعلم ' ع ' ، أو من القيافة وهو اتباع الأثر كأنه يتبع قفا / المتقدم . 37 - ^ ( مرحاً ) ^ شدة الفرح ، أو الخيلاء في المشي ، أو التكبر فيه ، أو البطر والأشر ، أو تجاوز الإنسان قدره . ^ ( لن تخرق الأرض ) ^ من تحت قدمك ^ ( ولن تبلغ الجبال ) ^ بتطاولك ، زجره عن التطاول الذي لا يدرك به غرضاً ، أو يريد كما أنك لا تخرق الأرض ولا تبلغ الجبال طولاً فلذلك لا تبلغ ما تريده ، بكبرك وعجبك إياساً له من بلوغ إرادته . ^ ( أفأصفكم ربّكم بالبنين وأتخذ من الملائكة إناثاً إنكم لتقولون قولاً عظيماً وقد صرفنا في هذا القرءان ليذكروا وما يزيدهم إلا نفوراً قل لو كان معه ءالهه كما يقولون إذاً لابتغوا إلى ذى العرش سبيلاً سبحانه وتعالى عما يقولون علوّاً كبيراً تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شىءٍ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنّه كان حليماً غفوراً ) ^ 44 - ^ ( وإن من شيء ) ^ حي إلا يسبح دون ما ليس بحي ، أو كل شيء حي أو غيره حتى صرير الباب . أو تسبيحها ما ظهر فيها من آثار الصنعة وبديع القدرة فكل من رآه سبح وقدس . ^ ( وإذا قرأت القرءان جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً وجعلنا
@ 220 @ على قلوبهم أكنةً أن يفقهوه وفي ءاذانهم وقراً وإذا ذكرت ربّك في القرءان وحده ولو على أدبارهم نفوراً نحن أعلم بما يستمعون به إذا يستمعون إليك وإذ هم نجوى إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلّوا فلا يستطيعون سبيلاً ) ^ 45 - ^ ( حجاباً مستوراً ) ^ شبههم في إعراضهم بمن بينهم وبينه حجاب ، أو نزلت في قوم كانوا يؤذونه إذا قرأ ليلاً فحال الله - تعالى - بينهم وبين أذاه . 47 - ^ ( وإذ هم نجوى ) ^ : كان جماعة من قريش منهم الوليد بن المغيرة يتناجون بما ينفر الناس عن اتباع الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] فنجواهم قولهم : إنه ساحر أو مجنون أو يأتي بأساطير الأولين ^ ( مسحوراً ) ^ سحر فاختلط عليه أمره ، أو مخدوعاً ، أو له سحر يعنون يأكل ويشرب فهو مثلكم وليس بملك . ^ ( وقالوا أءذا كنا عظاماً ورفاتاً أءنّا لمبعوثون خلقاً جديداً قل كونوا حجارةً أو حديداً أو خلقاً ممّا يكبر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أوّل مرةٍ فسينغضون إليك رءوسهم ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريباً يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنّون إن لبثتم إلا قليلاً ) ^ 49 - ^ ( رفاتا ) ^ تراباً ، أو ما أرفت من العظام مثل الفتات . 50 - ^ ( حجارة ) ^ إن عجبتم من إنشائكم لحماً ودماً فكونوا حجارةً أو
@ 221 @ حديداً إن قدرتم ، أو لو كنتم حجارة أو حديداً لم تفوتوا الله - تعالى - إذا أرادكم إلا أنه أخرجه مخرج الأمر لأنه أبلغ إلزاماً . 51 - ! 2 " مما يكبر في صدوركم " 2 ! السماوات والأرض والجبال ، أو الموت ' ع ' ، أو البعث لأنه أكبر شيء عندهم ، أو جميع ما تستعظمونه من خلق الله - تعالى - فإن الله يميتكم ثم يحييكم ^ ( فيسنغضون ) ^ يحركون رؤوسهم استهزاء . 52 - ! 2 " يدعوكم " 2 ! الله للخروج إلى أرض المحشر بكلام تسمعه جميع العباد ، أو يسمعون الصيحة فتكون داعية إلى اجتماعهم في أرض القيامة . ^ ( بحمده ) ^ فتستجيبون حامدين بألسنتكم ، أو على ما يقتضي حمده من أفعالكم . ! 2 " لبثتم " 2 ! : في الدنيا لطول لبث الآخرة ، أو احتقروا أمر الدنيا لما عاينوا القيامة ، أو لما يرون من سرعة الرجوع يظنون قلة لبثهم في القبور ، أو عبر بذلك عن تقريب الوقت لقول الحسن - رضي الله تعالى عنه - كأنك بالدنيا لم تكن وبالآخرة لم تزل . ^ ( وقل لّعبادى يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوّاً مبيناً * 53 * ) ^ 53 - ^ ( التي هي أحسن ) ^ : تصديق الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] لأن الشيطان ينزغ في تكذيبه ، أو امتثال الأوامر والنواهي ' ح ' أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، أو أن يرد خيراً على من شتمه ، قيل نزلت في عمر - رضي الله تعالى عنه - شتمه بعض كفار قريش فهم به . ^ ( ربّكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم وما أرسلناك عليهم وكيلاً وربّك أعلم بمن في السموات والأرض ولقد فضّلنا بعض النبّين على بعضٍ وءاتينا داود
@ 222 @ زبوراً ) ^ 54 - ^ ( يرحمكم ) ! 2 " بالهدى و " 2 ! ( يعذبكم ) ^ بالضلال ، أو بالتوبة ويعذبكم بالإصرار ، أو بإنجائكم من عدوكم ويعذبكم بتسليطهم عليهم . ^ ( وكيلاً ) ^ يمنعهم من الكفر ، أو كفيلاً لهم يؤخذ بهم . ^ ( قل أدعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضّرّ عنكم ولا تحويلاً أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيّهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إنّ عذاب ربّك كان محذوراً وإن مّن قريةٍ إلا نحن مهلكوها قبل يومٍ القيامة أو معذّبوها عذاباً شديداً كان ذلك في الكتاب مسطوراً وما منعنا أن نرسل بالايات إلا أن كذب بها الأولون وءاتينا ثمود النّاقة مبصرةً فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً ) ^ 57 - ^ ( أولئك الذين يدعون ) ^ نزلت فيمن عبد الجن - فأسلم الجن - ابتغاء / [ 99 / أ ] الوسيلة وبقي الإنس على كفرهم ، أو الملائكة عبدها قبائل من العرب ، أو عزير
@ 223 @ وعيسى وأمه ' ع ' ، وهم المعنيون بقوله : ! 2 " ادعوا الذين زعمتم " 2 ! [ 56 ] . ^ ( وإذ قلنا لك إنّ ربّك أحاط بالنّاس وما جعلنا الرءيا التي أريناك إلا فتنةً للنّاس والشجرة الملعونة في القرءان ونخوّفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً ) ^ 60 - ! 2 " أحاط " 2 ! علم ، أو عصمك منهم أن يقتلوك حتى تبلغ الرسالة أو أحاطت بهم قدرته فهم في قبضته . ! 2 " فتنة للناس " 2 ! لما أخبرهم أنه أسري به إلى بيت المقدس رؤيا عين ارتد جماعة من المسلمين افتتاناً بذلك ، أو رأى في النوم أنه يدخل مكة فلما رجع عام الحديبية افتتن قوم برجوعه ، أو رأى قوماً ينزون على منابره نزوان القردة فساءه ذلك قاله سهل بن سعد ! 2 " الشجرة الملعونة " 2 ! شجرة الزقوم طعام الأثيم . افتتنوا بها فقال أبو جهل وشيعته : النار تأكل الشجر فكيف تنبته ، أو هي الكشوث الذي يلتوى على الشجر ' ع ' . ^ ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال ءأسجد لمن خلقت طيناً قال أرءيتك هذا الذي كرّمت على لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكنّ ذريّته إلا قليلاً ) ^ 62 - ! 2 " لأحتنكن " 2 ! لأستولين عليهم ، أو لأضلنهم ، أو لأستأصلنهم بالإغواء ، أو لأستميلنهم ، أو لأقودنهم إلى العصيان كما تقاد الدابة بحنكها إذا
@ 224 @ شد فيه حبل يجذبها ، أو لأقتطعنهم إلى المعاصي . ^ ( قال اذهب فمن تبعك منهم فإنّ جهنم جزاؤكم جزاء موفوراً 2 * * واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربّك وكيلاً ) ^ 64 - ! 2 " واستفزز " 2 ! استخف واستنزل ! 2 " بصوتك " 2 ! الغناء واللهو ، أو بدعائك إلى المعصية ' ع ' ، ! 2 " وأجلب " 2 ! الجلب السوق بجلبة من السائق ! 2 " بخيلك ورجلك " 2 ! : كل راكب وماشي في المعصية ! 2 " وشاركهم " 2 ! في الأموال التي أخذوها بغير حلها ، أو أنفقوها في المعاصي ، أو ما حرموه من البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي ' ع ' ، أو ما ذبحوه لآلهتهم . ! 2 " الأولاد " 2 ! يريد أولاد الزنا ، أو قتل المؤءودة ' ع ' ، أو صبغة أولادهم في الكفر حتى هودوهم ونصروهم أو تسميتهم بعبيد الآلهة كعبد الحارث وعبد شمس وعبد العزى وعبد اللات . ^ ( ربّكم الذي يزجى لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله إنّه كان بكم رحيماً وإذا مسكم الضر في البحر ضلّ من تدعون إلا إيّاه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفوراً أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصباً ثمّ لا تجدوا لكم وكيلاً أم آمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفاً
@ 225 @ من الريح فيغرقكم بما كفرتم ثم لاتجدوا لكم علينا به تبيعاً ) ^ 66 - ^ ( يزجي ) ^ يسوق ويسير . 67 - ^ ( حاصباً ) ^ حجارة من السماء ، أو الحاصب الريح لرميها بالحصباء والقاصف الريح التي تقصف الشجر . ^ ( ولقد كرّمنا بني ءادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً ) ^ 70 - ^ ( كرمنا بني آدم ) ^ : بالإنعام عليهم ، أو بأن جعلنا منهم خير أمة أخرجت للناس ، أو بأكلهم الطعام بأيديهم وغيرهم يتناوله بفمه . ^ ( يوم ندعوا كل أناس بإمامهم فهن أوتى كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلاً * 71 * ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً ) ^ 71 - ^ ( بإمامهم ) ^ : نبيهم ، أو كتابهم المنزل عليهم ، أو بكتب أعمالهم من خير أو شر ' ع ' ، أو بمن اقتدوا به في الدنيا . ^ ( وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفترى علينا غيره وإذاً لا تخذوك خليلاً ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً * 74 * إذاً لأدقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيراً وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذاً لا يلبثون خلافك إلا قليلاً سنة من قد أرسلنا قبلك من رّسلنا ولا تجد لسنّتنا تحويلاً 11 * * ) ^
@ 226 @ 73 - ! 2 " وإن كادوا " 2 ! كان الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] يطوف فمنعوه أن يستلم الحجر حتى يلم بآلهتهم فحدث نفسه فقال : ما علي إذ ألم بها بعد أن يدعوني أستلم الحجر والله يعلم أني كاره ، فأبى الله ذلك فنزلت ، أو قالت ثقيف : أجلنا سنة حتى نأخذ ما يهدى لآلهتنا فإذا أخذناه كسرنا الآلهة وأسلمنا فهم الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] فإجابتهم فنزلت . 75 - ! 2 " ضعف الحياة " 2 ! ضعف عذاب الحياة ! 2 " وضعف " 2 ! عذاب الممات أو ضعف عذاب الدنيا وضعف عذاب الآخرة . فلما نزلت قال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] : ' اللهم لا تكلني إلى / [ 99 / أ ] نفسي طرفة عين ' . 76 - ! 2 " يستفزونك " 2 ! يقتلونك ، أو يزعجونك باستخفاف ، أراد اليهود إخراجه من المدينة فقالوا : أرض الأنبياء الشام وليست هذه أرض الأنبياء ، أو أرادت قريش إخراجه من مكة قبل هجرته ، أو أرادوا إخراجه من جزيرة العرب كلها لأنهم قد أخرجوه من مكة ! 2 " خلفك " 2 ! ^ ( وخلافك ) ^ بعدك ! 2 " إلا قليلا " 2 ! ما
@ 227 @ بين إخراجهم له إلى أن قتلوا ببدر إن جعلناهم قريشاً ، أو ما بين ذلك وقتل بني قريظة وإجلاء بين النضير إن جعلناهم اليهود . ^ ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الّيل وقرءان الفجر إن قرءان الفجر كان مشهوداً ومن الّيل فتهجد به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربّك مقاماً محموداً وقل ربّ أدخلني مدخل صدقٍِ وأخرجني مخرج صدقٍ واجعل لي من لّدنك سلطاناً نصيراً وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً وننزل من القرءان ما هو شفاءٌ للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً ) ^ 78 - ! 2 " لدلوك الشمس " 2 ! غروبها يريد صلاة المغرب ' ع ' ، أو زوالها يريد صلاة الظهر ' ع ' والعين تدلك بالراحة عند الغروب لترى الشمس وعند الزوال لشدة شعاعها . ! 2 " غسق الليل " 2 ! ظهور ظلامه ، أودنوه وإقباله ' ع ' يريد المغرب ' ع ' ، أو العصر . ! 2 " وقرآن الفجر " 2 ! سمى الصلاة قرآناً لتأكد القراءة في الصلاة . أو أقم القراءة في صلاة الفجر ! 2 " مشهودا " 2 ! تشهده ملائكة الليل والنهار . 79 - ! 2 " فتهجد " 2 ! الهجود النوم ، والتهجد السهر بعد النوم ، ! 2 " نافلة لك " 2 ! فضيلة لك ولغيرك كفارة ، أو مكتوبة عليك مستحبة لغيرك ' ع ' أو حضضه بالترغيب فيها لحيازة فضلها لكرامته عليه ! 2 " محمودا " 2 ! الشفاعة للناس في القيامة ، أو إجلاسه على العرش يوم القيامة ، أو إعطاؤه لواء الحمد يومئذ . 80 - ! 2 " مدخل صدق " 2 ! دخول المدينة لما هاجر و ! 2 " مخرج صدق " 2 ! من مكة للهجرة ، أو أدخلني الجنة وأخرجني من مكة إلى المدينة ، أو مدخل فيما أرسلتني به من النبوة وأخرجني منه بتبليغ الرسالة مخرج صدق ، أو أدخلني مكة وأخرجني منها آمناً ، أو أدخلني في قبري وأخرجني منه ' ع ' أو أدخلني في
@
228 @ طاعتك وأخرجني من معصيتك ، أو أدخلني في الإسلام وأخرجني من الدنيا . ! 2
" سلطانا " 2 ! ملكاً عزيزاً أقهر به العصاة ، أو حجة بينة . 81 - ! 2
" الحق " 2 ! القرآن ^ ( والباطل ) ^ الشيطان ، أو الحق : الجهاد
والباطل : الشرك ! 2 " زهوقا " 2 ! ذاهباً ، ولما دخل الرسول [ صلى الله
عليه وسلم ] الكعبة أمر بثوب فبل بالماء وجعل يضرب به تلك التصاوير ويمحوها ويقول
! 2 " جاء الحق وزهق الباطل " 2 ! الآية . ^ ( وإذا أنعمنا على الإنسان
أعرض ونئا بجانبه وإذا مسه الشر كان يؤساً قل كل يعمل على شاكلته فربّكم أعلم بمن
هو أهدى سبيلاً ) ^ 83 - ! 2 " الشر " 2 ! الفقر ، أو السقم . 84 - ! 2
" شاكلته " 2 ! حدته ، أو طبيعته ' ع ' ، أو نيته ، أو دينه ، أو أخلاقه
.
@ 229 @ ^ ( ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا
قليلاً ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلاً إلا رحمة
من ربك إن فضله كان عليك كبيراً قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا
القرءان لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً ولقد صرفنا للناس في هذا
القرءان من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفوراً ) ^ 85 - ! 2 " الروح " 2
! جبريل عليه السلام ' ع ' ، أو ملك له سبعون ألف وجه بكل وجه سبعون ألف لسان ،
يسبح الله - تعالى - بجميع ذلك قاله علي - رضي الله تعالى عنه - ، أو القرآن ' ح '
! 2 " روحا من أمرنا " 2 ! [ الشورى : 52 ] ، أو روح الحيوان ، سأله
عنها قوم من اليهود إذ كان في كتابهم أنه إن أجاب عن الروح فليس بنبي ! 2 "
قليلا " 2 ! في معلومات الله ، أو قليلاً بحسب ما تدعو إليه
@
230 @ الحاجة حالاً فحالاً . ^ ( وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً
أو تكون لك جنةٌ من نخيل وعنبٍ فتفجر الأنهار خلالها تفجيراً أو تسقط السماء كما
زعمت علينا كسفاً أو تأتى بالله والملائكة قبيلاً 3 * * أو يكون لك بيتٌ من زخرفٍ
أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيّك حتى تنزل علينا كتاباً نقرؤه قل سبحان ربي هل
كنت إلا بشراً رسولاً ) ^ 90 - ! 2 " تفجر " 2 ! تشقق ، الفجر لانشقاقه
عن عمود الصبح ، والفجور شق الحق بالخروج إلى الفساد . ! 2 " ينبوعا " 2
! عينا ينبع منها / [ 100 / أ ] الماء طلبوا الجنان والعيون ببلدهم إذ لم يكن ذلك
ببلدهم . 92 - ! 2 " كسفا " 2 ! قطعاً ' ع ' ، كسفة الثوب قطعته ،
والكسوف لانقطاع النور منه . ! 2 " قبيلا " 2 ! كل قبيلة على حدتها ، أو
مقابلة نعاينهم ونراهم ، أو كفيلاً ، القبيل : الكفيل تقبلت بكذا تكفلته . 93 - !
2 " زخرف " 2 ! الزخرف النقوش ، أو الذهب ' ع ' ، من الزخرفة وهي تحسين
الصورة . سأله ذلك عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو سفيان والأسود بن المطلب والوليد بن
المغيرة وأبو جهل وعبد الله بن [ أبي ] أمية والعاص بن
@ 231 @ وائل وأمية بن خلف ونبيه ومُنبه ابنا الحجاج . ^ ( وما منع الناس أن
يؤمنوا إذ جآءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشراً رّسولا قل لّو كان في الأرض
ملائكة يمشون مطمئنين لنزّلنا عليهم مّن السّماء ملكاً رّسولا قل كفى بالله شهيداً
بينى وبينكم إنه كان بعباده خبيرا بصيراً ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن
تجد لهم أولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عمياً وبكماً وصماً
مّأواهم جهنم كلّما خبت زدناهم
@ 232 @ سعيراً ذلك جزآؤهم بأنّهم كفروا باياتنا وقالوا أءذا كنّا عظاماً ورفاتاً أءنّا لمبعوثون خلقاً جديداً أولم يروا أن الله الذى خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلاً لاّ ريب فيه فأبى الظّالمون إلا كفوراً 97 - ^ ( من يهدي الله ) ^ يحكم بهدايته ! 2 " فهو المهتدي " 2 ! ، بإخلاصه وطاعته . ! 2 " ومن يضلل " 2 ! بحكم بضلاله فلا ولي له يهديه ، أو يقضي بعقوبته فلا ناصر يمنعه من عقابه ^ ( عمياً وبكماً وصمّتا ) ^ حقيقة زيادة في عقابهم ثم أبصروا لقوله : ! 2 " ورأى المجرمون النار " 2 ! [ الكهف : 53 ] وتكلموا فدعوا هنالك بالثبور ، و ! 2 " سمعوا لها تغيظا وزفيرا " 2 ! [ الفرقان : 12 ] ، أو لا يزول حواسهم فهم عمي عما يسرهم ، بكم عما ينفعهم ، صم عما يمتعهم . ' عح '
@ 233 @ ! 2 " خبت " 2 ! سكن لهبها ! 2 " زدناهم سعيرا " 2 ! التهاباً ولا يخف عذابهم إذا خبت . ^ ( قل لّو أنتم تملكون خزآئن رحمة ربى إذا لأمستكم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتوراً ) ^ 100 - ! 2 " لو أنتم تملكون " 2 ! عام عند الجمهور ، أو خاص بالمشركين ! 2 " لأمسكتم " 2 ! خوف الفقر ! 2 " قتورا " 2 ! مقتراً ، أو بخيلاً ' ع ' . ^ ( ولقد ءايتنا موسى تسع ءايات بينات فسئل بنى إسرآئيل إذ جآءهم فقال له فرعون إنى لأظنّك يا موسى مسحوراً قال لقد علمت مآ أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصآئر وإنى لأظنك يا فرعون مثبوراً فأراد أن يستفزّهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعاً وقلنا من بعده لبنى إسرئيل اسكنوا الأرض فإذا جآء وعد الأخرة جئنا بكم لفيفاً * 104 * ) ^ 101 - ! 2 " تسع آيات " 2 ! يده وعصاه ولسانه والبحر والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ' ع ' ، أو نحو من ذلك إلا آيتين [ بدل ] منها الطمسة والحجر ، أو نحو من ذلك وزيادة السنين [ ونقص من ] الثمرات أو سأل الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] عنها قوم من اليهود فقال : لا تشركوا بالله شيئاً ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا تسحروا ولا تأكلوا الربا ولا تمشوا ببريء إلى ذي سلطان ليقتله ولا تقذفوا محصنة ، ولا تفروا من الزحف ، وأنتم
@ 234 @ يا يهود عليكم خاصة لا تعدوا في السبت فقبلوا يده ورجله ! 2 " مسحورا " 2 ! سحرت لما تحمل عليه نفسك من هذا القول والفعل المتسعظمين ، أو ساحراً لغرائب أفعالك ، أو مخدوعاً ، أو مغلوباً . 102 - ! 2 " مثبورا " 2 ! هالكاً ، أو مغلوباً . 103 - ! 2 " يستفزهم من الأرض " 2 ! يزعجهم بالنفي منها ، أو يهلكهم فيها بالقتل . 104 - ! 2 " وعد الآخرة " 2 ! القيامة وهي الكرة الآخرة ، أو تحويلهم إلى الشام ، أو نزول عيسى - عليه الصلاة والسلام - ! 2 " لفيفا " 2 ! مختلطين لا يتعارضون ، أو جميعاً ' ع ' ، ^ ( وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشراً ونذيراً وقرءاناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً قل ءامنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى
@ 235 @ عليهم يخرّون للأذقان سجّداً ويقولون سبحان ربنّا إن كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً ) ^ 106 - ^ ( فرقناه ) ^ فرقنا فيه بين الحق والباطل و ^ ( فرّقناه ) ^ أنزلناه مفرقاً آية آية ^ ( مكث ) ^ تثبت وترتيل ، أو كان ينزل منه شيء ثم يمكثون بعده ما شاء الله ثم ينزل شيء آخر ، أو أن يمكث في قراءته عليهم مفرقاً شيئاً بعد شيء . 107 ^ ( الذين أوتوا العلم ) ^ أمة محمد [ صلى الله عليه وسلم ] أو قوم من اليهود ، والمتلو عليهم كتابهم إيماناً بما فيه من تصديق / [ 100 / ب ] محمد [ صلى الله عليه وسلم ] [ أو ] القرآن ، كان ناس من أهل الكتاب قالوا : ^ ( سبحان ربنا ) ^ الآية [ 108 ] ^ ( للأذقان ) ^ الذقن مجتمع اللحيين ، أو الوجوه ها هنا ، أو اللحى ' ح ' . ^ ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا وقل الحمد لله الذي لم يتّخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولىّ من الذل وكبره تكبيراً ) ^ 110 - ^ ( أو ادعوا الرحمن ) ^ كان ذكر الرحمن قليلاً في القرآن كثيراً في التوراة فلما أسلم ابن سلام وأصحابه آثروا أن يكون ذكر الرحمن كثيراً في القرآن فنزلت ، أو دعا الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] في سجوده فقال : يا رحمن يا رحيم ،
@ 236 @ فقالوا : هذا يزعم أن له إلهاً واحداً وهو يدعو مثنى مثنى فنزلت ' ع ' ! 2 " بصلاتك " 2 ! بدعائك أو بالصلاة المشروعة ، كان الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] يجهر في القراءة فيها بمكة فإذا سمعوه سبوه فنهي عن شدة الجهر وعن المخافتة لئلا يسمع أصحابه ويبتغي بينهما سبيلاً ' ع ' ، أو نهي أن يجهر في الجميع ويسر في الجميع وأمر بالجهر في صلاة الليل والإسرار في صلاة النهار ، أو عن الجهر يتشهد الصلاة ، أو عن الجهر بفعل الصلاة ، لأنه كان يجهر بها فتؤذيه قريش فخافت بها فأمر أن لايجهر بها كما كان وأن لا يخافت بها كما صارت ويتخذ بينهما سبيلاً ، أو الجهر بها تحسينها رياء والمخافتة إساءتها في الخلوة ، أولا يصليها رياء ولا يتركها حياء . 111 - ! 2 " لم يكن له ولي " 2 ! لم يحالف أحداً ، أو لا يطلب نصر أحد ، أو لا ولي له من اليهود والنصارى لأنهم أذل الناس ! 2 " وكبره " 2 ! عن كل ما لا يجوز عليه ، أو صفه بأنه أكبر من كل شيء ، أو عظمه تعظيماً .
@
237 @
سورة الكهف
مكية أو إلا آية ! 2 " واصبر نفسك " 2 ! [ 28 ] .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيماً لينذر بأساً شديداً
من لّدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أنّ لهم أجراً حسناً ماكثين فيه
أبداً وينذر الذين قالوا أتّخذ الله ولداً ما لهم به من علمٍ ولا لأبائهم كبرت
كلمةً تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً ) ^ 1 - ^ ( عبده ) ^ محمد [ صلى الله
عليه وسلم ] ، والكتاب : القرآن تمدح بإنزاله عليه خصوصاً وعلى الخلق عموماً . ^ (
عوجاً ) ^ ملتبساً ، أو مختلفاً ، أو عادلاً عن الحق والاستقامة والبلاغة إلى
الباطل والفساد والعي ، والعوج بكسر العين في الدين والطريق وما ليس بقائم منتصب ،
وبفتحها في القناة والخشبة وما كان قائماً منصباً . 2 - ^ ( قيماً ) ^ مستقيماً
معتدلاً ، أو قيم على كتب الله يصدقها وينفي الباطل عنها ، أو يعتمد عليه ويرجع
إليه كقيم الدار ، وفيه تقديم تقديره ' أنزل الكتاب قيما ولم يجعل له عوجاً ' قاله
الجمهور ، أو التقدير لم يجعل له عوجاً لكن جعله قيماً ^ ( بأساً ) ^ يحتمل
الاستئصال بعذاب الدنيا ، أو جهنم .
@ 238 @ ^ ( فلعلك باخعٌ نفسك علىءاثرهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً إنا جعلنا ما على الأرض زينةً لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً وإنّا لجاعلون ما عليها صعيداً جرزاً ) ^ 6 - ! 2 " باخع " 2 ! قاتل ، أو متحسر أسف على آثار قريش ! 2 " إن لم يؤمنوا " 2 ! بالقرآن ! 2 " أسفا " 2 ! غضباً ، أو جزعاً ، أو ندماً ، أو حزناً . 7 - ! 2 " ما على الأرض " 2 ! أشجارها وأنهارها ، أو الأنبياء والعلماء ، أو الرجال ، أو كل ما عليها ، أو زينة لها : شهوات لهم زينت في أعينهم وأنفسهم ! 2 " أحسن عملا " 2 ! تركاً لها وإعراضاً عنها ، أو أصفى قلباً وأهدى سمتاً ، أو توكلا علينا فيها ، ويحتمل / اعتباراً بها وتركاً لحرامها . 8 - ! 2 " صعيدا " 2 ! أرضاً مستوية ، أو وجه الأرض لصعوده ، أو التراب ! 2 " جرزا " 2 ! بلقعاً أو ملساً ، أو محصورة ، أو يابسة لا نبات بها ولا زرع . قد جرفتهن السنون الأجرار . ^ ( أم حسبت أنّ أصحاب الكهف والرقيم كانوا من ءاياتنا عجباً إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربّنا ءاتنا من لدنك رحمةً وهيئ لنا من أمرنا رشداً فضربنا علىءاذانهم في الكهف سنين عدداً ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمداً ) ^ 9 - ! 2 " الكهف " 2 ! غار في الجبل الذي أووا إليه ، ! 2 " والرقيم " 2 ! اسم ذلك الجبل ، أو اسم قريتهم ، أو كلبهم ، أو لكل كلب ، أو الوادي ، وقيل هو وادٍ بالشام نحو أيلة ، أو الكتاب الذي فيه شأنهم من رقم الثوب ، وكان لوحاً من
@ 239 @ رصاص على باب الكهف ، أو في خزائن الملوك لعجيب أمرهم ، أو الدواة بالرومية ، أو قوم من اهل السراة كانت حالهم كحال أصحاب الكهف ، قاله سعيد ! 2 " عجبا " 2 ! ما حسبت أنهم كانوا عجباً لولا أخبرناك وأوحينا إليك ، أو أحسبت أنهم أعجب آياتنا وليسوا بأعجب خلقنا . 10 - ! 2 " أوى الفتية " 2 ! قوم فروا بدينهم إلى الكهف ، أو أبناء أشراف خرجوا فاجتمعوا وراء المدينة على غير ميعاد فقال : أسنهم أجد في نفسي شيئاً ما أظن أحدا يجده ' إن ربي رب السماوات والأرض ' فقالوا جميعاً : ! 2 " ربنا رب السماوات والأرض " 2 ! الآية [ 14 ] ثم دخلوا اكاهف فلبثوا فيه ثلاثمائة وتسعاً ، أو من أبناء الروم دخلوا الكهف قبل عيسى - عليه الصلاة والسلام - وضرب على آذانهم فلما بعث عيسى - عليه الصلاة والسلام - أخبر بخبرهم ثم بعثوا بعده في الفترة التي بينه وبين محمد [ صلى الله عليه وسلم ] . 14 - ! 2 " شططا " 2 ! كذباُ ، أو غلوا ، أو جوراً . 11 - ! 2 " فضربنا " 2 ! الضرب على الآذان منعها من السماع ، يدل على أنهم كانوا نياماً وضرب على آذانهم لئلا يسمعوا من يوقظهم ! 2 " عددا " 2 ! محصية ، أو كاملة ليس فيها شهور ولا أيام . 12 - ! 2 " بعثناهم " 2 ! أيقظناهم ! 2 " أمدا " 2 ! عدداً ، أو أجلاً ، أو غاية ! 2 " الحزبين " 2 ! من قوم الفتية ، أو أحدهما الفتية والآخر من حضرهم من أهل زمانهم ، أو أحدهما مؤمنون والآخر كفار ، أو أحدهما الله والآخر الخلق تقديره أأنتم أعلم أم الله . أ
@ 240 @ ^ ( نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية ءامنوا بربّهم وزدناهم هدىً وربطنا على قلوبهم إذ قاموا ربّنا ربّ السموات والأرض لن ندعوا من دونه إلهاً لقد قلنا إذاً شططاً هؤلاء قومنا أتخذوا من دونه ءالهةً لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأوءا إلى الكهف ينشر لكم ربّكم من رحمته ويهيء لكم من أمركم مرفقاً ) ^ 14 - ! 2 " وربطنا " 2 ! ثبتنا ، أو ألهمناها صبراً ! 2 " شططا " 2 ! غلوا ، أو تباعداً . 15 - ! 2 " بسلطان " 2 ! حجة ، أو عذر ، أو كتاب . 16 - ! 2 " مرفقا " 2 ! سعة ، أو معاشاً ، بكسر الميم إذا وصل إليك من غيرك ، وبفتحها ، إذا وصلته إلى غيرك . ^ ( وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوةٍ منه ذلك من ءايات الله من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليّاً مرشداً ) ^ 17 - ! 2 " تزاور " 2 ! تعرض عنه فلا تصيبه ، أوتميل عنه ذات اليمين ! 2 " تقرضهم " 2 ! تحاذيهم ، القرض : المحاذاة ، أو تجوزهم منحرفة وتقطعهم قرضته بالمقراض قطعته ، أو تعظيهم القليل من شعاعها ثم تأخذه بانصرافها ، من قرض
@ 241 @ الدراهم التي ترد ، لأنهم كانوا في مكان موحش ، أو لم يكن عليهم سقف فلو أطلعت عليهم لأحرقتهم ، كان كهفهم بإزاء بنات نعش فلم تصبهم عند شروقها وغروبها ، أو صرفها الله - تعالى - عنهم لتبقى أجسادهم عبرة لمن شاهدهم . ! 2 " فجوة " 2 ! فضاء ، أو داخل منه ، أو مكان موحش ، أو مكان متسع . ^ ( وتحسبهم أيقاظاً وهم رقودٌ ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسطٌ ذراعيه بالوصيد لو اطلعت عليهم لو ليت منهم فرارً ولملئت منهم رعباً ) ^ 18 - ! 2 " وتحسبهم أيقاظا " 2 ! ، لأن أعينهم مفتوحة يتنفسون ولا يتكلمون ، أو لأنهم يقلبون يميناً وشمالاً . ! 2 " ونقلبهم " 2 ! تقليب النيام لئلا تأكلهم الأرض ، أو كل ستة أشهر على جنب ' ع ' ، أو لم يقلبوا إلا في التسع بعد الثلاثمائة ! 2 " وكلبهم " 2 ! من جملة الكلاب اسمه ' حمران ' أو ' قطمير ' أو هو إنسان طباخ لهم ، أو راعي ! 2 " بالوصيد " 2 ! لعله العتبة ، أو الفناء ' ع ' ، أو الصعيد والتراب ، أو الباب أوالحظيرة . ! 2 " رعبا " 2 ! فزعاً لطول أظفارهم وأشعارهم ولما ألبسوا من الهيبة لئلا يصل إليهم أحد حتى يبلغ الكتاب أجله ، ولما غزا ابن عباس - رضي الله تعالى عنه - مع معاوية بحرالروم فانتهوا إلى الكهف عزم معاوية أن يدخل عليهم فينظر إليهم ، فقال ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - : ليس هذا لك فقد منعه الله - تعالى - من هو خير منك ، فقال : ! 2 " لو اطلعت عليهم " 2 ! الآية فأرسل إليهم جماعة فلما دخلوا الكهف أرسل الله - تعالى - ريحاً
@ 242 @ فأخرجتهم قيل كان رئيسهم نبياً اتبعوه وآمنوا به فكان ذلك معجزة له . ! 2 " وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا " 2 ! 19 - ! 2 " بعثناهم " 2 ! أيقظناهم ، وكان الكلب قد نام معهم ! 2 " لبثنا يوما " 2 ! لما أنيموا أول النهار وبعثوا آخر نهار آخر قالوا لبثنا يوماً لأنه أطول مدة النوم المعتاد فلما رأوا الشمس لم تغرب قالوا : أو بعض يوم ! 2 " قالوا ربكم أعلم " 2 ! لما رأى كبيرهم اختلافهم قال : ذلك ، أو هو حكاية عن الله - تعالى - أنه أعلم بمدة لبثهم . ! 2 " بورقكم " 2 ! بكسر الراء وسكونها الدراهم ، وبفتحها الإبل والغنم ! 2 " أزكى " 2 ! أكثر ، أو أحل أو خير ، أو أطيب ، أو أرخص . ! 2 " برزق " 2 ! يحتمل بما ترزقون أكله ، أو بما يحل أكله ! 2 " وليتلطف " 2 ! في إخفاء أمركم ، أو ليسترخص فيه دليل على جواز المناهدة وكان الجاهلية يستقبحونها فأباحها الشرع .
@ 243 @ 20 - ! 2 " يرجموكم " 2 ! بأيديهم استنكاراً لكم ، أو بألسنتهم غيبة وشتماً أو يقتلوكم لأن الرجم من أسباب القتل . ! 2 " وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا " 2 ! 21 - ! 2 " أعثرنا " 2 ! أظهرنا أهل بلدهم عليهم ، أو أطلعنا برحمتنا إليهم ! 2 " ليعلموا " 2 ! يحتمل ليعلم أهل بلدهم أن وعد الله بالبعث حق لأنه لما خرق العادة في إنامتهم كان قادراً على إحياء الموتى ، أو ليرى أهل الكهف بعد علمهم أن وعد الله حق ! 2 " إذ يتنازعون " 2 ! لما دخل أحدهم المدينة لشراء الطعام استنكر أهل المدينة شخصه وورقه لبعد العهد فحمل إلى الملك وكان صالحاً مؤمناً لما نظر إليه قال : لعله من الفتية الذين خرجوا على عهد دقيانوس الملك ، وقد كنت أدعوا الله أن يرينيهم ، وسأل الفتى فأخبره ، فانطلق والناس معه إليهم فلما دنا من الكهف وسمع الفتية كلامهم خافوا وأوصى بعضهم بعضاً بدينهم فلما دخلوا عليهم ماتوا ميتة الحق ، فتنازعوا هل هم أحياء ، أو موتى ؟ ، أو علموا موتهم وتنازعوا في هل يبنون عليهم بناء يعرفون به ، أو يتخذون عليهم مسجداً . ! 2 " سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا " 2 ! 22 - ! 2 " وثامنهم " 2 ! أدخل الواو على انقطاع القصة وأن الخبر / قد تم ، والذين اختلفوا في عددهم أهل بلدهم قبل الظهور عليهم ، أو أهل الكتاب بعد طول العهد بهم ! 2 " رجما بالغيب " 2 ! قذفاً بالظن ! 2 " قليل " 2 ! ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - ' أنا من القليل الذي استثنى الله - تعالى - كانوا سبعة وثامنهم
@ 244 @ كلبهم ' ، ابن جريح : ' كانوا ثمانية ' وقوله : ثامنهم كلبهم أي صاحب كلبهم ولما غابوا عن قومهم كتبوا أسماءهم ، فلما بان أمرهم كتبت أسماؤهم على باب الكهف . ! 2 " مراء ظاهرا " 2 ! ما أظهرنا لك من أمرهم ، أو حسبك ما قصصناه عليك فلا تسأل عن إظهار غيره ، أو بحجة واضحة وخبر صادق ، أو لا تجادل أحداً إلا أن تحدثهم به حديثاً ' ع ' ، أو هو أن تشهد الناس عليه ! 2 " ولا تستفت " 2 ! يا محمد فيهم أحداً من أهل الكتاب ، أو هو خطاب للرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ونهي لأمته . ^ ( ولا تقولنّ لشاىءٍ إنى فاعلٌ ذلك غداً إلا أن يشاء الله واذكر ربّك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربى لأقرب من هذا رشداً ) ^ 24 - ! 2 " إلا أن يشاء الله " 2 ! فيه إضمار إلا أن تقول : لأنه إذا علق بالمشيئة لم يكن كاذباً بإخلافه ، ولا كفارة عليه إن كان يمين مع ما فيه من الإذعان لقدرة الله - تعالى - ! 2 " إذا نسيت " 2 ! الشيء فاذكر الله - تعالى - ليذكرك إياه فإن فعل برئت ذمتك وإلا فسيدلك على أرشد منا نسيته ، أو اذكره إذا غضبت ليزول غضبك ، أو إذا نسيت الاستثناء فاذكر ربك بقولك ^ ( عسى أن يهديني ربي ) ^ الآية ، أو اذكره بالاستثناء ، ويصح الاستثناء إلى سنه فتسقط الكفارة ولا يصح بعدها ' ع ' ، أو في مجلس اليمين ولا يصح بعد فراقه ، أو يصح ما لم يأخذ في كلام غير اليمين ، أو مع قرب الزمان دون بعده ، أو مع الاتصال باليمين دون الانفصال .
@ 245 @ ولبثوا في كهفهم ثلاث مائةٍ سنين وازدادوا تسعاً قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السموات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولى ولا يشرك في حكمه أحداً ) ^ 25 - ^ ( ولبثوا ) ^ من قول نصارى نجران ، أو اليهود فرده الله - تعالى - بقوله : ^ ( قل الله أعلم بما لبثوا ) ^ ، أو أخبر الله - تعالى - بذلك عن مدة لبثهم فيه من حين دخلوه إلى أن ماتوا فيه ^ ( تسعاً ) ^ هو ما بين السنين الشمسية ' والقمرية ' . 26 - ^ ( أعلم بما لبثوا ) ^ بعد موتهم إلى نزول القرآن فيهم ، أو بالمدة التي ذكرها عن اليهود ^ ( أبصر به وأسمع ) ^ الله أبصر بما قال وأسمع لما قالوا ، أو أبصرهم وأسمعهم ما قال الله - تعالى - فيهم ^ ( ولي ) ^ ناصر ، أو مانع ^ ( حكمه ) ^ علم الغيب ، أو الحكم . ^ ( واتل ما أوحى إليك من كتاب ربّك لا مبدّل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحداً واصبر نفسك مع الذين يدعون ربّهم بالغداوة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً ) ^ 27 - ^ ( ملتحداً ) ^ ملجاً ، أو مهرباً أو معدلاً ، أو ولياً . 28 - ^ ( يريدون وجهه ) ^ تعظيمه ، أو طاعته نزلت على الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] بالمدينة فقال : الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرت أن أصبر معهم ^ ( يدعون ) ^ رغبة ورهبة ، أو يحافظون على صلاة الجماعة ، أو الصلوات المكتوبة ' ع ' .
@ 246 @ وخص عمل النهار ، لأن عمل النهار إذا كان لله - تعالى - فعمل الليل أولى ، ! 2 " ولا تعد " 2 ! لا تتجاوزهم بالنظر إلى أهل الدنيا طلباً لزينتها ! 2 " ولا تطع " 2 ! قال عيينة بن حصن للرسول [ صلى الله عليه وسلم ] قبل أن يسلم لقد آذاني ريح سلمان الفارسي ، فاجعل لنا مجلساً منك لا يجامعونا فيه ولهم مجلساً لا نجامعهم فيه فنزلت ! 2 " أغفلنا " 2 ! جعلناه غافلاً ، أو وجدناه غافلاً ^ ( وابتع هواه ) ^ في طلبه التمييز على [ 102 / ب ] غيره ، أو في / شهواته وأفعاله ! 2 " فرطا " 2 ! ضياعاً أو متروكاً ، أو ندماً ، أو سرفاً وإفراطاً ، أو سريعاً ، أفرط أسرف وفرط قصّر . ^ ( وقل الحق من رّبّكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنّا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا بماءٍ كالمهل يشوى الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقاً ) ^ 29 - ! 2 " فمن شاء " 2 ! الله فليؤمن ! 2 " ومن شاء " 2 ! الله فليكفر ، أوتهديد ووعيد أو المعنى لا تنفعون الله بإيمانكم ولا تضرونه بكفركم ، أومن شاء أن يعرض نفسه للجنة بالإيمان ومن شاء أن يعرضها للنار بالكفر ! 2 " سرادقها " 2 ! حائطها الذي يحيط بها ، أو دخانها ولهبها قبل وصولهم إليها ! 2 " ظل ذي ثلاث شعب " 2 ! [ المرسلات : 30 ] أو البحر المحيط بالدينا مروي عن الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] سرادق :
@ 247 @ فارسي معرب أصله سرادر ! 2 " بماء كالمهل " 2 ! القيح والدم ، أو كدردي الزيت ، أو كل شيء أذيب حتى انماع ، أو الذي انتهى حره وسماه إغاثة لاقترانه بالاستغاثة ! 2 " مرتفقا " 2 ! مجتمعاً من المرافقة ، أو منزلاً من الارتفاق أو المتكأ مضاف إلى المرفق ، أو من الرفق . ^ ( إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات إنّا لا نضيع أجر من أحسن عملاً أولئك لهم جنات عدنٍ تجري من تحتهم الأنهار يحلّون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثياباً خضراً من سندسٍ وإستبرقٍ متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقاً ) ^ 30 - ! 2 " إن الذين آمنوا " 2 ! قال أعرابي للرسول [ صلى الله عليه وسلم ] في حجة الوداع : أخبرني عن هذه الآية ! 2 " إن الذين آمنوا " 2 ! ، فقال : ما أنت منهم ببعيد ولا هم ببعيد منك هم هؤلاء الأربعة الذين هم وقوف أبو بكر وعمر وعثمان وعلي - رضي الله تعالى عنهم أجمعين - فأعلم قومك أن هذه الآية نزلت فيهم 31 - ! 2 " سندس " 2 ! ما لطف من الديباج ، أو رق منه واحده سندسة ، ! 2 " وإستبرق " 2 ! الديباج المنسوج بالذهب ، أو ما غلظ منه ، فارسي معرب أصله
@ 248 @ استبرة وهو الشديد ! 2 " الأرائك " 2 ! الحجال ، أو الفرش في الحجال ، أو السرير في الحجال . ^ ( واضرب لهم مثلاً رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخلٍ وجعلنا بينهما زرعاً كلتا الجنتين ءاتت أكلها ولم تظلم منه شيئاً وفجرنا خلالهما نهراً وكان له ثمرٌ فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالاً وأعز نفرا ودخل جنته وهو ظالمٌ لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبداً وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيراً منها منقلباً ) ^ 33 - ! 2 " أكلها " 2 ! ثمرها وزرعها ! 2 " وفجرنا خلالهما نهرا " 2 ! فجره بينهما ليكون أقل مؤنة من سوقه إليهما وأكثر ريعاً ، وهما رجلان ورثا عن أبيهما ثمانية آلاف دينار فأخذ المؤمن حقه منها فتقرب به إلى الله - تعالى - بشيء منها فأفضى أمره إلى ما ذكره الله - تعالى - أو هو مثل ضرب لهذه الأمة ليزهدوا في الدنيا ويرغبوا في الآخرة وليس خبر عن حال تقدمت . 34 - ! 2 " ثمر " 2 ! بالفتح والضم واحد هو الذهب والفضة لإثمارهما ، أو المال الكثير من صنوف الأموال ' ع ' ، لأن تثميره أكثر ، أو الأصل الذي له نماء ، لأن النماء تثمير ، أو بالفتح جمع ثمرة وبالضم جمع ثمار ، أو بالفتح ما كان نماؤه من أصله وبالضم ما كان نماؤه من غيره ، أو بالفتح ثمار النخل خاصة
@ 249 @ وبالضم جميع الأموال ، أو بالضم الأصل وبالفتح الفرع ، وهذا ثمر الجنتين المذكورتين عند الجمهور ، أو ثمر تملكه من غيره دون أصوله ' ع ' . ^ ( قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من ترابٍ ثم من نطفةٍ ثم سواك رجلاً * 37 * لكنّا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحداً ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالاً وولداً فعسى ربي أن يؤتين خيراً من جنتك ويرسل عليها حسباناً من السماء فتصبح صعيداً زلقاً أو يصبح ماؤها غوراً فلن تستطيع له طلباً ) ^ 37 - ! 2 " يحاوره " 2 ! يناظره في الإيمان والكفر ، أو في طلب الدنيا وطلب الآخرة . 40 - ^ ( يؤتيني ) ^ في الدنيا خيراً من جنتك ، أو في الآخرة ! 2 " حسبانا " 2 ! عذاباً ، أو ناراً ، أو برداًَ ، أو عذاب حساب لأنه جزاء كفره وجزاء الله بحساب ، أو مرامي كثيرة من الحسبان وهي السهام التي ترمي بمجرى في طلق واحد فكان من رمي الأكاسرة ! 2 " زلقا " 2 ! أرضاً بيضاء لا تنبت ولا يثبت عليها قدم . 41 - ! 2 " غورا " 2 ! ذا غور و ' أو ' بمعنى الواو . ! 2 " وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبا " 2 ! 42 - / ! 2 " وأحيط بثمره " 2 ! أحيط بهلاكه ! 2 " خاوية " 2 ! متقلبة على أعاليها . 43 - ! 2 " فئة " 2 ! جند ، أو عشيرة ! 2 " منتصرا " 2 ! ممتنعاً ، أو مستردا ما ذهب منه . وهذان مذكوران في الصافات ! 2 " إني كان لي قرين " 2 ! [ 51 ] وضرباً مثلاً لسلمان
@ 250 @ وخباب وصهيب مع أشراف مشركي قريش . 44 - ! 2 " هنالك " 2 ! في القيامة ! 2 " الولاية " 2 ! لا يبقى مؤمن ولا كافر إلا يتولون الله - تعالى - أو الله جزاءهم ، أو يعترفون بأن الله - تعالى - هو الولي فالولاية مصدر الولي ، أو النصير . والولاية بالفتح للخالق وبالكسر للمخلوقين ، أو بالفتح في الدين وبالكسر في السلطان . ^ ( واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماءٍ أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح وكان الله على كل شيءٍ مقتدراً المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربّك ثواباً وخير أملاً ) ^ \ 45 - ! 2 " هشيما " 2 ! ما تفتت بعد اليبس من أوراق الشجر والزرع مثل لزوال الدنيا بعد بهجتها ، أو لأحوال أهلها في أن مع كل فرحة ترحة . 46 - ! 2 " المال " 2 ! بجماله ونفعه ! 2 " والبنون " 2 ! بقوتهم ودفعهم زينة الحياة ! 2 " والباقيات " 2 ! الصلوات الخمس ، أو الأعمال الصالحة ، أوالكلام الطيب ، أو سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر مروي عن الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] وزاد بعضهم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . ! 2 " الصالحات " 2 ! المصلحات ، أوالنافعات عبر عن المنفعة بالصلاح . ! 2 " عند ربك " 2 ! في الآخرة ! 2 " وخير أملا " 2 !
@ 251 @ عند نفسك ، لأن وعد الله - تعالى - واقع لا محالة فلا تكذب أملك فيه . ^ ( ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزةً وحشرناهم فلم نغادر منهم أحداً وعرضوا على ربّك صفاً لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتم ألن نجعل لكم موعداً ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً ) ^ 47 - ! 2 " نسير الجبال " 2 ! بنقلها عن أماكنها ، أو بتقليلها حتى لا يبقى منها إلا اليسير ، أو بجعلها هباء منثوراً ! 2 " بارزة " 2 ! برز ما فيها من الموتى ، أو صارت فضاء لا يسترها جبل ولا نبات ! 2 " نغادر " 2 ! نترك ، أو نخلف ، الغدير : ماتخلفه السيول . 48 - ! 2 " صفا " 2 ! بعد صف كصفوف الصلاة . 49 - ! 2 " الكتاب " 2 ! كتاب أعمالهم يوضع في أيديهم ، أوعبر عن الحساب بالكتاب لأنهم يحاسبون على ما كتب ! 2 " صغيرة " 2 ! الضحك ' ع ' ، أو الصغائر التي تغفر باجتناب الكبائر ! 2 " كبيرة " 2 ! المنصوص تحريمه ، أو ما قرنه الوعيد ، أو الحد ! 2 " ولا يظلم ربك " 2 ! بنقصان ثواب ولا زيادة عقاب . ^ ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربّه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا ما
@ 252 @ أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضداًَ ) ^ 50 - ^ ( من الجن ) ^ حقيقة ، لأن له ذرية ولا ذرية للملائكة ، ولأن الملائكة رسل لا يجوز عليهم الكفر وقد كفر إبليس وهو أصل الجن كما آدم - عليه الصلاة والسلام - أصل الإنس ، أوكان من ملائكة يقال لهم : الجنة ، أو من ملائكة يدبرون أمر السماء الدنيا وهم خزان الجنة كما يقال : مكي وبصري ، أو كان من سبط من ملائكة خلقوا من نار يقال : لهم الجن وخلق سائر الملائكة من نور ، أو لم يكن من الجن ولا من الإنس ولكن من الجان ^ ( ففسق ) ^ خرج ، فسقت الرطبة خرجت من قشرها ، والفأرة فويسقة لخروجها من جحرها ، أو أتسع في محارم الله تعالى - والفسق : الاتساع ^ ( بدلا ) ^ من الجنة بالنار ، أو من طاعة الله - تعالى - بطاعة إبليس . 51 - ^ ( ما أشهدتهم ) ^ إبليس وذريته ، أو جميع الخلق ما استعنت بهم / [ 101 / ب ] في خلقها ، أو ما وقفتهم عليها حتى يعلموا من قدرتي ما لا يكفرون معه ^ ( خلق أنفسهم ) ^ ما استعنت ببعضهم على خلق بعض ، أو ما أشهدت بعضهم خلق بعض ^ ( عضداً ) ^ أعواناً في خلق السماوات والأرض ، أو أعواناً لعبدة الأوثان ^ ( المضلين ) ^ عام ، أو إبليس وذريته . ^ ( ويوم يقول نادوا شركاءى الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقاً ورءا المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفاً ) ^ 52 - ^ ( موبقاً ) ^ محبساً ، أو مهلكاً أو موعداً ، أو عداوة ، أو واد في جهنم ، أو واد يفصل بين الجنة والنار ، أو بينهم تواصلهم في الدنيا مهلكاً لهم في الآخرة .
@ 253 @ ! 2 " فظنوا " 2 ! علموا أو كانوا على رجاء العفو قبل دخولهم إليها ! 2 " مصرفا " 2 ! ملجأ ، أو معدلاً ينصرفون إليه ، لم يجد المشركون عنها انصرافاً ، أو لم تجد الأصنام صرفاً لها عن المشركين . ^ ( ولقد صرفنا في هذا القرءان للناس من كل مثلٍ وكان الإنسان أكثر شىءٍ جدلاً وما منع الناس ان يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربّهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين أو يأتيهم العذاب قبلاً وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا ءاياتي وما انذروا هزواً ) ^ 55 - ! 2 " وما منع الناس " 2 ! أنفسهم ، أو الشياطين أن يؤمنوا ! 2 " سنة الأولين " 2 ! عادتهم في عذاب الاستئصال ! 2 " قبلا " 2 ! تجاها ، أو جمع قبيل يريد أنواعاً من العذاب ! 2 " قبلا " 2 ! مقابلة ، أو معاينة . 56 - ! 2 " ليدحضوا " 2 ! ليزيلوا ويذهبوا ، أو ليبطلوا القرآن ، أو ليهلكوا الحق ، من الدحض وهو المكان الذي لا يثبت عليه خف ولا حافر ولا قدم . ^ ( ومن أظلم ممن ذكر بئايات ربه فأعرض عنها ونسى ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنّة أن يفقهوه وفي ءاذانهم وقراً وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذاً أبداً وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخدهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم وموعدٌ لن يجدوا من دونه موئلاً وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعداً ) ^
@ 254 @ 58 - ! 2 " ذو الرحمة " 2 ! العفو ، أو الثواب ، أو النعمة ، أو الهدى . ! 2 " موعد " 2 ! أجل ، أو جزاء يحاسبون عليه ! 2 " موئلا " 2 ! ملجأ ، أو محرزاً ، أو ولياً أو منجى ، لا وألت نفسه : لا نجت . 59 - ! 2 " أهلكناهم " 2 ! وكلناهم إلى سوء تدبيرهم لما ظلموا بترك الشكر ، أو أهلكناهم بالعذاب لما ظلموا بالكفر ! 2 " موعدا " 2 ! أجلاً يؤخرون إليه ، أو وقتاً يهلكون فيه . ^ ( وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضى حقباً فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سرباً فما جاوزا قال لفتاه ءاتنا غدآءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً 6 * * قال أرءيت إذ أوينا إلى الصخرة فإنى نسيت الحوت وما انسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجباً * 63 * قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا علىءاثارهما قصصا فوجدا عبداً من عبادنا ءاتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علماً ) ^ 60 - ! 2 " لفتاه " 2 ! يوشع بن نون وهو ابن أخت موسى - عليه الصلاة والسلام - وسمي فتاه لملازمته له في العلم ، أو الخدمة ، وهو خليفة موسى على قومه من بعده ، وهو موسى بن عمران عند الجمهور ، وقال محمد بن إسحاق هو موسى بن ميشا بن يوسف كان نبياً لبني إسرائيل قبل موسى بن عمران ! 2 " البحرين " 2 ! الخضر وإلياس بحران في العلم قاله السدي ، أو بحر الروم وبحر فارس أحدهما في الغرب ، والآخر في الشرق ، أو بحر أرمينية مما يلي الأبواب ، وعد أنه يلقى الخضر عند مجمعهما ! 2 " لا أبرح " 2 ! لا أزال ، أو لا أفارقك ! 2 " حقبا " 2 ! زماناً ، أو دهراً ، أو سنة بلغة قيس ، أو ثمانون سنة ، أو سبعون . 61 - ! 2 " مجمع بينهما " 2 ! إفريقية ! 2 " نسيا حوتهما " 2 ! عبر بالنسيان عن ضلاله
@ 255 @ عنهما لما اتخذ سبيله في البحر ، أو غفلا عنه فنسي يوشع ونسي موسى أن يأمر فيه بشيء ، أو نسيه يوشع وحده فأضيف إليهما كما يقال نسي القوم أزوادهم إذا نسيها أحدهم ! 2 " فاتخذ سبيله " 2 ! أحيا الله - تعالى - الحوت فطفر إلى البحر فاتخذ طريقه فيه ! 2 " سربا " 2 ! مسلكاً ، أو يبساً ، أو عجباً . 62 - ! 2 " جاوزا " 2 ! مكان الحوت ! 2 " نصبا " 2 ! تعبا ، أو وهنا . 63 ، 64 - ! 2 " الصخرة " 2 ! بشروان أرض على ساحل بحر أيلة عندها عين تسمى عين الحياة ، أو الصخرة التي دون نهر الزيت على الطريق ! 2 " نسيت الحوت " 2 ! / [ 104 / أ ] أن احمله ، أو أخبرك بأمره ! 2 " أنسانيه إلا الشيطان " 2 ! بوسوسته لي وشغله لقلبي ! 2 " عجبا " 2 ! كان لا يسلك طريقاً في البحر إلا صاره ماءه صخراً فعجب موسى لذلك ، أو رأى دائرة الحوت وأثره في البحر كالكوة فعجب من حياة الحوت ، وقيل لموسى إنك تلقى الخضر حيث تنسى بعض متاعك فعلم أن مكان الحوت موضع الخضر ف ^ ( قال ذلك ما كنا نبغي ) ^ ! 2 " قصصا " 2 ! يقصان أثر الحوت . 65 - ! 2 " رحمة " 2 ! نبوة ، أو نعمة ، أو طاعة ، أو طول الحياة ، وكان ملكاً ، أمر الله - تعالى - موسى أن يأخذ عنه علم الباطن ، أو نبياً ، قيل هو اليسع سمي به لأنه وسع علمه ست سموات وست أرضين ، أو عبداً صالحاً عالماً ببواطن الأمور سمي خضراً لأنه كان إذا صلى في مكان أخضرّ ما حوله .
@ 256 @ ^ ( قال له موسى هل أتبعك على أن تعلّمن ممّا علّمت رشداً قال إنك لن تستطيع معي صبراً وكيف تصبر على ما لم تحط به خبراً قال ستجدني إن شاءالله صابراً ولا أعصى لك أمراً قال فإن اتّبعتني فلا تسئلني عن شىءٍ حتى أحدث لك منه ذكراً ) ^ 66 - ! 2 " رشدا " 2 ! علماً ، أو كان في علمه غي يجتنب ورشد يؤتى فطلب منه تعليم الرشد الذي لا يعرفه ولم يطلب تعلم الغي لأنه كان يعرفه أو يعني لإرشاد الله - تعالى - لك بما علمك . 68 - ! 2 " خبرا " 2 ! لم تجد له سبيلاً إذ لم تعرف له علماً ، علماً منه أن موسى لا يصبر إذا رأى ما ينكر ظاهره فعلق موسى - عليه الصلاة والسلام - صبره بالمشيئة حذراً مما وقع منه . 69 - ! 2 " ولا أعصي " 2 ! بالبداية بالإنكار حتى تبتدىء بالإخبار ، أو لا أفشي سرك ولا أدل عليك بشراً . ^ ( فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئاً إمراً قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبراً قال لا تؤاخدني بما نسيت ولا ترهقني من أمرى عسراً ) ^ 71 - ! 2 " خرقها " 2 ! أخذ فأساً ومنقاراً فخرقها حتى دخلها الماء أو قلع لوحين منها فضج ركبانها من الغرق ! 2 " لتغرق أهلها " 2 ! خصهم بالذكر دون نفسه لأنها شفقة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - ! 2 " أمرا " 2 ! منكرا ، أو عجباً ، أو داهية عظيمة من الأمر وهو الفاسد الذي يحتاج إلى الصلاح ، رجل إمر إذا كان ضعيف الرأي يحتاج أن يؤمر فيقوى رأيه . 73 - ! 2 " نسيت " 2 ! غفلت عنه ، أو تركه من غير غفلة ، أو كأني نسيته وإن لم ينسه ، جعله من معاريض الكلام ' ع ' ! 2 " عسرا " 2 ! لا تعنفني على ترك وصيتك ، أو
@ 257 @ لا يغشاني منك العسر ، غلام مراهق قارب أن يغشاه البلوغ ، أرهقوا القبلة اغشوها واقربوا منها ، أو لا تكلفني الاحتراز عن السهو والنسيان فإنه غير مقدور ، أو لا تطردني عنك . ^ ( فانطلقا حتى إذا لقيا غلاماً فقتله قال أقتلت نفساً زكية بغيرنفسٍ لقد جئت شيئاً نكراً قال ألم أقل لك إنّك لن تستطيع معي صبراً قال إن سألتك عن شىء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدنّى عذراً ) ^ 74 - ! 2 " غلاما " 2 ! شاباً بالغاً قبض على لحيته ، لأن غير البالغ لا يجوز قتله ' ع ' ، أو غير بالغ عند الأكثرين كان يلعب مع الصبيان فأخذه من بينهم فأضجعه وذبحه بالسكين ، أو قتله بحجر ، لأنه طبع كافراً ، أو ليصلح بذلك حال أبويه ونسلهما ! 2 " أقتلت " 2 ! استخبار ، لأنه علم أنه لا يتعدى حدود الله ، أو إنكار لقوله : ! 2 " جئت شيئا نكرا " 2 ! . ^ ( زاكية ) ^ ! 2 " زكيه " 2 ! واحد عند الأكثرين ، نامية ، أو طاهرة ، أو مسلمة ' ع ' ، أو لم يحل دمها ، أو لم تعمل خطيئة ، أو الزكية أشد مبالغة من الزاكية ، أو الزكية في البدن والزكية في الدين ، أو الزكية من لم تذنب والزكية من أذنبت ، ! 2 " نكرا " 2 ! منكراً أو فظيعاً قبيحاً ، أو يجب أن ينكر فلا يفعل ، أو هو اشد من الإمر . 76 - ! 2 " فلا تصاحبني " 2 ! لا تتابعني ، أو لا تتركني أصحبك [ 104 / ب ] ، أو لا تصحبني علماً ، أو لا تساعدني على ما أريد . ^ ( فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قريةٍ استطعما أهلها فأبوا أن يضيّفوهما فوجدا فيها جداراً
@ 258 @ يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لتخذت عليه أجراً قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبراً ) ^ 77 - ^ ( قرية ) ^ أنطاكية ، أو الأيلة ، أو باجروان بأرمينية ^ ( يريد ) ! 2 " يكاد " 2 ! ( ينقض ) ^ يسقط بسرعة ، وينقاض ينشق طولاً ^ ( فأقامه ) ^ بيده فاستقام ، وأصل الجدار الظهور ، والجدري لظهروه . 78 - ^ ( هذا ) ^ الذي قتله ^ ( فراق ) ^ ، أو هذا الوقت فراق ، قال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] : ' رحم الله موسى لو صبر لاقتبس عنه ألف باب ' . ^ ( أمّا السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملكٌ يأخذ كل سفينةٍ غصباً ) ^ 79 - ^ ( لمساكين ) ^ فقراء ، أو كانت بهم زمانة وعلل ، أو عجزوا عن الدفع عن أنفسهم لقلة حيلتهم ، أو سموا به لشدة ما يقاسونه في البحر كما يقال لقي هذا المسكين جهداً ^ ( وراءهم ) ^ خلفهم وكان رجوعهم عليه ولم يعلموا ، أو أمامهم ، فوراء من الأضداد ، أو يستعمل وراء موضع أمام في المواقيت والأزمان ، لأن الإنسان يجوزها فتكون وراءه دون غيرها ، أو يجوز في الأجسام
@ 259 @ التي لا وجه لها كحجرين متقابلين كل واحد منهما وراء الآخر ولا يجوز في غيرها ، وعابها الخضر ، لان الملك كان لا يغصب إلا السفن الجيدة . ^ ( وأمّا الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغياناً وكفراً فأردنا أن يبد لهما ربّهما خيراً منه زكاةً وأقرب رحماً ) ^ 80 - ! 2 " الغلام " 2 ! اسمه ' حيسوراً ' أو ' شمعون ' وكان سداسياً ؛ وله ست عشرة سنة ، أو طوله ستة اشبار ، وكان لصاً يقطع الطريق بين قرية أبيه وقرية أمه فيبصره أهل القريتين ويمنعون منه ! 2 " فخشينا " 2 ! فكرهنا ، أو علمنا ، أو خفنا ! 2 " يرهقهما " 2 ! يكلفهما ، أو يحملهما على الرهق وهو الجهد . 81 - ! 2 " زكاة " 2 ! إسلاماً ، أو علماً ، أو ولداً وكانت أمه حبلى فولدت غلاماً مسلماً صالحاً ، أو جارية تزوجها نبي فولدت نبياً هديت به أمة من الأمم ! 2 " رحما " 2 ! أكثر براً بوالديه من المقتول ، أو أعجل تعطفاً ونفعاً ، أو أقرب أن يرحما به ، والرحم الرحمة . ^ ( وأمّا الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنزٌ لهما وكان أبوهما صالحاً فأراد ربّك أن يبلغا أشدّهما ويستخرجا كنزهما رحمةً من ربّك وما فعلته عن أمرى ذلك تأوي ما لم تسطع عليه صبراً * 83 * ) ^ 82 - ! 2 " الجدار " 2 ! حقيقة ما أحاط بالدار فمنع منها وحفظ بنيانها ويستعمل في غيره من حيطانها مجازاً ! 2 " كنز " 2 ! ذخيرة من ذهب وفضة ، أو لوح ذهب مكتوب فيه حكم ، أو لوح ذهب مكتوب فيه ' بسم الله الرحمن الرحيم عجبت لمن يوقن بالموت كيف يفرح ، وعجبت لمن يوقن بالقدر كيف يحزن ، وعجبت لمن يوقن بالدنيا بزوال الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها ، لا إله إلا الله
@ 260 @ محمد رسول الله قاله الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] - ! 2 " صالحا " 2 ! حفظا لصلاح أبيهما السابع . والخضر باقٍ لشربه من عين الحياة ، أو غير باقٍ إذ لا نبي بعد الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] . ^ ( ويسئلونك عن ذي القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكراً إنّا مكنا له في الأرض وءاتيناه من كل شىءٍ سببا فأتبع سببا حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عينٍ حمئة ووجد عندها قوماً قلنا يا ذا القرنين أمّا أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسناً قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا وأما من آمن وعمل صالحاً فله جزاء الحسنى سنقول له من أمرنا يسرا ) ^ 83 - ! 2 " ذي القرنين " 2 ! نبي مبعوث فتح الله - تعالى - على يده الأرض ، أو عبد صالح ناصح لله ، فضربوه هلى قرنه فمكث ما شاء الله ثم دعاهم إلى الهدى فضربوه على قرنه الآخر ، لم يكن له قرنان كقرني الثور ، وسمي ذا القرنين للضربتين ، أو لضقيرتين كانتا له ، أو لاستيلائه على قرني الأرض المشرق والمغرب ، أو رأى في نومه أنه أخذ بقرني الشمس في شرقها وغربها فقصها على قومه فسمي ذا القرنين . وهو عبد الله بن الضحاك بن معد ' ع ' ، أو من أهل مصر اسمه مرزبان يوناني من ولد يونان بن يافث بن نوح ، أو / رومي
@ 261 @ اسمه الاسكندروني أو هو الإسكندر الذي بنى الإسكندرية . 84 - ^ ( من كل شيء سبباً ) ^ علماً يتسبب به إلى إرادته ، أو ما يستعين به على لقاء الملوك وقتل الأعداء وفتح البلاد . 85 - ! 2 " فأتبع سببا " 2 ! منازل الأرض ومعالمها ، أو طرقاً بين المشرق والمغرب ، أو قفا الأثر ، أو طريقاً إلى ما أريد منه . 86 - ! 2 " حمئة " 2 ! ذات حمأة ، أو طينة سوداء ! 2 " حامية " 2 ! حارة فكانت حارة ذات حمأة ، وجدها تغرب في نفس العين ، أو وراءها كأنها تغرب فيها ^ ( وإما أن تعذب ) ^ خير بين عقابهم والعفو عنهم ، أو تعذبهم بالقتل لشركهم ، أو تتخذ فيهم حسناً بإمساكهم بعد الأسر لتعلمهم الهدى وتنقذهم من العمى ، قيل لم يسلم منهم إلا رجل واحد . ! 2 " ثم أتبع سببا حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا " 2 ! 89 - ! 2 " اتبع " 2 ! و ! 2 " اتبع " 2 ! واحد ، أو بالقطع إذا لحق وبالوصل إذا كان على الأثر وإن لم يلحق . 90 - ! 2 " مطلع " 2 ! ومطلع واحد ، أو بالفتح الطلوع وبالكسر موضع الطلوع
@ 262 @ يريد بالمطلع والمغرب ابتداء العمارة وانتهائها ! 2 " سترا " 2 ! من بناء ، أو شجر ، أو لباس ، يأوون إذا طلعت إلى أسراب لهم فإذا زالت خرجوا لصيد ما يقتاتونه من وحش وسمك قيل : هم الزنج ، أو تاريش ، وتأويل ومنسك . ^ ( ثم اتبع سبباً حتى إذا بلغ بين السّدّين وجد من دونهما قوماً لا يكادون يفقهون قولاً قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجاً على أن تجعل بيننا وبينهم سداً قال لم ما مكّني فيه ربي خيرٌ فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردماً ءاتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله ناراً قال ءاتوني أفرغ عليه قطراً ) ^ 93 - ! 2 " السدين " 2 ! و ! 2 " السدين " 2 ! واحد ، أو بالضم من فعل الله - تعالى - وبالفتح فعل الآدمي ، ' أو بالضم إذا كان مستوراً عن بصرك وبالفتح إذا شاهدته ببصرك ' ، أو بالضم الاسم وبالفتح المصدر . قال ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - وهما جبلان ، قيل جعل الردم بينهما ، وهما بأرمينية وأذربيجان ، أو في منقطع أثر الترك مما يلي المشرق . 94 - ! 2 " يأجوج ومأجوج " 2 ! من تأجج النار واختلفوا في تكليفهم ، وهما من ولد يافث بن نوح ، قال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] : ' لا يموت الرجل [ منهم ] حتى يولد لصلبه ألف رجل ' ! 2 " خرجا " 2 !
@ 263 @ إجرة و ! 2 " خراجا " 2 ! الغلة ، أو الخراج ما خرج من الأرض ، والخرج مصدر ما يخرج من المال ، أو الخراج ما يؤخذ عن الأرض والخرج ما يؤخذ عن الرقاب ، أو الخرج ما أخذ دفعة والخراج ما كان ثابتاً يؤخذ كل سنة . 95 - ! 2 " بقوة " 2 ! بآلة ، أو برجال ! 2 " ردما " 2 ! حجاباً شديداً ، أو سداً متراكباً بعضه على بعض . 96 - ! 2 " زبر الحديد " 2 ! قطعه ، أو فلقه ، أو الحديد المجتمع ومنه الزبور لاجتماع حروفه ! 2 " الصدفين " 2 ! جبلان ' ع ' ، أو رأسا جبلين ، أو ما بين الجبلين إذا كانا متحاذيين من المصادفة في اللقاء ، أو إذا انحرف كل واحد منهما عن الآخر كأنه صدف عنه فساوى بينهما بما جعله بينهما حتى وارى رؤوسهما وسوى بينهما ! 2 " انفخوا " 2 ! في نار الحديد حتى إذا جعل الحديد ناراً أي كالنار في الحمى واللهب ! 2 " قطرا " 2 ! نحاساً ، أورصاصاً أو حديداً مذاباً ، فكانت حجارته الحديد وطينه النحاس . ^ ( فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقباً قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاءَ وكان وعد ربي حقاً وتركنا بعضهم يؤمئذ يموج في بعضٍ ونفخ في الصور
@ 264 @ فجمعناهم جمعا ) ^ 97 - ^ ( يظهروه ) ^ يعلوه ^ ( نقباً ) ^ من أسفله ، وهو وراء بحر الروم بين جبلين هنا مؤخرهما البحر المحيط ، ارتفاعه مائتا ذراع ، عرضه نحو خمسين ذراعاً ، وهو حديد شبه المصمت ، وذكر رجل / للرسول [ صلى الله عليه وسلم ] أنه رآه فقال : انعته لي ، فقال : هو كالبرد المحبر طريقة سوداء وطريقة حمراء ، قال : قد رأيته . 98 - ^ ( وعد ربي ) ^ القيامة ، أو وقت خروجهم بعد قتل الدجال ^ ( دكاء ) ^ أرضاً ، أو قطعاً ، أو انهدم حتى اندك بالأرض فاستوى معها . 99 - ^ ( بعضهم ) ^ القوم الذين ذكرهم ذو القرنين يوم فتح السد ، أوالكفار يوم القيامة ، أو الجن والإنس عند فتح السد ^ ( يموج ) ^ يخلتط ، أو يدفع بعضهم بعضاً من موج البحر . ^ ( وعرضنا جهنّم يومئذ للكافرين عرضاَ الذين كانت أعينهم في غطاءٍ عن ذكرى وكانوا لا يستطيعون سمعاً أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دونى أولياء إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا ) ^ 101 - ^ ( سمعاً ) ^ على ظاهره ، أو عقلاً فلا يستطيعون سمعه استثقالاً ، أو مقتاً . 102 - ^ ( نزلا ) ^ طعاماً ، أومنزلاً .
@ 265 @ ^ ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً * 104 * أولئك الذين كفروا بئايات ربّهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتّخذوا ءاياتي ورسلي هزواً ) ^ 103 - ! 2 " بالأخسرين " 2 ! القسيسون والرهبان ، أو اليهود والنصارى ، أو الحرورية الخوارج ، أو أهل الأهواء ، أو من يصنع المعروف ويمن به . 105 - ! 2 " وزنا " 2 ! أي لا قدر لهم ، أو لخفتهم بالسفه والجهل صاروا ممن لا وزن له . أو ذهبت المعاصي بوزنهم فلا يوازنون لخفتهم [ شيئا ] أو لما حبط أعمالهم بالكفر صار الوزن عليهم لا لهم . ^ ( إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً خالدين فيها لا يبغون عنها حولاً ) ^ 107 - ! 2 " الفردوس " 2 ! وسط الجنة وأطيب موضع فيها ، أو أعلاها وأحسنها ، أو بستانها ، أو البستان الجامع لمحاسن كل بستان ، أوكل بستان محوط فردوس ، وهو عربي أو رومي ، أو سرياني وبالنبطية فرداساً . 108 - ! 2 " حولا " 2 ! بدلاً ، أو تحويلاً ، أو حيلة منزل غيرها . ! 2 " قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا " 2 ! 109 - ^ ( كلمات ربي 9 ^ وعده بالثواب والعقاب ، أو ذكر ما خلق وما هو خالق ، أو علم القرآن ، عجز الخلق عن إحصاء معلوماته ومقدوراته .
@
266 @ ^ ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنّما إلهكم إلهٌ واحد فمن كان يرجوا
لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعباده ربه أحداً ) ^ 110 - ! 2 "
يرجو " 2 ! يخاف ، أو يأمل ، أو يصدق به ^ ( لقاء ربه ) ^ لقاء ثواب ربه ، أو
لقاءه بالبعث والوقوف بين يديه ! 2 " صالحا " 2 ! خالصاً من الرياء ، أو
إذا لقي الله - تعالى - به لم يستحي منه ، أو عمل الطاعة وترك المعصية ! 2 "
بعبادة ربه " 2 ! يريد بالرياء ، أو بالشرك بالأصنام ، قيل نزلت في جندب بن
زهير أتى رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] فقال : يا رسول الله إنا نعمل العمل
نريد به وجه الله - تعالى - فيثنى به علينا فيعجبنا ، وإني لأصلي الصلاة فأطولها
رجاء أن يثنى بها علي فقال النبي [ صلى الله عليه وسلم ] : إن الله - تعالى - يقول
: أنا خير شريك فمن شاركني في علم يعمله لي أحداً من خلقي تركته وذلك الشريك ونزلت
هذه الآية فتلاها رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] وقيل إنها آخر آيه نزلت من
القرآن والله - تعالى - أعلم . والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد وعلى آل
محمد وصحبه وسلامه ، وحسبنا الله - تعالى ونعم الوكيل .
@ 267 @
سورة مريم
مكية اتفاقاً .
بسم الله الرحمن الرحيم
^ ( كهيعص ذكر رحمت ربك عبده زكريا إذ نادى ربّه نداءً خفيّا قال رب إنّى وهن
العظم منى واشتعل الرأس شيباً ولم أكن بدعائك ربّ شقيا وإني خفت المولى من ورآءى
وكانت امرأتي عاقراً فهب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من ءال يعقوب واجعله ربّ
رضيا ) ^ 1 - كهيعص ) ^ اسم للسورة أو للقرآن أو لله - تعالى - أو استفتاح للسورة
أو تفسير ' لا إله إلا الله ' من حروف الجمّل ، الكاف عشرون ، والهاء خمسة والياء
عشرة ، والعين سبعون ، والصاد تسعون ، كذلك عدد / حروف لا
@
268 @ إله إلا الله ، أو حروف من حروف أسماء الرب ، الكاف من كبير أو كافٍ أو كريم
، والهاء من هادٍ ، والياء من حكيم أو يمين أو أمين أو يا من يجيب من دعاه ولا
يخيب من رجاه ، أو يا من يجير ولا يجار عليه ، قاله الربيع بن أنس ، والعين من
عزيز أو عالم أو عدل ، والصاد من صادق .
@ 269 @ 3 - ! 2 " خفيا " 2 ! لا رياء فيه ، أو أخفاه لئلا يستهزأ به
لبعد ما طلبه . 4 - ! 2 " وهن " 2 ! ضعف وإذا وهن العظم مع قوته فوهن
اللحم والجلد أولى ، أو شكا ضعف البطش الذي يقع بالعظم دون اللحم ! 2 "
واشتعل " 2 ! شبه انتشار الشيب في الرأس بانتشار النار في الحطب . ! 2 "
شقيا " 2 ! خائباً ، كنت لا تخيبني إذا دعوتك . 5 - خفت الموالى ) ^ العصبة ،
أو الكلالة ، أو بنو العم وكانوا شرار بني إسرائيل ، سموا موالي لأنهم يلونه في
النسب بعد الصلب ، أو الأولياء أن يرثوا علمي دون نسلي ، وخافهم على الفساد في
الأرض ، أو على نفسه في حياته ، وعلى أسبابه بعد موته ^ ( ورائي ) ^ قدامي ، أو
بعد موتي . 6 - ^ ( يرثني ) ! 2 " مالي " 2 ! ( ويرث من آل يعقوب ) ^
النبوة ، أو يرثهما العلم والنبوة ، أو منه النبوة ومن آل يعقوب الأخلاق ، أو يرث
مني العلم ومن آل يعقوب الملك ، فأجيب إلى وراثة العلم دون الملك ، قاله ابن عباس
- رضي الله تعالى عنهما - روي الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' يرحم الله
زكريا ما كان عليه من ورثة ' . ^ ( رضياً ) ^ مرضي الأخلاق والأفعال ، أو راضياً
بقضائك وقدرك .
@ 270 @ ^ ( يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا قال رب إنّى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقراً وقد بلغت من الكبر عتياً قال كذلك قال ربّك هو عليّ هينٌ وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئاً قال ربِّ اجعل لي ءايةً قال ءايتك ألا تكلم الناس ثلاث ليالٍ سويّا فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحّوا بكرةً وعشياً ) ^ 7 - ! 2 " نبشرك " 2 ! بإجابة الدعوة ، وإعطاء الولد ، وتفرد الرب - عز وجل - بتسميته اختصاصاً له واصطفاء ، سمي يحيى ، لأنه حي بين شيخ وعجوز . ! 2 " سميا " 2 ! لم تلد العواقر مثله فلا مثل له ولا نظير ، أو لم نجعل لزكريا قبل يحيى ولداً ، أو لم نسم أحداً قبله باسمه . 8 - ! 2 " عاقرا " 2 ! لا تلد ؛ لأنها تعقر النسل أي تقطعه ، أو لعقر رحمها للمني وإفساده وسأل عن أن الولد يأتيهما شابين أو شيخين . ! 2 " عتيا " 2 ! يبساً وجفافاً ، أو نحول العظم ، أو سناً . قال : % ( إنما يعذر الوليد ولا يعذر % من كان الزمان عتيا ) % 10 - ! 2 " أيه " 2 ! دالة على الحمل ، أو على أن البشرى من الله دون إبليس
@
271 @ لأن الشيطان أوهمه ذلك ، قال الضحاك ! 2 " ثلاث ليال " 2 ! اعتقل
لسانه ثلاثاً من غير مرض ولا خرس عن كلام الناس دون ذكر الله - تعالى - ! 2 "
سويا " 2 ! صحيحاً من غير خرس ، أو يرجع إلى الليالي أي متتابعات . 11 - ! 2
" فخرج " 2 ! أشرف على قومه . ! 2 " من المحراب " 2 ! المصلى
، أو ما ينصب ليصلى بإزائه لأن المصلي كالمحارب للشيطان ، أو من مجلس الأشراف الذي
يحارب دونه ذباً عن أهله فكأن الملائكة تحارب عن المصلى ذباً عنه . ! 2 "
فأوحى " 2 ! أومى ، أو أشار ، أو كتب على الأرض ، والوحي الكتابة قال : % (
كأن أخا اليهود يخط وحياً % بكاف من منازلها ولام ) % ! 2 " سبحوا " 2 !
صلوا سميت به لاشتمالها على التسبيح . ^ ( ييحيى خذ الكتاب بقوة وءاتينه الحكم
صبياً وحنانا من لدنا وزكوة وكان
@ 272 @ تقيا وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصياً وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم
يبعث حياً ) ^ 12 - ^ ( خذ الكتاب ) ^ قاله زكريا - عليه الصلاة والسلام - ليحيى
حين نشأ ، أو قاله الله - تعالى - حين بلغ ، والكتاب : التوراة ، أو صحف إبراهيم .
^ ( بقوة ) ^ بجد واجتهاد ، أو بامتثال الأوامر واجتناب المناهي . ^ ( الحكم ) ^
اللب ، أو الفهم ، أو العلم أو الحكمة ، قال له الصبيان : اذهب بنا نلعب فقال : ما
للعب خلقت قيل كان ابن ثلاث سنين . 13 - ^ ( وحناناً ) ^ رحمة قال : % ( أبا منذر
فاستبق بعضنا % حنانيك بعض الشر أهون من بعض ) % أو تعطفاً ، أو محبة ، أو بركة أو
تعظيماً ، أو آتيناه تحننا على العباد . ^ ( وزكاة ) ^ عملاً زاكياً ، او صدقة به
على والديه ، أو زكيناه بثنائنا عليه . ^ ( تقياً ) ^ مطيعاً ، أو براً بوالديه .
^ ( واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقياً فاتخذت من دونهم
@ 273 @ حجاباً فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال إنمّا أنا رسول ربّك لأهب لك غلاماً زكياً قالت أنى يكون لي غلامٌ ولم يمسسني بشرٌ ولم أك بغياً قال كذلك قال ربّك هو علّي هيّنٌ ولنجعله ءايةً للناس ورحمةٌ منّا وكان أمراً مقضيّا ) ^ 16 - ^ ( انتبذت ) ^ انفردت ، أو اتخذت ، ^ ( شرقياً ) ^ جهة المشرق فاتخذتها النصارى قبلة أو مشرقة الدار التي تظلها الشمس ، أو مكاناً بعيداً . \ 17 - ^ ( حجاباً ) ^ من الجدران ، أو من الشمس جعله الله - تعالى - لها ساتراً قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - ، أو حجاباً من الناس ، انفردت في ذلك المكان للعبادة ، أو كانت تعتزل فيه أيام حيضها . ^ ( روحنا ) ^ الروح الذي خلق منها المسيح حتى تمثل بشراً ، أو جبريل - عليه السلام - لأنه روحاني لا يشوبه غير الروح ، أو لحياة الأرواح به ، فنفخ جبريل - عليه السلام - في جيب درعها وكمها فحملت ، أو ما كان إلا أن حملته فولدته ، قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - وكان حملها تسعة أشهر ، أو ستة أشهر ، أو يوماً واحداً ، أو ثمانية أشهر ، ولم يعش لثمانية سواه آيه له .
@ 274 @ 18 - ! 2 " تقيا " 2 ! اسم رجل إسرائيلي مشهور بالعهر ، لما دنا منها - جبريل عليه السلام - خافت فاستعاذت من ذلك العاهر ، قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - ، أو إن كنت تقياً لله امتنعت خوفاً من استعاذتي به . ^ ( فحملته فانتبذت به مكاناً قصيّاً فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياّ فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سرياً وهزى إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنيّا 5 * * فكلي واشربي وقرى عيناً فإمّا ترينّ من البشر أحداً فقولي إنّى نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسياً ) ^ 23 - ! 2 " فأجاءها " 2 ! ألجأها ، أو جاء بها . ! 2 " ليتني مت " 2 ! تمنت الموت حياء من التهمة ، أو لئلا يأثم الناس بقدفها ، أو لأنها لم تر في قومها رشيداً ذا فراسة يبرئها من السوء . ! 2 " نسيا منسيا " 2 ! لم أخلق ، أو لا يدري من أنا ، أو سقطاً ، أو إذا ذكرت لم أطلب ، والنسي ما أغفل من شيء حقير . 24 - ! 2 " فناداها " 2 ! جبريل ، أو عيسى ! 2 " من تحتها " 2 ! من مكان أسفل من
@ 275 @ مكانها ، أو من بطنها بالقبطية ! 2 " سريا " 2 ! عيسى ، السروات : الأشراف ، أو السري النهر بالنبطية أو العربية من السراية لأن الماء يسري فيه ، قيل يطلق السري على ما يعبره الناس من الأنهار وثباً . 25 - ! 2 " النخلة " 2 ! برنية ، أو عجوة ، أو صرفانه أو قريناً ولم يكن لها رأس وكان الشتاء فجعلت آية ، قيل اخضرت وحملت ونضجت وهي تنظر ! 2 " جنيا " 2 ! مترطب البسر ، أو الذي لم يتغير ، أو الطري بغبار . 26 - ! 2 " فكلي " 2 ! الجني ! 2 " واشربي " 2 ! من السري ! 2 " وقري عينا " 2 ! بالولد ، طيبي نفساً ، أو لتسكن عينك سروراً أو لتبرد عينك سروراً ، دمعة السرور باردة ودمعة الحزن حارة ! 2 " صوما " 2 ! صمتاً أو صوماً عن الطعام والشراب / [ 107 / أ ] وصمتا عن الكلام ، تركت الكلام ليتكلم عنها ولدها ببرءاتها ، أو كان من صام لا يكلم الناس فأذن لها في هذا القدر من الكلام . ^ ( فأتت به قومها تحمله قالوا يامريم لقد جئت شيئاً فريّا يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوءٍ وما كانت أمك بغياً فأشارت إليه قالوا كيف نكلّم من كان في المهد صبياً قال إني عبدالله ءاتاني الكتاب وجعلني نبيّا وجعلني مباركاً أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيّا وبرّا بوالدتي ولم يجعلني جبّاراً شقياً والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا ) ^ 27 - ! 2 " فريا " 2 ! قبيحاً من الافتراء ، أو عجيباً ، أو عظيماً ، أو باطلاً ، أو متصنعاً من الفرية وهي الكذب .
@ 276 @ 28 - ! 2 " أخت هارون " 2 ! لأبويه أو نسبت إلى رجل صالح كان اسمه هارون تنسب إليه من تعرف بالصلاح مروي عن الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] أو نسبت إلى هارون أخي موسى لأنها من ولده كما يقال : يا أخا فلان أو كان رجلاً معلناً بالفسق فنسبت إليه . 29 - ! 2 " فأشارت " 2 ! إلى الله - تعالى - فلم يفهموا إشاراتها ، أو إلى عيسى على الأظهر ألهمهما الله - تعالى - ذلك بأنه سيبرئها ، أو أمرها به ! 2 " من كان " 2 ! صلة ، أو بمعنى يكون ! 2 " المهد " 2 ! سرير الطفل ، أو حجرها غضبوا لما أشارت إليه وقالوا : لسخريتها بنا أعظم من زناها ، فلما تكلم قالوا : إن هذا لأمر
@ 277 @ عظيم . 30 - ! 2 " آتاني " 2 ! سيؤتيني ! 2 " وجعلني " 2 ! سيجعلني ، أو كان وقت كلامه في المهد نبياً كامل العقل ، قاله الحسن - رضي الله تعالى عنه - وكلمهم وهو ابن أربعين يوماً . 31 - ! 2 " مباركا " 2 ! نفاعاً ، أو معلماً للخير ، أو عارفاً بالله - تعالى - داعياً إليه ، أو آمراً بالعرف ناهياً عن المنكر . ! 2 " بالصلاة " 2 ! ذات الركوع والسجود ، أو الدعاء ! 2 " والزكاة " 2 ! للمال ، أو التطهير من الذنوب . 32 - ! 2 " جبارا " 2 ! جاهلاً بأحكامه ! 2 " شقيا " 2 ! متكبراً عن عبادته ، أو الجبار الذي لا ينصح والشقي الذي لا يقبل النصح . 33 - ^ ( والسلام عليّ يوم ولدت ) السلامة لي في الدنيا وفي القبر وفي البعث ، لأن له أحوالاً ثلاثة : حياة الدنيا والموت مقبوراً والبعث فسلم في هذه من الأحزان ، أو سلم في الولادة من همزة الشيطان إذ لا مولود إلا يهمزه ^ ( ويوم أموت ) ^ سلامته من ضغطة القبر لأنه غير مدفون في الأرض ، ويوم البعث : يحتمل سلامته من العرض والحساب . قال ابن عباس - رضي الله تعالى عنه - ثم انقطع كلامه حتى بلغ مبلغ الغلمان . ^ ( ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون ما كان لله أن يتخذ من ولدٍ سبحانه إذا قضى أمراً فإنمّا يقول له كن فيكون وإنّ الله ربي وربّكم فاعبدوه هذا صراطٌ
@ 278 @ مستقيم فاختلف الأحزاب من بينهم فويلٌ للذين كفروا من مشهد يومٍ عظيم ) ^ 34 - ^ ( الحق ) ^ الله ، أو عيسى سماه حقاً ، لأنه جاء بالحق ، أو القول الذي قاله عيسى من قبل ^ ( يمترون ) ^ يشكون ، أو يختلفون فتقول فرقة هو الله وأخرى هو ابن الله وأخرى هو ثالث ثلاثة هذا قول النصارى ، وقال المسلمون : عبد الله ورسوله ، وقالت اليهود : لغير رشدة عند من قرأ تمترون . ^ ( أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلالٍ مبين 5 * * وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضى الأمر وهم في غفلةٍ وهم لا يؤمنون إنّا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون ) ^ 38 - ^ ( أسمع بهم وأبصر ) ^ اليوم كيف يصنع بهم يوم القيامة ، أو عجبه من سماعهم وإبصارهم في الآخرة . 39 - ^ ( قضي الأمر ) ^ بعذابهم يوم البعث ، أو قضي بانقطاع توبتهم وتحقق الوعيد يوم الموت . ^ ( واذكر في الكتاب إبراهيم أنه كان صديقاً نبياً إذ قال لأبيه يا أبتٍ لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك شيئاً يا أبت إنّي قد جآءني من العلم ما لم يأتك فاتّبعنى أهدك صراطاً سوياً يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيّا يا أبت إني
@ 279 @ أخاف أن يمسّك عذابٌ من الرحمن فتكون للشيطان ولياً قال أراغبٌ أنت عن ءالهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنّك واهجرني مليّا قال سلامٌ عليك سأستغفر لك ربي إنّه كان بي حفيّاً وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعوا ربّى عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيّا ) ^ 46 - ^ ( لأرجمنك ) ^ بالذم والسب ، أو بالأحجار لتبعد عني . ^ ( ملياً ) ^ دهراً طويلاً مؤبداً ، أو سوياً سليماً من عقوبتي ، أو غنياً . 47 - ^ ( سلام ) ^ توديع وهجر ، أو سلام : إكرام وبر ، قابل جفوته بالإحسان رعاية لحق الأبوة وهو أظهر ^ ( سأستغفر لك ) ^ إن تركت عبادة الأوثان ، أو أدعو لك بالهدى المقتضي للغفران / [ 107 / ب ] ^ ( حفيّاً ) ^ مقرباً ، أو مكرماً ، أو رحيماً ، أو عليماً ، أو متعهداً . ^ ( فلمّا اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيّاً ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدقٍ عليّاً ) ^ 50 - ^ ( لسان صدق ) ^ ثناء جميلا ، أو جعلناهم كراماً على الله - تعالى - اللسان بمعنى الرسالة . قال :
@
280 @ % ( أتتني لسان بني عامر % أحاديثها بعد قول نكر ) % ! 2 " واذكر في
الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه
نجيا ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا " 2 ! 52 - ! 2 " الطور
الأيمن " 2 ! جبل بالشام نودي من يمين الجبل ، أو من يمين موسى ! 2 "
وقربناه نجيا " 2 ! قرب من المكان الذي شرفه فيه وعظمة ليسمع كلامه ، أو قربه
من أعلى الحجب حتى سمع صريف القلم ، قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنه - وقال
غيره سمع صريف القلم الذي كتبت به التوراة ، أو قربه باصطفائه واجتبائه ! 2 "
نجيا " 2 ! ناجاه من النجوى التي لا يكون إلا في خلوة ، أو رفعه بعد التقريب
من النجوة وهي الارتفاع ، أو نجاه بصدقه مأخوذ من النجاة . قال ابن عباس - رضي
الله تعالى عنهما - لم يبلغ موسى من الكلام الذي ناجاه به شيئاً . ^ ( واذكر في
الكتاب إسماعيل إنّه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيّاً وكان يأمر أهله
@ 281 @ بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضياً ) ^ 54 - ^ ( صادق الوعد ) ^ وعد
رجلاً أن ينتظره فانتظره ثلاثة أيام أو اثنين وعشرين يوماً أو حولاً كاملاً قاله
ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - . \ 55 - ^ ( أهله ) ^ ، قومه ، أو أهله يبدأ
بهم ، وهو إسماعيل بن إبراهيم عند الجمهور ، أو إسماعيل بن حزقيل بعثه الله -
تعالى - إلى قومه فسلخوا جلدة رأسه فخيره الله - تعالى - فيما شاء من عذابهم فاستعفاه
ورضي بثوابه وفوض أمرهم إليه في عفوه وعقوبته لأن إسماعيل مات قبل أبيه إبراهيم .
^ ( واذكر في الكتاب إدريس إنّه كان صدّيقاً نبّيّاً ورفعناه مكاناً عليّاً أولئك
الذين أنعم الله عليهم من النبين من ذرية ءادم وممّن حملنا مع نوحٍ ومن ذرية
إبراهيم وإسرائيل وممّن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم ءايات الرحمن خرّوا سجّداً
وبكياً ) ^
@
282 @ 56 - ! 2 " إدريس " 2 ! أول من أعطي النبوة وأول من خط بالقلم .
57 - ! 2 " ورفعناه " 2 ! إلى السماء الرابعة ، أو السادسة وهو في
السماء حي لم يمت كعيسى ، أو مات في السماء وهو فيها ميت ، أو مات بين الرابعة
والخامسة وهو أول من اتخذ السلاح ، وجاهد في سبيل الله - تعالى - وقتل بني قابيل
وأول من وضع الوزن والكيل وأثار علم النجوم ، وأول من لبس الثياب وإنما كانوا
يلبسون الجلود . 58 - ! 2 " وبكيا " 2 ! سجودهم رغبة وبكاؤهم رهبة . ^ (
فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتّبعوا الشهوات فسوف يلقون غيّا إلا من
@ 283 @ تاب وءامن وعمل صالحاً فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً جنات عدن
التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتياً لا يسمعون فيها لغواً إلا
سلاماً ولهم رزقهم فيها بكرةً وعشياً تلك الجنّة التي نورث من عبادنا من كان تقياً
) ^ 59 - ^ ( خلف ) ^ بالسكون إذا خلفه من ليس من أهله وبالفتح إذا كان من أهله ،
أو بالسكون في الذم وبالفتح في الحمد ^ ( من بعدهم ) ^ اليهود بعد متقدمي الأنبياء
، أو المسلمون بعد النبي [ صلى الله عليه وسلم ] من عصر الصحابة إلى قيام الساعة ،
أو من بعد عصر الصحابة قال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] : ' يكون بعد الستين خلف
أضاعوا الصلاة ' الآية ^ ( أضاعوا الصلاة ) ^ بتركها ، أو تأخيرها عن وقتها ^ (
غياً ) ^ وادٍ في جهنم أو خسراناً ، أو ضلالاً عن الجنة ، أو شراً أو خيبة . % ( .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . % ومن يغو لا يعدم . .
. . . . . . . . . . . . . . . ) % أي يخب . 62 - ^ ( لغواً ) ^ كلاماً فاسداً ،
او خلفاً ^ ( سلاماً ) ^ سلامة ، أو تسليم الملائكة عليهم ^ ( بكرة وعشياً ) ^ كان
يعجبهم إصابة الغداء والعشاء فأخبروا أن ذلك في الجنة ، أو أراد مقدار البكرة
والعشي من أيام الدنيا ، قيل : يعرفون مقدار الليل
@ 284 @ بإرخاء الحجب وغلق الأبواب ، ومقدار النهار برفع الحجب / [ 108 / أ ] وفتح الأبواب . ! 2 " وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا " 2 ! 64 - ^ ( ومانتنزل ) ^ موضعاً من الجنة إلا بأمر الله - تعالى - من كلام أهل الجنة أو نزلت لما أبطأ جبريل - عليه السلام - على الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] اثنتي عشرة ليلة فلما أتاه قال : ' لقد غبت حتى ظن المشركون كل ظن ' ، ! 2 " ما بين أيدينا " 2 ! الدنيا ! 2 " وما خلفنا " 2 ! الآخرة ! 2 " وما بين ذلك " 2 ! ما بين النفختين ، أو ما مضى من الدنيا ! 2 " وما خلفنا " 2 ! ما يكون بعدنا من الدنيا والآخرة ! 2 " وما بين ذلك " 2 ! ما بين ما مضى من قبل وما يكون من بعد ! 2 " نسيا " 2 ! ذا نسيان ، أو ما نسيك . 65 - ! 2 " سميا " 2 ! مثلاً من المساماة ، أو من يسمى الله أو لا يستحق اسم
@ 285 @ الإله غيره ، أو ولداً . ^ ( ويقول الإنسان أءذا ما متّ لسوف أخرج حيّاً أولا يذكر الإنسان أنّا خلقناه من قبل ولم يكن شيئاً فوربك لنحشرنّهم والشياطين ثمّ لنحضرنّهم حول جهنم جثيا ثم لننزعنّ من كل شيعةٍ أيّهم أشدّ على الرّحمن عتيّاً ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليّاً وإن منّكم إلا واردها كان على ربّك حتماً مقضيّاً ثمّ ننجى الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيّاً ) ^ 68 - ! 2 " جهنم " 2 ! اسم للنار أو لأعمق موضع فيها كالفردوس اسم لأعلى الجنة ! 2 " جثيا " 2 ! جماعات ، أو بروكاً على الركب . 69 - ! 2 " شيعة " 2 ! الشيعة : الجماعة المتعاونون ، الأمة شيعة لاجتماعهم وتعاونهم . ^ ( لنزعن ) ^ لنبدأن أو لنستخرجن ! 2 " عتيا " 2 ! افتراء بلغة تميم ، أو جرأة أو كفراً ، أو تمرداً ، أو معصية . 70 - ! 2 " صليا " 2 ! دخولاً أو لزوماً . 71 - ! 2 " واردها " 2 ! الحمى والأمراض ، عاد الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] رجلاً ثم قال : ' إن الله - تعالى - يقول : هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن لتكون حظه من النار
@
286 @ في الآخرة ' ، أو جهنم يردها الكفار خاصة ، أنتقل من معاتبتهم إلى خطابهم ،
أو عامة في المؤمن والكافر يردانها فتمس الكافر دون البر ، أو يردها المؤمن بمروره
عليها ونظره إليها سروراً بما أنجاه الله - تعالى - منه ! 2 " ولما ورد ماء
مدين " 2 ! [ القصص : 23 ] ! 2 " حتما " 2 ! قضاء مقضياً ، أو
قسماً واجباً . ^ ( وإذا تتلى عليهم ءاياتنا بيّنات قال الذين كفروا للذين ءامنوا
أي الفريقين خيرٌ مقاماً وأحسن نديّاً وكم أهلكنا قبلهم من قرنٍ هم أحسن أثاثاً
ورءياً قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مداً حتى إذا رأوا ما يوعدون إمّا
العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شرٌ مكاناً وأضعف جنداً ويزيد الله الذين
اهتدوا هدىً والباقيات الصالحات خيرٌ عند ربك ثواباً وخيرٌ مرداً ) ^ 73 - ! 2
" مقاما " 2 ! منزل إقامة في الجنة أو النار ، أو كلاماً قائماً بحجة
معناه ، من فلجت حجته خير أم من دحضت حجته . ! 2 " نديا " 2 ! أفضل
مجلساً أو أوسع عيشاً . 74 - ! 2 " أثاثا " 2 ! متاعاً ! 2 " ورئيا
" 2 ! منظراً ' ع ' ، أو الجديد من ثياب البيت
@ 287 @ والريّ الارتواء من النعمة ، أو ما لا يراه الناس والرئي ما يرونه ، أو
أكثر أموالاً وأحسن صوراً . 76 - ! 2 " ويزيد الله " 2 ! يزيدهم هدى
بالمعونة على الطاعة والتوفيق لمرضاته ، أو الإيمان بالناسخ والمنسوخ . ^ ( أفرءيت
الذي كفر بئاياتنا وقال لأوتينّ مالاً وولداً أطلع الغيب أم أتخذ عند الرحمن عهداً
كلا سنكتب ما يقول ونمدّ له من العذاب مدّاً ونرثه ما يقول ويأتينا فرداً ) ^ 77 -
! 2 " لأوتين مالا " 2 ! نزلت في العاص بن وائل ، أو في الوليد بن
المغيرة ، ! 2 " لأوتين " 2 ! في الدنيا على قول الجمهور ، أو في الجنة
استهزاء
@
288 @ منه ! 2 " وولدا " 2 ! وولداً واحد كعدم وعدم ، أو بالضم جمع
وبالفتح واحد لغة قيس . 78 - ! 2 " عهدا " 2 ! عملاً صالحاً ، أو قولاً
عهد به الله إليه . 80 - ! 2 " ونرثه " 2 ! نسلبه ما أعطيناه في الدنيا
من مال وولد ، أو نحرمه ما تمناه منهما في الآخرة ! 2 " فردا " 2 ! بلا مال
ولا ولد ، أو بلا ولي ولا ناصر . ^ ( واتّخذوا من دون الله ءالهةً ليكونا لهم
عزّاً كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدّاً ألم تر أنّا أرسلنا الشياطين على
الكافرين تؤزهم أزّاً فلا تعجل عليهم إنّما نعدّلهم عدّا ) ^ 82 - ! 2 "
سيكفرون " 2 ! سيجحد العابدون عبادتها لما رأوا من سوء عاقبتها ، أو يكفر
المعبود بالعابد ويكذبه ! 2 " ضدا " 2 ! عوناً من الخصومة ، أو بلاء أو
أعداء
@ 289 @ أو قرناء في النار يلعنونهم ، أو على ضد ما أمّلوه فيهم ' ح ' . 83 - ! 2
" تؤزهم " 2 ! / [ 108 / ب ] تزعجهم إلى المعاصي ، أو تغويهم أو تغريهم
بالشر . 84 - ! 2 " نعد لهم " 2 ! أعمالهم ، أو أيام حياتهم ، أو مدة
انتظارهم إلى الانتقام منهم بالسيف والجهاد . ^ ( يوم نحشر المتّقين إلى الرحمن
وفداً ونسوق المجرمين إلى جهنم ورداً لا يملكون الشفاعة إلا من اتخّذ عند الرحمن
عهداً وقالوا أتخذ الرحمن ولداً لقد جئتم شيئاً إدّاً تكاد السموات يتفطرن منه
وتنشق الأرض وتخرّ الجبال هدّاً أن دعوا للرّحمن ولداً وما ينبغي للرحمن أن يتخذ
ولداً 6 * * إن كل من في السموات والأرض إلا ءاتى الرحمن عبداً لقد أحصاهم وعدّهم
عدّا وكلّهم ءاتيه يوم القيامة
@
290 @ فرداً ) ^ 85 - ^ ( وفداً ) ^ ركباناً ، أو جماعة ، أو زواراً . 86 - ^ (
ورداً ) ^ مشاة ، أو عطاشاً من ورود الإبل عطاشاً ، أو أفراداً . 87 - ^ ( عهداً )
^ وعداً من الله - تعالى - ، أو إيماناً به . 89 - ^ ( إدّاً ) ^ منكراً ، أو
عظيماً . ^ ( إنّ الذين ءامنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودّاً فإنما
يسّرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوماً لدّاً وكم أهلكنا قبلهم من قرنٍ
هل تحسّ منهم من أحدٍ أو تسمع لهم ركزاً ) ^ 96 - ^ ( ودّاً ) ^ محبة في الدنيا من
الأبرار وهيبة عند الفجار ، أو يحبهم الله - تعالى - ويحببهم إلى الناس ، قال ' ع
' نزلت في علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه - .
@ 291 @ 97 - ( لدّا ) ^ فجاراً ، أو أهل لجاج وخصام من اللدود للزومهم الخصام كما
يحصل اللدود في الأفواه أو الجدل في الباطل من اللدد وهو شدة الخصومة . 98 - ^ (
ركزاً ) ^ صوتاً ، أو حساً ، أو ما لا يفهم من صوت أو حركة .
@ 292 @
سورة طه
مكية اتفاقاً .
بسم الله الرحمن الرحيم
^ ( طه ما أنزلنا عليك القرءان لتشقى إلا تذكرةً لمن يخشى تنزيلاً ممّن خلق الأرض
والسموات العلى الرحمن على العرش استوى له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما
وما تحت الثرى وإن تجهر بالقول فإنّه يعلم السر وأخفى الله لا إله إلا هو له
الأسماء الحسنى ) ^ 1 - ! 2 " طه " 2 ! اسم لله - تعالى - أقسم به . أو
اسم للسورة أو اختصار كلام خص الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] بعلمه ، أو حروف يدل
كل حرف منها معنى ، أو طوبى لمن اهتدى ، أوطأ الأرض بقدميك ولا تقم على أحدهما في
@
293 @ الصلاة ، أو يا رجل بلغة عك أوطيء أو بالنبطية . % ( إن السفاهة طه من
خليفتكم % لا قدس الله أرواح الملاعين ) % 2 - ! 2 " لتشقى " 2 ! بالتعب
والسهر في قيام الليل ، أو بالأسف والحزن على كفرهم ، أو جواب لهم لما قالوا : إنه
بالقرآن شقي . 3 - ! 2 " تذكرة " 2 ! إنذاراً لمن يخشى الله ، أو زجراً
لمن يتقي الذنوب والخوف ما ظهرت أسبابه ، والخشية ما لم تظهر أسبابه . 2 - ! 2
" له ما في السماوات " 2 ! ملكهما ، أو تدبيرهما ، أو علم ما فيهما ! 2
" الثرى " 2 ! كل شيء مبتل ، أو التراب عند الجمهور ، والذي تحته : ما
واراه التراب في بطن الأرض أو الصخرة الخضراء التي تحت الأرض السابعة وهي
@ 294 @ سجين التي فيها كتاب الفجار . 7 - ! 2 " السر " 2 ! ما ساررت به
غيرك ، ! 2 " وأخفى " 2 ! ما أضمرته ولم تحدث به ' ع ' أو ما أضمرته في
نفسك وأخفى ما لم يكن ولا أضمره أحد في نفسه ، أو أسرار عباده وأخفى سر نفسه عن
خلقه ، أو ما أسره الناس وأخفى الوسوسه أو ما أسره من علمه [ و ] عمله السالف ،
وأخفى : ما يعمله في المستأنف ، أو العزيمة ، وأخفى الهم دون العزيمة . ^ ( وهل
أتاك حديث موسى إذ رءا ناراً فقال لأهله امكثوا إنّىءانست ناراً لعلىءاتيكم منها
بقبسٍ أو أجد على النار هدىً ) ^ 9 - ! 2 " وهل أتاك حديث موسى " 2 !
باصطفائه للنبوة وتحميله للرسالة . 10 - ! 2 " رأى نارا " 2 ! في ظنه
وهي نور عند الله ، وكانت ليلة الجمعة في الشتاء ! 2 " امكثوا " 2 !
أقيموا ، أو الإقامة تدوم والمكث لا يدوم ! 2 " آنست " 2 ! أبصرت ، أو
آنست بنار ^ ( هدى هاديا يهديني على الطريق ، أو علامة استدل بها على الطريق ،
وكانوا قد ضلوا عن الطريق ، فأقاموا بمكانهم [ بعد ذهاب موسى ] ثلاثة أيام فمر بهم
راعي القرية فأخبرهم بمسير موسى - عليه الصلاة والسلام - فعادوا مع الراعي إلى قريتهم
وأقاموا بها أربعين سنة حتى أنجز موسى أمر ربه .
@ 295 @ ^ ( فلمّا أتاها نودي يا موسى إنى أنا ربّك فاخلع نعليك إنّك بالواد المقدس طوىً وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكرى إن الساعة ءاتيةٌ أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى فلا يصدّنّك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى ) ^ 12 - ! 2 " اخلع نعليك " 2 ! لتباشر بقدميك بركة الوادي ، أو لأنهما / [ 109 / أ ] من جلد حمار ميت فخلعهما ورمى بهما وراء الوادي ! 2 " المقدس " 2 ! المبارك ، أو المطهر ! 2 " طوى " 2 ! اسم الوادي ، أو لأنه مرّ به ليلاً فطواه ' ع ' ، أو لأنه نودي به مرتين ، طوى في كلامهم بمعنى مرتين ، لأن الثانية كالمطوية على الأولى ، أو لأن الوادي قدس مرتين ، أوطأ الوادي بقدميك . 14 - ! 2 " لذكرى " 2 ! لتذكرني فيها ، أو لا تدخلفيها إلا بذكر ، أو حين تذكيرها 15 - ! 2 " أخفيها " 2 ! لا أظهر عليها أحداً فيكون ' أكاد ' بمعنى أريد ، أو أخفيها من نفسي ' ع ' مبالغة في تبعيد إعلامه بها ، أو أخفيها أظهرها أخفيته
@ 296 @ كتمته وأظهرته من الأضداد ، وأسررته كتمته وأظهرته أيضاً ، أو المعنى آتية : أكاد آتي بها فحذف للعلم به ثم استأنف ! 2 " أخفيها لتجزى كل نفس " 2 ! قال : % ( هممت ولم أفعل وكدت وليتني % تركت على عثمان تبكي حلائله ) % أي وكدت أقتله . ! 2 " بما تسعى " 2 ! من خير أو شر ، أقسم أنه يأتي بها للجزاء ، أو أخبر بذلك . 16 - ! 2 " فتردى " 2 ! فتشقى ، أو تزل . ^ ( وما تلك بيمينك يا موسى قال هي عصاي أتوكؤا عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مئارب أخرى قال ألقها يا موسى فألقاها فإذا هي حيةٌ تسعى قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى واضمم يديك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوءٍ ءايةً أخرى لنريك من ءاياتنا الكبرى ) ^ 17 ، 18 - ! 2 " وما تلك " 2 ! سؤال تقرير وجوابه ! 2 " هي عصاي " 2 ! ولكنه أضافها إلى ملكه ليكفي الجواب إن سئل عنها ثم ذكر احتياجه إليها لئلا يكون عابثاً بحملها ! 2 " وأهش " 2 ! أخبط ورق الشجر ، والهش والهس واحد ، أو المعجم
@ 297 @ خبط الشجر ، وغير المعجم زجر الغنم ! 2 " مآرب " 2 ! حاجات نص على لوازم الحاجات وكنى عن عارضها من طرد السباع ، أو قدح النار واستخراج الماء أو كانت تضيء له بالليل . 22 - ! 2 " جناحك " 2 ! عضدك ، أو جنبك ، أو جيبك عبر عنه بالجناح لأنه مائل في جهته . ^ ( اذهب إلى فرعون إنّه طغى قال ربّ اشرح لي صدرك ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي أشدد به أزرى وأشركه في أمري كي نسبحك كثيراً ونذكرك كثيراً إنك كنت بنا بصيراً ) ^ 27 - ! 2 " عقدة " 2 ! من الجمرة التي ألقاها في فمه صغيراً ، أو حدثت عند مناجاته ربه فلا يكلم غيره إلا بإذنه ، أو استحياؤه من الله - تعالى - أن يكلم غيره بعد مناجاته . 31 - ! 2 " أزري " 2 ! الظهر من موضع الحقوين ، أو يكون عوناً يستقيم به أمري وكان هارون أكبر منه بثلاث سنين ، ' وأكثر لحماً وأتم طولاً وأبيض جسماً وأفصح لساناً ومات قبل موسى بثلاث سنين ' وكان بجبهته شامة وعلى أرنبة أنف موسى شامة ، وعلى طرف لسانه شامة ' لم تكن على أحد قبله ولا تكون
@
298 @ على أحد بعده قيل إنها سبب العقلة في لسانه ' . ^ ( قال قد أوتيت سؤلك يا
موسى ولقد مننّا عليك مرةً أخرى * 37 * إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى أن اقذفيه في
التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه أليمّ بالساحل يأخذه عدوٌّ لي وعدوٌّ له وألقيت
عليك محبةً مني ولتصنع على عيني إذ تمشى أختك فتقول هل أدّلكم على من يكفله
فرجعناك إلى أمك كي تقرّ عينها ولا تحزن وقتلت نفساً فنجيناك من الغم وفتناك
فتوناً فلبثت سنين في أهل مدين ثم جئت على قدر يا موسى ) ^ 39 - ! 2 " محبة
مني " 2 ! حببتك إلى عبادي ، أو حسناً و ملاحة ، أو رحمتي ، أو من رآك حتى
أحبك فرعون فخلصت منه ، وأحبتك آسية بنت مزاحم فتبنتك ! 2 " ولتصنع " 2
! لتغذى على اختياري ، أو تصنع بك أمك ما صنعت في اليم بعيني ومشاهدتي . 40 - ! 2
" فتونا " 2 ! اختباراً حتى صلحت للرسالة ، أو بلاء بعد بلاء خلصناك من
محنة بعد محنة ، أولها حملته أمه في سنة الذبح ، ثم ألقي في
@ 299 @ اليم ثم منع الرضاع إلا من ثدي أمه ، ثم جر بلحية فرعون فهم بقتله فتناول
الجمرة / بدل الدرة فتركه ، ثم جاءه رجل يسعى لما عزموا عليه من قتله ' ع ' أو
اخلصناك إخلاصاً ! 2 " على قدر " 2 ! موعد ، أو قدر من النبوة والرسالة
. ^ ( واصطنعتك لنفسي اذهب أنت وأخوك بئاياتي ولا تنيا في ذكري اذهبا إلى فرعون
إنّه طغى 4 * * فقولا له قولاً ليناً لعلّه يتذكروا أو يخشى ) ^ 41 - ! 2 "
لنفسي " 2 ! لمحبتي أو لرسالتي . 42 - ! 2 " ولا تنيا " 2 ! تفترا
في أمري ، أو تضعفا في رسالتي ، أو تبطئا ' ع ' ، أو لا تزالا . 44 - ! 2 "
لينا " 2 ! لطيفاً رفيقاً ، أو كنياه وكنيته أبو مرة أو أبو الوليد قيل كان
لحسن تربية موسى فجعل الله - تعالى - رفقه به مكافأة له لما عجز موسى عن مكافأته .
^ ( قالا ربّنا إنّنا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى قال لا تخافا إنني معكما أسمع
@ 300 @ وأرى فأتياه فقولا إنّا رسولا ربّك فأرسل معنا بني إسرئيل ولا تعذبهم قد جئناك بئايةٍ من رّبك والسلام على من اتّبع الهدى إنّا قد أوحى إلينا أن العذاب على من كذّب وتولى ) ^ 45 - ^ ( يفرط ) ^ يعجل ، أو يعذبنا عذاب الفارط في الذنب وهو المتقدم فيه ، أفرط إذا أكثر من الشيء وفرط إذا نقص منه ^ ( أو أن يطغى ) ^ يقتلنا . ^ ( قال فمن ربّكما يا موسى قال ربنا الذي أعطى كل شيءٍ خلقه ثم هدى قال فما بال القرون الأولى قال علمها عند ربي في كتابٍ لا يضل ربي ولا ينسى ) ^ 50 - ^ ( كل شيءٍ ) ^ زوجه من جنسه ثم هداه لنكاحه ، أو صورته ثم هداه إلى معيشته وطعامه وشرابه ، أو ما يصلحه ثم هداه له . 51 - ^ ( القرون ) ^ ' القرن : أهل كل عصر لاقترانهم فيه ، أو أهل كل عصر فيه نبي ، أو طبقة عالية في العلم لاقترانهم بأهل العلم ' ، قاله الزجاج ، سأله عنهم هل كانوا على مثل ما يدعوا إليه ، أو بخلافه ، أو ذكره دفعاً للجواب وقطعاً لما دعا إليه وعنتا ، أو سأل عن بغيهم للجزاء ، أولما دعاه إلى الإيمان بالبعث قال : فما بال القرون لم يبعثوا .
@ 301 @ 52 - ! 2 " في كتاب " 2 ! اللوح الحفوظ ! 2 " لا يضل ربي " 2 ! لا يخطئ فيه ولا يتركه أو لا يضل الكتاب عن ربي ولا ينسى ربي ما في الكتاب ' ع ' ولم يكن موسى يعلم علم القرون لأن التوراة إنما نزلت بعد هلاك فرعون . ^ ( الذي جعل لكم الأرض مهداً وسلك لكم فيها سبلاً وأنزل من السماء ماءً فأخرجنا به أزوجاً من نباتٍ شتى كلوا وارعوا أنعامكم إنّ في ذلك لآياتٍ لأولى النهى منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ولقد أريناه ءاياتنا كلهّا فكذّب وأبى ) ^ 54 - ! 2 " النهى " 2 ! الحكم أو العقل ، أو الورع لأنه ينتهي إلى رأيهم ، أو لأنهم ينهون النفس عن القبيح . 56 - ! 2 " آياتنا " 2 ! الدالة على التوحيد ، أو على نبوة موسى [ صلى الله عليه وسلم ] . ! 2 " فكذب " 2 ! الخبر ! 2 " وابي " 2 ! الطاعة . ^ ( قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى فنأتينّك بسحرٍ مثله فاجعل بيننا وبينك موعداً لا نخلفه نحن ولا أنت مكاناً سوى قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى ) ^ 58 - ^ ( سوى ) 6 منصفاً بينهم ، أو عدلاً وسطاً ، أو مستوياً يتبين للناس ما بيننا فيه ، وسوى بالضم والكسر واحد ، أو بالضم المنصف وبالكسر العدل .
@
302 @ 59 - ! 2 " يوم الزينة " 2 ! عيد كان لهم ، أو يوم السبت ، أو
عاشوراء ، أو يوم سوق كانوا يتزينون فيه . ^ ( فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى قال
لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذباً فيسحتكم بعذابٍ وقد خاب من افترى * 61 *
فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من
أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفاً وقد أفلح اليوم
من استعلى ) ^ 61 - ! 2 " لا تفتروا " 2 ! بسحركم ، أو بقولكم إني ساحر
! 2 " فيسحتكم " 2 ! يستأصلكم بالهلاك . 62 - ! 2 " أمرهم " 2
! فيما هيؤوه من الحبال والعصي ، أو أيهم يبدأ بالإلقاء . ! 2 " النجوى
" 2 ! قولهم : إن كان ساحراً فسنغلبه وإن كان من السماء فله أمره ، أو لما
قال : ! 2 " ويلكم " 2 ! الآية ، قالوا ما هذا كلام ساحر ، أو أسروها
دون موسى وهارون ^ ( إن هذين لساحران ) ^ الآيات ، أو قالوا : إن غلبنا موسى
اتبعناه . 63 - ! 2 " إن هذان " 2 ! رفع الاثنين ونصبهما وخفضهما بالألف
على لغة بلحارث بن كعب وكنانة وزبيد ، قال :
@ 303 @ % ( فأطرق إطراق الشجاع ولو رأى % مساغاً لناباه الشجاع لصمما ) % % ( إن
أباها وأبا أباها % قد بلغا في المجد غايتاها ) % أو تقديره ' إنه هذان ' فحذف
الهاء وإن لم تكن هذه اللغة فصحى فيجوز ورود القرآن بالأفصح وبما عداه قاله
متقدموالنجاة / [ 110 / ب ] أو هذان مبني كبناء الذين لا يتغير في احوال الإعراب ،
أو إن بمعنى نعم . % ( ويقلن شيب قد علاك % وقد كبرت فقلت إنه ) % وهو قول السحرة
، أو قول فرعون أشير به إلى جماعة ، أو قول قومه . ! 2 " بطريقتكم " 2 !
أهل العقل والشرف والأسنان . أو بنو إسرائيل كانوا ذوي عدد
@ 304 @ ويسار ، أو بسيرتكم ، أو بدينكم وعبادتكم لفرعون ، أو بأهل طريقتكم المثلى ، والمثلى تأنيث الأمثل وهو الأفضل . 64 - ! 2 " فأجمعوا كيدكم " 2 ! أجمعوا جماعتكم على أمرهم في كيد موسى وهارون ، أو أحكموا أمركم . ^ ( قالوا يا موسى أمّا أن تلقى وإمّا أن نّكون أول من ألقى قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيّل إليه من سحرهم أنّها تسعى * 66 * فأوجس في نفسه خيفة موسى قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى فألقى السحرة سجدا قالوا ءامنا برب هارون وموسى 6 * * ) ^ 66 - ! 2 " بل ألقوا " 2 ! إنما أمر بذلك لإظهار حجته وبطلان كيدهم وإلا فهو كفر لا يجوز الأمر به ، أو هو خبر بصيغة الأمر تقديره ' إن كان إلقاؤكم حجة فألقوا ' . وكانوا سبعين ألف ساحر أو تسعمائة ثلاثمائة من العريش وثلاثمائة من الفيوم ويشكون في الثلاثمائة من الإسكندرية ، أو اثنين وسبعين اثنان من القبط وسبعون من بني إسرائيل ، كانوا أول النهار سحرة وآخره شهداء .
@ 305 @ 67 - ! 2 " فأوجس " 2 ! فأسر ! 2 " خيفة " 2 ! أن يلتبس الأمر على الناس فيظنوا أن الذي فعلوه مثل فعله ، أو وجد ما هو مركوز في الطباع من الحذر . 69 ! 2 " تلقف " 2 ! تبتلع بسرعة فابتلعت حمل ثلاثمائة بعير من الحبال والعصي ثم أخذها موسى فرجعت كما كانت وكانت من عوسج ، أو من آس الجنة ' ع ' وبها قتل موسى - عليه الصلاة والسلام - عوج بن عناق . 70 ! 2 " سجدا " 2 ! طاعة لله - تعالى - وتصديقاً بموسى فما رفعوا رؤوسهم حتى رأوا الجنة والنار وثواب أهلهما ، فلذلك ! 2 " قالوا لن نؤثرك " 2 ! ، وسألت امرأة فرعون عن الغالب فقيل : موسى وهارون ، فقالت : آمنت برب موسى وهارون ، فأمر فرعون بأن يلقى عليها أعظم صخرة توجد إن أقامت على قولها فلما أتوها رفعت رأسها إلى السماء فرأت منزلها في الجنة ، فمضت على قولها فانتزعت روحها فألقيت الصخرة على جسد لا روح فيه .
@ 306 @ ^ ( قال ءامنتم له قبل أن ءاذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاضٍ إنما تقضى هذه الحياة الدنيا إنا ءامنّا بربّنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خيرٌ وأبقى إنّه من يأت ربّه مجرماً فإن له جهنّم لا يموت فيها ولا يحيى ومن يأته مؤمناً قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى جنات عدنٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى . ) ^ 72 - ! 2 " والذي فطرنا " 2 ! قسم ، أومعطوف ! 2 " فاقض " 2 ! فاصنع ما أنت صانع أو احكم ما انت حاكم . 73 - ! 2 " والله خير " 2 ! منك ! 2 " وأبقى " 2 ! ثواباً إن أطيع وعقاباً إن عصي ، أو ! 2 " خير " 2 ! ثواباُ منك إن أطيع و [ ! 2 " وأبقى " 2 ! ] عقاباً إن عصي . ^ ( ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادى فاضرب لهم طريقاً في البحر يبساً لا تخاف دركاً ولا تخشى فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ماغشيهم وأضل فرعون قومه وما هدى * 79 * ) ^ 77 - ! 2 " لا تخاف دركا " 2 ! من فرعون ! 2 " ولا تخشى " 2 ! غرقاً من البحر . ^ ( يابني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوّكم ووعدناكم جانب الطّور الأيمن ونزّلنا عليكم المنّ
@ 307 @ والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبى ومن يحلل عليه غضبى فقد هوى * 81 * وإنّى لغفارٌ لمن تاب وءامن وعمل صالحاً ثم اهتدى ) ^ 81 - ^ ( ولا تطغوا فيه ) ^ لا تكفروا به ، ولا تستعينوا برزقي على معصيتي أو لا تدخروا منه لأكثر من يوم وليلة فادخروا فدود ولولا ذلك لما دود طعام أبداً ' ع ' ^ ( فيحل بالضم ) ^ ينزل وبالكسر يجب . ^ ( هوى ) ^ في النار ، أو هلك في الدنيا . 82 - ^ ( لمن تاب ) ^ من الشرك ^ ( وآمن ) ^ بالله - تعالى - ورسوله [ صلى الله عليه وسلم ] ^ ( ثم اهتدى ) ^ لم يشك في إيمانه ' ع ' أو لزم الإيمان حتى يموت ، أو أخذ بسنة نبيه [ صلى الله عليه وسلم ] أو أصاب العمل ، أو عرف جزاء عمله من ثواب ، أوعقاب ، أو اهتدى / [ 110 / ب ] في ولائه أهل بيت رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] . ^ ( ومآ أعجلك عن قومك يا موسى قال هم أولاء على أثرى وعجلت إليك ربّ لترضى قال فإنا قد فتنّا قومك من بعدك وأضلهم السامرى فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفاً قال ياقوم ألم يعدكم ربّكم وعداً حسناً أفطال عليكم
@ 308 @ العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضبٌ من رّبكم فأخلفتم موعدى قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنّا حملنا أوزاراً من زينة القوم فقدفناها فكذلك ألقى السامري فأخرج لهم عجلاً جسداً له خوارٌ فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسى أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولاً ولا يملك لهم ضراً ولا نفعاً ) ^ 86 - ^ ( أسفاً ) ^ شديد الغضب ، أو الحزين ، أو الجزع ، أو المتندم ، أو المتحسر ^ ( وعداً حسناً ) ^ النصر والظفر ، أو قوله - تعالى - ^ ( وإني لغفار ) ^ الآية أو ثواب الآخرة ، أو التوراة يعملون بما فيها فيستحقون ثوابه ^ ( موعدي ) ^ ' وعدهم أن يقيموا على أمره فاختلفوا ، أو بالمسير ' على أثره للميقات فتوقفوا . 87 - ^ ( بملكنا ) ^ بطاقتنا ، أو بملك أنفسنا عند البلية التي وقعت بنا ، أو لم يملك المؤمنون منع السفهاء من ذلك ، وعدهم أربعين ليلة فعدوا عشرين يوماً وظنوا أنهم أكملوا الميعاد بالليالي وأوهمهم السامري ذلك . ^ ( أوزاراً ) ^ أثقالاً من زينة ^ ( القوم ) ^ قوم فرعون لأن موسى أمرهم أن يستعيروا حليهم . 88 - ^ ( فأخرج لهم عجلاً ) ^ لما استبطؤوا موسى قال السامري : إنما احتبس عنكم من أجل ما عندكم من الحلي ، فجمعوه ودفعوه للسامري فصاغ منه عجلاً ، وألقى عليه قبضة من أثر فرس جبريل - عليه السلام - ، وهو الحياة فصار له خوار ^ ( خوارٌ ) ^ لما ألقى قبضة أثر الرسول حي العجل وخار ' ح '
@ 309 @ أو لم يصر فيه حياة ولكن جعل فيه خروقاً إذا دخلتها [ الريح ] سمع لها صوت كالخوار ! 2 " فنسي " 2 ! السامري إسلامه وإيمانه ، أو قال السامري قد نسي موسى إلاهه عندكم ، أو نسي السامري أن قومه لا يصدقونه في عبادة عجل لا يضر ولا ينفع ، أو نسي موسى أن قومه عبدوا العجل بعده . 89 - ! 2 " أفلا يرون " 2 ! أفلا يرى بنو إسرائيل أن العجل لا يرد إليهم جواباً ، قيل : لما مضى من الموعد خمس وثلاثون أمر السامري بجمع الحلي وصاغه عجلاً في السادس والثلاثين والسابع والثامن ودعاهم إلى عبادته في التاسع فأجابوه وجاء موسى بعد كمال الأربعين . ^ ( ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنّما فتنتم به وإنّ ربّكم الرحمن فاتّبعوني وأطيعوا أمرى قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبّعن أفعصيت أمري قال يبنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرّقت بين بنى إسرائيل ولم ترقب قولي ) ^ 92 - ! 2 " ضلوا " 2 ! بعبادة العجل . 93 - ^ ( تتبعني ) ^ في الخروج من بينهم ، أو في منعهم والإنكار عليهم ! 2 " أمري " 2 ! قوله ! 2 " اخلفني في قومي " 2 ! الآية [ 142 من الأعراف ] ,
@ 310 @ 94 - ! 2 " يا ابن أم " 2 ! كان أخاه لأبويه ، أو لأبيه دون أمه ، وقاله اسرقاقاً واستعطافاً . ! 2 " بلحيتي " 2 ! أخذ شعره بيمينه ولحيته بيساره ' ع ' ، أو بلحيته وأذنه ، فعبر عن الأذن بالرأس ، فعل ذلك ليسر إليه نزول الألواح عليه في تلك المناجاة إرادة إخفائها على بني إسرائيل قبل التوبة ، أو وقع عنده أن هارون مايلهم في أمر العجل ، قلت : وهذا فجور من قائله لأن ذلك لا يجوز على الأنبياء ، أو فعل ذلك لتركه الإنكار على بني إسرائيل ومقامه بينهم وهو الأشبه . ! 2 " فرقت " 2 ! بينهم بما وقع من اختلاف معتقدهم ، أو بقتال من عبد العجل منهم ، قيل : عبدوه كلهم إلا اثني عشر ألفاً بقوا مع هارون لم يعبدوه ! 2 " ولم ترقب " 2 ! لم تعمل بوصيتي ، أو لم تنتظر عهدي . ^ ( قال فما خطبك يا سامري قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضةً من أثرالرسول فنبذتها وكذلك سوّلت لي نفسي قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعداً لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفاً لنحرقنّه ثم لننسفنّه في اليمّ نسفاً * 97 * إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شىءٍ علماً ) ^ 95 - ! 2 " فما خطبك " 2 ! الخطب ما يحدث من الأمور الجليلة التي يخاطب عليها ، وكان السامري كرمانياً تبع موسى ، ' أو من عظماء بني إسرائيل ' اسمه
@ 311 @ موسى بن ظفر من قبيلة يقال لها سامرة ، أو قرية يقال لها : سامرة . 96 - ! 2 " بصرت " 2 ! نظرت ، أو فظنت ، بصرت وأبصرت واحد ، أو أبصرت نظرت ، وبصرت فطنت والقبضة بجميع الكف وبغير إعجام بأطراف الأصابع ! 2 " الرسول " 2 ! جبريل - عليه السلام - عرفه لأنه رآه يوم فلق البحر حين قبض القبضة من أثره ، أوعرفه لأنه كان يغذوه صغيراً لما ألقته أمه خوفاً أن يقتله فرعون لما كان يقتل بني إسرائيل فعرفه في كبره فأخذ التراب من تحت حافر فرسه ! 2 " فنبذتها " 2 ! ألقاها فيما سكه من الحلي فخار بعد صياغته ، أو ألقاها في جوفه بعد صياغته فظهر خواره ، أو الرسول موسى وأثره شريعته ، قبض قبضة من شريعته نبذها وراء ظهره ثم اتخذ العجل إلاهاً ، ونبذها ترك العمل بها . ! 2 " سولت " 2 ! حدثت ، أو زينت . 97 - ! 2 " فاذهب " 2 ! وعيد من موسى ، فخاف فهرب يهيم في البرية مع الوحش لا يجد أحداً من الناس يمسه ، فصار كالقائل لا مساس لبعده عن الناس وبعدهم عنه أو حرمه موسى بهذا القول ، فكان بنو إسرائيل لا يخالطونه ولا يؤاكلونه فكان لا يمس ولا يمس . 98 - ! 2 " وسع " 2 ! أحاط علمه بكل شيء فلم يخرج عن علمه شيء ، أو لم يخل شيء من علمه به . ^ ( كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد ءاتيناك من لدنا ذكراً 11 * * من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزراً خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملاً يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقاً يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشراً نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوماً ) ^
@ 312 @ 102 - ! 2 " زرقا " 2 ! عمياً ، أو عطاشاً ، ازرقت أعينهم من العطش أو شوه خلقهم بزرقة الأعين وسواد الوجوه ، أو الطمع الكاذب إذا تعقبته الخيبة وهو نوع من العذاب ، أو شخوص البصر من شدة الخوف ، ' أو الزرق الأعداء يعادي بعضهم بعضاً من قولهم : عدو أزرق ' . 103 - ! 2 " يتخافتون " 2 ! يتسارون ! 2 " إن لبثتم " 2 ! في الدنيا ، أو القبور ! 2 " إلا عشرا " 2 ! على التقريب دون التحديد . 104 - ! 2 " أمثلهم طريقة " 2 ! أكثرهم سداداً ، أو أوفرهم عقلاً ! 2 " إن لبثتم " 2 ! في الدنيا ، أو القبور ! 2 " إلا يوما " 2 ! لأنه كان عنده أقصر زماناً وأقل لبثاً . ^ ( ويسئونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً * 105 * فيذرها قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتا يومئذ يتّبعون الدّاعى لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همساً ) ^ 105 - ! 2 " ينسفها " 2 ! يجعلها كالرمل تنسفه الرياح ، أو تصير كالهباء . 106 - ! 2 " قاعا " 2 ! موضعاً مستوياً لا نبات فيه ، أو أرضاً ملساء ، أو مستنقع الماء قاله الفراء ! 2 " صفصفا " 2 ! موضعاً لا نبات فيه ولا مستوياً كأنه على وصف واحد في استوائه .
@ 313 @ 107 - ! 2 " عوجا " 2 ! وادياً ! 2 " أمتا " 2 ! رابية ' ع ' ، أو عوجاً : صدعاً ، أمتا : أكمة ، أو عوجاً : ميلاً ، أمتاً : اثراً ، أو الأمت الحدب والانثناء ، أو الصعود والارتفاع من الأمت في العصا والحبل وهو أن يغلظ في مكان منه ويدق في مكان . 108 - ! 2 " وخشعت " 2 ! خضعت بالسكون ! 2 " همسا " 2 ! صوتاً خفياً ، أو تحريك الشفة واللسان ، أو نقل الأقدام . ^ ( يؤمئذٍ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضى له قولاً يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علماً 110 وعنت الوجوه للحى القيوم وقد خاب من حمل ظلماً ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلماً ولا هضماً ) ^ 111 _ ! 2 " وعنت " 2 ! ذلت ، أو خشعت ، الذليل أن يكون ذليل النفس والخشوع أن يتذلل لذي طاعة أوعملت أو استسلمت ، أو وضع الجبهة والأنف على الأرض في السجود ! 2 " القيوم " 2 ! القائم على كل نفس بما كسبت ، أو بتدبير الخلق ، أوالدائم الذي لا يزول ولا يبيد ! 2 " حمل ظلما " 2 ! شركاً . 112 - ! 2 " فلا يخاف ظلما " 2 ! بالزيادة / [ 111 / ب ] في سيئاته ! 2 " ولا هضما " 2 ! بالنقصان من حسناته ' ع ' . ^ ( وكذلك أنزلناه قرءاناً عربيّاً وصرفنا فيه من الوعيد لعلّهم يتقون أو يحدث لهم ذكراً فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقرءان من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رّبّ
@ 314 @ زدني علماً ) ^ 113 - ^ ( لهم ذكراً ) ^ جداً ، أو شرفاً لإيمانهم به أو ذكراً يعتبرون به . 114 - ^ ( ولا تعجل بالقرآن ) ^ لا تسأل إنزاله قبل أن يأتيك وحيه ، أو لا تلقه إلى الناس قبل أن يأتيك بيان تأويله ، أو لا تعجل بتلاوته قبل فراغ جبريل من إبلاغه خوف نسيانه ^ ( زدني علماً ) ^ علماً : قرآناً . ^ ( ولقد عهدنا إلىءادم من قبل فنسى ولم نجد له عزما وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا أبليس أبى فقلنا يا آدم إن هذا عدوٌّ لك ولزوجك فلا يخرجنّكما من الجنة فتشقى إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنّك لا تظمؤا فيها لا تضحى فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرةٍ الخلد وملكٍ لا يبلى فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصىءادم ربّه فغوى ثمّ اجتباه ربّه فتاب عليه وهدى ) ^ 115 - ^ ( فنسي ) ^ ترك أو سها ^ ( عزماً ) ^ صبراً ، أو حفظاً ، أو ثباتاً قال أبو أمامة لو وزنت أحلام بني آدم لرجح حلمه على حلمهم وقد قال الله -
@ 315 @ تعالى - ! 2 " ولم نجد له عزما " 2 ! أو عزماً في العود إلى الذنب ثانياً . 117 - ! 2 " فتشقى " 2 ! ' بأن تأكل من كد يدك وما تكسبه بنفسك وتصنعه بيدك ' أراد فيشقيا لاستوائهما في العلة ، وخصه بالذكر لأنه المخاطب دونها ، أو لأنه الكاد عليها الكاسب لها . ^ ( قال اهبطا منها جميعاً بعضكم لبعضٍ عدو فإما يأتينّكم منّى هدى فمن اتّبع هداي فلا يضل ولا يشقى * 123 * ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى قال ربّ لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً قال كذلك أتتك ءاياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى وكذلك نجزى من أسرف ولم يؤمن بئايات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ) ^ 123 - ! 2 " فمن اتبع هداي " 2 ! ضمن الله - تعالى - لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه ألا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة ' ع ' . 124 - ! 2 " ضنكا " 2 ! كسباً حراماً ، أو إنفاق من لا يؤمن بالخلف ' ع ' أو عذاب القبر ، قاله الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] أو طعام الضريع والزقوم في جهنم . والضنك :
@ 316 @ الضيق . ! 2 " أعمى " 2 ! في حال بصيراً في أخرى ، أو أعمى عن الحجة ، أوعن جهات الخير لا يهتدي لشيء منها . ^ ( أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات لأولي النهى ولولا كلمةٌ سبقت من ربك لكان لزاماً وأجلٌ مسمى فاصبر على ما يقولون وسبّح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن ءانائ الّيل فسبّح وأطراف النهار لعلك ترضى ) ^ 129 - ! 2 " ولولا كلمة سبقت " 2 ! بجعل الجزاء يوم القيامة ، أو بتأخيرهم إلى يوم بدر ! 2 " لزاما " 2 ! عذاباً لازماً ، أو فصلاً ! 2 " وأجل مسمى " 2 ! يوم بدر ، أو يوم القيامة . تقديره ' ولولا كلمة وأجل لكان لزاماً ' . 130 - ! 2 " ما يقولون " 2 ! من الأذى والافتراء ! 2 " قبل طلوع الشمس " 2 ! صلاة الفجر ! 2 " وقبل غروبها " 2 ! صلاة العصر ! 2 " آناء الليل " 2 ! ساعاته واحدها إني صلاة الليل كله ، أو المغرب والعشاء ! 2 " وأطراف النهار " 2 ! صلاة الظهر لأنها آخر النصف
@ 317 @ الأول وأول النصف الثاني ، أو صلاة التطوع ! 2 " ترضى " 2 ! تعطى و ' ترضى ' بالكرامة ، أو الشفاعة . ^ ( ولا تمدّنّ عينيك إلى ما متّعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربّك خيرٌ وأبقى وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسئلك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى وقالوا لولا يأتينا بئايةٍ من رّبه أو لم تأتهم بينّة ما في الصحف الأولى ولو أنا أهلكناهم بعذابٍ من قبله لقالوا ربّنا لولا أرسلت إلينا رسولاً فنتّبع ءاياتك من قبل أن نذّلّ ونخزى قل كلّ متربصٌ فتربصّوا فستعلمون من أصحاب الصرط السّوى ومن اهتدى ) ^ 131 - ! 2 " تمدن " 2 ! لا تأسفن ، أو لا تنظرن . ! 2 " أزواجا " 2 ! أشكالاً من المزاوجة ! 2 " زهرة الحياة " 2 ! زينتها ! 2 " لنفتنهم " 2 ! لنعذبهم ! 2 " ورزق ربك " 2 ! القناعة بما تملكه والزهد فيما لا تملكه ، أو ثواب الآخرة ! 2 " خير وأبقى " 2 ! مما متعوا به ، نزلت لما أبى اليهودي أن يسلف الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] الطعام إلا برهن فشق ذلك على الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] . 132 - ! 2 " أهلك " 2 ! نسباؤك ، أو من اطاعك لتنزلهم منزلة الأهل في الطاعة ! 2 " والعاقبة " 2 ! حسن العاقبة لذوي التقوى .
@
318 @
سورة الأنبياء
مكية اتفاقاً
بسم الله الرحمن الرحيم
^ ( اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ما يأتيهم من ذكرٍ من ربّهم محدثٍ إلا
استمعوه وهم يلعبون لاهيةً قلوبهم وأسرّوا النّجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشرٌ
مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون قال ربي يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع
العليم بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بئايةٍ كما أرسل
الأوّلون ما ءامنت قبلهم من قريةٍ أهلكناها أفهم يؤمنون ) ^ 1 - ! 2 " حسابهم
" 2 ! عذاب بدر ، أو حساب القيامة لأن كل آت قريب ، أو لقلة ما بقي من الزمان
وكثرة ما مضى . 2 - ! 2 " محدث " 2 ! تنزله سورة بعد سورة وآية بعد آية
. 3 - ! 2 " لاهية " 2 ! غافلة باللهو عن الذكر أو مشتغله بالباطل عن
الحق ! 2 " وأسروا " 2 ! أخفوا ، أو أظهروا . 5 - ! 2 " أضغاث
" 2 ! أهاويل أحلام ، أو تخاليط ، أو ما لا تأويل له ! 2 " أحلام "
2 !
@ 319 @ ما لاتأويل له ولا تفسير ، أو الرؤيا الكاذبة . ^ ( وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً نوحى إليهم فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون وما جعلناهم جسداً لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين ) ^ 7 - ! 2 " أهل الذكر " 2 ! التوراة والإنجيل ، أو مؤمنوا أهل الكتاب ، أو المسلمون . 8 - ! 2 " وما جعلناهم جسدا لا يأكلون " 2 ! ولا يموتون فنجعلك كذلك ردٌ لقولهم ! 2 " هل هذا إلا بشر " 2 ! الآية [ 3 ] أو جعلناهم جسداً إلا ليأكلوا للطعام فلذلك خلقناك جسداً مثلهم ، جسداً : هو المجسد الذي فيه روح ويأكل ويشرب ، أو ما لا يأكل ولا يشرب . ^ ( لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون وكم قصمنا من قريةٍ كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوماً ءاخرين فلمّا أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون قالوا ياويلنا إنا كنا ظالمين فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيداً خامدين ) ^ 10 - ! 2 " ذكركم " 2 ! شرفكم إن عملتم به ، أو حديثكم ، أو ما تحتاجون إليه من أمر دينكم ، أو مكارم أخلاقكم ومحاسن أعمالكم . 12 - ! 2 " أحسوا " 2 ! عاينوا عذابنا ! 2 " منها " 2 ! من القرية ، أو العذاب ! 2 " يركضون " 2 ! يسرعون .
@ 320 @ 13 - ! 2 " وارجعوا " 2 ! استهزاء بهم وتوبيخ ! 2 " أترفتم " 2 ! نعمتم ! 2 " تسألون " 2 ! شيئاً من دنياكم استهزاء بهم ، أو عما عملتم ، أو تفيقون بالمسئلة . 15 - ! 2 " حصيدا " 2 ! قطعاً بالاستئصال كحصاد الزرع ! 2 " خامدين " 2 ! بالعذاب ، أو بالسيف لما قتلهم بختنصر ، والخمود : الهمود تشبيهاً لخمود الحياة بخمود النار إذا طفئت كما يقال لمن مات طفىء تشبيهاً بانطفاء النار . ^ ( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين لو أردنا أن نتخذ لهواً لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون وله من في السموات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الّيل والنهار لا يفترون 7 * * ) ^ 17 - ! 2 " لهوا " 2 ! ولداً [ رد ] لقولهم في عيسى ، او المرأة بلغة أهل اليمن [ ردٌ ] لقولهم في مريم ، أو داعي الهوى ونازع الشهوة ! 2 " من لدنا " 2 ! لا تخذنا نساءً وولداً من أهل السماء لا من أهل الأرض ^ ( إن كنا ) ^ نفي ، أو شرط تقديره لا تخذناه عندنا بحيث لا يصل علمه إليكم . 18 - ! 2 " بالحق " 2 ! المتبوع على الباطل المدفوع ، أو بالقرآن ، والباطل إبليس ! 2 " زاهق " 2 ! ذاهب ، أوهالك .
@ 321 @ 19 - ! 2 " يستحسرون " 2 ! يملون ، أو يعبون ، أو يستنكفون ، أو ينقطعون والبعير المنقطع بالإعياء حسيرٌ . % ( بها جيف الحسى . . . . . . . . . . . . ) % ^ ( أم أتخذوا ءالهةٌ من الأرض هم ينشرون لوكان فيهما ءالهةٌ إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عمّا يصفون لا يسئل عمّا يفعل وهم يسئلون 21 - ^ ( من الأرض ) ^ مما خلق في الأرض ^ ( ينشرون ) ^ يخلقون ، أو يحيون الموتى من النشر بعد الطي . 22 - ^ ( إلا الله ) ^ سوى الله ، أو ' إلا ' بمعنى الواو ^ ( لفسدتا ) ^ هلكتا بالفساد . 23 - ^ ( لا يسأل ) ^ عن قضائه وهو يسأل الخلق عن أعمالهم ، أو لا يحاسب على أفعاله وهم يحاسبون ، أو لا يسأل عن أفعاله لأنها صواب ولا يريد بها الثواب ^ ( وهم يسألون ) ^ لأن في اعمالهم غير الصواب وقد لا يريدون بها الثواب ، وإن كانت صواباً . ^ ( أم أتخذوا من دونه ءالهةً قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلى بل أكثرهم لا يعلمون الحقّ فهم معرضون وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحى إليه أنّه لا إله إلا أنا فاعبدون وقالوا أتخذ الرحمن ولداً سبحانه بل عبادٌ
@ 322 @ مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ومن يقل منهم إنّى إله من دونه فذلك نجزيه جهنّم كذلك نجزى الظالمين * 29 * ) ^ \ 24 - ^ ( ذكر من معي ) ^ يما يلزمهم من حلال وحرام ^ ( وذكر من قبلي ) ^ ممن نجا بالإيمان وهلك بالشرك ، أو ذكر من معي بإخلاص التوحيد في القرآن وذكر من قبلي في التوراة والإنجيل . 28 - ^ ( ما بين أيديهم ) ^ من أمر الآخرة ^ ( وما خلفهم ) ^ من الدنيا ، أو ما قدموا وأخروا من أعمالهم ، أو ما عملوا وما لم يعملوا ^ ( ولا يشفعون ) ^ في الدنيا أو الآخرة في القيامة / [ 112 / ب ] ^ ( ارتضى ) ^ عمله ، أو رضي عنه . ^ ( أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شىءٍ حيٍ أفلا يؤمنون وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجاً سبلاً لعلّهم يهتدون وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً وهم عن ءاياتها معرضون وهوالذي خلق الّيل والنهار والشمس والقمر كلٌّ في فلكٍ يسبحون ) ^ \ 30 - ^ ( رتقاً ) ^ ملتصقتين ففتق الله - تعالى - عنهما بالهواء ' ع ' أو كانت
@ 323 @ السموات مرتتقة مطبقة ففتقها سبعاً وكذلك الأرض ، أو السماء رتقاً لا تمطر ففتقها بالمطر ، والأرض لا تنبت ففتقها بالنبات ، أرتق : السد ، والفتق : الشق . ^ ( كل شيء ) ^ خلق كل شيء من الماء ، أو حفظ حياة كل حي بالماء ، أو أراد ماء الصلب . 31 - ! 2 " رواسي " 2 ! لأنها رست في الأرض وثبتت ، أو لأن الأرض رست بها فالرواسي الثوابت ، أو الثقال ! 2 " تميد " 2 ! تزول ، أو تضطرب ! 2 " فجاجا " 2 ! أعلاماً يهتدى بها ، أو جمع فج وهو الطريق الواسع بين الجبلين ! 2 " سبلا " 2 ! للاعتبار ، أو مسالك للسابلة ! 2 " يهتدون " 2 ! بالاعتبار بها إلى دينهم ، أو ليهتدوا طرق بلادهم . 32 - ! 2 " محفوظا " 2 ! أن يقع على الأرض ، أو مرفوعاً ، أو من الشياطين . 33 - ! 2 " فلك " 2 ! الفلك السماء ، أو القطب المستدير الدائر بما فيه من القمرين والنجوم ومنه فلكة المغزل لاستدارتها ودورانها . واستدارة الفلك كدور الكرة ، أو كدور الرحى والفلك السماء تدور بالقمرين والنجوم ، أو استدارة في السماء تدور بالنجوم مع ثبوت السماء ، أو استدارة بين السماء والأرض تدور فيها النجوم . ! 2 " يسبحون " 2 ! يجرون ، أو يدروون ' ع ' . ^ ( وما جعلنا لبشرٍ من قبلك الخلد أفإين متّ فهم الخالدون كل نفسٍ ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنةً وإلينا ترجعون ) ^ 35 - ! 2 " بالشر " 2 ! الشدة والرخاء ، أو بالفقر والمرض ! 2 " والخير " 2 ! الغنى والصحة أوالشر : غلبة الهوى ، والخير : العصمة من المعاصي ، أو ما تحبون
@ 324 @ وما تكرهون لنعلم شكركم على ما تحبون وصبركم على ما تكرهون ! 2 " فتنة " 2 ! ابتلاء واختباراً . ^ ( وإذا رءاك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزواً أهذا الذي يذكر ءالهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون خلق الإنسان من عجلٍ سأوريكم ءاياتي فلا تستعجلون ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفّون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون بل تأتيهم بغتةً فتبهتهم فلا يستطيعون ردّها ولا هم ينظرون ) ^ 37 - ! 2 " الإنسان " 2 ! آدم خلق بعجل يوم الجمعة آخر الأيام الستة قبل غروب الشمس أو لما نفخ الروح في عينيه ولسانه بعد إكمال صورته سأل ربه أن يعجل تمام خلقه وإجراء الروح في جسده قبل الغروب ، أوالعجل الطين . قال : % ( والنبع في الصخرة الصماء منبته % والنخل ينبت بين الماء والعجل ) % أو الإنسان الناس كلهم فخلق الإنسان عجولاً ، أو خلق على حب العجلة ، أو خلقت العجلة فيه ، والعجلة تقديم الشيء قبل وقته ، والسرعة
@ 325 @ تقديمه في أول أوقاته . ^ ( ولقد استهزئ برسلٍ من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون قل من يكلؤهم بالّيل والنّهار من الرّحمن بل هم عن ذكر ربهم معرضون أم لهم ءالهةٌ تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منّا يصحبون ) ^ 42 - ! 2 " يكلؤكم " 2 ! يحفظكم استفهام نفي . 43 - ! 2 " يصحبون " 2 ! يجارون ، إن لك من فلان صاحباً أي مجيراً ، أو يحفظون ، أو ينصرون أو لا يصحبون من الله بخير . ^ ( بل متعنا هؤلاء وءاباءهم حتى طال عليهم العمر أفلا يرون أنّا نأتى الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون * 44 * قل إنّما أنذركم بالوحي ولا يسمع الصّمّ الدعاء إذا ما ينذرون ولئن مسّتهم نفحةٌ من عذاب ربّك ليقولنّ ياويلنا إنّا كنا ظالمين ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفسٌ شيئاً وإن كان مثقال حبّةٍ من خردلٍ أتينا بها وكفى بنا حاسبين ) ^ 44 - ^ ( ننقصها ) ^ بالظهور عليها وفتحها بلداً بعد بلد ' ح ' أو بنقصان أهلها وقلة بركتها ، أو بالقتل والسبي أو بموت فقهائها وعلمائها .
@ 326 @ ولقد ءاتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكراً للمتقين الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون وهذا ذكرٌ مباركٌ أنزلناه أفأنتم له منكرون ) ^ 48 - ^ ( الفرقان ) ^ التوراة الفارقة بين الحق والباطل ، أو البرهان الفارق بين حق موسى وباطل فرعون ، أو النصر والنجاة الفارقان بين موسى وفرعون . ^ ( ولقد ءاتينا إبراهيم رشده من قبل وكنّا به عالمين إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون قالوا وجدنا ءاباءانا لها عابدين قال لقد كنتم أنتم وءباؤكم في ضلالٍ مبين قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين قال بل ربّكم ربّ السموات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين ) ^ 51 - ^ ( رشده ) ^ النبوة ، أو هدايته في الصغر ^ ( من قبل ) ^ إرساله نبياً ، أو من قبل : موسى وهارون ^ ( عالمين ) ^ بأهليته للرشد ، أو للنبوة . ^ ( وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولّوا مدبرين فجعلهم جذاذاً إلا كبيراً لهم لعلّهم إليها يرجعون قالوا من فعل هذا بالهتنا إنّه لمن الظالمين قالوا سمعنا فتىً يذكرهم يقال له إبراهيم * 60 * قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون قالوا ءأنت فعلت هذا بئالهتنا يا إبراهيم قال بل فعله كبيرهم
@ 327 @ هذا فسئلوهم إن كانوا ينطقون ) ^ 58 - ^ ( جذاذاً ) ^ حطاماً ' ع ' ، جذاذاً : قطعاً مقطوعة ، قال الضحاك : هو أن يأخذ من كل عضوين عضواً ويدع عضواً . من الجذ وهوالقطع . 61 - ^ ( أعين الناس ) ^ بمرأى منهم ^ ( يشهدون ) ^ عقابه ' ع ' أو يشهدون عليه بما فعل كرهوا عقابه بغير بينة ' ح ' أو بما يقول من حجة وما يقال له من جواب . 63 - ^ ( فسألوهم ) ^ جعل سؤالهم مشروطاً بنطقهم ، أو أخرجه مخرج الخبر يريد من اعتقدها آلهة لزمه السؤال فلعلها تجيبه إن كانت ناطقة ، وقوله ^ ( ينطقون ) ^ أي يخبرون . ^ ( فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنّكم انتم الظالمون * 64 * ثم نكسوا على رءوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئاً ولا يضرّكم أّفٍ لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون ) ^ 64 - ^ ( إلى أنفسهم ) ^ رجع بعضهم إلى بعض ، أو رجع كل واحد إلى نفسه مفكراً فيما قاله إبراهيم . ^ ( أنتم الظالمون ) ^ بسؤاله لأنها لو كانت آلهة لم يصل إليها ، حادوا عما أرادوه من الجواب وأنطقهم الله بالحق .
@ 328 @ 65 - ! 2 " نكسوا " 2 ! رجعوا إلى الشرك بعد اعترافهم بالحق ، أو رجعوا إلى احتجاجهم على إبراهيم بقولهم ! 2 " لقد علمت " 2 ! ' الآية ' أو خفضوا رؤوسهم . ^ ( قالوا حرّقوه وانصروا ءالهتكم إن كنتم فاعلين قلنا يانار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم وأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين ) ^ 68 - ! 2 " قالوا حرقوه " 2 ! أشار عليهم بذلك رجل من أكراد فارس ، أو هيزون فخسفت به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة ، ولما أوثق ليلقى فيها قال : لا إله إلا أنت سبحانك رب العالمين لك الحمد ولك الملك ولا شريك لك ، فلما ألقي فيها قال : ' حسبي الله ونعم الوكيل ' فلم يحرق منه إلا وثاقة ، وكان ابن ست وعشرين سنة ' ولم يبق يومئذ في الأرض دابة إلا كانت تطفىء النار عنه إلا الوزغ كان ينفخها فأمر الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] بقتله ' قال
@ 329 @ الكلبي : بنوا له أتونا ألقوه فيه وأوقدوا عليه النار سبعة أيام ثم أطبقوه عليه وفتحوه من الغد فإذا هو عرق أبيض لم يحترق ، وبردت نار الأرض مما أنضجت يومئذ كراعاً . ^ ( ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين 3 * * ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلاً جعلنا صالحين وجعلناهم أئمّة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلواة وإيتآء الزكاة وكانوا لنا عابدين ولوطاً ءاتيناه حكماً وعلماً ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين وأدخلناه في رحمتنآ إنه من الصالحين ) ^ 71 - ! 2 " ونجيناه ولوطا " 2 ! كان ابن أخى إبراهيم فآمن به فنجا معه ! 2 " إلى الأرض " 2 ! مكة ، أو أرض القدس ، أو الشام ! 2 " باركنا " 2 ! ببعث أكثر الأنبياء منها أو بكثرة خصبها ونمو نباتها ، أو بعذوبة مائها وتفرقه في الأرض منها فتهبط المياه العذبة من السماء إلى صخرة بيت المقدس ثم تتفرق في الأرض . 72 - ! 2 " نافلة " 2 ! غنيمة ، أو النافلة ابن الابن ، أو زيادة العطاء فالنافلة
@ 330 @ يعقوب لأنه دعا بالولد فزاده الله - تعالى - ولد الولد ' ع ' أو النافلة إسحاق ويعقوب لأنهما زيادة على ما تقدم من الإنعام عليه . 74 - ! 2 " ولوطا آتيناه حكما " 2 ! نبوة أو قضاء بين الناس ' ع ' ! 2 " وعلما " 2 ! فقهاً ! 2 " الخبائث " 2 ! اللواط ، أو الضراط والقرية : سدوم . ^ ( ونوحاً إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم ونصرناه من القوم الذين كذبوا بئاياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين ) ^ 76 - ( نادى ) ^ دعانا على قومه من قبل إبراهيم ^ ( الكرب العظيم ) ^ / [ 113 / ب ] الغرق بالطوفان . ^ ( وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلاً ءاتينا حكماً وعلما وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين وعلمناه صنعة لبوسٍ لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمرة إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملاً دون ذالك وكنا لهم حافظين ) ^
@ 331 @ 78 ، 79 - ! 2 " الحرث " 2 ! زرع ، أو كرم نبتت عناقيده ! 2 " نفشت " 2 ! النفش رعي الليل والهمل رعي النهار ، قال بعض المتكلمين كان حكمهما صواباً متفقاً إذ لا يجوز الخطأ على الأنبياء فقوله : ! 2 " ففهمناها سليمان " 2 ! لأنه أوتي الحكم في صغره وأوتيه داود في كبره ، وهذا شاذ ، أو أخطأ داود وأصاب سليمان على قول الجمهور فحكم داود لصاحب الحرث بالغنم ، وحكم سليمان بأن تدفع الغنم إلى صاحب الحرث لينتفع بدرها ونسلها ويدفع الحرث إلى صاحب الغنم ليعمره فإذا عاد في القابل ردت الغنم إلى صاحبها والحرث إلى مالكه فرجع داود إلى حكمه ، ويجوز أن يكون ذلك اجتهاداً من سليمان ويكون من داود فتيا عبر عنها بالحكم لئلا تكون نقضاً للاجتهاد بالاجتهاد ، ويجوز أن يكون حكم سليمان عن وحي فيجب على داود نقض الحكم عملاً بالنص ، قلت : ويمكن أن يجوز في شرعهم نقض الاجتهاد بالاجتهاد والخطأ جائز على جميع الأنبياء ، أو يستثنى منهم محمد [ صلى الله عليه وسلم ] إذ لا نبي بعده يستدرك غلطه ، وهذا مبني على جواز اجتهاد الأنبياء ، وشرعنا موافق لشرعهما في ضمان ما أتلفته البهائم ليلاً وإن اختلف الشرعان في صفة الضمان وكيفيته ^ ( وخرنا مع داود ) ^ ذللنا ، أو ألهمنا ! 2 " يسبحن " 2 ! يسرن من السبح ، أو يصلين ، أو يسبحن تسبيحاً كان مسموعاً كان يفهمه . 80 - ! 2 " لبوس " 2 ! الدروع ، أو جمع السلاح لبوس عند العرب ! 2 " بأسكم " 2 !
@
332 @ سلاحكم ، أو حرب أعدائكم . 81 - ! 2 " عاصفة " 2 ! العصوف شدة
حركتها ، والتبن عصف لأنها تعصفة بشدة تطييرها له ! 2 " الأرض " 2 !
الشام بورك فيها بمن بعث فيها من الأنبياء ، أو بأن مياه أنهار الأرض تجري منها ،
أو بما أودعها من الخيرات فما نقص من الأرض زيد في الشام وما نقص من الشام زيد في
فلسطين . ^ ( وأيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له
فكشفنا ما به من ضر وءاتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين ) ^
83 - ! 2 " وأيوب " 2 ! كان ذا مال وولد فهلك ماله ، ومات أولاده ، ثم
بلي في بدنه فقرح وسعى فيه الدود واشتد بلاؤه فطرح على مزبلة بني إسرائيل ولم يبق
أحد يدنو منه إلا امرأته . ! 2 " الضر " 2 ! المرض ، أو البلاء الذي
بجسده حتى
@ 333 @ كانت الدود تسقط منه فيردها ويقول كلي مما رزقك الله ، أو الشيطان لقوله !
2 " مسني الشيطان بنصب " 2 ! [ ص : 41 ] أو وثب ليصلي فلم يقدر فقال : !
2 " مسني الضر " 2 ! إخباراً عن حاله لا شكوى لبلائه ، أو انقطع عنه
الوحي أربعين يوماً فخاف هجران ربه فقال : ! 2 " مسني الضر وأنت أرحم "
2 ! تقديره أيمسني الضر وأنت أرحم الراحمين ، أو أنت أرحم بي أن يمسني الضر ، أو
قاله استقالة من ذنبه ورغباً إلى ربه ، أو شكا ضره استعطافاً / [ 114 / أ ] لرحمته
وكشف بلائه . 84 - ! 2 " أهله ومثلهم " 2 ! رد إليه أهله الذين أهلكهم
بأعيانهم وأعطاه مثلهم
@ 334 @ معهم قاله ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه - ، أو كان له سبع بنين وسبع بنات فماتوا في بلائه ، فلما كشف بلاؤه رد عليه بنوه وبناته ، وولد له بعد ذلك مثلهم ، قال الحسن - رضي الله تعالى عنه - ماتوا قبل آجالهم فأحياهم الله - تعالى - فوفاهم آجالهم وأبقاه حتى أعطاه من نسلهم مثلهم . ! 2 " وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين " 2 ! 85 - ! 2 " وذا الكفل " 2 ! عبد صالح كفل لليسع بصوم النهار وقيام الليل وأن لا يغضب ويقضي بالحق فوفى بذلك ، أو كان نبياً كفل بأمر فوفى به ' ح ' سمي ذا الكفل لوفائه بما كفل به ، أو لغير سبب ، أو لأن ثوابه ضعف ثواب غيره من أهل زمانه . ^ ( وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدرعليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذالك ننجي المؤمنين ) ^ 87 - ! 2 " النون " 2 ! الحوت ! 2 " مغاضبا " 2 ! مراغماً للملك حزقيا ولم يكن به بأس ، أو لقومه ، أو لربه من غير مراغمة لأنها كفر ، بل مغاضبته خروجة بغير إذنه . وذهب لأن خلقه كان ضيقاً فلما أثقلته أعباء النبوة ضاق بهم فلم يصبر ،
@ 335 @ أو كان من عادة قومه قتل الكاذب فلما أخبرهم بنزول العذاب ثم رفعه الله تعالى عنهم قال : لا أرجع إليهم كذاباً وخاف القتل فخرج هارباً ! 2 " فظن أن لن نقدر " 2 ! نضيق ! 2 " عليه " 2 ! طرقه ' ع ' ! 2 " ومن قدر عليه رزقه " 2 ! [ الطلاق : 7 ] ضيق ، أو ظن أن لن نحكم عليه بما حكمنا ، أو ظن أن لن نقدر عليه من العقوبة ما قدرنا من القدر وهو الحكم دون القدرة ، ولذلك قرأ ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - ' نقدر عليه ' ، أو تقديره أفظن أن لن نقدر عليه ، ولا يجوز أن يحمل على ظن العجز لأنه كفر . ! 2 " الظلمات " 2 ! ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة الحوت ' ع ' أو الحوت في بطن الحوت ! 2 " من الظالمين " 2 ! لنفسي بخروجي بغير إذنك ولم يكن ذلك عقوبة له لأن الأنبياء لا يعاقبون بل كان تأديباً وقد يؤدب من لا يستحق العقاب كالصبيان . 88 - ! 2 " فاستجبنا " 2 ! إجابة الدعاء ثواب من الله - تعالى - للداعي ولا تجوز أن تكون غير ثواب ، أو هي استصلاح قد يكون ثواباً وقد يكون غير ثواب أوحى الله - تعالى - إلى الحوت لا تكسري له عظماً ولا تخدشي له جلداً فلما صار في بطنها قال : يا رب اتخذت لي مسجداً في موضع ما اتخذه أحد ، ولبث في بطنه أربعين يوماً ، أو ثلاثة أيام ، أو من ارتفاع النهار إلى آخره ، أو أربع ساعات ، ثم فتح الحوت فاه فرأى يونس ضوء الشمس ، فقال : ! 2 " سبحانك إني كنت من الظالمين " 2 ! فلفظة الحوت .
@ 336 @ ! 2 " وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين " 2 ! 89 - ! 2 " فردا " 2 ! خلياً من عصمتك ، أو عادلاً عن طاعتك ، أو وحيداً بغير ولد عند الجمهور . 90 - ! 2 " وأصلحنا له زوجه " 2 ! كانت عاقراً فصارت ولوداً فولدت له وهو ابن اثنتين وسبعين سنة وهي قريبة من سنه ، أو كان في لسانها طول فحسنا خلقها ! 2 " يسارعون " 2 ! / [ 114 / ب ] يبادرون بالأعمال الصالحة ، ! 2 " رغبا " 2 ! في ثوابنا ! 2 " ورهبا " 2 ! من عقابنا أو رغبا في الطاعات ورهبا من المعاصي ، أو رهباً بظهور الأكف ورغباً ببطونها ، أو طمعاً وخوفاً ! 2 " خاشعين " 2 ! متواضعين ، أو راغبين راهبين ، أو وضع اليمنى على اليسرى والنظر إلى موضع السجود في الصلاة . ^ ( والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها ءاية للعالمين ) ^ 91 - ! 2 " أحصنت فرجها " 2 ! بالعفاف من الفاحشة ، أو جيب درعها منعت منه جبريل - عليه السلام - قبل أن تعلم أنه رسول الله ! 2 " من روحنا " 2 ! أجرينا فيها روح المسيح - عليه الصلاة والسلام - كما يجري الهواء بالنفخ ، أو أمر جبريل
@ 337 @ - عليه السلام - فمد جيب درعها بإصبعه ثم نفخ فيه فحبلت من وقتها وولدته يوم عاشوراء ! 2 " أيه " 2 ! خلقه من غير ذكر ، وكلامه ببراءتها . ! 2 " إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون " 2 ! 92 - ! 2 " امتكم " 2 ! دينكم دين واحد . 93 - ! 2 " وتقطعوا " 2 ! اختلفوا في الدين ، أو تفرقوا فيه . ^ ( وحرامٌ على قريةٍ أهلكناها أنّهم لا يرجعون * 95 * حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كلّ حدبٍ ينسلون واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصةٌ أبصار الذين كفروا ياويلنا قد كنّا في غفلةٍ من هذا بل كنّا ظالمين ) ^ 95 - ! 2 " وحرام على قرية " 2 ! وجدناها هالكة بالذنوب ! 2 " أنهم لا يرجعون " 2 ! إلى التوبة ، أو أهلكناها بالعذاب ! 2 " أنهم لا يرجعون " 2 ! إلى الدنيا ' ^ ( وحزمٌ ) ^ وجب على قرية ' ! 2 " أهلكناها " 2 ! أنهم لم يكونوا ليؤمنوا .
@
338 @ 96 - ! 2 " فتحت " 2 ! فتح لها السد ، ويأجوج ومأجوج : أخوان لأب
من ولد يافث بن نوح ، من أجة النار ، أو من الماء الأجاج ! 2 " حدب " 2
! الفجاج والطرق أو الجوانب ، أو التلاع والآكام من حدبة الظهر ! 2 " ينسلون
" 2 ! يخرجون . % ( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . %
. . . . . . . . . . . . . . . من ثيابك تنسلي ) % أو يسرعون وهم يأجوج ومأجوج أو
الناس يحشرون إلى الموقف . ^ ( إنّكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها
واردون لوكان هؤلاء ءالهةً ما وردوها وكلٌ فيها خالدون لهم فيها زفيرٌ وهم فيها لا
يسمعون 6 * * إن الذين سبقت لهم منّا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها
وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا
يومكم الذي كنتم توعدون ) ^ 98 - ! 2 " حصب جهنم " 2 ! وقودها ، أو
حطبها ، أو يرمون فيها كما ترمى
@ 339 @ الحصباء فكأنها تحصب بهم ، ' وحضب جهنم ' بالإعجام يقال : حضبت النار إذا
خبت وألقيت فيها ما يشعلها من الحطب . 101 - ! 2 " الحسنى " 2 ! طاعة
الله - تعالى - أو السعادة منه ، أو الجنة ، يريد به عيسى والعزير والملائكة الذين
عبدوا وهم كارهون ، أو عثمان وطلحة والزبير ، أو عامة في كل من سبقت له الحسنى ،
لما نزلت ! 2 " إنكم وما تعبدون " 2 ! الآية قال المشركون : إن المسيح
والعزير والملائكة قد عبدوا فنزلت ! 2 " إن الذين سبقت " 2 ! الآية .
103 - ! 2 " الفزع الأكبر " 2 ! النفخة الأخيرة ' ح ' أو ذبح الموت ، أو
حين تطبق جهنم على أهلها .
@ 340 @ ^ ( يوم نطوى السماء كطىّ السجل للكتب كما بدأنا أوّل خلقٍ نعيده وعداً علينا إنّا كنّا فاعلين ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذّكر أنّ الأرض يرثها عبادى الصالحون إنّ في هذا لبالغاً لقومٍ عابدين وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين ) ^ 104 - ! 2 " السجل " 2 ! الصحيفة تطوى على ما فيها من الكتابة ، أو ملك يكتب أعمال العباد ، أو اسم رجل كان يكتب للرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ' ع ' . 105 - ! 2 " الزبور " 2 ! الكتب المنزلة على الأنبياء - صلوات الله تعالى عليهم وسلامه - والذكر : الكتاب الذي في السماء ، أو الزبور الكتب المنزلة بعد التوراة ' والذكر التوراة ' ع ' ، أو زبور داود - عليه الصلاة والسلام - ، والذكر : التوراة ' ! 2 " الأرض " 2 ! أرض الجنة ! 2 " يرثها " 2 ! أهل الطاعة ، أو أرض الشام يرثها بنو إسرائيل ، أو أرض الدنيا يرثها أمه محمد [ صلى الله عليه وسلم ] بالفتوح ' ع ' . 106 - ! 2 " إن في هذا " 2 ! القرآن أو السورة ! 2 " لبلاغا " 2 ! إليهم يكفهم عن المعصية ويبعثهم على الطاعة أو يبلغهم إلى رضوان الله - تعالى - وثوابه . ! 2 " عابدين " 2 ! مطيعين ، أو عاملين .
@
341 @ 107 - ! 2 " رحمة " 2 ! هداية ! 2 " للعالمين " 2 !
المؤمنين ، أو رفعاً لعذاب الاستئصال عن كافة الخلق . ^ ( قل إنّما يوحى إلى أنّما
إلهكم إلهٌ واحدٌ فهل أنتم مسلمون فإن تولّوا فقل ءاذنتكم على سواءٍ وإن أدرى
أقريبٌ أم بعيد ما توعدون إنّه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون وإن أدرى
لعلّه فتنةٌ لكم ومتاعٌ إلى حين * 111 * قل ربّ احكم بالحق وربّنا الرحمن المستعان
على ما تصفون ) ^ 109 - ! 2 " تولوا " 2 ! أعرضوا عنك ، أو عن القرآن !
2 " آذنتكم على سواء " 2 ! أمر سوي ، أو مهل ، أو عدل ، أو بيان علانية
غير سر ، أو على سواء في الإعلام فلا يظهر لبعضهم ما كتمه عن بعض ، أو لتستووا في
الإيمان به ، أو من كفر به فهم سواء في قتالهم وجهادهم ' ح ' . 111 - ! 2 "
لعله " 2 ! رفع الاستئصال ، أو تأخير العذاب . ! 2 " فتنة " 2 !
هلاك ، أو ابتلاء ، أو اختبار ! 2 " إلى حين " 2 ! القيامة ، أو الموت ،
أو أن يأتي قضاء الله - تعالى - فيهم . 122 - ! 2 " احكم بالحق " 2 !
عجل الحكم بالحق ، أو أفصل بيننا وبين المشركين بما يظهر به الحق للجميع ! 2
" تصفون " 2 ! تكذبون ، أو تكتمون ، كان الرسول [ صلى الله عليه وسلم ]
إذا شهد قتالاً قرأ هذه الآية .
@ 342 @ فارغة .
@
343 @
سورة الحج
مدنية ، أو ألا أربع آيات مكيات ! 2 " وما أرسلنا من قبلك " 2 ! [ 52 ]
إلى آخر الأربع ' ع ' أو كلها مكية إلا آيتين مدنية ! 2 " ومن الناس من يعبد
الله على حرف " 2 ! [ 11 ] وما بعدها .
بسم الله الرّحمن الرحيم
^ ( يا أيها الناس أتّقوا ربّكم إنّ زلزلة الساعة شىء عظيمٌ يوم ترونها تذهل كل
مرضعةٍ عمّا أرضعت وتضع كل ذات حملٍ حملها وترى النّاس سكارى وما هم بسكارى ولكن
عذاب الله شديد ) ^ 1 - ! 2 " زلزلة الساعة " 2 ! زلزلة من أشراط الساعة
تكون في الدنيا أو نفخة البعث أو عند القضاء بين الخلق . 2 - ! 2 " تذهل
" 2 ! تسلو كل والدة عن ولدها ، أو تشتغل ، أو تلهى أو تنساه . ! 2 "
سكارى " 2 ! من الخوف ! 2 " وما هم بسكارى " 2 ! من الشرب . ^ (
ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتّبع كلّ شيطان مريدٍ كتب عليه
@ 344 @ أنّه من تولاه فأنّه يضله ويهديه إلى عذاب السعير ) ^ 3 - ^ ( يجادل ) ^ يرد النص بالقياس أو يخاصم في الدين بالهوى ، نزلت في النضر بن الحارث ' ع ' . ^ ( يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنّا خلقناكم من ترابٍ ثم من نظفةٍ ثم من علقةٍ ثمّ من مضغةٍ مخلقةٍ وغير مخلقةٍ لنبين لكم ونقرّ في الأرحام ما نشاء إلى أجلٍ مسمى ثم نخرجكم طفلاً ثمّ لتبلغوا أشدّكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يردّ إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علمٍ شيئاً وترى الأرض هامدةً فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوجٍ بهيج ذلك بأن الله هو الحق وأنّه يحى الموتى وأنّه على كل شىءٍ قديرً وأنّ الساعة ءاتيةٌ لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور ) ^ 5 - ^ ( من تراب ) ^ يريد آدم ^ ( ثم من نطفة ) ^ يريد ذريته فتصبر النطفة علقة ثم تصير العلقة مضغة بقدر ما يمضغ من اللحم ^ ( مخلقة ) ^ صارت خلقاً ^ ( وغير مخلقة ) ^ دفعتها الأرحام فلم تصر خلقاً ، أو تامة الخلق وغير تامة أو مصورة وغير مصورة ، أو لتمام شهوره وغير تمام ^ ( لنبين لكم ) ^ في القرآن بدو خلقكم وتنقل أحوالكم ^ ( يتوفى ) ^ قبل الأشد ، أو قبل أرذل العمر ، ^ ( أرذل العمر ) ^ الهرم ، أو حالة ضعف كحال خروجه من بطن أمه ، أو ذهاب العقل
@ 345 @ ! 2 " لكيلا يعلم " 2 ! شيئاً وينسى ما كان يعلمه ، أو لا يعقل بعد عقله الأول شيئاً . ! 2 " هامدة " 2 ! غبراء متهشمة ، أو يابسة لا تنبت شيئاً ، أو دراسة والهمود : الدروس ! 2 " اهتزت " 2 ! استبشرت ، أو اهتز نباتها لشدة حركته ! 2 " وربت " 2 ! أضعف نباتها ، أو انتفخت لظهور نباتها على التقديم والتأخير ربت واهتزت . ! 2 " زوج " 2 ! نوع ، أو لون أصفر وأحمر وأخضر وغير ذلك ! 2 " بهيج " 2 ! حسن الصورة . ^ ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علمٍ ولا هدى ولا كتاب منيرٍ * 8 * ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزى ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد ) ^ 9 - ! 2 " ثاني عطفه " 2 ! لاوي عنقه إعراضاً عن الله ورسوله ، ' أو عادلاً جانبه ' كبراً عن الإجابة ' ع ' والعطف / [ 115 / ب ] الجانب ، ومنه نظر في أعطافه ، نزلت في النضر بن الحارث . ! 2 " ليضل " 2 ! بتكذيبه الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ' واعتراضه على القرآن ' ، أو كان رأى راغباً في الإسلام أحضره ' طعامه وشرابه وغناء قينة له ' وقال هذا خير لك مما يدعوك إليه محمد [ صلى الله عليه وسلم ] .
@ 346 @ ^ ( ومن الناس من يعبد الله على حرفٍ فإن أصابه خيرٌ اطمأن به وإن أصابته فتنةٌ انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين يدعوا من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه ذلك هوالضلال البعيد يدعوا لمن ضرّه أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير إن الله يدخل الذين ءامنوا وعملوا الصالحات جناتٍ تجري من تحتها الأنهار إن الله يفعل ما يريد ) ^ 11 - ! 2 " حرف " 2 ! ميل ، أو متحرفاً بين الإيمان والكفر ، أو على ضعف في العبادة كالقائم على حرف ، نزلت في المنافق يعبد الله - تعالى - بلسانه ويعصيه بقلبه ' ح ' ، أو في ناس من القبائل وفيمن حول المدينة كانوا يقولون نأتي محمد فإن صادفنا عنده خيراً اتبعناه وإلا لحقنا بأهالينا ! 2 " الخسران " 2 ! لذهاب الدنيا والآخرة . 13 - ! 2 " لبئس المولى " 2 ! الناصر والعشير : المخالط ، أو المولى : المعبود والعشير : الخليط والزوج لمخالطته من المعاشرة . ^ ( من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسببٍ إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ وكذلك أنزلناه ءايات بينات وأن الله يهدى من يريد 10 * * إنّ الذين ءامنوا والذين هادوا الصائبين والنصارى والمجوس
@ 347 @ والذين أشركوا إنّ الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيءٍ شهيدٌ ) ^ 15 - ^ ( ينصره ) ^ من ظن أن الله - تعالى - لا ينصر محمداً [ صلى الله عليه وسلم ] على أعدائه في الدنيا بالغلبة وفي الآخرة بظهور الحجة ^ ( فليمدد ) ^ بحبل إلى سماء الدنيا ^ ( ليقطع ) ^ عنه الوحي ثم لينظرهل يذهب هذا الكيد منه ما يعطيه من نزول الوحي ، أو ينصره الله - تعالى - يرزقه والنصر : الرزق ، أو أن لن يمطر الله - تعالى - أرضه ، يقال للأرض الممطورة منصورة ^ ( فليمدد ) ^ بحب إلى سقف بيته ، ثم ليختنق به فلينظر هل يذهب ما يغيظه من أن الله - تعالى - لا يرزقه . ^ ( ألم تر أنّ الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدّواب وكثيرٌ من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرمٍ إن الله يفعل ما يشاء ) ^ 18 - ^ ( ومن يهن الله ) ^ بإدخال النار ^ ( فماله من مكرم ) ^ يدخله الجنة ^ ( إن الله يفعل ما يشاء ) ^ من ثواب وعقاب ، أو من يهنه بالشقاء فلا مكرم له بالسعادة ^ ( إن الله يفعل ما يشاء ) ^ من شقاوة وسعادة . ^ ( هاذان خصمان اختصموا في ربّهم فالذين كفروا قطعت لهم ثيابٌ من نارٍ يصب من فوق رءوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود 10 * * ولهم مقامع من حديد كلّما أرادوا أن يخرجوا منها من غمٍ أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق ) ^
@ 348 @ 19 - ! 2 " خصمان " 2 ! المسلمون والمشركون لما اقتتلوا ببدر ، أونزلت في ثلاثة مسلمين بارزوا ثلاثة من المشركين فقتلوهم ، أو أهل الكتاب قالوا : نبينا وكتابنا قد تقدما نبيكم وكتابكم ونحن خير منكم وقال المسلمون : نبينا خاتم الأنبياء ونحن أولى بالله منكم ، أو المؤمنون والمشركون اختلفوا في البعث والجزاء ، أو الجنة والنار اختصمتا فقالت النار خلقني الله - تعالى - لنقمته وقالت الجنة : خلقني الله - تعالى - لرحمته قاله عكرمة ! 2 " قطعت " 2 ! عبر بتقطيع الثياب عن إحاطة النار بهم إحاطة الثوب بلابسه ! 2 " الحميم " 2 ! الماء الحار لأنه ينضج لحومهم والنار تحرقها ، قيل نزلت في مبارزي بدر فقتل حمزة عتبة بن ربيعة ، وقتل على الوليد بن عتبة بن ربيعة ، وقتل عبيدة بن الحارث شيبة بن ربيعة . 20 - ! 2 " يصهر " 2 ! يذاب صهرت الألية أذبتها ، أو يحرق ، أو يقطع به ، أو ينضج .
@ 349 @ 21 - ! 2 " مقامع " 2 ! جمع مقمعة ، والقمع : ضرب الرأس حتى يقعى فينكب ، أو ينحط . ^ ( إنّ الله يدخل الذين ءامنوا وعملوا الصالحات جناتٍ تجري من تحتها الأنهار يحلّون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حريرٌ وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد ) ^ 24 - ! 2 " الطيب من القول " 2 ! لا إله إلا الله ، أو الإيمان ، أوالقرآن ، أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . ! 2 " صراط الحميد " 2 ! / [ 116 / أ ] الإسلام ، أو الجنة . ^ ( إنّ الذين كفروا ويصدّون عن سبيل الله والمسجد الحرامٍ الذي جعلناه للنّاس سواءً العاكف فيه والبادِ ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليمٍ 25 - ^ ( المسجد الحرام ) ^ المسجد نفسه ^ ( جعلناه للناس ) ^ قبلة ومنسكاً للحج فحاضره والبادي سواء في حكم المسجد ، أو في حكم النسك ، أو أراد جميع الحرم فالحاضر والبادي سواء في الأمن فيه وأن لا يقتلا به صيداً ولا يعضدا شجراً ، أو سواء في دوره ومنازله فليس العاكف أولى بها من البادي ^ ( بإلحاد ) ^ الإلحاد : الميل عن الحق ، الباء زائدة . قال الشاعر : % ( نحن بنو جعدة أصحاب الفلج % نضرب بالسيف ونرجوا بالفرج ) %
@ 350 @ ! 2 " بظلم " 2 ! بشرك ، أو باستحلال الحرام ، أو باستحلال الحرم تعمداً ' ع ' أو احتكار الطعام بمكة ، أو نزلت في أبي سفيان وأصحابه لما صدوا الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] عام الحديبية ' ع ' . ! 2 " وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق " 2 ! 26 - ! 2 " بوأنا " 2 ! وطأنا ، أو عرفناه بعلامة سحابة تطوقت حيال الكعبة فبنى على ظلها أو ريح فكنست حول البيت يقال لها : الخجوج ! 2 " وطهر بيتي " 2 ! من الشرك وعبادة الأوثان . أو من الأنجاس كالفرث والدم الذي كان يطرح حول البيت ، أو قول الزور ! 2 " للطائفين " 2 ! بالبيت ! 2 " والقائمين " 2 ! في الصلاة ، أو المقيمين بمكة ! 2 " والركع السجود " 2 ! في الصلاة . 27 - ! 2 " وأذن في الناس " 2 ! أعلمهم وناد فيهم ، خوطب به محمد رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] ، أو إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - فقام إبراهيم على أبي
@ 351 @ قبيس فقال : عباد الله إن الله - تعالى - قد بنى بيتاً ، وأمركم بحجه فحجوا فأجابوه من أصلاب الرجال وأرحام النساء . لبيك داعي ربنا فلا يحجه إلى يوم القيامة إلا من أجاب إبراهيم قيل أول من أجابه به أهل اليمن فهم أكثر الناس حجاً ! 2 " رجالا " 2 ! جمع راجل ! 2 " ضامر " 2 ! جمع مهزول ! 2 " عميق " 2 ! بعيد . ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق ) ^ 28 - ^ ( ليشهدوا منافع ) ^ شهود المواقف وقضاء المناسك ، أو المغفرة ، أو التجارة في الدنيا والأجر في الآخرة ، ^ ( معلومات ) ^ عشر ذي الحجة آخرها يوم النحر ' ع ' ، أو أيام التشريق ، أو يوم التروية ويوم عرفة ويوم النحر ^ ( على ما رزقهم ) ^ على نحر ما رزقهم من الأزواج الثمانية من الضحايا والهدايا ^ ( فكلوا ) ^ الأكل والإطعام واجبان ، أو مستحبان ، أو يجب الإطعام دون الأكل ، ^ ( البائس الفقير ) ^ الذي جمع الفقر والزمانة ، أو الفقر وضر الجوع أو الفقر والطلب ، أو الذي ظهر عليه أثر البؤس ، أو الذي يؤنف من مجالسته . 29 - ^ ( تفثهم ) ^ مناسك الحج ' ع ' ، أو حلق الرأس ، أو إزالة قشف
@ 352 @ الإحرام بالتقليم والطيب وأخذ الشعر وتقليم الأظفار والغسل ' ح ' ! 2 " نذورهم " 2 ! من نحر ، أو غيره ! 2 " وليطوفوا " 2 ! طواف الإفاضة ! 2 " العتيق " 2 ! عتقه الله - تعالى - من الجبابرة ' ع ' ، أو عتيق لم يملكه أحد من الناس ، أو من الغرق زمن الطوفان ، أو قديم أول بيت وضع للناس بناه آدم - عليه الصلاة / والسلام - ، وأعاده بعد الطوفان إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - . ^ ( ذلك ومن يعظّم الله فهو خيرٌ له عند ربّه وأحلّت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرّجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خرّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح في مكان سحيقٍ ) ^
@ 353 @ 30 - ! 2 " حرمات الله " 2 ! فعل المناسك ، أو منهيات الإحرام ! 2 " ما يتلى عليكم " 2 ! من ! 2 " المنخنقة " 2 ! إلى قوله ! 2 " على النصب " 2 ! [ المائدة : 3 ] ، أو ! 2 " غير محلي الصيد وأنتم حرم " 2 ! ، [ المائدة : 1 ] ! 2 " الرجس من الأوثان " 2 ! من للجنس ، أو اجتنبوا منها رجسها وهو عبادتها ! 2 " قول الزور " 2 ! الشرك ، أو الكذب ، أو شهادة الزور ، أو أعياد المشركين . 31 - ! 2 " حنفاء " 2 ! مسلمين ، أومخلصين أو مستقيمين ، أو حجّاجاً ، ! 2 " غير مشركين " 2 ! مرائين بعبادته ، أو شهادة الزور ، أو قولهم في التلبية : ' إلا شريكاً هو لك ' . ^ ( ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب 6 * * لكم فيها منافع إلى أجلٍ مسمى ثم محلّها إلى البيت العتيق ) ^ 32 - ^ ( شعائرالله ) ^ فروضه ، أو معالم دينه يريد مناسك الحج تعظيمها : بإتمامها . 33 - ! 2 " لكم فيها منافع " 2 ! بالتجارة ، والأجل المسمى : العود ، ومحلها : محل المناسك - هي الحج والعمرة - الطواف بالبيت العتيق ، أو يريد بالشعائر البدن المشعرة تعظيمها باستسمانها واستحسانها ، والمنافع الركون والدر والنسل ، والأجل المسمى : ' إيجابها ' ' ع ' ، أو نحرها ، ومحلها : مكة ، أو
@ 354 @ الحرم كله ، أو يريد بالشعائر دين الله كله نعظمه بالتزامه ' ح ' ، والمنافع : الأجر والأجل المسمى : القيامة ومحلها إلى البيت : ' يحتمل إلى رب البيت ' ، أو ما اختص منها بالبيت ' كالصلاة إليه وقصده بالحج والعمرة ' . ! 2 " تقوى القلوب " 2 ! [ 32 ] إخلاصها . ! 2 " ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون " 2 ! 34 - ! 2 " منسكا " 2 ! حجاً ، أو ذبحاً ، أو عيداً ، والمنسك في كلامهم الموضع المعتاد ، مناسك الحج لاعتياد مواضعها ! 2 " بهيمة الأنعام " 2 ! الهدي إن جعلنا المنسك الحج ، أو الأضاحي إن جعلناه العيد ^ ( المختبين ) ^ المطمئنين إلى ذكر الله - تعالى - أو المتواضعين ، أو الخاشعين ، الخشوع في الأبدان والتواضع في الأخلاق ، أو الخائفين ، أو المخلصين ، أو الرقيقة قلوبهم ، أو المجتهدون في العبادة ، أو الصالحون المقلون ، أو الذين لا يظلمون وإذا ظلموا لم ينتصروا قاله الخليل . ^ ( والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خيرٌ فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا
@ 355 @ وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلّكم تشكرون لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخّرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين ) ^ 36 - ^ ( والبدن ) ^ الإبل عند الجمهور ، أو الإبل والبقر ، أو ذوات الخف من الإبل والبقر والغنم حكاه ابن شجرة سميت بدنا لأنها مبدنة بالسمن ^ ( شعائر الله ) ^ معالم دينه ، أو فروضه ^ ( فيها خير ) ^ أجر ، أو ركوبها عند الحاجة وشرب لبنها عند الحلب ^ ( صواف ) ^ مصطفة ، أو قائمة تصف بين أيديها بالقيود ، أو معقوله ، قرأ الحسن ' صوافي ' أي خالصة لله - تعالى - من الصفوة ، ابن مسعود ' صوافن ' معقولة إحدى يديها فتقوم على ثلاث صفن الفرس ثنى إحدى يديه وقام على ثلاث . وقال : % ( ألف الصفون فما يزال كأنه % مما يقوم على الثلاث كسيرا ) %
@ 356 @ ! 2 " وجبت جنوبها " 2 ! سقطت إلى الأرض ، وجب الحائط سقط ، وجبت الشمس غربت ! 2 " فكلوا " 2 ! يجب الأكل من المتطوع به ، أو يستحب عند الجمهور ولا يجب ، كانوا في الجاهلية يحرمون أكلها على أنفسهم . ! 2 " القانع " 2 ! السائل و ! 2 " المعتر " 2 ! المتعرض بغير سؤال ' ح ' / أوالقانع الذي لا يسأل والمعتر يعتري فيسأل ، أو القانع المسكين الطواف والمعتر الصديق الزائر ، أو القانع : الطامع ، والمعتر الذي يعتري بالبدن ويتعرض للحم لأنه ليس عنده لحم . 37 - ! 2 " لن ينال الله " 2 ! لن يتقبل الدماء وإنما يتقبل التقوى ، أو لن يصعد إلى الله - تعالى - اللحم والدم وإنما يصعد إليه التقوى والعمل الصالح ، كانوا في الجاهلية إذا نحروا البدن استقبلوا الكعبة بدمائها فنضحوها نحو البيت فأراد المسلمون فعل ذلك فنزلت ' ع ' ! 2 " هداكم " 2 ! أرشدكم إليه من حجكم . ^ ( إنّ الله يدافع عن الذين ءامنوا إن الله لا يحبّ كل خوانٍ كفورٍ إذن للذين يقاتلون بأنهّم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربّنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيعٌ وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيزٌ الذين إن مكنّاهم في الأرض أقاموا الصلاة وءاتوا
@ 357 @ الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ) ^ 38 - ^ ( يدفع ) ^ بالكفار عن المؤمنين وبالعصاة عن المطيعين ، وبالجهال عن العلماء ، ' أو يدفع عنهم هواجس النفس ووسواس الشيطان ' ، أو يدفع بنور السنة ظلمات البدعة . 40 - ^ ( بعضهم ببعض ) ^ دفع المشركين بالمسلمين ، أو عن الدين بالمجاهدين ، أو بالنبيين عن المؤمنين ، أو بالصحابة عن التابعين ، أو دفعه عن الحقوق بالشهود قاله مجاهد ، أو عن النفوس بالقصاص ^ ( صوامع ) ^ الرهبان ، أو مصلى الصابئة سميت بذلك لانصمام طرفيها ، المتصمع المنصم ومنه أذن صمعاء ، ^ ( وبيع ) ^ النصارى ، أو كنائس اليهود ، ^ ( وصلوات ) ^ كنائس اليهود يسمونها صلوتا فعرب ، أو تركت صلوات ^ ( ومساجد ) ^ المسلمين ، لهدمها المشركون الآن لولا دفع الله بالمسلمين ، أو لهدمت صوامع أيام شرع موسى ، وبيع أيام شرع عيسى ومساجد أيام شرع محمد [ صلى الله عليه وسلم ] وعليهم أجمعين يعني لهدم في كل شريعة الموضع الذي يعبد الله - فيه . ^ ( وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوحٍ وعادٌ وثمود وقوم إبراهيم وقوم
@ 358 @ لوطٍ وأصحاب مدين وكذب موسى فأمليت للكافرين ثمّ أخذتهم فكيف كان نكير فكأين من قريةٍ أهلكناها وهي ظالمةٌ فهي خاويةٌ على عروشها وبئرٍ معطلةٍ وقصرٍ مشيدٍ أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوبٌ يعقلون بها أو ءاذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) ^ 45 - ^ ( معطلة ) ^ خالية من أهلها ، أو من دلائها وأرشيتها ، أو غائرة الماء ^ ( مشيد ) ^ حصين ، أو رفيع أو مجصص ، الشيد : الجص أصحاب القصور أهل الحضر وأصحاب الآبار أهل البدو ، أهلك الطائفتين . 46 - ^ ( يعقلون بها ) ^ يعبرون ، أو يعلمون ، يدل على أن العقل علم وأن محله القلب ^ ( يسمعون ) ^ يفهمون ^ ( لا تعمى الأبصار ) ^ قيل نزلت في ابن أم مكتوم . ^ ( ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوماً عند ربّك كألف سنةٍ مما
@
359 @ تعدّون وكأين من قريةٍ أمليت لها وهي ظالمةٌ ثمّ أخذتها وإلى المصير ) ^ 47
- ^ ( وإن يوماً ) ^ من الأيام التي خلقت فيها السماوات والأرض ، أو طول يوم من
أيام الآخرة كطول ألف سنة من أيام الدنيا ، أو ألم العذاب في يوم من أيام الآخرة
كألم ألف سنة من الأيام الدنيا في الشدة وكذلك النعيم . ^ ( قل يا أيها إنّما أنا
لكم نذيرٌ مبينٌ 4 * * فالذين ءامنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرةٌ ورزقٌ كريمٌ
والذين سعوا في ءاياتنا معاجزين أولئك أصحاب الجحيم ) ^ 51 - ^ ( سعوا في آياتنا )
^ تكذيبهم بالقرآن ، أو عنادهم في الدين ^ ( معجزين ) ^ مثبطين من أراد اتباع
الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] أو مثبطين في اتباعه ، أو مكذبين ، أو مظهرين لمن
آمن به تعجيزه في إيمانه ^ ( معاجزين ) ^ مشاقين ' ع ' ، أو متسارعين ، أو معاندين
، أو يظنون أنهم يعجزون الله هرباً . ^ ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبيٍ إلا
إذا تمنّى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله ءاياته
والله عليم حكيمٌ ليجعل ما يلقى الشيطان فتنةً للذين في قلوبهم مرضٌ والقاسية قلوبهم
وإنّ الظالمين لفى
@ 360 @ شقاق بعيدٍ وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربّك فيؤمنوا به فتخبت
له قلوبهم وإن الله لهادٍ الذين ءامنوا إلى صراط مستقيمٍ ) ^ 52 - ^ ( تمنى ) ^
حدث نفسه فألقى الشيطان في نفسه ، أو قرأ فألقى الشيطان في قراءته ، لما نزلت : النجم
قرأها الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] إلى قومه ^ ( ومناة الثالثة الأخرى ) ^ [
النجم : 20 ] ألقى الشيطان / [ 117 / ب ] على لسانه ' تلك الغرانيق العلا وإن
شفاعتهم لترتجى ' ، ثم ختم السورة وسجد [ وسجد معه ] المسلمون والمشركون ورضي بذلك
كفار قريش فأنكر جبريل - عليه السلام - ما قرأه وشق ذلك على الرسول [ صلى الله
عليه وسلم ] فنزلت . وألقاه الشيطان على لسانه فقرأه ساهياً ، أو كان ناعساً
@
361 @ فقرأه في نعاسه ، أو تلاه بعض المنافقين عن إغواء الشيطان فتخيل لهم أنه من
تلاوة الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] أوعني بقوله : ' الغرانيق العلا ' الملائكة '
وإن شفاعتهم لترتجى ' في قولكم ' ح ' ! 2 " رسول " 2 ! الرسول والنبي
واحد ، أو الرسول من
@ 362 @ يوحى إليه الملك والنبي من يوحي إليه في نومه ، أو الرسول هو المبعوث إلى
أمة والنبي محدّث لا يبعث إلى أمة ، أو الرسول هوالمتبدئ بوضع الشريعة والأحكام
والنبي هو الذي يحفظ شريعة غيره قاله الجاحظ . 53 - ! 2 " فتنة " 2 !
محنة ، أو اختباراً ! 2 " مرض " 2 ! نفاق ، أو شك ! 2 " والقاسية
قلوبهم " 2 ! المشركون ! 2 " شقاق بعيد " 2 ! ضلال طويل ، أو فراق
للحق بعيد إلى يوم القيامة . ^ ( ولا يزال الذين كفروا في مرية منه حتى تأتيهم
الساعة بغتةً أو يأتيهم عذاب
@ 363 @ يومٍ عقيمٍ الملك يؤمئذٍ لله يحكم بينهم فالذين ءامنوا وعملوا الصالحات في
جنات النعيم والذين كفروا وكذبوا بئاياتنا فأولئك لهم عذابٌ مهينٌ ) ^ 55 - ^ (
مزية منه ) ^ شك من القرآن ^ ( الساعة ) ^ القيامة على من تقوم عليه من المشركين '
ح ' أو ساعة موتهم ^ ( يوم عقيم ) ^ القيامة ، أو يوم بدر والعقيم : الشديد ،
أوالذي لا مثل له لقتال الملائكة فيه . ^ ( والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا
أو ماتوا ليرزقنّهم الله رزقاً حسناً وإن الله لهو خير الرازقين ليدخلنهم مدخلاً
يرضونه وإن الله لعليمٌ حليمٌ ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغى عليه لينصرنه
الله إن الله لعفو غفور ) ^ 60 - ^ ( ومن عاقب ) ^ لقي قوم من المسلمين قوماً من
المشركين لليلتين بقيتا من المحرم فحملوا عليهم فناشدهم المسلمون أن لا يقاتلوهم في
الشهر الحرام فأبوا فأظفر الله - تعالى - المسلمين بهم فنزلت ، أو لما مثلوا
بالمسلمين بأحد عاقبهم الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] بمثله فنزلت ^ ( لينصرنه
الله ) ^ - تعالى -
@ 364 @ في الدنيا بالقهر والغلبة وفي الآخرة بالحجة والبرهان . ^ ( ذلك بأن الله يولج الّيل في النهار ويولج النهار في الّيل وأن الله سميع بصيرٌ ذلك بأنّ الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأنّ الله هو العلي الكبير ألم تر أن الله أنزل من السماء ماءً فتصبح الأرض مخضرة إنّ الله لطيف خبيرٌ له ما في السموات وما في الأرض وإنّ الله لهو الغني الحميد ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرءوف رحيم وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الإنسان لكفورٌ ) ^ 62 - ! 2 " هو الحق " 2 ! اسم من أسماء الله - تعالى - أو ذو الحق ، أو عبادته حق ! 2 " ما يدعون " 2 ! الأوثان ، أو إبليس . ^ ( لكلّ أمةٍ جعلنا منسكاً هم ناسكوه فلا ينازعنّك في الأمر وادع إلى ربّك إنّك لعلى هدىً مستقيمٍ وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتابٍ إن ذلك على الله يسير ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطاناً وما ليس لهم به علمٌ وما للظالمين من نصير وإذا تتلى عليهم ءاياتنا بيناتٍ تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم ءاياتنا قل أفأنبئكم بشرٍ من ذلكم النار وعدها
@ 365 @ الله الذين كفروا وبئس المصير ) ^ 67 - ^ ( منسكاً ) ^ عيداً ، أو موضعاً معتاداً لمناسك الحج والعمرة ، أو مذبحاً ، أو متعبداً ، النسك : العبادة ، والناسك العابد ' ح ' . ^ ( يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ما قدروا الله حق قدره إن الله لقويٌ عزيزٌ ) ^ 73 - ^ ( ضرب مثل ) ^ مثلهم في عبادة غير الله كمن عبد من لا يخلق ذباباً أو لا مثل ها هنا والمعنى ضربوا لله مثلاً بعبادة غيره ، وسمي ذباباً ، لأنه يذب استقذاراً له واحتقاراً ، وخصه بالذكر لمهانته وضعفه واستقذاره وكثرته . 74 - ^ ( ما قدروا ) ^ نزلت في اليهود لما قالوا : استراح الله في السبت ما عظموه حق تعظيمه ، أو ما عرفوه حق معرفته ، أو ما وصفوه حق صفته . ^ ( الله يصطفى من الملائكة رسلاً ومن الناس إنّ الله سميعٌ بصيرٌ يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم وإلى الله ترجع الأمور ) ^ 76 - ^ ( ما بين أيديهم ) ^ ما كان قبل خلق الملائكة والأنبياء ^ ( وما خلفهم ) ^
@ 366 @ ما يكون بعد خلقهم ، أو أول أعمالهم وما خلفهم آخرها ، أو أمر الآخرة وما خلفهم أمر الدنيا . ^ ( يا أيها الذين ءامنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربّكم وافعلوا الخير لعلّكم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدّين من حرجٍ ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفى هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير ) ^ 78 - ! 2 " حق جهاده " 2 ! اعملوا له حق عمله ، أو أن يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر نسخها ! 2 " فاتقوا الله ما استطعتم " 2 ! [ التغابن : 16 ] أو هي محكمة لأن حق جهاده ما لا حرج فيه . / [ 118 / أ ] ! 2 " اجتباكم " 2 ! اختاركم ! 2 " حرج " 2 ! ضيق فخلصكم من المعاصي بالتوبة ، أو من الأيمان بالكفّارة ، أو بتقديم الأهلة وتأخيرها في الصوم والفطر والأضحى ' ع ' أو رخص السفر القصر والفطر ، أو عام إذ ليس في الإسلام ما لا سبيل إلى الخلاص من الإثم فيه ! 2 " ملة أبيكم " 2 ! وسع دينكم كما وسع ملة إبراهيم ، أو افعلوا الخير كفعل إبراهيم ، أو ملة
@
367 @ إبراهيم وهي دينه لازمة لأمة محمد [ صلى الله عليه وسلم ] داخلة في دينه ،
أو عليكم ولاية إبراهيم ولا يلزمكم حكم دينه ! 2 " هو سماكم " 2 ! الله
سماكم المسلمين قبل القرآن ، أو إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - لقوله ! 2 "
أمة مسلمة لك " 2 ! [ البقرة : 128 ] ! 2 " شهيدا " 2 ! ليشهد
الرسول عليكم أنه بلغكم وتشهدوا على بعدكم أنكم بلغتموهم ما بلغكم ، أو يشهد
الرسول عليكم بأعمالكم ، وتشهدوا على الناس أن رسلهم بلغوهم ! 2 " فأقيموا
الصلاة " 2 ! المكتوبة ! 2 " وآتوا الزكاة " 2 ! المفروضة ! 2
" واعتصموا بالله " 2 ! امتنعوا به ، أو تمسكوا بدينه ! 2 " مولاكم
" 2 ! مالككم ، أو المتولي لأموركم ! 2 " فنعم المولى " 2 ! لما لم
يمنعكم الرزق إذ عصيتموه ! 2 " ونعم النصير " 2 ! لما أعانكم حين
أطعمتوه .
@ 368 @
سورة المؤمنون
مكية اتفاقاً
بسم الله الرحمن الرحيم
! 2 " قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون
والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت
أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون والذين هم
لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم على صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين
يرثون الفردوس هم فيها خالدون " 2 ! 1 - ! 2 " أفلح المؤمنون " 2 !
سعدوا ، أو بقيت لهم أعمالهم ، أو بقوا في الجنة الفلاح : البقاء أو أدركوا ما
طلبوا ، و نجوا من شر ما منه هربوا ' ع ' .
@
369 @ 2 - ! 2 " خاشعون " 2 ! خائفون ، أو خاضعون ، أو ساكنون ، أو غض
البصر وخفض الجناح ، أو النظر إلى موضع السجود ، وأن لا يجاوز بصره مصلاه . 3 - !
2 " اللغو " 2 ! الباطل ' ع ' أو الكذب ، أو الحلف ، أو الشتم شتمهم
كفار مكة فنهوا عن إجابتهم ، أو المعاصي كلها . 10 - ! 2 " الوارثون " 2
! قال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] : ' ما منكم من أحد إلا وله منزل في الجنة
ومنزل في النار ، فإن دخل النار ورث أهل الجنة منزله ، وإن دخل الجنة ورث أهل
النار منزله فذلك قوله ! 2 " أولئك هم الوارثون " 2 ! 11 - ! 2 "
الفردوس " 2 ! اسم للجنة ' ح ' أو أعلى الجنان ، أو جبل الجنة
@ 370 @ الذي تنفجر منه أنهارها ، أو البستان رومي عرب ، قاله الزجاج . أو عربي
وهو الكرم . ^ ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالةٍ من طين ثم جعلناه نطفةً في قرارٍ
مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام
لحماً ثم أنشأناه خلقاً ءاخر فتبارك الله أحسن الخالقين ثم إنّكم بعد ذلك لميّتون
ثم إنّكم يوم القيامة تبعثون ) ^ \ 12 - ! 2 " الإنسان " 2 ! آدم - عليه
الصلاة والسلام - أستل من الطين ، أو بنوه لرجوعهم إليه . ! 2 " سلالة "
2 ! سلالة كل شيء صفوته التي تستل منه ، أو القليل مما يستل وتسمى النطفة والولد
سلالة لأنهما صفوتان ، أو ينسلان ، أو السلالة الطين الذي إذا عصرته بين أصابعك
خرج منه شيء ، أوالتراب . 13 - ! 2 " قرار " 2 ! الرحم ! 2 " مكين
" 2 ! متمكن هيء لاستقراره . 14 - ! 2 " علقة " 2 ! الدم الطري سمي
به لأنه أول أحوال العلوق ! 2 " مضغة " 2 ! قدر ما يمضغ من اللحم ، ذكر
ذلك ليعلم الخلق أن الإعادة أهون من النشأة ! 2 " خلقا آخر " 2 ! بأن
نفخ فيه الروح ' ع ' ، أو بنبات الشعر / [ 118 / ب ] ، أو بأنه ذكر ، أو أنثى
@
371 @ ' ح ' ، أو استوى شبابه ' ! 2 " فتبارك " 2 ! تعظيم ! 2 "
أحسن الخالقين " 2 ! أصنع الصانعين ' . ! 2 " ولقد خلقنا فوقكم سبع
طرائق وما كنا عن الخلق غافلين " 2 ! \ 17 - ! 2 " طرائق " 2 !
سماوات لأن كل طبقة طريقة للملائكة أو طباقاً بعضها فوق بعض ومنه طراق النعل إذا
أطبق عليها ما يمسكها ، أو كل طبقة منها على طريقة من الصنعة والهيئة . ^ ( غافلين
) ^ من نزول المطر عليهم من السماء أو من سقوطها عليهم ، أو عاجزين عن رزقهم . ! 2
" وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون
فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون وشجرة تخرج
من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في
بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون وعليها وعلى الفلك تحملون " 2 !
@ 372 @ 20 - ! 2 " وشجرة " 2 ! الزيتون خصت بالذكر لكثرة نفعها وقلة
تعاهدها ! 2 " سيناء " 2 ! البركة كأنه قال : جبل البركة ' ع ' ، أو
الحسن المنظر أو الكثير [ الشجر ] ، أو الجبل الذي كلم عليه موسى - عليه الصلاة
والسلام - أو المرتفع من السناء وهو الإرتفاع فيكون عربياً وعلى ما سبق سريانياً '
ع ' أو نبطياً ، أو حبشياً ! 2 " تنبت بالدهن " 2 ! بالمطر ليصح دخول
الباء . أو الزيت أي تثمر الدهن فالباء صلة . % ( . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . % . . . . . . . . . ونرجو بالفرج ) % أو معناه تنبت وفيها
الدهن ، وهذه عبرة تشرب الماء وتنبت الدهن ! 2 " وصبغ " 2 ! أدم يصطبغ
به ، وقيل الصبغ كل ما يؤتدم به سوى اللحم . ^ ( ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فقال
يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون فقال الملؤا الذين كفروا من
قومه ما هذ إلا بشرٌ مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو
@ 373 @ شاء الله لأنزل ملائكةً مّا سمعنا بهذا في ءابائنا الأوّلين إن هو إلا رجل به جنةٌ فتربصوا به حتى حين 2 * * ) ^ 24 - ^ ( ما سمعنا ) ^ بمثل دعوته ، أو ببشرٍ أتى برسالة ربه ^ ( الأولين ) ^ أول أب ولدك أو أقرب آبائك إليك . 25 - [ ^ ( حتى حين ) ^ ] الحين : موته ، أو ظهور جنونه . ^ ( قال رب انصرني بما كذّبون فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنّهم مغرقون فإذا استويت أنت ومن مّعك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين وقل رّب أنزلني منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين إن في ذلك لأيات وإن كنّا لمبتلين ) ^ 27 - ^ ( التنور ) ^ تنور الخبز ، أو أحر مكان في دارك ، أو طلوع الفجر أو عبّر به عن شدة الأمر كقولهم : حمى الوطيس .
@ 374 @ 29 - ! 2 " أنزلني " 2 ! في السفينة ! 2 " منزلا مباركا " 2 ! بالنجاة ، أو أنزلني منها منزلاً مباركاً بالماء والشجر . ^ ( ثم أنشأنا من بعدهم قرناً ءاخرين فأرسلنا فيهم رسولاً منهم أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتّقون وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الأخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ما هذا إلا بشرٌ مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب ممّا تشربون ولئن أطعتم بشراٌ مثلكم إنّكم إذا لخاسرون أيعدكم إنّكم إذا متم وكنتم تراباً وعظاماً أنّكم مخرجون هيهات هيهات لما توعدون إن هي إلا حياتنا الدّنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين إن هو إلا رجل افترى على الله كذباً وما نحن له بمؤمنين قال ربّ انصرني بما كذّبون * 39 * قال عمّا قليل ليصبحن نادمين فأخذتهم الصّيحة بالحق فجعلناهم غثاءً فبعداً للقوم الظالمين ) ^ 37 - ! 2 " نموت " 2 ! يموت قوم ويولد آخرون ، أو يموت قوم ويحيا آخرون ، أو فيه تقديم وتأخير ، أو يموت الآباء ويحيا الأبناء . 41 - ! 2 " غثاء " 2 ! البالي من الشجر ' ع ' ، أو ورق الشجر إذا وقع في الماء ثم جف ، أو ما حمله الماء من الزبد والقذى ! 2 " فبعدا " 2 ! لهم من الرحمة باللعنة ، أو بعداً لهم في العذاب زيادة في هلاكهم . ^ ( ثمّ أنشأنا من بعدهم قروناً ءاخرين ما تسبق من أمّةٍ أجلها وما يستئخرون ثمّ أرسلنا رسلنا تتراً كل ما جاء أمّةً رسولها كذّبوه فأتبعنا بعضهم بعضاّ وجعلناهم أحاديث
@ 375 @ فبعداً لقومٍ لا يؤمنون ) ^ 44 - ^ ( تتراً ) ^ منون متواترين يتبع بعضهم بعضاً ' ع ' ، أو متقطعين بين كل اثنين دهر طويل ، تتراً : اشتق من وتر القوس لاتصاله بمكانه منه أو من الوتر لأن كل واحد يبعث فرداً بعد صاحبه ، أو من التواتر . ^ ( ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بئاياتنا وسلطان مبينٍ إلى فرعون وملإئه فاستكبروا وكانوا قوماً عالين فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون فكذبوهما فكانوا من المهلكين ولقد ءاتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون ) ^ 46 - ^ ( عالين ) ^ متكبرين ، أو مشركين ، أو قاهرين ، أوظالمين . 47 - ^ ( عابدون ) ^ مطيعون ، أو خاضعون ، أو مستعبدون ، أو كان بنو إسرائيل يعبدون فرعون ، وفرعون يعبد الأصنام . ^ ( وجعلنا ابن مريم وأمّه ءايةً وءاويناهما إلى ربوةٍ ذات قرارٍ ومعينٍ ) ^ 50 - ^ ( آية ) ^ بخلفه من غير والد وكلامه في المهد ببراءة أمه ^ ( ربوة ) ^ المكان المرتفع إذا اخضر بالنبات فإن لم يكن فيه نبات فهو نشز ، أو ربوة وإن لم يكن به نبات ، والمراد بها الرملة ، أو دمشق ، أو مصر ، أو بيت القدس ،
@ 376 @ قال كعب : هي أقرب إلى السماء بثمانية عشر ميلاْ ! 2 " قرار " 2 ! استواء ، أو ثمار ، أو معيشة تقوتهم ' ح ' ، أو منازل يستقرون فيها ! 2 " ومعين " 2 ! الماء الجاري ، أو الظاهر ، اشتق من العيون لجريانه منها فهو مفعول من العيون ، أو من المعونة ، أو الماعون . ^ ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إنّى بما تعملون عليم وإن هذه أمتكم أمّة واحدةً وأنا ربّكم فاتّقون فتقطعوا أمرهم بينهم زبراً كل حزب بما لديهم فرحون فذرهم في غمرتهم حتى حين أيحسبون أنّما نمدّهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون * 56 * ) ^ 52 - ! 2 " امتكم " 2 ! دينكم ، أو جماعتكم ، أو خلقكم . 53 - ! 2 " فتقطعوا " 2 ! فتقرقوا أمر دينهم ! 2 " زبرا " 2 ! فرقاً وجماعات ، أو كتباً أخذ كل فريق كتاباً / [ 119 / أ ] آمن به وكفر بما سواه ! 2 " بما لديهم " 2 ! من دين وكتاب أو أموال وأولاد ! 2 " فرحون " 2 ! معجبون ، أو مسرورون .
@ 377 @ 54 - ! 2 " غمرتهم " 2 ! ضلالتهم ، أو جهلهم ، أو غفلتهم ، أو حيرتهم ! 2 " حتى حين " 2 ! الموت ، أو يوم بدر ، أو تهديد كقول القائل ' لك يوم ' قاله الكلبي . 55 - ! 2 " نمدهم " 2 ! نعطيهم ونزيدهم . 56 - ! 2 " نسارع " 2 ! بجعله خيراً لهم عاجلاً ، أو نريد لهم به خيراً ! 2 " لا يشعرون " 2 ! أنه استدراج ، أو اختبار . ^ ( إنّ الذين هم من خشية ربّهم مشفقون والذين هم بئايات ربّهم يؤمنون والذين هم بربّهم لا يشركون والذين يؤتون ما ءاتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ) ^ 60 - ^ ( يوتون ) ^ الزكاة ، أو أعمال البر كلها ! 2 " وجلة " 2 ! خائفة ، قيل وجل العارف من طاعته أكثر من وجله من مخالفته ، لأن التوبة تمحو المخالفة والطاعة تطلب بتصحيح الغرض ! 2 " أنهم إلى ربهم " 2 ! يخافون أن لا ينجوا من عذابه إذا قدموا عليه ، أو أن لا يقبل عملهم إذا عرضوا عليه . 61 - ! 2 " وهم لها سابقون " 2 ! لمن تقدمهم من الأمم . ^ ( ولا نكلّف نفساً إلا وسعها ولدينا كتابٌ ينطق بالحق وهم لا يظلمون بل قلوبهم في غمرةٍ من هذا ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون * 63 * حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب
@
378 @ إذا هم يجئرون لا تجئروا اليوم إنكم منا لا تنصرون قد كانت ءاياتي تتلى
عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون مستكبرين به سامراً تهجرون ) ^ 63 - ^ ( غمرة ) ^
غطاء ، أوغفلة من هذا القرآن ، أو الحق ^ ( أعمال ) ^ خطايا من دون الحق ، أو
أعمال أخر سبق في اللوح المحفوظ أنهم يعملونها . 64 - ^ ( مترفيهم ) ^ الموسع
عليهم بالخصب ، أو الأموال والأولاد ^ ( يجأرون ) ^ يجزعون ، أو يستغيثون ' ع ' ،
أو يضجون ، أو يصرخون إلى الله - تعالى - بالتوبة فلا تقبل منهم ' ح ' قيل نزلت في
قتلى بدر ^ ( إذا هم يجأرون ) ^ الذين بمكة . 66 - ^ ( تنكصون ) ^ تستأخرون ، أو
تكذبون ، أو رجوع القهقرى عبر به عن ترك القبول . 67 - ^ ( مستكبرين به ) ^ بحرم
الله أن يظهر عليهم فيه أحد ^ ( سامراً ) ^ فاعل من السمر وهو الحديث ليلاً ، أو
ظل القمر يقولون حلف بالسمر
@ 379 @ والقمر ، لأنهم يسمرون في ظلمة الليل وضوء القمر ويقولون : لا أكلمك السمر
والقمر أي الليل والنهار ، قال الزجاج : أخذت سمرة اللون من السمر . ! 2 "
تهجرون " 2 ! تعرضون عن الحق أو ' تهجرون ' القول بالقبيح من الكلام وبالضم
من هجر القول ، أنكر تسامرهم بالإزراء على الحق مع ظهوره لهم ، أو أنكر تسامرهم
آمنين والخوف أحق بهم . ^ ( أفلم يدّبرّوا القول أم جاءهم ما لم يأت ءاباءهم الأوّلين
أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون أم يقولون به جنّة بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق
كارهون ولو أتّبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهنّ بل أتيناهم بذكرهم
فهم عن ذكرهم معرضون أم تسئلهم خرجاً فخراج ربّك خيرٌ وهو خيرٌ الرازقين وإنّك
لتدعوهم إلى صراط مستقيم وإنّ الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون ولو
رحمانهم وكشفنا ما بهم من ضرٍ للجّوا في طغيانهم يعمهون ) ^ ^ ( 71 - ^ ( اتبع
الحق ) ^ الله عند الأكثرين ، أو التنزيل ^ ( أهواءهم ) ^ فيما
@
380 @ يشتهون ، أو يعبدون . ! 2 " ومن فيهن " 2 ! الثقلان والملائكة ،
أو ما بينهما من خلق ! 2 " بذكرهم " 2 ! بيان الحق لهم ، أو شرفهم ، لأن
الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] منهم والقرآن بلسانهم ، فهم عن شرفهم ، أو عن
القرآن ! 2 " معرضون " 2 ! . 72 - ! 2 " فخراج ربك " 2 ! فرزق
ربك في الدنيا والآخرة ، أو أجره في ألآخرة ، الخرج : ما يؤخذ عن الرقاب ، والخراج
ما يؤخذ عن الأرض قاله أبو عمرو بن العلاء . 74 - ! 2 " لناكبون " 2 !
عادلون ، أو حائدون ، أو تاركون ، أو معرضون . ^ ( ولقد أخذناهم بالعذاب فما
استكانوا لربّهم وما يتضرعون حتى إذا فتحنا عليهم باباً ذا عذابٍ شديدٍ إذا هم فيه
مبلسون وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون وهو الذي
ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون وهو الذي يحيى ويميت وله اختلاف الّيل والنهار أفلا
تعقلون بل قالوا مثل ما قال الأوّلون قالوا أءذا متنا وكنّا تراباً وعظاماً أءنا
لمبعوثون لقد وعدنا نحن وءاباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأوّلين ) ^
@ 381 @ 77 - ! 2 " بابا ذا عذاب شديد " 2 ! السبع التي دعا بها الرسول
[ صلى الله عليه وسلم ] فقحطوا سبع سنين حتى أكلوا العلهز من الجوع وهو الوبر
بالدم ، أو قتلهم يوم بدر ' ع ' أو باباً من عذاب جهنم . 79 - ! 2 " ذرأكم
" 2 ! خلقكم ، أونشركم . 80 - ! 2 " اختلاف الليل والنهار " 2 !
بالزيادة والنقصان ، أو تعاقبهما . ^ ( قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون
سيقولون لله قل أفلا تذكرون قل من ربّ السموات السبّع وربّ العرش العظيم سيقولون
لله قل أفلا تتقون 5 * * قل من بيده ملكوت كل شىءٍ وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم
تعلمون سيقولون لله قل فأنى تسحرون * 89 * بل أتيناهم بالحق
@ 382 @ وإنهم لكاذبون ) ^ 88 - ^ ( ملكوت كل شيء ) ^ خزائن كل شيء ، أو ملك كل شيء وهو مبالغة كالجبروت والرهبوت ، ^ ( يجير ) ^ يمنع ولا يمنع منه . 89 - ^ ( تسحرون ) ^ تصرفون عن التصديق بالبعث ، أو تكذبون فيخيل إليكم أن الكذب حق . ^ ( ما أتخذ الله من ولدٍ وما كان معه من إلهٍ إذاً لّذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعضٍ سبحان الله عمّا يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عمّا يشركون قل رّب إمّا ترينّي ما يوعدون ربّ فلا تجعلني في القوم الظالمين وإنّا على أن نّريك ما نعدهم لقادرون ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون ) ^ 96 - ^ ( بالتي هي أحسن ) ^ ادفع بالإغضاء والصفح إساءة المسيء ، أو الفحش بالسلام ، أو المنكر بالموعظة ، أو امح بالحسنة السيئة ، أو قابل أعداءك بالنصح وأولياءك بالموعظة . 97 - ^ ( همزات الشياطين ) ^ نزغاتهم ، أو إغوائهم ، أو أذاهم ، أو الجنون .
@
383 @ 98 - ! 2 " يحضرون " 2 ! يشهدون ، أو يقاربون . ! 2 " حتى
إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو
قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون " 2 ! 100 - ! 2 " ورائهم "
2 ! أمامهم ^ ( بزرخ ) ^ حاجز بين الموت والبعث ، أو بين الدنيا والآخرة ، أو بين
الموت والرجوع إلى الدنيا ، أو الإمهال إلى يوم القيامة ، أو ما بين النفختين وهو
أربعون سنة . ^ ( فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون * 101 *
فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفّت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم
في جهنم خالدون تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون ) ^ 101 - ! 2 " فلا أنساب
" 2 ! يتواصلون بها ، أو لا يتعارفون للهول ! 2 " ولا يتساءلون " 2
! أن يحمل بعضهم عن بعض ولا أن يعين بعضهم بعضاً ، أو لا يتساءلون لانشغال كل منهم
بنفسه . ^ ( ألم تكن ءاياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذّبون قالوا ربّنا غلبت علينا
شقوتنا وكنّا قوماً ضالين ربّنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنّا ظالمون ) ^ 106 - ! 2
" شقوتنا " 2 ! الهوى ، أو حسن الظن بالنفس ، وسوء الظن
@ 384 @ بالخلق . ^ ( قال اخسئوا فيها ولا تكلّمون إنّه كان فريقٌ من عبادى يقولون
ربّنا ءامنّا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الرحمين فاتخذتموهم سخرياً حتى أنسوكم
ذكرى وكنتم منهم تضحكون إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنّهم هم الفائزون ) ^ 108 - ^
( اخسئوا ) ^ اصغروا ، الخاسئ : الصاغر ' ح ' ، أو الساكت الذي لا يتكلم ، أو
ابعدوا بعد الكلب ! 2 " ولا تكلمون " 2 ! في دفع العذاب ، أو زجرهم عن
الكلام غضباً عليهم ' ح ' ، فهو آخر كلام يكلمون به . 110 - ! 2 " سخريا
" 2 ! هزواً بالضم والكسر ، أو بالضم من السخرة والاستعباد وبالكسر الاستهزاء
' ح ' .
@
385 @ ^ ( قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوماً أو بعض يومٍ فسئل
العادّين قال إن لبثتم إلا قليلاً لو أنّكم كنتم تعلمون أفحسبتم أنّما خلقناكم
عبثاً وأنّكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش
الكريم ) ^ 112 - ! 2 " لبثتم " 2 ! في الدنيا ، أو القبور ، استقلوا
ذلك لما صاروا إليه من العذاب الطويل . 133 - ! 2 " العادين " 2 !
الملائكة ، أو الحساب . ^ ( ومن يدع مع الله إلهاً ءاخر لا برهان له به فإنّما
حسابه عند ربّه إنّه لا يفلح الكافرون وقل ربّ اغفر وارحم وأنت خير الراحمين ) ^
117 - ! 2 " لا برهان له " 2 ! أن مع الله إلاهاً آخر ، أ و صفة الإله
المعبود [ من دون الله ] أنه لا برهان له ! 2 " حسابه " 2 ! محاسبته عند
الله يوم القيامة ، أو مكافأته ، والحساب المكافأة ' حسبي الله ' أي كافيني الله .
@ 386 @
سورة النور
مدنية اتفاقاً .
بسم الله الرحمن الرحيم
^ ( سورة أنزلناها وفرضناها وانزلنا فيها ءايات بينات لعلكم تذكرون الزّانية
والزاني فاجلدوا كل واحدٍ منهما مائة جلدةٍ ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن
كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ) ^ 1 - هذه ! 2
" سورة " 2 ! ! 2 " وفرضناها " 2 ! مخففاً قدّرنا فيها الحدود
، أو فرضنا فيها إباحة الحلال وحظر الحرام ، وبالتشديد بيّناها ' ع ' أو كثّرنا ما
فرض من الحلال والحرام ! 2 " آيات بينات " 2 ! حججاً دالة على التوحيد
ووجوب الطاعة ، أو الحدود والأحكام . 2 - ! 2 " الزانية " 2 ! بدأ بها
لأن شهوتها أغلب وزناها أعرّ ولأجل الحبل أضر ! 2 " فاجلدوا " 2 ! أخذ
الجلد من وصول الضرب إلى الجلد ، وهو أكبر حدود الجلد ، لأن الزنا أعظم من القذف ،
وزادت السنة التغريب وحد المحصن بالسنة
@ 387 @ بياناً لقوله ! 2 " أو يجعل الله لهن سبيلا " 2 ! [ النساء : 15 ] أو ابتداء فرض ! 2 " في دين الله " 2 ! في طاعته ^ ( رأفة ) ^ رحمة نهى عن آثارها من تخفيف الضرب إذ لا صنع للمخلوق في الرحمة . ! 2 " تؤمنون " 2 ! تطيعونه طاعة المؤمنين ! 2 " عذابهما " 2 ! حدهما ! 2 " طائفة " 2 ! أربعة فما زاد أو ثلاثة ، أو اثنان ، أو واحد ، وذلك للزيادة في نكاله . ! 2 " الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين " 2 ! \ 3 - ! 2 " الزاني لا ينكح " 2 ! خاصة برجل استأذن الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] في نكاح أم مهزول كانت بغيّاً في الجاهلية / [ 120 / أ ] من ذوات الرايات وشرطت له أن تنفق عليه فنزلت فيهما ، قال ابن عمرو ومجاهد - رحمهما الله تعالى - ، أو في أهل الصفة من المهاجرين ، كان في المدينة بغايا معلنات بالفجور فهموا بنكاحهن ليأووا إلى مساكنهن وينالوا من طعامهن وكسوتهن وكن مخاصيب
@ 388 @ الرحال بالكسوة والطعام ، أو الزانية لا يزني بها إلا زانٍ والزاني لا يزني إلا بزانية ' ع ' ، أوالزانية محرمة على العفيف والعفيف محرم على الزانية ثم نسخ بقوله تعالى : ! 2 " فانكحوا ما طاب لكم من النساء " 2 ! [ النساء : 3 ] ، أو خاص بالزاني المحدود لا ينكح إلا زانية محدودة ولا ينكح غير محدودة ولا عفيفة ، والزانية المحدودة لا ينكحها غير محدود ولا عفيف ' ح ' ! 2 " حرم " 2 ! الزنا ، أو نكاح الزواني ! 2 " على المؤمنين " 2 ! . ! 2 " والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم " 2 ! 4 - ! 2 " ثمانين جلدة " 2 ! حد القذف حق الآدمي لوجوبه بطلبه وسقوطه بعفوه ، أو حق الله ، أو مشترك بينهما . ويتعلق به الحد والفسق ورد الشهادة . 5 - ! 2 " إلا الذين تابوا " 2 ! فيزول فسقهم ولا يسقط الحد عنهم وتقبل شهادتهم قبل الحد وبعده لارتفاع فسقه قاله الجمهور ، أو لا تقبل بحال ، أو تقبل قبل الحد ولا تقبل بعده ، أو عكسه وتوبته بإكذابه نفسه ، أو بالندم و الاستغفار وترك العود إلى مثله .
@
389 @ ^ ( والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع
شهادات بالله إنّه لمن الصادقين والخامسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين
ويدرؤا عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنّه لمن الكاذبين والخامسه أنّ غضب
الله عليها إن كان من الصادقين ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأنّ الله تواب حكيم )
^ 6 - ! 2 " والذين يرمون أزواجهم " 2 ! أي هلال بن أمية جاء الرسول [
صلى الله عليه وسلم ] وهو جالس مع أصحابه فقال : يا رسول الله جئت عشياً فوجدت
رجلاً مع أهلي رأيت بعيني وسمعت بأذني فكره الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ذلك
وثقل عليه فنزلت ، أو أتاه عويمر فقال : يا رسول الله رجل وجد مع امرأته رجلاً
أيقتله فتقتلونه به أم كيف يصنع فنزلت فقال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] : قد
نزل فيك وفي صاحبتك ولاعن بينهما ، ! 2 " فشهادة أحدهم " 2 ! عبر عن
اليمين بالشهادة .
@ 390 @ قال قيس : % ( وأشهد عند الله أني أحبها % فهذا لها عندي فما عندها ليا )
% أو هو شهادة فلا يلاعن الكافر والرقيق . 8 - ! 2 " ويدرأ " 2 ! يدفع !
2 " العذاب " 2 ! الحد ، أو الحبس ، وإذا تم اللعان وقعت الفرقة بلعان
الزوج ، أو بلعانهما ، أو بلعانهما وتفريق الحاكم ، أو بطلاق يوقعه الزوج . ثم
تحرم أبداً ، فإن أكذب نفسه ففي حلّها مذهبان 10 - ! 2 " فضل الله " 2 !
الإسلام ! 2 " ورحمته " 2 ! القرآن ، أو فضله : منته ، ورحمته : نعمته
تقديره ورحمته بإمهالكم حتى تتوبوا لهلكتم ، أو لولا فضله ورحمته لنال الكاذب منكم
عذابٌ عظيم . ^ ( إن الذين جاءوا بالإفك عصبةٌ منكم لا تحسبوه شراً لكم بل هو خيرٌ
لكم لكل امرئٍ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ) ^ 11 -
^ ( الذين جاءوا بالإفك ) ^ : عبد الله بن أبي ، ومسطح بن أثاثة ،
@
391 @ وحسان بن ثابت وزيد بن رفاعة وحمنة بنت جحش ، والإفك : الكذب أو الإثم ! 2
" خير لكم " 2 ! لأن الله تعالى برّأ منه وأثاب عليه ، يريد عائشة
وصفوان ، أو الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] وأبو بكر ، وعائشة - رضي الله تعالى
عنهما - ! 2 " ما اكتسب " 2 ! / [ 120 / ب ] عقاب ما اكتسب ! 2 "
والذي تولى كبره " 2 ! عبد الله بن أبي ، أو حسان ومسطح ، والعذاب العظيم :
العمى . ^ ( لولا إذ سمعتموه ظنّ المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً وقالوا هذا
إفكّ مبينٌ لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله
هم الكاذبون ) ^ 12 - ! 2 " لولا " 2 ! هلا ! 2 " إذ سمعتموه
" 2 ! أي الإفك ! 2 " بأنفسهم " 2 ! ظن بعضهم ببعض ، أو ظنوا
بعائشة - رضي الله تعالى عنها - كظنهم بأنفسهم ! 2 " إفك مبين " 2 ! كذب
بين ، ولم يحد الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] أحداً من أهل الإفك ؛ لأن الحد لا
يقام إلا
@ 392 @ ببينة أو إقرار ولم ينفذ بإقامته بإخبار الله تعالى كما لا يقتل المنافق
بإخباره بنفاقه ، او حدّ حسان وابن أبي ومسطحاً وحمنة فيكون العذاب العظيم الحد .
وقال فيهم بعض المسلمين : % ( لقد ذاق حسان الذي كان أهله % وحمنة إذ قالوا هجيراً
ومسطح ) % % ( تعاطوا برجم الغيب زوج نبيهم % وسخطة ذي العرش العظيم فأبرحوا ) % %
( وآذوا رسول الله فيها فجللوا % مخازي تبقى عمّموها وفضّحوا ) % % ( كما ابن سلول
ذاق في الحد خزية % كما خاض في قول من الإفك يفصح ) % % ( فصبت عليهم محصدات كأنها
% شآبيب مزن من ذرى المزن تسفح ) % وقال حسان يعتذر من إفكه :
@ 393 @ % ( حصانٌ رزانٌ ما تزن بريبةٍ % وتصبح غرثى من لحوم الغوافل ) % % ( مطهرة قد طيب الله خلقها % وطهرها من كل سوء وباطل ) % % ( عقيلة حي من لؤي بن غالب % كرام المساعي مجدهم غير زائل ) % % ( فإن كنت قد قلت الذي قد أتاكم % فلا رفعت سوطي إليّ أناملي ) % % ( وكيف وودّي ما حييت ونصرتي % لآل رسول الله زين المحافل ) % % ( وإن الذي قد قيل ليس بلائط % ولكنه قول امرئٍ غير ماحل ) % ^ ( ولولا فضل الله عليكم ورحمتّه في الدنيا والآخرة لمسّكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم إذ تلقّونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علمٌ وتحسبونه هيّناً وهو عند الله عظيم ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيمٌ يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً إن كنتم مؤمنين ويبين الله لكم
@ 394 @ الآيات والله عليم حكيم إن الذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا لهم عذابٌ أليمٌ في الدنيا والآخرةٍ والله يعلم وأنتم لا تعلمون لولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رءوفٌ رحيمٌ ) ^ 15 - ^ ( تلقّونه ) ^ بالقبول من غير إنكار ، أو تتحدثون به وتلقونه حتى ينتشر . ^ ( يا أيها الذين ءامنوا لا تتّبعوا خطوات الشيطان ومن يتّبعٍ خطوات الشيطان فإنّه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحدٍ أبداً ولكن الله يزكى من يشاء والله سميع عليمٌ ) ^ 21 - ^ ( خطوات الشيطان ) ^ خطاياه ، أو أثره ، أوتخطبه من الطاعة والحلال إلى المعصية والحرام ، أو النذر في المعاصي . ^ ( ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولى القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبّون أن يغفر الله لكم والله غفورٌ رحيم إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذابٌ عظيم يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين ) ^ 22 - ^ ( يأتل ) ^ ويتأل واحد أي لا يقسم ، أو لا يقصر ، ما ألوت جهداً
@ 395 @ أي ما قصرت ، أو يأتل : يقصر ، ويتأل : يقسم ، كان أبو بكر - رضي الله تعالى عنه - ينفق على مسطح - وكان ابن خالته - فلما تكلم في الإفك أقسم أبو بكر - رضي الله تعالى عنه - أن لا ينفق عليه ، فنزلت . ! 2 " وليعفوا " 2 ! عن الأفعال ! 2 " وليصفحوا " 2 ! عن الأقوال ، أو العفو : ستر الذنوب من غير مؤاخذة والصفح : الإغضاء عن المكروه ! 2 " ألا تحبون " 2 ! كما تحبون أن تغفر ذنوبكم فاغفروا لمن أساء إليكم فلما سمعها أبو بكر - رضي الله تعالى عنه - رد إليه النفقة . ^ ( الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرةٌ ورزقٌ كريم ) ^ 26 - ! 2 " الخبيثات " 2 ! خبيثات النساء لخبيثي الرجال ، وخبيثوا الرجال لخبيثات النساء ، وطيبات النساء لطيبي الرجال ، وطيبو الرجال لطيبات النساء ، أو أراد بالخبيثات والطيبات : الأعمال الخبيثة والطيبة لخبيثي الناس وطيبيهم . أو أراد الكلمات الخبيثات والطيبات لخبيثي الناس وطيبيهم ^ ( أولئك مبرءون ) ^ أزواج الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] مبرآت / من الفواحش ، أو عائشة ، وصفوات مبرآن من الإفك ، أو الطيبون والطيبات مبرءون من الخبيثين والخبيثات . ^ ( يا أيها الذين ءامنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلّموا على أهلها
@ 396 @ ذلكم خيرٌ لكم لعلّكم تذكرون فإن لم تجدوا فيها أحداً فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم ليس عليكم جناحٌ أن تدخلوا بيوتاً غير مسكونةٍ فيها متاع لكم والله يعلم ما تبدون وما تكتمون ) ^ \ 27 - ^ ( تستأنسوا ) ^ تستأذنوا قال ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أخطأ الكاتب فكتب ' تستأنسوا ' ، أو عبر عن الاستئذان بالاستئناس لأنه مؤنس ، أو تؤنسوا أهل البيت بالتنحنح ليعلموا بالدخول عليهم ، أوتعلموا فيها من يأذن لكم ؛ لقوله ^ ( فإن آنستم ) ^ [ النساء : 6 ] أو الاستئناس : الاستخبار
@ 397 @ والإيناس : اليقين ! 2 " وتسلموا " 2 ! السلام مسنون بعد الاستئذان على ظاهر الآية ، ولأنه تحية للقاء واللقاء بعد الإذن ، أو السلام قبل الاستئذان على ما تضمنته السنة ، وإن كان قريباً فإن لم يكن محرماً لزم الإستئذان عليه كالأجانب ، وإن كانوا محارم فإن كان ساكناً معهم في المنزل لزمه إنذارهم بدخوله بوطئ أو نحنحة مفهمة إلا الزوجة فلا يلزم ذلك في حقها بحال لارتفاع العورة بينهما وإن لم يكن ساكناً معهم في المنزل لزم الاستئذان بوطئ أو نحنة ، أوهم كالأجانب . 29 - ! 2 " بيوتا غير مسكونة " 2 ! الخانات المشتركة ذوات البيوت المسكونة ، أو حوانيت التجار ، أومنازل الأسفار ومناخات الرحال التي يرتفق بها المسافرون ، أو الخرابات العاطلة ، أو بيوت مكة ! 2 " متاع لكم " 2 ! عروض الأموال ومتاع التجارة ، أو الخلاء والبول ؛ لأنه متاع لهم ، أوالمنافع كلها . فلا يلزم الاستئذان فيها . ! 2 " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون " 2 ! 30 - ! 2 " من أبصارهم " 2 ! من صلة ، أويغضوها عما لايحل ، أوهي للتبعيض ؛ لأن البصر إنما يجب غضه عن الحرام ! 2 " ويحفظوا فروجهم " 2 ! بالعفاف عن الزنا ، أو بسترها عن الأبصار ، وكل موضع فيه حفظ فالمراد به عن الزنا ، إلا في هذا الموضع قال أبو العالية ، وسميت فروجاً ؛ لأنها منافذ للبدن .
@ 398 @ ^ ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهنّ إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهنّ إلا لبعولتهن أو ءابائهنّ أو ءاباء بعولتهنّ أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بنى إخوانهن أو بنى أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولى الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون ) ^ 31 - ! 2 " زينتهن " 2 ! الزينة ما أدخلته على بدنها حتى زانها وحسنها في العيون كالحلي والثياب ، والكحل والخضاب ، وهي ظاهرة وباطنة فالظاهرة لا يجب سترها ولا يحرم النظر إليها ! 2 " إلا ما ظهر منها " 2 ! الثياب ، أو الكحل و الخاتم ' ع ' ، أو الوجه والكفان ، والباطنة : القرط والقلادة ، والدملج والخلخال وفي السوار مذهبان وخضاب القدمين باطن ، وخضاب الكفين ظاهر ، والباطنة يجب سترها عن الأجانب ولا يجوز لهم النظر إليها . ! 2 " وليضربن بخمرهن " 2 ! بمقانعهن على صدورهن تغطية لنحورهن وكن يلقينها على ظهورهن بادية نحورهن ، أو كانت قمصهن مفرجة الجيوب كالدراعة يبدو منها صدورهن فأمرن بإلقاء الخمر عليها لسترها وكنى عن الصدور بالجيوب لأنها ملبوسة عليها / [ 121 / ب ] ^ ( ولايبدين زينتهن ) ^ الباطنة ! 2 " إلا لبعولتهن " 2 ! ، ! 2 " أو نسائهن " 2 ! المسلمات ، أو عام فيهن وفي الكافرات ! 2 " ما ملكت أيمانهن " 2 ! من العبيد والأماء ، أو خاص بالإماء قاله ابن
@ 399 @ المسيب ومجاهد وعطاء ! 2 " غير أولي الإربة " 2 ! الصغير لا إرب له فيهن لصغره ، أو العنين لا إرب له لعجزه ، أو المعتوه الأبله لا إرب له لجهله ، أو المجبوب لفقد إربه مأثور ، أو الشيخ الهرم لذهاب إربه ، أو الأحمق الذي لا تشتهيه المرأة ولا يغار عليه الرجل ، أو المستطعم الذي لا يهمه إلا بطنه ، أو تابع القوم يخدمهم لطعام بطنه فهو مصروف الشهوه لذله ' ح ' ، وأخذت الإربة من الحاجة ، أو من العقل من قولهم رجل أريب ! 2 " لم يظهروا على عورات النساء " 2 ! لم يكشفوها لعدم شهوتهم ، أو لم يعرفوها لعدم تمييزهم ، أو لم يطيقوا الجماع ، وسميت العورة عورة لقبح ظهورها وغض البصر عنها أخذاً من عور العين ! 2 " ولا يضربن بأرجلهن " 2 ! كن إذا مشين ضربن بأرجلهن لتسمع قعقعة خلاخلهن فنهين عن ذلك . ^ ( وأنكحوا الإيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً وءاتوهم من مال الله الذي ءاتاكم ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصناً لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفورٌ رحيمٌ ولقد أنزلنا إليكم ءايات مبيناتٍ ومثلاً من الذين خلوا من قبلكم وموعظةٍ للمتّقين ) ^ 32 - ! 2 " وأنكحوا " 2 ! خطاب للأولياء ، أو للأزواج أن يتزوجوا ندباً عند الجمهور أو إيجاباً ! 2 " الأيامى " 2 ! المتوفى عنها زوجها ، أو من لا زوج لها من
@ 400 @ الثيب والأبكار ، رجل أيم وامرأة أيم ! 2 " والصالحين " 2 ! أنكحوا الأيامى بالصالحين من رجالكم ، أو أمر بإنكاح العبيد والإماء كما أمر بإنكاح الأيامى ! 2 " فقراء " 2 ! إلى النكاح يغنهم الله به عن السفاح ، أو فقراء من المال يغنهم الله - تعالى - بقناعة الصالحين ، أو باجتماع الرزقين ! 2 " واسع " 2 ! الغنى ! 2 " عليم " 2 ! بالمصالح ، أو واسع الرزق عليم بالخلق . 33 - ! 2 " فكاتبوهم " 2 ! ندباً ، أو وجوباً إذا طلب العبد ! 2 " خيرا " 2 ! قدرة على الاحتراف والكسب ' ع ' أو مالاً ، أو ديناً وأمانة ، أو وفاءً وصدقاً أو الكسب والأمانة . ! 2 " وآتوهم " 2 ! من الزكاة من سهم الرقاب أو بحط بعض نجومه ندباً ، أو إيجاباً فيحط ربعها ، أو سهماً غير مقدر ' ع ' ، كان لحويطب بن عبد العزى عبد سأله الكتابة فامتنع فنزلت ، ^ ( فتيانكم ) ^ الإماء ! 2 " البغاء " 2 ! الزنا ! 2 " تحصنا " 2 ! عفة ! 2 " إن أردن تحصنا " 2 ! لا يتحقق الإكراه إلا عند إرادة التحصن لأن من لا تبغي التحصن تسارع إلى الزنا بغير إكراه ، أو ورد على سبب فخرج على صفة السبب وليس بشرط فيه كان ابن ابي يكره أمته على الزنا فزنت ببرد فأخذه وقال : ارجعي فازني على آخر فقالت : لا والله وأخبرت الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] فنزلت . وكان
@ 401 @ ذلك مستفيضاً من عادتهم طلباً للولد والكسب ! 2 " لتبتغوا " 2 ! لتأخذوا أجورهن على الزنا ! 2 " غفور رحيم " 2 ! للمكرهات دون المكرهين . ^ ( الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاةٍ فيها مصباحٌ المصباح في زجاجةٍ الزجاجة كأنها كوكب درى يوقد من شجرةٍ مباركةٍ زيتونةٍ لا شرقيةٍ ولا غربيةٍ يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نارٌ نورٌ على نور يهدى الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شىءٍ عليم ) ^ 35 - ! 2 " نور السماوات والأرض " 2 ! : هاديهما أو مدبرهما ، أو ضياؤهما / [ 122 / أ ] أو منورهما ؛ نور السماء بالملائكة والأرض بالأنبياء ، أو السماء بالهيبة والأرض بالقدرة ، أو نورهما بالشمس والقمر والنجوم ! 2 " مثل نوره " 2 ! نور المؤمن في قلبه ، أو نور محمد [ صلى الله عليه وسلم ] في قلب المؤمن ، أو نور القرآن في قلب محمد [ صلى الله عليه وسلم ] أو نور الله - تعالى - في قلب محمد [ صلى الله عليه وسلم ] ، أو قلب المؤمن ! 2 " كمشكاة " 2 ! كوة لا تنفذ ^ ( والمصباح ) ^ السراج ، أو قنديل [ و ] المصباح : الفتيلة ، أو موضع الفتيلة من القنديل وهو الأنبوب والمصباح : الضوء ' ع ' ، أو السلسلة والمصباح : القنديل ، أو صدر المؤمن والمصباح : القرآن الذي فيه والزجاجة قلبه والمشكاة ، حبشي معرّب ، ! 2 " المصباح في زجاجة " 2 ! القنديل ؛ لأنه فيها أضوأ قاله الأكثرون ، أو الصباح القرآن والإيمان والزجاجة قلب المؤمن ! 2 " كوكب " 2 ! الزهرة ، أو كوكب غير معين عند الأكثر
@ 402 @ ^ ( درئ ) ^ يشبه الدر في صفائه ، درئ : مضئ ، درئ : متدافع قوي الضوء من درأ دفع درى : جارٍ درأ الوادي إذا جرى ، والنجوم الدراري الجواري ! 2 " شجرة مباركة " 2 ! إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - ، والزجاجة : محمد [ صلى الله عليه وسلم ] ، أو صفة لضياء دهن المصباح ! 2 " مباركة " 2 ! ؛ لأنها من زيتون الشام وهو أبرك من غيره ، أو لأن الزيتون يورق غصنه من أوله إلى آخره ! 2 " لا شرقية " 2 ! ليست من شجر الشرق ولا من شجر الغرب لقلة زيت الجهتين وضعف نوره ولكنها من شجر ما بينهما كالشام لاجتماع القوتين فيه ، أو لا شرقية تستتر عن الشمس عند الغروب ولا غربية تستتر عنها وقت الطلوع بل هي بارزة من الطلوع إلى الغروب فإنه أقوى لزيتها وأضوأ ، أوهي وسط الشجر لا تنالها الشمس إذا طلعت ولا إذا غربت وذلك أجود لزيتها ، أو ليس في شجر الشرق ولا في شجر الغرب مثلها ، أوليست من شجر الدنيا التي تكون شرقية ، أو غربية وإنما هي من شجر الجنة ' ح ' أو مؤمنة ليست بنصرانية تصلي إلى الشرق ولا يهودية تصلي إلى الغرب ، أو الإيمان ليست بشديد ولا لين ؛ لأن في أهل الشرق شدة وفي أهل الغرب لين ^ ( يكاد زيتها يضيء ) ^ صفاؤه كضوء النهار ! 2 " ولو لم تمسسه نار " 2 ! أو يكاد قلب المؤمن من يعرف الحق قبل أن يبين له ، أو يكاد العلم يفيض من فم المؤمن العالم قبل أن يتكلم به ' ح ' أو تكاد أعلام النبوة تشهد للرسول [ صلى الله عليه وسلم ] قبل أن يدعو إليها ! 2 " نور على نور " 2 ! ضوء النار على ضوء الزيت
@ 403 @ على ضوء الزجاجة ، او نور النبوة على نور الحكمة ، أو نور الرجاء على نور الخوف ، أو نور الإيمان على نور العمل ، أو نور مؤمن هو حجة لله يتلوه مؤمن هو حجة لله حتى لا تخلو الأرض منهم ، أونور نبي من نسل نبي ! 2 " لنوره " 2 ! نبوته ، أو دينه ، أو دلائل هدايته ^ ( ويضرب / [ 122 / ب ] الله الأمثال ) ^ هذا مثل ضربه للمؤمن في وضوح الحق له وفيه ، أو ضربه لطاعته وسماهما نوراً لتجاوزهما عن محلهما ، أو قالت اليهود يا محمد كيف يخلص نور الله من دون السماء فضرب الله - تعالى - ذلك مثلاً لنوره ' ع ' . ^ ( في بيوتٍ أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال رجالٌ لا تلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغيرحساب ) ^ 36 - ! 2 " بيوت " 2 ! المساجد ' ع ' ، أو سائر البيوت ! 2 " ترفع " 2 ! تبنى ، أو تطهر من الأنجاس والمعاصي ، أو تعظم ، أو ترفع فيها الحوائج إلى الله - تعالى - ! 2 " ويذكر فيها اسمه " 2 ! يتلى كتابه ' ع ' ، أو تذكر أسماؤه الحسنى ، أو توحيده بأن لا إله غيره ، ! 2 " في بيوت " 2 ! متعلق بقوله كمشكاة ، أو بقوله - تعالى - ' يسبح ' ! 2 " يسبح " 2 ! يصلي له ' ع ' أو ينزهه ! 2 " والآصال " 2 ! العشايا .
@ 404 @ 37 - ! 2 " تجارة " 2 ! التجار : الجلاب المسافرون ، والباعة : المقيمون . ! 2 " عن ذكر الله " 2 ! بأسمائه الحسنى ، أو عن الاذان ! 2 " تتقلب فيه القلوب والأبصار " 2 ! على جمر جهنم ، أوتتقلب أحوالها بأن تلحقها النار ثم تنضجها ثم تحرقها ، أو تقلب القلوب : وجيبها وتقلب الأبصار نظرها إلى نواحي الأهوال ، أو تقلب القلوب : بلوغها الحناجر وتقلب الأبصار الزرق بعد الكحل والعمى بعد الإبصار ، أو يتقلب قلب الكافر عن الكفر إلى الإيمان ويتقلب بصره عما كان يراه غياً فيراه رشداً 38 - ! 2 " بغير حساب " 2 ! بغير جزاء بل يبتديه تفضلاً ، أوغير مقدر بالكفاية حتى لا يزيد عليها ، أوغير قليل ولا مضيق ، أوغير ممنون به . ^ ( والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعةٍ يحسبه الظمئان ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب أو كظلماتٍ في بحرٍ لجى يغشاه موجٌ من فوقه موج من فوقه سحابٌ ظلمات بعضها فوق بعضٍ إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نورٍ ) ^ 39 - ! 2 " كسراب " 2 ! : هو الذي يتخيل لرائيه أنه ماء جارْ والآل مثله إلا أنه يرتفع عن الأرض ضحى حتى يصير كأنه بين السماء والأرض ، وقيل السراب بعد الزوال والآل قبل الزوال ، والرقراق بعد العصر ( بقيعة ) ^ جمع قاع كجيرة
@ 405 @ وجار وهو ما انبسط من الأرض واستوى . مثل مضروب لاعتماد الكافر على ثواب عمله فإذا قدم على الله - تعالى - وجد ثوابه حابطاً بكفره ووجد أمر الله عند حشره ، أو وجد الله - تعالى - عند عرضه ، نزلت في شيبة بن ربيعة ترهب في الجاهلية ولبس الصوف وطلب الدين وكفر في الإسلام . 40 - ! 2 " كظلمات " 2 ! ظلمة البحر وظلمة السحاب وظلمة الليل ! 2 " لجي " 2 ! واسع لا يرى ساحله ، أو كثير الموج ، أو عميق ، ولجة البحر : وسطه ! 2 " لم يكد " 2 ! لم يرها ولم يكد قاله الزجاج ، أو رآها بعد أن كاد لا يراها ، أو لم يطمع أن يراها ، أو يكد صلة ! 2 " ومن لم يجعل الله له نورا " 2 ! سبيلاً إلى النجاة فلا سبيل له إليها ، أو من لم يهده الله إلى الإسلام لم يهتد إليه . مثل للكافر والظلمات ظلمة الشرك وظلمة الشك وظلمة المعاصي ، والبحر اللجي قلبه يغشاه موج عذاب الدنيا من فوقه موج عذاب الآخرة . ! 2 " ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون " 2 ! 41 - ! 2 " صافات " 2 ! مصطفه الأجنحة في الهواء ! 2 " صلاته " 2 ! الصلاة : للإنسان والتسبيح : لسائر الخلق ، أو هذا في الطير ؛ ضرب أجنحتها صلاة وأصواتها تسبيح ، أو للطير صلاة لا ركوع فيها ولا سجود ، قاله سفيان ، علم الله
@ 406 @ صلاته وتسبيحه ، أو علمها هو . ! 2 " ولله ملك السماوات والأرض وإلى الله المصير ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار " 2 ! 43 - ! 2 " يزجي " 2 ! يسوق ! 2 " ركاما " 2 ! يركب بعضه بعضاً ! 2 " الودق " 2 ! البرق يخرج من / [ 123 / أ ] خلال السحاب ، أو المطر عند الجمهور ! 2 " من الجبال " 2 ! أي في السماء جبال برد فينزل من السماء من تلك الجبال ما يشاء من البرد ، أو ينزل من السماء برداً يكون كالجبال ، أو السماء : السحاب والسماء صفة للسحاب سُمي جبالاً لعظمتة فينزل منه برداً ! 2 " سنا برقه " 2 ! صوت برقه ، أو ضوؤه ، أو لمعانه . ^ ( يقلب الله الّيل والنّهار إنّ فى ذلك لعبرة لأولى الأبصار والله خلق كلّ دابّة من مآء فمنهم من يمشى على بطنه ومنهم من يمشى على رجلين ومنهم من يمشى على أربع يخلق الله ما يشاء إنّ الله على كل شىء قديرٌ لّقد أنزلنا ءايات مبيّنات والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم ) ^ 44 - ! 2 " يقلب الله الليل والنهار " 2 ! بتعاقبهما ، أو بنقص كل واحد منهما وزيادة الآخر ، أو يغير النهار بظلمة السحاب تارة وبضوء الشمس أخرى ويغير الليل بظلمة السحاب تارة وبضوء القمر أخرى . 45 - ! 2 " من ماء " 2 ! النطفة ، أو أصل الخلق كله الماء ثم قلب إلى النار فخلق
@ 407 @ منها الجن وإلى الريح فخلق منها الملائكة وإلى الطين فخلق منه ما خلق ! 2 " على بطنه " 2 ! كالحوت والحية ! 2 " على رجلين " 2 ! كالإنسان والطير ! 2 " على أربع " 2 ! كالأنعام ولم يذكر ما زاد لأنه كالماشي على أربع لأنه يعتمد في مشيته على أربع . ^ ( ويقولون ءامنّا بالله وبالرّسول وأطعنا ثمّ يتولى فريق منهم من بعد ذلك ومآ أولائك بالمؤمنين وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بيّنهم إذا فريق منهم معرضون وإن يكن لّهم الحق يأتوا إليه مذعنين أفى قلوبهم مّرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله علّيهم ورسوله بل أولائك هم الظّلمون إنّما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولائك هم المفلحون ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتّقه فأولائك هم الفآئزون 48 - ^ ( معرضون ) ^ كان بين بشر المنافق وبين يهودي خصومة فدعاه اليهودي إلى الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ودعا بشر إلى كعب بن الأشراف ؛ لأن الحق إذا توجه على المنافق دعا إلى غير الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] - [ ليسقط عنه ] وإن كان الحق له حاكم
@ 408 @ إليه ليستوفيه له فنزلت ! 2 " وإذا دعوا " 2 ! 49 - ! 2 " مذعنين " 2 ! طائعين ، أو خاضعين ، أو مسرعين ، أو مقرين . 50 - ! 2 " مرض " 2 ! شرك ، أو نفاق . ! 2 " وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل لا تقسموا طاعة معروفة إن الله خبير بما تعملون قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين " 2 ! 54 - ! 2 " ما حمل " 2 ! من إبلاغكم ! 2 " ما حملتم " 2 ! من طاعته ! 2 " تهتدوا " 2 ! إلى الحق ! 2 " البلاغ " 2 ! بالقول للطائع وبالسيف للعاصي . ^ ( وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصّالحات ليستخلفنّهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننّ لهم دينهم الذى ارتضى لهم وليبدّلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدوننى لا يشركون بى شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولائك هم الفاسقون وأقيموا الصّلاة وءاتوا الزّكاة أطيعوا الرّسول لعلّكم ترحمون لا تحسبن الّذين كفروا معجزين فى الأرض ومأواهم النّار ولبئس المصير * 57 * 55 - ^ ( الأرض ) ^ بلاد العرب والعجم ، أو أرض مكة ؛ لأن المهاجرين سألوا الله - تعالى - ذلك ^ ( الذين من قبلهم ) ^ بنو إسرائيل في أرض الشام ، أو
@ 409 @ داود وسليمان - عليهما الصلاة والسلام - ! 2 " وليمكنن لهم دينهم " 2 ! بإظهاره على كل دين ! 2 " لا يشركون " 2 ! لا يعبدون إلهاً غيري ، أو لا يراؤون بعبادتي ، أو لا يخافون غيري ' ع ' ، أو لا يحبون غيري . قيل هي في الخلفاء الأربعة . قال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] : ' الخلافة بعدي ثلاثون ' . ^ ( يا أيها الذين ءامنوا ليستئذنكم الذين ملكت أيّمانكم واّلذين لمّ يبّلغوا الحلم منكم ثلاث مّرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظّهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لّكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهنّ طوّافون عليكم بعضكم على بعض كذالك يبين الله لكم الأيات والله عليم حكيم وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستئذنوا كما استئذن الذين من قبلهم كذالك يبين الله لكم ءاياته والله عليم حكيم والقواعد من النساء التي لا يرجون نكاحاً فليس عليهنّ جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرّجات بزينة أن يستعففن خيرٌ لّهن والله سميع عليمٌ ) ^ 58 - ! 2 " الذين ملكت أيمانكم " 2 ! النساء يستأذن في الأوقات الثلاث خاصة ويستأذن الرجال في جميع الأوقات ، أو العبيد والإماء فيستأذن العبد دون الأمة
@ 410 @ على سيده في هذه الأوقات ، أو الأمة وحدها ؛ لأن العبد يلزمه الاستئذان في كل وقت ' ع ' ، أو العبد والأمة جميعاً ! 2 " والذين لم يبلغوا الحلم " 2 ! الصغار الأحرار فإن كان لا يصف ما رأى فليس من أهل الاستئذان وإن كان يصفه فيستأذن في الأوقات الثلاث ولا يلزمهم الاستئذان فيما وراء الثلاث . وخصّت هذه الأوقات لخلوة الرجل فيها بأهله وربما ظهر منه فيها / [ 123 / ب ] ما يكره أن يرى من جسده . وبعث الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] إلى عمر - رضى الله تعالى عنه - وقت القائلة غلاماً من الأنصار فدخل بغير إذن فاستيقظ عمر - رضي الله تعالى عنه - بسرعة فانكشف منه شيء فرآه الغلام فحزن عمر - رضي الله تعالى عنه - لذلك وقال : وددت أن الله - تعالى - بفضله نهى أن يدخل علينا في هذه الساعات إلا بإذننا فانطلق إلى الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] فوجد هذه الآيات قد نزلت فخر ساجداً . ! 2 " ثلاث عورات " 2 ! لما اشتملت الساعات الثلاث على العورات سماهن عورات إجراءً لعورات الزمان مجرى عورات الأبدان فلذلك خصها بالإذن ! 2 " ليس عليكم " 2 ! جناح في تبذلكم في هذه الأوقات ، أو من منعهم فيها ! 2 " ولا عليهم جناح " 2 ! في ترك الاستئذان فيما سواهن . ! 2 " طوافون عليكم " 2 ! بالخدمة فلم يحرّج عليهم في دخول منازلكم ، والطّواف : الذي يكثر الدخول والخروج . 59 - ! 2 " الذين من قبلهم " 2 ! الرجال أوجب الاستئذان على من بلغ ؛ لأنه صار رجلاً . 60 - ! 2 " والقواعد " 2 ! جمع قاعد قعدت بالكبر عن الحيض والحمل ، أو
@ 411 @ لأنها تكثر القعود بعد الكبر ، أو لأنها لا فتقعد تراد عن الاستماع ! 2 " لا يرجون " 2 ! لا يردن لأجل كبرهن الرجال ولا يريدهن الرجال ! 2 " ثيابهن " 2 ! رداؤها الذي فوق خمارها تضعه إذا سترها باقي ثيابها ، أو خمارها ورداءها ! 2 " متبرجات " 2 ! مظهرات من زينتهن ما يستدعي النظر إليهن فإنه حرام على القواعد وغيرهن ، وجاز لهن وضع الجلباب لانصراف النفوس عنهن ، وتمنع الشواب من وضع الجلباب ويؤمرن بلباس أكثف الجلابيب لئلا تصفهن ثيابهن ! 2 " وأن يستعففن " 2 ! تعفف القاعدة من وضع الجلابيب أفضل لها وأولى بها من وضعه وأن كان جائزاً . ^ ( ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت ءابآئكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عمّاتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مّفاتحه أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعاً أو أشتاتاً فإذا دخلتم بيوتاً فسلّموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الأيات لعلّكم تعقلون ) ^ 61 - ! 2 " ليس على الأعمى " 2 ! . . . . إلى ! 2 " المريض " 2 ! كان الأنصار يتحرجون من الأكل مع هؤلاء إذا دعوا إلى طعام ويقولون الأعمى لا يبصر أطيب الطعام ، والأعرج لا يقدر على الزحام عند الطعام ، والمريض عن المشاركة الصحيح في الطعام ، فكانوا يعزلون طعامهم ، ويرون أنه أفضل من مشاركتهم
@ 412 @ فنزلت الآيه رافعة للحرج في مؤاكلتهم ' ع ' ، أو كان الأنصار يستخلفون أهل الزّمانة المذكورين في منازلهم إذا خرجوا للجهاد فكانوا يتحرجون أن يأكلوا منها فرخص لهم أن يأكلوا من بيوت من استخلفهم ، أو نزلت في سقوط الجهاد عنهم ' ح ' ، أو لا جناح على من دعي منهم إلى وليمة أن يأخذ معه قائده ! 2 " بيوتكم " 2 ! أموال عيالكم وزوجاتكم لأنهم في بيته ، أو أولادكم فنسبت بيوت الأولاد إليهم كقوله : ' أنت ومالك لأبيك ' ولذلك لم تذكر بيوت / [ 124 / أ ] الأبناء ، أو البيوت التي أنتم ساكنوها خدمة لأهلها واتصالاً بأربابها كالأهل والخدم ! 2 " أو بيوت آبائكم " 2 ! . . . إلى ! 2 " خالاتكم " 2 ! أباح الأكل من بيوت هؤلاء إذا كان الطعام مبذولاً غير محرز ، فإن كان محرزاً فلا يجوز هتك الحرز ، ولا يتعدى إلى غير المأكول ولا يتجاوز الأكل إلى الادخار ^ ( ملكتهم مفاتحه ) ^ وكيل الرجل وقيمه في ضيعته يجوز أن يأكل مما يقوم [ عليه ] من ثمار الضيعة ' ع ' ، أو
@ 413 @ يأكل من منزل نفسه ما ادخره ، أو أكله من ماله عبده ! 2 " صديقكم " 2 ! في الوليمة خاصة ، أو في الوليمة وغيرها إذا كان الطعام غير محرز ، والصديق واحد يعبر به عن الجمع ، قال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] : ' قد جعل الله في الصديق البار عوضاً من الرحم المذمومة ' ، والصديق : من صدقك عن مودته ، أو من وافق باطنه باطنك كما يوافق ظاهره ظاهرك ، وما تقدم ذكره محكم لم ينسخ منه شيء ، قاله قتادة : أو نسخ بقوله - تعالى - : ! 2 " لا تدخلوا بيوت النبي " 2 ! [ الأحزاب : 53 ] وبقوله : ' لا يحل مال امرئ مسلم ' الحديث ! 2 " أن تأكلوا جميعا " 2 ! كان بنو كنانة في الجاهلية يرى أحدهم أنه يحرم عليه الأكل وحده حتى أن أحدهم ليسوق الذود الحفل وهو جائع حتى يجد من يؤاكله ويشاربه فنزلت فيهم ، أو في قوم من العرب كانوا يتحرجون إذا نزل بهم ضيف أن يتركوه يأكل وحده حتى يأكلوا معه ، أو في قوم تحرجوا من الاجتماع على الأكل ورأوا ذلك ديناً ، أو في قوم مسافرين اشتركوا في أزوادهم فكان إذا تأخر أحدهم أمسك
@ 414 @ الباقون حتى يحضر فرخص لهم في الأكل جماعة وفرادى ! 2 " بيوتا " 2 ! المساجد ، أو جميع البيوت ! 2 " على أنفسكم " 2 ! إذا دخلتم بيوتكم فسلموا على أهلكم وعيالكم ، أو المساجد ، فسلموا على من فيها ' ع ' ، أو بيوت غيركم فسلموا عليهم ' ح ' ، أوبيوتاً فسلموا على أهل دينكم ، أو بيوتاً فارغة فسلموا على أنفسكم : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أو سلام علينا من ربنا تحية من الله ! 2 " تحية من عند الله " 2 ! السلام اسم من أسماء الله - تعالى - ، أو الملائكة ترد عليه إذا سلم فيكون ثواباً من عند الله ! 2 " مباركة " 2 ! بما فيها من الثواب الجزيل ، أو لما يرجى من قبول دعاء المجيب . ^ ( إنّما المؤمنون الذين ءامنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمرٍ جامعٍ لم يذهبوا حتى يستئذنوه إن الذين يستئذنوك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استئذنوك لبعض شأنهم فإذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفورٌ رحيمٌ 8 * * ) ^ 62 - ! 2 " أمر جامع " 2 ! الجهاد ، أو طاعة الله ، أو الجمعة ، أو الاستسقاء والعيدان وكل شيء تكون فيه الخطبة ! 2 " لمن شئت " 2 ! على حسب ما ترى من أعذارهم ونياتهم . قيل نزلت في عمر - رضي الله تعالى عنه - استأذن الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] في غزوة تبوك / [ 124 / ب ] أن يرجع إلى أهله ، فأذن له وكان المنافقون إذا استأذنوه نظر إليهم ولم يأذن ، فيقول بعضهم لبعض إن محمداً يزعم أنه بعث بالعدل وهكذا يصنع بنا ! 2 " واستغفر " 2 ! لمن أذنت له لتزول عنه مذمة الانصراف . ^ ( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً قد يعلم الله الذين
@ 415 @ يتسللون منكم لو أذاّ فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنةٌ أو يصيبهم عذاب أليم ألا إن لله ما في السموات والأرض قد يعلم ما أنتم عليه ويوم يرجعون إليه فينبئهم بما علموا والله بكل شئٍ عليم ) ^ 63 - ^ ( لا تجعلوا دعاء الرسول ) ^ نهى عن التعرض لدعائه بإسخاطه فإن دعاءه يوجب العقوبة وليس كدعاء غيره ' ع ' ، أو لا تدعونه بالغلطة والجفاء ولكن بالخضوع والتذلل ؛ يا رسول الله ، يا نبي الله ، أو لا تتأخروا عن أمره ولا تقعدوا عن استدعائه إلى الجهاد كما يتأخر بعضهم عن إجابه بعض ^ ( الذين يتسللون ) ^ المنافقون يتسللون عن صلاة الجمعة يلوذ بعضهم ببعض استتاراً من الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ولم يكن أثقل عليهم من الجمعة وحضور الخطبة ، أو كانوا يتسللون في الجهاد برجوعهم عنه يلوذ بعضهم ببعض ^ ( لواذاً ) ^ فراراً من الجهاد ' ح ' ^ ( يخالفون ) ^ يعرضون ، أو ' عن ' صلة ^ ( عن أمره ) ^ أمر الله - تعالى - ، أو الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ^ ( فتنة ) ^ كفر ، أوعقوبة ، أو بلية تظهر نفاقهم ^ ( عذاب أليم ) ^ جهنم ، أو القتل في الدنيا .
@
416 @
سورة الفرقان
مكية أو إلا ثلاث آيات ! 2 " والذين لا يدعون " 2 ! [ 68 ] إلى ! 2
" غفورا رحيما " 2 ! [ 70 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً الذي له ملك السموات
والأرض ولم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيءٍ فقدره تقديراً
واتخذوا من دونه ءالهةً لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا
نفعاً ولا يملكون موتاً ولا حياةً ولا نشوراً ) ^ 1 - ^ ( تبارك ) ^ تفاعل من
البركة ' ع ' ، أو خالق البركة ، أو الذي تجيء منه البركة وهي العلو ، أو الزيادة
، أو العظمة ^ ( الفرقان ) ^ القرآن ؛ لأنه فيه بيان الحلال والحرام ، أوالفرقة
بين الحق والباطل ، وقيل الفرقان اسم لكل منزل ^ ( ليكون ) ^ محمداً [ صلى الله
عليه وسلم ] أو الفرقان ^ ( للعالمين ) ^ الجن والإنس ؛ لأنه أرسل
@ 417 @ إليهم ! 2 " نذيرا " 2 ! محذراً من الهلاك ، ولم تعم رسالة نبي
قبله إلا نوح - عليه الصلاة والسلام - فإنه عم الإنس برسالته بعد الطوفان وقبل
الطوفان مذهبان . ^ ( وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم
ءاخرون فقد جاءو ظلماً وزوراً وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرةً
وأصيلاً قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض إنه كان غفوراً رحيماً ) ^ 4 -
! 2 " وقال الذين كفروا " 2 ! مشركو مكة ، أوالنضر بن الحارث ' ع ' ! 2
" أفك " 2 ! كذب اختلقه وأعانه ! 2 " قوم " 2 ! من اليهود ،
أو عبدالله بن الحضرمي ، أو عداس مولى عتبة ' وجبر مولى عامر بن الحضرمي ' ، أو
أبو فكيهة الرومي . ^ ( وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا
أنزل إليه ملكٌ فيكون معه نذيراً أو يلقى إليه كنزٌ أو تكون له جنةٌ يأكل منها
وقال الظالمون إن تتّبعون إلا رجلاً مسحوراً انظر كيف ضربوا لك
@ 418 @ الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلاً تبارك الذي إن شاء جعل لك خيراً من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهارويجعل لك قصوراً بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيراً إذا رأتهم من مكان بعيدٍ سمعوا لها تغيظاً وزفيراً وإذا ألقوا منها مكاناً ضيقاً مقرّنين دعوا هنالك ثبوراً لا تدعوا اليوم ثبوراً واحداً وادعوا ثبوراً كثيراً ) ^ 7 - ^ ( يأكل الطعام ) ^ أنكروا أن يكون الرسول مثلهم محتاجاً إلى الطعام متبذلاً في الأسواق ، أو ينبغي كما اختص بالرسالة فكذلك يجب أن لا يحتاج إلى الطعام كالملائكة ولا يتبذل في الأسواق كالملوك ^ ( أنزل عليه ملك ) ^ دليلاً على صدقه ، أو وزيراً يرجع إلى رأيه . 8 - ^ ( كنزٌ ) ^ ينفق منه على نفسه وأتباعه كأنهم استقلوه لفقره ^ ( وقال الظالمون ) ^ مشركو مكة ، أو عبد الله بن الزبعرى ^ ( مسحوراً ) ^ سحر فزال عقله ، أو سحركم فيما يقوله . 9 - ^ ( ضربوا لك الأمثال ) ^ بما تقدم من قولهم ^ ( فضلوا ) ^ عن الحق في ضربها ، أو فناقضوا / [ 125 / أ ] في ذلك لأنهم قالوا : افتراه ثم قالوا يملى عليه ^ ( سبيلاً ) ^ مخرجاً من الأمثال التي ضربوها ، أو سبيلاً لطاعة الله - تعالى - أو سبيلاً إلى الخير . 13 - ^ ( ضيقاً ) ^ تضيق جهنم على الكافر كمضيق الزج على الرمح ^ ( مقرنين ) ^ مكتفين ، أو قرن كل واحد منهم إلى شيطانه . ^ ( ثبوراً ) ^ ويلاً أو هلاكاً ، أو وانصرافاه عن طاعة الله كقول الرجل واحسرتاه وانداماه .
@ 419 @ قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون كانت لهم جزاء ومصيراً لهم فيها ما يشاءون خالدين كان على ربك وعداً مسئولاً 16 - ^ ( ما يشاءون ) ^ من النعيم وتصرف المعاصي عن شهواتهم ^ ( وعداً مسئولاً ) ^ وعدهم الله الجزاء فسألوه الوفاء فوفى ' ع ' ، أو يسأله لهم الملائكة فيجابون إلى مسألتهم ، أو سألوه في الدنيا أن يرزقهم الجنة فأجابهم . ^ ( ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول ءأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل 5 * * قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وءاباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوماً بوراً فقد كذبوكم بما تقولون فما تستطيعون صرفاً ولا نصراً ومن يظلم منكم نذقه عذاباً كبيراً 17 - ^ ( يحشرهم ) ^ حشر الموت ، أو البعث ' ع ' ^ ( وما يعبدون ) ^ عيسى وعزير والملائكة ^ ( فيقول ) ^ للملائكة ، أو لعيسى وعزير والملائكة ^ ( أأنتم ) ^ تقريرٌ لإكذاب المدعين عليهم ذلك . 18 - ^ ( من أولياء ) ^ نواليهم على عبادتنا ، أو نتخذهم لنا أولياء ^ ( متعتهم ) ^ بتأخير العذاب ، أو بطول العمر ، أو بالأموال والأولاد ^ ( بوراً ) ^ هلكى ، البوار : الهلاك ' ع ' ، أو لا خير فيهم ، بارت الأرض : تعطلت من الزرع فلم يكن
@ 420 @ فيها خير ، أو البوار : الفساد بارت السلعة : كسدت كساداً فاسداً . 19 - ! 2 " فقد " 2 ! كذبكم الكفار أيها المؤمنون ! 2 " بما تقولون " 2 ! من نبوة محمد [ صلى الله عليه وسلم ] ، أو كذب الملائكة والرسل الكفار بقولهم إنهم اتخذوهم أولياء من دونه ! 2 " صرفا " 2 ! للعذاب عنهم ولا ينصرون أنفسهم ، أو صرف الحجة ! 2 " ولا نصرا " 2 ! على آلهتهم في تكذيبهم ، أو صرفك يا محمد عن الحق ولا نصر أنفسهم من عذاب التكذيب ، أو الصرف : الحيلة من قولهم إنه ليتصرف أي يحتال ، وفي الحديث ' لا يقبل منه صرف أي نافلة ولا عدل أي فريضة ' ، ^ ( وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا انهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق وجعلنا وجعلنا بعضكم لبعضٍ فتنةً أتصبرون وكان ربّك بصيراً ) ^ 20 - ! 2 " فتنة " 2 ! اختباراً يقول الفقير لو شاء لجعلني غنياً مثل فلان وكذلك يقول الأعمى والسقيم للبصير ، والسليم ، أو العداوات في الدين أو صبر الأنبياء على تكذيب قومهم ، أو أسلم بلال وعمار وصهيب وأبو ذر
@ 421 @ وعامر بن فهيرة وسالم مولى أبي حذيفة وغيرهم من الفقراء والموالي قال : المستهزئون من قريش انظروا إلى أتباع محمد من فقرائنا وموالينا فنزلت ، والفتنة : البلاء ، أو الاختبار ! 2 " أتصبرون " 2 ! على ما أمتحنتم به من الفتنة تقديره أم لا تصبرون ! 2 " بصيرا " 2 ! بمن يجزع . ^ ( وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتو عتواً كبيراً يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجراً محجوراً * 22 * وقدمنا إلى ما عملوا من عملٍ فجعلناه هباءً منثوراً أصحاب الجنة يومئذ خيرٌ مستقراً وأحسن مقيلاً * 24 * ) ^ 21 - ! 2 " لا يرجون " 2 ! لا يخافون ، أو لا يأملون ، أو لا يبالون ! 2 " الملائكة " 2 ! ليخبرونا بنبوة محمد ، أو رسلاً بدلاً من رسالته ! 2 " استكبروا " 2 ! باقتراحهم رؤية ربهم ونزول الملائكة ، أو بإنكارهم إرسال محمد [ صلى الله عليه وسلم ] إليهم / [ 125 / ب ] ! 2 " عتوا " 2 ! تجبراً ، أو عصياناً ، أو سرفاً في الظلم ، أو غلواً في القول ، أو شدة الكفر ' ع ' ، نزلت في عبد الله بن أبي امية ومكرز بن حفص في جماعة من قريش قالوا : لولا
@ 422 @ أنزل علينا الملائكة ، أو نرى ربنا . 22 - ! 2 " يوم يرون " 2 ! يوم الموت ، أو القيامة ! 2 " لا بشرى " 2 ! للمجرمين بالجنة ! 2 " ويقولون " 2 ! الملائكة للكفار ، أو الكفار لأنفسهم ! 2 " حجرا محجورا " 2 ! معاذ الله أن تكون لكم البشرى ، أو حراماً محرماً أن تكون لكم البشرى ، أو منعنا أن يصل إلينا شيء من الخير . 23 - ! 2 " وقدمنا " 2 ! عمدنا ! 2 " من عمل " 2 ! خير فأحبطناه بالكفر ، أو عمل صالح لا يراد به وجه الله . ! 2 " هباء " 2 ! رهج الدواب ' غبار يسطع من تحت حوافرها ' ، أو كالغبار يكون في شعاع الشمس إذا طلعت في كوة ، أو ما ذرته الريح من أوراق الشجر ، أو الماء المهراق ' ع ' أو الرماد . 24 - ! 2 " وأحسن مقيلا " 2 ! المستقر في الجنة ، والمقبل دونها ، أو عبر به عن الدعة وإن لم يقيلوا ، أو مقيلتهم الجنة على الأسرة مع الحور ، ومقيل أعداء الله مع الشياطين مقرنين ' ع ' ، أو يفرغ من حسابهم وقت القائلة وهو نصف النهار .
@ 423 @ ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلاً الملك يومئذٍ الحق للرحمن وكان يوماً على الكافرين عسيراً * 26 * ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً ياويلتي ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً * 28 * لقد أضلّني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولاً ) ^ 25 - ^ ( بالغمام ) ^ المعهود لأنه لا يبقى بعد انشقاق السماء ، أوغمام أبيض يكون في السماء ينزله الله - تعالى - على الأنبياء فيشقق السماء فيخرج منها ^ ( ونزل الملائكة ) ^ ليبشروا المؤمن بالجنة والكافر بالنار ، أو ليكون مع كل نفس سائق وشهيد . 27 - ^ ( الظالم ) ^ قيل عقبة بن أبي معيط ^ ( سبيلاً ) ^ طريقاً إلى النجاة أو بطاعة الله ، أو وسيلة عند الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] تكون صلة إليه . 28 - ^ ( فلاناً ) ^ لا يثنى ولا يجمع . وهو هنا الشيطان ، أو أبي بن خلف ، أو أمية بن خلف كان خليلاً لعقبة وكان عقبة يغشى مجلس الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] فقال : أمية بلغني أنك صبوت إلى دين محمد ، فقال : ما صبوت ، فقال : وجهي من وجهك حرام حتى تأتيه فتتفل في وجهه وتبرأ منه ، فأتاه عقبة وتفل في وجهه وتبرأ منه فاشتد ذلك على الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] فنزلت . ( وقال الرسول يا رب إنّ قومي اتّخذوا هذا القرءان مهجوراً وكذلك جعلنا لكل نبىٍ
@ 424 @ عدواً من المجرمين وكفى بربّك هادياً ونصيراً ) ^ 30 - ^ ( مهجوراً ) ^ أعرضوا عنه ، أو قالوا : فيه هجراً وقبيحاً ، أو جعلوه هجراً من الكلام وهو ما لا فائدة فيه كالعبث والهذيان . ^ ( وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرءان جملةً واحدةً كذلك لنثبت به فؤادك ورتّلناه ترتيلاً ولا يأتونك بمثلٍ إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شرٌ مكاناً وأضل سبيلاً ) ^ 32 - ^ ( وقال الذين كفروا ) ^ قريش ، أو اليهود : هلا نزل القرآن جملة واحدة كالتوراة ^ ( لنثبت ) ^ لنشجع به قلبك ؛ لأنه معجزة تدل على صدقك ، أو أنزلناه متفرقاً لنثبت به فؤادك ؛ لأنه أمي لا يقرأ فنزل مفرقاً ليكون أثبت في فؤاده وأعلق بقلبه ، أو ليثبت فؤاده باتصال الوحي فلا يصير بانقطاعه مستوحشاَ ^ ( ورتلناه ) ^ رسلناه شيئاً بعد شيء ' ع ' ، أو فرقناه ، أو فصلناه ، أو فسرناه ، أو بيناه ' ع ' . ^ ( ولقد ءاتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيراً فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بئاياتنا فدمرناهم تدميراً وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس ءايةً وأعتدنا للظالمين عذاباً أليماً وعاداً وثمودا وأصحاب الرس وقروناً بين ذلك كثيراً وكلاّ ضربنا له الأمثال وكلاً تبرنا
@ 425 @ تتبيراً ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشوراً ) ^ 39 - ^ ( الرس ) ^ المعدن ، أو قرية من قرى اليمامة يقال : لها الفلج من ثمود ، أو ما بين نجران واليمن إلى حضرموت ، أو بئر بأذريبجان ' ع ' ، أو بأنطاكية الشام قتل بها صاحب ياسين ، أو كل بئر لم تطو فهي / [ 126 / أ ] رس . وأصحابها قوم شعيب ، أو قوم رسو نبيهم في بئر ، او قوم نزلوا على بئر وكانوا يعبدون الأوثان فلا يظفرون بأحد يخالف دينهم إلا قتلوه ورسوه فيها وكان الرس بالشام ، أو قوم أكلوا نبيهم . 40 - ^ ( القرية ) ^ سدوم . و ^ ( مطر السوء ) ! 2 " الحجارة " 2 ! ( يرونها ) ^ يعتبرون بها ^ ( لا يرجون ) ^ لا يخافون بعثاً . ^ ( وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزواً أهذا الذي بعث الله رسولاً إن كاد ليضلنا عن ءالهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضلُّ سبيلاً أرءيت من اتَخذ إلاههُ هواهُ أفأنت تكون عليه وكيلاً أم تحسبُ أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلاَّ كالأنعام بل هم أضلُّ سبيلاً 43 - ^ ( من اتخذ إلاهه هواه ) ^ قوم كانوا يعبدون ما يستحسنونه من
@ 426 @ الحجارة فإذا رأوا أحسن منه عبدوه وتركوا الأول ' ع ' ، أو الحارث بن قيس كان إذا هوى شيئاً عبده ، أو التابع هواه في كل ما دعاه إليه ' ح ' . ! 2 " وكيلا " 2 ! ناصراً ، أو حفيظاً ، أو كفيلاً ، أو مسيطراً . ^ ( ألم تر إلى ربك كيف مدّ الظل ولو شاء لجعله ساكناً ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً ثم قبضناه إلينا قبضاً يسيراً وهو الذي جعل لكم الّيل لباساً والنوم سباتاً وجعل النهار نشوراً ) ^ 45 - ! 2 " مد " 2 ! بسط ! 2 " الظل " 2 ! الليل يظل الأرض يدبر بطلوع الشمس ويقبل بغروبها ، أوظلال النهار بما حجب عن شعاع الشمسن والظل : ما قبل الزوال والفيء بعده أو الظل : قبل طلوع الشمس والفيء بعد طلوعها . ' ! 2 " ساكنا " 2 ! دائماً . ! 2 " دليلا " 2 ! برهاناً على الظل ، أو تالياً يتبعه حتى يأتي عليه كله ' . 46 - ! 2 " قبضناه " 2 ! قبضنا الظل بطلوع الشمس ، أوبغروبها ! 2 " يسيرا " 2 ! سريعاً ' ع ' ، أو سهلاً ، خفياً . 47 - ! 2 " لبأسا " 2 ! غطاء كاللباس ! 2 " سباتا " 2 ! راحة لقطع العمل فيه ، أو لأنه مسبوت فيه كالميت لا يعقل . ! 2 " نشورا " 2 ! باليقظة كالنشور بالبعث ، أو ينتشر فيه للمعاش .
@ 427 @ ^ ( وهو الذي أرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماءً طهوراً لنحى به بلدةً ميتاً ونسقيه ممّا خلقنا أنعاماً وأناسى كثيراً ولقد صرفناه بينهم ليذّكروا فأبى أكثر الناس إلا كفوراً ) ^ 48 - ! 2 " الرياح " 2 ! قال أبي بن كعب : كل شيء من ذكر الرياح في القرآن فهو رحمة وكل شيء من الريح فهو عذاب ، قيل لأن الرياح جمع وهي الجنوب والشمال والصبا لأنها لواقح ، والعذاب ريح واحدة ، وهي الدبور ؛ لأنها لا تلقح . ! 2 " نشرا " 2 ! تنشر السحاب ليمطر ، أو تحيي الخلق كما يحيون بالنشور . ! 2 " بشرا " 2 ! لتبشيرها بالمطر . أو لأنهم يستبشرون بالمطر . ! 2 " رحمته " 2 ! بالمطر . 49 - ! 2 " بلدة ميتا " 2 ! لا عمارة بها ولا زرع ، وإحياؤها إنبات زرعها وشجرها ! 2 " أناسي " 2 ! جمع إنسان ، أو جمع إنسي . 50 - ! 2 " صرفناه " 2 ! الفرقان ، أو المطر . قسمة بينهم فلا يدوم على مكان فيهلك ، ولا ينقطع عن آخر فيفسد ، أو يصرفه في كل عام من مكان إلى مكان ، قال ابن عباس . رضي الله تعالى عنهما : ليس عام بأمطر من عام ولكن الله تعالى يصرفه بين عباده ! 2 " كفورا " 2 ! قولهم : مطرنا بالأنواء . ^ ( ولو شئنا لبعثنا في كلّ قريةٍ نذيراً فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً وهو الذي مرج البحرين هذا عذبٌ فراتٌ وهذا ملحٌ أجاجٌ وجعل بينهما برزخاً وحجراً محجوراً وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان
@ 428 @ ربّك قديراً ) ^ 52 - ^ ( فلا تطع الكافرين ) ^ في تعظيم آلهتهم ، أو موادعتهم ^ ( وجاهدهم به ) ^ بالقرآن أو الإسلام . ^ ( كبيراً ) ^ بالسيف ، أو الغلظة . 53 - ^ ( مرج البحرين ) ^ أرسل أحدهما في الآخر ، أو خلاهما مرجت الشيء خليته ، ومرج الوالي الناس تركهم ، ومرجت الدابة تركتها ترعى ، فهما بحر السماء وبحر الأرض ، أو بحر فارس والروم ، أو بحر العذب وبحر الملح . ^ ( فرات ) ^ عذب أو أعذب العذب ^ ( أجاج ) ^ ملح ، أو أملح الملح ، أو مر ، أو حار متوهج من تأجج النار ^ ( برزخاً ) ^ حاجزاً من اليبس ' ح ' أو التخوم ، أو الأجل ما بين الدنيا والآخرة . ^ ( حجراً ) ^ مانعاً أن يختلط العذب بالمالح . 54 - ^ ( نسباً ) ^ / [ 126 / ب ] كل من ناسب بولد أو والد وكل شيء أضيف إلى آخر ليعرف به فهو يناسبه . ^ ( وصهراً ) ^ الرضاع ، أو المناكح ، أو النسب ما لا يحل نكاحه من قريب وغيره والصهر ما يحل نكاحه من قريب وغيره ، أصل الصهر الملاصقة ، أو الاختلاط لاختلاط الناس بها . ^ ( ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربّه ظهيراً وما
@ 429 @ أرسلناك إلا مبشراً ونذيراً قل ما أسئلكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلاً وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيراً الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيامٍ ثم استوى على العرش الرحمن فسئل به خبيراً وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفوراً ) ^ 55 - ^ ( على ربه ) ^ أولياء ربه . ^ ( ظهيراً ) ^ عونا ، أو الكافر هين على الله ، ظهر فلان بحاجتي استهان بها ، ومنه ^ 0 وراءكم ظهرياً ) ^ [ هود : 92 ] قيل نزلت : في أبي جهل . 60 - ^ ( قالوا وما الرحمن ) ^ لم تكن العرب تعرف هذا الاسم لله تعالى فلما دعوا إلى السجود له بهذا الاسم سألوا عنه مسألة الجاهل ، أو لأن مسيلمة يسمى بالرحمن فلما سمعوه في القرآن ظنوه مسيلمة فأنكروا السجود له ، أو ورد في قوم لا يعرفون الصانع ولا يقرون فلما دعوا إلى السجود ازدادوا نفوراً على نفورهم وإلا فالعرب كانت تعرف الرحمن قبل ذلك . ^ ( تبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً وهو الذي جعل اليل والنهار خلفةٌ لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً ) ^ 61 - ^ ( بروجاً ) ^ نجوماً عظاماً أو قصوراً فيها الحرس ، أو مواضع
@ 430 @ الكواكب ، أو منازل الشمس ! 2 " سراجا " 2 ! الشمس ، سرجاً : النجوم ، وسمى الشمس سراجاً لاقتران نورها بالحرارة كالسراج ، وسمى القمر بالنور لعدم ذلك فيه . 62 - ! 2 " خلفه " 2 ! ما فات في أحدهما قضي في الآخر ، أو يختلفان ببياض أحدهما وسواد الآخر ، أو يخلف كل واحد منهما الآخر بالتعاقب . ! 2 " يذكر " 2 ! يصلي بالليل صلاة النهار ، وبالنهار صلاة الليل . ! 2 " شكورا " 2 ! النافلة بعد الفرض قيل نزلت في عمر رضي الله تعالى عنه . ! 2 " وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما إنها ساءت مستقرا ومقاما والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما " 2 ! 63 - ! 2 " هونا " 2 ! علماء حلماء ' ع ' ، أو أعفاء أتقياء ، أو بالسكينة
@ 431 @ والوقار ، او متواضعين غير متكبرين ! 2 " الجاهلون " 2 ! الكفار ، أو السفهاء ، ! 2 " سلاما " 2 ! سداداً ، أو طلباً للمسالمة ، أو وعليك السلام . 65 - ! 2 " غلاما " 2 ! غراماً ملازماً ، والغريم لملازمته ، أو شديداً وشدة المحنة غرام ، أو ثقيلاً . مغرمون : مثقلون ، أو أغرموا بنعيم الدنيا عذاب النار . 67 - ! 2 " يسرفوا " 2 ! النفقة في المعاصي ' ع ' ، أو لم يكثروا حتى يقول الناس قد أسرفوا ، أو لا يأكلون الطعام لإرادة النعيم ولا يلبسون الثياب للجمال وهم أصحاب محمد [ صلى الله عليه وسلم ] كانت قلوبهم كقلب رجل واحد ، أو لم ينفقوا نفقة في غير حقها . ! 2 " يقتروا " 2 ! يمنعوا حق الله ' ع ' ، أو لا يجيعهم ولا يعريهم ، أو لم يمسكوا عن طاعة الله تعالى ، أو لم يقتصروا في الحق قال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] : ' من منع في حق فقد أقتر ومن أعطى في غير حق فقد أسرف ' ! 2 " قواما " 2 ! عدلاً ، أو إخراج شطر الأموال في الطاعة ، أو ينفق في الطاعة ويكف عن محارم الله تعالى . والقوام بالفتح الاستقامة والعدل ، وبالكسر ما يدوم
@ 432 @ عليه الأمر ويستقر . ^ ( والذين لا يدعون مع الله إلهاً ءاخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق اثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً إلا من تاب وءامن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدّل الله سيئاتهم حسناتٍ وكان الله غفوراً رحيماً ومن تاب وعمل صالحاً فإنّه يتوب إلى الله متاباً * 71 * ) ^ 68 - ! 2 " إلا بالحق " 2 ! كفر بعد الإيمان ، أو زناً بعد إحصان ، أو قتل / نفس بغير نفس . / [ 127 / أ ] ! 2 " أثاما " 2 ! عقوبة ، او جزاء ، أو اسم وادٍ في جهنم . 69 - ! 2 " يضاعف " 2 ! عذاب الدنيا وعذاب الآخرة ، أو يجمع له بين عقوبات الكبائرالتي فعلها ، أو استدامة العذاب بالخلود . 70 - ! 2 " من تاب " 2 ! من الزنا ! 2 " وآمن " 2 ! من الشرك وعمل صالحاً بعد السيئات ! 2 " حسنات " 2 ! يبدلون في الدنيا بالشرك إيماناً وبالزنا إحصاناً ، وذكر الله تعالى بعد نسيانه وطاعته بعد عصيانه ، أو في الآخرة من غلبت سيئاته
@ 433 @ حسناته بدلت سيئاته حسنات ، أو يبدل عقاب سيئاته إذا تاب منها بثواب حسناته التي انتقل إليها . ! 2 " غفورا " 2 ! لما سبق على التوبة . ! 2 " رحيما " 2 ! بعدها . لما قتل وحشي حمزة كتب إلى الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] هل لي من توبة فإن الله تعالى أنزل بمكة إياسي من كل خير . ! 2 " والذين لا يدعون مع الله " 2 ! الآية [ 68 ] وأن وحشياً قد زنا وأشرك وقتل النفس فأنزل الله تعالى : ! 2 " إلا من تاب " 2 ! من الزنا وآمن بعد شرك وعمل صالحاً بعد السيئات الآية . فكتب بها الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] اليه فقال : هذا شرط شديد ولعلي لا أبقى بعد التوبة حتى أعمل صالحاً . فكتب إلى الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] هل من شيء أوسع من هذا . فنزلت ! 2 " إن الله لا يغفر أن يشرك به " 2 ! الآية [ النساء : 66 ] فكتب بها الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] إلى وحشي فقال : إني أخاف أن لا أكون من مشيئة الله فنزل في وحشي وأصحابه ! 2 " قل يا عبادي الذين أسرفوا " 2 ! الآية [ الزمر : 53 ] فبعث بها إلى وحشي فأتى الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] فأسلم .
@ 434 @ ^ ( والذين لا يشهدون الزور وإذا مرّوا باللغو مروا كراماً والذين إذا ذكروا بئايات ربّهم لم يخروا عليها صمّاً وعمياناً والذين يقولون ربّنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرّة أعينٍ واجعلنا للمتقين إماماً ) ^ 72 - ! 2 " الزور " 2 ! الشرك بالله ، أو أعياد أهل الذمة وهو الشعانين ، أو الغناء ، أو مجالس الخنا ، أو لعب كان في الجاهلية ، أو الكذب ، أومجلس كان النبي [ صلى الله عليه وسلم ] يشتم فيه . ! 2 " باللغو " 2 ! كان المشركون إذا سبوهم وآذوهم أعرضوا عنهم وإذا ذكروا النكاح كفوا عنه ، ويكنون عن الفروج إذا ذكروها ، أو إذا مروا بإفك المشركين أنكروه ، أو المعاصي كلها ومرورهم بها ! 2 " كراما " 2 ! تركها والإعراض عنها . 73 - ! 2 " لم يخروا " 2 ! لم يقيموا ، أو لم يتغافلوا . ! 2 " صما وعميانا " 2 ! لكنهم سمعوا الوعظ وأبصروا الرشد . 74 - ! 2 " من أزواجنا " 2 ! اجعل أزواجنا وذريتنا قرة أعين أو ارزقنا من أزواجنا
@ 435 @ اولاداً ومن ذريتنا أعقاباً ، وقرة العين : أن تصادف العين ما يرضيها فتقر على النظر إليه دون غيره ، أو القر البرد معناه برّد الله دمعها ، دمع السرور بارد ، ودمع الحزن حار ، وضد قرة العين سخنة العين . ! 2 " قرة أعين " 2 ! أهل طاعة تقر أعيننا في الدنيا بصلاحهم وفي الآخرة / [ 127 / ب ] بالجنة ! 2 " إماما " 2 ! أئمة هدى يهتدى بنا ' ع ' ، أو نأتم بمن قبلنا حتى يأتم بنا من بعدنا ، أو أمثالاً ، أو قادة إلى الجنة ، أو رضاً . ^ ( أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقّون فيها تحيّة وسلاماً خالدين فيها حسنت مستقراً ومقاماً قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاماً ) ^ 75 - ! 2 " الغرفة " 2 ! الجنة ، أو أعلى منازل الجنة ! 2 " صبروا " 2 ! على الطاعة ، أو عن شهوات الدنيا . ! 2 " تحية " 2 ! بقاء دائماً ، أو ملكاً عظيماً ، ! 2 " وسلاما " 2 ! جميع السلامة والخير ، أو يحيي بعضهم بعضا بالسلام . 77 - ! 2 " ما يعبأ " 2 ! ما يصنع ، أو ما يبالي بكم . ! 2 " دعاؤكم " 2 ! عبادتكم له وإيمانكم به ، أو لولا دعاؤه لكم إلى الطاعة . ! 2 " لزاما " 2 ! القتل ببدر أو عذاب القيامة ، أو الموت ، أو لزوم الحجة لهم في الآخرة على تكذيبهم في الدنيا . وأظهر الوجوه أن اللزام الجزاء للزومه .
@
436 @
سورة الشعراء
مكية ، أو إلا أربع آيات نزلت بالمدينة ^ ( والشعراء يبتعهم ) ^ [ 224 ] إلى آخرها
.
بسم الله الرحمن الرحيم
^ ( طسم تلك ءايات الكتاب المبين لعلك باخعٌ نفسك ألا يكونوا مؤمنين إن نشأ ننزل
عليهم من السماء ءايةً فظلت أعناقهم لها خاضعين وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدثٍ
إلا كانوا عنه معرضين فقد كذّبوا فسيأتيهم أنبؤا ما كانوا به يستهزءون أولم يروا
إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوجٍ كريمٍ إن في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين
وإن ربّك لهو العزيز الرحيم ) ^ 1 - ! 2 " طسم " 2 ! اسم لله تعالى أقسم
به جوابه ! 2 " إن نشأ ننزل " 2 ! [ 4 ] ' ع ' ، أو اسم للقرآن ، أو من
الفواتح التي افتتح بها كتابه ، أو حروف من أسماء الله تعالى وصفاته مقطعة الطاء
من طول ،
@ 437 @ أو طاهر ، والسين من قدوس أو سميع ، أوسلام . والميم من مجيد ، أو رحيم ،
أو ملك . 3 - ! 2 " باخع " 2 ! قاتل أو مخرج ، والبخع : القتل . 4 - ! 2
" أيه " 2 ! ما عظم من الأمور القاهرة ، أو ما ظهر من الدلائل الواضحة !
2 " أعناقهم " 2 ! لا يلوي أحد منهم عنقه إلى معصية ، أو أراد أصحاب
الأعناق ، أو الأعناق الرؤساء ، أو العنق الجماعة من الناس ، أتاني عنق من الناس
أي جماعة . 7 - ! 2 " زوج " 2 ! نوع معه قرينه من أبيض وأحمر وحلو وحامض
! 2 " كريم " 2 ! حسن ، أو مما يأكل الناس والأنعام ، أو النافع المحمود
، أو الناس نبات الأرض فمن دخل الجنة فهو كريم قاله الشعبي ، ! 2 " والله
أنبتكم من الأرض نباتا " 2 ! [ نوح : 17 ] . ^ ( وإذ نادى ربّك موسى أن ائت
القوم الظالمين قوم فرعون ألا يتقون قال ربّ إني أخاف أن يكذّبون ويضيق صدري ولا
ينطلق لساني فأرسل إلى هارون * 13 * ولهم على ذنبٌ فأخاف أن يقتلون قال لكلاّ
فاذهبا بئاياتنا إنّا معكم مستمعون فأتيا فرعون
@
438 @ فقولا إنّا رسول ربّ العالمين أن أرسل معنا بني إسرائيل قال ألم نربّك فينا
وليداً ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين قال
فعلتها إذاً وأنا من الضالين ففررت منكم لمّا خفتكم فوهب لي ربّي حكماً وجعلني من
المرسلين وتلك نعمةٌ تمنّها على أن عبدت بني إسرائيل ) ^ 13 - ^ ( ويضيق صدري ) ^
لتكذيبهم ، أو للضعف من إبلاغ الرسالة . ^ ( ولا ينطلق لساني ) ^ من مهابته ، أو
للعقدة التي كانت به . 14 - ^ ( ولهم علي ) ^ عندي ذنب ، أوعقوبة ذنب هو قتل النفس
. 16 - ^ ( رسول ) ^ بمعنى رسولا ، أو كل واحد منا رسول ، أو إنا رسالة ومنه % ( .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . % وما أرسلتهم برسول ) % 18 - ^ (
ولبثت فينا ) ^ لأنه كان لقيطاً في دار ' لبث فيهم ثلاثين سنة '
@ 439 @ وغاب عنهم عشر سنين ، ثم دعاه ثلاثين سنة ، وعاش بعد غرقه خمسين سنة . ذكر
ذلك امتناناً عليه . 19 - ! 2 " فعلتك " 2 ! قتل النفس ! 2 " من
الكافرين " 2 ! أي على ديننا الذي تقول إنه كفر ، أو من الكافرين لإحساني
إليك . 20 - ! 2 " الضالين " 2 ! الجاهلين لأنه لم يعلم أنها تبلغ النفس
، أو من الضالين عن النبوة ، أو من الناسين كقوله ! 2 " أن تضل إحداهما
" 2 ! [ البقرة : 282 ] . 22 - ! 2 " وتلك نعمة " 2 ! اتخاذك بني
إسرائيل عبيداً قد أحبط نعمتك التي تمن علي بها ، لما ظلمت بني إسرائيل ولم تظلمني
اعتددت بذلك نعمة تمن بها علي أو لم يكن لفرعون على موسى نعمة وإنما رباه بنو
إسرائيل بأمر فرعون لاستعباده لهم فأبطل موسى نعمته لبطلان استرقاقه ، أو أنفق
فرعون على تربية موسى من / [ 128 / أ ] أموال بني إسرائيل التي أخذها منهم لما
استعبدهم فأبطل موسى نعمته وأبطل منته لأنها أموال بني إسرائيل لا أموال فرعون ' ح
' والتعبيد الحبس والإذلال والاسترقاق لما فيه من الذل .
@ 440 @ ^ ( قال فرعون وما ربّ العالمين قال ربّ السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين قال لمن حوله ألا تستمعون قال ربّكم وربّ ءابائكم الأولين قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنونٌ قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون قال لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين قال أولو جئتك بشىءٍ مبينٍ قال فأت به إن كنت من الصادقين فألقى عصاه فإذا هي ثعبانٌ مبينٌ * 32 * ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين قال للملإ حوله إن هذا لساحر عليمٌ يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين يأتوك بكل سحّارٍ عليمٍ * 37 * ) ^ 32 - ! 2 " ثعبان " 2 ! الحية الذكر ، أو أعظم الحيات ، أو أعظم الحيات الصفر شعرالعنف . ! 2 " مبين " 2 ! أنها ثعبان ، أو أنها آية وبرهان ، قيل كان اجتماعهم بالإسكندرية . قيل كان السحرة أثني عشر ألفاً ، أو تسعة عشر ألفاً . 35 - ! 2 " تأمرون " 2 ! تشيرون . 36 - ! 2 " أرجه " 2 ! أخره ، أو احبسه . ولم يأمروا بقتله لأنهم رأوا منه ما بهر عقولهم فخافوا الهلاك من قبله ، أو صرفوا عن ذلك تأييداً للدين وعصمة لموسى عليه الصلاة والسلام ، أو خافوا أن يفتن الناس بما شاهدوا منه ورجوا أن يغلبه السحرة . ^ ( فجمع السحرة لميقات يومٍ معلومٍ وقيل للنّاس هل أنتم مجتمعون لعلنا نتبع
@ 441 @ السحرة إن كانوا هم الغالبين فلمّا جاء السحرة قالوا لفرعون أئنّ لنا لأجراً إن كنا نحن الغالبين قال نعم وإنكم إذاّ لمن المقربين قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون فألقوا حبالهم وعصيّهم وقالوا بعزة فرعون إنّا لنحن الغالبون فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون فألقى السحرة ساجدين 4 * * قالوا ءامنّا برب العالمين ربّ موسى وهارون قال ءامنتم له قبل أن ءاذن لكم إنّه لكبيركم الذي علمّكم السحر فلسوف تعلمون لأقطعّن أيديكم وأرجلكم من خلافٍ ولأصلّبنّكم أجمعين قالوا لا ضير إنّا إلى ربنا منقلبون إنّا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أوّل المؤمنين وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنّكم متّبعون فأرسل فرعون في المدائن حاشرين إن هؤلاء لشر ذمةٌ قليلون وإنّهم لنا لغائظون وإنّا لجميعٌ حاذرون فأخرجناهم من جناتٍ وعيونٍ وكنوزٍ ومقامٍ كريمٍ كذلك وأورثناها بني إسرائيل ) ^ 54 - ^ ( شرذمة : سفلة الناس ، أو العصبة الباقية من ' عصب كبيرة ' ؛ شرذمة كل شيء بقيته القليلة ، والقميص إذا أخلق شراذم ، وما قطع من فضول النعال حتى تحذى شراذم . وكان عدد بني إسرائيل لما قال ذلك ستمائة ألف وتسعين ألفاً ، أو ستمائة وعشرين ألفاً لا يعدون ابن عشرين لصغره ولا ابن ستين لكبره ، أو ستمائة ألف مقاتل ، أو خمس مائة ألف وثلاثة آلاف
@ 442 @ وخمسائة مقاتل واستقل هذا العدد لكثرة من قتل منهم ، أو لكثرة من معه ، كان على مقدمته هامان في ألف وتسعمائة ألف حصان أشهب ليس فيها أنثى ، أو كانوا سبعة آلاف ألف . 55 - ! 2 " لغائظون " 2 ! لأنهم استعاروا حلي القبط وذهبوا به مغايظة لهم ، أو لقتلهم أبكارهم وهربهم منهم ، أو بخلاصهم من رقهم واستخدامهم . 56 - ^ ( حذرون ) ^ وحاذرون واحد ، أو الحذر الخائف والحاذر المستعد أو الحذر المطبوع على الحذر والحاذر فاعل الحذر ، أو الحذر المتيقظ والحاذر آخذ السلاح لأن السلاح حذر . 58 - ! 2 " وكنوز " 2 ! الخزائن ، أوالدفائن ، أو الأنهار ! 2 " ومقام كريم " 2 ! المنابر ' ع ' أو مجالس الأمراء ، او المنازل الحسان ، أو مرابط الخيل لتفرد الزعماء بارتباطها عدة وزينة . ^ ( فأتبعوهم مشرقين فلمّا ترءا الجمعان قال أصحاب موسى إنّا لمدركون قال كلا إن معي ربي سيهدين فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كلٌ فرقٍ كالطود العظيم وأزلفنا ثم الآخرون وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم
@ 443 @ اغرقنا الآخرين إن في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو لعزيز الرحيم ) ^ 60 - ^ ( مشرقين ) ^ حين أشرقت الشمس بالشعاع ، أو أشرقت الأرض بالضياء ، او ناحية الشرق شرقت الشمس : طلعت وأشرقت : أضاءت وتأخر فرعون وقومه عنهم لاشتغالهم بدفن أبكارهم لأن الوباء تلك الليلة وقع فيهم ، أو لأن سحابة أظلتهم فخافوها حتى أصبحوا فانقشعت عنهم . 61 - ^ ( لمدركون ) ^ ملحوقون لأنهم رأوا فرعون وراءهم والبحر أمامهم . 62 - ^ ( كلاّ ) ^ زجر وردع ^ ( سيهدين ) ^ إلى الطريق ، أو سيكفيني . 63 - ^ ( فانفلق ) ^ أثني عشر طريقاً لكل سبط طريق عرض كل طريق / [ 128 / ب ] فرسخان وكان ذلك ضحوة النهار يوم الاثنين عاشر المحرم بعد أربع ساعات من النهار . والبحر بحر النيل ما بين أيلة ومصر ، وقطعوه في ساعتين فصار ست ساعات ^ ( كالطود ) ^ كالجبل . 64 - ^ ( وأزلفنا ) ^ قربنا فرعون وقومه إلى البحر ' ع ' ، أو جمعنا فرعون وقومه في البحر .
@ 444 @ واتل عليهم نبأ إبراهيم إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون قالوانعبد أصناماً فنظل لها عاكفين قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون قالوا بل وجدنا ءاباءنا كذلك يفعلون قال أفرءيتم ما كنتم تعبدون أنتم وءاباؤكم الأقدمون فإنهم عدوٌّ لي إلا ربّ العالمين الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين والذي يميتني ثمّ يحيين والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الذين ) ^ 78 - ^ ( خلقني ) ! 2 " بنعمته " 2 ! ( فهو يهدين ) ^ لطاعته ، أو خلقني لطاعته فهو يهدين لجنته . ^ ( ربّ هب لي حكماً وألحقني بالصالحات واجعل لي لسان صدقٍ في الآخرين واجعلني من ورثة جنة النعيم واغفر لأبي إنّه كان من الضالين ولا تخزني يوم يبعثون يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليمٍ ) ^ 83 - ^ ( حكماً ) ^ لبّاً ، أو علماً ، أو نبوة ، أو القرآن ^ 0 بالصالحين ) ^ الأنبياء والمؤمنين . 84 - ^ ( لسان صدقٍ ) ^ ثناء حسناً من الأمم كلها ، أو أن يؤمن به أهل كل ملة ، أو يجعل من ولده من يقوم بالحق بعده . 86 - ^ ( لأبي ) ^ كان يسر الإيمان ويظهر الكفر فيصح استغفاره له . والأظهر أنه كان كافراً في الباطن أيضاً فسأل أن يغفر له في الدنيا ولا يعاقبه فيها أو يغفر
@ 445 @ له جنايته عليه التي تسقط بعفوه . 89 - ! 2 " سليم " 2 ! من الشك ، أو الشرك ' ح ' أو المعاصي ، أو مخلص ، أوناصح لله تعالى في خلقه . ^ ( وأزلفت الجنة للمتقين وبرزت الجحيم للغاوين وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون * 92 * من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون فكبكبوا فيهاهم والغاون وجنود إبليس أجمعون * 95 * قالوا وهم فيها يختصمون تالله إن كنا لفي ضلالٍ مبين إذ نسويكم برب العالمين وما أضلنا إلا المجرمون فما لنا من شافعين ولا صديق حميم فلو أن لنا كرةً فنكون من المؤمنين إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإنّ ربّك لهو العزيز الرحيم ) ^ 94 - ! 2 " فكبكبوا " 2 ! جمعوا في النار ، أو طرحوا فيها على وجوههم ، أو نكسوا فيها على رؤوسهم ، أو قلب بعضهم على بعض . ! 2 " هم " 2 ! يعني الآلهه . ! 2 " والغاوون " 2 ! المشركون ، أو الشياطين . 95 - ! 2 " وجنود إبليس " 2 ! أعوانه من الجن أو أتباعه من الإنس . 100 - ! 2 " شافعين " 2 ! من الملائكة ، أو الناس . 101 - ! 2 " حميم " 2 ! شفيق ، أو قريب نسيب ، حم الشيء قرب والحمى
@ 446 @ لتقريبها من الأجل قال الشاعر : % ( لعل لبنى اليوم حم لقاؤها % ببعض بلاد إن ما حم واقع ) % أو سمي القريب حميماً من الحمية لأنه يحمى لغضب صاحبه ، ذهبت يومئذ مودة الصديق ورقة الحميم . ^ ( كذبت قوم نوحٍ المرسلين إذ قال لهم أخوهم نوحٌ ألا تتقون إنى لكم رسولٌ أمين فاتقوا الله واطيعون وما أسئلكم عليه من أجرٍ إن أجري إلا على ربّ العالمين فاتقوا الله وأطيعون قالوا أنؤمن لك واتّبعك الأرذلون قال وما علمى بما كانوا يعملون إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون وما أنا بطارد المؤمنين إن أنا إلا نذيرٌ مبينٌ ) ^ 111 - ! 2 " الأرذلون " 2 ! الذين يسألون ولا يقنعون ، أو المتكبرون ، أو السفلة ، أو الحاكة ، أو الأساكفة . ^ ( قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين قال ربّ إن قومي كذّبون فافتح بيني وبينهم فتحاً ونجني ومن معي من المؤمنين فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون ثم أغرقنا بعد الباقين إن في ذلك لأيةٌ وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربّك لهو
@ 447 @ العزيز الرحيم ) ^ 116 - ^ ( المرجومين ) ^ بالحجارة ، أو بالشتم أو القتل . 118 - ^ ( فافتح ) ^ فاقض ولم يدع عليهم إلا بعد ما قيل له ^ ( لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن ) ^ [ هود : 36 ] . ^ ( كذبت عاد المرسلين * 123 * إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون إني لكم رسولٌ أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسئلكم عليه من أجرٍ إن أجرى إلاعلى رب العالمين أتبنون بكل ريع ءايةً تعبثون وتتخذون مصانع لعلّكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين فاتقوا الله وأطيعون واتقوا الذي أمدّكم بما تعلمون أمدّكم بأنعام وبنين وجنات وعيونٍ إني أخاف عليكم عذاب يومٍ عظيمٍ ) ^ 128 - ^ ( ريع ) ^ طريق ، أو الثنية الصغيرة ، أو السوق ، أو الفج بين الجبلين ، أو الجبال ، أو المكان المشرف من الأرض ' ع ' ^ ( آية ) ^ بنياناً ، أو أعلاماً ' ع ' أو أبراج الحمام . ^ ( تعبثون ) ^ باللهو واللعب ، أوعبث العشارين بأموال من يمر بهم . 129 - ^ ( مصانع ) ^ قصوراً مشيدة ، أو مآخذ الماء تحت الأرض ، أو أبراج الحمام . ^ ( لعلكم ) ^ كأنكم تخلدون وهي كذلك في بعض القراءات .
@ 448 @ 130 - ! 2 " جبارين " 2 ! أقوياء ' ع ' أوبضرب السياط ، أو القتل بالسيف في غير حق ، أو القتل على الغضب . ^ ( قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين إن هذا إلا خلق الأوّلين وما نحن بمعذّبين 3 * * فكذّبوه فأهلكناهم إن في ذلك لآية وماكان أكثرهم مؤمنين وإن ربّك لهو العزيز الرحيم ) ^ 138 - ! 2 " خلق الأولين " 2 ! دينهم أو كذبهم ، أو عادتهم ، أو كان الأولون يموتون فلا يبعثون ولا يحاسبون . ^ ( كذّبت ثمود المرسلين إذ قال لهم أخوهم صالحٌ الأ تتقون إني لكم رسولٌ أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسئلكم عليه من أجرٍ إن أجرى إلا على رب العالمين أتتركون في ما هاهنا ءامنين في جنات وعيونٍ وزروع ونخلٍ طلعها هضيمٌ وتنحتون من الجبال بيوتاً فارهين * 149 * فاتقوا الله وأطيعون ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون * 152 * ) ^ 148 - ! 2 " هضيم " 2 ! رطب لين ' ع ' ، أو المذنب من الرطب ، أو ما لا نوى له ' ح ' أو المتهشم المتفتت ، أو الملاصق بعضه ببعض ، أو الطلع حين
@ 449 @ يتفرق ويخصر / [ 129 / أ ] أو اليانع النضيج ' ع ' ، أو المكتنز قبل أن ينشق عنه القشر ، أو الرخو ، أو اللطيف ، والطلع من الطلوع وهو الظهور ، ومنه طلعت الشمس والقمر . 149 - ^ ( فرهين ) ^ شرهين أو معجبين ، أو آمنين ، أو فرحين ، أو بطرين اشرين ' ع ' ، أومتخيرين ! 2 " فارهين " 2 ! كيسين ، أو حاذقين من فراهة الصنعة ' ع ' ، أو قادرين ، أو جمع فاره وهو المرح . ^ ( قالوا إنّما أنت من المسحرين ما أنت إلا بشرٌ مثلنا فأت بئايةٍ إن كنت من الصادقين * 154 * قال هذه ناقةٌ لها شربٌ ولكم شرب يوم معلومٍ ولا تمسّوها بسوء فيأخذكم عذابٍ يومٍ عظيمٍ فعقروها فأصبحوا نادمين أخذهم العذاب إن في ذلك لأيةً وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربّك لهو العزيز الرحيم ) ^ 153 - ! 2 " المسحرين " 2 ! المسحورن ، أو الساحرين ، أو المخلوقين ' ع ' ، أو المخدوعين ، أو الذي ليس له شيء ولا ملك ، أو ممن له سحر وهو الرئة ، أو ممن يأكل ويشرب .
@ 450 @ ^ ( كذبت قوم لوطٍ المرسلين إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون إنى لكم رسولٌ أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسئلكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قومٌ عادون قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين قال إني لعملكم من القالين رب نجني وأهلي مما يعملون فنجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزاً في الغابرين ثم دمرنا الآخرين وأمطرنا عليهم مطراً فساء مطر المنذرين إن في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربّك لهو العزيز الرحيم كذب أصحاب لئيكة المرسلين إذ قال لهم شعيب ألا تتقون إني لكم رسولٌ أمينٌ فاتقوا الله وأطعيون وما أسئلكم عليه من أجرٍ إن أجري إلا على رب العالمين أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين وزنوا بالقسطاس المستقيم ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين * 183 * واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين ) ^ 182 - ! 2 " بالقسطاس " 2 ! القبان ' ح ' ، أو الحديد ، أو المعيار ، أو الميزان ، أو العدل بالرومية ، أو بالعربية من القسط وهو العدل . 183 - ! 2 " ولا تعثوا " 2 ! لا تمشوا فيها بالمعاصي ، أو بالظلم . 184 - ! 2 " والجبلة " 2 ! الخليقة . قال أمرؤا القيسس :
@ 451 @ % ( والموت أكبر حادث % مما يمر على الجبلة ) % ! 2 " قالوا إنما أنت من المسحرين وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين قال ربي أعلم بما تعملون فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم " 2 ! 187 - ! 2 " كسفا " 2 ! جانباً ، أو قطعاً ، أوعذاباً . ! 2 " وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين " 2 ! 193 - ! 2 " الروح الأمين " 2 ! جبريل عليه السلام . 195 - ! 2 " عربي مبين " 2 ! لسان جرهم ، أو قريش . ^ ( وإنه لفى زبر الأولين أو لم يكن لهم ءايةً أن يعلمه علموا بني إسرائيل ولو نزلناه على بعض الأعجمين فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين ) ^ 196 - ! 2 " وإنه " 2 ! ذكر القرآن ، أو ذكر محمد [ صلى الله عليه وسلم ] وصفته ، أو ذكر دينه وصفة أمته . ! 2 " لفي زبر الأولين " 2 ! التوراة والإنجيل وغيرهما من الكتب .
@ 452 @ ^ ( كذالك سلكناه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون فيقولوا هل نحن منظرون أفبعذابنا يستعجلون أفرءيت إن متعناهم سنين * 205 * ثم جآءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون وما أهلكنا من قريةٍ إلا لها منذرون ذكرى وما كنّا ظالمين ) ^ 200 - ! 2 " سلكناه " 2 ! أدخلنا الشرك ، أو التكذيب ، أوالقسوة في قلوب المجرمين ! 2 " وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنهم عن السمع لمعزولون " 2 ! 212 - ! 2 " عن السمع " 2 ! عن سمع القرآن لمصروفون ، أوعن فهمه وإن سمعوه ، أوعن العمل به وإن فهموه . ^ ( فلا تدع مع الله إلها ءاخر فتكون من المعذّبين وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتّبعك من المؤمنين فإن عصوك فقل إني برىءٌ مّمّا تعملون وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين إنه هو السميع العليم * 220 * ) ^ 218 - ! 2 " حين تقوم " 2 ! في الصلاة ' ع ' ، أو من فراشك ومجلسك ، أو قائماً وجالساً وعلى حالتك ، أو حين تخلو عبر بالقيام عن الخلوة لوصوله
@ 453 @ إليها بالقيام عن ضدها . 219 - ! 2 " في الساجدين " 2 ! من نبي إلى نبي حتى أخرجك نبياً ' ع ' ، أو تقلبك في سجود صلاتك وركوعها ، أو ترى بقلبك في صلاتك من خلفك كما ترى بعينك من قدامك ، أو تصرفك في الناس ، أو تقلب ذكرك وصفتك على ألسنة الأنبياء قبلك ، أو حين تقوم إلى الصلاة منفرداً وتقلبك في الساجدين إذا صليت جماعة ، قاله قتادة . ^ ( هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزّل على كل أفاكٍ أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون 223 والشعراء يتبعهم الغاون ألم تر أنّهم في كل وادٍ يهيمون وأنّهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون ) ^ 224 - ! 2 " والشعراء " 2 ! يعني الذين إذا غضبوا سبوا ، وإذا قالوا كذبوا ! 2 " يتبعهم الغاوون " 2 ! الشياطين ، أو المشركون ، أو السفهاء ، أوالرواة ' ع ' . 225 - ! 2 " واد يهيمون " 2 ! في كل فن من الكلام يأخذون ' ع ' ، أو في كل لغو يخوضون ، او يمدحون قوماً بباطل ، ويذمون قوماً بباطل . والهائم المخالف في القصد ، أو المجاوز للحد .
@
454 @ 226 - ! 2 " يقولون ما لا يفعلون " 2 ! من كذب في شعرهم بمدح ، أو
ذم ، أو تشبيه ، أو تشبيب . 227 - ! 2 " إلا الذين آمنوا " 2 ! فإنه لا
يتبعهم الغاوون ، ولا يقولون ما لا يفعلون . ولما نزلت ! 2 " والشعراء "
2 ! جاء عبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وكنا عند الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] /
[ 129 / أ ] وقالا هلكنا يا رسول الله فنزلت ! 2 " إلا الذين آمنوا " 2
! . فقرأها عليهم ، وقال : أنتم هم ! 2 " وذكروا الله " 2 ! في شعرهم ،
أو في كلامهم ، ! 2 " وانتصروا " 2 ! بردهم على المشركين ما هجوا به
المسلمين ! 2 " منقلب " 2 ! مصير يصيرون إليه من النار والعذاب ،
والمنقلب الانتقال إلى ضد ما هو فيه ، والمرجع العود من حال هو عليها إلى حال كان
فيها .
@ 455 @
سورة النمل
مكية
بسم الله الرحمن الرحيم
^ ( طس تلك ءايات القرءان وكتابٍ مبينٍ هدىً وبشرى للمؤمنين الذين يقيمون الصلاة
ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم
فهم يعمهون أولئك الذين لهم سوء العذاب وهم في الآخرة هم الأخسرون وإنك لتلقى
القرءان من لدن حكيم عليم ) ^ 1 - ! 2 " تلك " 2 ! أي هذه آيات القرآن
وآيات الكتاب والإشارة بتلك عائد إلى السورة ، أو إلى الحروف التي هي ! 2 " طس
" 2 ! المبين حلاله وحرامه وأمره ونهيه ووعده ووعيده . 2 - ! 2 " هدى
" 2 ! إلى الجنة ! 2 " وبشرى " 2 ! بالثواب ، أو هدى من الضلالة
وبشرى بالجنة . 3 - ! 2 " يقيمون الصلاة " 2 ! المفروضة باستيفاء فروضها
وسننها ' ع ' ، أو بالمحافظة على مواقيتها . ! 2 " الزكاة " 2 ! زكاة
المال ، أو زكاة الفطر ، أو طاعة الله تعالى والإخلاص ، أو تطهير أجسادهم من دنس
المعاصي ' ع ' . 4 - ! 2 " يعمهون " 2 ! يترددون ' ع ' ، أو يتمادون أو
يلعبون ، أويتحيرون ' ح ' .
@ 456 @ 6 - ^ ( لتقلى ) ^ لتأخذ ، أو لتؤتى ، أو لتلقن ، أو لتلقف . ! 2 " حكيم " 2 ! في أمره . ! 2 " عليم " 2 ! بخلقه . ^ ( إذ قال موسى لأهله إني ءانست ناراً سئاتيكم منها بخبرٍ أو ءاتيكم بشهابٍ قبسٍ لعلكم تصطلون فلما جاءها نودى أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم وألق عصاك فلما رءاها تهتز كأنها جان ولى مدبراً ولم يعقب ياموسى لا تخف إنى لا يخاف لدى المرسلون إلا من ظلم ثم بدل حسناً بعد سوء فإنى غفورٌ رحيمٌ وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوءٍ في تسع ءايات إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوماً فاسقين فلما جاءتهم ءاياتنا مبصرةً قالوا هذا سحرٌ مبين وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً فانظر كيف كان عاقبة المفسدين ) ^ 7 - ! 2 " آنست " 2 ! رأيت ، أو أحسست ، الإيناس : الإحساس من جهة يؤنس بها . ! 2 " بخبر " 2 ! بخبر الطريق لأنه كان ضلها ' ع ' ، أو سأخبركم عنها بعلم ! 2 " بشهاب " 2 ! الشعاع المضيء ومنه شهب السماء . ! 2 " قبس " 2 ! قطعة من نار ، اقتبس النارأخذ قطعة منها ، واقتبس العلم لاستضاءته به كما يستضيء بالنار . ! 2 " لعلكم " 2 ! لكي تصطلوا من البرد وكان شتاء . 8 - ! 2 " جاءها " 2 ! جاء النور الذي ظنه ناراً وقف قريباً منها فوجدها تخرج من
@
457 @ شجرة خضراء شديدة الخضرة يقال لها العليق ، لا تزداد النار إلا تضرماً ولا
تزداد الشجرة إلا خضرة وحسناً ! 2 " بورك " 2 ! قدس ' ع ' ، أو تبارك ،
أو البركة في النار . ! 2 " النار " 2 ! نار فيها نور ، أو نور لا نار
فيه عند الجمهور ! 2 " من في النار " 2 ! من : صلة تقديره بوركت النار ،
أو بورك النور الذي في النار ، أو بورك الله الذي في النور أو الملائكة ، أوالشجرة
لأن النار اشتعلت فيها وهي خضراء لا تحترق . ! 2 " ومن حولها " 2 !
الملائكة ، أو موسى عليه الصلاة والسلام . ! 2 " وسبحان الله " 2 ! من كلام
الله تعالى لموسى ، أو قاله موسى لما سمع الكلام وفزع استعانة بالله تعالى
وتنزيهاً له ، وسمع موسى كلام الله تعالى من السماء عند الشجرة وحكى النقاس أن
الله تعالى خلق في الشجرة كلاماً حتى خرج
@ 458 @ منها فسمعه موسى عليه الصلاة والسلام ولا خبر فيما ذكره من ذلك قال وهب لم
يمس موسى عليه الصلاة والسلام امرأة بعد ما كلمه ربه . 10 - ! 2 " جان "
2 ! الحية الصغيرة سميت بذلك لاختفائها واستتارها ، أو / [ 130 / أ ] الشيطان
لأنهم يشبهون كل ما استهولوه بالشياطين لقوله : ! 2 " طلعها كأنه رؤوس
الشياطين " 2 ! [ الصافات : 65 ] وقد كان انقلابها إلى أعظم الحيات وهو
الثعبان قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : ولما توجه إلى مدين أعطاه العصا
@ 459 @ ملك من الملائكة . ! 2 " ولم يعقب " 2 ! لم يرجع ، أو لم ينتظر ، أو لم يلتفت . ! 2 " لا يخاف لدي " 2 ! أي لا يخافون في الموضع الذي يوحى إليهم فيه وإلا فهم أخوف الخلق لله تعالى . 11 - ! 2 " إلا من ظلم " 2 ! من غيرالمرسلين فيكون الاستثناء منقطعاً ، أو أراد آدم ظلم نفسه بأكل الشجرة ، أو يخافون مما كان منهم قبل النبوة كقتل موسى للقبطي ، أو يخافون من الصغائر بعد النبوة لأنهم غير معصومين منها . ^ ( ولقد ءاتينا داود وسليمان علماً وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثيرٍ من عباده المؤمنين وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون حتى إذا أتوا على وادٍ النمل قالت نملةٌ يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنّكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون فتبسم ضاحكاً من قولها وقال رب أوزعني أن اشكر نعمتك التي أنعمت على وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ) ^ 15 - ! 2 " علما " 2 ! فهماً ، أو قضاء ، أو علم الدين ، أو منطق الطير ، أو بسم الله الرحمن الرحيم ، أو صنعة الكيمياء . وهو شاذ ! 2 " فضلنا " 2 ! بالنبوة ، أو الملك ، أو العلم . 16 - ! 2 " وورث سليمان " 2 ! نبوة داود وملكه ، أوسخر له الشياطين والرياح ، أو استخلفه في حياته على بني إسرائيل فسمي ذلك وراثه ، وكان لداود تسعة عشر ابناً .
@ 460 @ 17 - ! 2 " يوزعون " 2 ! يساقون ، أو يدفعون ، أو يدفع أخراهم ويوقف أولاهم ، أو يسحبون ، أويجمعون ، أو يحبسون ، أو يمنعون ، وزعه عن الظلم : منعه منه ، وقالوا لا بد للسلطان من وزعه : أي من يمنع الناس عنه ، وقال عثمان : ما وزع الله بالسلطان أكثر مما وزع بالقرآن ، والمراد بهذا المنع أن يرد أولهم على آخرهم ليجتمعوا ولا يتفرقوا . 18 - ^ ( واد النمل ) ^ بالشام ، وكان للنمله جناحان فعلم منطقها لأنها من الطير ولولا ذلك لما علمه ، قاله الشعبي . ! 2 " يحطمنكم " 2 ! يهلكنكم ! 2 " وهم " 2 ! والنمل ! 2 " لا يشعرون " 2 ! بسليمان وجهوه ، أو سليمان وجنوده لا يشعرون بهلاك النمل ، قيل سمع كلامها من ثلاثة أميال حملته الريح إليه . وسميت نملة لتنملها ، وهو كثرة حركتها وقلة قرارها . 19 - ! 2 " تبسم " 2 ! من حذرها بالمبادرة أو من ثنائها عليه ، أومن إستبقائها النمل قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ! فوقف سليمان وجنوده حتى دخل النمل مساكنه . ! 2 " أوزعني " 2 ! ألهمني ، أو اجعلني ' ع ' ، أو حرضني ! 2 " أن أشكر " 2 ! سبب شكره علمه بمنطق الطير حتى فهم قولها أو حمل الريح صوتها إليه حتى سمعه من ثلاثة أميال فأمكنه الكف . ! 2 " صالحا " 2 ! شكر ما أنعم عليه به . ! 2 " برحمتك " 2 ! بنبوتك ، أو بمعونتك التي أنعمت بها عليّ ! 2 " في عبادك الصالحين " 2 ! الأنبياء ، أو الجنة التي هي دار الأولياء . ^ ( وتفقدّ الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنّه عذاباً شديداً أو لأذبحنّه أو ليأتينّى بسلطان مبينٍ ) ^ 20 - ! 2 " وتفقد الطير " 2 ! كان إذا سافر أظله الطير من الشمس ، فلما غاب الهدهد / [ 130 / ب ] أتت الشمس من مكانه وكانت الأرض للهدهد كالزجاج يرى ما تحتها
@ 461 @ فيدل على مواضع الماء حتى تحفر ! 2 " أم كان من الغائبين " 2 ! أي انتقل عن مكانه ، أو غاب . 21 - ! 2 " لأعذبنه " 2 ! بنتف ريشه حتى لا يمتنع من شيء ' ع ' ، أو بإحواجه إلى جنسه ، أو بجعله مع أضداده . ! 2 " بسلطان " 2 ! حجة بينّة أوعذر ظاهر . ^ ( فمكث غير بعيدٍ فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنيإ يقينٍ إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شىءٍ ولها عرش عظيمٌ وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزيّن لهم الشيطان أعمالهم فصدّهم عن السبيل فهم لا يهتدون ألا يسجدوا لله الذى يخرج الخبء في السموات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون ) ^ 22 - أحطت ) ^ بلغت ، أو علمت ، أو اطلعت ' ع ' ، والإحاطة : العلم بالشيء من جميع جهاته . ^ ( سبأ ) ^ مدينة باليمن يقال لها مأرب بينها وبين صنعاء ثلاث ليالي ، أو حيّ من اليمن سموا باسم أمهم ، أو سئل الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] عن سبأ فقال : ' هو رجل ولد له عشرة أولاد باليمن منه ستة وبالشام أربعة فأما اليمانيون ؛ فمذحج وحمير وكندة وأنمار والأزد والأشعريون . وأما الشاميون فلخم وجذام وعاملة وغسان ' وقيل هو سبأ بن يعرب بن قحطان سمي سبأ
@ 462 @ لأنه أول من سبى . 23 - ! 2 " امرأة " 2 ! بلقيس بني شراحيل أو شرحبيل بن مالك بن الريان وأمها جنية . ^ ( من كل شيء ) ^ في أرضها ، أو من أنواع الدنيا كلها . ! 2 " عرش " 2 ! سرير ، أو كرسي ، أو مجلس ، أو ملك . ! 2 " عظيم " 2 ! كريم ، أو حسن الصنعة ، أو كان ذهباً مستراً بالديباج والحرير قوائمه لؤلؤ وجوهر . وكان يخدمها ستمائة امرأة ، وأهل مشورتها ثلاثمائة واثنا عشر رجلاً ؛ كل رجل على عشرة آلاف رجل . 25 - ! 2 " الخبء " 2 ! غيب السماوات والأرض ، أو خبء السموات المطر وخبء الأرض : النبات ، والخبء المخبوء وصفه بالمصدر ، والخبء في اللغة ما غاب واستتر . ! 2 " ألا يسجدوا " 2 ! من قول الله ، أمر خلقه بالسجود أو من قول الهدهد تقديره يا هؤلاء اسجدوا . ^ ( قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثمّ تولّ عنهم فانظر ماذا يرجعون قالت يا أيها الملؤا إنّى ألقى إلى كتاب كريم إنّه من سليمان وإنّه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا على وأتوني مسلمين ) ^ 28 - ! 2 " ثم تول عنهم " 2 ! كن قريباً منهم ' ع ' أو تقديره ' فألقه إليهم فأنظر
@ 463 @ ماذا يرجعون ثم تول عنهم ' أخذ الهدهد الكتاب بمنقاره وجعل يدور في بهوها ، فقالت : ما رأيت خيراً منذ رأيت هذا الطير في بهوي فألقى الكتاب إليها ، أو ألقاه على صدرها وهي نائمة . 29 - ! 2 " كريم " 2 ! لحسن ما فيه ، أو مختوم ، أو لكرم صاحبه وأنه ملك ، أو لتسخيره الهدهد لحمله . 30 - وكان الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] يكتب باسمك اللهم فلما نزلت ! 2 " بسم الله مجراها " 2 ! [ هود : 41 ] كتب بسم الله فلما نزلت ! 2 " أو ادعوا الرحمن " 2 ! [ الإسراء : 110 ] كتب بسم الله الرحمن فلما نزلت ! 2 " إنه من سليمان " 2 ! الآية كتب بسم الله الرحمن الرحيم . 31 - لا تعلوا : لا تخافوا ، أو لا تتكبروا ، أو لا تمتنعوا ! 2 " مسلمين " 2 ! مستسلمين ، أو موحدين ' ع ' ، أو مخلصين ، أو طائعين . ^ ( قالت يا أيها الملؤ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون قالوا نحن أولوا قوةٍ وأولوا بأسٍ شديدٍ والأمر إليك فانظرى ماذا تأمرين * 33 * قالت إن الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزّة أهلها أذلةً وكذلك يفعلون وإنّى مرسلةٌ إليهم بهديةٍ فناطرةٌ بم يرجع المرسلون ) ^ 32 - ! 2 " أفتوني " 2 ! أشيروا علي . ! 2 " قاطعة " 2 ! ممضية ! 2 " تشهدون " 2 ! تشيروا ، أو تحضروا .
@ 464 @ 33 - ! 2 " قوة " 2 ! عدد وعدة . ! 2 " بأس " 2 ! شجاعة وآله / [ 131 / أ ] تفويضاً منهم الأمر إليها ، أو إجابة منهم إلى قتاله . 34 - ! 2 " دخلوا قرية " 2 ! أخذوها عنوة ' ع ' . ! 2 " أفسدوها " 2 ! أخربوها . ! 2 " أذلة " 2 ! بالسيف ، أو الاستعباد . ! 2 " وكذلك يفعلون " 2 ! من قول الله إنهم يفسدون القرى ' ع ' ، أو قالت بلقيس وكذلك يفعل سليمان إذا دخل بلادنا . 35 - ! 2 " بهدية " 2 ! لبنة من ذهب ' ع ' ، او صحائف الذهب في اوعية الديباج ، أو جوهر ، أو غلمان ولباسهم لباس الجواري وجواري لباسهم لباس الغلمان ، ثمانون غلاماً وجارية أو ثمانون غلاماً وثمانون جارية وقصدت بالهدية استعطافه لعلمها بموقع الهدايا من الناس ، أو اختبرته فإن قبل هديتها فهو ملك فتقاتله وإن لم يقبلها فهو نبي فلا طاقة لها به ، أو أختبرته بأن يميز الجواري من الغلمان فأمرهم بالوضوء فاغترف الغلام بيده وأفرغت الجارية على يدها فميزهم بذلك ، أو بغسل الغلمان ظهور السواعد قبل بطونها وغسل الجواري بطون السواعد قبل ظهورها ، وبدأ الغلمان بغسل المرافق إلى الأكف وبدأ الجواري من الأكف إلى المرفق . ^ ( فلما جاء سليمان قال أتمدّونن بمالٍ فما ءاتان الله خيرٌ ممّا ءاتاكم بل أنتم بهديّتكم تفرحون ارجع إليهم فلنأتينّهم بجنودٍ لا قبل لهم بها ولنخرجنّهم منها أذلّةٌ وهم صاغرون ) ^ 36 - ! 2 " فلما جاء " 2 ! رسلها ، أو هداياها ! 2 " أتمدونن بمال " 2 ! أمر الشياطين فموهوا لبن المدينة وحيطانها بالذهب والفضة وبعثت إليه بعصا كان يتوارها ملوك حمير ، وطلبت أن يميز أعلاها من أسفلها ، وبقدح ألتمست أن يملأه ماء فريداً لا من الأرض ولا من السماء وبخرزتين ليثقب أحدهما وليدخل في ثقب
@ 465 @ الأخرى خيطاً وكان ثقبها أعوج فلما جاء رسلها وكانوا رجالاً أو نساء قال ! 2 " أتمدونن بمال فما آتاني الله " 2 ! من النبوة والملك ! 2 " خير مما آتاكم " 2 ! من المال . ثم ميز الجواري من الغلمان وأرسل العصا إلى الهواء وقال أي الرأسين سبق إلى الأرض فهو أسفلها وأجريت الخيل حتى عرفت فملأ القدح من عرقها ، وثقب إحدى الخرزتين وأدخل الخيط في الأخرى فهال الرسل ما شاهدوه منه . 37 - ! 2 " ارجع إليهم " 2 ! أيها الرسول بما جئت به من الهدايا ، أو أمر الهدهد بالرجوع وأن يقول : ! 2 " فلنأتينهم بجنود لا قبل " 2 ! لا طاقة ، وصدق لأن من / [ 131 / ب ] جنوده الجن والإنس والطير والريح . ! 2 " ولنخرجنهم منها " 2 ! أخبرهم بما يصنع بهم ليبادروا إلى الإسلام . فلما رجعت إليها الهدايا قالت : قد والله علمت ما هذا بملك ولا طاقة لنا به ثم أرسلت إليه إني قادمة عليك بملوك قومي وأمرت بعرشها فجعل في سبعة أبيات بعضها في بعض وأغلقت عليه الأبواب وشخصت إليه في اثني عشر ألف قيل من ملوك اليمن فلما علم بقدومها . قال يا أيها الملؤا أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوك مسلمين قال عفريتٌ من الجن أنا ءاتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإنّي عليه لقوي أمينٌ قال الذي عنده علمٌ من الكتاب أنا ءاتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلمّا رءاه مستقراً عنده قال هذا من فضل ربي ليلوني ءأشكر أم أكفر ومن شكر فإنمّا يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربّى غنيّ كريمٌ ) ^ 38 - ^ ( قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها ) ^ أراد أن يعلم بذلك صدق
@ 466 @ الهدهد ' ع ' أو أعجبه لما وصفه الهدهد فأراد أخذه قبل أن يحرم عليه بإسلامها ، أو أراد أن يعايها ، وكانت الملوك يتعايون بالملك والقدرة ، قاله ابن زيد ، أو أراد اختبار فطنها هل تعرفه أو تنكره ، أو أراد أن يعرفها بذلك صحة نبوته قال وهب بن منبه . ! 2 " مسلمين " 2 ! طائعين أو على دين الحق . 39 - ! 2 " عفريت " 2 ! ، وهو المارد القوي والعفريت البالغ من كل شيء أخذ من قولهم فلان عفرية نفرية إذا كان مبالغاً في الأمور . أو من العفر وهو الشديد فزيدت فيه الهاء فقيل عفريه وعفريت . ! 2 " مقامك " 2 ! مجلسك ، أو يوماً كان يقوم فيه سليمان عليه الصلاة والسلام خطيباً يعظهم ويذكرهم وكان مجيء ذلك اليوم قريباً أو أراد قبل أن تسير إليهم من ملكك محارباً ، ^ ( لقوي ) ^ على حمله ! 2 " امين " 2 ! على ما فيه من جوهر ولؤلؤ أو لا آتيك بغيره بدلاً منه أو أمين على فرج المرأة . 40 - ! 2 " قال الذي عنده علم " 2 ! ملك أيد به سليمان عليه الصلاة والسلام والعلم الذي عنده هو ما كتب الله تعالى لبني آدم وقد أعلم الله تعالى الملائكة كثيراً منه فأذن الله له أن يعلم سليمان ذلك وأن يأتيه بالعرش أو بعض جنوده من الإنس أو الجن ، وعلم الكتاب : علمه بكتاب سليمان إلى بلقيس وعلم أن الريح مسخرة لسليمان وأن الملائكة تعينه فوثق بذلك وأخبره أن يأتيه به قبل
@ 467 @ ارتداد طرفه ، أو هو سليمان قال ذلك للعفريت ، أو هو بعض الإنس : مليخا أو اسطوم أو آصف بن برخيا وكان صديقاً ، أو ذو النون مصر ، أو الخضر ^ ( علم الكتاب ) ^ هو اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ! 2 " يرتد إليك طرفك " 2 ! يأتيك أقصى من تنظر إليه أو : قبل أن يعود طرفك إلى مد بصرك أو يعود طرفك إلى مجلسك أو قبل الوقت الذي ينتظر وروده فيه من قولهم أنا ممتد الطرف إليك أي منتظر أو قبل أن يرجع إليك طرف رجائك خائباً لأن الرجاء يمد الطرف والإياس يقصره ، أو قبل أن يقبض طرفك بالموت أخبره أنه سيأتيه به قبل موته ودعا بالاسم الأعظم وعاد طرف سليمان عليه الصلاة والسلام إليه فإذا العرش بين يديه ولم يكن سليمان عليه الصلاة والسلام يعلم ذلك الاسم ! 2 " هذا من فضل ربي " 2 ! وصول العرش قبل ارتداد طرفي ، ! 2 " أأشكر " 2 ! على وصوله ! 2 " أم أكفر " 2 ! فلا أشكر إذا رأيت من هو أعلم مني في الدنيا وكان ذلك معجزة لسليمان عليه الصلاة والسلام أجراها الله تعالى على يد بعض أوليائه وكان العرش باليمن وسليمان بالشام قيل خرق الله تعالى به الأرض حتى صار بين يديه . ^ ( قال نكّروا لها عرشها ننظر أتهتدى أم تكون من الذين لا يهتدون فلمّا جاءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين وصدها ما كانت تعبد من دون الله إنّها كانت من قومٍ كافرين قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجّةٌ وكشفت عن ساقيها قال إنّه صرحٌ ممردٌ من قوارير قالت رب إن ظلمت نفسي وأسلمت مع
@ 468 @ سليمان لله رب العالمين ) ^ 41 - ^ ( نكروا ) ^ غيروه بانتزاع ما عليه من فصوص وجواهر ومرافق ' ع ' / [ 132 / أ ] أو بجعل ما كان أحمر أخضر وما كان أخضر أحمر ، أو بالزيادة فيه والنقصان منه ، أو بجعل أعلاه أسفله مقدمه مؤخرة أو جعل فيه تمثال السمك ^ ( أتهتدي ) ^ إلى الحق بعقلها أم تكون من الذين لا يعقلون ، أو تعرف العرش بفطنتها أم تكون ممن لا يفطن ولا يعرف . 42 - ^ ( كأنه هو ) ^ لما خلفته وراءها فوجدته أمامها منعها معرفتها به من إنكاره وتركها له خلفها من إثباته ، أو لأنها رأت فيه ما تعرفه فلم تنكره وما غير وبدل فلم تثبته ، أو شبهوا عليها بقولهم ^ ( أهكذا عرشك ) ^ فشبهت عليهم بقولها : ^ ( كأنه هو ) ^ ولو قالوا هذا عرشك لقالت نعم . ^ ( وأوتينا ) ^ قاله سليمان عليه الصلاة والسلام ، أو بعض قومه . ^ ( العلم ) ^ بمعرفة الله تعالى وتوحيده ، أو النبوة ، أو علمنا أنه عرشها قبل أن نسألها . ^ ( مسلمين ) ^ طائعين لله تعالى بالاستسلام له ، أو مخلصين له بالتوحيد . 43 - ^ ( وصدها ) ^ عبادة الشمس أن تعبد الله تعالى ، أو صدها كفرها أن تهتدي للحق ، أو صدها سليمان عما كانت تعبد في كفرها ، أو صدها الله تعالى عن الكفر بتوفيقها للإيمان . 44 - ^ ( الصرح ) ^ بركة بنيت من قوارير ، أو صحن الدار ، وصرحة الدار وساحتها وباحتها وقاعتها كلها واحد من التصريح وهو الإظهار ، أو القصر . ^ ( حسبته لجة ) ^ لأنه أمر الجن أن يبنوه من قوارير في ماء فبنوه وجعلوا حوله أمثال السمك فأمرها بالدخول إليه لأنها وصفت له فأحب أن يراها وكانت
@ 469 @ هلباء الشعر وقدماها كحافر حمار وأمها جنية وخافت الجن إن تزوجها أن تطلعه على أشياء كانت الجن تخفيها ويبعد أن يتولد بين الإنس والجن ولد لأن الجن لطيف والإنس كثيف . ! 2 " وكشفت عن ساقيها " 2 ! فرأهما شعراوين فصنعت له الجن النورة وقصد بدخولها الصرح . وكشف ساقيها اختبار عقلها ، أو أخبر أن ساقيها ساقاً حمار فأراد أن يعلم ذلك ، أو أراد تزوجها فأحب مشاهدتها . ! 2 " ممرد " 2 ! مملس ، أو واسع في طوله وعرضه . ! 2 " ظلمت نفسي " 2 ! بالشرك ، أو ظنت أن سليمان أراد تغريقها لما أمرها بدخول الصرح فلما بان أنه صرح علمت أنها ظلمت نفسها بذلك الظن ، قاله سفيان . ! 2 " وأسلمت " 2 ! استسلمت طاعة لله قبل تزوجها سليمان عليه الصلاة والسلام ، واتخذ لها بالشام حماماً و نورة ، وكان أول من اتخذ ذلك . ^ ( ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحاً أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون قالو أطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قومٌ تفتنون ) ^ 45 - ! 2 " فريقان " 2 ! مؤمن وكافر ، أو مصدق ومكذب . ! 2 " يختصمون " 2 ! بقولهم ^ ( أتعلمون أن صالحاً / [ 132 / ب ] مرسلٌ من ربه ) ^ [ الأعراف : 75 ] ، أو يقول كل فريق : نحن على الحق دونكم . 46 - ! 2 " بالسيئة " 2 ! بالعذاب قبل الرحمة ؛ لقولهم : ^ ( فأتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين ) ^ [ الأعراف : 77 ] ، أو بالبلاء قبل العافية . ! 2 " تستغفرون " 2 ! بالتوبة ، أو بالدعاء . ! 2 " ترحمون " 2 ! بالكفاية أو الإجابة . 47 - ! 2 " اطيرنا " 2 ! تشاءموا به لافتراق كلمتهم ، أو للشر الذي نزل بهم . ! 2 " طائركم " 2 ! مصائبكم ' ع ' ، أو عملكم ! 2 " تفتنون " 2 ! بالطاعة والمعصية ، أو
@ 470 @ تصرفون عن الإسلام الذي أمرتم به . ^ ( وكان في المدينة تسعة رهطٍ يفسدون في الأرض ولا يصلحون قالوا تقاسموا بالله لنبيّتنّه وأهله ثمّ لنقولنّ لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنّا لصادقون ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لايةً لقومٍ يعلمون وأنجينا الذين ءامنوا وكانوا يتقون ) ^ 48 - ^ ( رهط ) ^ الرهط : جمع لا واحد له وهم عاقروا الناقة : فساق من أشراف قومهم . ! 2 " يفسدون " 2 ! بالكفر ولا يصلحون بالإيمان ، أو بالمنكر ولا يصلحون بالمعروف ، أو بالمعاصي ولا يصلحون بالطاعة ، أو بقطع الدنانير والدراهم ولا يصلحون بتركها صحاحاً ، أو يتبعون عورات الناس ولا يسترون عليهم . 49 - ! 2 " تقاسموا " 2 ! تخالفوا . ! 2 " لنبيتنه " 2 ! لنقتلنه ليلاً . البيات قتل الليل . ! 2 " لوليه " 2 ! لرهط صالح ! 2 " مهلك أهله " 2 ! قتلهم ! 2 " لصادقون " 2 ! في إنكار القتل . 50 - ! 2 " ومكروا " 2 ! عزموا على بياته ! 2 " ومكر الله " 2 ! بهم فرماهم بصخرة فهلكوا أو أظهروا أنهم خرجوا مسافرين فاستتروا في غار ليعودوا في الليل فيقتلوه فألقى الله تعالى صخرة فسدت عليهم فم الغار ! 2 " لا يشعرون " 2 ! بمكرنا أو بالملائكة الذين أرسلوا لحفظ صالح من قومه لما دخلوا عليه ليقتلوه فرموا كل رجل منهم بحجر فقتلوهم جميعاً .
@ 471 @ ^ ( ولوطاً إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون أئنكم لتأتون الرجال شهوةً من دون النساء بل أنتم قومٌ تجهلون فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا ءال لوطٍ من قريتكم إنّهم أناسٌ يتطهرون فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدّرناها من الغابرين وأمطرنا عليهم مطراً فساء مطر المنذرين ) ^ 54 - ! 2 " تبصرون " 2 ! أنها فاحشة ، أو يبصر بعضكم بعضاً . ^ ( قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفىءالله خيرٌ أما يشركون أمّن خلق السموات والأرض وأنزل لكم من السماء ماءً فأنبتنا به حدائق ذات بهجةٍ ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أءلةٌ مع الله بل هم قومٌ يعدلون ) ^ 60 - ! 2 " حدائق " 2 ! النخل ، أو الحائط من الشجر والنخل ! 2 " بهجة " 2 ! غضاضة ، أو حسن ! 2 " ما كان لكم أن تنبتوا " 2 ! لا تقدرون على خلق مثلها ! 2 " أإله مع الله " 2 ! يفعل هذا ، أو نفي للآلهة . ! 2 " يعدلون " 2 ! عن الحق ، أو يشركون فيجعلون له عدلاً . ^ ( أمّن جعل الأرض قراراً وجعل خلالها أنهاراً وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزاً أءلهٌ مع الله بل أكثرهم لا يعلمون ) ^
@ 472 @ 61 - ! 2 " قرارا " 2 ! مستقراً . ! 2 " خلالها " 2 ! في مسالكها ونواحيها ! 2 " البحرين " 2 ! بحر السماء وبحر الأرض ، أو بحر فارس والروم ، أو بحر الشام والعراق ، أو العذب والمالح . ! 2 " حاجزا " 2 ! مانعاً من الله تعالى لا يبغي أحدهما على صاحبه ، أو حاجزاً من الأرض أن يختلطا . ! 2 " لا يعلمون " 2 ! التوحيد ، أو لا يعقلون ، أو لا يتفكرون . ^ ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله قليلاً ما تذكرون ) ^ 62 - ! 2 " السوء " 2 ! الضر ، أو الجور . ! 2 " خلفاء " 2 ! خلفاً بعد خلف ، أولادكم خلفاً منكم ، أو خلفاً من الكفار ينزلون أرضهم بطاعة الله تعالى بعد كفرهم . ^ ( ماتذكرون ) ^ النعم . ^ ( أمّن يهديكم في ظلماتٍ البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته أءلهٌ مع الله تعالى الله عمّا يشركون ) ^ 63 - ! 2 " يهديكم في ظلمات " 2 ! : يرشدكم إلى مسالك البحر والبر ، أو يخلصكم من أهوالهما ، ! 2 " البر " 2 ! الأرض و ! 2 " البحر " 2 ! السماء ، أو البر بادية الأعراب والبحر الأمصار والقرى ! 2 " نشرا " 2 ! منشرة ، أو ملحقات . ! 2 " رحمته " 2 ! المطر اتفاقاً .
@ 473 @ ^ ( أمن يبدؤا الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أءله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيّان يبعثون بل أدارك علمهم في الآخرة بل هم في شكٍ منها بل هم منها عمون ) ^ 66 - ! 2 " ادارك علمهم " 2 ! هذا ذم أي غاب علمهم ' ع ' ، أو لم يدرك علمهم ، أو اضمحل / [ 133 / أ ] أو ضل ، أو هو مدح لعلمهم وإن كانوا مذمومين أي أدرك علمهم ، أو أجمع ، أو تلاحق . ^ ( وقال الذين كفروا أءذا كنا تراباً وءاباؤنا أئنا لمخرجون لقد وعدنا هذا نحن وءاباؤنا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيقٍ ممّا يمكرون ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون وإنّ ربّك لذو فضلٍ على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون وإنّ ربّك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون وما من غائبةٍ في السماء والأرض إلا في كتاب مبين ) ^ 72 - ! 2 " ردف لكم " 2 ! قرب منكم ' ع ' ، أو أعجل لكم ، أو تبعكم ، وردف المرأة لأنه تبع لها من خلفها . ! 2 " بعض الذي تستعجلون " 2 ! يوم بدر ، أوعذاب القبر . 75 - ! 2 " غائبة " 2 ! جمع ما خفي عن الخلق ، أو القيامة ، أو ما غاب عنهم
@ 474 @ من عذاب السماء والأرض . ! 2 " كتاب مبين " 2 ! اللوح المحفوظ ، أو الفضاء المحتوم . ^ ( إن هذا القرءان يقصّ على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون وإنه لهدىً ورحمةٌ للمؤمنين إنّ ربّك يقضى بينهم بحكمه وهو العزيز العليم فتوكل على الله إنّك على الحق المبين إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين وما أنت بهادي العمى عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بئاياتنا فهم مسلمون وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّةً من الأرض تكلمهم إنّ الناس كانوا بئاياتنا لا يوقنون ) ^ 82 - ! 2 " وقع القول " 2 ! حق عليهم القول أنهم لا يؤمنون ، أو وجب الغضب ، أو وجب السخط عليهم إذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر ، أو نزل العذاب ! 2 " دابة " 2 ! سئل عنها علي رضي الله تعالى عنه فقال : ' أما والله ما لها ذنب وإن لها للحية ' إشارة إلى أنها من الإنس ، أوهي من دواب الأرض عند الجمهور ذات زغب وريش لها أربع قوائم ' ع ' ، أو ذات وبر تناغي السماء ، أو لها رأس ثور وعينا خنزير وأذنا فيل وقرن أيل وعنق نعامة وصدر أسد ولون نمر وخاصرة هر وذنب كبش وقوائم بعير بين كل مفصلين اثنا عشر ذراعاً رأسها في السحاب . معها عصا موسى وخاتم سليمان فتنكت في مسجد المؤمن نكتة بيضاء فتبيض وجهه . وتنكت في وجه الكافر بخاتم سليمان فتسود وجهه . قاله أبو الزبير . ! 2 " من الأرض " 2 ! بعض أودية تهامة ' ع ' ، أو
@ 475 @ صخرة من شعب أجياد ، أو الصفا ، أو بحر سدوم ! 2 " تكلمهم " 2 ! مخففاً تسم وجوههم بالبياض والسواد حتى يتنادون في الأسواق يا مؤمن يا كافر ، قال : الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] : تخرج الدابة فتسم الناس على خراطيمهم ، أو تجرحهم فيختص هذا بالكافر والمنافق ، وجرحهما بإظهار الكفر والنفاق كجرح الشهود بالتفسيق ! 2 " تكلمهم " 2 ! عبر عن ظهور الآيات منها بالكلام من غير نطق ، أو تنطق فتقول هذا مؤمن وهذا كافر ، أو تقول ! 2 " أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون " 2 ! قاله ابن مسعود وعطاء ، قال ابن عمر - رضي الله تعالى عنه - : تخرج ليلة النحر والناس يسيرون إلى منى . ^ ( ويوم نحشر من كل أمةٍ فوجاً ممّن يكذّب بئاياتنا فهم يوزعون حتى إذا جاءوا وقال أكذبتم بئاياتي ولم تحيطوا بها علماً أماذا كنتم تعلمون ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون ألم يروا أنّا جعلنا الّيل ليسكنوا فيه والنهار مبصراً إن في ذلك لاياتٍ لقومٍ يؤمنون ) ^ 83 - ! 2 " من كل أمة فوجا " 2 ! وهم كفارها . ! 2 " بآياتنا " 2 ! محمد [ صلى الله عليه وسلم ] ، أو بالرسل عند الأكثرين . ! 2 " يوزعون " 2 ! يجمعون ، أو يدفعون ، أو يساقون ، أويرد أولاهم على أخراهم .
@ 476 @ ^ ( ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين وترى الجبال تحسبها جامدةً وهي تمرّ مرّ السحاب ضنع الله الذي أتقن كل شىءٍ إنّه خبير بما تفعلون من جاء بالحسنة فله خيرٌ منها وهم من فزع يومئذ ءامنون ومن جاء بالسيئة فكبّت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون ) ^ 87 - ! 2 " ويوم ينفخ " 2 ! يوم النشور من القبور . ! 2 " الصور " 2 ! جمع صورة ينفخ فيها أرواحها ، أو شيء كالبوق يخرج منه صوت يحيى به الموتى ، أو مثل ضرب لخرج الموتى في وقت واحد كخروج الجيش عند نفخ البوق . ! 2 " ففزع " 2 ! أسرع إلى إجابة النداء فزعت إليك في كذا أسرعت إلى ندائك / [ 133 / ب ] في معونتك . ! 2 " إلا من شاء الله " 2 ! استثناء من الإسراع والإجابة إلى النار ، أو الفزع الخوف والحذر لأنهم أزعجوا من أجداثهم فخافوا ! 2 " إلا من شاء الله " 2 ! فلا يفزعون وهم الملائكة أو الشهداء ، وقيل إن إسرافيل هو النافخ في الصور . ! 2 " داخرين " 2 ! راغمين ، أو صاغرين ' ع ' فالفزع في النفخة الأولى وإتيانهم صاغرين في النفخة الثانية . 88 - ! 2 " جامدة " 2 ! واقفة ! 2 " تمر مر السحاب " 2 ! لا يرى سيرها لبعد أطرافها ، مثل ضرب للدنيا تظن أنها واقفة كالجبال وهي آخذة بحظها من الزوال ، أو للإيمان تحسبه ثابتاً في القلب وعمله صاعداً إلى السماء ! 2 " أتقن " 2 ! أحكم ، أو
@ 477 @ أحصى ، أو أحسن ، أو أوثق سريانية ، أو عربية من إتقان الشيء إذا أوثق وأحكم ، وأصله التقن وهو ما ثقل في الحوض من طينة . 89 - ! 2 " بالحسنة " 2 ! أداء الفرائض كلها ، أوالتوحيد والإخلاص . ! 2 " خير منها " 2 ! الجنة ، أو أفضل : بالحسنة عشر ، أو فله منها خير للثواب العائد عليه ' ع ' ! 2 " من فزع " 2 ! القيامة . ! 2 " آمنون " 2 ! في الجنة ، أو من فزع الموت في الدنيا آمنون في الآخرة . 90 - ! 2 " بالسيئة " 2 ! الشرك ' ع ' . ^ ( إنما أمرت أن أعبد ربّ هذه البلدة الذي حرّمها وله كل شىءٍ وأمرت أن أكون من المسلمين وأن أتلوا القرءان فمن اهتدى فإنما يهتدى لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين وقل الحمد لله سيريكم ءاياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعلمون ) ^ 91 - ! 2 " البلدة " 2 ! مكة ، أومنى ! 2 " حرمها " 2 ! بتعظيم حرمتها والكف عن صيدها وشجرها ^ ( وله كل شيء ) ^ ملكه فيحل منه ما يشاء ويحرم ما يشاء . 93 - ! 2 " سيريكم آياته " 2 ! في الآخرة ! 2 " فتعرفونها " 2 ! على ما قال في الدنيا ' ح ' أو يريكم في الدنيا آيات السموات والأرض فتعرفون أنها حق . ! 2 " تعملون " 2 ! من خير وشر فيجازي عليه .
@
478 @
سورة القصص
مكية أو إلا آية ! 2 " إن الذي فرض عليك القرآن " 2 ! [ 85 ] نزلت
بالجحفة .
بسم الله الرحمن الرحيم
^ ( طسم تلك ءايات الكتاب المبين نتلوا عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون
3 * * إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفةٌ منهم يذبّح أبناءهم
ويستحي نساءهم إنّه كان من المفسدين ونريد أن نّمنّ على الذن استضعفوا في الأرض
ونجعلهم أئمةً ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما
منهم ما كانوا يحذرون ) ^ 4 - ! 2 " علا " 2 ! بملكه وسلطانه ، أو بقتله
أبناء بني إسرائيل واستعبادهم ، أو بإدعائه الربوبية وكفره . ! 2 " الأرض
" 2 ! مصر . لأنه لم يملك الأرض كلها . وعلوه لغلبته وقهره ، أو لكبره وتجبره
. ! 2 " شيعا " 2 ! فرقاً ؛ فرق بني إسرائيل والقبط ، استضعف طائفة بني
إسرائيل بالاستعباد والأعمال القذرة ! 2 " يذبح أبناءهم " 2 ! رأى في
نومه ناراً أقبلت من القبلة واشتملت على بيوت مصر فأحرقت القبط
@ 479 @ وتركت بني إسرائيل فسأل عن تأويلها ، فقيل يخرج من هذا البلد رجل يكون على يده هلاك مصر . فأمر بذبح أبنائهم وأسرع الموت في شيوخ بني إسرائيل . فقيل له قد فني شيوخ بني إسرائيل بالموت وصغارهم بالقتل فاستبقهم لعملنا وخدمتنا فأمر أن يقتلوا عاماً ويتركوا عاماً فولد هارون عام الاستحياء وموسى عام القتل ، وعاش فرعون أربعمائة سنة وهو أول من خضب بالسواد . وكان قصيراً دميماً . وعاش موسى عليه الصلاة والسلام مائة وعشرين سنة . 5 - ! 2 " الذين استضعفوا " 2 ! بنو إسرائيل ، أو يوسف / [ 134 / أ ] وولده : قاله قتادة . ! 2 " ائمة " 2 ! ولاة الأمر ، أو قادة متبوعين ، أو أنبياء لأن الأنبياء بين موسى وعيسى كانوا من بني إسرائيل وكان بينهما ألف ألف نبي . قاله الضحاك ! 2 " الوارثين " 2 ! للملك ، أو لأرض فرعون . ^ ( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليمّ ولا تخافى ولا تخزنى إنّا رآدّوه إليك وجاعلوه من المرسلين فالتقطه ءال فرعون ليكون لهم عدوا وحزناً إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين وقالت امرأت فرعون قرت عينٍ لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً وهم لا يشعرون ) ^ 7 - ! 2 " وأوحينا " 2 ! ألهمنا ، أو رؤيا نوم أو وحي مع الملك كوحي الأنبياء . أوحى إليها برضاعه قبل الولادة ، أو بعدها . ! 2 " خفت عليه " 2 ! القتل ، أو أن يسمع
@ 480 @ جيرانك صوته . ! 2 " أليم " 2 ! البحر وهو النيل . ! 2 " ولا تخافي " 2 ! عليه الغرق ، أو الضيعة . ! 2 " ولا تحزني " 2 ! لفراقه ، أو أن يقتل . فجعلته في تابوت طوله خمسة أشبار وعرضه مثلها . وجعلت المفتاح مع التابوت وألقته في اليم بعد أن أرضعته أربعة أشهر ، أو ثلاثة أشهر ، أو ثمانية أشهر ، ولما فرغ النجار منه أخبر فرعون به ، فبعث معه من يأخذه فطمس الله تعالى على عينيه وقلبه فلم يعرف الطريق . فعلم أنه المولود الذي خافه فرعون فآمن ذلك الوقت وهو مؤمن آل فرعون . قال ابن عباس رضي الله تعالى عنها : فلما غاب عنهما ندّمها الشيطان فقالت . لو ذبح عندي فواريته وكفنته كان أحب إلي من إلقائه في دواب البحر و حيتانه فقال الله تعالى : ! 2 " إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين " 2 ! . 8 - ! 2 " فالتقطه آل فرعون " 2 ! خرجت جواري امرأة فرعون لاستقاء الماء فوجدن تابوته فحملنه إليها ' ع ' ، أو خرجت امرأة فرعون إلى البحر وكانت برصاء فوجدته فأخذته فبرئت من برصها فقالت هذا صبي مبارك . 9 - ! 2 " قرة عين " 2 ! لما علم أصحاب فرعون بموسى جاءوا ليذبحوه فمنعتهم وأتت فرعون وقالت قرة عين لي ولك . فقال فرعون لها : قرة عين لك أما لي فلا . قال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] : ' لو أقر بأنه يكون قرة عين له لهداه الله تعالى به كما هداها به ' . وقرة العين بردها بالسرور من القر وهو البرد ، أو قر دمعها فلم
@ 481 @ يخرج بالحزن مأخوذ من القرار ! 2 " لا يشعرون " 2 ! أن هلاكهم على يديه . ! 2 " وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون " 2 ! 10 - ! 2 " فارغا " 2 ! من كل شيء إلا من ذكر موسى ' ع ' ، أو من الوحي بنسيانه ' ح ' أو من الحزن لعلمها أنه لم يغرق ، أو نافراً ، أو ناسياً ، أو والهاً ، أو فازعاً من الفزع . ! 2 " وأصبح " 2 ! لأنها ألقته ليلاً فأصبح فؤادها فارغاً ، أو ألقته نهاراً فيكون أصبح يعني صار . ! 2 " لتبدي به " 2 ! لتصيح به عند إلقائه وابناه ' ع ' ، أو تقول لما حملت لإرضاعه وحضانته هو ابني لأنه ضاق صدرها لما قيل هو ابن فرعون ، أو لتبدي بالوحي . ! 2 " ربطنا على قلبها " 2 ! بالإيمان ، أو العصمة ، ! 2 " من المؤمنين " 2 ! بردّه وجعله من المرسلين .
@ 482 @ 11 - ! 2 " قصيه " 2 ! تتبعي أثره واستعلمي خبره . ! 2 " جنب " 2 ! جانب / [ 134 / ب ] ' ع ' أو بعد ، أو شوق بلغة جذام جنبت إليك اشتقت إليك . ! 2 " لا يشعرون " 2 ! أنها أخته . 12 - ! 2 " وحرمنا " 2 ! منعناه ! 2 " المراضع " 2 ! فلا يؤتى بمرضع فيقبلها . ! 2 " من قبل " 2 ! مجيء أخته أو قبل رده إلى أمه . 13 - ! 2 " فرددناه " 2 ! انطلقت أخته إلى أمه فأخبرتها فجاءت فوضعته في حجرها فترامى إلى ثديها فامتصه حتى امتلأ جنباه رياً ' ع ' . فقيل لها : كيف ارتضع منك دون غيرك . قالت لأني طيبة الريح طيبة اللبن لا أكاد أوتى بصبي إلا أرتضع مني فسخر الله تعالى فرعون لتربيته وهو يقتل الخلق لأجله وكان إلقاؤه في البحر وهو سبب لهلاكه سبباً لنجاته . ! 2 " إن وعد الله " 2 ! في رده إليها وجعله من المرسلين حق . ! 2 " لا يعلمون " 2 ! ما يراد بهم . أو مثل علمها به . ^ ( ولمّا بلغ أشدّه واستوىءاتيناه حكماً وعلماً وكذلك نجزي المحسنين * 14 * ودخل المدينة على حين غفلةٍ من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثاه الذي من شيعته على الذي من عدوّه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنّه عدوٌّ مضلٌّ مبين قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنّه هو الغفور الرحيم قال ربّ بما أنعمت علىّ فلن أكون ظهيراً للمجرمين ) ^ 14 - ! 2 " أشده " 2 ! أربعون سنة ، أو أربع وثلاثون ، أو ثلاث وثلاثون ' ع ' أو ثلاثون أو خمس وعشرون ، أو عشرون ، أو ثماني عشرة ، أو خمس عشر ، أو
@ 483 @ الحلم ، أو الأشد جمع لا واحد له ، أو واحد شد . ! 2 " واستوى " 2 ! باعتدال القوة ، أو نبات اللحية ، أو انتهاء شبابه ، أو بأربعين سنة ' ع ' . ! 2 " حكما " 2 ! عقلاً ، أو نبوة ، أو القرآن ، أو الفقه ! 2 " وعلما " 2 ! بما في دينه وحدوده وشرائعه ، أو فهماً أو فقهاً . 15 - ! 2 " المدينة " 2 ! مصر ، أو منف ، أو عين شمس . ! 2 " حين غفلة " 2 ! نصف النهار وهم قائلون ، أو بين المغرب والعشاء ' ع ' ، أو يوم عيد لهم وهم في لهوهم ، أو لأنهم غفلوا عن ذكره لبعد عهدهم به ! 2 " من شيعته " 2 ! إسرائيلي ومن عدوه قبطي ' ع ' أو من شيعته مسلم ومن عدوه كافر . سخر القبطي الإسرائيلي ليحمل حطباً إلى مطبخ فرعون فامتنع ، واستغاث بموسى وكان خبازاً لفرعون ! 2 " فوكزه " 2 ! ولكزه واحد إلا أن الوكز الدفع في الصدر واللكز الدفع في الظهر . ولم يرد موسى بذلك قتله . ! 2 " فقضى عليه " 2 ! أي قتله ولم يكن مباحاً حينئذ لأنها حال كف عن القتال ' ع ' ! 2 " عمل الشيطان " 2 ! إغوائه . 17 - ! 2 " أنعمت علي " 2 ! من المغفرة ، أو الهداية . ! 2 " فأصبح في المدينة خائفا يترقب فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه قال له موسى إنك لغوي مبين فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين " 2 !
@ 484 @ 18 - ! 2 " خائفا " 2 ! من الله تعالى ، أو من قومه ، أو أن يؤخذ بقتل النفس ، ! 2 " يترقب " 2 ! يتلفت من الخوف ، أو ينتظر عقوبة الله تعالى إن جعلنا خوفه منه ، أو أن يسلمه قومه للقتل إن كان خوفه منهم ، أو أن يطلب بقتل النفس إن كان خوفه من الأخذ بها . ! 2 " يستصرخه " 2 ! على قبطي آخر خاصمه . ! 2 " لغوي " 2 ! قاله للإسرائيلي لأنه أغواه حتى قتل النفس ، أو قاله للقطبي فظن الإسرائيلي أنه عناه فخافه ' ع ' . 19 - ! 2 " أن يبطش " 2 ! أخذت موسى الرقة على الإسرائيلي فهم بالقبطي فظن الإسرائيلي أنه يريد قتله لما رأى من غضبه وسمع من قوله ! 2 " إنك لغوي " 2 ! الآية فقال الإسرائيلي : أتريد أن تقتلني / [ 135 / أ ] ، أو ظن الإسرائيلي أن موسى يقتل القبطي فيقتل به الإسرائيلي فقال ذلك دفعاً لموسى عنه . قيل هذا الإسرائيلي هو السامري ، فتركه القبطي وذهب فأشاع أن المقتول بالأمس إنما قتله موسى . ! 2 " جبارا " 2 ! قتالاً . قال عكرمة : ولا يكون الإنسان جباراً حتى يقتل نفسين . ^ ( وجاء رجلٌ من أقصا المدينة يسعى قال يا موسى إن الملآ يأتمرون بك ليقتلوك فأخرج إنّى لك من الناصحين ) ^ 20 - ! 2 " وجاء رجل " 2 ! هو مؤمن آل فرعون قيل ابن عم فرعون أخي أبيه . ! 2 " يأتمرون " 2 ! يتشاورون ، أو يأمر بعضهم بعضاً . ^ ( فخرج منها خائفاً يترقب قال رب نجّني من القوم الظالمين ولما توجه تلقاء مدين قال
@ 485 @ عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمّةً من الناس يسقون ووجد من دونهم امراتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقى حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبيرٌ فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلى من خيرٍ فقيرٌ ) ^ 22 - ^ ( تلقاء مدين ) ^ عرض له أربع طرق فلم يدر أيها يسلك فقال ^ ( عسى ربي ) ^ الآية ، أو قال ذلك بعد أخذه طريق مدين . ^ ( سواء السبيل ) ^ قصد الطريق إلى مدين قاله قتادة . ومدين ماء كان عليه قوم شعيب قال ' ع ' وكان بينه وبينها ثمان مراحل ولم يكن له طعام إلا ورق الشجر وخرج حافياً فما وصل إليها حتى وقع خف قدميه . 23 - ^ ( أمة ) ^ جماعة قال ابن عباس : الأمة أربعون . ^ ( تذودان ) ^ تحبسان ، أو تطردان غنمهما عن الماء لضعفهما عن الزحام ، أو يمنعان الغنم أن تختلط بغنم الناس ، أو يذودان الناس عن غنمهما . ^ ( ما خطبكما ) ^ ماشأنكما . والخطب تفخيم للشيء والخطبة لأنها من الأمر المعظم ^ ( يصدر ) 6 ينصرف ومنه الصدر لأن التدبير يصدر عنه فعلتا ذلك تصوناً عن مزاحمة الرجال ، أو لضعفهما عن الزحام ! 2 " الرعاء " 2 ! جمع راعٍ ! 2 " وأبونا شيخ " 2 ! قالتا ذلك ترقيقاً لموسى ليعينهما أو اعتذاراً من معاناتهما السقي بأنفسهما . 24 - ! 2 " فسقى لهما " 2 ! بأن زحم القوم فأخرجهم عن الماء ثم سقى لهما ، أو أتى بئراً فاقتلع عنها صخرة لا يقلها إلا عشرة من أهل مدين وسقى لهما ولم يستق
@ 486 @ إلا ذنوباً واحداً حتى رويت الغنم ! 2 " ثم تولي " 2 ! إلى ظل سمرة . ! 2 " فقال رب " 2 ! قال ذلك وقد لصق بطنه بظهره جوعاً وهو فقير إلى شق تمرة ولو شاء إنسان لنظر إلى خضرة أمعائه من الجوع ' ع ' ، أو مكث سبعة أيام لا يذوق إلا بقل الأرض . فعرض لهما بحاله ! 2 " من خير " 2 ! شبعة من طعام ' ع ' ، أو شبعة يومين . ^ ( فجاءته إحداهما تمشى على استحياء قالت إنّ أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلمّا جاءه وقصّ عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين قالت إحداهما يا أبت استئجره إنّ خير من استئجرت القوى الأمين قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حججٍ فإن أتممت عشراً فمن عندك وما أريد أن أشّق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين قال ذلك بيني وبينك إيّما الأجلين قضيت فلا عدوان علىّ والله على ما نقول وكيل ) ^ 25 - ! 2 " فجاءته إحداهما " 2 ! استكثر أبوهما سرعة صدورهما بالغنم حفّلاً بطاناً فقال إن لكما لشأناً فأخبرتاه بصنع موسى فأمر إحداهما أن تدعوه . ! 2 " على استحياء " 2 ! مستترة بكم درعها ، أو لبعدها من النداء له ، واستحيت لأنها دعته لتكافئه وكان الأجمل مكافأته من غير إعناء ، أو لأنها كانت رسول أبيها ، أو ما قاله عمر ليست بسلفع من النساء خراجة ولا
@ 487 @ ولاجة . أراد تمشي مشي من لم تتعود الخروج حياء وخفراً وكان أبوهما شعيباً ، أو يثرون ابن أخي شعيب قاله الكلبي وأبو عبيدة / [ 135 / ب ] ! 2 " ليجزيك " 2 ! ليكافئك فمشت أمامه فوصفت الريح عجيزتها فقال : أمشي خلفي ودليني للطريق إن أخطأت . ! 2 " القصص " 2 ! خبره مع آل فرعون ! 2 " نجوت " 2 ! إذ لسنا من مملكة فرعون . 26 - ! 2 " قالت إحداهما " 2 ! الصغرى التي دعته استأجره لرعي الغنم ! 2 " القوي " 2 ! فيما ولي ! 2 " الأمين " 2 ! فيما استودع . ' ع ' أو القوي في بدنه الأمين في عفافه . 27 - ! 2 " ثماني حجج " 2 ! أي رعي الغنم ثماني حجج كانت هي الصداق أو
@ 488 @ شرطاً للأب في الإنكاح وليست بصداق . ! 2 " عشرا فمن عندك " 2 ! كانت الثمان واجبة والعشر عدة فوفى بالعشر ' ع ' . ! 2 " من الصالحين " 2 ! في حسن الصحبة ، أو فيما وعده به . وكان جعل له كل سخلة توضع على خلاف شبه أمها . فأوحى الله تعالى إلى موسى عليه الصلاة والسلام أن الق عصاك في الماء فولدن كلهن خلاف شبههن ، أو جعل له كل بلقاء تولد فولدن كلهن بلقاً . 28 - ! 2 " فلا عدوان " 2 ! فلا سبيل . ! 2 " وكيل " 2 ! شهيد ، أو حفيظ ، أو رقيب . ^ ( فلمّا قضى موسى الأجل وسار بأهله ءانس من جانب الطور ناراً قال لأهله امكثوا إني ءانست ناراً لعلىءاتيكم منها بخبرٍ أو جذوةٍ من النار لعلّكم تصطلون فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني انا الله ربّ العالمين وأن ألق عصالك فلما رءاها تهتز كأنها جان ولى مدبراً ولم يعقب يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الأمنين أسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوءٍ واضمم إليك جناحك من الرهب فذانك برهانان من رّبك إلى فرعون وملإيه إنّهم كانوا قوماً فاسقين ) ^ 29 - ! 2 " قضى موسى الأجل " 2 ! وفى العمل . قال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] : ' أجر موسى نفسه لعفة فرجه وطعمة بطنه . فقيل : أي الأجلين قضى . قال أبرهما
@ 489 @ وأوفاهما ' . ! 2 " آنس " 2 ! رأى ! 2 " امكثوا " 2 ! أقيموا مكانكم ! 2 " جذوة " 2 ! أصل شجرة فيها نار ، أو عود في بعضه نار وليست في بعضه ، أو عود في بعضه نار ليس له لهب ، أو شهاب من نار ذو لهب ' ع ' . ! 2 " تصطلون " 2 ! تستدفئون . 30 - ! 2 " أنا الله رب العالمين " 2 ! عرف وحدانيته ولم يصر بذلك رسولاً . لأنه لم يأمره بالرسالة وإنما صار بذلك من أصفيائه ! 2 " الشجرة " 2 ! العليق وهو العوسج ' ع ' . 31 / 32 - ! 2 " وألق عصاك " 2 ! ليعلم بذلك أن الذي سمعه كلام الله تعالى . ! 2 " ولم يعقب " 2 ! لم يثبت مأخوذ من العقب الذي يثبت به القدم أو لم يتأخر لسرعة مبادرته . ! 2 " الآمنين " 2 ! من الخوف فلا يصير رسولاً إلا بقوله ! 2 " فذانك برهانان من ربك إلى فرعون " 2 ! ، أو الآمنين المرسلين لقوله : ! 2 " لا يخاف لدي المرسلون " 2 ! فيصير بذلك رسولاً . ! 2 " برهانان " 2 ! اليد والعصا ! 2 " الرهب " 2 ! الكم ، أو الخوف .
@ 490 @ ^ ( قال رب إني قتلت منهم نفساً فأخاف أن يقتلون وأخي هارون هو أفصح مني لساناً فأرسله معي ردءاً يصدقني إني أخاف أن يكذّبون قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطاناً فلا يصلون إليكما بئاياتنا أنتما ومن أتبعكما الغالبون . ) ^ 34 - ! 2 " ردءا " 2 ! عوناً ، أو زيادة والردء : الزيادة . ^ ( فلمّا جاءهم موسى بئاياتنا بيناتٍ قالوا ما هذا إلا سحرٌ مفترى وما سمعنا بهذا في ءابائنا الأولين وقال موسى ربي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي ياهامان على الطين فاجعل لي صرحاً لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنّه من الكاذبين واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنّهم إلينا لا يرجعون فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين وجعلناهم أئمةٌ يدعون إلى النار ويوم القيمامة لا ينصرون وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنةً ويوم القيامة هم من المقبوحين ) ^ 38 - ! 2 " ما علمت لكم " 2 ! كان بينها وبين قوله ! 2 " أنا ربكم الأعلى " 2 ! أربعون سنة ' ع ' ! 2 " على الطين " 2 ! هو أول من طبخ الآجر . ! 2 " صرحا " 2 ! قصراً عالياً وهو
@ 491 @ أول من صنع الصرح فصعده ورمى نشابة نحو السماء فعادت ملتطخة دماً فقال قتلت إله موسى . 40 - ! 2 " أليم " 2 ! بحر يقال له أساف من وراء مصر غرقوا فيه . 41 - ! 2 " ائمة " 2 ! يقتدى بهم في الكفر ، أو يأتم بهم المعتبرون ويتعظ بهم ذوو البصائر ! 2 " إلى النار " 2 ! إلى عملها ، أو إلى ما يوجب دخولها . 42 - ! 2 " لعنه " 2 ! خزياً وغضباً ، أو طرداً منها / [ 136 / أ ] بالهلاك فيها . ! 2 " المقبوحين " 2 ! بسواد الوجوه وزرقة الأعين ، أو المشوهين بالعذاب ، أو المهلكين ، أو الملعونين . ^ ( ولقد ءاتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدىً ورحمةً لعلهم يتذكرون ) ^ 43 - ! 2 " الكتاب " 2 ! ست من المثاني السبع المنزلة على محمد [ صلى الله عليه وسلم ] ، أو التوراة وهي أول كتاب نزل فيه الفرائض والحدود والأحكام . ! 2 " ما أهلكنا القرون الأولى " 2 ! قال أبو سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه ' لم تهلك قريةٍ ولا أمة ولا قرن بعذاب من السماء ولا من الأرض بعد نزول التوراة ، إلا الذين مسخوا قردة ' ! 2 " بصائر " 2 ! بينات ! 2 " وهدى " 2 ! دلالة ! 2 " ورحمة " 2 ! نعمة ! 2 " يتذكرون " 2 ! هذه
@ 492 @ النعم فيثبتون على إيمانهم . ^ ( وما كنت بجانب الغربى إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين ولكنا أنشأنا قروناً فتطاول عليهم العمر وما كنت ثاوياً في أهل مدين تتلوا عليهم ءاياتنا ولكنّا كنّا مرسلين وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك لتنذر قوماً ما أتاهم من نذير من قبلك لعلّهم يتذكرون ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدّمت أيديهم فيقولوا ربّنا لولا أرسلت إلينا رسولاً فنتبع ءاياتك ونكون من المؤمنين ) ^ 46 - ! 2 " وما كنت " 2 ! يا محمد ! 2 " بجانب الطور إذ نادينا " 2 ! يا أمة محمد استجبت لكم قبل أن تدعوني وأعطيتكم قبل أن تسألوني ، أو نودوا في أصلاب آبائهم أن يؤمنوا بك إذا بعثت . ! 2 " ولكن رحمة " 2 ! ما نودي به موسى من جانب الطور من ذكرك نعمة من ربك ، أو إرسالك إلى قومك نعمة مني . ^ ( فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهر وقالوا إنا بكل كافرون قل فأتوا بكتابٍ من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين فإن لم يستجيبوا لك فاعلم إنّما يتبعون أهواءهم ومن أضلّ ممن أتبع هواه بغير هدى
@ 493 @ من الله إنّ الله لا يهدي القوم الظالمين ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون ) ^ 48 - ^ ( قالوا ) ^ موسى ومحمد ^ ( ساحران ) ^ قاله مشركو العرب ، أو موسى وهارون قالته اليهود من ابتداء الرسالة ، أو عيسى ومحمد وهو قول اليهود اليوم ^ ( سحران ) ^ . التوراة والقرآن ، أو التوراة والإنجيل ، أو القرآن والإنجيل وقائل ذلك اليهود . أو قريش . 51 - ^ ( وصلنا ) ^ بينا ، أو أتممنا كصلتك الشيء بالشيء ، أو أتبعنا بعضه بعضاً . ^ ( القول ) ^ الخبر عن أمر الدنيا والآخرة ، أو الخبر عمن أهلكناهم بماذا أهلكناهم من أنواع العذاب ^ ( يتذكرون ) ^ محمداً فيؤمنون به ' ع ' ، أو يتذكرون فيخافون أن ينزل بهم كما نزل بمن قبلهم ، أو يتعظون بالقرآن عن عبادة الأوثان . ^ ( الذين ءاتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذ يتلى عليهم قالوا ءامنا به إنّه الحق من رّبّنا إنّا كنا من قبله مسلمين 8 * * أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين ) ^ 52 - ^ ( الكتاب ) ! 2 " التوراة والإنجيل " 2 ! ( قبله ) ^ من قبل محمد هم بمحمد يؤمنون ، أو من قبل القرآن هم بالقرآن يؤمنون . نزلت والتي بعدها في تميم الداري والجارود العبدي وسلمان الفارسي ، أو في أربعين رجلاً من أهل
@ 494 @ الإنجيل . آمنوا بالرسول [ صلى الله عليه وسلم ] قبل مبعثه . اثنان وثلاثون من الحبشة قدموا مع جعفر بن أبي طالب على الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] وثمانية قدموا من الشام منهم بحيراً أو أبرهة 54 - ! 2 " أجرهم مرتين " 2 ! لإيمانهم بالكتاب الأول ، والكتاب الآخر ، ! 2 " بما صبروا " 2 ! على الإيمان ، أو الأذى أو الطاعة وعن المعصية ! 2 " بالحسنة " 2 ! يدفعون بالعمل الصالح ما سلف من الذنب ، أو بالحلم جهل الجاهل ، أو بالسلام قبح اللقاء ، أو بالمعروف المنكر ، أو بالخير الشر . ! 2 " ينفقون " 2 ! الزكاة ' ع ' ، أو نفقة الأهل وهذا قبل نزول الزكاة ، أو يتصدقون من أكسابهم . 55 - ! 2 " وإذا سمعوا اللغو " 2 ! / [ 136 / ب ] قوم أسلموا من اليهود فكان اليهود يلقونهم بالسب والأذى فيعرضون ، أو أسلم منهم قوم فكانوا إذا سمعوا ما غير من التوراة . من نعت الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] كرهوه وأعرضوا عنه ، أو المؤمنون إذا سمعوا الشرك أعرضوا عنه ، أو ناس من أهل الكتاب ليسوا يهود ولا نصارى وكانوا على دين الأنبياء ينتظرون مبعث الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] فلما سمعوا بظهوره بمكة أتوه فعرض عليهم القرآن فأسلموا فكان أبو جهل ومن معه يلقونهم فيقولون لهم : ' أف لكم من قوم منظور إليكم تبعتم غلاماً قد كرهه قومه وهم أعلم به منكم ' فإذا قالوا ذلك أعرضوا عنهم . ! 2 " أعمالنا " 2 ! لنا ديننا ولكم دينكم ، أو لنا حلمنا ولكم سفهكم . ! 2 " لا نبتغي الجاهلين " 2 ! لا نتبعهم أو لا نجازيهم .
@ 495 @ ^ ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أو لم نمكن لهم حرماً ءامناً يجبي إليه ثمرات كل شيءٍ رزقاً من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون ) ^ 56 - ! 2 " من أحببت " 2 ! هدايته ، أو أحببته لقرابته نزلت في أبي طالب . ! 2 " يهدي من يشاء " 2 ! قال قتادة : يعني العباس ! 2 " بالمهتدين " 2 ! بمن قدر له الهدى . 57 - ! 2 " وقالوا إن نتبع الهدى " 2 ! نزلت في الحارث بن نوفل بن عبد مناف قال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] إنا لنعلم أن قولك حق ولكن يمنعنا أن نتبع الهدى معك مخافة أن يتخطفنا العرب في أرضنا يعني مكة وإنما نحن أكلة رأس للعرب ولا طاقة لنا بهم . ! 2 " آمنا " 2 ! بما طبعت عليه النفوس من السكون إليه حتى لا يفر الغزال من الذئب والحمام من الحدأ ، أو أمر بأن يكون آمناً لمن دخله ولاذ به يقول كنتم آمنين في حرمي تأكلون رزقي وتعبدون غيري . أفتخافون إذا عبدتموني
@ 496 @ وآمنتم بي . ! 2 " يجبى " 2 ! يجمع ! 2 " ثمرات كل " 2 ! أرض وبلد ! 2 " لا يعلمون " 2 ! لا يعقلون ، أو لا يتدبرون . ^ ( وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلاً وكنّا نحن الوارثين وما كان ربّك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولاً يتلوا عليهم ءاياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون ) ^ 58 - ! 2 " بطرت " 2 ! البطر : الطغيان بالنعمة ! 2 " معيشتها " 2 ! في معيشتها قاله الزجاج أو أبطرتها معيشتها . 59 - ! 2 " أمها " 2 ! أوائلها ' ح ' ، أو معظم القرى من سائر الدنيا ، أو مكة . ^ ( وما أوتيتم من شىءٍ فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خيرٌ وأبقى أفلا تعقلون أفمن وعدناه وعداً حسناً فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين ) ^ 61 - ! 2 " أفمن وعدناه " 2 ! الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ! 2 " وعدا حسنا " 2 ! النصر في الدنيا والجنة في الآخرة أو حمزة بن عبد المطلب ، والوعد الحسن الجنة وملاقاتها دخولها . ! 2 " كمن متعناه " 2 ! أبو جهل ! 2 " المحضرين " 2 ! للجزاء ، أو في النار ، أو المجهولين .
@ 497 @ ^ ( ويوم يناديهم فيقول أين شركاءى الذين كنتم تزعمون قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا إيّانا يعبدون وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين فعميت عليهم الأنباء يومئذٍ فهم لا يتساءلون فأمّا من تاب وءامن وعمل صالحاً فعسى أن يكون من المفلحين ) ^ 66 - ! 2 " الأنباء " 2 ! الحجج ، أو الأخبار . ! 2 " لا يتساءلون " 2 ! بالأنساب ، أو لا يسأل بعضهم بعضاً عن حاله ، أو أن يحمل من ذنوبه شيئاً . ^ ( وربّك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون وربّك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون قل أرءيتم إن جعل الله عليكم الّيل سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياءٍ أفلا تسمعون قل أرءيتم إن جعل الله عليكم ألنهار سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليلٍ تسكنون فيه أفلا تبصرون ومن رحمته جعل لكم اليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلّكم تشكرون ) ^ 68 - ! 2 " يخلق ما يشاء " 2 ! كان قوم في الجاهلية يجعلون خير أموالهم
@ 498 @ لآلهتهم . فقال ! 2 " وربك يخلق ما يشاء " 2 ! من خلقه ! 2 " ويختار " 2 ! منهم ما يشاء لطاعته ، أو يخلق ما يشاء من الخلق ويختار من يشاء للنبوة ، أو يخلق ما يشاء النبي ويختار الأنصار لدينه ^ ( وما كان لهم الخيرة ) ^ أي يختار للمؤمنين الذي فيه خيرتهم ، أو ' ما ' نافية أن يكون للخلق على الله تعالى خيرة نزلت في الذين / [ 137 / أ ] ^ ( جعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا ) ^ [ الأنعام : 136 ] ، أو في الوليد بن المغيرة قال ! 2 " لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم " 2 ! [ الزخرف : 31 ] يعني نفسه وأبا مسعود الثقفي فقال الله تعالى ما كان لهم أن يتخيروا على الله الأنبياء . ^ ( ويوم يناديهم فيقول أين شركاءى الذين كنتم تزعمون ونزعنا من كل أمةٍ شهيداً فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون ) ^ 75 - ! 2 " ونزعنا " 2 ! أخرجنا ! 2 " من كل أمة " 2 ! رسولاً مبعوثاً إليها ، أو أحضرناه ليشهد عليها أن قد بلغها الرسالة . ! 2 " برهانكم " 2 ! حجتكم ، أو بينتكم . ! 2 " الحق لله " 2 ! التوحيد ، أو العدل ، أو الحجة . ^ ( إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وءاتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوأ بالعصبة أولى القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين وابتغ فيما ءاتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين * 77 * ) ^ 76 - ! 2 " قارون " 2 ! كان ابن موسى أخي أبيه وقطع البحر مع بني إسرائيل
@ 499 @ ونافق كما نافق السامري . ! 2 " فبغى " 2 ! كفر بالله ، أو زاد في طول ثيابه شبراً ، أو علا بكثرة ماله وولده ، أو كان غلاماً لفرعون فتعدى على بني إسرائيل وظلمهم ، أو نسب ما آتاه الله تعالى من الكنوز إلى نفسه بعلمه وحيلته ، أو لما أمر موسى برجم الزاني دفع قارون إلى بغي مالاً قيل الفي درهم وأمرها أن تدعي على موسى أنه زنا بها ففعلت فعظم ذلك على موسى فأحلفها بالله تعالى الذي فلق البحر لبني إسرائيل وأنزل التوراة على موسى إلا صدقت . فقالت : أشهد أنك برىء وأن قارون أعطاني مالاً وحملني على ذلك ' ع ' ! 2 " من الكنوز " 2 ! أصاب كنزاً ، أو كان يعمل الكيمياء ! 2 " مفاتحه " 2 ! خزائنه ، أو أوعيته ، أو مفاتيح خزائنة وكانت من جلود يحملها أربعون بغلاً ، أو مفاتيحها : إحاطة علمه بها . ! 2 " لتنوء " 2 ! لتثقل العصبة ' ع ' ، أو لتمر بالعصبة من النأي وهو البعد ، أو ينهض بها العصبة ! 2 " العصبة " 2 ! الجماعة يتعصب بعضهم لبعض مهم سبعون رجلاً ، أو ما بين العشرة إلى الأربعين ، أو ما بين العشرة إلى الخمسة عشر ، أو ستة أو سبعة ، أو ما بين الثلاثة والتسعة وهم النفر ، أو عشرة قال أبو عبيدة : هذا من المقلوب تأويله أن العصبة لتنوء بالمفاتيح ! 2 " القوة " 2 ! الشدة ^ ( إذ قال له
@ 500 @ قومه ) ^ مؤمنوا قومه ، أو موسى ^ ( لا تفرح ) ^ لا تبغ ، أو لا تبخل ، أو لا تبطر . 77 - ^ ( وابتغ فيما آتاك ) ^ بطلب الحلال في الكسب ' ح ' ، أو بالصدقة وصلة الرحم ^ ( ولا تنس ) ^ حظك من الدنيا أن تعمل فيه لآخرتك ' ع ' ، أولاً تنس الغناء بالحلال عن الحرام أو لا تنس ما أنعم الله عليك فيها أن تشكر الله بطاعته . ^ ( وأحسن ) ^ فيما فرض عليك كما أحسن الله تعالى في نعمه عليك ، أو في طلب الحلال . كما أحسن إليك بالإحلال ، أو أعط فضل مالك كما زادك على قدر حاجتك . ^ ( لا يحب المفسدين ) ^ لا يقربهم ، أو لا يحب أعمالهم . ^ ( قال إنما أوتيته على علم عندي أو لم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعاً ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون ) ^ 78 - ^ ( علم عندي ) ^ بقوتي وعملي ، أو خير عندي ، أو لرضا الله عني وعلمه باستحقاقي ، أو علم بوجه المكاسب ، أو صنعة الكيمياء علمه موسى ثلث الصنعة ويوشع الثلث وهارون / [ 137 / ب ] الثلث . فخدعهما قارون وكان على إيمانه فعلم ما عندهما فعمل الكيمياء وكثرت أمواله . ^ ( ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون ) ^ سؤال استعتاب ، أو لا تسأل عنهم الملائكة لأنهم يعرفونهم بسيماهم ، أو يعذبون ولا يحاسبون ، أو لا يسألون عن إحصاء أعمالهم ويعطون
@ 501 @ الصحائف فيعرفونها ويعترفون بها . ^ ( فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظٍ عظيمٍ وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خيرٌ لمن ءامن وعمل صالحاً ولا يلقاها إلا الصابرون ) ^ 79 - ! 2 " في زينته " 2 ! حشمه ، أو تبعه سبعين ألفاً عليهم المعصفرات وهو أول يوم رؤيت فيه المعصفرات وكان أول من خضب بالسواد ، أو جوار بيض على بغال بيض بسروج من ذهب على قطف أرجوان ! 2 " حظ " 2 ! درجة ، أو جد . ! 2 " فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون " 2 ! 81 - ! 2 " فخسفنا " 2 ! قيل شكاه موسى عليه الصلاة والسلام إلى الله تعالى فأمر الأرض أن تطيع موسى فأقبل قارون وشيعته فقال موسى عليه الصلاة والسلام ' يا أرض خذيهم ' فأخذتهم إلى أعقابهم ، ثم قال : خذيهم فأخذتهم إلى أوساطهم ثم قال : خذيهم فأخذتهم إلى أعناقهم فخسف بهم وبدار قارون وكنوزه ، أو قال بنو إسرائيل : إنما أمر الأرض بابتلاعه ليرث ماله لأنه كان ابن
@ 502 @ عمه فخسف بداره وبجميع أمواله بعد ثلاثة أيام . 82 - ! 2 " ويكأن " 2 ! أو لا يعلم أن الله ، أو لا يرى أن الله ، أو ولكن الله بلغة حمير ، أو الياء صلة تقديره كأن الله ، أو الياء والكاف صلتان تقديره وأن الله ، أو الكاف صلة والياء للتنبيه ، أو ويك مفصولة بمعنى ويح فأبدل الحاء كافاً ، أو ويلك فحذف اللام ، أو وي منفصلة على جهة التعجب ثم استأنف كأن الله . قاله الخليل . ^ ( ويقدر ) ^ يختار له . ' ع ' ، أو ينظر له إن كان الغنى خيراً له أغناه وإن كان الفقير خيراً له أفقره . ' ح ' أو يضيق . ^ ( تلك الدّار الأخرة نجعلها للذين لا يردون علوّا فى الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتّقين من جآء بالحسنة فله خيرٌ منها ومن جآء بالسّيئة فلا يجزى الذين عملوا السّيئات إلا ما كانوا يعملون 83 - ^ ( علواً ) ^ بغياً ، أو تكبراً ، أو شرفاً وعزاً ، أو ظلماً ، أو شركاً أو لا يجزعون من ذلها ولا يتنافسون في عزها . ^ ( فساداً ) ^ أخذها بغير حق ، أو المعاصي ، أو قتل الأنبياء والمؤمنين . ^ ( والعاقبة ) ^ الثواب ، أو الجنة . ^ ( إن الذى فرض عليك القرءان لرآدّك إلى معاد قل رّبى أعلم من جآء بالهدى ومن هو فى ضلال مّبين وما كنت ترجوا أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من رّبك فلا تكونن ظهيراً للكافرين ولا يصدّنّك عن ءايات الله بعد إذ أنزلت إليك وادع
@
503 @ إلى ربك ولا تكونن من المشركين ولا تدع مع الله إلاهاً اخر لا إلاه إلا هو
كل شىء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعوني ) ^ 85 - ^ ( فرض عليك القرآن ) ^
أنزله ، أو أعطاكه ، أو ألزمك العمل به ، أو حمّلك تأديته وتبليغه ، أو بينه على
لسانك . ^ ( معاد ) ^ مكة ، أو بيت المقدس ، أو الموت . ' ع ' ، أو يوم القيامة ،
أو الجنة . 88 - ^ ( إلا وجهه ) ^ إلا هو ، أو ملكه ، أو ما أريد به وجهه ، أو إلا
موت العلماء فإن علمهم باق ، أو إلا جاهه ، لفلان جاه ووجه بمعنى ، أو العمل ، ^ (
له الحكم ) ^ القضاء في خلقه بما شاء ، أو ليس للعباد أن يحكموا إلا بأمره ^ (
ترجعون ) ^ في القيامة فتجزون بأعمالكم .
@ 504 @
سورة العنكبوت
مكيه أو إلا عشر آيات من أولها مدنية إلى ! 2 " وليعلمن المنافقين " 2 !
[ 11 ] ، أو كلها مدنية وقال علي رضي الله تعالى عنه نزلت بين مكة والمدنية .
بسم الله الرحمن الرحيم
^ ( الم أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون ولقد فتنّا الذين من
قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين أم حسب الذين يعملون السيّئات أن
يسبقونا سآء ما يحكمون ) ^ 2 - ! 2 " أحسب " 2 ! أظن قائلو لا إله إلا
الله ! 2 " أن يتركوا " 2 ! فلا يختبر صدقهم وكذبهم ، أو أظن المؤمنون
أن لا يؤمروا ولا ينهوا ، أو أن لا يؤذوا ولا يقتلوا أو خرج قوم للهجرة فعرض لهم
المشركون فرجعوا فنزلت فيهم فلما سمعوها خرجوا فقتل بعضهم وخلص آخرون فنزلت ! 2
" والذين جاهدوا فينا " 2 ! [ الآية : 69 ] . أو نزلت في عمار ومن كان
يعذب في الله تعالى بمكة ، أو في عياش بن أبي ربيعة أخي أبي جهل لأمه عذبه أبو جهل
على إسلامه حتى تلفظ بالشرك مكرهاً ، أو في قوم أسلموا قبل فرض الزكاة والجهاد
فلما فرضا شق
@ 505 @ عليهم ! 2 " لا يفتنون " 2 ! لا يهلكون ، أو لا يختبرون في أموالهم وأنفسهم بالصبر على أوامر الله تعالى وعن نواهيه . 3 - ! 2 " فتنا الذين من قبلهم " 2 ! بما فرض عليهم ، أو بما بلاهم به . ! 2 " فليعلمن الله " 2 ! فليميزن الصادق من الكاذب ، أو ليظهرن لرسوله صدق الصادق . قيل نزلت في مهجع مولى عمر أول قتيل بين الصفين من المسلمين ببدر . فقال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ' سيد الشهداء مهجع ' . وقيل هو أول من يدعى إلى الجنة من شهداء المسلمين . 4 - ! 2 " الذين يعملون السيئات " 2 ! اليهود . والسيئات الشرك ! 2 " يسبقونا " 2 ! يعجزونا فلا نقدر عليهم ، أو يسبقوا ما كتب عليهم من محتوم القضاء . ! 2 " يحكمون " 2 ! يظنون ، أو يقضون لأنفسهم على أعدائهم . ^ ( من كان يرجوا لقاء الله فإن أجل الله لاتٍ وهو السميع العليم ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغنى عن العالمين والذين ءامنوا وعملوا الصالحات لنكفرّنّ عنهم سيئاتهم ولنجزينّهم أحسن الذي كانوا يعملون ) ^ 5 - ^ ( يرجوا ) ^ يخاف ، أو يأمل . ! 2 " لقاء الله " 2 ! لقاء ثوابه ، أو البعث إليه ! 2 " أجل الله " 2 ! بالجزاء في القيامة . ! 2 " السميع " 2 ! لأقوالكم ! 2 " العليم " 2 ! باعتقادكم . ^ ( ووصينا الإنسان بوالديه حسناً وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علمٌ فلا تطعهما
@ 506 @ إلى مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون والذين ءامنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين ) ^ 8 - ^ ( ووصينا الإنسان ) ^ ألزمناه أن يبرهما ، أو ما أوصيناه به من برهما ^ ( حسنا ) ^ ^ ( ليس لك به علم ) ^ حجة ، أو لا يعلم أحد أن لله تعالى شريكاً . نزلت في سعد بن أبي وقاص حلفت أمه أن لا تأكل طعاماً حتى يرجع عن دين محمد [ صلى الله عليه وسلم ] ، أو في عياش بن أبي ربيعة حلفت أمه كذلك وخدعه أخوه لأمه أو جهل حتى أوثقه وعاقبه . ^ ( ومن الناس من يقول ءامنا بالله فإذا أوذى في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصرٌ من ربّك ليقولنّ إنّا كنّا معكم أو ليس الله بأعلم بما في صدور العالمين وليعلمن الله الذين ءامنوا وليعلمنّ المنافقين وقال الذين كفروا للذين ءامنوا اتّبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من
@ 507 @ خطاياهم من شيءٍ إنّهم لكاذبون وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم وليسئلن يوم القيامة عمّا كانوا يفترون 2 * * ) ^ 13 - ^ ( وليحملن أثقالهم ) ^ أعوان الظلمة ، أو المبتدعة إذا تبعوا على بدعهم ، أو محدثو السنن الجائرة إذا عمل بها بعدهم . ^ ( ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فلبث فيهم ألف سنةٍ إلا خمسين عاماً فأخذهم الطوفان وهم ظالمون * 14 * فأنجيناه وأصحاب السفينة وجعلناها ءايةً للعالمين ) ^ 14 - ^ ( نوحاً ) ^ هو أول رسول بعث وبعث من الجزيرة . ^ ( ألف سنة إلا خمسين عاماً ) ^ وهي مبلغ عمره لبث قبل دعائهم ثلاثمائة ودعاهم ثلاثمائة وبقى بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسين ، أو بعث لأربعين ودعاهم ألفاً إلا خمسين وبقي بعد الطوفان ستين فذلك ألف وخمسون ' ع ' ، أو لبث فيهم ألفاً إلا خمسين وعاش بعد ذلك سبعين فذلك ألف وعشرون ، أو بعث على ثلاثمائة وخمسين ودعاهم ألفاً إلا خمسين وبقى بعد ذلك ثلاثمائة وخمسين فذلك ألف وستمائة وخمسون ^ ( الطوفان ) ^ المطر ' ع ' ، أو الغرق ، أو الموت مأثور قيل كان
@ 508 @ الطوفان في نيسان . ^ ( وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون إنّما تعبدون من دون الله أوثاناً وتخلقون إفكاً إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقاً فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون وإن تكذّبوا فقد كذّب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين أو لم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسيرٌ قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الأخرة إن الله على كل شىءٍ قديرٌ يعذّب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء وما لكم من دون الله من ولىٍ ولا نصيرٍ والذين كفروا بئايات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذابٌ أليمٌ ) ^ 21 - ! 2 " يعذب من يشاء " 2 ! بالانقطاع إلى الدنيا ^ ( ويرحم من يشاء ) ^ بالإعراض عنها ، أو يعذب بسوء الخلق ويرحم بحسنه ، أو يعذب بالحرص / [ 138 / ب ] ويرحم بالقناعة ، أو يعذب ببغض الناس له ويرحم بحبهم ، أو يعذب بمتابعة البدعة ويرحم بملازمة السنة .
@ 509 @ ^ ( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرّقوه فأنجاه الله من النار إن في ذلك لاياتٍ لقومٍ يؤمنون وقال إنّما أتخذتم من دون الله أوثاناً مودّة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعضٍ ويلعن بعضكم بعضاً ومأواكم النار وما لكم من ناصرين فأمن له لوطٌ وقال إني مهاجرٌ إلى ربي إنّه هو العزيز الحكيم ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب وءاتيناه أجره في الدنيا وإنّه في الآخرة لمن الصالحين ) ^ 26 - ^ ( لوط ) ^ كان ابن أخيه وآمنت به سارة وكانت بنت عمه ، او كانت سارة أخت لوط . ! 2 " مهاجر " 2 ! للظالمين . فهاجر من الجزيرة إلى حران ، أو من كوثى وهي سواد الكوفة إلى الشام . 27 - ^ ( أجره في الدنيا ) ^ الذكر الحسن ' ع ' ، أو رضا أهل الأديان به ، أو النية الصالحة التي اكتسب بها أجر الآخرة ' ح ' ، أو لسان صدق ، أو ما أوتي في الدنيا من الأجر ، أو الولد الصالح حتى إن أكثر الأنبياء من ولده .
@ 510 @ ^ ( ولوطاً إذا قال لقومه إنّكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين إئنّكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين قال رب انصرني على القوم المفسدين ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنّا مهلكوا أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين قال إن فيها لوطاً قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين ولما أن جاءت رسلنا لوطاً سىءَ بهم وضاق بهم ذرعاً وقالوا لا تخف ولا تحزن إنّا منجّوك وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين إنّا منزلون على أهل هذه القرية رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون ولقد تركنا منها ءاية بينةً لقومٍ يعقلون وإلى مدين أخاهم شعيباً فقال يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر ولا تعثوا في الأرض مفسدين فكذّبوه فأخذتهم الرّجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين وعاداً وثموداً وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين فكلاًّ أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض
@
511 @ ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) ^ 29 - ^
( وتقطعون السبيل ) ^ لأن الناس انقطعوا عن الأسفار حذراً من فعلهم الخبيث ، أو
قطعوا الطريق على المسافرين ، أو قطعوا سبيل النسل بترك النساء إلى الرجال ^ (
ناديكم ) ^ مجلسكم ^ ( المنكر ) ^ كانوا يتضارطون أو يحذفون من يمر بهم ويسخرون
منه مأثور ، أو يأتي بعضهم بعضاً ، أو الصفير ولعب الحمام والجلاهق ومضغ العلك
وبصاق بعضهم على بعض والسؤال وحل أزرار القباء في المجلس . ^ ( مثل الذين اتخذوا
من دون الله أولياء كمثل العنكبوت أتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو
كانوا يعلمون إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شىءٍ وهو العزيز الحكيم وتلك
الأمثال
@ 512 @ نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ) ^ 41 - ^ ( كمثل العنكبوت ) ^ كما
لا يغني عنها بيتها كذلك لا تغني عبادة الأصنام شيئاً وقيل العنكبوت شيطان مسخها
الله عز وجل . ^ ( خلق الله السموات والأرض بالحق إن في ذلك لآيةً للمؤمنين أتل ما
أوحى إليك من الكتاب وأقم الصلاة إنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله
أكبر والله يعلم ما تصنعون ) ^ 45 - ^ ( أتل ) ^ يا محمد على أمتك القرآن . ^ (
وأقم الصلاة ) ^ المفروضة ' ع ' أو القرآن ، أو الدعاء إلى أمر الله تعالى . ^ (
الفحشاء ) ^ الزنا ^ ( والمنكر ) ^ الشرك ' ع ' ، تنهى الصلاة عنهما ما دام المصلي
فيها ، أو تنهى عنهما قبلهما وبعدها ' ع ' قال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] : '
من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله تعالى إلا بعداً ' ، أو ما
تدعوهم إليه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
@ 513 @ نهاهم عن الفحشاء والمنكر ! 2 " ولذكر الله " 2 ! إياكم أكبر من ذكركم إياه ' ع ' ، أو ذكره أفضل من كل شيء ، أو ذكره في الصلاة أفضل مما نهت عنه من الفحشاء والمنكر ، أو ذكره في الصلاة أكبر من الصلاة ، او ذكره أكبر أن تحويه عقولكم ، أو ذكره أكبر من قيامكم بطاعته ، أو أكبر من أن يبقي على صاحبه عقاب الفحشاء والمنكر . ^ ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا ءامنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلاهكم واحدٌ ونحن له مسلمون 46 - ^ ( بالتي هي أحسن ) ^ قول لا إله إلا الله ' ع ' ، أو الكف عند بذل الجزية والقتال عند منعها ، أو إن قالوا شراً قلنا لهم خيراً . ^ ( الذين ظلموا ) ^ أهل الحرب ، أو من منع الجزية ، أو من ظلم بالإقامة على الكفر بعد ظهور الحجة ، أو الذين ظلموا في جدلهم فأغلظوا لهم ، منسوخة ، أو محكمة . ^ ( وقولوا آمنا ) ^ كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية للمسلمين فقال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] : ' لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ^ ( وقولوا آمنا ) ! 2 " الآية " 2 ! ( مسلمون ) ^ بقوله لأهل الكتاب ، أو لمن آمن .
@ 514 @ ^ ( وكذلك أنزلنا إليك الكتاب فالّذين ءاتيناهم الكتاب يؤمنون به ومن هاؤلاء من يؤمن به وما يجحد بأياتنا إلا الكافرون وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطّه بيمينك إذا لاّرتاب المبطلون بل هو ءايات بينات في صدور الذين أتوا العلم وما يجحد بأياتنا إلا الظّالمون 48 - ^ ( وما كنت تتلوا ) ^ قبل القرآن كتاباً من الكتب المنزله ولا / تكتبه بيمينك فتعلم ما فيه حتى يشكوا في إخبارك عنه أنه من وحي الله إليك ، أو كان نعته في الكتب المنزلة أن لا يكتب ولا يقرأ فكان ذلك دليلاً على صحة نبوته . ^ ( المبطلون ) ^ مكذبو اليهود ، أو مشركوا العرب ، أو قريش لأنه لو كتب وقرأ قالوا تعلمه من غيره 49 - ^ ( بل هو آيات ) ^ يعني النبي [ صلى الله عليه وسلم ] في كونه لا يقرأ ولا يكتب آيات بينات في صدور العلماء من أهل الكتاب لأنه في كتبهم بهذه الصفة ، أو القرآن آيات بينات في صدور النبي [ صلى الله عليه وسلم ] والمؤمنين به خصوا لحفظه في صدورهم بخلاف من قبلهم فإنهم كانوا لا يحفظون كتبهم عن ظهر قلب إلا الأنبياء ^ ( الظالمون ) ! 2 " المشركون " 2 ! ( وقالوا لولا أنزل عليه ءاياتٌ من رّبه قل إنّما الآيات عند الله وإنما أنا نذيرٌ مبين أو لم يكفهم أنّا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمةً وذكرى لقومٍ يؤمنون قل كفى بالله بين وبينكم شهيداً يعلم ما في السموات والأرض والذين ءامنوا بالباطل وكفروا بالله
@ 515 @ أولئك هم الخاسرون ) ^ 50 ، 51 - ^ ( لولا أنزل ) ^ اقترحوا عليه الآيات ليجعل الصفا ذهباً وتفجير الأنهار ، أو سألوه مثل آيات الأنبياء كالناقة والعصا واليد وإحياء الموتى ^ ( الآيات ) ^ عند الله تعالى يخص بها من شاء من الأنبياء ^ ( وإنما أنا نذيرٌ ) ^ لا يلزمني الإتيان بالمقترح من الآيات وإنما يلزمني أنه يشهد على تصديقي وقد فعل الله تعالى ذلك وأجابهم بقوله : ^ ( أو لم يكفهم ) ^ دلالة على نبوتك القرآن بإعجازه واشتماله على الغيوب والوعود الصادقة ، أو اراد بذلك ما روي أن الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] أتي بكتاب في كتف فقال : ' كفى بقوم حمقاً أن يرغبوا عما جاءهم به نبيهم إلى غير نبيهم ، أو كتاب غير كتابهم ' فنزلت ^ ( أو لم يكفهم ) ^ ^ ( لرحمة ) ^ استنقاذاً من الضلال . ^ ( وذكرى ) ^ إرشاداً إلى الحق ^ ( لقوم يؤمنون ) ^ يقصدون الإيمان دون العناد . 52 - ^ ( شيهداً ) ^ لي بالصدق ' ع ' والإبلاغ وعليكم بالكذب والعناد . ^ ( بالباطل ) ^ إبليس ، أو عبادة الأصنام ^ ( الخاسرون ) ^ لأنفسهم بإهلاكها ، أو لنعيم الجنة بعذاب النار . ^ ( ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجلٌ مسمى لجاءهم العذاب وليأتينّهم بغتةً وهم لا يشعرون يستعجلونك بالعذاب وإن جهنّم لمحيطة بالكافرين يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعلمون ) ^
@ 516 @ 53 - ! 2 " ويستعجلونك بالعذاب " 2 ! عناداً ، أو استهزاءً كقول النضر ^ ( إن كان هذا هو االحق ) ^ الآية : [ 32 الأنفال ] ! 2 " أجل مسمى " 2 ! القيامة ، أو أجل الحياة إلى الموت وأجل الموت إلى البعث ، أو النفخة الأولى أو الوقت الموقت لعذابهم . ! 2 " بغتة " 2 ! فجأة . ! 2 " لا يشعرون " 2 ! بنزوله قال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] : تقوم الساعة والرجل قد رفع أكلته إلى فيه فما تصل إلى فيه حتى تقوم الساعة ' . ^ ( ياعبادي الذين ءامنوا إنّ أرضى واسعة فإياي فاعبدون كل نفسٍ ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون والذين ءامنوا وعملوا الصالحات لنبوّئنهم من الجنة غرفاً تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون وكأين من دابةٍ لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم . ) ^ 56 - ! 2 " أرضي واسعة " 2 ! فجانبوا العصاة بالخروج من أرضهم ، أو اطلبوا أولياء الله تعالى ، أو رحمتي واسعة ، أو رزقي واسع . ! 2 " فاعبدون " 2 ! بالهجرة إلى المدينة ، أو بأن لا تطيعوا أحداً في معصيتي ، أو فارهبون . 57 - ! 2 " ذائقة الموت " 2 ! كل حي ميت ، أو تجد كرب الموت وشدته إرهاباً
@ 517 @ لهم ليدعوا المعاصي ، أو إعلاماً أن الرسل يموتون فلا تضلوا بموت من مات منهم . 58 - ^ ( لنثوينهم ) ^ / [ 139 / ب ] من الثواء وهو طول المقام والباء لنسكننهم ! 2 " غرقا " 2 ! الغرف أعالي البيوت وهي أنزه وأطيب من البيوت . 60 - ! 2 " لا تحمل رزقها " 2 ! بل ما تأكل بأفواهها ولا تحمل شيئاً ، أو تأكل لوقتها ولا تدخر لغذها ' ح ' ، أو يأتيها بغير طلب وذكر النقاش شيئاً لا يحل ذكره ولبئس ما قال وقال ابن عباس رضي الله عنهما : الحيوان كل ما دب لا يحمل رزقه ولا يدخر إلا ابن آدم والنمل والفأر . ! 2 " يرزقها وإياكم " 2 ! يسوي بين القادر والعاجز والحريص والقانع ليعلم أن ذلك يقدره الله تعالى دون حول وقوة قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : لما أمرهم الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] بالهجرة خافوا الضيعة والجوع وقال بعضهم نهاجر إلى بلدة ليس فيها معاش فنزلت هذه الآية فهاجروا . ^ ( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولنّ الله فأنّى يؤفكون الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له إن الله بكل شيءٍ عليم ولئن سألتهم من نّزّل من السماء ماءً فأحيا به الأرض من بعد موتها لقولن الله قل
@
518 @ الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون وما هذه الحياة الدنيا إلا لهوٌ ولعبٌ وإنّ
الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين
له الدين فلمّا نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ليكفروا بما ءاتيناهم وليتمتعوا فسوف
يعلمون ) ^ 64 - ^ ( الحيوان ) ^ الحياة الدائمة . قال أبو عبيدة : الحيوان
والحياة واحد . ^ ( أو لم يروا أنّا جعلنا حرماً ءامناً ويتخطف الناس من حولهم
أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون * 67 * ومن أظلم ممن أفترى على الله كذباً أو
كذب بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوىً للكافرين والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم
سبلنا وإن الله لمع المحسنين ) ^ 67 - ^ ( ويتخطف الناس ) ^ بالقتل والسبي ^ (
أفبالباطل ) ^ الشرك ، أو إبليس ^ ( وبنعمة الله ) ^ بعافيته ' ع ' ، أو عطائه و
إحسانه أو بالهدى الذي جاء به الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ، أو بإطعامهم من جوع
وأمنهم من خوف . 67 - ^ ( أفترى على الله كذباً ) ^ جعل له شريكاً وولداً . ^ (
بالحق ) ^ التوحيد أو القرآن ، أو محمد [ صلى الله عليه وسلم ] . ^ ( مثوى ) ^ مستقر
.
@ 519 @ 69 - ! 2 " جاهدوا " 2 ! أنفسهم في هواها ، أو العدو بالقتال ،
أو اجتهدوا في الطاعة وترك المعصية ، أو تابوا من ذنوبهم جهاداً لأنفسهم . ! 2
" سبلنا " 2 ! طريق الجنة ، أو دين الحق ، أو نعلمهم ما لا يعلمون ، أو
نخلص نياتهم في الصوم والصلاة والصدقة . ! 2 " لمع المحسنين " 2 !
بالنصر والمعونة .
@
520 @
سورة الروم
مكية اتفاقاً
بسم الله الرحمن الرحيم
^ ( الم غلبت الروم في اذنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضعٍ سنين لله
الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصرمن يشاء وهو العزيز
الرّحيم وعد الله لا يخلف الله وعده ولاكن أكثر النّاس لا يعلمون يعلمون ظاهراً من
الحياة الدنيا وهم عن الأخرة هم غافلون 1 ، 2 ، 3 - كان المسلمون يؤثرون ظهور
الروم على فارس لأنهم أهل كتاب ، وآثر المشركون ظهور فارس على الروم لأنهم أهل
أوثان فلما غلبت فارس سرّ المشركون وقالوا للمسلمين إنكم تزعمون أنكم تغلبونا
لأنكم أهل كتاب وقد غلبت فارس الروم وهم أهل كتاب وكان آخر فتوح كسرى فتح فيه
القسطنطينية بنى فيها بيت النار فبلغ الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] فساءه ذلك
فنزلت هاتان الآيتان فبادر أبو بكر رضي الله عنه فأخبر المشركين بذلك فاقتمر
المسلمين
@ 521 @ والكفار على أنهم يغلبون إلى ثلاث سنين ، أو خمس سنين ، أو سبع سنين . قامر عن المسلمين أبو بكر رضي الله تعالى عنه . وعن المشركين أبو سفيان بن حرب ، أو أبي بن خلف وذلك قبل تحريم القمار وكان العوض خمس قلائص ، أو سبع قلائص فلما علم الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] أن أبا بكر قدر المدة أمره أن يزيد في الخطر فزاد قلوصين وازداد سنتين وكانت الزيادة بعد انقضاء الأجل الأول قبل الغلبة ، أو قبل انقضاء الأجل الأول . وغلبت الروم فارس عام بدر في يوم بدر ، أو / قبل الهجرة بسنتين ، أو عام حديبية . ! 2 " أدنى الأرض " 2 ! أدنى أرض فارس ، أو أدنى أرض الروم عند الجمهور بأطراف الشام ' ع ' ، أو أذرعات الشام كانت بها الوقعة ، أو الجزيرة أقرب أرض الروم إلى فارس ، أو الأردن وفلسطين . 4 ، 5 - ! 2 " بضع " 2 ! ما بين الثلاث إلى العشر . مأثور ، أو ما بين العقدين من الواحد إلى العشرة . قاله بعض أهل اللغة ، فيكون من الثاني إلى التاسع ، أو ما بين الثلاث والتسع . والنيّف ما بين الواحد إلى التسعة ، أو ما بين الواحد والثلاثة عند الجمهور . ! 2 " من قبل " 2 ! ما غلبت الروم ! 2 " ومن بعد " 2 ! ما غلبت ، أو قبل دولة فارس على الروم وبعد دولة الروم على فارس . ! 2 " يفرح المؤمنون " 2 ! جاءهم الخبر بهلاك كسرى يوم الحديبية ففرحوا ! 2 " بنصر الله " 2 ! لضعف فارس وقوة العرب ، أو فرحوا بنصر الروم على فارس لأنهم أهل كتاب مثلهم ، أو لأنه مقدمة لنصرهم على المشركين ، أو لما فيه من تصديق خبر الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] بذلك .
@ 522 @ ! 2 " ينصر من يشاء " 2 ! من أوليائه ونصره مختص بهم وغلبة الكفار ليست بنصر منه وإنما هي بلاء ومحنة ! 2 " العزيز " 2 ! في نقمته من أعدائه ! 2 " الرحيم " 2 ! بأوليائه . 7 - ! 2 " ظاهرا " 2 ! أمر معاشهم متى يزرعون ويحصدون وكيف ينبتون ويغرسون ' ع ' وكبنيان قصورها وشق أنهارها وغرس أشجارها ، أو يعلمون ما ألقته الشياطين إليهم باستراق السمع من أمور الدنيا . ^ ( أو لم يتفكرون في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى إنّ كثيراً من الناس بلقآئ ربّهم لكافرون أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشّد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر ممّا عمروها وجآءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولاكن كانوا أنفسهم يظلمون ثمّ كان عاقبة الذّين أسائوا السّوأى أن كذّبوا بأيات الله وكانوا بها يستهزءون ) ^ 8 - ! 2 " بالحق " 2 ! بالعدل ، أو الحكمة ، أو بأن استحق عليهم الطاعة والشكر ، أو للثواب والعقاب . ! 2 " وأجل مسمى " 2 ! القيامة ' ع ' أو أجل كل مخلوق . 10 - ^ ( أساءوا ) ^ كفروا . ! 2 " السوأى " 2 ! جهنم ، أو عقاب الدارين ' ح ' . ! 2 " أن كذبوا " 2 ! لأن كذبوا . ! 2 " بآيات الله " 2 ! محمد [ صلى الله عليه وسلم ] والقرآن ، أو معجزات الرسل ، أو نزول العذاب بهم . ^ ( الله يبدؤا الخلق ثم يعيده ثم إليه ترّجعون ويوم تقوم السّاعة يبلس
@ 523 @ المجرمون ولم يكن لهم من شركائهم شفعاؤا وكانوا بشركائهم كافرين ويوم تقوم الساعة يومئذٍ يتفرقون فأما الذين ءامنوا وعملوا الصالحات فهم في روضةٍ يحبرون وأما الذين كفروا وكذّبوا بئاياتنا ولقائ الآخرة فأولئك في العذاب محضرون ) ^ 12 - ^ ( يبلس ) ^ يفتضح ، أو يكتئب ، أو ييأس ، أو يهلك ، أو يندم ، أو يتحير . 14 - ^ 0 يتفرقون ) ^ في المكان بالجنة والنار ، أو بالجزاء بالثواب والعقاب . 15 - ^ ( روضة ) ^ البستان المتناهي منظراً وطيباً . ^ ( يحبرون ) ^ يكرمون ' ع ' ، أو ينعمون ، أو يلتذون بالسماع والغناء ، أو يفرحون . والحبرة : السرور والفرح . 16 - ^ ( محضرون ) ^ نازلون ، أو مقيمون ، أو يدخلون ، أو مجموعون . ^ ( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والأرض وعشياً وحين تظهرون يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون ) ^ 17 - ^ ( فسبحان الله ) ^ سبحوه ، أو صلوا له سميت الصلاة تسبيحاً لاشتمالها عليه في الركوع والسجود ، أو من السبحة وهي الصلاة ^ ( تمسون ) ^ المغرب والعشاء المساء بدو الظلام بعد المغيب ^ ( تصبحون ) ^ صلاة الصبح . 18 - ^ ( وله الحمد ) ^ على نعمه ، أو الصلاة لاختصاصها بقراءة حمده بالفاتحة وخص صلاة النهار باسم الحمد لأن تقلب النهار يكثر فيه الإنعام الموجب للحمد والليل وقت فراغ وخلوة يوجب تنزيه الله تعالى من الأسواء فيها . ^ ( وعشياً ) ^ العصر والعشي آخر النهار عند ميل الشمس للمغيب لنقص
@ 524 @ نورها / [ 140 / ب ] أخذ من عشا العين وهو نقص نورها ! 2 " تظهرون " 2 ! صلاة الظهر . نزلت هذه الآية بعد الإسراء به قبل الهجرة وكل آية نزلت تذكر الصلاة قبل الإسراء فليست من الصلوات الخمس لأنهن إنما فرضن ليلة الإسراء قبل الهجرة بسنة . 19 - ! 2 " يخرج " 2 ! الإنسان الحي من النطفة الميتة والنطفة الميتة من الإنسان الحي ' ع ' ، أو المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن ، أو الدجاجة من البيضة والبيضة من الدجاجة ، أو النخلة من النواة والنواة من النخلة والسنبلة من الحبة والحبة من السنبلة . ! 2 " تخرجون " 2 ! كما أحيى الموات وأخرج النبات فكذلك تبعثون . ^ ( ومن ءاياته أن خلقكم من ترابٍ ثم إذا أنتم بشرٌ تنتشرون ومن ءاياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمةً إن في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكرون ) ^ 21 - ! 2 " أزواجا " 2 ! حواء من ضلع آدم ، أو سائر الأزواج من أمثالكم من الرجال . ! 2 " لتسكنوا " 2 ! لتأنسوا ! 2 " مودة " 2 ! محبة ! 2 " ورحمة " 2 ! شفقة ، أو المودة : الجماع والرحمة : الولد ' ح ' ، أو المودة حب الكبير والرحمة والرحمة الحنو على الصغير ، أو الرحمة بين الزوجين . ^ ( ومن ءاياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآياتٍ للعالمين ومن ءاياته منامكم باليل والنهار وابتغاؤكم من فضله إن في ذلك لاياتٍ لقومٍ يسمعون ) ^
@ 525 @ 22 - ! 2 " خلق السماوات والأرض " 2 ! بما فيهما من العبر ، أو لعجز الخلق عن إيجاد مثلهما . ! 2 " ألسنتكم " 2 ! لغاتكم كالعربية والرومية والفارسية ! 2 " وألوانكم " 2 ! أبيض وأحمر وأسود ، أو اختلاف النغمات والأصوات وألوانكم صوركم فلا يشتبه صورتان ولا صوتان . كيلا يشتبهوا في المناكح والحقوق . ! 2 " للعالمين " 2 ! الإنس والجن وبالكسر العلماء . 23 - ! 2 " منامكم بالليل " 2 ! ! 2 " وابتغاؤكم من فضله " 2 ! بالنهار ، أو منامكم وابتغاؤكم فيهما جميعاً لأن منهم من يتصرف في المعاش ليلاً وينام نهاراً وإبتغاء الفضل بالتجارة ، أو بالتصرف في العمل . فالنوم كالموت والتصرف نهاراً كالبعث ! 2 " يسمعون " 2 ! الحق فيتبعونه ، أو الوعظ فيخافونه ، أو القرآن فيصدقونه . ^ ( ومن ءاياته يريكم البرق خوفاً وطمعاً وينزل من السماء ماءً فيحى به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآياتٍ لقومٍ يعقلون ومن ءاياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوةً من الأرض إذا أنتم تخرجون ) ^
@ 526 @ 24 - ! 2 " خوفا " 2 ! للمسافر ! 2 " وطمعا " 2 ! للمقيم ، أو خوفاً من الصواعق وطمعاً في الغيث ، أو خوفاً من البرد أن يهلك الزرع وطعماً في الغيث أن يحييه ، أو خوفاً أن يكون خلباً لا يمطر وطمعاً أن يمطر . 25 - ! 2 " تقوم السماء والأرض " 2 ! تكون ، أو تثبت ! 2 " بأمره " 2 ! بتدبيره وحكمته ، أو بإرادته أن تقوم بغير عمد . ! 2 " دعاكم " 2 ! من السماء فخرجتم من الأرض من قبوركم عبر عن النفخة الثانية بالدعاء ، أو أخرجهم بدعاء دعاهم به ، أو بما هو بمنزلة الدعاء وبمنزلة قوله كن . ^ ( وله من في السموات والأرض كلّ له قانتون وهو الذي يبدؤا الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم ) ^ 26 - ! 2 " قانتون " 2 ! مطيعون . مأثور ، أو مصلون ' ع ' ، أو مقرون بالعبودية ، أو قائمون له يوم القيامة ، أو قائمون بالشهادة أنهم عباده ' ع ' أو مخلصون . 27 - ! 2 " يبدأ الخلق " 2 ! بعلوقه في الرحم ثم يعيده بالبعث استدلالاً بالنشأة على الإعادة . ! 2 " أهون عليه " 2 ! إعادة الخلق أهون على الله تعالى من ابتدائه لأن
@ 527 @ الإعادة أهون من البدأة عرفاً وإن كانا هينين على الله تعالى ، أو الإعادة أهون على المخلوق لأنه يقلب نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظماً ثم رضيعاً ثم فطيماً وفي الإعادة يصاح به فيعود سوياً ' ع ' أو أهون بمعنى هين قال : % ( إن الذي سمك السماء بنى لنا % بيتاً دعائمه أعز وأطول ) % وأهون / [ 141 / أ ] أيسر وأسهل ! 2 " المثل الأعلى " 2 ! الصفة العليا ليس كمثله شيء ' ع ' أو شهادة أن لا إله إلا الله ، أو يحيي ويميت ! 2 " العزيز " 2 ! المنيع في قدرته أو القوي في انتقامه ! 2 " الحكيم " 2 ! في تدبيره ، أو في إعذاره وحجته إلى عباده . ! 2 " ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله وما لهم من ناصرين " 2 ! 28 - ! 2 " ضرب لكم مثلا " 2 ! سبب ضربه إشاركهم في عبادته ، أو قولهم في التلبية إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك ، أو كانوا يورثون آلهتهم أي لما لم يشرككم عبيدكم في أموالكم لملككم إياهم فالله تعالى أولى أن لا يشاركه أحد في العبادة لأنه مالك كل شيء ! 2 " تخافونهم " 2 ! أن يشاركوكم في أموالكم كما تخافون ذلك من شركائكم ، أو تخافون أن يرثوكم كما تخافون ورثتكم ، أو تخافون لأئمتهم كما يخاف بعضكم بعضاً .
@
528 @ ^ ( فأقم وجهك للدّين حنيفاً فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق
الله ذلك الدّين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون منيبين إليه وأتقوه وأقيموا
الصلاة ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقّوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما
لديهم فرحون ) ^ 30 - ! 2 " وجهك " 2 ! قصدك ، أودينك ، أوعملك ، ! 2
" حنيفا " 2 ! مسلماً ، أو مخلصاً ، أو متبعاً ، أو مستقيماً ، أو حاجاً
' ع ' أو مؤمناً بجميع الرسل . ! 2 " فطرة الله " 2 ! صنعة الله ، أو
دينه الإسلام ' ع ' الذي خلق الناس عليه
@ 529 @ ^ ( الخلق الله ) ^ لدين الله ، أو لا يتغير بخلقه من البهائم أن يخصى
فحولها ' ع ' أو لا خالق غير الله كخلقه ! 2 " الدين القيم " 2 ! الحساب
البين ، أو القضاء المستقيم ' ع ' . 31 - ! 2 " منيبين " 2 ! مقبلين ،
أو داعين ، أو مطيعين ، أو تائبين من الذنوب والإنابة من القطع وهي الانقطاع إلى
الله تعالى بالطاعة ومنه الناب لقطعه ، أو من ناب ينوب إذا رجع مرة بعد مرة ومنه
النوبة لأنها الرجوع إلى عادة . \ 32 - ! 2 " فرقوا دينهم " 2 !
بالاختلاف فصاروا فرقاً و ^ ( فارقوا دينهم ) ^ وهم اليهود ، أو اليهود والنصارى ،
أو خوارج هذه الأمة مأثوره ، أو أهل الأهواء والبدع مأثور . ! 2 " شيعا
" 2 ! فرقاً ، أو أديان ! 2 " بما لديهم " 2 ! من الضلالة ! 2
" فرحون " 2 !
@ 530 @ مسرورون عند الجمهور ، أو معجبون أو متمسكون . ^ ( وإذا مس الناس ضرٌ دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمةً إذا فريقً منهم بربهم يشركون ليكفروا بما ءاتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون أم أنزلنا عليهم سلطاناً فهو يتكلم بما كانوا به يشركون وإذا أذقنا الناس رحمةً فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدّمت أيديهم إذا هم يقنطون ) ^ 35 - ! 2 " سلطانا " 2 ! كتاباً ، أو عذراً ، أو برهاناً ، أو رسولاً . 36 - ! 2 " رحمة " 2 ! عافية وسعة ، أو نعمة ومطر ! 2 " سيئة " 2 ! بلاء وعقوبة ، أو قحط المطر . ! 2 " يقنطون " 2 ! القنوط اليأس من الرحمة والفرج عند الجمهور أو ترك فرائض الله تعالى في السر ' ح ' . ^ ( فأت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خيرٌ للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون وما ءاتيتم من رباّ ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عندالله وما ءاتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شىءٍ سبحانه وتعالى عما يشركون ) ^ 38 - ! 2 " ذا القربى " 2 ! قرابة الرجل يصلهم بماله ونفسه ، أو قرابة الرسول [ صلى الله عليه وسلم ]
@ 531 @ بنو هاشم وبنو المطلب يعطون حقهم من الفيء والغنيمة . ! 2 " وابن السبيل " 2 ! المسافر ، أو الضيف ' ع ' . 39 - ! 2 " من ربا " 2 ! هو أن يهدي الهدية ليكافأ بأفضل منها ' ع ' ، أو رجل خدم في السفر فجعل له جزء من الربح لخدمته لا لوجه الله تعالى ، أو رجل وهب قريبه ليصير غنياً ذا مال ولا يفعله طلباً للثواب . ^ ( فلا يربو ) ^ لا يكون له ثواب عند الله ! 2 " زكاة " 2 ! مفروضة ، أو صدقة . ! 2 " وجه الله " 2 ! ثوابه ! 2 " المضعفون " 2 ! الحسنة بعشر ، أو يضاعف أموالهم في الدنيا بالنمو والبركة . ^ ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلّهم يرجعون 6 * * قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين ) ^ 41 - ! 2 " الفساد " 2 ! الشرك ، أو المعاصي أو قحط المطر ، أو فساد البر قتل ابن آدم أخاه وفساد البحر أخذ السفينة غصباً ! 2 " البر " 2 ! الفيافي ! 2 " والبحر " 2 ! القرى . العرب تسمى الأمصار / [ 141 / ب ] البحر ، أو البر أهل العمود والبحر أهل القرى والريف ، أو البر بادية الأعراب والبحر الجزائر ، أو البر ما كان من المدن والقرى على غير نهر والبحر ما كان منها على شاطئ نهر ' ع ' ! 2 " بعض الذي عملوا " 2 ! لأن
@ 532 @ للمعصية جزاء عاجلاً وجزاء آجلاً . ! 2 " يرجعون " 2 ! عن المعاصي ، أو إلى الحق ، أو يرجع من بعدهم ' ح ' . ^ ( فأقم وجهك للذين القيم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله يومئذ يصدّعون من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحاً فلأنفسهم يمهدون ليجزى الذين ءامنوا وعملوا الصالحات من فضله إنّه لا يحب الكافرين ) ^ 43 - ! 2 " فأقم وجهك " 2 ! للتوحيد ، أو استقم للدين المستقيم بصاحبه إلى الجنة ! 2 " يصدعون " 2 ! يتفرقون في عرصة القيامة ، إلى النار والجنة ، أو يتفرق المشركون وآلهتهم في النار . 44 - ! 2 " يمهدون " 2 ! يسوون المضاجع في القبور ، أو يوطئون في الدنيا بالقرآن وفي الآخرة بالعمل الصالح . ^ ( ومن ءاياته أن يرسل الرياح مبشراتٍ وليذيقكم من رحمته ولتجرى الفلك بأمره ولتبغوا من فضله ولعلّكم تشكرون ولقد أرسلنا من قبلك رسلاً إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الدين أجرموا وكان حقاً علينا نصر المؤمنين ) ^ 46 - ! 2 " مبشرات " 2 ! بالمطر رياح الرحمة أربعة المبشرات والذرايات والناشرات والمرسلات ، ورياح العذاب أربعة العقيم والصرصر في البر والعاصف والقاصف في البحر ! 2 " من رحمته " 2 ! بردها وطيبها ، أو المطر . 47 - ! 2 " نصر المؤمنين " 2 ! الأنبياء بإجابة دعائهم على مكذبيهم ، أو نصرهم بإيجاب الذب عن أعراضهم .
@ 533 @ ^ ( الله الذي يرسل الرياح فتثير سحاباً فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفاً فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرونَ وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين فانظر إلىءاثار رحمت الله كيف يحي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحي الموتى وهو على كل شيءٍ قديرٌ ولئن أرسلنا ريحاً فرأوه مصفراً لظلوا من بعده يكفرون ) ^ 48 - ! 2 " كسفا " 2 ! قطعاً ، أو متراكباً بعضه على بعض ، أو في سماء دون سماء . ! 2 " الودق " 2 ! البرق ، أو المطر . 50 - ! 2 " رحمة الله " 2 ! المطر . 51 - ! 2 " فرأوه " 2 ! رأوا السحاب ! 2 " مصفرا " 2 ! بأنه لا يمطر ، أو الزرع مصفراً بعد خضرته ' ع ' . ! 2 " لظلوا " 2 ! أظل إذا فعل أول النهار ووقت الظل وكذلك أضحى فتوسعوا في استعمال ظل في أول النهار وآخره وقل ما يستعمل أضحى إلا في صدر النهار . ^ ( فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولو مدبرين وما أنت بهاد العمى عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بئاياتنا فهم مسلمون ) ^ 52 - ! 2 " الموتى " 2 ! الذين ماتوا كفاراً و ! 2 " الصم " 2 ! الذين تولوا عن الهدى فلم يسمعوه ، أو مثل الكافر في أنه لا يسمع بالميت والأصم لأن كفره قد أماته وضلاله قد أصمه . ! 2 " مدبرين " 2 ! لأن المدبر لا يفهم بالإشارة وإن كان الأصم لا يسمع مقبلاً ولا مدبراً قيل نزلت في بني عبد الدار . ! 2 " الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير " 2 !
@ 534 @ 54 - ! 2 " ضعف " 2 ! نطفة . ! 2 " قوة " 2 ! شباباً . ! 2 " ضعفا " 2 ! هرماً ! 2 " وشيبة " 2 ! شمطاً . ^ ( ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمين ما لبثوا غير ساعةٍ كذلك كانوا يؤفكون وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون 4 * * ) ^ 55 - ! 2 " المجرمون " 2 ! الكفار . ! 2 " ما لبثوا " 2 ! في الدنيا ، أو في القبور ! 2 " كذلك " 2 ! هكذا ! 2 " يؤفكون " 2 ! يكذبون في الدنيا ، أو يصرفون عن الإيمان بالبعث . 56 - ! 2 " الذين أوتوا العلم " 2 ! الملائكة ، أو أهل الكتاب . ! 2 " في كتاب الله " 2 ! في علمه ، أو بما بيانه في كتابه ، أو تقديره : أوتوا العلم في كتاب الله والإيمان ! 2 " لقد لبثتم " 2 ! في الدنيا ، أو القبور إلى يوم البعث . ! 2 " لا تعلمون " 2 ! أن البعث حق . 57 - ! 2 " معذرتهم " 2 ! في تكذيبهم . ! 2 " يستعتبون " 2 ! يستتابون ، أو يعاتبون على سيئاتهم أو لا يطلب منهم العتبى وهو أن يردوا إلى الدنيا ليؤمنوا . ^ ( ولقد ضربنا للناس في هذا القرءان من كل مثلٍ ولئن جئتهم بئايةٍ ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفّنّك الذين لا يوقنون ) ^ 60 - ! 2 " ولا يستخفنك " 2 ! لا يستعجلنك ، أو لا يستفزنك ، أو لا يستنزلنك . ! 2 " لا يوقنون " 2 ! لا يومنون ، أو لا يصدقون بالعبث والجزاء .
@
535 @
سورة لقمان
مكية ، أو إلا آيتين نزلتا بالمدينة ^ ( ولو أن ما في الأرض ) ^ : [ 27 ] والتي
بعدها ، أو إلا آية ! 2 " الذين يقيمون الصلاة " 2 ! : [ 4 ] .
بسم الله الرحمن الرحيم
^ ( الم تلك ءايات الكتاب الحكيم هدىً ورحمةً للمحسنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون
الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون أولئك على هدىً من ربهم وأولئك هم المفلحون ) ^ 2 -
! 2 " الحكيم " 2 ! المحكم آياته بالحلال والحرام والأحكام ، أو المتقن
! 2 " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه " 2 ! [ فصلت : 42 ] أو
البين أنه من عند الله ، أو المظهر للحكمة بنفسه / [ 142 / أ ] كما يظهرها الحكيم
بقوله . 2 - ! 2 " هدى " 2 ! من الضلالة ، أو إلى الجنة . ! 2 "
ورحمة " 2 ! من العذاب لما فيه من الزواجر عن استحقاقه ، أو بالثواب لما فيه
من البواعث على استيجابه ، نعته بذلك أومدحه به ! 2 " للمحسنين " 2 !
الإحسان الإيمان الذي يحسن به إلى نفسه ، أو الصلة والصلاة ، أو أن تخشى الله كأنك
تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك وتحب للناس ما تحب لنفسك . 5 - ! 2 " هدى من
ربهم " 2 ! نور ، أو بينة ، أو بيان ! 2 " المفلحون " 2 ! السعداء
، أو المنجحون ، أو الناجون ، أو الذين أدركوا ما طلبوا ونجوا من شر ما منه هربوا
' ع ' .
@
536 @ ^ ( ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علمٍ ويتخذها
هزواً أولئك لهم عذابٌ مهين وإذا تتلى عليه ءاياتنا ولى مستكبراً كأن لم يسمعها
كأن في أذنيه وقراً فبشره بعذابٍ أليمٍ إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات لهم جنات
النعيم خالدين فيها وعد الله حقاً وهو العزيز الحكيم ) ^ 6 - ! 2 " يشتري لهو
الحديث " 2 ! شراء المغنيات ، أو الغناء ' ع ' ، أو الزمر والطبل ، أو الباطل
، أو الشرك ، أو ما ألهى عن الله تعالى ، أو الجدال في الدين والخوض في الباطل
نزلت في النضر بن الحارث كان يجلس فإذا قيل له : قال محمد كذا ضحك وحدثهم بحديث
رستم واسفنديار وقال : إن حديثي أحسن حديثاً من محمد . أو في قرشي اشترى مغنية شغل
بها الناس عن اتباع الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] . ! 2 " ليضل " 2 !
ليصد عن دين الله تعالى ، أو ليمنع من قراءة القرآن .
@ 537 @ ! 2 " ويتخذها " 2 ! يتخذ سبيل الله ^ ( هزؤاً ) ^ يكذب بها ،
أو يستهزئ بها . ! 2 " خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن
تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم
هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين " 2 !
10 - ! 2 " بغير عمد " 2 ! وأنتم ترونها ، أو بعمد لا ترونها ! 2 "
أن تميد " 2 ! تزول ، أو تتحرك . ! 2 " وبث " 2 ! بسط ، أو فرق ! 2
" دابة " 2 ! سمي به الحيوان لدبيبه
@ 538 @ والدبيب الحركة . ! 2 " فأنبتنا " 2 ! الناس نبات الأرض فالكريم من دخل الجنة واللئيم من دخل النار ، أو الأشجار والزروع ! 2 " زوج " 2 ! نوع ! 2 " كريم " 2 ! حسن أو الثمر الطيب ، والنافع . ^ ( ولقد ءاتينا لقمان الحكمة أن أشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد ) ^ 12 - ! 2 " لقمان " 2 ! نبي - قاله عكرمة ، أو من سودان مصر ذو مشافر أعطاه الله تعالى الحكمة ومنعه النبوة ، أو كان عبداً حبشياً ، أو نوبياً قصيراً أفطس خياطاً بمصر ، أو راعياً ، أو نجاراً وكان فيما بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام ، أو ولد لعشر سنين من ملك داود وبقي إلى زمان يونس ! 2 " الحكمة " 2 ! الفهم والعقل ، أو الفقه والعقل والإصابة في القول ، أو الأمانة ! 2 " أن أشكر " 2 ! آتيناه الحكمة والشكر ، أو آتيناه الحكمة لأن يشكر قاله الزجاج ! 2 " اشكر لله " 2 ! أحمده على نعمه ، أو أطعه ولا تشرك به ، أو لا تعصه على نعمه ! 2 " يشكر لنفسه " 2 ! لأنه تزداد نعمه كلما ازداد شكراً . ! 2 " ومن كفر " 2 ! بالنعمة ، أو بالله واليوم الآخر . ! 2 " غني " 2 ! عن خلقه ! 2 " حميد " 2 ! في فعله ، أو غني عن فعله مستحمد إلى خلقه . ^ ( وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيمٌ
@ 539 @ ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصلناه في عامين ان اشكر لي ولوالديك إلى المصير وإن جهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلى ثم إلى مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ) ^ 13 - ^ ( يعظه ) ^ يذكره ويؤدبه ^ ( لظلم ) ^ يظلم به نفسه ^ ( عظيم ) ^ عند الله قيل : كان ابنه مشركاً . 14 - ^ ( ووصينا الإنسان ) ^ عامة ، أو نزلت في سعد بن أبي وقاص . ^ ( وهناً على وهن ) ^ شدة على شدة ' ع ' ، أو جهداً على جهد ، أو ضعفاً على ضعف ، ضعف الولد على ضعف الوالدة ، أو ضعف نطفة الأب / [ 142 / ب ] على ضعف نطفة الأم ، أو ضعف الولد أطور خلقه ، نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظماً ثم سوياً ثم وليداً ثم رضيعاً ثم فطيماً . ^ ( أشكر لي ) ^ النعمة بالحمد والطاعة ^ ( ولوالديك ) ^ التربية بالبر والصلة . 15 - ^ ( معروفا ) ^ إحساناً تعودهما إذا مرضا وتشيعهما إذا ماتا وتواسيهما إذا افتقرا ^ ( ومن أناب ) ^ أقبل بقلبه ^ ( إليّ ) ^ مخلصاً وهو الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] والمؤمنون . ^ ( يا بنى إنها أن تك مثقال حبةٍ من خردلٍ فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبيرٌ يا بنى أقم الصلاة وأمر بالمعروف وأنه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ولا تصعر خدك للناس ولا===
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق